تفسير سورة الأنبياء – الشريعة الاسلامية 2024.

تفسير سورة الأنبياء

تفسير سورة الأنبياء

بسم الله الرحمن الرحيم

الآيات 1 ـ 6

( اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون * ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم ، وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم ، أفتأتون السحر وأنتم تبصرون * قال ربى يعلم القول فى السماء والأرض ، وهو السميع العليم * بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون * ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها ، أفهم يؤمنون )
ينبه الله باقتراب يوم القيامة ، وأن الناس غافلون عنها ولا يستعدون بالعمل لها
فهذا الوحى قد جاءهم بالقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم حديثا وهم يسألون أهل الكتاب الذين حرفوا كتبهم

قلوبهم مشغولة عن الإيمان ويتحدثون فيما بينهم فى الخفاء فيقولون إن محمد ليس بنبى وإنما هو بشر مثلكم
أفتأتون السحر وأنتم تبصرون : لو اتبعتموه ستكونون كمن أتى السحر لأنه ساحر
قال ربى يعلم القول فى السماء والأرض : فيجيبهم الله أنه سبحانه يعلم كل شئ ولا تخفى عليه خافية فى الأرض أو فى السماء
وهو سميع عليم بكل شئ
بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية كما أرسل الأولون : قال الكفار إن محمدا يحلم وهذه اضغاث أحلامه ، وتارة يقولون هو شاعر ، وتارة أخرى يقولون هو يفترى الكذب
فلو صدق لكان جاء لنا بمعجزة كما جاء الرسل الذين سبقوه

ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها ، أفهم يؤمنون : ثم يرد عليهم الله فيقول لقد جاءت الرسل من قبل بالمعجزات والآيات ولكنهم كفروا فهل لو جاءت الآيات لهؤلاء سيؤمنوا هم ؟ .. وهذا لإستبعاد إيمانهم فقلوبهم مغلقة .
الآيات 7 ـ 9

( و ما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحى إليهم ، فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون * وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين * ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم ومن نشاء وأهلكنا المسرفين )

فجميع من أرسلنا من رسل من قبلك يا محمد كانوا رجالا من البشر وليسوا من الملائكة
واسألوا رجال العلم من اليهود والنصارى عن ذلك فمن جاؤهم كانوا بشر وليسوا ملائكة ، وهذا من نعمة الله عليكم

فقد كانوا يأكلون الطعام ويشربون ويعيشون ويعملون بالتجارة والكسب للرزق مثل الناس وماتوا ولم يعمروا فى الدنيا .

وكان أن نجاهم الله ومن معهم من المؤمنين وأهلك الكافرين كما وعدهم .

الآيات 10 ـ 15

( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ، أفلا تعقلون * وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين * فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون * لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون * قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين * فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين )

لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم : لقد أنزلنا لكم القرآن فيه شرف لكم ودين وشريعة لكم
أفلا تعقلون : فاعقلوا وتقبلوا هذه النعمة
وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة : كم أهلكنا من قرى كانت ظالمة
وأنشأنا بعدها قوما آخرين : وخلقنا أمم أخرى بعدهم
فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون : فلما تيقنوا بوقوع العذاب بهم كما وعدنهم أنبياءهم
إذا هم منها يركضون : يفرون هاربين من مساكنهم وبلادهم
لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون : يسخر منهم ويقال لهم لا تهربوا عودوا إلى النعيم الذى كنتم فيه والمعيشة والمساكن الطيبة
سوف تسئلون يوم القيامة عن هذا النعيم وكيف أديتم شكره
قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين : ويوم القيامة يندموا ويعترفوا بظلمهم حيث لا ينفع الندم
فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين : وتظل تلك الحسرات حتى يخمد صوتهم وحركاتهم ويحصدهم الله حصدا

الآيات 16 ـ 20

( وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين * لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين * بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ، ولكم الويل مما تصفون * وله من فى السموات والأرض ، ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون )

يخبر سبحانه وتعالى أن خلق السموات والأرض وما بينهما وما فيهما من مخلوقات ليس من باب العبث واللعب وإنما بالحق والعدل

ويقول أنه سبحانه لو أراد لهوا ما كان هناك من داع لخلق الجنة والنار والحساب والعقاب والجزاء ولا موت ولا حياة

وقال البعض أن كلمة لهو تعنى بلسان أهل اليمن المرأة وأن معنى الآية لو أن الله أراد إمرأة لكان اتخذ من الحور العين
وقالوا معناه الولد وسبحانه نفى عن نفسه اتخاذ الولد من قبل فى آيات كثيرة

ويقول إنما نبين الحق ونقضى على الباطل الذى يضمحل بظهور الحق عليه، فالويل للكفار بما يصفون به الله من باطل

هؤلاء الملائكة يسبحون الله ليلا ونهارا ولا يملون تسبيحه ولا يستكبرون عن طاعته .

الآيات 21 ـ 23

( أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون * لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون * لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون )

اتخذ الكفار آلهة غير الله فهل يقدر هؤلاء الآلهة على ينشرون ويحيون الأموات من الأرض ؟
لو أن السموات والأرض فيهما غير الله آلهة لفسدتا وذهب كل إله بطريقته واختل نظام الكون
فالله هو الحاكم ولا يعترض أحد على حكمه وكل ماهو غير الله يسئل عن عمله إلا هو فهو الذى يسأل جميع المخلوقات .

الآيات 24 ، 25

( أم اتخذوا من دونه آلهة ، قل هاتوا برهانكم ، هذا ذكر من معى وذكر من قبلى بل أكثرهم لا يعلمون الحق ، فهم معرضون * وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه أنه لآ إله إلآ أنا فاعبدون )

قل يا محمد للمشركين الذين اتخذوا آلهة غير الله ، هاتوا دليلكم على ما تدعون
فهذا القرآن وهذه الكتب السماوية من قبلى تنطق بأن لا إله إلا الله ، ولكنكم أيها المشركون تعرضون عن الحق وكل نبى بعثناه من قبلك كان ينادى بعبادة الله وحده لا شريك له .
ــــــــــــــــــــــــــ
الآيات 26 ـ 29

( وقالوا اتخذ الرحمن ولدا ، بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون * ومن يقل منهم إنى إله من دونه فذلك نجزيه جهنم ، كذلك نجزى الظالمين )

ــ زعم المشركون أن الله اتخذ الولد ( أنثى ) من الملائكة .. إن الملائكة عباد الله مكرمون عنده فى منازل عالية
ــ لا يتقدمون بين يديه بأمر ولا يخالفونه فيما يأمرهم به ويعملون بأمره
ــ ويعلم الله كل ما يفعلونه ولا تخفى عليه من أمرهم خافية
ولا يجترئ أحد منهم أن يشفع لكم عند الله إلا من بعد إذنه ورضى الله فهم يخافون الله ويرهبونه
ــ ومن يدعى أنه إله من دون الله فيعذبه الله فى جهنم وهذا هو جزاء من ظلم .

