تخطى إلى المحتوى

من قصص القرآن – الشريعة الاسلامية 2024.

  • بواسطة
من قصص القرآن ( سليمان عليه السلام )

استمر نبي الله سليمان عليه السلام يحكم مملكة بني إسرائيل ،بما آتاه اللع تعالي من الملك والنبوة ويدعو قومه إلي عبادة الله الواحد القهار ، وتطبي شريعة الله ،ونشر دينه فى الأرض

ماشاء الله تعالي له أن يحيا حتي حضرته الوفاة ،فتوفاه الله تعالي وكما كانت حياة سليمان عليه السلام مليئة بالغرائب والمعجزات ،والخوارق االتي سخرها الله تعالي له ، مثل تسخير الجن

لخدمته ،وتسخير الرياح لحمله إلي أى مكان شاء الذهاب إليه ، وفهمه لغة الطيور والحيوانات وحديثه معها ، وغيرها ، كذلك كانت وفاة سليمان عليه السلام آية وعبرة .. فد أراد الله

تعالي أن يموت سليمان عليه السلام بطريقة معينة لحكمة عليا اقتضتها مشيئته سبحانه ، وهي إبطال اعتقاد خاطئ سيطر على الناس فى عهد سليمان عليه السلام وهي أن فى استطاعته الجن

الاطلاع على الغيب ،ومعرفته والذي كادت أن تقع بينهم فتنه بسببه.. وقد كان الجن يوهمون الناس بأن فى مقدورهم الاطلاع علي الغيب ..

وقد زاد فى اعتقاد الناس بقدرة الجن على معرفة الغيب والاطلاع عليه ماكانوا يرونه من الأعمال الخارقة ، التي يقوم بها الجن والتي كان نبي الله سليمان عليه السلام يكلفهم أداءها مثل بناء

القصور والدور والمحاريب والغوص فى أعماق البحار واستخراج اللؤلؤ والمرجان وغيرهما من الأحجار الكريمة ..

كما أن الجن كانوا يقومون بغير ذلك من الأعمال الخارقة ولذلك كان من السهل علي الناس أن يصدقوا أن الجن يمكن لهم الاطلاع علي الغيب ومعرفته ..

اعتقد الناس ذلك فى زمن النبي سليمان عليه السلام ونسوا أن الغيب أمر لا يعلمه إلا الله وحده ..نسوا أن معرفة الغيب أمر يستحيل لأي مخلوق الاطلاع عليه ..

الغيب أمر مستحيل علي الإنس والجن الأنبياء حتي سليمان عليه السلام لم يكن ليعلم الغيب فكيف تعلمه الجن ولذلك جاء موت سليمان عليه السلام كما سنعرف من قليل ليكذب هذا الاعتقاد

ويوضح للناس أن الغيب سر من أسرار الله تعالي والذي لا يمكن أن يطلع عليه أحد من خلقه ..

قال الله تعالي : فلما قضينا عليه الموت مادلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين .. سبأ 14

روي ابن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال ،قال صلي الله عليه وسلم : كان سليمان نبي الله عليه السلام إذا صلي رأي شجرة نابته بين يديه فيقول لها :مااسمك؟ فتقول كذا فيقول

لأي شئ أنت؟! فإن كانت لغرس غرست ، وإن كانت لدواء أنبتت ، فبينما هو يصلي ذات يوم إذ شجرة بين يديه ، فقال لها : مااسمك ؟! قالت : الخروب قال لأي شئ أنت؟!

قالت لخراب هذا البيت فقال سليمان عليه السلام : اللهم عم علي الجن موتي ، حتي تعلم الإنس أن الجن لا يعلمون الغيب ، فنحتها عصاً فتوكأ عليها حولاً عاماً والجن تعمل فأكلتها الأرضة

فتبينت الإنس ن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين فشكرت الجن للأرضة فكانت تأتيها بالماء ..

لما انقضي عمر سليمان عليه السلام فى الدنيا وحان وقت موته دخل محرابة للصلاة والاعتكاف لله تعالي وكان المحراب مبنياً من الزجاج الثمين بحيث يري من خارجة من بداخله .

وقف نبي الله سليمان عليه السلام متكئاً علي عصاه وأخذ يصلي لله .. وقد كان من عادة سليمان عليه السلام إذا دخل محرابه ألا يدخل عليه أحد من إنس أو جن ليقطع صلاته واعتكافه

حتي يخرج هو إليهم ..

