الشماغ و سحر الشيلة قصص 2024.

الشماغ و سحر الشيلة

خليجية


شاءت الاقدار في تلك المدينة الصغيرة, ان يتم بناء محلات تجارية متوسطة الحجم في شكل صفوفٍ متقابلة. وشاءت الاقدار ايضاً ان يكون هنالك محلُ لبضائع النساء و المحل المقابل له لبضائع الرجال.

افتتح صاحب محل الرجال محله بفترة ليست بالقصيرة, وأخذ يرتب بضاعته على الرفوف ويعلق بعضها للعرض. وكان من ضمن بضاعتة المعلقة شماغ مصنوعٌ من القطن, يغلب على لونه خطوط حمراء متقاطعة مع اطرافٍ ناصعة البياض. كان وجه الشماغ مقابل للمحل النسائي, وكان ينظر الى باب المحل المغلق والى لوحة المحل, وكان يحس بشعورٍ غريب على ما احتوته تلك اللوحة من الصور والأشكال.

كانت حياة الشماغ مملة الى درجة الجنون, فكل يوم تأتيه نفس الوجوه وتلمسه تقريباً نفس الأيادي, ويسمع نفس الكلام ( هذا بكم, تكفى راعنا ياعم, اطرحلي خمسة ريال , هذ اصلي ولا تقليد), وفي نهاية المطاف يأخذ الزبون علبة تحتوي على شماغٍ جديد ويبقى هو معلق, وفي منتصف الليل يغلق المحل ويعيش في ظلام دامس ثم ينام على اصوات الملابس وهي تتحدث الى العطورات وغيرها من باقي المعروضات وكانت لا تخلو تلك الاحاديث من ( اليوم بعنا اكثر منكم يالعطور, وترد العطور حنا بعنا عطر واحد يسواكم كلكم, وترد الطواقي على العقل والثياب على الاقمصة).

بعد عدة اسابيع وفي صباح يوم بارد استيقظ الشماغ على صوت رجل غريب وهو يهم بفتح باب محل النساء. اخذ الرجل ينقل بضاعته داخل المحل بمساعدة شابين يافعين. انتهى الرجل من نقل البضاعة وبدأ يرتب بضاعته ويعلق ما اختاره للعرض.

كانت بداية ترتيب ذاك المحل نقطةُ تحولٍ في حياة الشماغ, فكان مع كل قطعة تعرض وتعلق كان الشماغ يُحس بشيءٍ غريبٍ في جسده, اخذ الشماغ ينظر بدهشة, لقد رأى اشكالاً والواناً لم يرها من قبل, وكانت كل قطعة لها وقعها الخاص في نفسه وخاصةً اذا كانت صغيرة.اخرج احد الشُبان قطعة سوداء وقبل ان يخرجها بالكامل بدأت اطراف الشماغ ترتفع وكأنها تريد ان تحلق , وفجأة وعلى غير المعهود اقفل صاحب محل الرجال محله وترك الشماغ في وسط دهشته من تلك القطعة.
وبعد ان احكم اغلاق محله,بدأ الشماغ يعيش حالة من تضارب المشاعر , غضبُ من صاحب المحل مُختلط مع ذلك الشعور العجيب من المناظرالتى رأها. اخذ الشماغ يسترق السمع تلك الاصوات القادمة من خلف الباب المغلق وبدأ يسمع كلماتٍ غريبة لها وقعُ خاص على أذنيه( يبه وين اعلق الفستان ذا, مقاس 9 وين احطه, العبايات تحت ولا فوق, علق الشيلة هنا مو هناك, انتبه انتبه للشيلة وعلقها قريب الباب عشان يشوفونها الزباين.(

فأخذ يسأل نفسه ,الشيلة , من هي الشيلة ماهي الشيلة ؟, كان الشماغ يسمع بالطاقية والغترة والبشت, اما الان فقد اضيفت كلمة جديدة الى قاموسه.كانت في الباب بعض الفتحات الصغيرة, حاول جاهداً ان يركز نظره لعله يرى شيئاً ولكن بدون جدوى, كل مايراه هي تشكيلة من الالوان. لم يمكث على هذا الحال طويلاً فقد اغلق المحل المقابل, وبعد بضعة ساعات وقبل حلول الفجر بدأ شي اخرُ جديدُ يتسلل الى داخل محل الرجال