الآيات 30 ـ 33

( أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما ، وجعلنا من الماء كل شئ حى ، أفلا يؤمنون * وجعلنا فى الأرض رواسى أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون * وجعلنا السماء سقفا محفوظا ، وهم عن آياتها معرضون * وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر ، كل فى فلك يسبحون )

ألم ير الكافرون قدرة الله على الخلق وسلطانه فى مخلوقاته فقد كانت السموات والأرض متلاصقة ببعضها ثم فتقها الله بقدرته وجعلها سبع سموات وسبع أرضين بينهم فواصل بين كل واحدة والأخرى مسيرة سبعين ألف سنة

وجعل الله كل شئ حى أصله من الماء ، ألا يؤمن هؤلاء بما يرون ؟

وجعل الله فى الأرض جبالا تثقلها وتجعلها راسية حتى لا تضطرب بالناس وهى تتحرك فهى مغمورة بالهواء وعليها الماء .

وجعل فى الأرض طرقا كى يسلكها الناس ويعيشون عليها ويتنقلون من مكان لآخر

وجعل السماء كالقبة على الأرض تحيطها من كل مكان كالسقف الذى لا يطال عاليا محفوظا
والناس ترى كل ذلك ولا يتفكرون فى عظمة الخالق
فالله خلق الليل والنهار يطول هذا ويقصر هذا وهذا بسكونه وهذا بنشاط الحياة فيه والشمس والقمر يتحركان ويكونان الليل والنهار مع حركة الأرض
وكل منهم لا يحيد عن مساره أبدا .

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جَزَاكـٍ الله خَيَرآ اخَيَتيـٍ
بَارَـكـ الله فيَكَـ وَنفـ ـع ـبَك
اثَابَكَـ الله ان َشاء الله
وَجعَلهَا فـيـ ميَزاَن حَسَناَتكـ
واَصلَي غَاليَتَي
حفظكٍ الله..
..شَــكٌـــوًلاه..

♠♥◊♠♥
~شُـكَـرٍاً~
أنسٍَجهآ لـكُي بَخيٍوٍطٍ مٍنْـ ذَهَبّ
عٍَلىّ طٍَرٍحَكُِمٍـ أإلـرٍآئٍعْ
سَلٍمتًي وٍسَلٍمْـ قَلَمَكُ لـٍنآآ
تَحيَتي مَعطـرٍه بأإلـرٍيآحـيَنْ أإبَعَثـًٍهآآ لـَكُـي
دُمـتُي بَخٍ ــيًٍرٍ
مَحبتًـِي
♠♥◊♠♥


ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
»؛° جــــزاكًـ الله ألًفـ خــــٍيرَ °؛«
موَضوعَكـ ذوقًـ واختياركـ ْ
بهً موفًقـ أنًتَضرِ كلُِ جديدًكـ
وفنً قلمكًـ..محبتي
»؛° نعہ_ـومہ_ـه °؛«

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزاكِ الله كل خير
باااااارك الله فيكي وجعله شفيعا لكي يوم القياااااامة

كم عدد الأنبياء والرسل في الاسلام 2024.

كم عدد الأنبياء والرسل

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله كم عدد المرسلين ؟ فقال النبي صلى اله عليه وسلم :
(( ثلاثمائة وبضع عشر )) حديث رواه الإمام أحمد في مسنده هذا هو عددهم على مر التاريخ 00
ويكمل سيدنا أبو ذر قلت :
فكم عدد الأنبياء يا رسول الله ؟؟
قال : ((مائة ألف وعشرون ألف منهم ثلاثمائة وخمسة عشر رسولا ))00
ونخرج من هذا بفائدة عظيمة تتمثل في هذه الآية الكريمة ،
يقول الله عز وجل (( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ))0
نعم كل الأمم قد وصلتها رسالة الله لذلك كان رد هذه الآية
يقول الله عز وجل (( وما كنا معذبين حتى بعث رسولا ))
________________________________________

المرجع الأصلي
قصص الأنبياء
للداعية
عمرو خالد

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
لاخت بصمه مضيئه اريد منك تعديل الايه الكريمه لو تفضلتي لانها ينقصها حرف النون
( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) صدق الله العظيم

وشكرااااااااا

شجرة الأنبياء – الشريعة الاسلامية 2024.

شجرة الأنبياء ( أحدث إصدار )

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

12-11-2017

صلي الله عليهم وسلم آجمعين

يعطيكِ العافية اختي kamelia وبارك الله فيكِ

تحيتي وتقديري لكِ غاليتي..

اللهم صلي وسلم عليهم اجمعين

جزاك الله كل خير

ـألـسَـلآمٍ عـَلـيـكُـمٍ و رحـمَـة ـألـلـَّـه و بـَركـآتـُـه

عليهم افضل الصلوااات واااتم التسليم

بارك الله فيكي

دمتي بحفظ الرحمن ورعاايته

جزاك الله خيرياقلبي
وجعلها في ميزااااان حسناااتك
بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك

قصص الأنبياء 5 2024.

قصص الأنبياء 5(سيدنا إدريس عليه السلام وسيدنا ذو الكفل عليه السلام)

إدريس عليه السلام

قال الله تعالى بشأنه: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 56-57].

وقد جاء في صحيحي (البخاري ومسلم) في حديث المعراج:

"ثم صعد بي – أي جبريل – حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أُرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيء جاء. ففُتح. فلما خلصتُ فإذا إدريس، فقال: هذا إدريس فسلِّم عليه، فسلّمت عليه، فردّ ثم قال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح".

نسب إدريس:

ويذكر النسّابون أنه: إدريس عليه السلام بن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن (شيث عليه السلام) بن (آدم عليه السلام). والله أعلم.

وإدريس عند العبرانيين: (حنوخ) أو (خنوخ)، وعُرِّب: (أخنوخ).

أقوال المؤرِّخين في ديانته ومن ينتسب إليها:

يقول المؤرخون: إن أمة السريان أقدم الأمم، وملتهم هي ملة الصابئين – نسبة إلى صابي أحد أولاد شيث -، ويذكر الصابئون أنهم أخذوا دينهم عن شيث وإدريس، وأن لهم كتاباً يعزونه إلى شيث ويسمونه: "صحف شيث"، ويتضمن هذا الكتاب على ما يذكرون الأمرَ بمحاسن الأخلاق، والنهي عن الرذائل.

وأصل دينهم التوحيد وعبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة بالعمل الصالح في الدنيا، والحض على الزهد في الدنيا، والعمل بالعدل، وبعد ذلك أحدثوا ما أحدثوا في دين الله وحرفوا.

وكانت مدة إقامة إدريس عليه السلام في الأرض(82) سنة ثم رفعه الله إليه.

**********************************
ذو الكفل عليه السلام

وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل عليهم السلام، فقال تعالى: {وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنْ الأَخْيَارِ} [ص: 48]

قال أهل التاريخ: وهو ابن أيوب عليه السلام، واسمه في الأصل بشر. وقد بعثه الله بعد أيوب، وسماه ذا الكفل، وكان مقامه في الشام، وأهل دمشق يتناقلون أن له قبراً في جبل قاسيون. والله أعلم.

والقرآن الكريم لم يَزِدْ على ذكر اسمه في عداد الأنبياء.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكورة أختي موضوع مميز
جعله الله في موازين أعمالك
ورزقك الفردوس الاعلي

ترتب الأنبياء حسب التسلسل الزمني – الشريعة الاسلامية 2024.

