ـآ‘لـفـرٍق بـيـن ـآ‘لـمعجـزٍة وٍـآ‘لـشعـوٍذة ( معجزة القرٍآن ) 2024.

ـآ‘لـفـرٍق بـيـن ـآ‘لـمعجـزٍة وٍـآ‘لـشعـوٍذة ( معجزة القرٍآن )

ـآ‘لـفـرٍق بـيـن ـآ‘لـمـعـجـزٍَة وٍـآ‘لـشـعـَوٍذة

* أما ما يحدث لبعض أهل البدع والشعوذة والسحر من بعض وجوه الإعجاز كالذي يحدث للدجال مثلاً بين يدي الساعة ، وكما يحدث

لأولياء الشياطين فليس من هذا الضرب فثم فروق بين المعجزة التي لا تحدث إلا للنبي ، والشعوذة التي تحدث للكاهن والساحر ـ فمن هذه الفروق :-

1- أن المعجزة التي تحدث علي يد نبي يستدل بها لتقريب الناس إلي ربهم عز وجل ودعوتهم إلي التوحيد الخالص والإتباع الصادق لأنبيائه
وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك من أعمال الخير والبر والصلاح ، أما التي تحدث علي لسان الكاهن فتلك دعوة من الكاهن لنفسه وللشياطين وللشرك بالله عز وجل وفعل المنكرات .

2- ومنها أن المعجزة التي تحدث للنبي لا يقدر عليها مخلوق لا الملائكة ولا الجن ولا الشياطين ، أما ضروب السحر والكهانة فيقدر عليها عدد من هؤلاء .

3- أن الكهانة والسحر تنال بالتعلم ، أما المعجزة التي تحدث للنبي فلا تنال إلا بإكرام الله عز وجل للعبد ثم بتقوي الله عز وجل .

4- أن المعجزة التي تحدث للنبي أو الكرامة التي تحدث للصالح لا يتباهي بها بل يدعو بها إلي ربه عز وجل بخلاف الساحر والكاهن الذي يدعو للشرك ويأكل أموال الناس بالباطل .

دي كانت مقدمة لتوضيح الفرق بين المعجزة والدجل والشعوذة والي بنشوفه الأيام دي …….

مـعـجـزٍة ـآ‘لـقـرٍآن ـآ‘لــكـرٍيـم

قال الله تعالي : أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ .. العنكبوت:51 .

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم : ما من الأنبياء إلا أُعطي من الآيات ( المعجزات ) ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعاً يوم القيامة …. صحيح البخاري ومسلم …

وٍجـوٍه ـإعـجـازٍ ـآ‘لـقـرٍآن ـآ‘لـكـرٍيـم

* فالقرآن أعظم معجزة أيد الله بها نبيه محمداً صلي الله عليه وسلم ، إذا أخرجنا الله به من الظلمات إلي النور وهدانا الله به سبل السلام ، وبين لنا فيه كل خير يكون سبباً لدخول الجنة فمن نالها فقد فاز الفوز العظيم ، وحذرنا الله فيه من كل شر يورد النار فمن وقع فيها فقد باء بالخزي العظيم ..

فلله الحمد علي هذا الكتاب القيم الذي لم يجعل له عوجاً ، من اتبعه لا يضل ولا يشقي ، ومن أعرض عنه فإن له معيشة ضنكاً ويحشر يوم القيامة أعمي .

* قص الله علينا فيه أخبار ما قد سبق قبلنا ، وأوضح لنا نبأ ماهو آت بعدنا ، وجلي لنا فيه حكم ما بيننا .

* تحدي الله به أهل الفصاحة والبيان من فصحاء العرب وأذكيائهم أن يأتوا بحديث مثله أو بسورة أو بآية .

* قال الله تبارك وتعالي : فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ .. الطور:34 .

* وقال سبحانه : قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا .. الإسراء:88 .

* وقال سبحانه : وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ … البقرة:23 .

فوعظنا الله به ورقق قلوبنا وشفانا وفتح الله به آذاناً صماً وقلوباً غلفاً وأعيناً عمياً فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين ..

* عرفنا بربنا الكريم الرحيم الجليل القدير الذي له الأسماء الحسني كلها وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم ..

* هدانا الله فيه لأقوم السبل من توحيده والإعراض عن الإشراك به .

* حفظ الله لنا به ديننا وأنفسنا وعقولنا وأنسابنا وأعراضنا وأموالنا .

* فحذر المؤمن من قتل أخيه غاية التحذير وتوعد القاتل غاية الوعيد .

قال تعالي : وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا … النساء:93 .

وأوجب الله علي قاتل المؤمن حداً فقال تعالي : كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى .. البقرة:178 .

وقال سبحانه : وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .. البقرة:179 .

