احذروا البدع المنتشرة في شهر رجب 2024.

احذروا البدع المنتشرة في شهر رجب

بسم الله الرحمن الرحيم

خليجيةخليجيةخليجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خليجيةخليجيةخليجية

الحمد لله الواحد القهار والصلاة والسلام على النبي المختار وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار . وبعد :
فالحمد لله القائل : " وربك يخلق ما يشاء ويختار " ، والاختيار هو الاجتباء والاصطفاء الدال على ربوبيته ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته .
ومن اختياره وتفضيله اختياره بعض الأيام والشهور وتفضيلها على بعض ، وقد اختار الله من بين الشهور أربعة حُرما قال تعالى : {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ }التوبة36 . وهي مقدرة بسير القمر وطلوعه لا بسير الشمس وانتقالها كما يفعله الكفار .
والأشهر الحرم وردت في الآية مبهمة ولم تحدد اسماؤها وجاءت السُنة بذكرها : فعن أبي بكرة – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال في خطبته : إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القَعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان . رواه البخاري رقم (1741) في الحج باب الخطبة أيام منى ، ورواه مسلم رقم (1679) في القسامة باب تحريم الدماء .

وسمي رجب مضر لأن مضر كانت لا تغيره بل توقعه في وقته بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم وهو النسيء المذكور في قوله تعالى : " إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله " .
وقيل أن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك .

ومن البدع المنتشره في شهر رجب
الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه. أما بعد:
فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى عظم منزلته عند الله عز وجل، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة، وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه، قال الله سبحانه وتعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[1].
وتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عرج به إلى السماء، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة، فكلمه ربه سبحانه بما أراد، وفرض عليه الصلوات الخمس، وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة، فلم يزل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يراجعه ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمساً، فهي خمس في الفرض، وخمسون في الأجر، لأن الحسنة بعشر أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.
وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها لا في رجب ولا غيره، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل العلم بالحديث، ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها، ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها، ولم يخصوها بشيء ولو كان الاحتفال بها أمراً مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة، إما بالقول وإما بالفعل، ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا، فقد نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وسلم كل شيء تحتاجه الأمة، ولم يفرطوا في شيء من الدين، بل هم السابقون إلى كل خير، فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه، والنبي صلى الله عليه وسلم هو أنصح الناس للناس، وقد بلغ الرسالة غاية البلاغ، وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكتمه، فلما لم يقع شيء من ذلك، علم أن الاحتفال بها، وتعظيمها ليسا من الإسلام في شيء وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتم عليها النعمة، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله، قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا}[2]، وقال عز وجل في سورة الشورى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[3].
وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة: التحذير من البدع، والتصريح بأنها ضلالة، تنبيها للأمة على عظم خطرها، وتنفيراً لهم من اقترافها، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، وفي رواية لمسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم الجمعة: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)) زاد النسائي بسند جيد: ((وكل ضلالة في النار))، وفي السنن عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وقد ثبت عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن السلف الصالح بعدهم، التحذير من البدع والترهيب منها، وما ذاك إلا لأنها زيادة في الدين، وشرع لم يأذن به الله، وتشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى في زيادتهم في دينهم، وابتداعهم فيه ما لم يأذن به الله، ولأن لازمها التنقص للدين الإسلامي، واتهامه بعدم الكمال، ومعلوم ما في هذا من الفساد العظيم، والمنكر الشنيع، والمصادمة لقول الله عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[4] والمخالفة الصريحة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام المحذرة من البدع والمنفرة منها.
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة: أعني بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، والتحذير منها، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء.
ولما أوجب الله من النصح للمسلمين، وبيان ما شرع الله لهم من الدين، وتحريم كتمان العلم، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه البدعة، التي قد فشت في كثير من الأمصار، حتى ظنها بعض الناس من الدين، والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً، ويمنحهم الفقه في الدين، ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه، وترك ما خالفه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.