ترتب الأنبياء حسب التسلسل الزمني

لم ينزل الأنبياء دفعة واحدة وإنما على فترات مختلفة.. في هذه الصفحة رتبت أسماء الأنبياء وفقا للتسلسل الزمني.
• 1-آدم عليه السلام
• 2-شيث عليه السلام
• 3-إدريس عليه السلام
• 4-نوح عليه السلام
• 5-هود عليه السلام
• 6-صالح عليه السلام
• 7-إبراهيم عليه السلام
• 8-لوط عليه السلام
• 9-إسماعيل عليه السلام
• 10-إسحاق عليه السلام
• 11-يعقوب عليه السلام
• 12-يوسف عليه السلام
• 13-أيوب عليه السلام
• 14-ذو الكفل عليه السلام
• 15-يونس عليه السلام
• 16-شعيب عليه السلام
• 17-أنبياء أهل القرية
• 18-èموسى عليه السلام
• 19-هارون عليه السلام
• 20-يوشع بن نون عليه السلام
• 21-داود عليه السلام
• 22-سليمان عليه السلام
• 23-إلياس عليه السلام
• 24-اليسع عليه السلام
• 25-عزير0 عليه السلام
• 26-زكريا عليه السلام
• 27-يحيى عليه السلام
• 28-عيسى عليه السلام
• 29-محمد عليه الصلاة والسلام

خليجيةخليجيةموضوع جميل وقيم تسلمى يا اختى وجزاك الله خيراخليجيةخليجية

خطيب الأنبياء في مواجهة الأشقياء من الشريعة 2024.

خطيب الأنبياء في مواجهة الأشقياء

خطيب الأنبياء في مواجهة الأشقياء

بقلم:آمنة حسن
وفي سيرنا منشرحة صدورنا مغتبطة قلوبنا بأحسن القصص نعرج على أيكة عظيمة أشجارُها، وارفة ظلالها، قد أعطي أهلها من النعيم الكثير وهم في خير وفير . فيسترعي انتباهنا ويأسر قلوبنا ذلك الرجل الواقف مواجها قومه يخطب فيهم إنه نبي مرسل إليهم، إنه الذي سماه المفسرون خطيب الأنبياء لفصاحته وجزالة موعظته كما قال ابن كثير فهو يقرع الحجة بالحجة فيدمغها ويظهر زيفها.
انه نبي الله شعيب عليه السلام أرسله الله تعالى إلى قومه أهل مدين:{والى مدين أخاهم شعيبا } أرسله إليهم يحارب فيهم الجشع والطمع والحرص الشديد والأنانية إلى جانب الكفر بالله ونعمه.

وإن هذه الصفات الدنيئة والخصال القبيحة لما تتمكن من النفس البشرية وتتأصل فيها فإننا نجد صاحبها قد غشي قلبه سواد قاتم يمنعه من التفكير والتبصر في الأمور ،وغطى عينيه ظلام كثيف يعميه عن الحق وأصاب أذنيه وقر يجعله لا يستمع لأي موعظة ولا دعوة فيتعدى الحدود ويطغى ويبغي ويعيث في الأرض فسادا ،يحارب الفضيلة وينشر الرذيلة ، يطمس الحق ويعلي الباطل ، وهذا ما كان من قوم شعيب عليه السلام . قد بلغ بهم جشعهم وطمعهم وحرصهم مبلغه فأصروا على كفرهم وتكذيبهم نبي الله شعيب . خوفا على أموالهم ورغبة في تكثيرها وحرصا على زيادة ثروتهم وحمايتها بكل وسيلة ولو بالغش والخداع وأكل أموال الناس بالباطل .
ولقد جاهد شعيب عليه السلام قومه جهادا كبيرا فهم قد استشرى فيهم الكفر وجحود نعم الله عليهم ، وكان جشعهم سببا في إضافة فساد آخر بينهم وهو نقص الميزان وبخس الناس أشياءهم وتجارتهم بالتدليس عليهم وخيانتهم خفية دون أن يشعروا ، ثم أضافوا إلى ذلك قطع الطريق على الناس والترصد لهم لمَّا يأتون إلى بلدهم حتى يصدوهم عن اتباع شعيب بتوعدهم لهم بالقتل إن هم آمنوا معه . فيقول تبارك وتعالى :{ وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين *ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا } (الأعراف 85-86) إنه يدعوهم للإيمان وينهاهم عن فعالهم القبيحة ومعاصيهم الشنيعة ويذكرهم بنعم الله عليهم فهو الذي كثرهم بعد قلة ، وأصلح لهم الأرض وأغناهم بعد فقر فيقول تعالى : { واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين } ( الأعراف 86 ) ويقول تعالى أيضا :{ والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط * بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ } (هود 84-85 )ويخطبهم شعيب عليه السلام محذرا من سوء العاقبة والمصير ومرغبا لهم بتقوى الله ثم بالتوبة إليه فيقول تبارك وتعالى يحكي ذلك: { ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد* واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود} ( هود 89-90 ) ويقول تبارك وتعالى : {وإلى مدين أخاهم شعيبا فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين } (العنكبوت 36) ويستمر شعيب عليه السلام في دعوته مبينا لهم أنه ما جاء بهذه الدعوة من الله إلا طلبا لإصلاح الفساد وتقويم العوج في سلوكهم وإنه لا يبغي ولا يطلب أجرا ولا جزاء على ذلك فهو قد تكفل الله برزقه :{ قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب } ( هود 88) ويقول تعالى :{ كذب أصحاب الأيكة المرسلين * إذ قال لهم شعيب ألا تتقون * إني لكم رسول أمين * فاتقوا الله وأطيعون* وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين} (الشعراء 176-180 ).

واستمر شعيب عليه السلام في محاججتهم ودعوتهم يبغي الإصلاح ما استطاع ولا ينكل عن رسالة الله إليه ولا ييأس . وقد رأوا أن بعض الناس قل مالوا إليه واتبعوه فهلعت قلوبهم خوفا من انتشار دينه وزيادة أتباعه، فأخذوا مرة يسخرون منه فيتهمونه بعدم البيان حتى لا يكادون يفقهون قوله : {قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول .. }(91) ويصفونه تهكما بالحليم الرشيد : { إنك لأنت الحكيم الرشيد } (هود87). ومرة يهددونه بالرجم وأنه لا يمنعهم من ذلك إلا مكانة عشيرته وقبيلته: {… وإنا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز} (هود 91) فيجابههم شعيب عليه السلام بأن الأولى بهم بدل أن يمتنعوا عن إيذائه لمكانة قومه وعشيرته ، الأولى أن يكون ذلك إعظاما لله تبارك وتعالى وإجلالا له: { قال يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهريا إن ربي بما تعملون محيط}(هود 92). ويستمرون في تهديده فيتوعدونه هو ومن معه بالإخراج من القرية إذا لم يعودوا إلى ملة الكفر التي قد أنجاهم الله منها، ولكن شعيبا يبين لهم أنهم لن يعودوا في ملة الكفر لأن الإيمان قد التصق في قلوبهم ، وأن أمرهم بيد الله الذي يعلم كل شيء ، وهم لن يفتروا على الله الكذب وهم يتوكلون عليه ويدعونه بأن يفتح بينهم وبين قومهم بالحق وينصرهم عليهم: { قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أولو كنا كارهين* قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا وسع ربنا كل شيء علما على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين }(الأعراف 88-89) ثم لما رأوا إصراره أخذوا يتهمونه بالسحر والكذب ثم يزيدون في تكذيبه فيستعجلون العذاب إمعانا في عدم تصديقهم له : { قالوا إنما أنت من المسحرين* وما أنت إلا بشر مثلنا وإن نظنك لمن الكاذبين * فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين} (الشعراء 185-187).