في وسط الظلام احس الشماغ بشي غريب يقترب منه, حاول عابثاً ان يرى او ان يتحسس بأطرافه ماهية هذا الشي فلم يستطع. انتفض, وشعر بالخوف واحس باقتراب ذلك الشيء اكثر فأكثر, عندها لاحظ ان الرائحة التي اعتاد عليها قد تغيرت, وأن رائحة لها نوع اخر بدأت تطغى على المكان, استيقضت بعض الملابس على حركته ( قالت له احدى الطواقي بغضب : وش فيك ؟وراك ماتنام ؟) ( التفت الشماغ الى البشت المعلق على يمينه, فسأله وش ذي الريحة .؟ قال له ماادري) وقبل ان يكمل التفاتته الى اليسار (اجابه احدث الثياب الشتوية بنبرة حادة: لاتسألني ما ادري عن شي).

اعادت هذه الردود احداث سابقة حدثت للشماغ مع الثياب وباقي الملابس " ولم يكن رد الثوب غريباً , فهو احد اعدائه, وهو الذي لازال يحرض عليه باقي الملابس, وكان الثوب يتفاخر بتغطيته كامل الجسد ويحتقر ما تحته من ملابس ,وأعداءه هم العقال والطاقية ثم الشماغ, وقد حدث ان حصل بينهم صراع على الافضلية حكمت فيه احدى المناشف بأن الشماغ اعلى شأناً من الثوب فهو يحمي الرأس وهو أعلى منزلة من الثوب, وكان عذرها ان ما فائدة الجسم المغطى بالثوب اذا لم يكن له عقل ".

عاد الشماغ لصراعه الحالي فأخذ يلملم اطرافه الى وسطه , وحاول ان يرتفع الى اعلى الرف لكن بعض الكراتين اعترضت طريقه. وبعد لحظات وبعد ان استحوذت هذه الرائحة على المكان كله, وبدأت تتسلل الى داخل نسيجه القطني, شعر بارتياح عجيب وادرك حينها انها رائحة صديقة قادمة من ذلك المحل. أدخلت هذه الرائحة الشماغ في توهانٍ فكري بعد ان خفضت نسبة الغضب التي انتابته عندما أُغلق المحل في غير وقته المعتاد وفي وقتٍ كان الشماغ يستكشف فيه عالماً اخر. بعدها احس الشماغ بالدفء بالرغم من برودة المكان وبدأت مخيلته تسترجع تلك الصور الجميلة التى رأها.

نام الشماغ ليلته بكل هدوء على رائحة عالمه الجديد وعلى احلامه الملونه بالرغم من كل احداث هذه الليلة المتوترة, نام وهو يشعر بأن الصباح القادم سيكون مُختلفاً كلياً وان مفاجأت هذا المحل لن تتوقف…

يتبع..