يتبع

صلاة الرغائب:

أولاً: صفتها: وردت صفتها في حديث موضوع عن أنس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما من أحد يصوم يوم الخميس (أول خميس من رجب) ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة يعني ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة ، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة و((إنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ)) ثلاث مرات، و((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)) اثنتي عشرة مرة ، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة ،
فإذا فرغ من صلاته صلى عليّ سبعين، فيقول في سجوده سبعين مرة: (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) ، ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم ، إنك أنت العزيز الأعظم ،
ثم يسجد الثانية فيقول مثل ما قال في السجدة الأولى ، ثم يسأل الله (تعالى) حاجته ، فإنها تقضى".. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده ، ما من عبد ولا أَمَة صلى هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر ، وعدد الرمل ، ووزن الجبال ، وورق الأشجار ، ويشفع يوم القيامة في سبعمئة من أهل بيته ممن قد استوجب النار"
ثانياً: كلام أهل العلم حولها:
قال ابن تيمية: "وأما صلاة الرغائب: فلا أصل لها ، بل هي محدثة ، فلا تستحب ، لا جماعة ولا فرادى؛ فقد ثبت في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن تخص ليلة الجمعة بقيام أو يوم الجمعة بصيام ، والأثر الذي ذكر فيها كذب موضوع باتفاق العلماء ، ولم يذكره أحد من السلف والأئمة أصلاً"

الذبح في رجب وما يشبهه:
مطلق الذبح لله في رجب ليس بممنوع كالذبح في غيره من الشهور ، لكن كان أهل الجاهلية يذبحون فيه ذبيحة يسمونها: العتيرة ، وقد اختلف أهل العلم في حكمها: فذهب الأكثرون إلى أن الإسلام أبطلها ، مستدلين بقوله كما عند الشيخين عن أبي هريرة (رضي الله عنه): "لا فرع ولا عتيرة"
قال ابن رجب: "ويشبه الذبح في رجب: اتخاذه موسماً وعيداً ، كأكل الحلوى ونحوها ، وقد روي عن ابن عباس (رضي الله عنهما) أنه كان يكره أن يتخذ رجب عيداً").

العمرة في رجب:
يحرص بعض الناس على الاعتمار في رجب ،
اعتقاداً منهم أن للعمرة فيه مزيد مزية ، وهذا لا أصل له ، فقد روى البخاري عن ابن عمر (رضي الله عنهما) ، قال: "إن رسول الله اعتمر أربع عمرات إحداهن في رجب ، قالت (أي عائشة): يرحم الله أبا عبد الرحمن ، ما اعتمر عمرة إلا وهو شاهِدُه ، وما اعتمر في رجب قط").
وقد نص العلامة "ابن بازعلى أن أفضل زمان تؤدى فيه العمرة: شهر رمضان؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عمرة في رمضان تعدل حجة" ، ثم بعد ذلك: العمرة في ذي القعدة؛ لأن عُمَرَه كلها وقعت في ذي القعدة ، وقد قال الله (سبحانه وتعالى): ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ))[الأحزاب: 21].
هنا قول للشيخ بن باز رحمه الله بالجواز فلا بد أن نذكر أنه يجوز أداء العمرة في رجب ككل الشهور
ولا نخصه بها فجوازها في كل وقت وفي أي شهر كان
يتبع

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
من فتاوي شهر رجب ..

فضيلة الشيخ العلامةعبد العزيز بن باز– رحمه الله-:

فضيلة الشيخ الدكتور صالح الفوزان :

فــــتــــــاوى العلماء في بدع شهر رجب

أولاً: فضيلة الشيخ العلامة ابن باز – رحمه الله- :
1.السؤال: ماذاعلى الذي يصوم شهر رجب كاملاً، كما يصوم رمضان؟

الجواب:صيام رجب مكروه، لأنه من سنة الجاهلية لا يصومه، صرح كثير من أهل العلم بكراهته، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيام رجب، المقصود أنه سنة في الجاهلية، لكن لو صام بعض الأيام يوم الاثنين يوم الخميس لا يضر، أو ثلاثة أيام منكل شهر لا بأس، أما إذا تعمد صيامه فهذا مكروه.