ولما أن أمعنوا في الكفر والصد عن سبيل الله حتى بلغ بهم الأمر أن يسألوا نبيهم إسقاط الكسف من السماء متحدين له متهمين إياه بالكذب فقد وصلوا إلى مرحلة لا بد أن ينصر الله فيها أولياءه فيدعوهم شعيب عليه السلام إلى ترقب العذاب فيقول :{ ويا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل سوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ومن هو كاذب فارتقبوا إني معكم رقيب } (هود 93) ولا يطول ترقبهم حيث يأتيهم العذاب في يوم عظيم يجتمع فيه عليهم نار تحرقهم أسقطها الله عليهم من سحابة أظلتهم ،وصيحة من السماء ورجفة من الأرض أسقطتهم على ركبهم جاثمين وقد خمدت أنفاسهم فكانوا عبرة لكل معتبر ،
نعم إن الله تعالى هو العزيز الذي لا غالب له ، العزيز في انتقامه من الكافرين والجاحدين والمفسدين في الأرض ، فلا يظنن أحد أن الله غافل عن عمل الظالمين المستكبرين في الأرض ، فإن الله رحيم بهؤلاء المؤمنين فينجيهم وينصرهم فأهلها هم المنصورون وهم الغالبون بإذنه تعالى .

الجمعية الخيرية لتحفيظ القران الكريم بمنطقة الرياض:: أوقاف الجمعية

بارك الله فيك وجزاك خيرا

طرح موفق

معجزات الأنبياء 2024.

معجزات الأنبياء (سيدنا أيوب عليه السلام)

قال تعالى: {واذكر عبدنا أيوب اذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب* اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب} ص 41,42.
1. المغتسل البارد
ذكر المؤرخون روايات كثيرة عن أيوب, وذكر المفسرون كذلك.. وأيوب هو نبي الله من نسل ابراهيم عليه السلام, وقد تزوج من ذرية يوسف بن يعقوب فتاة أسمها رحمة كانت مثله صلاحا وتقوى, جازت زوجها في عبادته لله عز وجل, وفي حمده وشكره له , وفي تقربه اليه.
وقد اشتهر أيوب بين الناس بالصبر, وقصته مشهورة, ولنبدأ مع أيوب الغني, فقد كان رجلا غنيا, ذا مال كثير, بسط الله له الرزق, وافسح له طريق الثراء, حتى كان يملك قرية كاملة في دمشق تسمى "البثنية" وهي قرية تقع بين دمشق وأذرعات, ويملك ما فيها من مزارع خضراء منبسطة فسيحة, وله فيها بساتين مزهرة, وله بها منشآت وديار.
كانت الأبقار والشياه الحلوب, ترتع في مزارعه, وتنيخ في مرابضه الابل الخفاف, والنياق الولود, وتسرح بأرضه الخيل والبغال والحمير.
ولقد أفاض الله برزقه على عبده الصالح أيوب ففوق ما رزقه من نعمة المال, رزقه نعمة أخرى جزيلة محبوبة, تلك نعمة الأولاد كم البنات والبنين.
فقد كمل له بذلك ما تمنّاه كل امرئ لنفسه من متع الدنيا ورفاهية الحياة, ولذاذة العيش, ونضرة النعيم.
فهل كان أيوب بما أعطاه الله من نعم الدنيا وبهجة الحياة منعما مرفها, ينعم بجاه المال ويهنأ بخلف من البنين والبنات, ونسى كل ما عداه؟ والحق يقال عكس ذلك, فلم يكن أيوب كذلك, فلم يبخل على نفسه وعياله, وكان لا يحب كنز المال.
كان أيوب ذا مال, ولكن كانت أمواله لمن حوله قبل ان تكون لنفسه, وكان منها زكاة وهبات وعطايا كان برا بكل من حوله! يرعى غلمانه وخدمه قبل أن يرعى أهله, فلكل رجل من أتباعه زوجة ودار ومتاع, ولكل غلام مدّخر من المال.
وكان لا يطعم طعاما وهو يعلم بمكان جائع يشتهي الطعام!
وكان لسانه لا يكف عن ذكر الله والحمد والتسبيح لربه ولا يفتر جنانه عن التفكير في الله عز وجل.
وتحدث الناس عن أيوب, ولهجت ألسنتهم بالدعاء له والثناء عليه, وعمرت قلوبهم بحبه والاخلاص له! وكذلك أهل السماء من الملائكة ذكروا أيوب ذكرا حسنا.
كل هذا أغاظ ابليس, كثرة ذكر أيوب والثناء عليه, وابليس أقسم أن يغوي البشر أجمعين, وبسبب ذلك طرده ربه من الجنة جزاء عصيانه, فقال كلمته المعروفة: رب, بما أغويتني وطردتني بسبب آدم لأزينن لذريته في الأرض, ولأغوينهم أجمعين.
واستطرد ابليس قائلا: الا عبادك المخلصين.
وكان أيوب عليه السلام من عباده المخلصين.
وكانت محنة أيوب وقصة مرضه المشهورة هي محنته, ولعل أشهر ما ذكر عن هذه المحنة كانت هذه القصة التي جاء فيها:
تحدّث الملائكة,ملائكة الأرض فيما بينهم عن الخلق وعبادتهم, قال قائل منهم:

