الوسم: التفاهم

هي كالسيف

ولكنها ذات حدين

فالنظرات سهام تقع في القلب وتترك فيه أثرا

و الحد السيء منها هي النظرة المحرمة و التي نهى عنها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله لعلي رضي الله عنه :

( يا علي لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة )
صحيح ابو داود رقم 2149

وقال الله تعالى { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30

و لأن النظرة مفعولها قوي بالإيقاع بالقلب بالهوى وسهمها نافذ للصميم … لذا حذر الله و رسوله عليه الصلاة والسلام منها

و بما أن للنظر هذا المفعول العجيب فلنوجه هذا السحر الحلال

وهذه النظرات الساحرة الى بيوتنا و الى زوجاتنا

أما تذكرون أن أول حياتنا الزوجيه كلها كانت بنظرة للمخطوبه كلها إعجاب…!

والمثل يقول حب من أول نظرة

فهل انتهت النظرات مع الزمن و تلاشت

ولو وقفنا قليلا عند النظر لوجدنا أن كثير من المشاكل الزوجيه

حلها نظرة دافئة حنونة و إبتسامة تملؤها المحبة

فإن الزوجة عند الخصام تنتظر من زوجها نظرة ساحرة ترضيها

و تفتح لها باب المحبة من جديد

ونحن الرجال لا تهمنا النظرات من زوجاتنا كما هو الحال بالزوجة

فكلها مشاعر تؤثر بها نسمة الهواء الباردة

و ترجعها نظرة الحب الهادئة

فلو كنتما جالسين في البيت و على غير عادتك نظرت الى زوجتك نظرة محبه مع كلمة من أربع أحرف تلفُظُها

لا تكلفُ شيئا

تطير بها زوجتك و تحلق فيها بسماء العشق والغرام

ولو جلستما في بيت أهلها ومن خلال تجاذب أطراف الحديث

أشعرتها بنظرة خاصة و إبتسامة بسيطة

تقرب فيها ما بينك وبينها من المحبة و تقوي حبال الحياة الزوجيه السعيدة بينكما

و تجعل بيتك مكانا لراحة القلب والروح معاً

وبما أن النظرة المحرمة عليها عقاب فإن النظرة المباحة لها جزاء و ثواب

وكلما زادت أوتاد المحبة بهذه الخيمة الصغيرة

زاد تثبتها بالأرض وزادت قوتها لمجابهة أقوى الرياح و العواصف وتصدت لها

و كل هذا ينعكس على مسار الحياة في البيت وعلى تربية الأولاد

و تصبح النظرات مراسيل حب بينكما و لغة تفاهم لا يفهمها غيركما

فبنظرة بسيطة يعرف الأول ما يريد الآخر

ولنضرب مثلا في خير البيوت كيف التعامل بالنظر يكون

فعن عائشة رضي الله عنها قالت إن من نعم الله علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري

وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده سواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فرأيته ينظر إليه

وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك ؟

فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وقلت ألينه لك ؟

فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره وبين يديه ركوة فيها ماء فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه

ويقول ( لا إله إلا الله إن للموت سكرات . ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الأعلى . حتى قبض ومالت يده )

رواه البخاري

نعم الزوجة الصالحة عائشة تفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من نظراته

رزقنا الله و إياكم حياة زوجية سعيدة تملؤها المودة تحت سقف المحبة