2.السؤال: يخص بعض الناس شهر رجب ببعض العبادات، كصلاة الرغائب، وإحياء ليلة (27) منه، فهل ذلك أصل في الشرع؟ جزاكم الله خيراً.
الجواب: تخصيص رجب بصلاة الرغائب أو الاحتفال بليلة (27) منه يزعمون أنها ليلة الإسراء والمعراج كل ذلك بدعة لا يجوز، وليس له أصل في الشرع، وقد نبه على ذلك المحققون من أهل العلم، وقد كتبنا في ذلك غير مرة وأوضحنا للناس أن صلاة الرغائب بدعة، وهي ما يفعله بعض الناس في أول ليلة جمعة من رجب، وهكذا الاحتفال بليلة (27) اعتقادا أنها ليلة الإسراء والمعراج، كل ذلك بدعة لا أصل له في الشرع، وليلة الإسراء والمعراج لم تعلم عينها، ولو علمت لم يجز الاحتفال بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بها، وهكذا خلفاؤه الراشدون وبقية أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان ذلك سنة لسبقونا إليها. والخير كله في اتباعهم والسير على منهاجهم كما قال الله عز وجل: ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). " سورة التوبة الآية 100"؛
وقد صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)) متفق على صحته،
وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)) أخرجه مسلم في صحيحه؛
ومعنى فهو رد: أي مردود على صاحبه، وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه: ((أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة)). أخرجه مسلم في (الجمعة) برقم (1435). فالواجب على جميع المسلمين اتباع السنة والاستقامة عليها والتواصي بها والحذر من البدع كلها عملا بقول الله عز وجل: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) . " سورة المائدة الآية 2"؛ وقوله سبحانه: ( وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، " سورة العصر كاملة "، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الدين النصيحة))، قيل: لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)). أخرجه مسلم في صحيحه في (الإيمان) برقم (55).
أما العمرة فلا بأس بها في رجب لما ثبت في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في رجب وكان السلف يعتمرون في رجب، كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه: (اللطائف) عن عمر وابنه وعائشة رضي الله عنهم ونقل عن ابن سيرين أن السلف كانوا يفعلون ذلك. والله ولي التوفيق.
3 .السؤال: إذادخل أول خميس في شهر رجب، فإن الناس يذبحون ويغسلون الأولاد, وأثناء تغسيلهم للأولاد يقولون: يا خميس أول رجب نجنا من الحصبة والجرب, ويسمون هذا اليوم: كرامة رجب, وجهونا في ضوء هذا السؤال؟

الجواب: هذا منكر لا أصل له، بدعة، ولا يجوز، يا خميس! هذا دعاء غير الله, شرك أكبر، دعاء غير الله شرك أكبر، فالمقصود أن هذا بدعة لا يجوز. نسأل الله العافية.

.السؤال: لقد سمعت عن صيام شهر رجب كاملاً، فهل هذا بدعة، أو أنه من العمل الصحيح

الجواب: ليس بمشروع، هذا من أعمال الجاهلية، فلا يشرع … بالصيام، يكره ذلك،لكن إذا صام بعضه الاثنين و الخميس، أو أيام البيض طيب لا بأس بذلك، أما أنه يخصهبالصوم وحده فهذا مكروه.

إذا كانت ليلة الإسراء والمعراج بهذه المكانة العظيمة ، فلم لا نحتفل جميعاً بها ؟

نقول إنه ينبغي تفويض مثل هذه التساؤلات إلى أهل العلم والإيمان الذين أمرنا الله تعالى بسؤالهم عند عدم العلم بقوله :
(فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) [النحل:43]

وعند تفويض السؤال إلى أهل العلم نراهم يتواطئون على بدعية الإحتفال بهذه الليلة وعدم مشروعيته، علماً أن هذا القول لم يُحدثوه من عند أنفسهم إنما ركنوا إلى أصل شرعيّ أصيل عبّر عنه الحافظ الإمام أبو شامة المقدسي-رحمه الله تعالى- فقال ما نصّه :

(ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصَّها بها الشرع، بل يكون جميع أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضّله الشرع وخصّه بنوع من العبادة، فإن كان ذلك اختص بتلك الفضيلة تلك العبادة دون غيرها كصوم يوم عرفة وعاشوراء والصلاة في جوف الليل والعمرة في رمضان، ومن الأزمان ما جعله الشرع مفضلاً فيه جميع أعمال البر، كعشر ذي الحجة وليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، أي: العمل فيها أفضل من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، فمثل ذلك يكون أيُّ عمل من أعمال البر حصل فيها كان له الفضل على نظيره في زمن آخر .

فالحاصل أن المكلّف ليس له منصب التخصيص، بل ذلك إلى الشارع، وهذه كانت صفة عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ا.هـ

"الباعث على إنكار البدع والحوادث" ص77

ثم ضَمّ أهل العلم إلى هذا الأصل الشرعيّ المتين الأمور التالية :

أولاً: الاختلاف الشديد في تعيين ليلة الإسراء والمعراج :

