طفولتي الجديدة..
كالطفل عامليني
يا سيِّدتي
إني أهوى حكايات الأطفالْ
إني رجلٌ
لم يزل يشخبر على الدفاتر ِ
وفي الروضة ما زالْ
فتارة ً أضحكُ
وطورا ً أبكي
وحينا ً أغنـِّي
ومرَّة ً أشتكي
وآخرى أبني جنـَّات ٍ في الخيالْ
كالطفل عامليني
إني يا حبيبتي
لستُ كالرجالْ
فأنا
أعشق حلوى الصغارْ
وأنا
ألطـِّخ ثيابي بالغبارْ
كلما كتبتُ قصيدة ً
على حبـَّات الرمالْ
وأنا في طفولتي الجديدة ِ
مشاكسٌ في الحبِّ
فيومٌ إدبارٌ
ويومٌ إقبالْ
أنا يا سيِّدتي
طفلٌ أريد السعادة في حبِّي
أريد الحريَّة في جسدكِ
فلا تضيِّقي عليَّ المجالْ
كلُّ همِّي
أنْ أغفو مساءً في حضن أمِّي
لساعاتٍ طوالْ
كلُّ همِّي
أنْ يكون دمكِ ودمِّي
يسريان معا ً
في شرايين الأطفالْ.
سيِّدتي
أنا لستُ مهاجرا ً
ولستُ من الأنصارْ
أنا فتىً جاهليٌّ
أريد جعل جسدكِ
لعشقي مضمارْ
أريد تعلـُّم الفروسيَّة
على خيل الهوى
أنْ أسبح في عشقكِ
كما البحارْ
ورغم ذلك كله
لا زلتُ أتمسَّك بحبل القفز ِ
ولا زلتُ
ألعب لعبة الاختباءْ
لا زلتُ أركض في الوديان ِ
لأجمع حبـَّات الكستناءْ
لا زلتُ يا سيِّدتي
ألهو مع صبية الحارة ِ
ونرشُّ بعضنا بالماءْ
أصحو صباحا ً
قبل أنْ تصحو السماءْ
وأخرجُ
وألجُ
مرَّاتٍ ومرَّاتٍ
وأغنـِّي وأملأ الحيَّ ضوضاءْ
أشرب عصير الفاكهةِ
وآكل حلوى العيدِ
وأزور مع جدَّتي أضرحة الأولياءْ
لكنني يا حبيبتي لا أفهمُ
الفرق بينهم وبين الأنبياءْ
لا أعرفُ
ما معنى النكسةِ
ما معنى كربلاءْ
لا زلتُ لا أعلمُ
ما الفرق بين الثيِّب والعذراءْ
لا زلتُ لا أدركُ
لماذا تعتني النساء بالأثداءْ
سيِّدتي
كالطفل عامليني
أنا يا حبيبتي لا زلتُ صغيرا ً جدَّا ً
لأفقه فنون الحبِّ
وأعي ألاعيب النساءْ
أعرف فقط كيف أحبُّكِ
كيف ألبـِّي حبَّكِ
قبل أنْ تنطقي بالنداءْ
أعرف كيف أهواكِ
بكلِّ مرح ٍ
بكلِّ كبرياءْ
أعرف يا سيِّدتي
كيف أحبُّكِ أبدا ً
صبحا ً
وظهرا ً
وقبل نومي يا حبيبتي
في أول المساءْ.
يسلم هل الايدين
