النور والظلام كالهدى والظلال من الشريعة 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .

يعتبر النّورفي حياة الإنسان شيئا ضروريا ، فهو- أي الإنسان – لا يمكنه أن يعيش في ظلمة لا حراك ولا نشاط ولا عمل .. وكيف لنا أن نتصورهذه الحياة دون نور يضيئها ويبعث الروح والحيوية في الكائنات الحية " قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون "

والذي يجعل هذه الحياة الدنيا مضيئة هي الشمس وأشعتها الجميلة التي تنبعث منها وتنير كل الموجودات التي خلقها الله في هذا الكون..فكل شيء خلقه الله يستفيد ويستمتع بهاته الأشعة وبخيوطها الذهبية التي تنشر الدفء والحرارة ، لكن أحيانا تحتجب هذه الشمس عنا ويختفي بعضها أو كلها وراء الغيوم ؛ وحسب حجم الغيوم وكثافتها وكثرتها من قلتها تظهرالشمس وتنير لنا حياتنا أوتحتجب فلا تظهر لنا وتتركنا في الظلمات.

كذلك نور الله في القلوب التي هداها إلى الحقّ " نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء" ينيرها ويجعلها حيّة ؛ تنبعث منها اشعاعات نورانية تؤثر في حياة الإنسان وتجعله ربانيا محبا للخير نافعا للغير…

وأثرالذنوب على القلوب كأثر الغيوم على نور الشمس ؛ فإنّ الذنوب حجبٌ ، تحجب القلوب عن تلقي أنوارالحق والهداية ؛وحسب عظم الذنب أوصغره وحسب كثرته من قلته تتأثر القلوب ؛ فقد تنكت فيها نكتا صغيرة و قد تطبع عليها فتجعلها غير قابلة للهداية.

فكما تحتجب الشمس بالغيوم تُحرمُ القلوب الهداية باقتراف الذنوب؛ فنورالشمس في حياتنا كالهدى في قلوبنا والظلام في حياتنا كالضلال في قلوبنا .