كتاب كنت اقرأ فيه اعجبت في قصصه:
تنافس المسلمون في التوبة والرجوع الى الله كلما وقع منهم ذنب
عمدا أو سهوا,جاء في كتاب تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر,في
ترجمة فضيل بن عياض رحمه الله قال:قال عمار بن حريث
-تلميذالفضيل-سمعت الفضيل بن موسى يقول:كان الفضيل بن عياض
شاطرا,يقطع الطرق بين أبيرود وسرخس ,وكان سبب توبته أنه عشق جارية ,
فبينما هو يرتقي الجدار اليها إذ سمع تاليا يتلو قول الله تعالى :ألم
يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق.
فلما سمعها قال بلى بلى قد آن فرجع ,فآواه الليل إلى خربة فإذا فيها سابلة
(أي جماعة من المارة واقفين فيها )فقال بعضهم :نرتحل ,وقال بعضهم
نصبح ,فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا.
قال ففكرت قلت:أنا أسعى بالليل في المعاصي ,وقوم من المسلمين يخافونني
هاهنا ,وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ,اللهم إني قد تبت إليك, وجعلت توبتي
مجاورة البيت الحرام,وانتقل إلى مكةفنزلها وجاور فيها إلى أن مات فيها.
قال إبراهيم بن الآشعت خادم الفضيل:ما رأيت أحد كان الله في صدره أعظم من
الفضيل ,كان إذا ذكر الله عنده أو سمع القرآن :ظهر الخوف والحزن وفاضت عيناه فبكى حتى يرحمه من بحضرته. 
قال رباح بن خالد:قال لي عبد الله بن المبارك إذا نظرت إلى الفضيل جدد لي الحزن ومقت نفسي ,ثم بكى وروى مسلم بن عمران بن معين رضي الله عنه أن امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشدت عليها
ثيابها ثم أمر بها فرجمت ,ثم صلى عليها فقال له عمر :تصلي عليها يا رسول الله وقد زنت؟قال"لقد تابت توبةلو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ,وهل وجدت من أن جادت بنفسها لله عز وجل"؟
