وثبة التائبين – الشريعة الاسلامية 2024.

وثبة التائبين

وثبة التائبين

للتائبين وثبة قد لا يعيها الكثير.. وثبة عظيمة بها غير حاله إلى أحوال مختلفة.. غير قبلته من دور الشياطين إلى دار الرحمن..
صار القرآن هو روحه بدل الغناء.. لذته في دموع توبته ووثبته لا في مرحه وطربه ولهوه وعبثه.. غير وقته وحياته.. غير نومه ويقظته.. صار يقوم لفجره لا ينام في فجره.. صارت الصلوات هي حياته منها وإليها وحولها يتحرك.. صار يحب لله وفي الله بدل من حب في الشيطان وللشيطان..
وثبة التائبين قد لا يعقلها الكثير.. كيف استطاع أن يغير حاله إلى أحسن وأحسن.. كيف تخلص من عشقه الذي كاد أن يفتك به إلى كون سعادته في بعده عنه وجل ألمه في تذكره لهذا العشق..؟! كيف صار حاله هكذا ؟!.. كيف تخلص من دخانه الذي كان يشعر بموته عند بعده عنه..
نقلة هي عظيمة بكل المقاييس.. وثبة عظيمة.. تغيير شديد.. قوة في الحركة.. قوة في التغيير.. قوة في التجويد.. قوة في التحسين.. قوة بكل ما تحملها الكلمة من قوة..
عونٌ على الوثبة..
ولا شك أن صاحب هذه الوثبة وجد عوناً من خالقه.. عوناً جعله يثب بكل قوة.. فكَره ما كان يحب.. وأقبل على ما كان يدبر.. وسبحان مغير الأحوال.. واسمع لهذا الياقوتة من كلامات الأستاذ عبد الدائم الكحيل :- ( أخي.. أختي… في اللحظة التي تنوي فيها التغيير سوف تجد أن الله معك فهو القائل :- ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) سورة العنكبوت: 69.. تأمل معي هذه الآية كم تعطيك من قوة لتغير نفسك باتجاه الأفضل وبالاتجاه الذي يُرضي الله تعالى عنك، لأن الجهاد المقصود في الآية هو جهاد النفس، وجهاد العلم، وجهاد الدعوة إلى الله، وجهاد الصبر على أذى الآخرين.. لأن هذه الآية نزلت في مكة ولم يكن الجهاد بالسيف قد فُرض، ولذلك هي تتحدث عن تغيير ينبغي عليك أن تقوم به في نفسك أولاً ثم في غيرك )
احذر المعصية
وهذا كلام العلامة بن القيم الجوزية في كتابه الجواب الكافي في تحذير من المعصية حتى لا توقف الوثبة :- (…أنها – أي المعصية – تضعف القلب عن إرادته، فتقوى فيه إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً, إلي أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية، فلو مات نصفه لما تاب إلي الله، فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان لشيء كثير, وقلبه معقود بالمعصية, مصر عليها، عازم على مواقعتها متى أمكنة، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك ).
تنقصك الإرادة أيها الاخ الحبيب..
هذا ما قلته لشاب يشكو من سقوطه المتكرر في المعصية ويعجز عن وثبة قوية :- (ولكن يا أخى تنقصك الإرادة.. نعم الإرادة.. الإرادة.. الإرادة القوية التي تخرجك من الدائرة التي تعيش فيها.. الإرادة التي تأخذ بيدك فتخرج من دائرة الوقوع والتوبة.. السقوط، ثم البكاء، ثم الصلاة، ثم صلاح فترة معينة، ثم وقع مرة ثانية.. نعم الإرادة.. أتشعر بكلماتي أيها الحبيب..
أخى في الله لا أريد أن أتقمص دور القاضي الذي يحكم وفقط، وليس له علاقة بصاحب الخطيئة، ولكن أريد أن أكون روحاً جديدة تأخذ بيدك لكي لا تسقط.. روحاً تجعلك قبل أن ينتصر عليك شيطانك فتنظر للحرام أن تتماسك وتتمالك وتستجمع كل ما أوتيت من قوة لك لا تقع.. وصدقني التعب بل والعذاب في المرات الأولى.. ولكن بعدها ستجد حلاوة تعلو كل لذة تحس بها في هذا الحرام.. نعم حلاوة الإيمان.. حلاوة المجاهدة.. )..
هذا ما أردت أن اذكر به نفسى وإياكم.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول
ـــــــــــــــــــ بقلم محمود القلعاوى
* مستشار اجتماعى وتربوى على شبكة الإنترنت

موضوع مميز شكرا لك
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
وخيرا جزاكما اختاي الغاليتان ميسون وعالم المستقبل سررت بتواجدكما في صفحتي المتواضعة
اسال الله لكما التوفيق
لكما مني اجمل تحية

قصة أحد التائبين .ستجبرك حتما على البكاء من الشريعة 2024.

قصة أحد التائبين .ستجبرك حتما على البكاء

هل ستمتلك دموعك عند قراءة هذه القصة؟؟؟

كاد يجنُّ من الفرح ، و يطير من فرط السعادة ؛ ولم تسعه ثيابه كما يقال ؛عندما سمع نبأ قبوله في البعثة الخارجية إلى فرنسا . كان يشعر أنه سيمتلكالدنيا ويصبح حديث مجالس قومه ؛ وكلما اقترب موعد السفر، كلما شعر أنهأقبل على أبواب العصر الحديث التي ستفتح له آفاقاً يفوق بها أقرانهوأصحابه ..

شيءٌ واحدٌ كان يؤرقه .. ويقضُ مضجعه .. كيف أترك مكة ! سنين طوالاً وقدشغف بها فؤادي وترعرعت بين أوديتها ، وشربت من مائها الحبيب من زمزم العذب، ما أنشز عظامي وكساها لحماً ! ؛ وأمي ..أمي الغالية من سيرعاها في غيابي .. إخوتي يحبونها .. لكن ليس كحبي لها .. من سيوصلها من الحرم لتصلي فيهكل يوم كعادتها ؟! .. أسئلة كثيرة .. لا جواب عليها . أزف الرحيل .. وحزمالحقائبَ ؛ وحمل بيده التذاكرَ .. وودع أمَّه وقبلَّ رأسها ويديها .. وودع إخوته وأخواته .. واشتبكت الدموعُ في الخدود .. وودع مكة المكرمةوالمسجد الحرام .. وسافر والأسى يقطّع قلبه …

قدم إلى فرنسا بلادٍ لا عهد له بها .. صُعق عندما رأى النساء العارياتيملأن الشوارع بلا حياء .. وشعر بتفاهة المرأة لديهم .. وحقارتها وعاودهحنينٌ شديد إلى أرض الطهر والإيمان .. والستر والعفاف ..

انتظم في دراسته .. وكانت الطامة الأخرى !! يقعد معه على مقاعد الدراسة .. بناتٌ مراهقاتٌ قد سترن نصف أجسادهن .. وأبحن النصف الآخر للناظرين ! ؛كان يدخل قاعة الدرس ورأسه بين قدميه حياءً وخجلاً !! ولكنهم قديماً قالوا : كثرةُ الإمساس تُفقد الإحساس .. مرَّ زمنٌ عليه .. فإذا به يجد نفسهتألف تلك المناظر القذرة .. بل ويطلق لعينيه العنان ينظر إليهن .. فالتهبفؤاده .. وأصبح شغله الشاغل هو كيف سيحصل على ما يطفي نار شهوته .. وماأسرع ما كان ! .

أتقن اللغة الفرنسية في أشهر يسيرة !! وكان مما شجعه على إتقانها رغبته فيالتحدث إليهن .. مرت الأشهر ثقيلةً عليه .. وشيئاً فشيئاً ..وإذا به يقعفي أسر إحداهن من ذوات الأعين الزرقاء ! والعرب قالوا قديماً : زرقة العينقد تدل على الخبث[1].. ..

ملكت عليه مشاعره في بلد الغربة .. فانساق وراءها وعشقها عشقاً جعله لايعقل شيئاً .. ولا يشغله شيءٌ سواها .. فاستفاق ليلة على آخر قطرة نزلت منإيمانه على أعقاب تلك الفتاة .. فكاد يذهب عقله .. وتملكه البكاء حتى كاديحرق جوفه .. ترأى له في أفق غرفته .. مكةُ .. والكعبةُ .. وأمُّه .. وبلاده الطيبة ! احتقر نفسه وازدراها حتى همَّ بالانتحار ! لكن الشيطانةلم تدعه .. رغم اعترافه لها بأنه مسلمٌ وأن هذا أمرٌ حرمه الإسلام ؛ وهونادمٌ على مافعل .. إلاَّ أنها أوغلت في استدارجه إلى سهرة منتنةٍ أخرى .. فأخذته إلى منزلها .. وهناك رأى من هي أجمل منها من أخواتها أمام مرأىومسمع من أبيها وأمها ! لكنهم أناسٌ ليس في قاموسهم كلمة ( العِرض ) ولايوجد تعريف لها عندهم .. لم يعد همُّه همَّ واحدٍ .. بل تشعبت به الطرق .. وتاهت به المسالك .. فتردى في مهاوي الردى .. وانزلقت قدمه إلى أوعرالمهالك ! ما استغاث بالله فما صرف الله عنه كيدهن ؛ فصبا إليهن وكان منالجاهلين ؛ تشبثن به يوماً .. ورجونه أن يرى معهن عبادتهن في الكنيسة فييوم (الأحد) .. وليرى اعترافات المذنبين أمام القسيسين والرهبان !! وليسمعالغفران الذي يوزعه رهبانهم بالمجان ! فذهب معهن كالمسحور ..وقف على بابالكنيسة متردداً فجاءته إشارة ٌمن إحداهن .. أن افعل مثلما نفعل !! فنظرفإذا هن يُشرن إلى صدورهن بأيديهن في هيئة صليبٍ !.. فرفع يده وفعلالتصليب ! ثم دخل !! .رأى في الكنيسة ما يعلم الجاهل أنه باطل .. ولكنسبحان مقلب القلوب ! أغرته سخافاتُ الرهبان ، ومنحُهم لصكوك الغفران .. ولأنه فَقَدَ لذة الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم "إذا زنى العبد خرجمنه الإيمان فكان على رأسه كالظُّلّة ؛ فإذا أقلع رجع إليه*" .. فقدْ أطلقأيضاً لخياله العنان .. وصدق ما يعتاده من توهمِ ؛ فكانت القاضية .. جاءتهإحداهن تمشي على استعلاء ! تحمل بيدها علبة فاخرة من الكرستال ؛ مطرزةبالذهب أو هكذا يبدو له .. فابتسمت له ابتسامة الليث الهزبر ؛ الذي حذر منابتسامته المتنبي فيما مضى ..

إذا رأيت نيوب الليث بارزةً
فلا تظنن أن الليث يبتسم

فلم يفهم ! .. وأتبعتها بقُبلةٍ فاجرةٍ .. ثم قدّمت له تلك الهدية الفاخرةالتي لم تكون سوى صليبٍ من الذهب الخالص !! وقبل أن يتفوه بكلمة واحدة ؛أحاطت به بيدها فربطت الصليب في عنقه وأسدلته على صدره وأسدلت الستار علىآخر فصل من فصول التغيير الذي بدأ بشهوةٍ نتنة ؛ وانتهى بِردّةٍ وكفرٍ ؛نسأل الله السلامة والعافية !.

