عشرين حقيقة من الإعجاز الغيبي! في الاسلام 2024.

عشرين حقيقة من الإعجاز الغيبي!

1- قال صلى الله عليه وسلم متحدثاً عن علامات الساعة: (إن من أشراط الساعة أن يفشو المال وتفشو التجارة) [رواه النسائي]، وقد أصبحت التجارة عصب الاقتصاد العالمي اليوم، وهذا لم يكن معروفاً زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كانت الزراعة وقتها هي الأكثر انتشاراً. فمن الذي أخبر هذا النبي الكريم بذلك؟ 2- يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن علامات يوم القيامة أنه لا تقوم الساعة إلا: (إذا أطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه) [رواه الترمذي]، إننا نجد اليوم الكثير من المشاكل بين الرجل وأمه بسبب زوجته… ومثل هذه الأمور لم تكن مألوفة في السابق. ويؤكد الباحثون في هذا المجال ازدياد ظاهرة عقوق الأبوين، وهو ما حدثنا عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دليل على اقتراب يوم القيامة. وسؤالنا لكل مشكك: من أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بذلك؟

3- يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال فيفيض) [رواه البخاري]. هذا الحديث يمثل معجزة للنبي الكريم حيث أخبر بأنه سيأتي زمن يكثر فيه المال ويفيض، ولو تأملنا عصرنا هذا نرى أن الأموال قد كثرت في أيدي الناس، حتى إن بعض الأغنياء تقدر ثروتهم بالمليارات وهذه الظاهرة لم تكن معروفة أبداً زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكثرة المال هي مؤشر على اقتراب الساعة… فهل نستعد لذلك اليوم، ونستعد للقاء الله تعالى؟
– لقد تميز العصر الحديث بمشاركة واسعة للمرأة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية، وأصبح للمرأة نصيب في الإعلام والمصانع والتدريس والمناصب التجارية وهناك هيئات لسيدات الأعمال وغير ذلك مما لم يكن معروفاً زمن النبي صلى الله عليه وسلم. بل لم يكن أحد يتصور هذا الأمر ولكن النبي أشار إليه بمنتهى الوضوح!! يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تشارك المرأة زوجها في التجارة) [رواه أحمد] فسبحان الله!

5- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها في الطريق فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط) [رواه أبو يعلى]. انظروا إلى الدول الغربية كيف تُمارس فيها الفاحشة في الطريق وعلى شواطئ البحار وللأسف لا تكاد ترى من يقول لهم: اتقوا الله!! والسؤال: كيف علم النبي الكريم في ذلك الزمن بمثل هذا الأمر؟ كيف علم أنه سيأتي زمان تصبح فيه ممارسة الفاحشة علناً حقاً مشروعاً كما نرى اليوم في معظم البلاد غير الإسلامية، وللأسف هناك بعض البلاد الإسلامية تقلد الغرب في هذه العادة السيئة، نسأل الله العافية. 6- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا ضُيعت الأمانة فانتظر الساعة) [رواه البخاري]. لو دخلنا إلى المحاكم اليوم نرى عدداً كبيراً من الدعاوى سببها إساءة الأمانة، فنرى ملايين حالات النصب والاحتيال والتزوير… وهذا الأمر لم يكن معروفاً زمن النبي صلى الله عليه وسلم. بل لا يمكن لبشر في ذلك الزمن أن يتنبأ بأن الأمانة ستُضيع، وهذا يثبت أن محمداً رسول من عند الله.

7- انتشرت شائعة قوية تقول بأن القيامة ستكون في شهر ديسمبر عام 2024 وأن العلماء يخفون معلومات حول ظواهر كونية عنيفة… وبعد البحث الدقيق تبين للعلماء في وكالة الفضاء الأمريكية أن هذه الشائعة ليس لها أساس علمي وأنه لن يحدث أي شيء في ذلك العام (وقد مر عام 2024 ولم يحدث أي شيء يذكر) إلا بعض الظواهر العادية المألوفة. ونقول إن الله تعالى أخبر أنه لا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله، يقول تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الأعراف: 187].
8- قال صلى الله عليه وسلم: (من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال) [رواه أبو نعيم]. لقد أصبحت ظاهرة تشبه الرجال بالنساء والعكس، متفشية في العالم اليوم، حتى إننا نجد كثيراً من الدول تبيح زواج الرجال بالرجال وزواج النساء بالنساء… نسأل الله العافية. هذا الأمر لم يكن معلوماً أو حتى متوقع الحدوث ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا به، لماذا؟ ليكون دليلاً على صدق نبوته في هذا العصر.