ما على الأرض اليوم خير من أيوب, هو أعظم المؤمنين ايمانا, وأكثرهم عبادة لله, وشكرا لنعمته ودعوة له.
وسمع الشيطان ما يقال… فساءه ذلك, وطار الى أيوب محاولا اغواءه, ولكن أيوب بقي, قلبه هو الصفاء لله والحب لله. وقد كان أيوب عليه السلام محصنا بايمانه ضد وسوسة الشيطان, فما استطاع ابليس أن يغريه بشيء مما يغري به الأغنياء! وما قدر على أن يدفع به الى ما كان يدفع اليه أمثاله من الأثرياء!!
حاول ابليس عن طريق شياطين البشر أن يحرّض أيوب على ارتكاب المعاصي, فأتاه بشرذمة من الناس يزيّنون له اللهو والمجون والمتعة المحرّمة, ويدعونه الى ترك التقشف, والى التهاون في العبادة لينعم نفسه بمباهج الدنيا, ويمتعها بما أوتي من نعم وجاه ومال.
ولكن قلب أيوب كان تقيّا نقيّا, فلم يستجب لما زيّن له؛ وكانت نفسه مؤمنة ورعة, فلم تسمع ما دعيت اليه.
كانت متعة أيوب عليه السلام تكمن في أشياء كثيرة, كانت متعته في أن يكفل أيتاما مات عنهم عائلهم, وكانت بهجته في أن يساعد بماله أرملة ذهب عنها رجلها, أو فقير أضرّ به فقره, أو عاجزا أقعده عجزه, فيشعر بالسعادة لسعادتهم ويهنأ لهنائهم, ويشكر الله على أن هيأ له كل هذه السعادة وكل هذا الهناء.
وطال الأمد بابليس دون أن يستطيع الوصول الى غايته من استمالة أيوب ببلاء لم يكن منتظرا, سرّ له ابليس وفرح فعاود مع أيوب نشاطه من جديد, ونعود الى أشهر رواية عن أيوب ومحنته فنقول:
حين يئس الشيطان من اغواء أيوب, قال لله تعالى:
يا رب ان عبدك أيوب الذي يعبدك ويقدسك لا يعبدك حبا, وانما يعبدك لأغراض.
يعبدك ثمنا لما منحته من مال وبنين, وما أعطيته من ثروة وعقار, وهو يطمع أن تحفظ عليه ماله وثراءه وأولاده, وكأن النعم العديدة التي منحتها له هي السر في عبادته, انه يخاف أن يمسها الفناء أو تزول.. وعلى ذلك فعبادته مشوبة بالرغبة والرهبة, يشيع فيها الخوف والطمع.. وليست عبادة خالصة ولا حبا خالصا.
وقد ذكرت الرواية أن الله تعالى قال لابليس:
ان أيوب عبد مؤمن خالص الايمان.. وليكون أيوب قبسا من الايمان ومثالا عاليا في الصبر.. قد أبحتك ماله وعقاره.. افعل ما تريد, ثم انظر الى ما تنتهي.
وهكذا انطلقت الشياطين فأتت على أرض أيوب وأملاكه وزروعه ونعمه ودمّرتها جميعا.. وانحدر أيوب من قمة الثراء الى حضيض الفقر فجأة.. وانتظر الشيطان أيوب.. وقال أيوب عليه السلام عن المال:
عارية لله استردها.. ووديعة كانت عندنا فأخذها, نعمنا بها دهرا, فالحمد لله على ما أنعم, وسلبنا اياها اليوم, فله الحمد معطيا وسالبا, راضيا وساخطا, نافعا وضارا, وهو الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء, ويضر من يشاء, ويذل من يشاء, ثم خرّ أيوب عليه السلام ساجدا وترك ابليس وسط دهشته المخزية.
وعاد الشيطان يقول لله تعالى:
يا رب.. اذا كان أيوب لم يقابل النعمة الا بالحمد, والمصيبة الا بالصبر, فليس ذلك الا اعتدادا بما لديه من أولاد.. انه يطمع أن يشتدّ بهم ظهره ويسترد بهم ثروته.
وتستطرد الرواية فتقول: ان الله أباح للشيطان أولاد أيوب.. فزلزل عليهم البيت الذي يسكنون فيه فقتلهم جميعا. أنبياء الله لأحمد بهجت ص 171.
وهنا قال أيوب داعيا ربه:

الله أعطى.. والله أخذ.. فله الحمد معطيا وسالبا, ساخطا وراضيا, نافعا وضارا.
ثم خرّ أيوب عليه السلام ساجدا وترك ابليس وسط دهشته المخزية.
وعاد ابليس يدعو الله, أن أيوب لم يزل صابرا لأنه معافى في بدنه, ولو أنك سلطتني يا رب على بدنه.. فسوف تكف عن صبره.
وتقول الرواية أن الله أباح جسد أيوب للشيطان يتصرف فيه كيف يشاء.. فضرب الشيطان جسد أيوب من رأسه حتى قدميه, فمرض أيوب مرضا جلديا راح لحمه يتساقط ويتقيّح.. حتى هجره الأهل والأصحاب.. ولم يعد معه الا زوجته..
ومرت الأيام, وتتابعت الشهور, وأيوب تزداد حالته سوءا,حتى لم يعد يستطيع أحد أن يقترب منه لعفن قروحه, ونتن رائحتها, فبرم الناس به, ونفروا منه, وانقطعوا عن زيارته, وتذمّر أهله من جيرته وظلت زوجته هي الوحيدة التي تخدمه, وتقضي له حاجاته.
ومرت السنون وأهل أيوب لا يستطيعون على جيرته صبرا, ولا يحتملون له قربا, وجهروا باستيائهم, وأظهروا تذمّرهم بالأقوال والأفعال, فلم تجد رحمة بدا من أن تعرش لزوجها عريشا في ظاهر المدينة وتنقله اليه.
وانتقل أيوب عليه السلام الذي كان يملك الضياع, ويسكن القصور الى عريش من القش على قارعة الطريق, ورغم ذلك لم يتركه الناس لحاله, بل كانوا اذا مرّوا عليه أظهروا تذمرهم, وأبدوا تأففهم. وقالوا: لو كان رب هذا له حاجة فيه لما فعل به ذلك.
وهكذا ظل أيوب تمر عليه السنة تلو السنة وهو جسد ملقى في عريشه لا يصدر عنه حركة الا حركة لسانه في فمه بذكر الله, ولا يسمع منه الا صوت يردد اسم الله.
كانت رحمة زوجة أيوب تقوم بخدمة الناس لتكسب لها ولأيوب من طعامهما, وما يقوم بأودهما. ثم تعود اليه في نهاية اليوم بما تيسر لها الحصول عليه من طعام تطعمه وتسقيه, وتقضي الليل بجانبه؛ فاذا أصبح الصباح عاودت ما فعلته بالأمس.
ولكن هذ الحالة لم تدم لاشمئزاز الناس الذين كانت تقوم بخدمتهم, لعلمهم أنها تقوم على خدمة أيوب المبتلى, وعلى غسل جروحه وتضميد قروحه, فأظهروا لها الامتعاض من خدمتها لهم, ثم طردوها من خدمتهم.
فأصبحت "رحمة" بلا عمل وسدّت منافذ الكسب في وجه رحمة!
وفكرت رحمة وهداها تفكيرها الى أن تذهب مع الصباح الى سوق في ظاهر المدينة, ويدها قابضة على حزمة ملفوف بها شيء يبدو أنها تحرص عليه, وتعول من ورائه على خير كثير.
وبلغت رحمة السوق, واتجهت الى الجانب الذي تعرض فيه حاجات النساء من زينة وعطر وملبس, وفتحت لفافتها بيد مرتعشة, وجلست مع البائعات, وكانت بضاعتها ضفيرة من الخيوط الذهبية الطويلة الناعمة, كانت بالأمس نصف شعرها, فباعتها الى أحد النساء وأخذت ثمنها.
وابتاعت رحمة بثمن شعرها طعاما وشرابا, وعادت الى زوجها تطعمه وتسقيه, فقد كانت برّة وفية بزوجها.
وبعد أن نفد ثمن شعرها ما بقي لها شيء تبيعه.
ولكن أيوب كان على صلابته وقوته, ويئس الشيطان فكر في رحمة فذهب اليها وملأ قلبها باليأس حتى ذهبت الى أيوب تقول له : حتى متى يعذبك الله, أن المال والعيال والصديق والرفيق, أين شبابك الذاهب وعزك القديم؟
وأجاب أيوب امرأته: لقد سوّل لك الشيطان أمرا.. أتراك تبكين على غرفات وولد مات؟