عاش سنين كئيبة .. حتى كلامه مع أهله في الهاتف فَقَدَ ..أدبَه وروحانيتهواحترامه الذي كانوا يعهدونه منه .. اقتربت الدراسة من نهايتها .. وحانموعد الرجوع .. الرجوع إلى مكة .. ويا لهول المصيبة .. أيخرج منها مسلماًويعود إليها نصرانياً ؟! وقد كان .. نزل في مطار جدة .. بلبس لم يعهدهأهله[2] .. وقلبٍ « أسود مرباداً كالكوز مجخياً .. لا يعرف معروفاً ولاينكر منكراً » [3] .. عانق أمَّه ببرودٍ عجيبٍ .. رغم دموعِها .. وفرحةِإخوته وأخواته .. إلاَّ أنه أصبح في وادٍ ؛ وهم في وادٍ آخر .. أصبح بعدعودته منزوياً كئيباً حزيناً .. إما أنه يحادثُ فتياته بالهاتف أو يخرجلوحده في سيارته إلى حيث لا يعلم به أحدٌ .. لاحظ أهله عليه أنه لم يذهبإلى الحرم أبداً طيلة أيامه التي مكثها بعد عودته ؛ ولفت أنظارهم عدمأدائه للصلاة .. فحدثوه برفق فثار في وجوههم وقال لهم :" كل واحد حر فيتصرفاته .. الصلاة ليست بالقوة " .. أما أمُّه فكانت تواري دموعها عنه وعنإخوته كثيراً وتعتزل في غرفتها تصلي وتدعو له بالهداية وتبكي حتى يُسمعنشيجُها من وراء الباب !! ؛ دخلت أخته الصغرى عليه يوماً في غرفته ..- وكان يحبها بشدة -.. وكانت تصغره بسنوات قليلة ؛ وبينما كان مستلقياً علىقفاه ؛ مغمضاً عينيه ؛ يسمع أغنيةً أعجميةً مزعجةً.. وقعت عيناها علىسلسالٍ من ذهبٍ على صدره .. فأرادت مداعبته .. فقبضت بيدها عليه .. فصعقتعندما رأت في نهاية هذا السلسال صليب النصارى !! فصاحت وانفجرت بالبكاء .. فقفز وأغلق الباب .. وجلس معها مهدداً أياها .. إن هي أخبرت أحداً .. أنهسيفعل ويفعل ! فأصبح في البيت كالبعير الأجرب .. كلٌ يتجنبه .

في يوم .. دخلت أمه عليه .. وقالت له:-

قم أوصلني بسيارتك ! وكان لا يرد لها طلباً ! فقام .. فلما ركبا في السيارة .. قال لها :- إلى أين !

قالت : إلى الحرم أصلي العشاء ! ؛ فيبست يداه على مقود السيارة .. وحاولالاعتذار وقد جف ريقُه في حلقه فألحّت عليه بشدة .. فذهب بها وكأنه يمشيعلى جمرٍ .. فلما وصل إلى الحرم .. قال لها بلهجة حادة .. انزلي أنت وصلّي .. وأنا سأنتظرك هنا ! ؛ فأخذت الأمُّ الحبيبة ترجوه وتتودد إليه ودموعهاتتساقط على خدها .. :-

"يا ولدي .. انزل معي .. واذكر الله .. عسى الله يهديك ويردك لدينك .. ياوليدي .. كلها دقائق تكسب فيها الأجر " .. دون جدوى .. أصر على موقفهبعنادٍ عجيب .

فنزلت الأم .. وهي تبكي .. وقبع هو في السيارة .. أغلق زجاج الأبواب .. وأدخل شريطاً غنائياً (فرنسياً) في جهاز التسجيل .. وخفض من صوته .. وألقىبرأسه إلى الخلف يستمع إليه .. قال:-

فما فجأني إلا صوتٌ عظيمٌ يشق سماءَ مكة وتردده جبالها .. إنه الأذانالعذب الجميل ؛ بصوت الشيخ / علي ملا .. الله أكبر .. الله أكبر .. أشهدألا إله إلا الله …

… فدخلني الرعبُ.. فأطفأت (المسجل) وذهلت .. وأنا أستمع إلى نداءٍ ؛كانآخرُ عهدي بسماعة قبل سنوات طويلة جداً ؛ فوالله وبلا شعورٍ مني سالتدموعي على خديّ .. وامتدت يدي إلى صدري فقبضت على الصليب النتن ؛ فانتزعتهوقطعت سلساله بعنفٍ وحنق وتملكتني موجةٌ عارمة من البكاء لفتت أنظار كل منمر بجواري في طريقه إلى الحرم . فنزلت من السيارة .. وركضت مسرعاً إلى ( دورات المياه ) فنزعت ثيابي واغتسلت .. ودخلت الحرم بعد غياب سبع سنواتٍعنه وعن الإسلام ! . فلما رأيت الكعبة سقطت على ركبتيّ من هول المنظر ؛ومنإجلال هذه الجموع الغفيرة الخاشعة التي تؤم المسجد الحرام ؛ ومن ورعبالموقف .. وأدركت مع الإمام ما بقي من الصلاة وأزعجت ببكائي كل من حولي .. وبعد الصلاة .. أخذ شابٌ بجواري يذكرني بالله ويهدّأ من روعي .. وأن اللهيغفر الذنوب جميعاً ويتوب على من تاب ..شكرته ودعوت له بصوت مخنوق ؛ وخرجتمن الحرم ولا تكاد تحملني قدماي .. وصلت إلى سيارتي فوجدت أمي الحبيبةتنتظرني بجوارها وسجادتها بيدها .. فانهرت على أقدامها أقبلها وأبكي .. وهي تبكي وتمسح على رأسي بيدها الحنون برفق .. رفعت يديها إلى السماء .. وسمعتها تقول :_ "يا رب لك الحمد .. يا رب لك الحمد .. يا رب ما خيبت دعاي .. ورجاي .. الحمد لله .. الحمد لله " .. فتحت لها بابها وأدخلتها السيارةوانطلقنا إلى المنزل ولم أستطع أن أتحدث معها من كثرة البكاء .. إلاَّأنني سمعتها تقول لي:_ " يا وليدي .. والله ما جيت إلى الحرم إلاّ علشانأدعي لك .. يا وليدي .. والله ما نسيتك من دعاي ولا ليلة .. تكفى[4] ! وأنا أمك لا تترك الصلاة علشان الله يوفقك في حياتي ويرحمك"

نظرت إليها وحاولت الرد فخنقتني العبرة فأوقفت سيارتي على جانب الطريق .. ووضعت يديّ على وجهي ورفعت صوتي بالبكاء وهي تهدؤني .. وتطمئنني .. حتىشعرت أنني أخرجت كل ما في صدري من همًّ وضيقٍ وكفرٍ !.. بعد عودتي إلىالمنزل أحرقت كل ما لدي من كتب وأشرطة وهدايا وصورٍ للفاجرات .. ومزقت كلشيء يذكرني بتلك الأيام السوداء وهنا دخلت في صراعٍ مرير مع عذاب الضمير .. كيف رضيت لنفسك أن تزني ؟ كيف استسلمت للنصرانيات الفاجرات ؟ كيف دخلتالكنيسة ؟ كيف سمحت لنفسك أن تكذّب الله وتلبس الصليب ؟ والله يقول : { وَمَا قَتَلوه وما صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ } [النساء] منالآية157) كيف ؟ وكيف ؟! أسئلة كثيرة أزعجتني .. لولا أن الله تعالى قيّضلي من يأخذ بيدي .. شيخاً جليل القدر .. من الشباب المخلصين ؛ لازمني حتىأتممت حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم في فترة قصيرة ولا يدعني ليلاًولا نهاراً .. وأكثر ما جذبني إليه حسن خلقه وأدبه العظيم .. جزاه اللهعني خيراً .. اللهم اقبلني فقد عدت إليك وقد قلت ياربنا في كتابك الكريم { قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَف } ..وأنا يا رب انتهيت فاغفر لي ما قد سلف .. وقلت : { قُلْ يَا عِبَادِيَالَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِاللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَالْغَفُورُ الرَّحِيمُ } .. وأنا يا رب قد أسرفت على نفسي في الذنوبكثيراً كثيراً .. ولا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لي مغفرة من عندكوارحمني إنك أنت الغفور الرحيم .. ..

وبعد .. فالله تعالى يمهل عبده ولا يهمله ؛ وربما بلغ بالعبدِ البُعْدُ عنربه بُعداً لا يُرجى منه رجوعٌ ؛ ولكن الله جل وتعالى عليمٌ حكيم ٌ ؛ غافرالذنب وقابل التوب شديد العقاب ذو الطول ؛لا إله إلا هو إليه المصير ..

ما أجمل الرجوع إلى الله ؛ وما ألذّ التوبة الصادقة ؛ وما أحلم الله تعالى .. وما أحرانا معاشر الدعاة بتلمس أدواء الناس ؛ ومحاولة إخراجهم منالظلمات إلى النور بإذن ربهم .. وبالحكمة والموعظة الحسنة والصبر العظيموعدم ازدراء الناس ؛ أو الشماتة بهم ؛ أو استبعاد هدايتهم ؛ فالله سبحانهوتعالى هو مقلب القلوب ومصرفها كما جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنهسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن قلوب بني آدم كلها بينأصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء » وكان من دعاء الرسولالله صلى الله عليه وسلم :

« اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك » رواه مسلم .. آمين ..

العائدون الى الله

منقول

ابكيتيني اختي جزاكي الله خيرا ورزقكي الجنة
اللهم يامقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا علي دينكط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
اختي عاشقة الجنة حابه اتعرف عليكي لوممكن بجد انا سجلت في المنتدي بسببك عشان ارد علي مواضيعك الاكتر من رائعه جزاكي الله خيرا
جزاكى الله خيرا اختى عاشقه الجنه

وفعلا قصه مؤثرة
اللهم يامقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك
الحمدلله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة

جزاكي الله خير اختي عاشقة الجنة تقبيليني صديقة لكي
خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية
جزاك الله ألف خير

..القرده..

شكراً على تواجدكم في صفحتي

مروركم أسعدني

ربي يسعدكم دنيا وآخره ويرزقكم الفردوس الأعلى

بارك الله فيكم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشقة الجنه خليجية

شكراً على تواجدكم في صفحتي

مروركم أسعدني

ربي يسعدكم دنيا وآخره ويرزقكم الفردوس الأعلى

بارك الله فيكم

خليجيةخليجيةخليجيةخليجية
فعلا قصه بتبكي حبيبتي بارك الله فيكي عموضيعك الرائئئئئئئئئئئئعه
خليجيةخليجيةخليجيةجزاكي االله الف خيرخليجية

من كلمات التائبين ** في الاسلام 2024.

من كلمات التائبين **

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

من كتيب
الطريق الى الجنة
الجزء الخامس

كيف اتوب ؟؟

**كنت ابكي ندما على ما فاتني من حب الله ورسولة ؛وعلى تلك الايام التي قضيتها بعيدا عن الله عز وجل . (امرأه مغربية أصابها السرطان وشفاها الله منه )

**لقد ولدت تلك الليلة من جديد ؛واصبحت مخلوقا لا صلة له بالمخلوق السابق … واقبلت على تلاوة القران ؛ وسماع الاشرطة النافعة من خطب ودروس ومحاضرات . (شاب تائب)

**نعم لقد كنت ميتا فأحياني الله ولله الفضل والمنة (الشيخ أحمد القطان )

**وعزمت على التوبة النصوح والاستقامة على دين الله ؛ وأن اكون داعية خير بعد ان كنت داعية شر وفساد .. وفي ختام حديثي اوجهها نصيحة صادقة لجميع الشباب فأقول : يا شباب الاسلام لن تجدوا السعادة في السفر ولا في المخدرات والتفحيط ؛لن تجدوها او تشموا رائحتها الا في الالتزام والاستقامة … في خدمة دين الله .. في الالمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

ماذا قدمتم يا احبة للاسلام ؟ اين اثاركم ؟اهذة رسالتكم ؟

شباب الجيل للاسلام عودو_____فألتكم روحه وبكم يسودو
وانتم سر نهضته قديما_____ وانتم فجرة والزاهي الجديد
(من شباب التفحيط سابقا )

**لقد ادركنا الحقيقة التي يجب ان يدركها الجميع وهي ان الانسان مهما طال عمرة فمصيرة الى القبر ؛ ولا ينفعة في الاخرة الا عملة الصالح .(الممثل محسن الدين وزوجتة الممثلة نسرين )

**اتمنى من الله وادعوة ان يجعل مني قدوة صالحة في مجال الدعوة الية ؛ كما كنت من قبل قدوة لكثيرات في مجال الفن .(الممثلة شهيرة )

**كما اتوجة الا كل اخت غافلة عن ذكر الهه ..منغمسة في ملذات النيا وشهواتها .. ان عودي الى الله _ اخية _ فوالله كل السعادة في طاعة الله .( طالبة تائبة )


**وخرجت من المستشفى الى المسجد مباشرة ؛وقطعت كل صلتي بالماضي … وانصح اخواني الشباب وغيرهم بالحذر من رفقاء السوء (مدمن تائب )

