"استخدام الفتاة لمواقع التواصل الاجتماعي في الاسلام 2024.

"استخدام الفتاة لمواقع التواصل الاجتماعي

"استخدام الفتاة لمواقع التواصل الاجتماعي "التويتر" ، "الفيسبوك"

بين الضرورة العصرية والمخالفات الشرعية"

بقلم عبير المديفر

لا ريب أن هذا العصر عصر الثورة المعلوماتية ، مدّ حبال الصلة بين الناس ،
وقطع ما بينهم من مسافات ، وسهّل نشر العلوم والثقافات ،
فوجدت الفتاة فيه مجالاً خصباً للمشاركة في البحث والتعليم عن بعد ،
ونشر المعرفة من خلال نشر المقالات ، وإدارة الحوارات ونحو ذلك .

فهي الآن تشارك في الطرح والكتابة عبر المواقع الاجتماعية
(الفيسبوك) ، و(التويتر) وغيرها ،

ولا بد من الإشادة هنا بالأقلام النسائية الراقية التي انتفع منها الكثير ،
مغدقة القراء بالعلم النمير ، والفكر المستنير ،
ومع ذلك كله إلا أنه يوجد في صفو تلك المشاركات ما يعكره ،
فكان من الواجب الإشارة لبعض الأمور وبيان المكدرات فيها ، ومن ذلك :

يتبع ..

1_ الأحاديث بين الجنسين :

إن الأصل في محادثة المرأة للرجل والعكس أن لا يكون ذلك إلا لحاجة ،
فإن لم يكن ثمّ حاجة منعت .

ويدل على ذلك قوله تعالى : " وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ".

قال ابن العربي في تفسيره :
( وهذا يدل على أن الله أذن في مساءلتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض ،
أو مسألة يستفتى فيها )

وقد نص الفقهاء رحمهم الله على المنع من التكلم مع المرأة الشابة خشية الفتنة،
ما لم تكن هناك ضرورة أو حاجة ،
فقال صاحب بريقة محمودية:
( التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة لأنه مظنة الفتنة) .

كما نصوا على حرمة ابتداء الشابة الرجل الأجنبي بالسلام ، وكذا ردها عليه ،
قال صاحب كشاف القناع:
( وإن سلم الرجل عليها -أي على الشابة- لم ترده دفعاً للمفسدة ).
وعللوا ذلك بأن ردها عليه أو ابتداءها له يجعل له فيها مطمعاً .

ونصوا أيضاً على أنه لا يشرع لها تشميت العاطس من الرجال الأجانب ،
ولا يشمتها هو ، فقد ذكر ابن الجوزي في أحكام النساء أن رجلاً كان عند الإمام أحمد ،
فعطست امرأة الإمام أحمد ، فقال لها العابد :
يرحمك الله ، فقال الإمام أحمد : عابد جاهل .

بل وأكثر من ذلك كره الفقهاء للرجل أن يعزي المرأة الشابة عند موت قريب لها
مالم تكن من محارمه ، سداً لباب الفتنة ، ودفعاً للمفسدة ،
فتعزية الرجل للمرأة أو العكس قد يكون فيه مدخل للشيطان ،
ولهذا نص العلماء على أن الرجل لا يعزي المرأة الشابة إلا أن تكون من محارمه .
وأما المرأة كبيرة السن ، فقد رخص في تعزيتها بعض العلماء ،
لأنها ليست كالشابة في خشية حصول الفتنة بها ، ومع ذلك :
فالأفضل ترك تعزيتها أيضاً . جاء في "الغرر البهية" :
"لا يعزي الشابة من الرجال إلا محارمها وزوجها".

وفي "حاشية ابن عابدين" رحمه الله : قال في شرح المنية :
" وتستحب التعزية للرجال والنساء اللاتي لا يفتن.." .

وقال سحنون رحمه الله في مواهب الجليل :
" ولا تعزى المرأة الشابة وتعزى المتجالة [أي : كبيرة السن] , وتركه أحسن".

وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني : " لا يعزي الرجلُ الأجنبي شواب النساء مخافة الفتنة " .

ولا يخفى أن التعزية تكون في حالٍ من تألُّم النفس وانقباضها ،
وذلك كفيل بأن يشغل المرء عن التفكير في الشهوات التافهة ،
فكيف بغير تلك الحال ؟!

فهذا بيان بأن الحديث بين الطرفين إنما يشرع للحاجة ،
ومتى شُرع فإنه لا بد أن يكون قولاً فصلاً لا خضوع فيه كما قال تعالى :
" فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً " .
قال الطبري في تفســـــيره : ( خضوع القول ؛ ما يكره من قول النســـاء للرجال
مما يدخل قلوب الرجال ) .
وقال القرطبي في تفســــــيره : (أَمَرَهُنَّ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُنَّ جَزْلًا وَكَلَامُهُنَّ فَصْلًا،
وَلَا يَكُونُ عَلَى وَجْهٍ يُظْهِرُ فِي الْقَلْبِ عَلَاقَةً بِمَا يَظْهَرُ عَلَيْهِ مِنَ اللِّينِ ) ؛
أي يكون كلامهن مختصراً قدر ما يفي بالحاجة ، بيناً واضحاً يفصل بين الحق والريبة ،
ولا يكون على وجه يحدث في قلب الرجل شيئاً ، فيطمع فيها .

فلابد أن تعلم الفتاة أن حديثها له أثر على الرجال ، لا يقل خطراً عن النظر المحرم إليها ،
ومصداق ذلك ما جاء من تغزل بعض الشعراء بقوله :

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحياناً

قالوا لمن لا ترى تهوى فقلت لهم الأذن كالعين توفي القلب ما كانا

وقديماً كان يقال : الحب أوله السماع ثم النظر ؛ كما أن أول الحريق الدخان ثم الشرر ،
فحديثها مع الرجل وإن كان كتابة فهو محفوف بالمخاطر، ويخشى عليه وعليها الفتنة ،
لأن النفوس البشرية قد جبلت على حب من كثرت محادثته ومباسطته ،
كما أن كثرة المساس تذيب الإحساس ، يضاف إلى ذلك أن الإنسان عندما يتعامل مع الشخص
الذي يراه فإن الحواس تستحي ، أما إذا كان لا يراه فإن ذلك مظنة جرأة أكثر ،
فيخشى أن يكون ما يحدث بين الشباب والفتيات من محادثة عبر الإنترنت
تحت غطاء الدعوة إلى الله أو التذكير بالله أو المناقشات العلمية بريداً إلى ما لا يرضي الله تعالى ؛
ذلك أن للحديث انعكاسات خطيرة تتسلل إلى النفس مع نزعات إبليس ، وخطواته الخفية
التي حذر الله تعالى منها بقوله : " لا تتبعوا خطوات الشيطان " فيجب تجنبها .

فيتلخص مما تقدم ضرورة انضباط حديث الأجنبية مع الأجنبي ، أو العكس بالحاجة ،
وفي حدود ضيقة ، وفي دائرة القول المعروف ، فإن في ذلك قياماً بالمأمور ،
ودرءاً للمحظور ، وصيانة للمجتمع ، وسداً لباب الفتنة .

2_ حديث الفتاة عن يومياتها ، وتصوير حياتها لمن يقرأ ، ووضع صورٍ لبعض متاعها
كسريرها أو هدية قدمت لها ونحو ذلك :

إن الخيال قد يكون أحياناً أقوى في إثارة الشــهوات من العيان ،
والقرآن يغلق الطريــق إلى ذلك كله بقوله تعالى : " ليعلم ما يخفين من زينتهن " .
قال ابن عاشور عند تفسير هذه الآية :
( وهذا يقتضي النهي عن كل ما من شأنه أن يذكر الرجل بلهو النساء ،
ويثير منه إليهن من كل ما يرى أو يسمع ) .