وقال تعالي : وَلاَ .
قتَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا .. الإسراء:33 .

* حفظ الله لنا به عقولنا .. قال تعالي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ .. المائدة:90-91 ..

* حفظ الله لنا أنسابنا فحرم الله الزني وقال : وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً .. الإسراء:32 .

وقال تعالي : الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ .. النور:2 .

* وأوجب الله العدة علي المطلقة المدخول بها حفظاً للأنساب كي لا تختلط .
قال تعالي : وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ … البقرة:228 .

* وحفظ الله لنا به أعراضنا ، فقال تعالي _ محذراً من اغتياب المسلم :- وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ … الحجرات:12 .

– وقال سبحانه:- وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ …. الحجرات:11 .

و أوجب الله علي القاذف حداً فقال تعالي :- وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ 4..

إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 5.. صدق الله العظيم …النور:4-5 .

* وحفظ الله لنا به أموالنا ، فقال تعالي :- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا .. النساء:29

– وقال عز وجل :- وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ … البقرة:188 .

– وقال سبحانه :- وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ … المائدة:38 ..

– وحرم الله الربا :- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ 278 .. فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ 279 …. البقرة:278-279 ..

* وحفظ الله لنا به أخوتنا ، فقال الله تعالي :- إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ … الحجرات:10 ..

* وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم:- المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ، من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة … صحيح البخاري ومسلم …

* وحفظ الله لنا به أخلاقنا وحضنا علي مكارم الأخلاق ، فقال سبحانه :- الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ … آل عمران:134 ..

* وحثنا علي جلب المصالح والضرب في الأرض وتعميرها وإصلاحها ، فقال تعالي :- لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ ….. البقرة:198 ..

– وقال سبحانه:- إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ … المزمل:20 ..

* وجمع الله لنا به علوماً ومعارف لا تنقضي عجائبها ولا تنتهي فوائدها .

* حفظ الله لنا به أولادنا من كل سوء ومكروه ، فحفظ تصوارتهم نظيفة نقية ، فقال تعالي :- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ … النور:58 …

-فالأوقات التي فيها تكشف وتعري للأبوين ، علي الأبوين تعليم الأبناء الاستئذان فيها حتي تحفظ تصوارتهم نظيفة نقية ..

* هذا و قد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :- وقد جمع بعضهم إعجاز القرآن فى أربعة أشياء :-

– أحـدهـا:- حسن تأليفه والتئام كلمه مع الإيجاز والبلاغة .


ثـانيـها:- صورة سياقه و أسلوبه المخالف لأساليب كلام أهل البلاغة من العرب نظماً ونثراً حتي حارت فيه عقولهم ولم يهتدوا إلي الإتيان بشئ مثله مع توفر دواعيهم علي تحصيل ذلك وتقريعه لهم علي العجز عنه .

– ثـالـثـها:- ما اشتمل عليه من الإخبار عما مضي من أحوال الأمم السابقة والشرائع الدائرة مما كان لا يعلم منه بعضه إلا النادر من اهل الكتاب .

– رٍابـعـها:- الإخبار بما سيأتي من الكوائن التي وقع بعضها فى العصر النبوي وبعضها بعده .

* ومن غير هذه الأربعة ، آيات وردت بتعجيز قوم فى قضايا أنهم لا يفعلونها فعجزوا عنها مع توفر دواعيهم علي تكذيبه كتمني اليهود الموت .

* ومنها الروعة التي تحصل لسامعه ، و منها أن قارئه لا يمل من ترداده ، وسامعه لا يمجه ولا يزداد بكثرة التكرار إلا طراوة ولذاذة ، ومنها انه آية باقية لا تعدم ما بقيت الدنيا ومنها جمعه لعلوم ومعارف لا تنقضي عجائبها ولا تنتهي فوائدها ….

فلله ـآ‘لـحـمـد رٍب ـآ‘لـعـالـمـيـٍن عـلـي مـا وٍهـب وٍ مــا أعـطـي

وٍ ـآ‘لـسـلام عـلـيـكـم وٍرٍحـمـة الله وٍ بـرٍكـاتـه …

مـن قصص القرٍآن ( ـأصـحـاب ـآ‘لـسـبـت ) 2024.

مـن قصص القرٍآن ( ـأصـحـاب ـآ‘لـسـبـت )

قصة أصحاب السبت

موقع القصة في القرآن الكريم:

ورد ذكر القصة في سورة البقرة. كما ورد ذكرها بتفصيل أكثر في سورة الأعرف الآيات 163-166.

قال الله تعالى، في سورة "الأعراف":

"وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ .
وقال تعالى في سورة "البقرة": وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ" .

