الطفل والحضانة . 2024.

الطفل والحضانة………….

الطفل والحضانة

خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

يولد الطفل الرضيع على الفطرة أولا، فهو يصرخ ويبكي حين خروجه من بطن أمه، وهو ما يسمى في علم النفس بصدمة الميلاد «Trauma of bird»، إذ إن الجنين ينفصل فجأة عن جسد أمه، وينتقل من مكان مظلم دافئ، يمنحه القوت والحماية إلى وسط بارد جديد عليه، هاته الصدمة هي بداية تعرف الطفل الذي كان جنينًا على العالم المحيط به وانتقاله من الفطرة إلى الرغبة في التكيف، ويقول بعض العلماء: إنها رغبة في امتصاص قوة الصدمة الأولى لدى الطفل حديث الولادة، وقد نصح الطب الحديث بالرضاعة الطبيعية في هذه المرحلة العمرية الحديثة جدًّا، والتي تدوم منذ الولادة سنة ونصف أو سنتين، وهذا ليس فقط لأن لبن الأم يحوي مضادات حيوية ويساعد على تقوية جهاز المناعة لدى الطفل وما إلى ذلك من المنافع الصحية للجسم، وإنما أيضًا لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على نفسية الرضيع، تتجلى في تعويض انفصال الطفل المفاجئ عن طريق التلامس الجسدي بينه وبين أمه، وبالتالي تقوية الصلة والترابط بينه وبينها، وقد أسمت اخصائية علم نفس الطفل الدكتورة فرانسواز دولتو هذه المرحلة بمرحلة المرآة، أي إن الطفل يبدأ بتكوين صورة عن نفسه من خلال ما يراه من تفاعل والديه معه، وبالتعرف على صوتهما، وليس غريبًا أن جاء الإسلام معلنًا هاته الحقيقة قبل قرون عدة إذ ذكر القران الكريم في سورة البقرة: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ…}.
فمن المستحسن إذن ومن الأفضل أن تكون العلاقة أكثر حميمية بين الأم وطفلها خلال السنتين الأوليين من عمره وأن تساعده على التعرف على محيطه الجديد، وأن تعطيه القدر الكافي من الحنان والانتباه، لأن هاته المرحلة تعد بداية تكوين النفسية المتوازنة لدى الطفل، واعترافًا من الدول المتقدمة بهذا فإن بعضها مثل فرنسا مثلا تبحث عن سن قانون لتمديد إجازة المرأة بعد الوضع إلى سنة على الأقل، ونساء عديدات بدأن يتوقفن عن عملهن لمدة سنة أو سنتين ليكن قرب أطفالهن دون الحاجة إلى وسيط ثالث قد تلعب الروضة دوره.
إذن السن المناسب لوضع الأطفال في الحضانة هو بعد السنتين، والأفضل في سن الثالثة، ولكن نحن نتحدث عن عالم تطور ولم يترك للمرأة مجالًا لأن تتفرغ كليًّا لطفلها، ولذلك فهي تجد نفسها مرغمة على ترك ابنها في أيدي مربية الروضة، هنا يمكن أن ننصح الأم بألا تنسى دورها تمامًا، وإن كانت مضطرة لترك طفلها، فإن قلت ساعات حضورها قرب طفلها صباحًا، فيمكن أن تحسن جودة هذا الحضور مساء، بحيث تحدث توازنًا بين غيابها عنه وتواجدها قربه، فيمكنها مثلًا أن تتخلى عن قضاء بعض الأعمال المنزلية حينما تعود من عملها وتكرس وقتها للاهتمام بطفلها بدءًا من تحميمه بيدها وهي فترة يمكنها أن تستغلها أيضًا في مداعبته وتظهر له حنانها وعطفها، وأيضًا الاهتمام برضاعته وأكله والبقاء قربه إلى أن ينام، هكذا يمكنها أن تعوض ذلك الفراغ الذي تتركه في حياته حينما تتركه في أيد امرأة أخرى، وأيضا يستطيع الطفل أن يميز بين تواجد أمه وبين تواجد المربية ويفرق شيئًا فشيئًا بين دور كل منهما.
