دعى حواجبكِ، واحذرى من اللعنة، قبل أن لاينفع الندم في الاسلام 2024.

نمص الحواجب آفة النساء العظمى:
فقد حرَّم الله جل وعلا على المرأة أن تأخذ من حاجبيها، وليس النمص معناه إزالة الحاجب تماما أو ترقيقه فقط، وإنما هو أخذ أية شعرات من الحاجبين، وما منهما مما تحتهما أو فوقهما، فكل ذلك من النمص.
ولم يقتصر الأمر على التحريم، حتى خصص الله لهذا الأمر عقوبة فظيعة تدل على عظم هذا الأمر ومدى قبحه وبغض الله جل وعلا له، ألا وهو اللعنة، فقد لعن الله النامصة والمتنمصة (أى التى تنزع من شعر حاجبيها والتى تنزع لها أى الكوافيرة ونحوها)، واللعنة هى الطرد من رحمة الله جل وعلا.
ولن يدخل أحدٌ الجنة إلا برحمة الله جل وعلا حتى النبى ، فلن يدخلها إلا برحمة الله جل وعلا، وهو حبيب الله، وخليل الرحمن ورسول الله ، وحامل لواء دينه، والذى لم يذنب ذنبا، والذى عاش ومات لله.
فبالله عليكى أختاه هل يستحق حصولك على جمال الدنيا كلها أن تُطردى من رحمة الله من أجل الحصول عليه، فتُحرمى من دخول الجنة ومن الاستمتاع الأعظم، ويكون مثواك وآخرتك لعنة من الله جل وعلا.
وماذا ينفعكِ الجمال عند موتك ودخولك القبر لأول وهلة وحيدة ذليلة كسيرة عارية إلا من لفافة بيضاء تلف جسدك ووجهك الذى زينتيه بمعصية الله جل جلاله، وماذا ينفعكِ الجمال يوم تخرجين من القبر حافية عارية مرتاعة فزعة، وقد فُتِّحت أبواب السماء وتنزَّلت الملائكة، وحشرت الوحوش واجتمعت الخلائق فى ساحة العرض والحساب، وماذا ينفعكِ الجمال يوم يصير الولدان شيبا من شدة الهول وتتطاير الصحف عن اليمين والشمال فتاتيك صحيفتك من الشمال فأنتِ من أهل اللعنة؟!!!!!
وماذا ينفعكِ الجمال يوم يُجرُّ أهل النار على وجوههم إلى النار، تدفعهم أيدى الملائكة الشداد الغلاظ يضربون وجوههم وأدبارهم، وهم مربوطين بالسلاسل فى أيديهم وأرجلهم، وبالأغلال فى أعناقهم؟
إن أمر الدنيا أهون من ذلك بكثير، فالدنيا كلها لا تساوى عند الله جناح بعوضة، ولو كانت تساوى جناح البعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء. فإياكِ أن تُضحى بالجنة وتلقى بنفسك فى نار جهنم.
واعلمن أن مَن أحب بدنياه أضرّ بآخرته، ومَن أحب آخرته أضرّ بدنياه، فآثرون ما يبقى على ما يفنى.
واعلمن أن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان لله وعلى نهج رسول الله .
وما يعينك على التوبة من ذلك أن تعلمى أنك ما خُلقت إلا لله ومن أجل عبادة الله، كما قال جل جلاله: " وما خلقتُ الجن والإنس إلا ليعبدون"الذاريات. و اعلمى أن حياتك كلها لابد أن تنضبط بشرع الله ونهجه،كما قال تعالى فى آخر سورة الأنعام: "قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين"، واعلمى أنكِ عما قريب مفارقة هذه الدنيا لكى تلقى الله جل وعلا وتقفي بين يديه، ولن ينفعكِ يومها متاع الدنيا كله "أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يُمتَّعون".
أختاه ما أهون وأقبح الجمال الذى يُصنع بمعصية الله، وما أسوأ عواقبه فى الدنيا قبل الآخرة.
فإن تجملتى لزوجك بمعصية الله فمَن يحميك من أن يُبغضك الله فى عينى زوجك، وإن تجملت بالمعصية لتتزوجى فمن يحميكِ من أن يباعد الله بينك وبين الزواج أو أن يرزقك ببئس الزوج الذى يذيقك مرارة الدنيا والآخرة. وأما إن اتقيتى الله بالطاعة أيتها الزوجة فما أجملك يومها فى عين زوجك بتقوى الله الذى يملك القلوب ويحركها ويقلبها كيفما يشاء، فيحببكِ إليه ويزينكِ فى عينيه، وإن تجملت بتقوى الله أيتها البنت الصالحة فما أقرب أن يرزقك الله بالزوج الصالح الذى تقر به عينك فى الدنيا والآخرة، ويكون لكِ معه سعادة الدارين.
واعلمى علم اليقين أن الله جل وعلا لم يأمرنا بأمر ولم ينهنا عن نهى إلا وكان الخير كل الخير فى اتباع أمر الله لدنيانا قبل أخرانا، حتى إن العلم الحديث اكتشف ان كل شعرة تُزال من الحاجبين تنمو تحتها خلايا سرطانية، ووالله لقد قرأت قصة فتاة كانت من النامصات الداعيات إلى النمص أصابها الله بالسرطان، وبعدما كانت من الجميلات المبهرات صارت فى قمة القبح حيث تساقط شعر رأسها وشعر حاجبيها ورموشها وصارت تشمئز من النظر لنفسها فضلا عن أن يراها الآخرون، ألا تحبين أن تتعظى وتنتهى عما حرم الله حتى يريكى الله ما أراها، ويجعلكِ آية وعظة للأخريات؟!!!
أفما آن الأوان أن تنتهى ؟
أفما آن الأوان أن تردعى الشيطان وتتوبى إلى ربك ليفرح بك قبل أن تندمى حين لا ينفعك الندم.
والله إنى عليك لشفيقة من أن تمسك النار بلفحها فتكونى من الأشقياء، وتكون الدنيا قد ولَّت ووَّلى نعيمها الزائف، وتندمين حيث لا ينفعكِ الندم، وما أسرع مرور الأيام، وما أسرع انقضاء الدنيا، وما اقرب الاخرة منا لو كنا نعلم.

جعله في ميزااان حسناااتك