قالت: لماذا لا تدعو الله أن يزيح بلواك ويشفيك ويكشف حزنك؟
قال أيوب: كم مكثنا في الرخاء؟!!
قال رحمة: ثمانين سنة.
قال أيوب: كم لبثنا في البلاء والمرض؟
قالت سبع سنين.
قال: أستحي أن أطلب من الله رفع بلائي, وما قضيت فيه مدّة رخائي.
لقد بدأ ايمانك يضعف يا رحمة, وضاق بقضاء الله قلبك.. لئن برئت وعادت اليّ القوة لأضربنّك مئة عصا.. وحرام بعد اليوم أن آكل طعاما من يديك أو أشرب شرابا أو أكلفك أمرا.. فاذهبي عني.
وذهبت عنه زوجته وبقي أيوب جسدا صابرا وحيدا, يحتمل ما لا تحتمله الجبال.. وأخيرا فزع أيوب الى الله داعيا متحننا لا متبرما, ودعا الله أن يشفيه.
2. المعجزة
ماذا قال أيوب في دعائه يا ترى؟ لقد قال القرآن الكريم أن أيوب نادى ربه فقال:
{أني مسني الضرّ وأنت أرحم الراحمين} الأنبياء 83.
وجاءت الاستجابة سريعة من الله عز وجل, ونزل وحي الله على أيوب:{ اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب}. 42.
وضرب أيوب الأرض برجله الضعيفة كما أمره الله, فانفجرت عيون من ماء عذب زلال بارد وصاف, فاغتسل أيوب بماء احدى هذه العيون التي فجرها له الله سبحانه عز وجل, فاذا بجلده الدامي المتقرّح يصبح سليما نظيفا جميلا, وشرب أيوب من ماء عين أخرى, فاذا به سليم معافى, قد سرت في جسمه القوّة, ودبّ النشاط..!!
وكانت احدى معجزات الله القادر على كل شيء الذي يقول للشيء كن فيكون.
وجلس أيوب وقد استردّ صحته, وعافيته, ورونقه وجماله, في حلة قشيبة من عند الله, فشكر الله على ما ابتلاه, وعلى ما أنعم به عليه.
وكان قد أقسم أن يضرب امرأته مائة ضربة بالعصا عندما يشفى, وها هو قد شفي, وكان الله سبحانه وتعالى يعرف أنه لا يقصد ضرب امرأته, ولكي لا يرجع عن يمينه أو يكذب فيها أمره الله أن يجمع حزمة من أعواد الريحان عددها مائة, ويضرب بها امرأته ضربة واحدة, وبذلك يكون برّ في قسمه ولم يكذب.
رحم الله أيوب العبد الصابر.
{ وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث, انا وجدناه صابرا, نعم العبد انه أوّاب} ص 44.

جزاكي الله خير الجزاء …..لعل الله ينفعنا بما قرأنا…..اللهم آمين

قصص الأنبياء 1 – الشريعة الاسلامية 2024.

قصص الأنبياء 1 (سيدنا آدم عليه السلام)

آدم علية السلام

علة خلق آدم (ع)

يروى أن الأرض كانت، قبل خلق آدم (ع)، معمورة بالجن والنسناس والسباع، وغيرها من الحيوانات، وأنه كان لله فيها حجج وولاة، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

وحدث أن طغت الجن وتمردوا، وعصوا أمر ربهم. فغيروا وبدلوا، وأبدعوا البدع، فأمر الله سبحانه الملائكة، أن ينظروا إلى أهل تلك الأرض، وإلى ما أحدثوا وأبدعوا، إيذاناً باستبدالهم بخلق جديد، يكونون حجة له في أرضه، ويعبد من خلالهم.

ثم إنه سبحانه وتعالى قال لهم: {إني جاعلٌ في الارض خليفة}. فقالوا: سبحانك ربنا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما أفسدت الجن؟ فاجعل الخليفة منا نحن الملائكة، فها نحن {نسبِّحُ بحمدك ونقدِّسُ لك}، ونطيعك ما تأمرنا. فقال عزّ من قائل: {إنّي أعلمُ مالاتعلمون}.

وبعث اللهُ الملك جبرائيل (ع) ليأتيهُ بترابٍ من أديم الأرض، ثم جعله طيناً، وصيَّرهُ بقُدرتهِ كالحمإ المسنون، ثم كالفخّار، حيث سوّاه ونفخ فيه من روحه، فإذا هو بشرٌ سويّ، في أحسن تقويم.

خلق حواء وزواج آدم منها

سمّى اللهُ سبحانه وتعالى مخلوقه الجديد، آدم، فهو الذي خلقه من أديم الأرض، ثم إنه عزّوجلّ، خلق حوّاء من الطين الذي تبقى بعد خلق آدم وإحيائه.

ونظر آدم (ع) فرأى خلقاً يشبهه، غير أنها أنثى، فكلمها فردت عليه بلغته، فسألها: "من تكون؟" فقالت: "خلق خلقني الله".

وعلَّم اللهُ آدمَ الأسماء كلها، وزرع في نفسه العواطف والميول، فاستأنس بالنظر إلى حوّاء والتحدث إليها، وأدناها منه، ثم إنّهُ سألَ الله تعالى قائلاً: "ياربّ من هذا الخلقُ الحسن، الذي قد آنسني قربه والنظر إليه؟!" وجاءه الجواب: "أن ياآدم، هذه حوّاء.. أفتحبُّ أن تكون معك، تؤنسك وتحادثك وتأتمر لأمرك؟" فقال آدم (ع): "نعم ياربّ، ولك الحمدُ والشكرُ مادمتُ حيا." فقال عزّوجلّ: "إنّها أمتي فاخطبها إليّ". قال آدم (ع): "يارب، فإني أخطبها إليك، فما رضاك لذلك؟" وجاءه الجواب: "رضاي أن تعلمها معالم ديني.." فقال آدم(ع): "لك ذلك يارب، إن شئت". فقال سبحانه: "قد شئت ذلك، وأنا مزوجها منك".

فقبل آدم بذلك ورضي به.

تكريم الله لآدم ورفض إبليس السجود له

أراد الله عزوجل، أن يعبد من طريق مخلوقه الجديد، فأمر الملائكة بالسجود إكراماً له، بمجرد أن خلقه وسواه ونفخ فيه من روحه، فخرت الملائكة سُجّداً وجثيّا.

وكان إبليس، وهو من الجن، كان في عداد الملائكة حينما أمرهم الله بالسجود إكراماً لآدم(ع). وكان مخلوقاً من النار، شديد الطاعة لربّه، كثير العبادة له، حتى استحق من الله أن يقربه إليه، ويضعه في صف الملائكة… ولكن إبليس عصى هذه المرّة الأمر الإلهي، بالسجود لأدم(ع)، وشمخ بأنفه، وتعزز بأصله، وراح يتكبر ويتجبر، وطغى وبغى، وظل يلتمس الأعذار إلى الله سبحانه، حتى يعفيه من السجود لآدم(ع).