وقد تحتقر الفتاة مثل هذه الأمور ، وتستبعد إثارتها شيء في نفس الرجل ،
وقد ورد عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَدْ ظَاهَرَ مِنْ امْرَأَتِهِ
فَوَقَعَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي ظَاهَرْتُ مِنْ امْرَأَتِي فَوَقَعْتُ عَلَيْهَا قَبْلَ أَنْ أُكَفِّرَ،
فَقَالَ: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ: رَأَيْت خَلْخَالَهَا فِي ضَوْءِ الْقَمَرِ، قَالَ:
فَلَا تَقْرَبْهَا حَتَّى تَفْعَلَ مَا أَمَرَكَ اللَّهُ » رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا أَحْمَدَ وَصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ .

يتبع …

~

فلو تأملت الفتاة الحديث لوجدت الزوج فتن بزوجته لا بامرأة أجنبية ،
وما الذي فتنه وحمله على الوقوع عليها وقد ظاهرها قبل التكفير ؟
" خلخالها في ضوء القمر " . وأين موضع الخلخال من امرأته ؟ موضعه القدم !

إن فتنة النساء من أعظم الفتن وأكثرها خطراً وضرراً ، كما ورد في الصحيحين وغيرهما
أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال :
" ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء".

وروى مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال:
" فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء" .

3 / إضافة حساب المنشدين والممثلين ومتابعة تغريداتهم :

إضافة الفتاة لحساب منشد أو ممثل لا يخلو من أمرين :
إما أن تتابع ما يكتب دون أن تتحدث معه ، أو تتابع وتتحدث معه ،
فإن كان الأول فإن النفس ضعيفة ؛ كما قال تعالى بعد أن بيّن ما أحل لعباده
من الزوجات والإماء وما حرم عليهم : " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً "
نعم ضعيف ! لا يصبر تجاه العاطفة ، فعلام تعرض الفتاة نفسها للتعلق برجل والافتتان به ؟
قال ابن الجوزي : ( وقد يتعرض الإنسان بأسباب العشق ، فيعشق ؛
فإنه قد يرى الشخص ، فلا توجب رؤيته محبته ، فيديم النظر والمخالطة ،
فيقع فيما لم يكن بحسابه ) . وهكذا الفتاة قد ترى المنشد أو الممثل
فلا توجب رؤيته شيئاً في نفسها ، فتديم متابعة ما يكتب ، فتقع فيما لم يكن بحسابها .

فإن لم يحدث التعلق به فأي فائدة ترجى من ذلك غير اتباع هوى النفس ؟
وقد شبه سبحانه من اتبع الهوى بأردأ الحيوانات صورة ومعنى ، فقال تعالى :
" ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب " ،
فعلى الفتاة العاقلة أن تتفكر في أنها لم تخلق لاتباع الهوى ،
بل لأمر عظيم لا تناله إلا بمعصية هواها ؛ كما قيل :

قد هيؤوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل .

وإن كان الثاني وتحدثت معه ، فقد مدت يدها لفتح باب من الفتنة قد يصعب عليها إيصاده .

4_ إضافة معرف لإحدى الزميلات ، والثناء عليها ووصفها بصفات شخصية أو خلقية :

ورد في الحديث الصحيح " لَا تُبَاشِرِ الْمَرْأَةُ الْمَرْأَةَ، حَتَّى تَصِفَهَا لِزَوْجِهَا، كَأَنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا " .
وإنما نهي عن ذلك ؛ لئلا َيتَعَلَّق قلب الرجل بهَا فيَقَع الافتتان بالموصوفة .

ولا يخفى أن الحديث في المواقع الاجتماعية "التويتر" و"الفيسبوك" عن مثل هذه الأمور
داخل في هذا النهي متى ما كان في القائمة المضافة رجال أجانب يطلعون على ما ينشر .

