التشبه بالكفار 2024.

التشبه بالكفار

الحكمة من النهي عن التشبه
نع من التشبه بهم قطعاً للطرق المفضية إلى محبتهم ، والميل إليهم ، وما ستتبعه ذلك من مفسدة استحسان طريقتهم ، وتقليدهم ، والسير بسيرتهم ، إذ من المعلوم أن المشابهة لهم في أي شيء تورث نوع تناسب وتقارب كما تقضي بذلك الطبائع والفطر بين الطرفين .
(2) أن في النهي عن التشبه بالكفار محافظة على سيادة هذه الأمة وتفردها وكمالها ؛ لأن تقليدها لغيرها مما ينافي ذلك بلا شك ، وهذا التقليد للأمم الأخرى – إذا حدث – إنما يحدث في أحد أمرين فهو : إما أن يكون في باب الديانة والعبادة ، وفيه حينئذ إظهار لدين هؤلاء الباطل على حساب الإسلام ، وليس أضر على الأمة من ضعف تعظيمها لدينها واعتزازها به ، وإما أن يكون لعاداتها ، وصفاتها الأخرى ، وفي ذلك مهونة للأمة ، وذلة لأفرادها ، فلذلك كان بقاء الأمة بعيدة عن هذا من أعظم ما يفرض هيبتها ، ويظهر عزتها لأفرادها ، وللأمم الأخرى من أعدائها .
(3) إن أعمال الكفار التي ينفردون بها على اختلاف فئاتهم ، لا تسلم من النقص والخلل ؛ بل النقص ملازم لها ولابد ، وترك التشبه بها والحالة هذه سلامة مما لم يصاحب أعمالهم من النقص والخلل .
(4) إن في ترك مشابهة الكفار تحقيقاً لمعنى البراء منهم ، وبغضهم في الله تعالى ، إذ به تنكسر قلوبهم ، بخلاف ما تحدثه مشابهتهم من تقوية نفوسهم وإسعادهم بذلك ، وزيادة إصرارهم على باطلهم .
(5) إن النهي عن مشابهة الكفار ، يفضي إلى تحقيق مراد الشرع بتمييز الكفار عن المسلمين ليعرفوا ، إذ لهم أعمال خاصة ، وألبسة خاصة ، وعادات خاصة .
فلا يلتبس أمرهم على الناس ، فيخدع بهم من لا يعرفهم ، ولكي لا تتاح لهم الفرصة التي يبثون من خلالها سمومهم بسبب غياب ما يميزهم عن المسلمين ، ويساعد على إبقاء الحاجز النفسي بينهم وبين المسلمين .

علاج مشكلة التشبه

ومما يعين على علاج هذه المشكلة:
 الاعتناء بغرس عقيدة الولاء والبراء لدى الناشئة .
 إبراز الوجه الآخر من حياة العالم الغربي.
 غرس الاعتزاز بالأمة وتاريخها لدى الشباب.
 بيان مخاطر التشبه بالكفار وأثره على عقيدة المسلم وسلوكه.
مدخل
عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) رواه أبو داود (اللباس / 3512) قال الألباني في صحيح أبي داود : حسن صحيح . برقم (3401)
قَالَ الْمُنَاوِيُّ وَالْعَلْقَمِيّ : أَيْ تَزَيَّى فِي ظَاهِره بِزِيِّهِمْ , وَسَارَ بِسِيرَتِهِمْ وَهَدْيهمْ فِي مَلْبَسهمْ وَبَعْض أَفْعَالهمْ اِنْتَهَى . وَقَالَ الْقَارِي : أَيْ مَنْ شَبَّهَ نَفْسه بِالْكُفَّارِ مَثَلا مِنْ اللِّبَاس وَغَيْره , أَوْ بِالْفُسَّاقِ أَوْ الْفُجَّار أَوْ بِأَهْلِ التَّصَوُّف وَالصُّلَحَاء الأَبْرَار ( فَهُوَ مِنْهُمْ ) : أَيْ فِي الإِثْم وَالْخَيْر .
قَالَ شَيْخ الإِسْلام اِبْن تَيْمِيَّةَ فِي الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم : وَقَدْ اِحْتَجَّ الإِمَام أَحْمَد وَغَيْره بِهَذَا الْحَدِيث , وَهَذَا الْحَدِيث أَقَلّ أَحْوَاله أَنْ يَقْتَضِيَ تَحْرِيم التَّشَبُّه بِهِمْ كَمَا فِي قَوْله { مَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ } وَهُوَ نَظِير قَوْل عَبْد اللَّه بْن عَمْرو أَنَّهُ قَالَ : مَنْ بَنَى بِأَرْضِ الْمُشْرِكِينَ وَصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ وَمِهْرَجَانَهمْ وَتَشَبَّهَ بِهِمْ حَتَّى يَمُوت حُشِرَ مَعَهُمْ يَوْم الْقِيَامَة فَقَدْ يُحْمَل هَذَا عَلَى التَّشَبُّه الْمُطْلَق فَإِنَّهُ يُوجِب الْكُفْر , وَيَقْتَضِي تَحْرِيم أَبْعَاض ذَلِكَ , وَقَدْ يُحْمَل عَلَى أَنَّهُ مِنْهُمْ فِي الْقَدْر الْمُشْتَرَك الَّذِي يُشَابِههُمْ فِيهِ , فَإِنْ كَانَ كُفْرًا أَوْ مَعْصِيَة أَوْ شِعَارًا لَهَا كَانَ حُكْمه كَذَلِكَ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ التَّشَبُّه بِالأَعَاجِمِ , وَقَالَ : " مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ " وَذَكَرَهُ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى . وَبِهَذَا اِحْتَجَّ غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء عَلَى كَرَاهَة أَشْيَاء مِنْ زِيّ غَيْر الْمُسْلِمِينَ . أهـ . انظر عون المعبود شرح سنن أبي داود .

ضوابط التشبه بالكفار

التشبه بأهل الكتاب وغيرهم في الأمور الدنيوية لا يباح إلا بشروط :
(1) أن لا يكون هذا من تقاليدهم وشعارهم التي يميّزون بها .
(2) أن لا يكون ذلك الأمر من شرعهم ويثبت ذلك أنه من شرعهم بنقل موثوق به ، مثل أن يخبرنا الله تعالى في كتابه أو على لسان رسوله أو بنقل متواتر مثل سجدة التحية الجائزة في الأمم السابقة .
(3) أن لا يكون في شرعنا بيان خاص لذلك ، فأما إذا كان فيه بيان خاص بالموافقة أو المخالفة استغنى عن ذلك بما جاء في شرعنا .
(4) أن لا تؤدي هذه الموافقة إلى مخالفة أمر من أمور الشريعة .
(5) أن لا تكون الموافقة في أعيادهم .
(6) أن تكون الموافقة بحسب الحاجة المطلوبة ولا تزيد عنها
(7) ألا يجر ذلك إلى مفسدة كبرى على المسلمين ، أو إلى منفعة دينية للكفار .
(8) ألا يترتب على ذلك صغار على المسلمين .
أسباب التشبه بالكفار
 الانحراف العقدي لدى المسلمين .
 الإعلام وتمجيده للغرب وواقعه .
 الإعلام المستورد الذي يحكي الصورة المشرقة من واقع الغرب .
 التقدم المادي الذي يعيشه الغرب.
 الواقع المتردي للأمة، مما يجعل أبناءها يشعرون بالدونية.
 ضعف الاعتناء بعقيدة الولاء والبراء.

جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا علي اهتما مك با تقان موضيعك
وارجو منك المز يد وعسي ان يكون هذا في
ميزان حسنا تك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.