وكانت الجن والشياطين يرون سليمان عليه السلام فى أثناء اعتكافه وصلاته ولذلك كانوا يستمرون فى أداء الأعمال الشاقة التي كلفهم سليمان عليه السلام أدائها خوفاً من عقابه لهم وتعذيبه

إياهم ..

وانقضي عمر سليمان عليه السلام فهبط له ملك الموت وقبض روحه ..

وظل سليمان عليه السلام مستنداً إلي عصاه والجن والشياطين ينظرون إليه يطنون أنه لم يزل حياً ، ولذلك استمروا فى اداء أعمالهم الشاقة التي كلفهم إياها سليمان عليه السلام .

واستمر سليمان عليه السلام مستنداً إلي عصاه عاماً كاملاً والجن ومردة الشياطين يظنون أنه لم يزل حياً ..

أراد الله تعالي كشف ادعاء الجن بمعرفة الغيب واعتقاد الإنس فى ذلك ..

أرسل الله تعالي دابة الأرض وي نوع من النمل يقال له الأرضة علي عصا سليمان عليه السلام التي يتكي عليها فأخذت تأكلها ..

وبمرور الأيام أكلت دابة الأرض جزءاً من العصا حتي أضعفتها وتحت ثقل جسم سليمان عليه السلام كسرت العصا ..وسقط جسد سليمان عليه السلام علي أرض المحراب ، محدثاً صوتاً

وأسرع الناس يستطلعون ماحدث داخل المحراب فوجدوا سليمان عليه السلام قد مات منذ فتره .. ويقال إنهم قد حسبوا الجزء الذي تأكله دابة الأرض فى اليوم الواحد ، فعرفوا أن سليمان

عليه السلام قد مكث ميتاً عاماً كاملاً قبل أن يكتشفوا موته ..

وأيقن الناس أن الجن كانوا يكذبون عليهم حينما كانوا يوهمونهم بقدرتهم علي معرفة الغيب ولو كانوا صادقين فى ادعائهم لعلموا بموت سليمان عليه الله فى حينه ، ولما ظلوا طول هذا الوقت

مقيدين فى الأغلال وهم يؤدون الأعمال الشاقة التي كلفهم سليمان عليه السلام بأداءها وهم يظنون أنه يراقبهم..

ويقال إن الجن قد قالوا للأرضة بعد أن علموا أنها كانت السبب فى كشف موت سليمان عليه السلام : لو كنت تأكلين الطعام لأتيناك بأطيب الطعام ولو كنت تشربين الشراب سقيناك أطيب

الشراب ولكننا سننقل إليك الماء والطين ..

ومما يروي فى موت سليمان أن سليمان عليه السلام قال لملك الموت : إذا أردت أن تقبض روحي فأعلمني ..

فقال ملك الموت : ما أنا أعلم بذاك منك إنما هي كتب يلقي إلي فيها تسميه من يموت ..

وهذا يؤكد أن الغيب أمر من اختصاص الله تعالي لا يطلع عليه أحد من خلقة حتي الملائكة والأنبياء وقد سئل رسولنا صلي الله عليه وسلم عن الساعة فقال : ما المسئول عنها بأعلم من

السائل ..

مات نبي الله سليمان عليه السلام كمان مات من سبقه من الأنبياء وكما تموت الأحياء فالموت هو نهاية كل حي ..

ويقال أنه عاش اثنين وخمسين عاماً .. وشيع إلي مثواه الأخير فى موكب جليل يليق به كنبي وملك وقد حزن لموته الإنس والطير والوحوش .. ولم لا تحزن الطيور والوحوش علي

موته ، وقد كان سليمان عليه السلام هو الوحيد على الأرض الذي كان يفهم لغاتها ويتحدث إليها فتفهم منه ويأمرها فتطيعه وقد تولي ملك بني إسرائيل بعد سليمان عليه السلام ابنه رحبعم

ويقال إن مدة حكمه قد امتدت سبعة عشر عاماً ثم تفرق ملك بني إسرائيل فتولي كل سبط منهم ملك ..

فكان إبيا بن رحبعم ملكاً علي سبط يهوذا وبنيامين دون سائر الأسباط ..

أما سائر أسباط بني إسرائيل فقد تولي أمر ملكهم يوربعم بن نابط بن سليمان ..

وكان ذلك بداية تفرق ملك بني إسرائيل وشتات أمرهم ، كما سنري بعد ذلك ..

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.