يكاد الباحث المنصف يعجز عن الوقوف على تاريخ واحد صحيح تطمئن إليه النفس ويقرّ به الفؤاد لميقات ليلة الإسراء والمعراج ، وذلك لسبب بسيط هو كون هذه الليلة ليست معلومة على الوجه القطعي الجازم، ولا يوجد اتفاق معتبر على تاريخها بين جماهير أهل العلم من المؤرخين وغيرهم، فقد اختلفوا في السنة والشهر فضلاً عن الإختلاف الشديد في اليوم ، فالجزم بأنها ليلة السابع والعشرين من شهر رجب مما لا أصل له من الناحية التاريخية ، كيف وقد أنكر هذا التاريخ كبار الحفاظ والمؤرخين من أهل العلم :

1. قال الحافظ ابن دحية الكلبي رحمه الله تعالى :
(وذكر بعض القُصّاص أن الإسراء كان في رجب ، وذلك عند أهل التعديل والجرح عينُ الكذب ،قال الإمام أبو إسحاق الحربي : أسري برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة سبع وعشرين من شهر ربيع الأول وقد ذكرنا ما فيه من الإختلاف والإحتجاج في كتابنا المسمى بالإبتهاج في أحاديث المعراج) ا.هـ

"أداء ما وجب من بيان وضع الوضاعين في رجب" ص 53-54

2. نقل الحافظ أبو شامة رحمه الله تعالى كلام الحافظ ابن دحية في كتابه " الباعث على إنكار البدع والحوادث" ص 116-117 نقل إقرار من غير إنكار .

3. وقال العلامة علي بن إبراهيم بن داود بن العطّار الشافعي رحمه الله تعالى :
(ورجب ليس فيه شيء من ذلك-أي الفضائل-سوى ما يشارك غيره من الشهور ، وكونه من الحُرُم ، وقد ذكر بعضهم أن المعراج والإسراء كان فيه ولـم يثبـت ذلك والله أعلم)ا.هـ

4. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما نقله عنه تلميذه النجيب ابن القيم الجوزية رحمهما الله تعالى في كتابه زاد المعاد (1/57) :
(ولم يقم دليلٌ معلوم لا على شهرها ولا على عشرها ولا على عينها ، بل النقول في ذلك منقطعة مختلفة ليس فيها ما يقطع به ولا شرع للمسلمين تخصيص الليلة التي يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولا غيره بخلاف ليلة القدر.. ) ا.هـ

5. نقل الحافظ ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى كلام شيخه ابن تيمية نقل إقرار من غير إنكار .

6. وقال الحافظ المؤرخ ابن كثير الدمشقي رحمه الله تعالى في كتابه البدابة والنهاية ( 3/136-137) وهو يحكي الخلاف في التاريخ :
(وقد أورد-أي عبدالغني المقدسي- حديثاً لا يـصـحّ سـنـــده ذكرناه في فضائل شهر رجب أن الإسراء كان ليلة السابع والعشرين من رجب والله أعلم
ومن الناس من يزعم أن الإسراء كان أول ليلة جمعة من شهر رجب, وهي ليلة الرغائب التي أُحدثت فيها الصلاة المشهورة, ولا أصل لذلك والله أعلم) ا.هـ

7_ وقال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في تخريجه لكتاب "أداء ما وجب" ص 53 معلقاً على كلام الحافظ ابن دحية السابق :

(نقل هذا عن المصنفِ الحافظُ ابن حجر في رسالته السابقة وأقرّه ، بل الواجب تبيين هذا للناس بكل وسيلة ممكنة وفي كل مناسبة والله المستعان ) ا.هـ

ثانياً : لو كان خيراً لسبقونا إليه :

حتى لو ثبت تعيين ليلة الإسراء والمعراج لما شرع لأحد تخصيصها بشيء ، لأنه لو كان هناك خير في تخصيصها بإحتفال لكان أولى الناس بالإحتفال هو نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا إذا كان التعظيم من أجل الإسراء والمعراج.

وإن كان من أجل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وإحياء ذكره كما يفعل في مولده صلى الله عليه وآله وسلم ، فأولى الناس به أبو بكر رضي الله عنه ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ثم من بعدهم من الصحابة على قدر منازلهم عند الله ثم التابعون ومن بعدهم من أئمة الدين ، ولم يعرف عن أحد منهم شيء من ذلك فيســعنا ما وسـعهـم .

كيف لا وسلفنا الصالح رضوان الله عليهم هم أحرص الناس على الخير وأكثرهم تسابقاً فيه بشهادة النصوص الشرعية والوقائع التاريخية، ولم يُنقل عنهم أنهم احتفلوا بليلة الإسراء والمعراج، ولو ثبت أنهم احتفلوا بها لنقلوه إلينا نقلاً يُعتدّ به، حيث أنهم نقلوا عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم كـلّ شيء تحتاجه الأمة ولم يفرّطوا في شيء من الدين، فكل خير في اتباع من سلف .