9- يقول صلى الله عليه وسلم: (من أشراط الساعة: أن يظهر الزنا، وتشرب الخمر) [رواه البخاري]. لو سرنا اليوم في شوارع البلاد الإسلامية نرى الكثير من محلات بيع الخمور، ونرى أماكن اللهو المراقص تنتشر هنا وهناك. ونرى الفاحشة تنتشر علناً … حتى ظهر وباء الإيدز ويصاب به الملايين من البشر! فمن الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك؟

10- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (إن بين يدي الساعة ـ وذكر منها ـ ظهور القلم) [رواه أحمد]. انظروا معي إلى تطور الكتابة واستخدام أجهزة الكمبيوتر في الكتابة والصحف والمجلات والكتب، حتى إن عدد الصفحات المطبوعة يومياً يقدر بالملايين.. فمن كان يتصور حدوث ذلك في زمن لم يكن في مكة كلها إلا بضع رجال يتقنون الكتابة؟! إن هذا الحديث يشهد على صدق نبينا عليه الصلاة والسلام وأنه رسول من عند الله!
11- يقول صلى الله عليه وسلم: (بعثت أنا والساعة كهاتين) يعني إصبعين [رواه البخاري]. يقدر العلماء عمر الكون بمليارات السنين (13.5 مليار سنة) ، وعمر الإنسان ضئيل جداً أمام عمر الكون، حيث بُعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قبل 1400 سنة فقط، أي أننا لو قسمنا 1400 على 13500000000 يكون الناتج صغيراً جداً بحدود 0.0000001 أي نسبة واحد على عشرة ملايين، ولذلك فإن التشبيه النبوي دقيق حيث قرن بين إصبعيه، للدلالة على أن زمن قدوم يوم القيامة قريب جداً بالنسبة لعمر الكون، والله أعلم.
12- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أشراط الساعة أن يتطاول الناس بالبنيان… [رواه البخاري ومسلم]. واليوم نرى الناس يتسابقون في بناء الأبراج العالية، ويتفاخرون بذلك، وهذه معجزة تشهد بصدق النبي الأعظم. لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بمثل هذا الأمر قبل 14 قرناً، فسبحان الله!

13- قال رسول الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن ويكثر الكذب وتتقارب الأسواق ويتقارب الزمان) [رواه أحمد]. في هذا الحديث الشريف إخبار واقعنا الذي نعيشه هذه الأيام فقد كثرت الفتن، وكثر الكذب، وكثرت الأسواق وتقاربت كثيراً، وتقارب الزمان حيث أصبحت الاتصالات الرقمية تقدم لنا المعلومات وتنقل لنا الصورة من أماكن بعيدة لنعلم ما يجري الآن… فمن الذي أخبر النبي الكريم بذلك؟.

14- يقول صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم) [رواه البخاري]. في هذا الحديث معجزة غيبية لم تظهر إلا حديثاً، فلو تأملنا في بعض الفتاوى التي يطلقها "بعض العلماء" اليوم مثل تحليل الربا، وتحليل القبلة بين الأصدقاء البنات والشباب، وتحليل التدخين في شهر رمضان… وللأسف نجد الكثير من الفضائيات تتلقف مثل هؤلاء العلماء، وهم ليسوا بعلماء، أليس هذا كله دليلاً على قبض العلم وكثرة الجهل؟ ألا يعتبر هذا الحديث دليلاً على نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم؟

15- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لتستحلنَّ طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها) [رواه أحمد]، لقد أصبح للخمر مسيمات كثيرة: البيرة، والفودكا والويسكي… وجميعها أسماء جديدة لم تكن معلومة من قبل، فمن الذي أخبر النبي الكريم أن الناس سيخترعون هذه الأسماء الجديدة للخمر؟