وما فتئ يتذرّعُ بطاعته لله وعبادته له، تلك العبادة التي لم يعبد الله مثلها ملكٌ مقرَّب، ولانبيٌّ مرسل… وأخذ يحتجُّ بأنّ الله خلقه من نار، وأن آدم مخلوق من تراب، والنار خير من التراب وأشرف: {قال: أنا خيرٌ منه، خلقتني من نارٍ وخلقته من طين}. {أأسجد لمن خلقت طينا}!.

ولما كان الله سبحانه وتعالى، يريد أن يُعبَدَ كما يُريد هو، ومن حي يريد، لاكما يريد إبليس اللعين هذا، صب عليه سوط عذاب، وطرده من الجنة، وحرّمها عليه، ومنعه من اختراق الحجب، التي كان يخترقها مع الملائكة (ع).

ولما رأى إبليس غضب الخالق عليه، طلب أن يجزيه الله أجر عبادته له آلاف السنين، وكان طلبُه أن يمهله الله سبحانه في الدنيا إلى يوم القيامه، وهو ينوي الإنتقام من هذا المخلوق الترابي، الذي حُرِمَ بسببه الجنة، وأصابته لعنة الله. كما طلب أيضاً، أن تكون له سلطة على آدم وذريّته، وظلّ يكابر ويعاند، ويدّعي أنّهُ أقوى من آدم، وخير منه: {قال: أرأيتك هذا الذي كرّمت عليّ، لئِنْ أخّرتنِ إلى يوم القيامة، لأحتنكنَّ ذريته إلاّ قليلاً}.

آدم (ع) يستعين بالله

أعطى الله سبحانه وتعالى، أعطى إبليس اللعين ماطلبه وأحبه من نعيم الدنيا، والسلطة على بني آدم الذين يطاوعونه، حتى يوم القيامة، وجعل مجراه في دمائهم، ومقرّه في صدورهم، إلا الصالحين منهم، فلم يجعل له عليهم سلطانا: {قال: إذهب فمن تبعك منهم فإنّ جهنم جزاؤكم جزاءً موفورا… إنّ عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا}.

وعرف آدم ذلك، فلجأ إلى ربّه مستعصما، وقال: "يا ربّ! جعلت لإبليس سلطة عليّ وعلى ذرّيتي من بعدي، وليس لقضائك رادٌّ إلاّ أنت، وأعطيته ما أعطيته، فما لي ولولدي مقابل ذلك؟" فقال سبحانه وتعالى: "لك ولولدك: السيئة بواحدة، والحسنة بعشرة أمثالها" فقال آدم (ع): "متذرعاً خاشعا: يارب زدني، يارب زدني". فقال عزّوجلّ: "أغفِرُ ولاأُبالي" فقال آدم (ع) "حسبي يارب، حسبي".

نسيان آدم وحواء وخطيئتهما

أسكن الله سبحانه آدم وحواء الجنة، بعد تزويجهما: {وإذ قلنا ياآدم أسكن أنت وزوجك الجنة} وأرغد فيها عيشهما، وآمنهما، وحذّرهما إبليس وعداوته وكيده، ونهاهما عن أن يأكلا من شجرة كانت في الجنة، تحمل أنواعاً من البر والعنب والتين والعناب، وغيرها من الفواكه مما لدّ وطاب: {وكلا منها رغداً حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين}.

وجاءهما الشيطان بالمكر والخديعة، وحلف لهما بالله أنه لهما لمن الناصحين، وقال: إني لأجلك ياآدم، والله لحزين مهموم… فقد أنست بقربك مني… وإذا بقيت على هذا الحال، فستخرج مما أنت فيه إلى ما أكرهه لك.

نسي آدم(ع) تحذير الله تعالى له، من إبليس وعداوته، وغرّه تظاهر إبليس بالعطف عليه والحزن لأجله، كما زعم له، فقال لإبليس: "وما الحيلة التي حتى لاأخرج مما أنا فيه من النعيم؟" فقال اللعين: "إنّ الحيلة معك:" {أفلا أدلك على شجرة الخلد ومُلكٍ لايبلى}؟ وأشار الى الشجرة التي نهى الله آدم وحوّاء عن الأكل منها، وتابع قائلاً لهما: {مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلاّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين}.

وازدادت ثقة آدم(ع) بإبليس اللعين، وكاد يطمئن إليه وهو العدوّ المبين، ثم إنّه استذكر فقال له: "أحقاً ماتقول": فحلف إبليس بالله يميناً كاذباً، أنّهُ لآدم من الناصحين، وعليه من المشفقين، ثم قال له: "تأكل من تلك الشجرة أنت وزوجك فتصيرا معي في الجنة إلى الأبد".

لم يظنّ آدمُ(ع)، أنّ مخلوقاً لله تعالى يحلف بالله كاذباً، فصدقه، وراح يأكل هو وحوّاء من الشجرة، فكان ذلك خلاف ما أمرهما به الله سبحانه وتعالى.

الخروج من الجنة

ماكاد آدم وحوّاءُ، يأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، حتى نادى منادٍ من لدن العرش الإلهي، أن: "ياآدم، اخرج من جواري، فإنه لايُجاوِرُني مَن عصانيْ".

وبكى آدم(ع) لما سمع الأمر الإلهيّ له بالخروج من الجنة… وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريماً. فبعث الله عزّ وجلّ جبرائيل(ع)، فأهبط آدم إلى الأرض، وتركه على جبل سرنديب في بلاد الهند، وعاد فأنزل حوّاء إلى جُدَّة..

ثم أنّ الله سبحانه وتعالى، أمر آدم أن يتوجّه من الهند إلى مكة المكرّمة، فتوجّه آدم إليها حتى وصل إلى الصفا… ونزلت حواء بأمر الله إلى المروة، حتى التقيا من جديد في عرفة. وهناك دعا آدم ربّه مستغفراً: اللهم بحق محمد وآله والأطهار، أقلني عثرتي، واغفر لي زلتي، وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها.

الرحمة والغفران

{وتلقى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه}.

وأوحى الله عزوجلّ إلى جبرائيل(ع): إني قد رحمت آدم وحوّاء، فاهبط عليهما بخيمةٍ من خيم الجنة، واضربها لهما مكان البيت وقواعده، التي رفعتها الملائكة من قبل، وأنرها لهما بالحجر الأسود. فهبط جبرائيل(ع) بالخيمة ونصبها، فكان المسجد الحرام منتهى أوتادها، وجاء بآدم وحواء إليها.

ثم إنّه سبحانه أمر جبرائيل بأن يُنَحّيهما منها، وأن يبني لهما مكانها بيتاً بالأحجار، يرفع قواعده، ويتم بناءه للملائكة والخلق من آدم وولده، فعمد جبرائيل إلى رفع قواعد البيت كما أمره الله.

وأقال الله آدم عثرته، وغفر زلته، ووعده بأن يعيده إلى الجنة التي أُخرج منها. وأوحى سبحانه إليه، أن: "ياآدم، إني إجمع لك الخير كله في أربع كلمات: واحدة منهن لي، أن تعبدني، ولاتشرك بي شيئاً، وواحدة منهن لك: أجازيك بعملك، أحوجَ ماتكون، وكلمة بيني وبينك: عليك الدعاء ومني الإجابة، وواحدة بينك وبين الناس من ذريتك، ترضى لهم ماترضى لنفسك.