وقال تعالى في سورة "النساء":

" أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا"

القصة:

أبطال هذه الحادثة، جماعة من اليهود، كانوا يسكنون في قرية ساحلية. اختلف المفسّرون في اسمها، ودار حولها جدل كثير. أما القرآن الكريم، فلا يذكر الاسم ويكتفي بعرض القصة لأخذ العبرة منها.

وكان اليهود لا يعملون يوم السبت، وإنما يتفرغون فيه لعبادة الله. فقد فرض الله عليهم عدم الانشغال بأمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه سبحانه أن يخصص لهم يوما للراحة والعبادة، لا عمل فيه سوى التقرب لله بأنواع العبادة المختلفة.

وجرت سنّة الله في خلقه. وحان موعد الاختبار والابتلاء. اختبار لمدى صبرهم واتباعهم لشرع الله. وابتلاء يخرجون بعده أقوى عزما، وأشد إرادة. تتربى نفوسهم فيه على ترك الجشع والطمع، والصمود أمام المغريات.

لقد ابتلاهم الله عز وجل، بأن جعل الحيتان تأتي يوم السبت للساحل، وتتراءى لأهل القرية، بحيث يسهل صيدها. ثم تبتعد بقية أيام الأسبوع. فانهارت عزائم فرقة من القوم، واحتالوا الحيل –على شيمة اليهود- وبدوا بالصيد يوم السبت. لم يصطادوا السمك مباشرة، وإنما أقاموا الحواجز والحفر، فإذا قدمت الحيتان حاوطوها يوم السبت، ثم اصطادوها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال بمثابة صيد، وهو محرّم عليهم.

فانقسم أهل القرية لثلاث فرق. فرقة عاصية، تصطاد بالحيلة. وفرقة لا تعصي الله، وتقف موقفا إيجابيا مما يحدث، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المكر، وتحذّر المخالفين من غضب الله. وفرقة ثالثة، سلبية، لا تعصي الله لكنها لا تنهى عن المكر.

وكانت الفرقة الثالثة، تتجادل مع الفرقة الناهية عن المنكر وتقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاء العصاة؟ إنهم لن يتوفقوا عن احتيالهم، وسيصبهم من الله عذاب أليم بسبب أفعالهم. فلا جدة من تحذيرهم بعدما كتب الله عليهم الهلاك لانتهاكهم حرماته.

وبصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته، كان الناهون عن المكر يجيبون: إننا نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، لنرضي الله سبحانه، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة. وربما تفيد هذه الكلمات، فيعودون إلى رشدهم، ويتركون عصيانهم.

بعدما استكبر العصاة المحتالوا، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم، جاء أمر الله، وحل بالعصاة العذاب. لقد عذّب الله العصاة وأنجى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أما الفرقة الثالثة، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر، فقد سكت النصّ القرآني عنها. يقول سيّد قطب رحمه الله: "ربما تهوينا لشأنها -وإن كانت لم تؤخذ بالعذاب- إذ أنها قعدت عن الإنكار الإيجابي, ووقفت عند حدود الإنكار السلبي. فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العذاب" (في ظلال القرآن).

لقد كان العذاب شديدا. لقد مسخهم الله، وحوّلهم لقردة عقابا لهم لإمعانهم في المعصية.

وتحكي بعض الروايات أن الناهون أصبحوا ذات يوم في مجالسهم ولم يخرج من المعتدين أحد. فتعجبوا وذهبوا لينظرون ما الأمر. فوجودا المعتدين وقد أصبحوا قردة. فعرفت القردة أنسابها من الإنس, ولم تعرف الإنس أنسابهم من القردة; فجعلت القردة تأتي نسيبها من الإنس فتشم ثيابه وتبكي; فيقول: ألم ننهكم! فتقول برأسها نعم.

الروايات في هذا الشأن كثيرة، ولم تصح الكثير من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها. لذا نتوقف هنا دون الخوض في مصير القردة، وكيف عاشوا حياتهم بعد خسفهم

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خير

مـن قصص القرٍآن ( قابيـل وٍ هابيـل ) -اسلاميات 2024.

مـن قصص القرٍآن ( قابيـل وٍ هابيـل )

قصة قابيل و هابيل

موقع القصة في القرآن الكريم:

ورد ذكر القصة في سورة المائدة الآيات 27-31.

القصة:

يروي لنا القرآن الكريم قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.

كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (2 (المائدة)

لاحظ كيف ينقل إلينا الله تعالى كلمات القتيل الشهيد، ويتجاهل تماما كلمات القاتل. عاد القاتل يرفع يده مهددا.. قال القتيل في هدوء:

إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)

انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.

اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.

قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبينٌ ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خير

~ْ مـآ حكم قرٍأإءة القرٍآن دوٍن تحرٍيك الشفتين ؟؟ – الشريعة الاسلامية 2024.