**فبدأت بالبكاء على نفسي وعلى ماضي من عمري في التفريط في حق الله والوالدين . ( شاب تائب بعد سماعة موعظة )

**واليوم ما اكثر المغترين بهذة الدنيا الفانية ؛ والغافلين عن ذالك اليوم الرهيب الذي يفر منة المرء من اخية ؛ وامة وابية ؛ وصاحبتة وبنية ؛ويوم لا ينفع لا مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .فهل من عودة قبل الموت ؟ ( شاب تاب بعد رؤيتة ليوم القيامة في المنام )

**وختاما اقول لكل فتاة متبرجة.. انسيتي ام جهلتي ان الله مطلع عليك ؛ انسيت ام جهلتي ام تجاهلتي ان جمال المراة الحقيقي في حجابها وحيئها وسترها ؟ ( فتاة تائبة )

**كما اصبحت بعد الالتزام اشعر بسعادة تغمر قلبي فأقول : بأنة يستحيل ان يكون هناك انسان اقل مني التزاما ان يكون اسعد مني ؛ ولو كانت الدني كلها بين عينية ؛ ولو كان من اغنى الناس … أكثر ما ساعدني على الثبات _ بعد توفيق الله _ هو القائي للدروس في المصلى ؛ بالاضافة الى قراءتي عن الجنة بأن فيها ملا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ؛ من اللباس والزينة والاسواق والزيارات بين الناس ؛ وهذة من احب الاشياء الى قلبي . فكنت كلما اردت ان اشتري شيئا من الملابس التي تزيد عن حاجتي اقول البسها في الاخرة افضل .( فتاة انتقلت من عالم الازياء الى كتب العلم والعقيدة )

**وقد خرجت من حياة الفسق والمجون ؛ الى حياة شعرت فيها بالامن والامان والاطمئنان والاستقرار .
(رجل تاب بعد موت صاحبة )

**وكلما رايت نفسي تجنح لسوء او شيء يغضب الله اتذكر على الفور جنة الخلد ونعيمها السرمدي الابدي ؛ واتذكر لسعة النار فأفيق من غفاتي …والحمد لله اني قد تخلصت من كل ما يغضب الله عز وجل من مجلات ساقطة وروايات مجنة وقصص تافهة ؛ واما اشرطة الغناء فقد سجلت عليها ما يرضي الله عز وجل من قران وحديبث .(فتاة تائبة)

**حقيقة كنت في غيبوبةعن الاسلام سوى حروف وكلمات .(سوزي مظهر )

**نعم لقد كنت اتمنى ان اكون مسلمة ملتزمة لان ذلك هو الحق والله تعلى يقول ((وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )) (شمس البارودي

**دخلت الى البيت وكان اول ما وقع علية بصري صورة معلقة على الحئط لبعض الممثلات …فأندفعت الى الصور امزقها …ثم ارتميت على سريري ابكي ولاول مرة احس بالندم على ما فرطت في جنب الله … فأخذت الدموع تنساب في غزارة من عيني .( شاب تائب )

**فخرجت من البيت الى المسجد ومن ذلك اليوم وانا _ولله الحمد _ ملتزم ببيوت الله لا افارقها واصبحت حريصا على حضور الندوات والدروس التي تقام في المساجد واحمد الله ان هداني الى طريق السعادة الحقيقية والحياة الحقة . (الشاب ح. م . ج )

**وانتهيت الى يقين جازم حاسم انه لا صلاح لهذة الارض ؛ولا راحة لهذة البشرية ولا طمئنينة لهذا الانسان ولا بركة ولا طهارة … الا بالرجوع الى الله واليوماتساءل كيف سأقابل ربي لو لم يهدني ؟(طالبة تائبة )

**فتبت الى الله واعلنت توبتي وعدت الا رشدي ؛ وانا الان ولله الحمد من الداعيات الى الله القي الدروس والمحاضرات واؤكد على وجوب الدعوة . (فتاة تائبة )

**بداء عقلي يفكر وقلبي ينبض وكل جوارحي تنادي : اقتل الشيطان والهوى … وبدأت حياتي تتغير .. وهيئتي تتبدل .. وبدأت اسير على طريق الخير واسئل الله ان يحسن ختامي وختامكم اجمعين . (شاب تاب بعد سماعة لقراءة الشيخ علي جابر ودعائه )

خليجيةخليجية

احب الكلام الى الله . والى الرسول صلى الله علية وسلم . وهن خير الكلام والباقيات الصالحات ::

((سبحان الله : والحمد لله : ولا اله الا الله : والله اكبر : ولا حول ولا قوة الا بالله ))

خليجيةخليجيةخليجية


سبحان الله وبحمدة :: سبحان الله العظيم

خليجيةخليجية

احذري عدة امور وهيي :-

اولا _ احذري ان تستصغري ذنبا مهما كان يسيرا :
لان الذنوب الصغيرة اذا تجمعت عليك دون ان تتوبي منها قد تهلكك قال صلى الله علية وسلم ( اياكم ومحقرات الذنوب ؛ فأنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلو بطن واد ؛ فجاء ذا بعدو ؛ وجاء ذا بعود حتى حملو ما انضجو به خبزاهم ؛ وان محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكة )رواة الامام احمد

( فلا تنظري الى المعصية ولكن انظري الى عظمة من عصيتي .)


ثانيا- هناك بعض الذنوب يراها عامة الناس صغيرة ..وهي عند الله كبيرة
:
فيستسهلون الوقوع فيها لانهم يشاهدون بعض الناس يقترفون ويجاهرون بها والعياذ بالله فيظنون انها ذنوب صغيرة ففي مسند الامام احمد عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال (( انكم لتعملون اعمالا هي ادق في اعينكم من الشعر ؛ كنا نعدها على عهد الرسول صلى الله علية وسلم من الموبقات )) اي المهلكات

( فاحذري استصغار الذنوب ولو رأيتي الناس يستسهلونها )

ثالثا – احذري المجاهرة بالذنوب واخبار الناس بما اقترفته من ذنوب ولو كانت في الماضي :

رابعا – احذرو رحمني الله واياكم – من تأخير التوبة وتسويفها :
فلا تدري متى سيدركك الموت قد يكون الموت اقرب مما تتخيلين وقد يأتي فجأة والتوبة لا تقبل عند الغرغرة اي عندما تبلغ الروح الحلقوم .

خامسا – احذرو الاصرار على الذنوب :
قال الله تعالى :
(( والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكرو الله فاستغفروا لذنوبهم . ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون .. ))

سادسا – احذري ان تقعي فيما يقع فية كثير من الناس :
عندما يجدون انهم لا يقومون ببعض الواجبات او لا يجتنبون بعض المحرمات فيدخل عليهم الشيطان ويزين لهم ان يقولوا .. لا هذا ليس بواجب او هذا ليس محرما ويجادلون ويظنون انهم بذلك قد اخلوا انفسهم من المسؤلية وتخلصوا من العقاب بالانكار ولكن هيهات .. فالله يعلم ما تخفي الصدور فاحذرو من مدخل الشيطان ..

سابعا – احذري ان تغتري بالنعمة الدنيوية الزائلة التي يسبغها الله عليك :
وانت متمادية في معاصيك ولا تظنين ان هذا يدل على انك مع ما انت علية من معصية بخير فهذا قد يكون استدراجا من الله لك
قال صلى الله علية وسلم
((اذا رئيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحب وهو مقيم على معاصية ؛ فانما ذلك منه استدراجا )
وذلك لان من القوانين والسنن التي وضعها الله تعالى انه كما قال صلى الله علية وسلم (… وان الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدنيا الا من احب
.. )

لا اله الا الله وحدة لا شريك له له الملك ولة الحمد وهو على كل شيء قدير

خليجية

خليجية

خليجية

امور تعين على التوبة

التوبة والاستمرار عليها

1) اخلاص النية لله تعالى في التوبة وجميع الاعمال الاخرى ؛
قال صلى الله علية وسلم ((ان الله تعلى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا ؛ وابتغى به وجهة ))
وقال صلى الله علية وسلم ((من ترك شيأ لله عوضة الله خيرا منه ))

2) ان يحاول التائب قدر ما يستطيع ان يعمل اعمالا صالحة تثبته على طريق الخير .وترجح ميزان حسناتة وتذهب سيئاتة قال تعلى (( ان الحسنات يذهبن السيئات ))

3)ان يستشعر قبح وفداحة الذنب او الذنوب التي ارتكبها وضررها في الدنيا والاخرة .

4) ان يبتعد عن المكان الذي يمارس فية المعصية . بحيث لا يعود لارتياد المكان الذي فية المعصية

5) اتلاف الادوات التي كان يعمل بها المعصية

6) ان يجد لنفسة رفقة صالحة تعينة على الخير . من الصالحين وان لا يجالس رفقاء السوء الذين كان يعمل معاهم المعاصي .

7) ان يداوم على قراءة الايات المخوفة للمذنبين
في القران الكريم والسنة المطهرة

8) ان يتذكر ان العقوبة المعجلة قد تأتية في اي وقت

9)ان يداوم على ذكر الله تعالى في جميع الاوقات .

خليجية

لا اله الا الله وحدة لا شريك لة لةالملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

المعين في إغاثة التائبين – الشريعة الاسلامية 2024.

المعين في إغاثة التائبين

1- قصر الأمل:
اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا هكذا أوصاك رسول الله عليه الصلاة والسلام.
أخي.. يا من آخر توبته و استحلى نومته.. كيف بك يا هذا إذا نزل بك الموت و أنت غير تائب؟ أعقدت مع ملك الموت عقدا يضمن عدم مجيئه فجأة؟ اطلعت على الغيب فعلمت موعد موتك أم اتخذت عند الرحمن عهدا أن لا يقبض روحك حتى تتوب؟؟
أخي التائب.. حذار من التسويف فإنها بضاعة المفلسين و رأس مال المبطلين الذين قال الله عز وجل فيهم:" الشيطان سول لهم وأملى لهم".
قال الحسن في تفسيرها: زين لهم الخطايا و مد لهم في الأمل.
و قال الله عز و جل فيهم: " بل يريد الإنسان ليفجر أمامه".
قال ابن عباس في تفسيرها: يقدم الذنب و يؤخر التوبة.
و قال الله عز وجل فيهم:" و يقذفون بالغيب من مكان بعيد".
قال عكرمة في تفسيرها: إذا قيل لهم توبوا قالوا: سوف.
و المسوف مثله كمثل رجل أراد اقتلاع شجرة و في الموعد المحدد قال: أؤخرها يوما ثم جاء اليوم التالي فقال أؤخرها يوما آخر و لا يدري المسكين انه كلما تأخر كلما ازداد رسوخ الشجرة و صعب اقتلاعها.
زينت بيتك يا هذا و ملأته و لعل غيرك صاحب البيت
و المرء مرتهن بسوف و ليتني و هلاكه في السوف و الليت
2- مجالسة التوابين:
و هي وصية الفاروق رضي الله عنه حين أمرنا :
جالسوا التوابين فإنهم ارق أفئدة.
يا سادة.. يا كرام..
الفقراء يلتمسون موائد الأغنياء طمعا في صدقة أو بر أو زكاة أو إحسان فان فاتهم كل هذا لم يعدموا وجبة العشاء.
أفلا يلتمس من افتقروا إلى الحسنات موائد أغنياء الطاعات و أرباب القربات و عشاق السجدات رجاء حضور قلب أو إجابة دعوة أو نزول رحمة أو محاسبة ملك.
إخواني…تعرضوا للصالحين حتى يملوكم و لازموهم حتى تضجروهم فيتخلص احدهم منكم بدعوة فتكون الإجابة والهناء كما حدث مع علي بن عبد الرحيم الغضائري الذي قال : دققت على السري بن مغلس بابه وكان يذكر الله فسمعته يقول اللهم من شغلني عنك فاشغله بك عني فكان من بركة دعائه أني حججت من حلب ماشيا على قدمي أربعين عاما!!
لطيفة
قال ابن عطاء الله السكندري:ربما كنت مسيئا فأراك الإحسان منك صحبتك من هو أسوا حالا منك.
3- مشاهدة النعم و رؤية التقصير:
ما أكثر نعم الله على عباده وما اجلها و ما اشد تقصيرنا في شكرها و مع ذلك لم يحرمنا وما أكثر ما عصينا المنعم ومع هذا لم يمنعنا وما أكثر المرات التي استوجبنا فيها غضبه لكنه لم يطردنا و التفكر في هذا المعنى اكبر معين على الحياء من الرب عز وجل و من ثم .. التوبة و يظهر هذا المعنى ( انهمار النعم و مشاهدة التقصير) واضحا جليا في حديث سيد الاستغفار الذي يكافئ الله عبده أن هو قاله حين يصبح ثم مات من يومه بان يدخله الجنة و إذا قاله حين يمسي فمات من ليلته بان يدخله الجنة.
سيد الاستغفار
اللهم أنت ربي لا اله أنت خلقتني و أنا عبد و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنوبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
4- معرفة سعة عفو الله"
أخي التائب.. اعرف مع من تتعامل أنت تتعامل مع الذي عرض التوبة على الكفار و فتح طريق الرجعة أمام الفجار و أمهل بكرمه الأشرار تتعامل مع من رحمته سبقت غضبه و عفوه سبق عقابه مع من لو عفا عن الخلق – كل الخلق- ما نقص ذلك من ملكه شيئا مع من قال عن نفسه:" ما يفعل الله بعذابكم أن شكرتم و آمنتم ".
اسمه… التواب و لو لم تذنب لما عرف بهذا الوصف في الكتاب وهل من توبة من غير ذنب؟ بل أعظم الذنوب عنده: استقلال عفوه و استبعاد رحمته.
أجمل الأقوال قول العبد: يا رب أذنبت… يا رب اخطات… يا رب اسات… ليأتي الرد سريعا من التواب الرحيم: يا عبد غفرت…يا عبد سامحت… يا عبد صفحت.
إن الملوك إذا شابت عبيدهم في رقهم عتقوهم عتق أبرار
و أنت يا سيدي أولى بذا كرما قد شبت في الرق فاعتقني من النار