كما يمكن للأم التي تترك طفلها قبل ذهابها للعمل في دار للحضانة أن تحمل معها أشياء اعتاد عليها الطفل في البيت، مثل بعض ألعابه، وأيضًا شالًا عليه رائحة والدته مثلًا، هذه الأشياء تعد علامات مألوفة للطفل وتجعله يرتاح للمكان الجديد الذي يذهب له ويعتاد عليه شيئًا فشيئًا، بل يعتبره جزءًا من بيته. ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
أما داخل الروضة نفسها فيمكن للمربيات، كما قالت الاخصائية ماريا مونتسوري أن يجعلن الطفل يبني نفسه بنفسه، مع إرشاداتهن طبعًا وترك الاختيار له، فالطفل يحتاج إلى أن يكتشف عالمه الجديد وهو يضع نفسه في اختبار لطاقاته ومؤهلاته حتى يستطيع أن يندمج مع غيره من الأطفال ويعتاد على وجودهم قربه ووجود شخص ثان غير والدته في رعايته.
الجو العام لدار الحضانة أيضًا يساعد الطفل على التأقلم مع محيطه دون توجس ولا قلق، ويجعله يسعى للاختلاط بباقي الأطفال بعد أن يبتعد عن نزعته الفردية، حيث إنه يميل في بداية قدومه للدار إلى اللعب وحده والاعتماد على نفسه في الحركات التي يقوم بها ولا يحب أن يشاطره أحد لعبه ولكن شيئًا فشيئًا يمكنه أن يسمح بذلك بمساعدة المربية وبفضل محيط عام مشجع.
أما فيما يخص الأشياء التي يمكن أن تستفيد منها الأم من المربية، فيمكننا أن نذكر أهم شيء، وهو أن المربية قد تلاحظ أشياء لا تستطيع مشاهدتها الأم العاملة، وعليها أن تخبرها بذلك، مثلًا تركيز الطفل على نقطة معينة دون تحويل نظره عنها، أو عدم رغبته في اللعب وإنطوائيته حتى بعد مرور أيام عديدة، وكذلك قلة حركته في سن يميل فيها الطفل عادة إلى إثبات وجوده بواسطة حركيته، ولكن أيضا كثرة حركة الطفل الزائدة أو تكسيره للأشياء ورميها بحدة، كلها أمور يجب أن تعلم بها الأم، فقد تكون ناجمة عن اضطراب في السمع أو البصر لدى الطفل أو مشاكل عصبية أو جينية وأحيانًا نفسية، بما أننا قلنا إن الطفل يتأثر نفسيًّا منذ أيامه الأولى بكل ما يحيط به.
كذلك من المهم جدًّا أن تحب المربية ما تقوم به ولا تعتبره مجرد عمل، فحبها للأطفال وعملها في جو مريح سوف يجعلانها تعامل الأطفال بشكل صحي أكثر. ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
لذلك وجب ألا تكون دار الحضانة أو الروضة مجرد مكان تضع فيه الأم طفلها إلى حين عودتها، ولكن من المفترض أن تسأل عن سلوكيات طفلها وأن تحدث مربيته أمامه بابتسامة تجعله يثق فيها كما تثق أمه بها، وتنشأ بينها وبين هاته المربية علاقة طيبة، ولا يصح أن تأتي الأم لتأخذ ابنها بسرعة دون أن تمنح نفسها فرصة التعرف على تصرفاته والمحيط الذي تتركه فيه لساعات طويلة.
خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية

مووووضوع رائع جزكى الله خيرا
مع خروج الام الي مجال العمل اصبحت الحضانه امر ضروري و هام لكل ام عامله

و يجب علي الام كما وضحتي ان لا تكتفي بدور الحضانه ك مكان يقضي فيه طفلها الوقت بل يجب ان تسال عن سلوكياته و عن مدي اقباله علي ما تقدمه الحضانه من انشطه

موضوع جميل حبيبتي

جزاك الله الخير كله علي موضوعك الجميل و في انتظار المزيد من مواضيعك الهادفه

شكرا عزيزتي
بار الله فيكي اختي زهرة
موفقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.