~ْ مـآ حكم قرٍأإءة القرٍآن دوٍن تحرٍيك الشفتين ؟؟

مـآ حكم قراءة القرآن دون تحريك الشفتين ؟

للشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى

السؤال: يقول هل يجوز لي أن أقرأ القراءن بدون النطق بالحروف ولكن بالمتابعة بالنظر والقلب من المصحف طبعا فهل يحصل الأجر بذلك؟
الجواب

الشيخ: لا ليس في ذلك أجر يعني لا يحصل الإنسان أجر القراءة إلا إذا نطق بالقراءن ولا نطق إلا بتحريك الشفتين واللسان وأما من جعل ينظر إلى الأسطر والحروف بعينه ويتابع بقلبه فإن هذا ليس بقارئ ولا ينبغي للإنسان أن يُعَوِّد نفسه هذا لأنه إذا اعتاد ذلك صارت قراءته كلها على هذا الوجه كما هو مشاهد من بعض الناس تجده يقلب الصفحة ويومئ هكذا برأسه يمينا وشمالا ليتابع الأسطر وإذا به قد قلب الصفحة الثانية في مدة يسيرة تعلم علم اليقين أنه لم يقرأ قراءة نطق والخلاصة أن مَنْ لم يقرأ قراءةً ينطق بها فإنه لا يُثاب ثواب القارئ هذا واحد، ثانيا ننصح إخواننا عن هذه الطريق أعني أن يقراؤا بأعينهم وقلوبهم فقط لأنهم إذا اعتادوا ذلك حرموا خيرا كثيرا.

binothaimeen.com – فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

==========
السؤال :
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز سلمه الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فإن بعض الناس يأخذون المصحف ويطالعون فيه دون تحريك شفتيهم، هل هذه الحالة ينطبق عليها اسم قراءة القرآن، أم لا بد من التلفظ بها والإسماع لكي يستحقوا بذلك ثواب قراءة القرآن؟ وهل المرء يثاب على النظر في المصحف؟ أفتونا جزاكم الله خيراً.

الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

لا مانع من النظر في القرآن من دون قراءة للتدبر والتعقل وفهم المعنى، لكن لا يعتبر قارئاً ولا يحصل له فضل القراءة إلا إذا تلفظ بالقرآن ولو لم يسمع من حوله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)) رواه مسلم. ومراده صلى الله عليه وسلم بأصحابه الذين يعملون به، كما في الأحاديث الأخرى، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفاً من القرآن فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها)) خرجه الترمذي، والدارمي بإسناد صحيح، ولا يعتبر قارئاً إلا إذا تلفظ بذلك، كما نص على ذلك أهل العلم، والله ولي التوفيق.

المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.

ط§ظ„طµظپط**ط© ط§ظ„ط±ط¦ظٹط³ظٹط© | ط§ظ„ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط±ط³ظ…ظٹ ظ„ط³ظ…ط§ط**ط© ط§ظ„ط´ظٹط® ط¹ط¨ط¯ط§ظ„ط¹ط²ظٹط² ط¨ظ† ط¨ط§ط²

منقوٍوٍوٍوٍل للفـآأإئدهـ ~ْ

جعله الله في موزين حسناتك
جزاإكي ـآلله خير ع ردك ~ْ
djazaki allaho khayren

جزاج الله ألف خير ..

مشكووورين ْ~..
الله يجزيكي الخير
وجزاكي غـآليتي }ْ.

مـن قصص القرٍآن ( ـأصـحـاب ـآ‘لـجـنـة ) في الاسلام 2024.

مـن قصص القرٍآن ( ـأصـحـاب ـآ‘لـجـنـة )

قـصص ـآ‘لـقـرٍآن ( ـأصـحـاب ـآ‘لـجـنـة )

مفتاح قصتنا انهاردة هو : الرسائل الربانية

حياتي وحياة حضرتك .. وحياة البشر مليانة بالرسائل .. طيب هو لية ربنا بيرسلها ؟؟؟
لما تكون ناس ماشية فى طريق غلط وربنا يريد لها الرجوع إليه سبحانه وتعالي فيبعتلها رسائل ربانية فى 3 صور اما تكون عقابية أو رسايل رحمة أو إصلاح والسؤال … ماذا يريد الله عز وجل منا .؟؟؟

– الجواب فى آية جميلة أوي :
" والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً 27 يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفاً ..

تعالوا نبدأ القصة :- الأيات من سورة القلم من الآية 17 وحتي الآية 33 ..
– إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة .. الإبتلاء هنا هو الغني .. مش بس الفقر هو الاختبار والغنى كمان ..