وهكذا، أنزل الله على آدم(ع) دلائل الألوهية والوحدانية، كما علمه الفرائض والأحكام والشرايع، والسنن والحدود.

قابيل يقتل هابيل

كان قابيل أول أولاد آدم(ع). فلما أدرك سنّ الزّواج، أظهر الله سبحانه جنية يقال لها جهانة، في صورة إنسية، فلما رآها قابيل أحبها، فأوحى الله تعالى إلى آدم(ع) أن يزوجها من قابيل ففعل.

ثم لما ولد هابيل، الإبن الثاني لآدم (ع). وبلغ مبلغ الرجال، أهبط الله تعالى إحدى حوريّات الجنة، فرآها هابيل وأحبها، فأوحى الله لآدم (ع) أن يزوجه بها.

ثم إن الله سبحانه وتعالى، أمر نبيه آدم (ع)، أن يضع مواريث النبوة والعلم عند ولده هابيل، ويعرفه بذلك… ولما علم قابيل بذلك، غضب واعترض أباه قائلاً: "أنا أكبر من هابيل، وأنا أحق بهذا الأمر منه".

وتحيّر آدم(ع)، فأوحى الله إليه أن يقول لابنه قابيل: "يابني، إنّ الأمر لم يكن بيدي، وإنّ الله هو الذي أمرني بذلك، ولم أكن لأعصي أمر ربي ثانية، فأبوء بغضبه، فإذا كنت لاتصدقني، فليقرب كل واحدٍ منكما قرباناً إلى الله، وأيُّكما يتقبَّل الله قربانه، يكن هو الأولى، والأحق بالفضل ومواريث النبوة.

قدّم قابيل قرباناً من أيسر ملكه، وقدّم هابيل قربانه من أحسن ماعنده… فتقبل الله سبحانه قربان هابيل، بأن أرسل ناراً تركت قربان قابيل كما هو، ممّا أثار حفيظة قابيل، وأجّج نار الحقد في صدره.

ووسوس له الشيطان بأن: اقتل أخاك فينقطع نسله، وتُريحُ أولادك من بعدم إن كان لك ولد، ثم لايجد أبوك من يعطيه المواريث سواك، فتفوز بها، وذريتك من بعدك..

وسوّلت له نفسه قتل أخيه هابيل، فقتله… وكانت أوّل جريمة على وجه الأرض، نفّرَت الوحوش والسّباع والطيور، خوفاً وفرقا.

ولم يدر قابيل كيف يخفي جريمته… وماذا يصنع بجسد أخيه الملقى على الأرض بلا حراك؟… ويبعث الله تعالى غرابين يقتتلان في الجو، حتى يقتل أحدهما الآخر، ثم يهوي وراءه إلى الأرض، فيحفر، بمخالبه حفرة، يدفن فيها صاحبه، وقابيل ينظر ويرى.

أدرك قابيل عجزه وضعفه وقال: "ياويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغُراب فأواري سوأة أخي} وأدفنُ جُثّتهُ، كما دفن هذا الطائر الصغير الحقيرُ صاحِبُه المقتول؟! {فأصبح من النّادمين}.

ذرية آدم(ع)

ولد لآدم وحواء سبعون بطنا، على مايُروى، وكان أوّل أولادهما قابيل ثم هابيل اللذين لم ينجبا على مايبدو…

ولكن الله جلّ وعلا وهب لآدم وحوّاء إبنهما شيثا (هبة الله) ومن بعده ولد لهما يافث.. فلما أدركا وبلغا مبلغ الرجال، وأراد الله أن يبلغ بالنسل مانرى… وأن يكون ماقد جرى به القلم، من تحريم ماحرّم الله تعالى، من زواج الإخوة وبالأخوات أنزل سبحانه من الجنة حوريتين، هما نزلة ومنزلة، وأمر آدم أ، يزوجهما من شيث ويافث، فكان ذلك… وولد لشيث غلامٌ، وولدت ليافث جارية، فأمر الله تعالى أن يزوج آدم (ع) إبنة يافث من ابن شيث.

ولم يحرم الله آدم وحوّاء من الإناث، فقد رزقهما الله ابنة أسمياها عناق، تزوجت وولدت ولداً اسمه عوج، وصار فيما بعد جباراً شقياً، عدواً لله ولأوليائه، فسلط الله عليه وعلى أمه عناق من قتلهما.

وفاة آدم وحوّاء

انقضت أيام آدم(ع)، فأمره الله أن يوصي إلى ولده شيث، ويدفع إليه مواريث النبوة والعلم والآثار، وأمره بأن يكتم هذا الأمر عن قابيل، حتى لاتتكّرر الجريمة المأساة، ويقتله كما قتل أخاه هابيل من قبل.

وتوفي آدم(ع) ولهُ من الذريّة من ولده وأولاد ولده العدد الكثير، بعد أن عمّر تسعمائة وستين سنة، ودفن في جبل أبي قبيس، ووجهه إلى الكعبة المشرَّفة على ماذكر في كتب السير. ولم تعمرّ حواء بعد آدم إلاّ قليلاً، عاماً واحداً مرضت بعده وماتت، ودفنت إلى جانب آدم(ع).

وفي أيام النبي نوحٍ(ع)، وعندما حصل الطوفان، أوحى الله سبحانه إلى نوحٍ أن يحمل معه في السفينة جثمان أبيه آدم (ع) إلى الكوفة، فحمله إلى ظهر الكوفة، وهو النجف الأشرف، حيث دفنه هناك في المكان المعروف بمرقد نوحٍ(ع)..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكورة أختي جعله الله في موازين حسناتك
وجزاك الله خيرا
وكل عام وأنت بخير

ألقاب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام -اسلاميات 2024.

ألقاب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ادم عليه السلام : صفى الله

ادريس عليه السلام : نبى الله

نوح عليه السلام: نجى الله

هود عليه السلام : عامر الله

صالح عليه السلام: قريب الله

أبراهيم عليه السلام: خليل الله

لوط عليه السلام: سليم الله

أسماعيل عليه السلام : ذبيح الله

اسحاق عليه السلام: هبة الله

يعقوب عليه السلام: حزين الله

يوسف عليه السلام: جميل الله

أيوب عليه السلام : صبير الله

شعيب عليه السلام: ناصح الله

موسى عليه السلام : كليم الله

هارون عليه السلام : معين الله

داود عليه السلام : خليفة الله

سليمان عليه السلام : تاج الله

ذو الكفل عليه السلام : ذكى الله

الياس عليه السلام : حكمةالله

اليسع عليه السلام : ذاكر الله

يونس عليه السلام : سابح الله

عزيز عليه السلام : ناصر الله

لقمان عليه السلام : طبيب الله

ذو القرنين عليه السلام : جاهد الله

زكريا عليه السلام : وارث الله

يحيى عليه السلام : خاشع الله

عيسى عليه السلام : روح الله

محمد صلى الله عليه وسلم : حبيب الله

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزاج الله خير .. الغريبة أن معظم الالقاب أول مرة أسمعها ..
مكثورة الخير يا اختي