و ماذا بعد الكلام

* جدد توبتك كل ليلة قبل أن تنام و حقق شروطها فلعلها تكون آخر نومة تنامها لتستيقظ بعدها على يوم القيامة.
* اعد الحقوق المغتصبة إلى أصحابها فهذا من تمام التوبة.
* من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا و من كل هم مخرجا و رزقه من حيث لا يحتسب.
* استغفر الله في اليوم مائة مرة و ابسط صيغ الاستغفار ( استغفر الله العظيم).
* اتبع السيئة الحسنة تمحها، امح العمل بالعمل و امسح السوء بالحسن و اعلم أن من علامات التوبة المقبولة أن تكون بعد التوبة أفضل منك قبلها
* من علامات التائب الصادق: رقة القلب و غزارة الدمع و طلب النصيحة من الغير و الإقبال على مجالس الذكر و استقلال نعم الدنيا و التفكر في أمر الآخرة.
* فارق رفقة السوء و إن فاتك مصاحبة حامل المسك فلا تطلبن جوار رفيق السوء فانه نافخ كير يحرق ثيابك وتجد منه ريحا خبيثة و تذكر:
المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
* لا تنس سيد الاستغفار حين تصبح وحين تمسي.
* احرص على تنمية إرادتك و بناء روحك و ذلك بمخالفة عاداتك نم وأنت مستيقظ و استيقظ وأنت من أعماق النوم ( صلاة الفجر) و كل و أنت شبعان وصم وأنت جائع( صيام التطوع).
و خالف النفس و الشيطان واعصهما و إن هما محضاك النصح فاتهم
و لا تطع منهما خصما و لا حكما فأنت تعلم كيد الخصم و الحكم

جزاك الله خير
وحرم عليك نار جهنم
قبلي مروري
تحيتي..
اللهم اجعلنا من التوابين
طرح مميز
جزاك الله خير الجزاء
يقيم بالنجوم

ـآلسحــر يـگمن بيــ،ـ،ـن آحـــرفـگ
وـآحســــــأإآس يعلـوـؤ سطوورگ
ـؤ مشــآعــر تهمــس بگل صــدق
آنتـي زهــرت ـآلآرجـآإأء تعطــر بعطـرهـآ
دمــــــــــــــــــــــتي بتـــــــالق دأإآئـــــم
تحيـــــــــــــآإأتـــي مَڲسُــورةْ ـآلخـًـاطَـــرْ
خليجية
خليجية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

دموع التائبين . من الشريعة 2024.

دموع التائبين …

بسم الله الرحمن الرحيم

دموع التائبين …
تلك الدموع التي ما نزلت من أعين أصحابها إلا وفيها صدق المحبين وشوق العاشقين , ورجاء الخائفين .

دموع التائبين …
تلك الدموع التي سايرتها حرقة الذنب , وألم المعصية , وندم التجاوز .

دموع التائبين …
تلك الدموع الهاطلة الغالية بغلاء مضمونها , والمرتجفة بارتجاف صدر صاحبها , الصادقة بصدقه أوبة مالكها .

دموع التائبين …
ليست كباقي الدموع بل هي الدموع الزكية التي لا يخالطها رياء ولا غش ولا جمود .

دموع التائبين …
هطلت بكل جود وعطاء لأنها كريمة حينما أدركت أنها لله ومن الله وفي الله جل وعلا .

دموع التائبين …
أجْلَت كل دخن في القلوب , وأزالت كل صدأٍ في النفوس , وطهّرت كل شائبة في الأرواح . لأنها الدموع الطاهرة .

دموع التائبين …
دموع أحبها الله رب العالمين .
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ليس شيء أحب إلى الله تعالى من قطرتين وأثرين : قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهراق في سبيل الله , وأما الأثران فأثر في سبيل الله تعالى وأثر في فريضة من فرائض الله تعالى " رواه الترمذي وصححه وحسنه الألباني .

دموع التائبين …
عيونها لا تراها النار أبداً .
قال عليه الصلاة والسلام : " ثلاثة لا ترى أعينهم يوم القيامة , عين بكت من خشية الله وعين حرست في سبيل الله وعين غضت عن محارم الله " حسنه الألباني

دموع التائبين …
ليس لها إلا طوبى وهنيئاً لها .
قال الحبيب عليه الصلاة والسلام :- طوبى لمن ملك نفسه ووسعه بيته وبكى على خطيئته " رواه الترمذي وحسنه الألباني .

دموع التائبين …
صاحبها في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله …. ذكر منهم – ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه " متفق عليه .

دموع التائبين …
علامات للمخبتين , ودلائل على صدق العائدين , ومنارات لقلوب الخاشعين , قال الحسن البصري رحمه الله " صحبت أقواماً ما كانت صحبتهم إلا شفاءً لكل داء , يبيتون على أطرافهم , تجري دموعهم على وجوههم , يناجون ربهم في فكاك رقابهم , والله لقد كانوا فيما أحل الله أزهد منكم فيما حرم الله عليكم , كانوا أن لا يقبل الله حسناتهم أخوف منكم أن تؤخذوا بسيئاتهم .

دموع التائبين …
لها مع الحبيب عليه الصلاة و والسلام موعد فقد كان أخشى الناس لله , وأخوفهم منه وهو الذي قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر , وهو المنتهى في الكمال البشري , عن عبد الله بن الشخّير رضي الله عنه – قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء " رواه أبو داود وصححه الألباني .
وعن عبد الله أبن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقرأ عليّ " : قال : قلت : اقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : " إني أشتهي أن أسمعه من غيري : قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }النساء41 : قال لي : "كف أو أمسك" : فرأيت عيناه تذرفان " رواه البخاري .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت " قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي فقال يا عائشة ذريني أتعبد لربي , قالت : قلت : والله إني لأحب قربك وأحب ما يسرك , قالت : فقام فتطهر , ثم قام يصلي , فلم يزل يبكي حتى بل حجره , فلم يزل يبكي حتى بل الأرض , وجاء بلال يؤذن بالصلاة , فلما رآه يبكي قال : يا رسول الله تبكي وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال أفلا أكون عبداً شكوراً " رواه أبن حبان , صلى الله عليك يا سيد الثقلين , ومعلم الناس أجمعين , أكمل البشر , وأتقى قلب , وأنقى سريرة , وأجمل وجه , وأعظم سيرة , وأحسن هدي , وخير قدوة , وأعذب منطق , وأضوأ محيا .

دموع التائبين …
أعذب وأطهر وأصدق دموع فأين البكّائين على أخطاءهم ؟

أشكرك على الطرح القيم
سلمك الله

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ان كنت تتهم نفسك بالقصور في آداء العبادات فابدأ مع نفسك من هذه الدقيقة

ولا تؤجل التوبه .. لتكون بعدها داعيه لله بقلب ثابت ولسان قوي

فكلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
موضوعك عظيم اختي الفاضلة
يقييم

اللهم اني اسالك
بحق لااله الا الله
ان ترزق اختي صاحبة هذا الموضوع
خلقا عظيما كخلق نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
صبراكصبر نبيك أيوب
قوتا كقوة نبيك موسى
حلماكحلم نبيك ابراهيم
خلقا واخلاقا وعفتاكنبيك يوسف
حنانا كحنان نبيك عيسى
رضى كرضى نبيك يحي
وان تجعلها خاشعه رجاعه منيبه اليك كما جعلت انبيائك ورسلك
وان تجعل سؤلها وسؤلي لها مجااااااااااااب كما كان سؤل هم مجاااااااااااب
امين امين امين
بارك الله فيك اختي جزاك الله خيرا
يالغاليه
بارك الله فيكي حبيبتي ما اجملها من دموع جعله الله في ميزان حسنات..

هذه دموع التائبين تتلألأ أنوارها على وجوه التائبين..فتضيء لهم طريق الهداية وتفتح لهم أبواب الرحمات…..
هي دمعة تائب ذاق حلاوة التوبة..وغرف طعمها..فمشاعره جياشة..وعباراته صادقة..ودموعه حارة..ففي قلبه حرقة..وفي دمعه أسرار..وجد للطاعة حلاوة..وللعبادة لذة..عرف طعم الحياة .. وذاق طعم السعادة والراحة..وحلاوة الإيمان..دمعة تطفئ حرقة الذنوب والعصيان..وتخفف مرارة البعد والحرمان..وتشعر بالأمان والحنان..دمعة تائب من عبد اقترف..وانحرف..فبادر واعترف..ومن عبد أجاب فأناب..وراجع فتاب..دمعة تائب من قلب انفطر..يعشق السحر..يا ترى ربي غفر؟..دمعة من القلب تسري..وعلى الخدين تجري..لتعلن فك أسري..دمعة تائب تعزف لحنا عذبا..دمعة تنجلي بها ظلمة الليل الحزين… وظلام السنين وذكريات وأحزان وأشجان..دمعة تائب من خطاياه..معترف بما جنت يداه معتذر إلى مولاه..

حبيبتي موضوعك رائع يستحق احلى تقيم…..
مشكوووووووووووووووووراااااااااات حبيبتي على الرد الجميل
بارك الله فيك يا اختي…..جزاك الله خيرا..وفقك الله لما يحبه ويرضاه…

موضوع الاسبوع التوبه وقصص التائبين في الاسلام 2024.

موضوع الاسبوع…. التوبه…… وقصص التائبين

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواتي بالله

اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك وحبيبك وحبيبنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً

كثيراً

قال الله تعالى:

}وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}

[الشورى:25].

قال الله تعالى:

(( فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا *يرسل السماء عليكم مدرارا*
ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ))

الايات 10 *11*12 سورة نوح

منذ اكثر من عام او يزيد طلبت مني احدى اخواتي بالله
في احد المنتديات ان يكون موضوعي التالي عن التوبه
وكنت قد وعدتها بان اكتب موضوع عن التوبه في ذلك الوقت لكني تأخرت واعتذر عن ذلك لسببين :الاول انشغالي، والثاني حتى اتمكن من جمع معلومات من عدة مصادرعن الموضوع لتكون الفائده افضل.