ثالثا ً: حال المحتفليـن بها :

نرى أن المحتفلين بهذه الليلة متفاوتون في نوعية الاحتفال، فبعضهم يجتمع في المساجد ويدعوا إليها ويوقد الشموع والمصابيح فيها وعلى المنارات مع الإسراف والتبذير في ذلك ، فيقيم الذكر والقراءة وتلاوة قصة المعراج ، وبعضهم يذكَر الاحتفالَ بليلة الإسراء والمعراج ضمنَ المواسم الشرعية وليس منها ، ويورد القصص والأحاديث الضعيفة والواهية ، والبعض الآخر يسرد المقالات والأشعار المحتوية على غلوّ ومبالغات ما أنزل الله بها من سلطان كما أن البعض يجمع بين ذلك كله مصداقاً لقول الله تعالى :

(ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً ) [النساء:82]

ومن العجائب والغرائب أن منهم من ينشط ويجتهد في حضور هذه المحافل البدعية، ويدافع عنها ويذب بكل ما أوتي من قوة، يينما تراه يتخلف عمّا أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات، ولا يرفع بذلك رأساً، ولا يرى أنه أتى منكراَ عظيماَ، فالله المستعان.

رابعا ً: تشبه باليهود والنصارى :

إن في الإحتفال بليلة الإسراء والمعراج وغيرها تشبّه ظاهر جليّ باليهود والنصارى في تعظيم أيام لـم يـعـظّمــها الشـرع بالإحتفال وإقامة المراسيم، وقد أُمرنا بمخالفة سبيلهم ونُهينا عن اتباع سَننهم .

خامساً : نصوص أهل العلم في بدعية الإحتفال بهذه الليلة :

قد نصّ جماعة من أهل العلم على بدعية الإحتفال بهذه الليلة :

*قال الشيخ ابن الحاج المالكي رحمه الله تعالى :

" ومن البدع التي أحدثوها فيه أعني في شهر رجب ليلة السابع والعشرين منه التي هي ليلة المعراج….."

*قال الشيخ العلامة تقي الدين السبكي رحمه الله تعالى :

(وقد تضمن الإسراء أنواعاً من الكرامات ، والإسراء والمعراج كانا في ليلة واحدة ، واختلف في تاريخه مع الإجماع على أنه كان في مكة ، والذي كان يختاره شيخنا أبو محمد الدمياطي : أنه قبل الهجرة بسنة : وهو في ربيع الأول ، ولا احتـفـالَ بما تضمنته التذكرة الحمدونية أنه في رجب ، وبإحياء المصريين ليلة السابع والعشرين منه لذلك ، فإنّ ذلك بـدْعـةٌ منضمّةٌ إلى جـهـلٍ) ا.هـ

* قال الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود رحمه الله تعالى :
(أما الإحتفال بالنعم أو بميلاد النبي أو بالإسراء به ، فإنها كلها من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان ، فهي من محدثات الأمور التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : (كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) لكون البدعة في اللغة هي الزيادة في الدين بعد كماله ، وفسرت بأنها ما فعل على سبيل القربة مما لم يكن له أصل في الشرع ، وهذا الوصف منطبق على الإحتفال بالمولد أو الإسراء أو الإحتفال للنعم .

وأكثر من يشيدها وينشطها هم العلماء القاصرة أفهامهم والناقصة علومهم مما يجعل العامة يغترون بهم وينعبثون على أثرهم ، وبإستمرار فعلهم لها خاصة في هذا اليوم المعين يستقر في نفوسهم فضلها أو فرضها ..) ا.هـ

[size="5"]ختاماً :
مما لا ريب فيه عند من سلمت فطرته وحسنت طويته أن أمراً واحداً من هذه الأمور السابقة كافٍ لإثبات بدعية هذا الإحتفال وعدم مشروعيته، فكيف بها مجتمعة .

ومن المؤسف حقاً أنه لا تزال بعض البلدان الإسلامية ترعى الإحتفال بهذه الليلة دون أن يكون لها أيّ مستند مرضيّ ، ولا تسلم هذه المحافل من غلو وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان، فالله المستعان .

والله نسأل أن يجعلنا ممن يعظّمون حرماته ويلتزمون هدي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ظاهراً وباطناً إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

منقول

  1. بارك الله لك غاليتي وجعله الله تعالى في ميزان حسناتك

جزاك الله عنا خير الجزاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.