16- قال صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تروا أموراً عظاماً لم تكونوا ترونها ولا تحدثون بها أنفسكم) [رواه أحمد]. انظروا إلى المخترعات الجديدة مثل المراكب الفضائية والإنترنت والجوال والتلفزيون والأسلحة الفتاكة والأمراض الخطيرة كالإيدز وأنفلونزا الخنازير… كل هذه الأشياء لم نكن نسمع بها من قبل! فاليوم تستطيع أن تكلم صديقك وتراه من خلال جهاز الجوال وهو يبعد عنك آلاف الكيلومترات، وهي دليل على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كيف له أن يعلم بأنه ستظهر أمور عجيبة وعظيمة وجديدة، لو لم يكن رسولاً من عند الله تعالى.
17- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر الزمان خسف وقذف ومسخ، قيل: ومتى ذلك يا رسول الله؟ قال إذا ظهرت المعازف والقينات) [رواه ابن ماجه]، والقينات هنَّ الراقصات والمغنيات. وانظروا معي إلى ظهور الموسيقى وانتشارها بشكل لا يتصوره عقل، وكذلك انتشار المغنيات بأعداد كبيرة بعشرات الآلاف، وهناك للأسف مئات الفضائيات تبث الأغاني والراقصات ليل نهار. ومثل هذه الظاهرة لم تكن معروفة زمن النبي عليه الصلاة والسلام، ولذلك فإن هذا الحديث يمثل معجزة حقيقية لسيدنا محمد، لأنه لا يمكن لأحد أن يتنبأ بأن الأغاني سوف تنتشر بهذا الشكل المرعب.

18- كان الاعتقاد السائد أن نجم الشعرى إله يضر وينفع، وجاء القرآن لينفي هذه العقيدة ويؤكد أنه مجرد نجم وأن الله خلقه وهو ربه، يقول تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى) [النجم: 49]، بينما نجد كثير من الشعوب السابقة تعتقد أن الشمس والقمر والنجوم هي آلهة كانوا يعبدونها، والسؤال: ألا تشهد هذه الآية على عظمة الإسلام عندما خلصنا من عبادة هذه المخلوقات التي لا تضر ولا تنفع؟
19- إذا تأملنا قوله تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) هذه الآية تؤكد أن الإنسان سيجد أعماله أمامه يوم القيامة؟، والسؤال: كيف يمكن للإنسان أن يتخيل أن الأحداث التي صنعها في الدنيا سيجدها تماماً أمامه. تقول النظرية النسبية: إذا استطعنا أن نسير بسرعة تساوي سرعة الضوء، سوف يتوقف عند هذه النقطة الزمن، وإذا تجاوز هذه السرعة سوف يعود ويرى الماضي حقيقة واقعة أمامه، ولذلك قال تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا). فهذا إثبات علمي على إمكانية رؤية الماضي!
20- يقول العلماء إن الكون يتسع بصورة مذهلة، وسوف يصل إلى درجة من التوسع بحيث تحدث فراغات وفجوات كبيرة جداً تخل بالتوازن الكوني وبالتالي يحدث ما يشبه الانهيار الكوني، هذه الحقيقة تحدث عنها القرآن وأخبر بأن السماء سوف تنفطر أي تتشقق وتصبح ذات فجوات وفراغات، يقول تعالى: (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) [الانفطار: 1] فسبحان الله!

لا اله الا الله محمد رسول الله

انواع الاعجاز الغيبي في القران الكريم -اسلاميات 2024.

انواع الاعجاز الغيبي في القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم

أنواع الإعجاز الغيبي في القرآن .

الكاتب: أد../ عبد الحي الفرماوي

(1) غيب الماضي:

ويقصد به إنباء القرآن عن أخبار الماضين وقصص السابقين، كقصة آدم، وقصة نوح، وإبراهيم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام .

وذكر تفصيلات تلك القصص : يدل على أن القرآن كلام الله وليس كلام رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه من المتفق عليه أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمي لا علم له بأخبار السابقين.

ولم يكتفِ القرآن الكريم بإخبار الرسول المصطفى صلّى الله عليه وآله بقصص الأنبياء السالفين الذين لم يشهد زمانهم، حين قصّ عليه ..

قصّة آدم أبي البشر عليه السّلام وخروجه من الجنّة .

وقصّة ابنَي آدم عليه السّلام (إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآَخَرِ) (1) وكيف سَوّلت لقابيل نفسُه قَتْلَ أخيه هابيل .

وقصّة نوح عليه السّلام وطوفانه .

وهود عليه السّلام وقومه عاد .

وصالح عليه السّلام وقومه ثمود وقَتْلهم الناقة التي أكرمهم الله تعالى بها .

وإبراهيم عليه السّلام وقصّة بنائه الكعبة .

وإسماعيل عليه السّلام وتسليمه لأمر الله تعالى .

ولوط عليه السّلام وقومه بالمؤتَفِكات .