لا ادري لماذا ينتابني شعور غريب عندما اسمع او اقرأ قصص التائبين وما تتضمنه من قصص اكاد احيانا لااصدق ما اقرأ، او اسمع، عن تلك القصص ، واسائل نفسي ايعقل ان يكون هناك اناس تحمل هكذا قلوب
غافلة ،لاهية ، بعيدة عن الله استطاع الشيطان ان يزين لهم طريق الشر يجرهم الى تلك الطريق ام انهم لم يجدوا من يمهد لهم طريق الخير الذي يقودهم الي الطريق المستقيم الذي يرضي الله ورسوله بدءا من الاهل ..البيئه… المدرسه…الاصحاب…المؤثرات
مثل التلفاز وما يحويه
من امور مفيدة…مفسدة … نافعة …. ضارة …الخ

انا عن نفسي كان للبيئه المحافظه التى نشأت فيها ولله الحمد منذ صغري ولصديقاتي الملتزمات منذ كنت بسن الرابعة عشره الاثر الكبير في حياتي ، اثناء دراستي وفي حياتي الزوجيه وعلاقتي مع زوجي وتربيتي لاولادي وتنشئتهم في بيئه ترضي الله ورسوله
رغم صعوبة ذلك في مجتمع يعتبر ذلك تزمتا .
،

واليوم بأذن الله سنبدأ بالموضوع وسيشتمل الموضوع على ما يلي:

التوبه…. ومعناها

الاستغفار… ومعناه

الاوبه… ومعناها

الفرق بينهما…

شروط التوبه وزمن وقبولها

فضائل التوبه في القرآن والسنه

الآثار والأقوال الواردة في التوبة والاستغفار

مسائل في التوبة

أمور تعين على التوبة

لماذا التوبه

أخطاء في باب التوبة

هل الله يقبل توبة مرتكب الكبائر؟

آخر منازل التوبة إنها منزِلةُ استئناف التوبة

نماذج وقصص للتائبين

لا تنسوني من صالح دعائكم

اختكم بالله
ام احمد

يا أختنا توبي لربكِ *** واذرفي الدمع الغزير

صوني عفافكِ يا عفيفة *** واتركي أهل السفور
لا تسمعي قول الخلاعة *** والميوعة والفجور
فستذكرين نصيحتي *** يوم السماء غداً تمور
في يوم يصيح الظالم *** يا

ويلتاه ويا ثبور

يتبع….

بارك الله فيكى واعانك على الطاعه واجعلنا الله واياكى من التائبات

التوبة

تعريف التوبة:

ومعنى التّوبةِ الرّجوعُ إلى الله بتركِ الذّنب الكبير أو الصغير، والتوبةُ إلى الله مما يَعلَم من الذنوب ومما لا يَعلَم، والتوبةُ إلى الله من التّقصير في شكرِ نِعَم الله على العبد، والتوبةُ إلى الله مما يتخلَّل حياةَ المسلم من الغفوَةِ عن ذكرِ الله عز وجل، عن الأغرِّ المزني رضي الله عنه قال:

قال رسول الله :

((يا أيّها الناس، توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليومِ مائةَ مرّة))

رواه مسلم(1)[1

التوبة لغة:

قال ابن المنظور: ‘هي الرجوع من الذنب، والتوبُ مثله.

وقال الأخفش: التوب جمع توبة، مثل عَزْمَة وعَزْم، وتاب إلى الله يتوب توباً ومتاباً: أناب ورجع عن المعصية إلى الطاعة.

ومذهب المبرد أن التوب مصدر كالقول، أو أنه جمع توبة كلوزة ولوز،

ومنه قوله تعالى’]

{غَافِرِ ٱلذَّنبِ وَقَابِلِ ٱلتَّوْبِ}

[غافر:3]'[1].

وقال أبو منصور: ‘أصل تاب عاد إلى الله ورجع وأناب

[ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:

((رب تقبل توبتي واغسل حوبتي))

[2]]. وتاب الله عليه: أي عاد عليه بالمغفرة'[3].

الحديث أخرجه الترمذي في كتاب الدعوات باب في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (3551) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

تعريف التوبة شرعاً:

للتوبة في الشرع تعاريف كثيرة ذكرها العلماء، منها:

1- قال ابن جرير الطبري: ‘معنى التوبة من العبد إلى ربه: إنابته إلى طاعته وأوبته إلى ما يرضيه، بتركه ما يسخطه من الأمور التي كان عليها مقيماً مما يكرهه ربه'[6].

2- عرفها القرطبي بقوله: ‘هي الندم بالقلب، وترك المعصية في الحال، والعزم على ألا يعود إلى مثلها، وأن يكون ذلك حياء من الله'[7].

فالقرطبي جمع معظم شروط التوبة، ولكن ليست كلها، إلا أنه أضاف أمراً هاماً وهو أن تكون التوبة من أجل الله حياءً منه، لا خوفاً على منصب أو مصلحة.

3- وعرفها الراغب الأصفهاني بقوله: ‘التوبة ترك الذنب لقبحه، والندم على ما فرط منه، والعزيمة على ترك المعاودة، وتدارك ما أمكنه أن يتدارك من الأعمال بالإعادة، فمتى اجتمعت هذه الأربع فقد كمل شرائط التوبة'[8].

وأضاف ابن حجر العسقلاني إلى تعريف الراغب: ‘وردّ الظلامات إلى ذويها، أو تحصيل البراءة منهم'[9].

4- ونقل ابن كثير عن بعض العلماء تعريفاً للتوبة فقال: ‘التوبة النصوح هو أن يقلع عن الذنب في الحاضر، ويندم على ما سلف منه في الماضي، ويعزم على أن لا يفعل في المستقبل، ثم إن كان الحق لآدمي رده إليه بطريقة'[10].

يتبع……….


نظرة في التعاريف السابقة:

مما سبق نستنتج أن التوبة هي معرفة العبد لقبح الذنوب وضررها عليه، فيقلع عنها مخلصاً في إقلاعه عن الذنب لله تعالى، نادماً على ما بدر منه في الماضي من المعاصي قصداً أو جهلاً، عازماً عزماً أكيداً على عدم العودة إليها في المستقبل، والقيام بفعل الطاعات والحسنات، متحللاً من حقوق العباد بردها إليهم، أو محصلاً البراءة منهم[11].

يتبع……..

تعريف الاستغفار:

الاستغفار لغة:

الاستغفار مصدر قولهم: استَغفَر يستغفر، وهو مأخوذ من مادة (غَ فَ رَ) التي تدل على الستر في الغالب الأعم، فالغَفْر الستر والغفر والغفران بمعنى واحد، يقال: غفر الله ذنبه غفراً ومغفرة وغفراناً[12].

وقال ابن منظور: ‘أصل الغفر التغطية والستر يقال: اللهم اغفر لنا مغفرةً. واستغفر الله ذنبه على حذف الحرف طلب منه غَفْرةً'[13].

وقال الراغب: ‘الغفر إلباس ما يصونه عن الدنس'[14].

الاستغفار شرعاً:

الاستغفار من طلب الغفران والغفران تغطية الذنب بالعفو عنه وهو أيضاً طلب ذلك بالمقال والفعال[

يتبع…..

تعريف الإنابة:

الإنابة لغة:

تدور مادة (ن و ب) حول الرجوع، يقول ابن فارس: ‘النون والواو والباء’ كلمة واحدة تدل على اعتياد مكان ورجوعٍ إليه'[16].

تقول: أناب فلان إلى الشيء، رجع إليه مرة بعد أخرى، وإلى الله تاب ورجع[17].

وقال الراغب: ‘الإنابة إلى الله تعالى: الرجوع إليه بالتوبة وإخلاص العمل'[18].

وفي التنزيل العزيز:

{مُنِيبِينَ إِلَيْهِ}

[الروم:31]

أي: راجعين إلى ما أمر به، غير خارجين عن شيء من أمره، وقوله عز وجل: {وَأَنِـيبُواْ إِلَىٰ رَبّكُمْ وَأَسْلِمُواْ لَهُ} [الزمر:54] أي: توبوا إليه وارجعوا.

وقال ابن الأثير ‘يقال: أناب ينيب إنابة فهو منيب، إذا أقبل ورجع، وفي حديث الدعاء ((وإليك أنبت))'[19].

الإنابة شرعاً:

الإنابة: إخراج القلب من ظلمات الشبهات، وقيل: الإنابة الرجوع من الكل إلى من له الكل، وقيل: الإنابة الرجوع من الغفلة إلى الذكر، ومن الوحشة إلى الأُنْس.

وقال الكفوي: ‘الإنابة: الرجوع عن كل شيء إلى الله تعالى'[20].

وقال ابن القيم: ‘الإنابة: الإسراع إلى مرضاة الله، مع الرجوع إليه في كل وقت، وإخلاص العمل له'[21].

يتبع…..

تعريف الأوبة:

الأوبة لغة:

الأوْب الرجوع، آب إلى الشيء: رجع، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا أقبل من سفر قال:

((آيبون تائبون لربنا حامدون))[22]،

أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير باب ما يقول إذا رجع من الغزو (3085)، ومسلم في كتاب الحج باب إذا ركب إلى سفر الحج (1342).

وفي محكم التنزيل قوله تعالى:

{وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَـئَابٍ}

[ص:25] أي: حسن المرجع الذي يصير إليه في الآخر[23].

وفلان أواب أواه أي: رجاع إلى التوبة[24].

قال ابن فارس: ‘الهمزة والواو والباء أصل واحد، وهو الرجوع، ثم يشتق منه ما يبعد في السمع قليلاً. وقال الخليل: آب فلان إلى سيفه أي ردّ يده ليستله'[25].

الأوبة شرعاً:

قال الراغب الأصفهاني: ‘والأواب كالتواب وهو الراجع إلى الله تعالى بترك المعاصي وفعل الطاعات'[26].

وقال أبو هلال العسكري: ‘الإياب هو الرجوع إلى منتهى القصد فلا يقال لمن رجع من بعض الطريق: آب،

قال تبارك وتعالى:

{إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ}

[الغاشية:25]'[27].

وقال ابن جرير الطبري في تفسير قوله تعالى: {نِعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} [ص:30]: ‘إنه إلى طاعة الله مقبل وإلى رضاه رجّاع'[28].

وقال القرطبي: ‘أي: تواب رجاع مطيع’

يتبع………

مشكوووووووووووووووووووره

واحة التائبين – متجدد من الشريعة 2024.

واحة التائبين – متجدد

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الشيخ أحمد القطان من الدعاة المشهورين والخطباء المعروفين يروي قصة توبته فيقول:
إن في الحياة تجارب وعبراً ودروساً… لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلّبة حائرة… لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية – ولا تربية – ثمانية عشر عاماً.
وتخرجت بلا دين… وأخذت ألتفت يميناً وشمالاً: أين الطريق؟ هل خلقت هكذا في الحياة عبثاً؟.. أحس فراغاً في نفسي وظلاماً وكآبةً.. أفر إلى البر… وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء، ولكن أعود حزيناً كئيباً.

وتخرجت في معهد المعلمين 1969م وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الحزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم. والنفخ فيها. وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا فيّ نفخة ظننت أنني أن الإمام المنتظر؟