** رٍســالـتـنـا ـآ‘لـأوٍلــي :- يارجال الأعمال ياأغنياء فى كل العالم العربي والإسلامي اسمعوني .. زكاة المال والصدقة في العالم العربي والإسلامي تأكل كل الغلابة وتسد حاجات الفقراء
اسمعواا !! .. دي رسالة ربانية لكم النهاردة " إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة " ..
هما كانوا 3 اخوات ذكور ورثوا أرض زراعية .. الأرض دي علي بعد 8 كم من صنعاء اليمن هي ارض معروفة جدا وموجودة بمخطوطات .. موجودة فعلاً .
ورثوها من ابوهم رجل الأعمال الناجح ، كانت الأرض زراعية خصبة وكانت عاملة زي الجنه وعشان كدة ربنا سمي القصة اصحاب الجنة من شدة جمالها وخصوبتها .
كان رجل الاعمال الناجح عامل الارض دي للفقراء وكان عايش ينميها ويكبرها .. كان عايش عشانهم .
مات الاب وترك الأرض وأولاده أقسموا انهم لن يعطوا الفقراء منها ولا ثمرة .. أصلهم كانوا مش راضيين علي اللي بيعمله الأب ..

بدأت قصة الأب أنه كان رجل فقير .. عصامي بني نفسه بنفسه .. ولما اغتني بدأت علاقته بالصدقة وتطورت علاقته بيها لأنه حبها أوي.

** رٍسـالـتـنـا ـآ‘لـثـانـيـة :- بتسألك .. أخبارك إيه مع الصدقة .؟؟ أخر مرة تصدقت امتي ؟؟؟
تعالوا نكمل ..الرجل انتقل مع الصدقة خمس مراحل .. اصل فهم رسايل ربنا ليه .. كان عنده بصيرة

– ـآ‘لـمـرٍحـلـة ـآ‘لأوٍلـــي :- الصدقة حق ربنا .. الصدقـة والزكاة واجب وفرض لأنه كان بيخاف من ربنا " وفي أموالهم حق للسائل والمحروم " فهم الرسايل وانتقل من المرحلة الأولي ..

– للـمـرٍحـلـة ـآ‘لـتـانـيـة :- المال يزيد بالإنفاق .. كان كل ماينفق تزيد أمواله فينفق أكتر فتزيد أكتر " وماأنفقتم من شئ فهو يخلفه"
فهم حديث النبي " مانقص مال من صدقة "
– من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفة له أضعافاً كثيرة .. لما سمعها أبو بكر بكي وقال :- ربنا يعلم بخلنا فلم يقل صدقة وقال قرض ، لأن القرض بيرجع .

** وٍرٍسـالـتـنـا ـآ‘لـثـالـثـة :- …. أنت مصدق إنها هترجع .؟؟ مين جربها وشافها ؟؟ والله ياجماعة أنا جربتها طيب عارف ليه سميت الصدقة .. صدقة .. والصدقة برهان .؟؟
أصل دة دليل علي صدقك لتصديق كلام ربنا .. هذا الرجل صدق كلام الله .. أنت فين .؟ انت فى أي مرحلة .؟؟

– أقولك قصة تصدق بيها أكتر ؟؟؟ جاءت القصة فى الصحيحين ..
بينما رجل يمشي فى السحر فسمع صوت يقول : اسق حديقة فلان فالسحابة اتجمعت ، فقرر أنه يمشي يشوف هي هتروح فين لمين ومشي معاها فوجدها تسقي حديقة ، فنظر فى الحديقة ، فرأي رجل يزرع فسأله : انت فلان .؟ قال: نعم ، فحكي له أنه سمع صوت كذا ، وسأله انت بتعمل ايه .؟؟ فأخبره أنه يزرع الأرض ، ويقسم المحصول ثلاثة أثلاث أول ثلث للفقراء وتاني ثلث لأولادي والتالت استثمره فى الأرض عشان تطلع محصول تاني .. سبحا الله توازن .

ياشباب .. طلع من مصروفك ومتقولش ان دة للأغنياء بس .. تصدق ولو بشق تمرة .

وانتقل الرجل للمرحلة الثالثة : لذة إسعاد الفقير .. لذة ارمله تدعي له لذة الحنان علي طفل يتيم لذة فتح البيوت .. لذة العطاء أحلي بكثير من لذة الأخذ …

لما بنعيش لنفسنا بنتولد صغيرين ونعيش ونموت صغيرين ولما نعيش للناس عمرنا بيمتد بعمر كل واحد دخلنا الإبتسامة علي قلبه وبدأ الرجل يشعر بحلاوة في قلبه مبسوط كأنه صلي ألف ركعة قيام ..

– وإنـتـقـل للـمـرٍحـلـة ـآ‘لـرٍابـعـة : المال مال الله .. الفلوس مش بتاعتى دي بتاعته هو وأنا مستأمن عليها .