وذي القَرنَين عليه السّلام وفتوحاته .

ويعقوب عليه السّلام وصبره .

ويوسُف عليه السّلام واستقامته .

وأيّوب عليه السّلام وابتلائه .

وموسى وهارون عليهما السّلام .

ومريم وعيسى عليهما السّلام.

وكان دأبُه : أن يُذكّر النبيَّ المصطفى صلّى الله عليه وآله بأنّه لم يحضر هذه الحوادث، وأنّ الله عزّوجلّ هو الذي يُخبره بها.

قال عزّ مِن قائل ( وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا) (2)

وقال ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ ) َ(3)

وقال ( وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ) (4)

وقال ( وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ )(5).

وتخطّى القرآنُ في إعجازه الإخبار المحض الذي أذعن له أهلُ الكتاب : إلى بيان التحريف الذي وقع في التوراة والإنجيل ، وتحدّى أهل الكتاب أن يكذّبوه إن استطاعوا ..!!

فقال في سورة مريم ( ذَلِكَ عيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) (6)

ثمّ تحدّى الجاحدين ـ على لسان نبيّه ـ بالمُباهلة، فنكصوا ولم يُباهلوا، وصالحوا رسولَ الله صلّى الله عليه وآله على أن يدفعوا له الجِزية
وقال الله تعالى ـ في ختام قصة نوح: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاء ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـٰذَا ) (7)

ويدخل في الإعجاز الغيبي :

كل ما أخبر عنه القرآن الكريم من حوادث ماضية لم يشهدها النبي صلى الله عليه وسلم .

وكذا ما تحدث عنه القرآن منذ نشأة الكون .

وما وقع منذ خلق آدم عليه السلام إلى مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

(2) غيب الحاضر:

ويراد به إخبار القرآن عن عوالم الغيب الموجودة وقت نزوله ..

وهي في مجالين:

المجال الأول: كلام القرآن عن عوالم الغيب الموجودة والتي لم يرها الناس بأبصارهم ولم يتعاطوا معها بحواسهم، كالحديث عن أسماء الله وصفاته وأفعاله، وكالحديث عن الملائكة والجن ومشاهد الموت والاحتضار… الخ

المجال الثاني: كشف القرآن لأسرار ومكائد المنافقين الذين كانوا يكيدون في الخفاء للإسلام وأهله، وينسجون المؤامرات للقضاء عليه .

ومع ذلك : كانت الآيات القرآنية تتنزل بكشف عوارهم وإظهار ما يبطنون من النفاق والمكر.

كالكشف عن : حقيقة قصد المنافقين من مسجد الضرار، وتآمرهم على اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم في طريق عودته من تبوك.

قال الله تعالى: ( يَحْذَرُ ٱلْمُنَـٰفِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءواْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ) (8)

(3) غيب المستقبل:

لم يكتفِ القرآن الكريم بإخبار الرسول المصطفى صلّى الله عليه وآله بقصص الأنبياء السالفين الذين لم يشهد زمانهم، حين قصّ عليه قصصهم .
بل أخبر : عن كثير من الوقائع قبل وقوعها، وتمت كما ذكر، وبالكيفية التي وضحها.

علما بأن ما سيأتي حدوثه من الوقائع في مستقبل الأيام لا يعلمه – بلا شك – إلا الله، وقد أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم شيئاً من الغيب علماً ذاتياً، ولكنه يعلم الغيب الذي يعلمه الله إياه .

قال تعالى: ( قُل لا أَمْلِكُ لِنَفْسِى نَفْعًا وَلاَ ضَرّا إِلاَّ مَا شَاء ٱللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ ٱلْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِىَ ٱلسُّوء) (9)

ومع هذه الحقيقة : فقد ورد في القرآن الكريم آيات صريحة تتحدث عن أخبار مستقبلية .

ويلاحظ : أن القرآن مزّق حجابَ المستقبل، وكان لابدّ له أن يتحدّث عن المستقبل على عدّة مراحل:

المرحلة المعاصرة، لكي يعرف أصحاب الرسالة والمؤمنون وغير المؤمنين أنّه الحقّ .

ومرحلة المستقبل البعيد؛ لكي يعرف كلّ عصر من العصور التي ستأتي أنّ هذا هو كتاب الله الحقّ.

وإذا كان الحديث عمّا سيحدث بعد مئات السنين وآلافها، فإنّ من الواضح أنّه فوق طاقة البشر المحدودة.