اعذريني اختي لكن والله ما فهمت
هههههههههههههههههههههه
واش معناها شماغ انا فهمت انو حاجة تتلبس لكن مفهمتش الموضوع
الشماغ يا أختي زي الرجال في الخليج يلبس على الرأس لونه أبيض و أحمر و في فلسطين لونه أبيض و أسود ..
القصة تجنن كمليها … ماني معلقة الحين عليها؟..
طيب ان شا الله ..
استيقظ الشماغ كعادته على صوت صاحب المحل وصوت جلجلة المفاتيح وهو يهم بفتح الباب , وسمع صوت اطفاله معه فعرف انه يوم الخميس. كان يوم الخميس متعباً بالنسبة له, لكثرة الزبائن ولكثرة المتطفلين الذين يأتون لغرض التسكع وتقليب البضائع وليس للشراء. ولطالما اتعبوه بتجاربهم له واستخدامهم له مع العُقِل والطواقي بتجريب الكثير من الوضعيات المؤلمة تارة والمؤلمة تارة أخرى وفي الاخير يلقون به على احد الطاولات ثم يذهبون. ايضاً اعتاد على كلام الزبائن واساليبهم, واصبح يعرف من يريد ان يشتري ومن يأتي للتسكع ولتمضية الوقت, فالمتسكعين يعرفهم بـ ( هذا بكم وذاك اصلي ولا تقليد, اقدر اجرب الشماغ ذا , اذا تبي تطرح 5 ريال شريت).
وبالرغم من صعوبة هذا اليوم عليه الا ان فرحته بقدوم الصباح وافتتاح المحل المقابل ازالت الشعور بالضجرمن يوم الخميس ومافيه من تعب. لم يمضي وقت طويل حتى اتى صاحب المحل المقابل, أخذ الشماغ يراقب الرجل و يجرب المفاتيح الواحد تلو الاخر,نفض الشماغ اطرافه وعدل من وضعيته,و بدأت نبضات قلبه بالازدياد وشعر بجريان دمه في خيوطه الحمراء وكأنه مقدمُ على اختبار الايزو للمقاييس والجودة, وانفتح الباب ورأى العجب العجاب. لم يستطع ان يركز باديء الامر فكل مارأه مبهر وجذاب فأخذ يحدث نفسه "(وش ذا؟, وين كنت عايش, كنت افكر كل شي مثل محلنا) اسيتقظت بعض الملابس على صوته, وبادره عدوه اللدود الثوب (ورا ماتخلينا ننام؟ فأجابه : شوف المحل الي قدامنا شوف وش الي فيه ) ادار الثوب نظره الى المحل وشهق شهقةً ايقظت كل من في المحل, المناشف والبشوت والجوارب, حتى احرامات العمرة التي لا تصحوا الا مرتين في السنة استيقظت.
كان في اسفل الرفوف السفلية مجموعة من الطواقي, عندما سمعت بالخبر اخذت تقفز محاولة النظر الى المحل وهي تقول ( وش تشوفون قولوا , يا شباب وش الي هناك تكلموا ) لم يرد عليهم احد, لانهم في حالة ذهولِ ودهشة من هول ما رأو. كان الشماغ يرى جميع مافي المحل المقابل بحكم علو مكانه.علت الاصوات في المحل وعلت كلمات الاعجاب والانبهار, كلُ قطعة بدأت تنفض ماعليها من الغبار وتحاول ان تأخذ مكاناً جيداً للمشاهدة.
و في الجهة المقابلة كان صاحب المحل ومساعده الاسيوي يضعون اللمسات الاخيرة على المحل, ويعلقون بعض البضائع ويرتبون البعض الاخر وهم يذكرون اسماء تلك القطع (حط الجزمات على الواجهة, وعلق البكلات على الباب, لا لا التنانير داخل عشان الغبار ).

زادت هذه الاسماء من حيرة الشماغ, وكان يتمنى ان يأتوا على ذكر الشيلة كي يراها,ومع كل مارأه الا انه لم يهدأ بعد لأنه لم يرى تلك القطعة السوداء, لان محله أغلق مبكراً في ذلك اليوم عندما كان العامل الاسيوي يهم بأخراجها من كرتونها.
بدأ السوق بالازدحام وبدأت تعلو اصوات المشترين في المحلات المجاورة, وزاد عدد النساء اللاتي يعبرن من امام المحل, ولان المحل المقابل لم يجهز بعد, اكتفين النساء بالوقوف والنظر اليه فقط وهن يتهامسن ( الله وش حلو ذا الفستان, نورة ناظري شوف ذاك الموف يهبل, يمه يمه تكفين ابي مثل الشابصات ذي, يمه ذا وشو ؟ اوص عيب يابنت ).

هنا شعر الشماغ بالاختلاف الكامل, فاشكال البضاعة مختلفة والزبائن مختلفون ايضاً وحتى اصواتهم مختلفة, فهو متعود على اصواتٍ خشنة وعالية, هنا قطعت احدى النساء حبل افكار الشماغ وقالت ( متى راح تفتح ياعم.؟ فقال :دقائق بس يا خالة وتدخلون المحل ). نظرت تلك السيدة الى الوراء واخذت تتفقد البضائع الرجالية وهي خارج المحل, كان الشماغ يراقب نظراتها وهي تنظر الى البضاعة الى ان واجهته مباشرة. دخلت السيدة الى المحل وسألت صاحبه ( بكم ذا الشماغ ؟ فقال : 250 ريال ), مدت يدها ولمست الشماغ بأطراف اصابعها الناعمة, فسقط الشماغ على الارض مغشيا عليه من ذلك الاحساس الذي سرى داخل خيوطه, حملت السيدة الشماغ بيدها وهي لاتدري ما فعلت بذلك المسكين, سرت موجة من الاشعاع داخل الشماغ وزادت حُمرة خطوطه الحمراء حتى طغت على باقي الخيوط البيضاء فاصبح احمراً بالكامل

…………………….يتبع

هههههه ياحبي للشماغ اغشي عليه بعد مالومه مسيكين ماتعود … كملي يالله ..
بصراحه خيتو ما في حماس عشان اكمل شكل القصة ما اعجبتهم ..