جامدة أووووي … وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه .. بعدها انتقل للمـرحلـة ـآ‘لـخـامـسـة : أنا هعيش للعمل الخيري .. هعمل مشروع للفقراء وأعيش ليه وعمل زي سيدنا عثمان لما جهز جيش العسرة فقال النبي صلي الله عليه وسلم " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم ..

وعملها بردوا بيل جيتس … للأسف يامسلمين بيل جيتس عمل مشروع للغلابة وعاش عشانه بينما كتير من المسلمين قرأوا الآيات والأحاديث ومعملوش حاجة .. خسارة يامسلمين .
خلينا نرجع تاني .. حصل بعد كدة أن أولاده التلاتة مش عاجبهم الي أبوهم بيعمله فقرروا انهم بعد مايموت مش هيعملوا زيه ، وبدأوا يطردوا الفقراء ..

كان أوسطهم قريب من أبوه شوية لكن اخواته مش بيسمعوا كلامه ، وبدأ الأب يتكلم مع ابنه وقرر الأب قرار عظيم .. قرر يجعل أمواله كلها فى أرض زراعية ضخمة مساحتها 20 فدان (أرض ـآ‘لـجـنـه ) ، وقرر يشغل أهل البلد الفقراء فيها ، ويوم الحصاد يبقي يوم عيد علي أهل صنعاء كلهم ، لكن مات الأب قبل الحصاد بمدة بسيطة ، وقرر الأولاد أنهم لن يكملوا مابدأه أبوهم .. يعني خانوا أبوهم .

حطوا خطة وقالوا لو انتظرنا ليوم الحصاد أهل القرية هيتجمعوا ومش هنعرف نعمل اللى احنا عايزينه فقرروا انهم يحصدوا الزرع قبل النضج ويتركوه لينضج ويبيعوه هو والأرض ويقسموا التركة عليهم .

** وٍرٍسـالـتـنـا ـآ‘لـرٍابـعـة :- ياشباب إياكم وخيانة أبوكم .

وحاول أوسطهم اللي كان قريب من ابوهم يردهم عن تخطيطهم لكنه فشل وانساق وراهم و دة زي اللى بيحصل مع الصحبة السيئة .. اياك تقول انا مرتبي كويس ومهما كنت في وسط صحبة سيئة هتبقي زيهم .

إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين * ولا يستثنون * فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون … فأصبحت كالصريم .

سبحانه الله أقسموا انهم هيحصدوا كل الثمر ومش هيخلوا ولا ثمرة حتي لا يعطوا الفقراء فجعلها الله سبحانه وتعالي كالصريم .. اتحولت من أرض زراعية إلي أرض صخرية .. حريق شب فى الأرض وغير خواصها فتحولت إلي يوم الدين أرض صخرية ..الصريم دة آية من ربنا إياكم وخيانة أبوكم .. اياكم وحقوق الفقراء .. دي رسالة ربانية .

يارجال الأعمال .. مصنعك ممكن يبقي بكرة صريم .. إياك وحقوق الفقراء .
ياشباب تركتك وميراثك ممكن يبقي كالصريم إياك تخون أبوك .
الصريم دة هيشهد علينا يوم القيامة .. هيبقي حجة علينا .. لا نقول إلا لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . طيب ليه "وهم نائمون" .. لأنهم يبتوا الخيانة والغدر فبيت الله لهم العقاب ..

** ـآ‘لـرٍسـالــة ـآ‘لـخــامـســة :- اياكم وذنوب الليل ياشباب .. ربنا مطلع وشايف ولو الناس مش شايفة .. عقوبة شديدة

" فتنادوا مصبحين * أن اغدوا علي حرثكم إن كنتم صارمين * فانطلقوا وهم يتخافتون * أن لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين * وغدوا علي حرد قادرين * فلما رأوها قالوا إنا لضالون * بل نحن محرومون "

سبحان الله قاموا الصبح ينادوا علي بعضهم بصوت منخفض ، لينفذوا اتفاقهم فلما اقتربوا منها لم يعرفوها .. دي مش أرضنا .. أكيد أخطأنا الطريق .. نرجع تاني .. لا تاني .. ولا تالت .. حتي اكتشفوا واستوعبوا انها هي ، فندموا لأنهم أرادوا حرمان الفقراء منها ، فحرمهم الله منها .

تفتكروا ياجماعة فى رسالة ربانية أقوي من كدة ؟؟؟ …. متخيل ذلهم والأرض طالع منها الدخان .. تخيل حسرتهم والناس بيقولوا : كان أبوكم بيعطي وكانت جنة وأنتم حرمتم وأصبحت رماد .

