خاطرة الفقراء ~~ -كلام عذب 2024.

خاطرة الفقراء ~~

بسم الله الرحمن الرحيم

كان أحرى بالإنسان أن يفكر دوماً فيما سيحضره من هذا الزمان الذي ما برحت خيالات القلق تداهم سويعاته التي هي على وشك الولادة ،نعم كان حقا ً عليه أن يبدل المشاعر الطيبة بمشاعر َ لا تمت لمسماها بصفة ٍ وأن يحتفظ بها لأناس طيبين.
أولئك الذين يكابدون قسوة الحياة بعزة ِ نفسٍ لا مثيل لها ،أولئك الذين تحط ُّ الطيور أول َما تحط على أسقف بيوتهم تصنع لحنا ًمشتركا وآهاتهم الخفية ،أولئك الذين يزور شذا الزهر أول ما يزور هذه الرحاب العامرة بأهلها الذين تخرج كلماتهم عطرًا ويكون صمتهم حكمة ويكون وجعهم بسمة لأجل هؤلاء نحن نتألم .
وكم تؤلم نفوسنا -أخي الإنسان- حين نمر ُّكل يوم من خلف جدران منازلهم ونسمع أنين المريض وتأوه الجائع وصوت صكصكة عظام يجعلها البرد تهتز كبندول الساعة الذي تحركه قوة البطارية فشتان شتان بين ما يحرك هذا ما يحرك ذاك!!!
فأيُّ قوة هذه التي تحوزها نفوسهم ؟ وأيُّ عزة تلك التي تتجلى فيها معاني الأنفة البريئة من شوائب التكلف ؟
وأي هم هذا الذي يبحث عنه الأبرياء أو يبحث هو عنهم ليؤلم قلوبهم المتألمة بالألم الأليم؟
فكم من امرأة كبرت قبل أوانها بعد أن رسمت الهموم في صباحة وجهها صورة من التجاعيد البغيضة ؟ وكم من أم ابتلعت لسانها وألقت بكرامتها جانبا ابتغاءً لتربية أولادها ؟ وكم من طفل صغير حرم من حضن أمه الآمن فصار يكره كل ما لا يستحق أن يُكره ؟
فيا إلهي ما أقسى الحياة التي تسلب الحق من أهله !ما أقسى الحياة التي تكون الذات فيها المتحكم الوحيد، ويكون الظلم فيها نظاماً للحكم البشري المقيت !
لأجل عيونهم المحزونة ، والأكف النحيلة التي تدعو لنا، والتي هي عون لنا سنضطر باختيارنا أن نضحي َ ونضحي َ ونضحي ،لأجلهم سأبقى كما أنا ولست سأصبح كما لو لم أعرفهم ، فالحمد لله على كل حال.

"قد تقولون أنني متشائم فأصدقكم القول ليس للتشاؤم مكان في قلوب مؤمنة لكنها مشاهد ننقلها من ألسنة الزمن"

بقلم اليتيمة الغزاوية

ادام الله عطاءك،
طرحت فأبدعت،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.