الإصرار الحقيقي 2024.

الإصرار الحقيقي

كثيرًا ما كنت أسمع أمًا أو أبًا يشكوان من أبنائهما فيقولان: لقد حاولنا معهم عشرات المرات لنغير سلوكياتهما لكننا لم ننجح!!
تذكرت حوارًا حول الأطفال دار بيني وبين رجل التقيته في أحد الأماكن العامة، فكان من رأيه أن عناد الأطفال مرض صعب، وأنه لا يجد حلًا لعناد أبنائه، وقد أعلن فشله التام في السيطرة على أبنائه في كل رغباتهم!!
فسألته: هل تعرف ما العمر الذي نأمر فيه الأطفال بالصلاة؟
فقال: نعم نأمرهم عندما يبلغوا سبع سنوات من العمر!!
فقلت: ألم تلاحظ أن الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نأمر أبناءنا بالصلاة من عمر سبع سنوات، كل يوم نأمرهم بالصلاة، وفي اليوم الواحد نأمرهم خمس مرات بالصلاة، أتدري كم عدد المرات التي نأمرهم فيها بالصلاة قبل أن يحاسبهم الله على تركها؟
فقال: لا لم أفكر في هذا الموضوع بهذه الطريقة!!
فقلت له: لو افترضنا أن سن البلوغ للأطفال في الرابعة عشرة من عمرهم، فنحن نأمرهم بالصلاة سبع سنوات كاملة، أي (12775) اثنتى عشرة ألف وخمسمائة وخمس وسبعين مرة، كل ذلك قبل أن يحاسبهم الله، أتدري لماذا؟
فتعجب الرجل من هذا الرقم، وقال باندهاش: لماذا؟
فقلت له: لأن إصرارنا على تعوديهم الصلاة بهذه الطريقة يكسر عناد النفس التي ترفض الالتزام بمواعيد الصلاة واعتيادها، فهل تعلمنا الإصرار من هذا الموقف؟
لا يجوز لي أبدًا أن أعلن يأسي أو فشلي في أي شيء، بل سأعلن دائمًا أنني اكتسبت خبرة جديدة كلما مررت بتجربة لم أحقق فيها هدفي المنشود، فلا توجد أبدًا تجربة فاشلة، إنما توجد تجربة حققت أهدافًا غير التي أريدها، وأبسط هذه الأهداف أنني عرفت أن هذا الطريق لن يصل بي إلا ما أريده!!
منقوووووووول من كتاب: علمني العيال، للكاتب/ شريف أبوفرحة

شكرااا جزيلا موضوع مهم لكل من لديه اطفال جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.