– خلاص كدة … مفيش أمل .؟؟؟؟ لاء .. في أمل .. القرآن كله بيعلمنا معني جميل أوي .. دائماً في أمل .

ألم أقل لكم لولا تسبحون * قالوا سبحان ربنا إنا كنا ظالمين * فأقبل بعضهم علي بعض يتلأومون * قالوا يا ويلنا إنا كنا طاغيين * عسي ربنا أن يبدلنا خيراً منها …

أخوهم الأوسط رجع تاني ينصحهم علشان يعودوا لنهج أبوهم .. سبحوا الله واستغفروه … وندموا وتابوا وتعلموا الدرس ، وفهموا رسالة ربنا ليهم .. فبدأوا العمل من جديد ولكن بعطاء أكثر ، فزاد الجزاء من الله ، وأبدلهم الله خيراً منها .

** رٍسـالـتـنـا ـآ‘لـسـادســة :- .. يـا آباء ازرعوا فى أولادكم القيم والمبادئ والخير ، وتأكدوا انها لن تضيع … ابذر البذرة وارويها ومتخافش …

ويا شباب لو أخطأتم ، عملتم كبير لا تيأسوا ارجعوا وتوبوا إلي الله .. ربنا هيقبلكم بإذن الله …

– سأل عبدالله بن رواحة النبي صلي الله عليه وسلم فقال :- أوصني يارسول الله ، فقال له :- ياعبد الله لا تيأس وان أسأت تسعا أن تحسن واحدة فالحسنة بعشر أمثالها فيقبلك الله عز وجل …. ياتواب يارحيم .

تعالوا نتعاهد … نخليها ليلة توبة النهاردة .. نتعاهد بصدق … نشتغل ونتعب زي ماآباءنا تعبوا .

ابدأوا ياشباب .. ولا تعتمدوا علي آبائكم .. ربنا مش هيضيع تعبكم .

وفي النهاية .. لنا سؤال …

– ياتري الرسالة الربانية دي كانت من أي نوع .؟؟ عقابية ولا رحمة .؟ ولا إصلاح .؟

هي رسالة رحمة لأنهم تعلموا منها وأصلحوا من أنفسهم وتقول الآية الأخيرة .. " كذلك العذاب " والمقصود ان دة مفهوم العذاب الحقيقي فى الأرض .. وهو عذاب التصحيح لا عذاب الغضب وتكمل الآيات " ولعذا الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون" ..

وأخيراً وصـيـة لرجال الأعمال :- حصنوا أموالكم بالزكاة زي ماحبيبك صلي الله عليه وسلم أخبرنا .. لو أغنياء العالم الإسلامي طلعوا زكاتهم مش هيبقي في فقير مسلم ..

– حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة …

– وصية ياشباب …. تصدقوا ولو بشق تمرة … خلوها من السبع الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله .

كام قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتي لا تعلم شماله ما انفقت يمينه ..

– اياك تخون أهلك .

– افهم الرسائل الربانية من ربنا وحاول تعيشها .

– كن صاحب رسالة وعيش للفقراء .

– اقض حاجات الناس ولا تبخل .

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خير

مـن قصص القرٍآن ( قـصـة ـآ‘لـخـضـرٍ ) 2024.

مـن قصص القرٍآن ( قـصـة ـآ‘لـخـضـرٍ )

قصة الخضر

موقع القصة في القرآن الكريم:
ورد ذكر القصة في سورة الكهف الآيات 60-82.

قال تعالى:

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) (الكهف)

كان لموسى -عليه السلام- هدف من رحلته هذه التي اعتزمها،, وأنه كان يقصد من ورائها امرا، فهو يعلن عن تصميمه على بلوغ مجمع البحرين مهما تكن المشقة، ومهما يكن الزمن الذي ينفه في الوصول. فيعبر عن هذا التصميم قائلا (أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).

نرى أن القرآن الكريم لا يحدد لنا المكان الذي وقت فيه الحوادث، ولا يحدد لنا التاريخ، كما أنه لم يصرح بالأسماء. ولم يبين ماهية العبد الصالح الذي التقاه موسى، هل هو نبي أو رسول؟ أم عالم؟ أم ولي؟

اختلف المفسرون في تحديد المكان، فقيل إنه بحر فارس والروم، وقيل بل بحر الأردن أو القلزم، وقيل عند طنجة، وقيل في أفريقيا، وقيل هو بحر الأندلس.. ولا يقوم الدليل على صحة مكان من هذه الأمكنة، ولو كان تحديد المكان مطلوبا لحدده الله تعالى.. وإنما أبهم السياق القرآني المكان، كما أبهم تحديد الزمان، كما ضبب أسماء الأشخاص لحكمة عليا.