ومما يدل على وجه الإعجاز فيها : أنها وقعت كما أخبر عنها القرآن .

فمن ذلك:

1- إخبار القرآن عن مستقبل الإسلام، والرسول صلى الله عليه وسلم:

حيث جزمت آيات قرآنية بانتصار الإسلام والتمكين له، وكان ذلك في آيات نزلت في مكة حال ضعف الإسلام والمسلمين، ثم تحققت وعود تلك الآيات.

قال تعالى: (أَكُفَّـٰرُكُمْ خَيْرٌ مّنْ أُوْلَـئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءةٌ فِى ٱلزُّبُرِ أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ) (10)

أراد بالجمع : قريش، وجزم بأنهم سوف يهزمون عند مواجهة المسلمين .

وقد كان ذلك في غزوة بدر الكبرى.

2- إخبارالقرآن بانتصار الروم على الفرس في بضع سنين:

هو يُزيل عن قلوب المؤمنين الحزنَ الذي لحقها بسبب هزيمة الروم وانتصار الفُرس، وكانت دولة الفُرس الكافرة قد هَزَمت يومذاك الروم الموحّدين فَيَعِد المؤمنينَ بكلام محفوظ متعبَّد بتلاوته لن يجرؤ ولن يستطيع أحد أن يغيّر فيه.

حيث قال تعالى: الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ) (11)

ولقد كذّب الكفّارُ بهذه النبوءة، وراهَن أحدُهم أحدَ الصحابة أن له عشرة من الإبل إن ظهرت الروم على فارس، وأن يدفع الصحابيُّ للكافر عشرة من الإبل إن ظَهرتْ فارس على الروم، فجاء الصحابيّ إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وأخبره ـ وذلك قبل تحريم القمار ـ فأمره النبيّ صلّى الله عليه وآله أن يُخاطره على مائة رأس من الإبل إلى مدّة تسع سنين، ثمّ غَلَبت الروم فارس وربطوا خيولهم بالمدائن بعد سبع سنين من نزول الآيات .

فأخذ الصحابيّ الرهن فتصدّق به بأمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم ..

3 – النبوءة بموت أبي لهب كافرا:

يقول تعالى ( تَبّتْ يدا أبي لهبٍ وتبّ * ما أغنى عنه مالُه وما كَسَب * سيَصلى ناراً ذاتَ لهب * وامرأتُه حمّالةَ الحطب * في جِيدِها حَبلٌ من مَسَد ((12)
وهو يُنبئ – في هذه السورة – بأنّ أبا لهب عمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله سيموت كافراً فيُعذَّب في النار، ولقد أسلم كثير من المشركين الذين حاربوا الإسلام بكلّ قواهم، كخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهم .
وظل أبو لهب على عناده وكفره ..!!
فكيف أمكن التنبّؤ بأنّه – بالذات – لن يُسلم ولو نفاقاً وحَقْناً لدمه، وأنّه سيموت على كُفره ؟!

4 – تحدي العرب بأنهم : سيعجزون ، ولن يأتو بمثل هذا القرآن

تأمّل في قول الله تبارك وتعالى وهو يتحدّى العرب بفصاحتهم وبلاغتهم تصريح القرآن بعجز الناس أن يأتوا :

بمثل القرآن .

وأن يأتوا بعَشرِ سُوَر من سُوَرِه .

ثمّ تحدّاهم أن يأتوا بسورةٍ واحدة .

وختم تحدّيه بتصريحه للحقيقة التي بقيت خالدة مدى الدهر ( لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (13)

( فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتّقوا النار ) (14)

5 – إنباء القرآن بفتح مكّة

أنزل الله تعالى ( إنّا فَتَحْنا لكَ فتحاً مُبيناً ) (15) وقد عاد المسلمون من صلح الحديبية بعد أن حيل بينهم وبين حجّهم ونُسُكهم، فكانت الكآبة والحزن تَعلوانِ وجوههم .

فلما نزلت : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: لقد أُنزلت علَيّ آية هي أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها كلّها .

قال جابر بن عبدالله الأنصاري: ماكنّا نعلم فتح مكّة إلاّ يوم الحديبية .

وقال قتادة: نزلت هذه الآية عند مرجع النبيّ صلّى الله عليه وآله من الحديبية، بُشِّر في ذلك الوقت بفتح مكّة .

