عندما لايكون هناك الا التراب والدود من الشريعة 2024.

تذكرته..(!) .. عندما كان هنا…وهو فرح سعيد باكتمال مبناه الجديد وقد جمله بكل ما هو ثمين وأنيق وقد أنهكه الجهد والسهر .. وتذكرته جداً عندما كان يناظر مبناه الذي وضع فيه الغالي النفيس وقد وافاه الأجل !

تذكرته .. عندما كان فرحاً مسرورا بنجاحه بتفوق مع مرتبة الشرف العليا .. وتذكرته جيداً عندما كان مسرعاً يريد أن يبهج أهله بنجاحه الباهر، وعند نهاية الطريق إلى منزله خرج ذلك الشارد الذهن فصدم سيارته وقد وافاه الأجل !

تذكرته ..عندما كان ملك ويتمتع بالمال والصحة والعافية وبالنساء والخمور ويظلم هذا ويقتل ذاك .. كان ملك لا يخاف الله ولا يراعي حرمة الله ينشر الفساد وإليه يدعو .. تذكرته جيداً عندما وافاه المرض.. لا أدري! ربما قُبض عليه!ربما(….) .. ومن ثم الأجل !

تذكرته .. عندما كان عربيداً ! .. لم يترك في السوق بخساً مضراً مذهب للعقل والصحة (….) إلا واشتراه .. فقد كان ماله لا ينفذ من مكانه السامي والراقي ! وكان يذهب إلى دولة (…) التي يتفاخرون بها, وأصبح في الشوارع المظلمة بين الروائح الكريهة .. أذكر كيف وافاه الأجل !
تذكرته .. كم كان صحيحً مُعافى , يتغذى من أطيب المأكولات التي تفيد الجسم بالطاقة والحيوية وتنعمه بالفائدة الدائمة ! ولم يكن يصلي أو يركع ركعة لله تعالى, كان يتباهى بعضلاته ونشاطه أمام رفقاءه .. نام .. وأتاه الأجل !
تذكرته .. عندما كان يخاطبني في حب فلان من الناس وأنه به هائم وولهان محروق وبحبه متيم ولا يستطيع لفراقه صبرا .. مولعاً بالحب والأغاني , ويترنم لسماعها , ويرقص على أنغامها ..أذكر كيف وافاه الأجل !

أذكره .. عندما كان تقياً ورعاً يخاف الله , يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر .. ذلك المنكر الذي نهى عنه الله تعالى ورسوله الكريم .. كان متواضعاً, يرتاد المساجد ويتصدق , كان خلقه يشابه خلق صحابة رسولنا الكريم .. في ذات يوم كان يصلي فوافاه الأجل بعض الروايات تقول أنه كان صائماً.. وبعضهم يقول أنه كان يجاهد.. والبعض يقول أنه حُرق.. أو تهدم عليه دار من الدور.. والبعض يقول أنه كان ينصح الناس
العهدة على الراوي فيما يقول (!)
تذكرته .. وذهبت إليه هناك..
حيث الدود..!
والتراب..!

هل فقط هو الدود والتراب