النقاب الشرعي ونقاب الفتنه من الشريعة 2024.

النقاب الشرعي ونقاب الفتنه

النقاب الشرعي ونقاب الفتنة

لقد انتشرَ في الآونة الأخيرة ظاهرة لبس النقاب بشكلٍ ملفت للنظر ، بل وصل الحال ببعضهنّ إلى التفنن في لبسه (!) ، وبأشكالٍ متعددة ، حتى يُمكننا القول بأنّه أصبحَ عند بعض نسائنا موضةً من موضات هذه العصر كسائر الموضات الأخرى ، فما الذي يُمكننا قوله حول هذه الظاهرة الخطيرة .

أقول

أوّلاً : إنّ النقاب كان معروفاً في زمن النبي- صلى الله عليه وسلم- ، ولهذا قال- عليه الصلاة والسلام- :
(( لا تنتقب المحرمة )) [1] فخصّ عن لبسهِ وقت الإحرام ،

ولكن
السؤال هُنا هو :

هل النقاب المذكور في الحديث هو النقاب المعروف اليوم والذي شاع بين النساء ؟
وهل نساءُ الصحابة كلهنَّ – وعلى رأسهن أمهات المؤمنين – كنّ يلبسن النقاب ؟

وقبل الإجابة على هذين السؤالين لا بدّ من التذكير بأمرٍ مهمّ جدّاً، يغفلُ أو يتغافل عنه كثير من الناس ، ألا وهو : الحكمة من مشروعية الحجاب ، فإنّ الحجاب إنّما شُرع لستر المرأة ، وصرف أنظار الرجال عنها، حتى إذا ما نظروا إليها لم يجدوا ما تطمحُ إليه نفوسهم ، فيرتدّ إليهم البصر خائباً وهو حسير ، وليس المقصودُ من الحجاب هو العكس ، والمتأمّلُ في نقاب الفتنة اليوم يجدُ أنَّهُ يلفتُ الأنظار إلى المرأة ، ويغري بالنظر إليها ، حتى إنَّ بعض النساء لتلبسُ النقاب لتلفت أنظار الرجال إليها ، وتخفي قبح وجهها الذي لو كشفتهُ لاستوحش منه الرجال وصرفوا أنظارهم عنه .

وإذا كان الأمرُ كذلك

فما الفرقُ إذاً بين النقاب الشرعي ونقاب الفتنة ؟

وهو السؤال الأول الذي سبق طرحه

والجواب :

إنّ النقاب الشرعيّ فتحةً صغيرةً جداً لا يُبدو منها إلاَّ حدقتا العينين فقط كما ذكر ذلك أهل اللغة [2]

ومثل هذا النقاب لا يلفتُ الأنظار ، بل لا يُكاد يُرى لإخفائه، أمَّا نقاب الفتنةِ فهو أوضحُ من عين الشمس، لا سيما إذا كانت المرأةُ بيضاء، فيُرى بياضُ وجهها مشعّاً من فتحة النقاب ، هذا مع ظهورِ عينيها كاملتين بما فيهما من الجمال ، ولا يخفى ما في ذلك من الفتنة .
أمَّا جواب السؤال الثاني : فإنّ الثابت عن أمهات المؤمنين- رضي الله عنهن – وهنَّ القدوةُ الأولى والعليا لنساء المؤمنين – سترُ جميع الوجه بلا استثناء ، كما قالت عائشة – رضي الله عنها- في حادثةِ الإفك لمّا رأت صفوان :
(( فخمّرتُ وجهي ، وكان يعرفني قبل نزول الحجاب ))
[3] .

ففسّرت الحجاب بأنّه تغطيةُ الوجه ، لكن لما كان بعضُ نساءِ الصحابة ضعيفات البصر ، مع عدمِ وجودِ الإنارة الكافيةِ في ذلك الزمن ، شاع عنهنَّ لبس النقاب الشرعي المذكور ، وبعضهنَّ كنَّ يقتصرنَ على إظهار عين واحدة فقط، للحاجة كما فعل نساء الأنصار ، فالأصل إذاً هو تغطيةُ جميع الوجه بلا استثناء . وفي هذا الزمن _ زمن الأضواء والفتنة _ لا تحتاج المرأة إلى لبس النقاب، وإن احتاجت فبإمكانها أن تلبسَ فوقه غطاءً ولا يكون الغطاءخفيفاً

وفي الختام أقول :

ما دور الرجل في هذا الأمر المُهم ّ؟

والجواب :

إنَّ الرجل _ بما منحهُ الله من منصبِ القوامةِ على المرأة _ هو المسؤولُ الأول عن هذه الفتنة ، المرأة لا تعدو أن تكونا أُماً أو أختاً أو بنتاً أو زوجة ، وأياً كانت فالواجب على وليِّها منعها من تعاطي أسباب الفتنة ، ورضاهُ بذلك قد يحرمه من دخول الجنة كما ورد في الحديث [4] والله ولي التوفيق ، وهو حسبي ونعم الوكيل .
منقول

جزاك الله خير
رفع للأهميه الرجاء من الاخوات رفع الموضوع واحتساب الاجر
جزاك الله خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.