وما قلت كلمة إلا وطبّلوا وزمّروا حولها… وهي حيلة من حيلهم. إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فرداً ينظرون إلى هويته وهوايته ماذا يرغب… يدخلون عليه من هذا المدخل.
رأوني أميل إلى الشعر والأدب فتعهّدوا بطبع ديواني ونشر قصائدي وعقدوا لي الجلسات واللقاءات الأدبية الساهرة… ثم أخذوا يدسون السم في الدسم.
يذهبون بي إلى مكتبات خاصة ثم يقولون: اختر ما شئت من الكتب بلا ثمن فأحمل كتباً فاخرة أوراقاً مصقولة… طباعة أنيقة عناوينها: (أصول الفلسفة الماركسية)، المبادئ الشيوعية) وهكذا بدءوا بالتدريج يذهبون بي إلى المقاهي الشعبية العامة، فإذا جلست معهم على طاولة قديمة تهتز… أشرب الشاي بكوب قديم وحولي العمال… فإذا مرّ رجل بسيارته الأمريكية الفاخرة قالوا: انظر، إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك… وسيأتي عليك اليوم الذي تأخذها منه بالثورة الكبرى التي بدأت وستستمر… إننا الآن نهيئها في (ظفار) ونعمل لها، وإننا نهيئها في الكويت ونعمل لها، وستكون قائداً من قوادها.
وبينما أنا اسمع هذا الكلام أحسّ أن الفراغ في قلبي بدأ يمتلئ بشيء لأنك إن لم تشغل قلبك بالرحمن أشغله الشيطان… فالقلب كالرحى… يدور… فإن وضعت به دقيقاً مباركاً أخرج لك الطحين الطيب وإن وضعت فيه الحصى أخرج لك الحصى.
ويقدّر الله – سبحانه وتعالى – بعد ثلاثة شهور أن نلتقي برئيس الخلية الذي ذهب إلى مصر وغاب شهراً ثم عاد.
وفي تلك الليلة أخذوا يستهزئون بأذان الفجر… كانت الجلسة تمتد من العشاء إلى الفجر يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل (التفسير المادي للتاريخ) و (الاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال) …ثم يقولون كلاماً أمرّره على فطرتي السليمة التي لا تزال… فلا يمرّ…أحس أنه يصطدم ويصطكّ ولكن الحياء يمنعني أن أناقش فأراهم عباقرة… مفكرين… أدباء… شعراء… مؤلفين كيف أجرؤ أن أناقشهم فأسكت.
الموضوع الأصلى من هنا: مدونة عذاري واحة التائبين – متجدد
ثم بلغت الحالة أن أذّن المؤذّن لصلاة الفجر فلما قال (الله أكبر) أخذوا ينكّتون على الله ثم لما قال المؤذن (أشهد أن محمّدا رسول الله) أخذوا ينكّتون على رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
وهنا بدأ الانفعال الداخلي والبركان الإيماني الفطري يغلي وإذا أراد الله خيراً بعباده بعد أن أراه الظلمات يسرّ له أسباب ذلك إذا قال رئيس الخلية: لقد رأيت الشيوعية الحقيقية في لقائي مع الأبنودي الشاعر الشعبي بمصر وهو الوحيد الذي رأيته يطبّقها تطبيقاً كاملاً.
فقلت: عجباً… ما علامة ذلك؟!!.
قال: (إذا خرجنا في الصباح الباكر عند الباب فكما أن زوجته تقبله تقبلني معه أيضاً وإذا نمنا في الفراش فإنها تنام بيني وبينه…) هكذا يقول… والله يحاسبه يوم القيامة فلما قال ذلك نَزَلَتْ ظلمة على عينيّ وانقباض في قلبي وقلت في نفسي: أهذا فكر؟!! أهذه حرية؟!! أهذه ثورة؟!! لا وربّ الكعبة إن هذا كلام شيطاني إبليسي!!
ومن هنا تجرأ أحد الجالسين فقال له: يا أستاذ مادمت أنت ترى ذلك فلماذا لا تدع زوجتكم تدخل علينا نشاركك فيها؟ قال: (إنني ما أزال أعاني من مخلفات البرجوازية وبقايا الرجعية. وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه منه جميعا…)
ومن هذه الحادثة بدأ التحول الكبير في حياتي إذ خرجت أبحث عن رفقاء غير أولئك الرفقاء فقدّر الله أن ألتقي باخوة في (ديوانية)
كانوا يحافظون على الصلاة… وبعد صلاة العصر يذهبون إلى ساحل البحر ثم يعودون وأقصى ما يفعلونه من مأثم أنهم يلعبون (الورقة).
ويقدّر الله أن يأتي أحدهم إلىّ ويقول: يا أخ أحمد يذكرون أن شيخاً من مصر اسمه (حسن أيوب) جاء إلى الكويت ويمدحون جرأته وخطبته، ألا تأتي معي؟ قالها من باب حبّ الاستطلاع..
فقلت: هيا بنا.. وذهبت معه وتوضأت ودخلت المسجد وجلستُ وصليتُ المغرب ثم بدأ يتكلم وكان يتكلم واقفاً لا يرضى أن يجلس على كرسي وكان شيخاً كبيراً شاب شعر رأسه ولحيته ولكن القوة الإيمانية البركانية تتفجر من خلال كلماته لأنه كان يتكلم بأرواح المدافع لا بسيوف من خشب.

وبعد أن فرغ من خطبته أحسستُ أني خرجت من عالم إلى عالم آخر.. من ظلمات إلى نور لأول مرة أعرف طريقي الصحيح وأعرف هدفي في الحياة ولماذا خلقت وماذا يراد مني وإلى أين مصيري..
وبدأت لا أستطيع أن أقدم أو أؤخر إلا أن أعانق هذا الشيخ وأسلّم عليه.
ثم عاد هذا الأخ يسألني عن انطباعي فقلت له: اسكت وسترى انطباعي بعد أيام..
عدتُ في الليلة نفسها واشتريت جميع الأشرطة لهذا الشيخ وأخذتُ أسمعها إلى أن طلعتِ الشمس ووالدتي تقدم لي طعام الإفطار فأردّه ثم طعام الغداء وأنا أسمع وأبكي بكاءً حارّاً وأحسّ أني قد ولدتُ من جديد ودخلتُ عالماً آخر وأحببتُ الرسول صلى الله عليه وسلم، وصار هو مثلي الأعلى وقدوتي وبدأتُ أنكبُ على سيرته قراءةً وسماعاً حتى حفظتها من مولده إلى وفاته صلى الله عليه وسلم، فأحسستُ أنني إنسان لأول مرة في حياتي وبدأت أعود فأقرأ القرآن فأرى كل آية فيه كأنها تخاطبني أو تتحدث عني (أوًمنْ كانَ ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها…) سورة الأنعام
نعم.. لقد كنت ميتاً فأحياني الله… ولله الفضل والمنة… ومن هنا انطلقتُ مرة ثانية إلى أولئك الرفقاء الضالين المضلين وبدأت أدعوهم واحداً واحداً ولكن… (إنّك لا تهدي من أحببت ولكنّ الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)… أما أحدهم فقد تاب بإذن الله وفضله، ثم ذهب إلى العمرة فانقلبتْ به السيارة ومات وأجره على الله.

وأما رئيس الخلية فقابلني بابتسامة صفراء وأنا أناقشه أقول له: أتنكر وجود الله؟!! وتريد أن تقنعي بأن الله غير موجود؟!! فابتسم ابتسامة صفراء وقال: يا أستاذ أحمد.. إنني أحسدك لأنك عرفت الطريق الآن.. أما أنا فاتركني.. فإن لي طريقي ولك طريقك.. ثم صافحني وانصرفت وظل هو كما هو الآن؟
وأما البقية فمنهم من أصبح ممثلاً ومنهم من أصبح شاعراً يكتب الأغاني وله أشرطة (فيديو) يلقي الشعر وهو سكران… وسبحان الذي يُخرج الحي من الميت… ومن تلك اللحظة بدأت أدعو إلى الله رب العالمين.

من كتاب " العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين " لمحمد بن عبد العزيز المسند

توبة المفكر سيد قطب رحمه الله

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

في قرية صغير في صعيد مصر ولد سيد قطب رحمه الله، ونشأ في أسرة متدينة متوسطة الثراء، وقد حرص والداه على تحفيظه القرآن الكريم في صغره، فما أتمّ العاشرة إلا وقد حفظه كاملاً ..

ولما بلغ التاسعة عشرة عاش فترة من الضياع، وصفها بنفسه بأنه كانت (فترة إلحاد) حيث قال: (ظللت ملحداً أحد عشر عاماً حتى عثرت على الطريق إلى الله، وعرفت طمأنينة الإيمان.
وفي سنة 1948م غادر سيد القاهرة متوجهاً إلى أمريكا في بعثة لوزارة المعارف آنذاك، فكانت تلك الرحلة هي بداية الطريق الجديد الذي هداه الله إليه، ووفقه لسلوكه والسير فيه.
كان سفره على ظهر باخرة عبرت به البحر المتوسط والمحيط الأطلسي… وهناك على ظهر الباخرة، جرت له عدة حوادث أثرت في حياته فيما بعد، وحددت له طريقه، ولذلك ما إن غادر الباخرة في الميناء الأمريكي الذي وصل إليه، وما إن وطئت قدماه أرض أمريكا حتى كان قد عرف طريقه، وحدد رسالته، ورسم معالم حياته في الدنيا الجديدة.
والآن… لنترك الحديث لسيد ليخبرنا عما حدث له على ظهر السفينة يقول:
(منذ حوالي خمسة عشر عاماً… كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام، على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك، من بين عشرين ومائة راكب وراكبة ليس فيهم مسلم.
وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة!
والله يعلم أنه لم يكن بنا أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مما كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان يزاول عمله على ظهر السفينة، وحاول أن يزاول تبشيره معنا!
وقد يسر لنا قائد السفينة -وكان إنجليزياً- أن نقيم صلاتنا، وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها -وكلهم نوبيون مسلمون- أن يصلي منهم معنا من لا يكون في (الخدمة) وقت الصلاة.
وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة.
وقمت بخطبة الجمعة، وإمامة الصلاة، والركاب الأجانب معظمهم متحلقون، يرقبون صلاتنا!
وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح (القداس)!! فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا.
ولكن سيدة من هذا الحشد -عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية مسيحية ([1]) هاربة من جحيم (تيتو) وشيوعيته- كانت شديدة التأثر والانفعال، تفيض عيناها بالدمع، ولا تتمالك مشاعرها… جاءت تشد على أيدينا بحرارة وتقول -في إنجليزية ضعيفة- إنها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه، وما فيها من خشوع، ونظام وروح… الخ ([2])
وبعد ذلك كله… وفي ظلال هذه الحالة الإيمانية، راح سيد يخاطب نفسه قائلا:
(أأذهب إلى أمريكا وأسير فيها سير المبتعثين العاديين، الذين يكتفون بالأكل والنوم، أم لابدّ من التميز بسمات معينة؟!
وهل غير الإسلام والتمسك بآدابه، والالتزام بمناهجه في الحياة وسط المعمعان المترف المزوّد بكل وسائل الشهوة واللذة الحرام؟…)
قال: ورأيت أن أكون الرجل الثاني، (المسلم الملتزم)، وأراد الله أن يمتحنني هل أنا صادق فيما اتجهت إليه أم هو مجرد خاطرة؟!
الموضوع الأصلى من هنا: مدونة عذاري واحة التائبين – متجدد
وكان ابتلاء الله لي بعد دقائق من اختياري طريق الإسلام، إذ ما إن دخلتُ غرفتي حتى كان الباب يقرع… وفتحتُ… فإذا أنا بفتاة هيفاء جميلة، فارعة الطول، شبه عارية، يبدو من مفاتن جسمها كل ما يغري… وبدأتني بالإنجليزية قائلة: هل يسمح لي سيدي بأن أكون ضيفة عنده هذه الليلة؟
فاعتذرتُ بأن الغرفة معدة لسرير واحد، وكذا السرير لشخص واحد… فقالت: وكثيراً ما يتسع السرير الواحد لاثنين!!
واضطررت أمام وقاحتها ومحاولتها الدخول عنوة لأن أدفع الباب في وجهها لتصبح خارج الغرفة، وسمعت ارتطامها بالأرض الخشبية في الممر، فقد كانت مخمورة… فقلت: الحمد لله… هذا أول ابتلاء… وشعرتُ باعتزاز ونشوة، إذ انتصرت على نفسي… وبدأت تسير في الطريق الذي رسمته لها ([3])…
ولقد واجه سيد رحمه الله ابتلاءات كثيرة بعد ذلك ولكنه تغلّب عليها وانتصر على نفسه الأمارة بالسوء!
ولما وصل إلى أمريكا، يحدثنا عما رأى فيقول: ولقد كنت -في أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية- أرى رأي العين مصداق قول الله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مُبلسون). (سورة الأنعام الآية 44).
فإن المشهد الذي ترسمه الآية مشهد تدفق كل شيء من الخيرات والأرزاق بلا حساب، لا يكاد يتمثل في الأرض كلها كما يتمثل هناك!
وكنت أرى غرور القوم بهذا الرخاء الذي هم فيه… وشعورهم بأنه وَقف على الرجل الأبيض… وطريقة تعاملهم مع الملونين في عجرفة مرذولة، وفي وحشية كذلك بشعة… وفي صلف على أهل الأرض كلهم، كنتُ أرى هذا كله فأذكر هذه الآية… وأتوقع سنة الله… وأكاد أرى خطواتها وهي تدبّ إلى الغافلين ([4]).
وبعد سنتين قضاهما سيد في أمريكا، عاد رحمه الله إلى مصر… ولكنه عاد رجلاً آخر… رجلاً مؤمناً ملتزماً صاحب رسالة ودعوة وغاية.
رحم الله سيداً وأسكنه فسيح جناته وعفا عنا وعنه.

من كتاب " العائدون إلى الله مجموعة من قصص التائبين " لمحمد بن عبد العزيز المسند

أصغر طالب ينال الماجستير في أمريكا ذهب لينتحر فأصبح داعية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ولج الطالب الأمريكي جيف على مدير الجامعة وقد دعاه ليهنئه بحصوله على درجة الماجستير التي نالها بتقدير ممتاز مع درجة التفوق ودرجة الشرف الأولى، بل إنَّ التهنئة كانت أيضاً بسبب أنه كان..

