الدرس الأول -خواطر 2024.

الدرس الأول

كما السماء…كما الجبال…كما الأنهار…كما الطبيعة…يقف قلبي صامتا…وعقلي حائرا فيعود بي عقلي للوراء…للماضي!!بحلوه ومره…فأذكر الامتحان الأول.امتحان القدرة والجرأة والعراك مع الحياة كما اسميه أنا على الأقل؟!نعم ذاك الامتحان الأول الذي حول حياتي الى حياة حقيقية واقعية…صعبة جدية…ذاك الامتحان الذي وضعني فيه والدي منذ أول يوم دخلت فيه الجامعة وكان يترق علي طبعا المضي قدما لاثبات وجودي أمام والدي شخصيا وامام نفسي للمرة الأولى…اذكر ذلك اليوم وكأنه الساعة وكأنه اللحظة…كيف لا؟…وأنا الممتحنة ووالدي بجبروته ووقفته الممتحين الجاد!!…في ذلك اليوم وقفت للمرة الأولى أمام(خط السيرفيس) هكذا نطلق عليه وكنت بعد…فتاة غضة الإيهاب…قليلة الخبرة…تبدو على وجهي القسمات الخجلى…قسمات فتاة شرقية …ما عبثت معها الأقدار يوما…فتاة مدللة…خرجت من بيت شرقي بكل ما في الكلمة من معنى…فتاة اعتادت على الخروج برفقة والدتها أو اختها أو صديقاتها…في ذلك اليوم الذي اعتبره نقطة الانفصال والتحول عن حياة الضعف والاتكال والسبات الى حياة الحقيقة والمعاركة والاستمرار للبقاء…!! نعم ما زلت أذكر وسأذكر أمام نفسي وأولادي من بعدي كيف لقصة صغيرة في يوم عابر قلبت حياتي بإخراجي الى الواقع والحقيقة…
لا بد أنكم تشوقتم لسماع ما حدث في ذلك اليوم العظيم بالنسبة لي على الأقل…!
فأنا اذكر انني وقفت في الطابور كباقي العاملين والطلاب من أبناء جيلي ليغادر كل الى شريان حياته وخبرته في خضم الحياة…
كنت أقف للمرة الأولى حاملة حقيبة السفر من عمان وخلفي والدي ليودعني الى اربد.
وقفت منتظرة دوري…وكما تعلمون نحن العرب(نلتزم بالنظام)…جاء فجأة شخص محترم جدا وأخذ دوري…فوقف أبي جانبا ونظر الي نظرة حادة ملتزما الصمت…ثم قال لي منفجرا في وجهي: كيف تسمحي له بأخذ دورك؟؟!…شعرت عندها بالغباء والضعف!!…فكان والدي أمامه زخرا للقوة والشجاعة بالنسبة لي..ََ
ولم ألبث قليلا حتى جاء دوري وأخذت المقعدين الأمامين ودفعت أجرها واضعة الحقيبة والواقع مكان المقعد الذي بجانبي…من هنا بدأت الحقيقة والواقع يلعبان دورهما معي في الحياة …وكلما عادت بي ذاكرتي الى الوراء أذكر هذا اليوم الذي اعتبره الدرس الأول الحقيقي في عراك الحياة وتحدي الصعاب…من هنا أتذكر واعتبر…وكلما هبت نسمات الماضي البعيد بقسماته ولوحاته أتذكر اللوحة العريضة الهامة في حياتي والتي ما أزال اتذكر لوحة والدي المعلم الاول…المعلم ذو القدرة والخبرة…كيف لا وهو والدي المحب الشديد …الحنون القوي المعلم والخبير…أتذكر لوحة الدراسة الجامعية منذ نعومة أظفارها…أتذكر لوحة غناء للسيدة الرائعة نجاة الصغيرة عندما غنت…
"لا تنتقد خجلي الشديد…فإنني بسيطة جدا…وأنت خبير…يا سيد الكلمات هب لي فرصة…حتى يذاكر دراسة العصفور…خذني بكل بساطتي وطفولتي…أنا لا أزال أخطو…وأنت قدير…؟!"
في النهاية أشكر والدي وأشكر القدر الذي وهبني هذا الأب الرائع الذي علمني وما زال يعلمني ….أشكر هذا الخبير القدير المعلم الأول…فيكفيني انني كنت من الأناس الأوفر حظا في هذه الحياة بكل شيء من الدرس الأول وحتى الدرس الثاني عشر…

رائعَه عزيزتي تسلم يدك ، والله يحفظ لك الوالد
بـ ِ إنتظار جديدكِ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يخلي كل الابهات اللي بدنيا

تسلمين يا حياتي

تسلميييييييييييييين
يعطيك العافيه على الكلامات الرائعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.