السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مغارة الدم في دمشق
المكان الذي قتل فيه قابيل أخاه هابيل..أول جريمة في التاريخ
يقع جامع الأربعين في دمشق في أعلى جبل الأربعين، ويبدو واضحاً وظاهراً للناظر من الشام إلى الجبل وفيه تقع مغارة الدم أو مغارة الأربعين وفيه أيضاً أول جريمة في التاريخ.
ويقال أن في هذا المسجد صلى الكثير من الأنبياء وإليه لجؤوا من جور وظلم السلاطين والملوك ولجأ إليه الكثير من الرجال الصالحون، وفيه محرابان وعدد من الأضرحة لرجال صالحون و في هذا المسجد يكون الدعاء مقبولاً ويستجيب الله للداعي.
مكان ديني مهم
تحتاج للوصول إلى المسجد إلى ما يعرف (بالسوزكي أو الهوندا) ويمكن أن يوصلك أحد السرافيس إلى ما يقرب بربع المسافة تقريباً؛ وأما عن طبيعة المنطقة هي بالطبع جبلية وهي مكتظة بالسكان والبيوت متقاربة من بعضها البعض.وهي تطل على الشام بإطلالة رائعة ومذهلة وهى تعتبر واجهة الشام عند الوصول إلى أول الجبل تجد أدراجاً حديثة يجري بناؤها وبسور حديدي يحيط بالدرج؛ سابقاً كان الوصول إلى ذلك المكان أي جامع الأربعين، مشياً على الأقدام على صخور الجبل؛ المكان يتبع لوزارة الأوقاف وهي المعنية بالمباشر بالإشراف عليه .
مغارة الدم وما يقال عنها
تسمى هذه المغارة بمغارة الأربعين لأن أربعين محراباً يقعون فوقها، وفي زاوية هذه المغارة فتحة تمثل فماً كبيراً يظهر اللسان والأضراس والأسنان وسقف الفم وأمامها على الأرض صخرة عليها خط أحمر يمثل لون الدم لذا تسمى بمغارة الدم وفي سقف المغارة شق صغير ينقط منه الماء ليسقط في جرن صغير يأخذ الناس الماء (المبارك ) ظناً منهم أنه يشفي من الأمراض حسب الرواية المتناقلة عن هذا المكان.
أول جريمة قتل في التاريخ :
أن قابيل قتل أخاه هابيل في هذا المكان ليشهد أول جريمة قتل في التاريخ الإنساني فبكى الجبل لهول هذه الجريمة وبقيت دموعه (حتى الآن) تتقاطر، وفتح الجبل فاه يريد أن يبتلع القاتل ففر وفي كلام آخر أنه أي الجبل شهق من هول ما رأى (جريمة القتل ) ومعالم الفم ظاهرة وقيل أنه في يوم من الأيام كاد أن يسقط سقف مغارة الدم على أحد الأنبياء فقام سيدنا جبريل عليه السلام بوضع كفه على سقف المغارة فمنعه من السقوط, وبقي أثر كفه في سقف المغارة، وبجواره توجد كلمة الله بارزة على الصخر. ويوجد قطعة من الحجر التي يقال أن قا بيل قتل أخاه هابيل فيها ولا تزال موجودة في هذه المغارة منذ ارتكاب هذه الجريمة. ويوجد محرابان يعتقد أنهما للنبي ابراهيم والآخر للخضر قيل أنهما كانا هنا في الماضي وكانا يصليان كل في محرابه ، فالمحراب الأول للنبي ابراهيم والثاني للخضر.
ويوجد أربعون محرابا ًخارج المغارة فوقها تقريباً ويعودون إلى ما يعرف بالأولياء الأبدال وهم أربعون رجل ًصالحاً وهم قائمون على حماية بلاد الشام أتوا وتعبدوا في هذا المكان قبل أن ينصرفوا قبل الإسلام وهم موحدون وطبعاً حسب رواية القائم على المكان والأربعون محراب رمزٌ لتواجدهم هنا في الماضي ولهذا السبب سمي الجبل والمقام بالأربعين،وقد روى حديثا عن الأبدال : عن علي بن أبي طالب قال رسول الله (ص) الأبدال في الشام هم أربعون رجلاً كلما مات رجلٌ أبدل الله مكانه رجلاً يسسقى الغيث وينتصر على الأعداء ويصرف عن الشام بهم الأعداء وأسماؤهم غير معروفة و من بنى المسجد الذي بجوار المغارة هو السلطان عبد الحميد ثم جدد بناؤه مجيد الدين الأيوبي.
ويوجد في المكان ضريحان لخادمي المسجد في الماضي وبجوار المغارة يوجد خزان تتجمع فيه مياه الأمطار لتستخدم للشرب وبأغراض أخرى.
بعض الرويات التاريخية
ماورد في كتاب تاريخ دمشق الكبيرلابن عساكر:
(أن إلياس إختبأ من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله تعالى الملك ووَّلاه غيره فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم ).
ويروي أنه موضع الحاجات من الله تبارك تعالى لا يرد الله سائلاً .
وروي أن عمر بن عبد العزيز صعد على موضع الدم يسأل الله تبارك وتعالى أن يسقينا فسقانا.
وكذلك فعل معاوية بن أبي سفيان وفي خلافة هشام صعدوا إلى موضع قتل ابن آدم فسأل الله تعالى أن يسقينا المطر فسقانا .
عن ابن عباس يقول سمعت رسول الله يقول: اجتمع الكفار يتشاورون فيَّ ، فقال (ص) يا ليتني بالغوطة بمدينة يقال لها دمشق حتى أتي موضع مستغاث الأنبياء حيث قتل ابن آدم أخاه فأسال الله أن يهلك قومي فإنهم ظالمون.
ابن جبير الأندلسي :
( وبجبل قاسيون أيضاً لجهة الغرب , على مقدار ميل أو أزيد من المولد المبارك , مغارة تعرف بمغارة الدم , لأن فوقها في الجبل دم هابيل قتيل أخيه قابيل ابني آدم , صلى الله عليه وسلم , يتصل من نحو نصفا الجبل إلى المغارة , وقد أبقى الله منه في الجبال آثاراً حمراً في الحجارة تحك فتستحيل , وهي كالطريق في الجبل , وتنقطع عند المغارة , وليس يوجد في النصف الأعلى من المغارة آثار تشبهها , فكان يقال : إنها لون حجارة الجبل , وإنما هي من الموضع الذي جر منه القاتل أخيه حيث قتله حتى انتهى إلى المغارة , وهي من آيات الله تعالى, وعليها مسجد قد أتقن بناؤه , وتصعد إليه على أدراج ).
صور المسجد و المغارة
مسجد الأربعين الذي بداخله المغارة
هذه هي صرخة المغارة عندما قتل هابيل
وقام جبريل برفع الجبل الذي أراد أن يطبق على قابيل الذي قتل أخاه وتظهر معالم الأصابع واضحةً في الجبل , وبقي أثر كفه في سقف المغارة، وبجواره توجد كلمة الله بارزة على الصخر.
صور من داخل المغارة
في النهاية مهما تكن حقيقة الأمور و القصص تبقى هذه المغارة آية من آيات الله التي لا تحصى ليس لنا إلا الوقوف أمامها خاشعين من قدرة الله
و الله أعلـــــــم
في أمـــــان الله
و لكـ مني أعطر تحية
مميزه كعادتك
ننتظر جديدك المميز
في امان الله
و لكـ مني أعطر تحية
و لكـ مني أعطر تحية