ولج الطالب الأمريكي جيف على مدير الجامعة وقد دعاه ليهنئه بحصوله على درجة الماجستير التي نالها بتقدير ممتاز مع درجة التفوق ودرجة الشرف الأولى، بل إنَّ التهنئة كانت أيضاً بسبب أنه كان أصغر طالب في الولايات المتحدة الأمريكية ينال درجة الماجستير في ذلك التخصص ، وهذا إنجاز غير مسبوق بالنسبة للجامعة . وبعد انتهاء اللقاء والوعد بالاحتفال بجيف في حفل التخرج في نهاية العام الدراسي توجه جيف خارجاً من مكتب مدير الجامعة الذي لاحظ عليه الهم والحزن وعلى غير عادة الطلاب في مثل هذه المناسبات .

وفي الموعد المحدد لحفل التخرج حضر الطالب جيف بكامل أناقته مرتدياً بزته الخاصة بالمناسبات ومرتدياً روب التخرج واضعاً قبعة التخرج الشهيرة، وأخذ مكانه المخصص له وسمع اسمه يتردد عبر مكبرات الصوت مصحوبة بعبارات المدح والثناء التي انهالت عليه من الجميع لانجازه الرائع، ثم صعد المنصة الرئيسية ليتسلم شهادته وسط هتاف وتصفيق عائلته وأصدقائه، ووسط الحضور الكثيف في مثل هذه المناسبات، وما إن تسلم جيف الشهادة حتى انخرط في البكاء فأخذ مدير الجامعة يداعبه قائلا: ( أنت تبكي فرحاً من فرط سعادتك بهذا الموقف ) فرد عليه جيف: ( لا فأنا أبكي من فرط تعاستي ) فرد جيف: ( لقد ظننت بأنني سأكون سعيداً بهذا الإنجاز ولكنني أشعر بأنني فلم أفعل شيئاً من أجل إسعاد نفسي، فأنا أشعر بتعاسة كبيرة، فلا الشهادة ولا الدرجة العلمية ولا الاحتفال أسعدني ) .
الموضوع الأصلى من هنا: مدونة عذاري واحة التائبين – متجدد

ثم تناول جيف شهادته وانسحب من المكان بسرعة كبيرة وسط ذهول الجميع، فهو لم يكمل الحفل، ولم يبق ليتلقى التهاني من الأصدقاء والأقرباء ..

ذهب جيف لمنزله، وشهادته بين يديه يقلبها يمنة ويسرة ثم أخذ يخاطبها ماذا أفعل بك ? لقد أعطيتني مكانة تاريخية في جامعتي ، ومركزاً مرموقاً، ووظيفة ستكون في انتظاري، وأنظار الناس ووسائل الإعلام ستحوم حولي لما حققته من إنجاز . ولكنك لم تعطني السعادة التي أنشدها.. أريد أن أكون سعيداً في داخلي.. ليس كل شيء في هذه الدنيا شهادات ومناصب وأموال وشهرة ..هناك شيء آخر يجب أن يشعرنا بأن نكون سعداء .. لقد مللت النساء والخمر والرقص ، أريد شيئاً يسعد نفسي وقلبي.. يا إلهي ماذا أفعل ?..

ومرت الأيام وجيف يزداد تعاسة فوق تعاسته فقرر أن يضع حداً ونهاية لحياته، ففكر ثم فكر حتى وجد أن أفضل طريقة ينهي بها حياته هي أن يلقي بنفسه من فوق الجسر الكبير الشهير الذي يطلق عليه الأمريكان اسماً أصبح شهيراً في العالم كله وهو : (القولدن قيت) أي: البوابة الذهبية الذي يتألق شامخاً كمعلم حضاري أمريكي، وكثيراً ما يشاهد وقد غطاه الضباب ، ويعتبر هذا الجسر من أهم معالم أمريكا التقنية والعلمية.
ذهب جيف يخطو نحو البوابة الذهبية، وقبل أن يصل إليها كان هناك نفر من الذين اختارهم الله سبحانه وتعالى ليقوموا بواجب الدعوة إلى الله من شباب المسلمين، ذهبوا ليدرسوا في أمريكا، وكانوا يسكنون قريباً من مدخل البوابة الذهبية في غرفة تحت كنيسة، , لفقرهم لم يجدوا مكاناً يسكنونه غير هذه الغرفة بمنافعها .. وكان همهم أيضاً أن يدعوا إلى الله سبحانه وتعالى.. همهم أن يدخل الناس في دين الله.. همهم أن ينقذوا البشرية ويخرجوها من الظلمات إلى النور.. همهم أن يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وأن يكونوا مثالاً ومثلاً طيباً للمسلم الحقيقي .. كانوا يدرسون ويدعون إلى الله وهم يقطنون أسفل الكنيسة ..هذا ما وجدوه ولعله كان خيراً لهم فخرجوا في ذلك اليوم ليتجولوا في الناس يدعونهم للدخول إلى الإسلام .كانوا يرتدون الثوب الأبيض، وكانت وجوههم مضيئة بنور الإيمان، كانت جباههم تحمل النور من إثر السجود، وأثناء تجوالهم اليومي ذاك وعلى مقربة من مدخل البوابة الذهبية إذا هم بهذا الأمريكي المهموم ..كان الأمريكي هو الطالب جيف فإذا به ينظر متعجباً مندهشاً ، فهو لم ير في حياته أناساً بهذا الزي، ولا بهذه الهيئة، ولا بذلك النور، ولا بتلك الجاذبية التي جذبته إليهم فاقترب منهم ليتحدث معهم فقال لهم: ( هل من الممكن أن أسألكم ? ) فرد أحدهم: ( نعم تفضل ) .. فقال جيف: ( من أنتم ولماذا ترتدون هذا الزي ?!. فرد عليه أحدهم قائلاً : ( نحن من المسلمين ، أرسل الله إلينا النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ليخرجنا ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، وليجلب للبشر السعادة في الدنيا والآخرة…
وما إن سمع جيف كلمة (السعادة) حتى صاح فيهم: ( السعادة?!.. أنا أبحث عن السعادة.. فهل أجدها لديكم?!!) . فردوا عليه: ( ديننا الإسلام دين السعادة ، دين كله خير فانصرف معنا لعل الله أن يهديك وتتذوق طعم السعادة ) فقال لهم: ( إنني سأذهب معكم لأعرف إن كان لديكم السعادة التي أنشد وهي السعادة الحقيقية .. لقد كنت قبل قليل سأنتحر ..كنت سأرمي بنفسي من فوق هذا الجسر ، وأضع نهاية لحياتي لأنني لم أجد السعادة لا في المال، ولا في الشهوات، ولا في شهادتي التي تحصلت عليها ) .فقالوا له: ( تعال معنا نعلمك ديننا لعل الله أن يقذف في قلبك الإيمان ولذة العبادة فتتعرف على السعادة ولذتها فالله على كل شيء قدير ) ..

انصرف جيف مع الشباب المسلم الشباب الداعي إلى الله، ووصلوا الغرفة التي كانوا يقطنونها، والتي حولت إلى مصلى لهم ولمن أراد أن يتعبد الله فيها، وعرضوا على جيف الإسلام ، وشرحوا له الإسلام ، ومزايا الإسلام ، ومحاسن الإسلام ، وعظمة الإسلام ..
فقال : ( هذا دين حسن ؛ والله لن أبرح حتى أدخل في دينكم ) فأعلن جيف إسلامه .وبادر أولئك الدعاة بتعليمه الإسلام ، فأخذ جيف يمارس فرائض الإسلام ، وارتدى الزي الإسلامي، لقد وجد ضالته، وجد أن السعادة التي كان ينشدها في الإسلام، وفي حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم .. بل كان جيف سعيداً بأنه أصبح داعية إلى الله سبحانه وتعالى في أمريكا، وبدل اسمه إلى (جعفر)، وكما نعرف من كتب السير أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعد ابن عمه الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب – رضي الله عنه – بأن يكون له جناحان يطير بهما في الجنة، فقد كان جعفر الأمريكي يطير بجناحين من الفرحة والسعادة لاعتناقه الدين الإسلامي، فقد أوقف نفسه وحياته وماله وجهده في سبيل نشر الدين في أمريكا.

نقلا عن كتاب قصص مؤثرة للشباب بتصرف يسير .

جزاك الله خيرا

بارك الله فيك وجعله فى ميزان حسناتك

جارى القراءة

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© e
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

قصص التائبين -للمتدينات 2024.

قصص التائبين

(1) توبة الشيخ عادل الكلباني [1]
جامع الملك خالد بأم الحمام من المعالم البارزة في مدينة الرياض، مئات المصلين يقصدون هذا المسجد في رمضان وغيره، ليستمعوا إلى الشيخ عادل الكلباني (إمام المسجد) بصوته الخاشع الجميل، ونبرته الحزينة المؤثرة، وكغيره من شباب الصحوة كانت له قصة مع الهداية، يرويها لنا فيقول:
لم أكن ضالاًّ بدرجة كبيرة نعم.. كانت هناك كبائر وهفوات أرجعها إلى نفسي أولا، ثم إلى الأسرة والمجتمع.
لم يأمرني أحد بالصلاة يوماً، لم ألتحق بحلقة أحفظ فيها كتاب الله، عشتُ طفولتي كأي طفل في تلك الحقبة، لَعِبٌ ولهوٌ وتلفاز و(دنّانة) و (سيكل) ومصاقيل و (كعابة)، وتتعلق بالسيارات، ونجوب مجرى البطحاء، ونتسكع في الشوارع بعد خروجنا من المدرسة، ونسهر على التلفاز والرحلات وغيرها.
لم نكن نعرف الله إلا سَمَاعاً، ومن كانت هذه طفولته فلابدّ أن يشبّ على حب اللهو والمتعة والرحلات وغيره، وهكذا كان.
وأعتذر عن التفصيل والاسترسال، وأنتقل بكم إلى بداية التعرف على الله تعالى، ففي يوم من الأيام قمتُ بإيصال والدتي لزيارة إحدى صديقاتها لمناسبة ما -لا أذكر الآن- المهم أني ظللت أنتظر خروجها في السيارة، وأدرتُ جهاز المذياع، فوصل المؤشر –قَدَراً- إلى إذاعة القرآن الكريم، وإذ بصوت شجي حزين، يُرتل آيات وقعتْ في قلبي موقعها السديد لأني أسمعها لأول مرة: (وجاءتْ سكرةُ الموتِ بالحقّ ذلكَ مَا كنتَ منه تحيد). صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي -رحمه الله-، كان مؤثراً جداً.
صحيح أني لم أهتدي بعدها مباشرة، لكنها كانت اللبنة الأولى لهدايتي، وكانت تلك السنة سنة الموت، مات فيها عدد من العظماء والسياسيين والمغنين، وظل معي هاجس الموت حتى كدت أصاب بالجنون، أفزع من نومي، بل طار النوم من عيني، فلا أنام إلا بعد أن يبلغ الجهد مني مبلغه. أقرأ جميع الأدعية، وأفعل جميع الأسباب ولكن لا يزال الهاجس.
بدأت أحافظ على الصلاة في وقتها مع الجماعة، وكنت فيها متساهلا، ولكن كنت أهرب من الصلاة، أقطعها، خوفاً من الموت. كيف أهرب من الموت؟ كيف أحِيدُ منه؟ لم أجد إلا مفراً واحداً، أن أفرُّ إلى الله، من هو الله؟ إنه ربي.. إذن فلأتعرّف عليه.
تفكرت في القيامة.. في الحشر والنشر.. في السماء ذات البروج.. في الشمس وضحاها.. في القمرِ إذا تلاها، وكنت أقرأ كثيراً علماً بأني كنتُ محباً لكتاب الله حتى وأنا في الضلالة.. ربما تستغربون أني حفظتُ بعض السور في مكان لا يُذكر بالله أبداً.
عشتُ هذه الفترة العصيبة التي بلغت سنين عدداً حتـى شمَّرت عن ساعد الجدِّ، ورأيت -فعلاً- أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وأن الموت آت لا ريب فيه، فليكن المرء منا مستعداً لهـذا: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنت مسلمون). تفكروا –إخواني- في هذه الآية ترَوا عجباً، تفكروا في كل ما حولكم من آيات الله، وفي أنفسكم، أفلا تبصرون؟ عقلاً ستدركون أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.. فكيف –إذن- يكون الحل؟.. أن نعود إلى الله، أن نتوب إليه، أن نعمل بطاعته.
المهم أني عدت إلى الله، وأحببت كلامه سبحانه، ومع بداية الهداية بدأ ارتباطي الحقيقي بكتاب الله العظيم، كنتُ كلما صليتُ خلف إمام أعجبتني قراءته أو الآيات التي قرأها، أعود مباشرة إلى البيت لأحفظها، ثم عُيِّنتُ إماماً بجامع صلاح الدين بالسليمانية، وصليت بالناس في رمضان صلاة التراويح لعام 1405هـ نظراً من المصحف، وبعد انتهاء الشهر عاهدتُ الله ثم نفسي أن أحفظ القرآن وأقرأه عن ظهر قلب في العام القادم بحول الله وقوته، وتحقق ذلك، فقد وضعت لنفسي جدولاً لحفظ القرآن بدأ من فجر العاشر من شهر شوال من ذلك العام، واستمر حتى منتصف شهر جماد الآخرة من العـام الذي بعده (1406هـ)، في هذه الفترة أتممت حفظ كتاب الله -ولله الحمد والمنة -.
وقد كانت (نومة بعد الفجر) عائقاً كبيراً في طريقي آنذاك، كنت لا أستطيع تركها إطلاقاً إلى أن أعانني الله، وعالجتها بالجد والمثابرة والمصابرة، حتى أني كنت أنام -أحيانا- والمصحف على صدري، ومع الإصرار والمجاهدة أصبحت الآن لا أستطيع النوم بعد صلاة الفجر إطلاقاً.
ثم وفقني الله فعرضت المصحف على شيخي فضيلة الشيخ أحمد مصطفى أبو حسين المـدرس بكلية أصول الديـن بالرياض، وفرغت من ذلك يوم الثلاثاء 19رمضان 1407هـ، وكتب لي الشيخ إجازة بسندها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، برواية حفص عن عاصم، ولعل الله أن يوفقني لإتمام العشر بحوله وقوته.
هذه قصتي مع القرآن ونصيحتي لكل من يريد أن يحفظ القرآن أن يحفظ القرآن.
وكلمة في ذيل القصة أشير فيها إلى مسئولية الأسرة في تربية الابن، ومسئولية المجتمع، ومسئولية الفرد نفسه، في التفكر والبحث عن الحقيقة والعمل بها.
ثم أشير إلى أهمية كتاب الله، هذا الكتاب العظيم الذي يطبع بالملايين، وتصدر التسجيلات الإسلامية مئات الأشرطة منه.. تريدون الخير في الدنيا عليكم به، تريدون الخير في الآخرة عليكم به.. فوالله الذي رفع السماوات بغير عَمَدٍ لا أجد في شخصي شيئاً أستحق به أن أصدّر في المجالس، أو أن يشار إليّ ببنان مسلم، أو أن يحبني شخص وهو لم يَرَني… إلا بفضل كتاب الله عليّ.. ما أهون هذا العبد الأسود على الناس لولا كتاب الله بين جنبيه.. وكلما تذكرت هذا لا أملك دمعة حَرَّى تسيل على مُقْلَتي فألجأ إلى الله داعياً أن يكون هذا القرآن أنيساً لي يوم أموت، وحين أوسَّد في التراب دفيناً، وحين أُبعث من قبري إلى العرض على ربي.
أرجوه -جلت قدرته- أن يقال لي: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت تُرتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها.
وأسأله -جلت قدرته- أن أكون مع السّفرَة الكرام البَررة، وأن يجعل حب الناس لي عنوان محبته، ورفعهم لي رفعة لدرجتي في الجنة إنه جواد كريم.

