سيدة الستين التي كانت لا تعرف الصلاة تحفظ القرآن وتستعد لتصميم موقع على الإ قصة حقيقية 2024.

سيدة الستين التي كانت لا تعرف الصلاة تحفظ القرآن وتستعد لتصميم موقع على الإ

خليجية

السلام عليكم ورحمته الله وبركاته

حولت سيدة من جازان تبلغ التاسعة والخمسين من عمرها الأمية والجهل الذي كان قد وصل إلى أمور العبادة، إلى علم ونور وحفظ للقرآن الكريم وتخصص وصل إلى التعرف الدقيق على خصائص الحاسوب، في رحلة من الإرادة الصلبة والإصرار الذي لايلين.
بدأت سميرة الحربي حياتها كأية فتاة تحلم بالزوج والأطفال بعيدا عن أية أحلام وطموحات أخرى, لا تعرف القراءة والكتابة، فكل اهتماماتها أطفالها… كيف تربيهم وتعلمهم. لكن الصغار – كما قالت – يخلقون الإبداع للكبار. وهي الآن تقرأ وتكتب وتستخدم الحاسوب والإنترنت وتسعى إلى تصميم موقع لها فيه قريباً، إضافة إلى أنها تتميز بثقافة عالية جدا سواء على المستوى السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي، وبفصاحة قوية. سميرة والأمية والتعلم والثقافة والإبداع في الكمبيوتر… رحلة شاقة… متى وكيف ابتدأت في لقاء معها عندما وجدت في الرياض لزيارة خاصة: * تزوجت وأنت غير متعلمة… والآن أصبحت كما وصفك أبناؤك وأحفادك (عالمة كمبيوتر) كيف؟ – نعم تزوجت وأنا لا أعرف القراءة والكتابة حتى أمور الصلاة لم أكن أعرفها إلا من زوجي الذي تعب معي كثيرا خاصة أنني تزوجت وأنا صغيرة لا أتجاوز عشر سنوات. لم أكن بعد ذلك أفكر إلا في أطفالي وتربيتهم وتعليمهم وقد كان زوجي في تلك الفترة يقوم بتدريس أبنائي. وطلب مني الالتحاق بمدارس محو الأمية، لكنني رفضت وكانت حجتي أن تعليم أبنائي يكفي وهكذا مرت الأيام وبعد أن التحق (محمد) بالجامعة اشترى جهازاً للكمبيوتر وبدأ هو وإخوانه يتعلمون عليه بمشاركة زوجي وكانوا يقضون وقتا طويلا عليه كنت خلالها أشعر بالضيق لأنني أجلس لوحدي وهم يقضون الوقت مع الكمبيوتر، ولا أفهم شيئاً مما جعلني أبدأ بالتفكير في التعلم لأني أجدهم يستمتعون. فطرحت الفكرة على زوجي الذي رحب كثيرا بها، وفعلا بدأ هو وابنتي بتعليمي. والحمد لله خطوت مراحل جيدة واستمر تعليمي قرابة سنة كاملة بعدها أصبحت اقرأ واكتب بسهولة وكنت كلما وجدت نفسي "فاضية" أقوم بإمساك القلم وأكتب ما أحفظه من القرآن والأحاديث والشعر. بعد ذلك طلبت من ابني الصغير أن يعلمني الكمبيوتر – وقد كان زملاؤه ومعلموة يطلقون علية (مدمن كمبيوتر) – وفي البداية كان يعاني معي كثيرا لدرجة أنه يغضب عندما لا أعرف, لقد كان معلما قاسيا للغاية. وكانت تواجه أناملي صعوبة في التعلم والضغط على الأزرار وحفظ أماكن الحروف وغيرها, وبعد توفيق من الله سبحانه وتعالى تمكنت من تعلم الكمبيوتر والطباعة وقد قمت بعد ذلك بتعليم أبناء بنتي وولدي, وأصبحت أعرف كثيرا حتى في الإنترنت وفي المواقع وسيكون لي موقع في الشبكة عما قريب إن شاء الله. وأنا الآن أجيد البرمجة والخفايا الصغيرة للكمبيوتر، وقد قمت بإصلاح الكثير من البرامج لزوجي وأولادي وكل أقاربي وهذا عطاء من رب العالمين. * هل وجدت انتقادات من قبل المجتمع خاصة أنك كبيرة في السن؟ – على مستوى الأسرة لم أجد ذلك بل وجدت التشجيع من قبل الجميع لشدة حماسي ورغبتي القوية والتي سهلت لي الكثير من الأمور فالعزيمة والرغبة بغض النظر عن السن ستحقق للشخص الكثير. أما على مستوى المجتمع فهو(مابين وبين)، فهناك من شجع وهم قلة وهناك من انتقد كوني كبيرة وبالذات تعليم الكمبيوتر وكانوا يتساؤلون ماذا تريدين من الكمبيوتر… وكانوا يضحكون ويقولون "لاتوجد وظائف" وكأن تعليمي أردت به الوظيفة، أنا أتعلم لذاتي وليس للوظيفة. * وعندما تطرح عليك وظيفة؟ – لن أقبل ثم ماهي الشهادة التي أحملها. ولوعرضت آلاف الدنيا فبيتي و(جهازي) أكبر من كل شيء.
فلا يأس مع الحياه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.