حكاية الظلمات والنور من الشريعة 2024.

حكاية الظلمات والنور

يُِحكى أن أحدَهٌم ْ كان ، في زَمَن ما وفي مَكَانٍ مَا ، يعيشُ في كَهْفٍ يَغْمُرهُ ظَلامٌ دَامِسٌ حَالكُ السوَادِ لايَعْرف النورُ إليه سَبِيلاًًًَ… وعاشَرَ الرجُل تلكَ الظلماتِ الرهِيبةَََ زمنًا مديدًا حَتى ألِفَهَا … وأَلٍفتْهُ ، وعَشِقَهَا… وعَشِقتْهُ . كَانَ الرجلُ مَفْتُونــا بالظُلُمَاتِ إلى دَ رجَةٍ أَغْرَبَ مِنَ الْخَيَالِ .. يُُنَاجِيهَا … وَتُناجِيهِ … يَسْتهْوِيهَا … وَتَسْتَهْوِيهِ … يُطْرِيهَا … فَتُطْرِيِهِ … ومَا عَلِمَ الرجُلُ ، لَحْظَةً ، أَن فِي الكوْنِ نوٌرًا مُتألقا مُشِعًا يُُنِيرُ الأبْصَارَ و البَصَائر… فَيُرْشِدهَا و َيَهْدِيهَا َ…وَمِنَ آفَاتِ التِيهِ و الضيَاعِ يَحْفَظُهَا… ويرْعَاها …ويَحْمِيهَا …
وَحَدَثَ ، يَوْمًا ، دُونَ سَابِقِ عَلْمٍ أَوْ رَغْبَةٍ أَوْ تَصْمِيمٍ ، أن بَصِيصًا مِنَ النُورِ تَسربَ إلَى ذَلِكَ الكَهْفِ….فََذهِلَ الرجُلُ …وفََزِعَ … واكْتَشَفَ ، أََخيِرًا، أن فِي الكََوْنِ حَقِيقَةً أُخْرَى غَيْرَ الظُلُمَاتِ … إِنهُ النورُ … حَبَا نَحْوَهُ مُتعَثرًا… مُرْتَبِكًا…وَهْوَ لا يَفْقَهُ شَيْئًا مِمًا يَحْدُثُ أَمَامَ نَاظِريْهِ … كََانَ الرجُل ، وَقَدْ فَاجَأهُ النورُ، يفْرُكُ عَيْنَيهِ ، وَقَدِ تَعَودَتا بِالظُلُمَاتِ ، عَسَاهُمَا تُدْرِكَانِ حَقِيقَةُ هَذا الضيْفِ الغَريبِ…
وَحَالَََمَا وَصَلَ الرجُلُ ، بَعْدَِعَنَاءٍ وَمَشَقَةِ عَظِيمَيْنِ ،إلَى عَتَبَةٍ الكَََهْفِ هَالَهُ مَا اكْتَشَفَ … لَقَدْ رأى ضِيَاءً سَاطَعًا جَذابًا يَغْمُرُ الْمَكَانَ … وَفَجْاَةً خَطَرَ لَهُ خَاطِرٌ غَريبٌ وَسَولَت لَهُ نَفْسُهُ أَمْرا عَجَبًا… قَالَ فِي نَفْسِهِ ، وَكَانَ ، فِي كَهْفِهِ ، لا يَعْرِفُ غيْرَهاَ وََلا يَعْتَرِفُ بِسِوَاهَا : " لِمَاذَا لا أَسْتَاْثِرُ بِهَذَا النورِ لِنَفْسِي … فَيَكُونَ مِلْكيةً خَاصةً لِي لا يُنَازِِعُنِي فِيها أحَد ؟ …
وَسُرْعَانَ ما بَدأَ الرجُلُ، عَشِيرُ الظلُمَاتِ السابِقُ وَحَبِيبُهَا الوَلْهَانُ ، فِي تَنْفيذ خُطتِهِِ العًجيبَةِ … فَقرَرأنْ يَضَعَ ، في كُل مَكانٍَ ، حَواجزََ تَفْتيشٍ تُوقِفُ كل من تَاقَتْ نَفْسه إلى مُعَانَقَة النورِ… وَأوُكَلَ إَلَى نَفْسِهِ ، حَصْريــا ،مُهِمةَ تَحْديدِ مَنْ هُوَ جَدير ٌبالانْتِسَابِ إلى عَالَمِ النورِفَيُعْطيهٍ " شَهادةً " في ذَلِكَ … وَمَنْ سَيُحْرِمُ مِنْ تِلْكَ النعْمَةِ… فَيَمْنَعُ حصُولَهُ عَليْهَا مُعْتَقِدًا، أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَلا حَوْل وَلا قُوَةَ إِلاَ باللهِ ، أنهُ هُوَ"المُعطي .. والمانِعُ " ..؟؟؟؟؟
. وَبِمَا أن الغُرُورَ وَسُوءَ التقْديرِ قَدْ أَخَذَا الرجُلُ كُل مأخذٍ .. وسَيْطرا عَلَيْهِ أَيمَا سَيْطَرَةٍ … فإِنَهُ لَمْ يَكُتَفِ بِذَلِكَ…بَل ْتَمادَى فِي مَا هُوَ أَبْعَد…. فَأمَرَ أَعْوانَهُ بَحَشْدِ كُل الرجَالِِ والنِسَاءِ مِِمنْ عاشَرُوا النورَ…وخَبِِرُوهُ… وأَلِفَهُمْ … وَألِفُوه ُ… وانحَازُوا إلَيْهِ وَنَصَرُوهُ … قَبْلَ أنْ يُولَدَ عَشِيرُ الظُلُمَات ِبِاَزْمَانْ … وقَبْلَ أَنْ يَكْتشِفَ ، مُتَأخرا ، أن في الكَوْنِ نُورًا جَديرًا بِأن يُعْشَقَ وَيُصاَنْ …
وعِنْدَ هَذا الحَد انْتَفضَ النُورُ، بعْد صَبْرٍ طَويلٍ ، مُخَاطِبًا الرجلَ قَائلا : " مَهْلا أيُها السيدُ …من عسَاكَ تَكًونُ حتى تختطفنى… وتَمْنَحَنِي لِمَنْ تَشَاءُ … وَمَنْ فَوضَكَ لأَداءِ هَذا الدوْرِ وَالحَالُ أنكَ لمْ تَعْرِفْني إلا حَديثا …وَما زِلْتَ في طَوْرِالاخْتِبار… فَقَدْ لا تكُونُ جَديرا ، حتى ، بصُحْبَتي ِ… فَما بالُكَ بامتلاكي والتكلمِ بالوَكَالَةِ عني… وتوزيع شَهائدَ تتفَضل فِيها بِضم مَنْ تُريدُ إلى رحَاب النور أوحِرْمَانه من ذلك … إنني أنا نفْسي لا أمْلكَ هذا الحق … إن المُفَوضَ ، حَصْريـأ و دُونَ سِوَاهٌ ، للبت في هذه المسائل هو سيدِي وسَيدُك وسيدُنا جميعا ….سيُدُ مَنْ في الأرْضِ وَمَنْ في السماء ومنْ بَيْنَهُما… و خَتَمَ النوُرُ كَلامَهُ الوَضاءَ القَاطِعَ قائلا : " أَيُها الرجُلُ …كَفى … إن اللبيبَ منَ الإشارَةِ يفهمُ …وعَاشَ مَنْ عَرَفَ قَدْرَ نَفْسهِ…."

سبحان الله
شكرا اختي على التواجد الرائع

منورة الموضوع بحضورك

تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.