ولقد وعد الله تعالى المؤمنين بدخول المسجد الحرام آمنين محلّقين رؤوسهم ومقصّرين لا يخافون.

فقال تعالى (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ) (16)

فدخل المسلمون مكّة عام الفتح وطافوا وقصّروا رؤوسهم آمنين لا يخشون غير الله تعالى.

6 – نبُوءة القرآن بكيفيّة مقتل الوليد بن المغيرة

يخبر القرآن عنه بقوله تعالى ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) (17) أي أنّه سيُصاب بضربة على أنفه تُرْديه .

ويستكبر الوليد بن المغيرة عدوُّ الإسلام اللدود، ويتمادى في غيّه وعِناده ، ثمّ يأتي فيحارب الإسلام يوم بدر، فيُصاب بضربة سيف على أنفه تعجّل به إلى جهنّم .. !!

فمَن ـ يا ترى ـ غير علاّم الغيوب بإمكانه أن يجزم بموقع الضربة التي ستُهلك الوليد!

7 – نبوءة القرآن بموت أبناء النبيّ صلّى الله عليه وسلم

أنزل الله عزّوجلّ قوله ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ ) (18)

وهي آية تتضمّن إنباءً عن الغيب، وإعلاماً من المطّلِع على الغيوب أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم لن يكون أبا أحد من الرجال، وأنّه أذا رُزق أولاداً، فإنّ أولاده سيموتون صغاراً قبل أن يبلغوا مبلغ الرجال.

وقد تحقق هذا الإنباء الغيبي، فرُزق النبيّ صلّى الله عليه وسلم إبراهيم والقاسم والطاهر، فماتوا صغاراً.

وهذه الآية الشريفة : لا تتعارض مع آية المباهلة التي سمّى الله تعالى فيها الحسنَين أبناءً لرسول الله صلّى الله عليه وسلم.

قال تعالى ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (19)

8 – القرآن يأمر النبيّ بالتربّص بالكفّار الذين يتربّصون به

لقد قال الكفّار عن النبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلم :إنّه شاعر .

ثمّ اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبيّ صلّى الله عليه وسلم .

فقال أحدهم: احبسوه في وثاق، ثمّ تربّصوا به المنون حتّى يهلك كما هلك مَن قبله من الشعراء: زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم ، ثمّ انتظروا موته لينتهي بموته ـ حسب زعمهم ـ الإسلام الذي جاء به .

فردّ عليهم الله تبارك وتعالى ( أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ ) (20)

ثمّ جاء يوم بدر : فنزل العذاب بالسيف على هؤلاء القائلين، وحفظ الله تعالى نبيّه.

9 – القرآن يكذّب وعود المنافقين لليهود

فأنزل الله تعالى ( أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ لَئِنْ أُخْرِجُوا لَا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لَا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ) (21)

وذلك : حين وعد المنافقون بزعامة عبدالله بن أبي بن سَلول يهودَ بني قُرَيظة والنَّضير أن ينصروهم ويَخرُجَنِّ معهم إن أُخرجوا منها.

وفي هذا الإخبار : دليل على صحّة النبوة، لأنّه إخبار بالغيوب.

ثمّ قاتل النبيّ صلّى الله عليه وآله يهود بني قُريظة ويهود بني النَّضير وأخرجهم، فخذلهم المنافقون حين قوتلوا، ولم يخرجوا معهم حين أُخرجوا.
‎‎ هذا ..

وفي اشتمال القرآن الكريم على ذلك كله، وإخباره عنه، وتصديق الوقائع لما جاء في القرآن وعدم تخلّفه، ولو في جزئية بسيطة، لدليل على أنه وحي ممن خلق الأرض والسماوات العلى، وأنزله على رسوله ليكون دلالة على صدقه ( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (22) ‏

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ما شاء الله ،، تبارك الله

لله درك غاليتي

وفقك الله وسدد خطاك والى الجنة سكناك

بارك الله فيك ،، والله يعافيك ،، والله يوفقك

والله يجزاك خيراا على الموضووع الراائع

والله يجعله في ميزان حسناتك

تـحيـــــآتي .. =)

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دمي ولا دمعة هلي خليجية
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزاك الله خيرا كثيرا
اشكرك على المرور العطر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفصف الحلوة خليجية
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

تسلمي حبيبتي
مرورك دائما يسعدني
بارك الله فيك

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ஜالفتاة البريئهஜ㋡ خليجية
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

بارك الله فيك على المشاركة العطرة
منورة