اذا اردت ان تكون مستجاب الدعوة – الشريعة الاسلامية 2024.

اذا اردت ان تكون مستجاب الدعوة

إذا أردت أن تكون مستجاب الدعوة

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الإيمان – اليمن

وقال ابن القيم: "ومن الآفات التي تمنع أثر الدعاء أن يتعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من بذر بذراً أو غرس غرساً فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله" الجواب الكافي (ص 10).

قال عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) : بالورع عما حرم الله يقبل الله الدعاء والسبيح ،قال بعض السلف : لا تستبطئ الاجابة وقد سددت طرقها بالمعاصي

اخي : ان مثل العاصي في دعائه كمثل رجل حارب ملكا من ملوك الدنيا ونابذه العداوة زمنا طويلا ، وجاءه مرة يطلب إحسانه ومعروفة . فما ظنك أخي بهذا الرجل ؟ اتراه يُدرك مطلوبه ؟ كلا فانه لن يدرك مطلوبه الا اذا صفا الود بينه وبين ذلك الملك .

((أيها الناس إن الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم )) المؤمنون : 51 وقال : ( يا أيها الذين أمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )) البقرة : 172 .
ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث اغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ! ومشربه حرام ! وملبسه حرام ! وغذي بالحرام ! فأنى يستجاب لذلك ؟ ! )) رواه مسلم والترمذي
فهذا سعد بن أبي وقاص ( رضي الله عنه ) اشتهر بإجابة الدعاء … فكان إذا دعا ارتفع دعاؤه واخترق الحجب فلا يرجع إلا بتحقيق المطلوب ! .
يقول : ما رفعت الى فمي لقمة إلا وأنا عالم من اين مجيئها ؟ ! ومن أين خرجت . ذاك هو سر استجابة الدعاء ..اللقمة الحلال

أن تسأل الله تعالى ما لا يليق بك من منازل الأنبياء،أو نتنطع في السؤال بذكر تفاصيل يغني عنها العموم،أو تسأل ما لا يجوز لك سؤاله من الإعانة على المحرمات،أو تسأل ما لا يفعله الله، مثل أن تسأله تخليدك إلى يوم القيامة، أو ترفع صوتك بالدعاء الى غير ذلك .

أخي :أدع دعاء عبد فقير إلى ما عند ربه تعالى … محتاجا الى فضلة واحسانه … مقرا بذنوبه … خاضعا خضوع المقصرين … يرى انه لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، قال ابن القيم رحمه الله: ": إذا اجتمع عليه قلبه وصدقت ضرورته وفاقته وقوي رجاؤه فلا يكاد يرد دعاؤه" ،وقال ابن عطاء " تحقق بأوصافك يمدك بأوصافه ، تحقق بذلك يمدك بعزه ، تحقق بعجزك يمدك بقدرته ، تحقق بضعفك يمدك بقوته ".
أخي . إذا انكسر العبد بين يديه وبكى وتذلل وأشهد الله فقره إلى ربه في كل ذراته الظاهرة والباطنة عندها فليبشر بنفحات ونفحات من فضل الله ورحمته وجوده وكرمه.

أخي ارتد ثياب الصالحين تحسب منهم ،وزاحم بمنكبيك مجالسهم،ترحم بسببهم .

أخيراً : أخي لا تظن أن دعواتك تخيب فإن لم ترى جواباً..
فربما لم يجبك ،لانه قد دفع عنك من البلاء مالا تعرف .
وربما لم يجبك لعلمه أن كف حسناتك لت ترجح يوم القيامة إلا بتأخير هذه الدعوات الى يوم القيامة .
وربما لم يجبك لعلمه أن ما طلبت شر لك ،فالمال الذي طلبت ربما أطغاك وأفسدك ، وإن كان ولداً ربما كبر فعقك وأجهدك ،وإن كان عملاً ربما فتح لك بابا من الحرام فكم من محبوب في مكروه وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وانتم لاتعلمون
وربما لم يجبك لأنك أدخلت الحرام في رزقك ، أو أسكنت شهوة في قلبك.
وربما ما أجابك لانه يريد أن يسمع الحاحك وانينك في الاسحار وفي جوف الليل ،

والله تعالى أعلى وأعلم

بارك الله فيك موضوع رائع
جــــــــــــزاك الله خيـــــــــــــر

موضوع رائع

اشكركم على مروركم الكريم
جزاك الله خير
اشكركم على المرور
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
بارك الله فيكي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.