ثم اسمعوا ما قاله القحطاني رحمه الله في نونيته:
أنت الـذي أدنيتـني وحبوتــني *** وهديـتني من حيـرة الخـــذلان
وزرعت لي بين القلـوب محبــةً *** والعطـف منك برحمــة وحنـان
ونشـرت لي في العالمين محاسنــاً *** وسترت عن أبصـارهم عصيـانـي
وجعلت ذكـري في البريـة شائعاً *** حتـى جعلت جميعهـم إخـوانـي
والله لـو علمـوا قبيـح سريرتي *** لأبـى السلام علي من يلقــانـي
ولأعـرضوا عنـي وملَوا صُحبتي *** ولبـُؤت بعـد قرابــة بهــوانٍ
لكن سترت معايبـي ومثـالــي *** وحَلِمـت عن سقطـي وعن طغياني
فلك المحامـد والمـدائح كلهــا *** بخـواطري وجـوارحي ولســاني
أخوكم
العبد الفقير إلى رحمة ربه المنان
أبو عبد الله عادل بن سالم الكلباني

جزاك الله خيرا

من قصص التائبين -قصة قصيرة 2024.

من قصص التائبين

خليجية

من قصص التائبين
خليجيةخليجيةخليجية
يقول أحد الدعاة: كنت عائداً من سفر طويل وقدر الله تعالى أن يكون مكاني في

مقعد الطائرة بجوار ثلة من الشباب اللاهي الذين تعالت ضحكاتهم وكثر ضجيجهم , وامتلأ المكان بسحاب متراكم من دخان سجائرهم.

ومن حكمة الله تعالى أن الطائرة كانت ممتلئة تماما بالركاب فلم أتمكن من تغير المقعد , حاولت أن أهرب من هذا المأزق بالفرار إلى النوم ولكن هيهات.. هيهات , فلما ضجرت من ذلك الضجيج أخرجت المصحف ورحت أقرأ ما تيسر من القرآن بصوت منخفض.

وما هي إلا لحظات حتى هدأ بعض هؤلاء الشباب , وراح بعضهم يقرأ جريدة كانت بيده ومنهم من استسلم للنوم , وفجأة قال لي أحدهم بصوت مرتفع وكان بجواري تماماً يكفي.. يكفي! فظننت أني أثقلت عليه برفع الصوت, فاعتذرت إليه ثم عدت للقراءة بصوت هامس لا أسمع به إلا نفسي.

فرأيته يضم رأسه بين يديه ثم يتملل في جلسته ويتحرك كثيراً ثم رفع رأسه إلي وقال بانفعال شديد : أرجوك يكفي , يكفي لا أستطيع الصبر ثم قام من مقعده وغاب عني فترة من الزمن , ثم عاد ثانية وسلم علي معتذرا متأسفا وسكت.

وأنا لا أدري ما الذي يجري ولكنه بعد قليل من الصمت التفت إلي وقد اغرورقت عيناه بالدموع, وقال لي هامسا : ثلاث سنوات أو أكثر لم أضع فيها جبهتي على الأرض ولم أقرأ فيه آية واحدة وها هو شهر كامل قضيته في هذا السفر ما عرفت منكراً إلا ولغت فيه.

ثم رأيتك تقرأ فاسودت الدنيا في وجهي وانقبض صدري وأحسست بالاختناق, أحسست أن كل آية تقرأها تتنزل على جسدي كالسياط , فقلت في نفسي إلى متى هذه الغفلة , وإلى أين أسير في هذا الطريق وماذا بعد كل هذا العبث واللهو, ثم ذهبت إلى دورت المياه , أتدري لماذا؟! أحسست برغبة شديدة في البكاء , ولما أجد مكانا أستتر فيه عن أعين الناس إلا هذا المكان.

فكلمته كلاماً عاماً عن التوبة والإنابة والرجوع إلى الله ثم سكت , ولما نزلت الطائرة على أرض المطار استوقفني وكأنه يريد أن يبتعد عن أصحابه وسألني وعلامات الجد بادية على وجه : أتظن أن الله يتوب علي , فقلت له ألم تسمع قول الله تعالى (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) .

فرأيته يبتسم ابتسامة السعادة وعيناه مليئتان بالدموع وقال لي أعاهدك يا شيخ أني عائد إلى الله جلا وعلا.

اللهم ارزقنا التوبه الصادقه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندريلا 20240 خليجية
اللهم ارزقنا التوبه الصادقه

امين يارب العالمين شكرا لك

جزاك الله خيرا اختي
القصة راااائعة

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الانوثة عنوانيي خليجية
جزاك الله خيرا اختي
القصة راااائعة

شكرا غاليتي مرورك هو الرائع

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
مشكورة عالطرح
(انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء)
سبحــآن الله الذي أعاد هذا الشاب الضال الى طريق الحق
سلمت يمناك غاليتي على طرحهــآ الطيب تستاهلي 4 نجوم + تقييم
ولك مكــامن الود

مناجاة التائبين – الشريعة الاسلامية 2024.

مناجاة التائبين


بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ إلهِي أَلْبَسَتْنِي الْخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتِي، وَجَلَّلَنِي التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتِي، وَأَماتَ قَلْبِي عَظِيمُ جِنايَتِي، فَأَحْيِه بِتَوْبَة مِنْكَ يا أَمَلِي وَبُغْيَتِي، وَيا سُؤْلِي وَمُنْيَتِي، فَوَعِزَّتِكَ ما أَجِدُ لِذُنُوبِي سِواكَ غافِراً، وَلا أَرى لِكَسْرِي غَيْرَكَ جابِراً، وَقَدْ خَضَعْتُ بِالانابَةِ إلَيْكَ وَعَنَوْتُ بِالاسْتِكانَةِ لَدَيْكَ، فَإنْ طَرَدْتَنِي مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ؟ وَإنْ رَدَدْتَنِي عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ أَعُوذُ؟ فَوا أَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتِي وَافْتِضَاحِي، وَوا لَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلِي وَاجْتِراحِي.
2 ـ أَسْأَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الْكَبِيرِ، وَيا جابِرَ الْعَظْمِ الْكَسِيرِ، أَنْ تَهَبَ لِي مُوبِقاتِ الْجَرآئِرِ، وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرآئِرِ، وَلا تُخْلِنِي فِي مَشْهَدِ الْقِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَغَفْرِكَ، وَلا تُعْرِنِي مِنْ جَمِيلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ.
3 ـ إلهِي ظَلِّلْ عَلَى ذُنُوبِي غَمامَ رَحْمَتِكَ، وَأَرْسِلْ عَلى عُيُوبِي سَحابَ رَأْفَتِكَ.
4 ـ إلهِي هَلْ يَرْجِعُ الْعَبْدُ الابِقُ إلاَّ إلَى مَوْلاهُ أَمْ هَلْ يُجِيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ أَحَدٌ سِواهُ؟
5 ـ إلهِي إنْ كانَ النَّدَمُ عَلَى الذَّنْب تَوْبَةً، فَإنِّي وَعِزَّتِكَ مِنَ النَّادِمِينَ، وَإنْ كَانَ الاسْتِغْفارُ مِنَ الْخَطيئَةِ حِطَّةً، فَإنِّي لَكَ مِنَ الُمُسْتَغْفِرِينَ، لَكَ الْعُتْبى حَتّى تَرْضى.
6 ـ إلهِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ تُبْ عَلَيَّ، وَبِحِلْمِكَ عَنِّي اعْفُ عَنِّي، وَبِعِلْمِكَ بِي ارْفَقْ بِي.
7 ـ إلهِي أَنْتَ الَّذي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ بَابَاً إلَى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ، فَقُلْتَ: ﴿تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحَاً﴾، فَما عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ الْبابِ بَعْدَ فَتْحِهِ.
8 ـ إلهِي إنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ الْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ.
9 ـ إلهِي ما أَنَا بِأَوَّلِ مَنْ عَصاكَ، فَتُبْتَ عَلَيْهِ، وَتَعَرَّضَ بِمَعْرُوفِكَ، فَجُدْتَ عَلَيْهِ، يا مُجِيبَ الْمُضْطَرِّ، يا كَاشِفَ الضُّرِّ، يا عَظِيمَ الْبِرِّ، يا عَليمَاً بِما فِي السِّرِّ، يا جَمِيلَ السِّتْرِ اسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ إلَيْكَ، وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ، فَاسْتَجِبْ دُعآئِي، وَلا تُخَيِّبْ فِيكَ رَجآئِي وَتَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَكَفِّرْ خَطيئَتِي، بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللهم اغفر ذنوبنا
كلمات رائعه تلامس شغاف القلوب ………..سلمت يداك …………وجزاك الله كل خير
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
اللهم امين

ينتقل للقسم مناسب

اشكرك هيزار لمرورك الطيب
وجزاك الله خيرا لنقل الموضوع للقسم المناسب
ودمت بحفظ الرحمن ورعايته