5_الصور الرمزية :

لكل من يكتب في المواقع الاجتماعية صورة رمزية ، وصورة الفتاة الرمزية
ما هي إلا دليل على شخصيتها ، والفكر الذي تنتمي إليه ؛
فغالباً ما تكون الصورة الرمزية تعبير عما في نفس الفتاة ؛
فهي حقيقة همسات القلوب ، وإليك هذه المعادلة :

اسمك + صورتك الرمزية + خانة التعريف بالنفس = شخصيتك

ولن يكون الحديث هنا عن صور النساء المتبرجات أو شبه العاريات ؛
لأني على يقين من أن فتياتنا الواعيات بعيدات كل البعد عن ذلك ،
ولكن الحديث سيكون عن بعض الصور الرمزية التي تتهاون في وضعها بعض الفتيات
كقلوب الحب ، وصور فتيات مرسومة ، ولو كانت من شخصيات الرسوم المتحركة ،
فما سبب وضع مثل هذه الصور ؟ حقيقة لن يتجاوز السبب أحد أمرين :
جمال الصورة ، أو جذب القراء لها .

فإن كان السبب جمالها ، ففي الصور الجميلة التي لا تحرك ساكن نفس الرجل ما يغني عن ذلك ،
وإن كان لجذب القراء لها وفيهم الرجال ، فقد جمعت بين سوء القصد وسوء الفعل ؛
فإن الرجل يقيّم المتحدثة من خلال هذه الصورة ،
وقد صرح بعض الرجال بأن رده على الفتاة يكون على حسب الصورة ؛
فإن كانت الصورة جذابة فرده سيكون إيجابياً ، والعكس صحيح .

يتبع ..

6_ نقل ما قيل وقال دون تثبت :

والحديث عن هذا على فروع ثلاثة :

( الأول ) : نقل الأحاديث المكذوبة أو الضعيفة ، وفي الحديث الصحيح
«مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» .

( والثاني ) نقل الفتوى دون مصدر صحيح ، وقد قال تعالى :
"ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام " .

( والثالث ) نقل الأخبار التي تثير الفتن ، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –
: " تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ " . حديث صحيح ،
وأثنى _ صلى الله عليه وسلم _ في الحديث الصحيح على من يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ ،
كما أن ذلك مخالف لقوله _ صلى الله عليه وسلم _ :
" مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ" حديث صحيح .

فعلى الفتاة أن تتحرى في كلامها وتتقي الله عز وجل فيما تنقل ،
وتترك سياسة الإمعة ، وسياسة النسخ واللصق دون تحري .

7_ الحديث في الحلال والحرام دون علم :

قد تدخل الفتاة في نقاشات علمية في المواقع الاجتماعية ، والجميع فيها يدلي بدلوه ،
فتتجرأ على التحريم أو التحليل من وجهة نظرها أثناء النقاش ،
فلتعلم الفتاة أن من أطلق لنفسه العنان في الحديث بالحلال والحرام مثله كمثل الذي أفتى ،
ولتتأمل قوله تعالى :
"ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً " ،
وقوله تعالى : " ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام
لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون "

وختاماً أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .

كتبته : عبير المديفر

9/7/1433 هـ

إن عظيم الهمة لا يقنع بملء وقته بالطاعات
إنما يفكر أن لا تموت حسناته بموته

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

مشكورة على الموضوع القيم
باركـ الله فيكـ ونفع بكـ

تقييم + نجـــــــــــوم
ودى

جزاكي الله خيرا
طرح رآآقـــي
وذائقة رائعةوانتقاء جميل
أبدعت وأمتعت بـ أنتقاءك
لآحرمنا هـ الذآئقه ..دُمـت بحفظ الله.,
ودي وعبق وردي
نعومه
أسعدتني ردودكن الطيبة

خليجية
خليجيةخليجية
خليجية

~

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.