إن القصة تتعلق بعلم ليس هو علمنا القائم على الأسباب.. وليس هو علم الأنبياء القائم على الوحي.. إنما نحن أمام علم من طبيعة غامضة أشد الغموض.. علم القدر الأعلى، وذلك علم أسدلت عليه الأستار الكثيفة.. مكان اللقاء مجهول كما رأينا.. وزمان اللقاء غير معروف هو الآخر.. لا نعرف متى تم لقاء موسى بهذا العبد.

وهكذا تمضي القصة بغير أن تحدد لك سطورها مكان وقوع الأحداث، ولا زمانه، يخفي السياق القرآني أيضا اسم أهم أبطالها.. يشير إليه الحق تبارك وتعالى بقوله: (عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا ) هو عبد أخفى السياق القرآني اسمه.. هذا العبد هو الذي يبحث عنه موسى ليتعلم منه.

لقد خص الله تعالى نبيه الكريم موسى -عليه السلام- بأمور كثيرة. فهو كليم الله عز وجل، وأحد أولي العزم من الرسل، وصاحب معجزة العصا واليد، والنبي الذي أنزلت عليه التوراة دون واسطة، وإنما كلمه الله تكليما.. هذا النبي العظيم يتحول في القصة إلى طالب علم متواضع يحتمل أستاذه ليتعلم.. ومن يكون معلمه غير هذا العبد الذي يتجاوز السياق القرآني اسمه، وإن حدثتنا السنة المطهرة أنه هو الخضر -عليه السلام- كما حدثتنا أن الفتى هو يوشع بن نون، ويسير موسى مع العبد الذي يتلقى علمه من الله بغير أسباب التلقي الني نعرفها.
ومع منزلة موسى العظيمة إلا أن الخضر يرفض صحبة موسى.. يفهمه أنه لن يستطيع معه صبرا.. ثم يوافق على صحبته بشرط.. ألا يسأله موسى عن شيء حتى يحدثه الخضر عنه.

والخضر هو الصمت المبهم ذاته، إنه لا يتحدث، وتصرفاته تثير دهشة موسى العميقة.. إن هناك تصرفات يأتيها الخضر وترتفع أمام عيني موسى حتى لتصل إلى مرتبة الجرائم والكوارث.. وهناك تصرفات تبدو لموسى بلا معنى.. وتثير تصرفات الخضر دهشة موسى ومعارضته.. ورغم علم موسى ومرتبته، فإنه يجد نفسه في حيرة عميقة من تصرفات هذا العبد الذي آتاه الله من لدنه علما.

وقد اختلف العلماء في الخضر: فيهم من يعتبره وليا من أولياء الله، وفيهم من يعتبره نبيا.. وقد نسجت الأساطير نفسها حول حياته ووجوده، فقيل إنه لا يزال حيا إلى يوم القيامة، وهي قضية لم ترد بها نصوص أو آثار يوثق فيها، فلا نقول فيها إلا أنه مات كما يموت عباد الله.. وتبقى قضية ولايته، أو نبوته.. وسنرجئ الحديث في هذه القضية حتى ننظر في قصته كما أوردها القرآن الكريم.

قام موسى خطيبا في بني إسرائيل، يدعوهم إلى الله ويحدثهم عن الحق، ويبدو أن حديثه جاء جامعا مانعا رائعا.. بعد أن انتهى من خطابه سأله أحد المستمعين من بني إسرائيل: هل على وجه الأرض أحد اعلم منك يا نبي الله؟
قال موسى مندفعا: لا..

وساق الله تعالى عتابه لموسى حين لم يرد العلم إليه، فبعث إليه جبريل يسأله: يا موسى ما يدريك أين يضع الله علمه؟
أدرك موسى أنه تسرع.. وعاد جبريل، عليه السلام، يقول له: إن لله عبدا بمجمع البحرين هو أعلم منك.

تاقت نفس موسى الكريمة إلى زيادة العلم، وانعقدت نيته على الرحيل لمصاحبة هذا العبد العالم.. سأل كيف السبيل إليه.. فأمر أن يرحل، وأن يحمل معه حوتا في مكتل، أي سمكة في سلة.. وفي هذا المكان الذي ترتد فيه الحياة لهذا الحوت ويتسرب في البحر، سيجد العبد العالم.. انطلق موسى -طالب العلم- ومعه فتاه.. وقد حمل الفتى حوتا في سلة.. انطلقا بحثا عن العبد الصالح العالم.. وليست لديهم أي علامة على المكان الذي يوجد فيه إلا معجزة ارتداد الحياة للسمكة القابعة في السلة وتسربها إلى البحر.

ويظهر عزم موسى -عليه السلام- على العثور على هذا العبد العالم ولو اضطره الأمر إلى أن يسير أحقابا وأحقابا. قيل أن الحقب عام، وقيل ثمانون عاما. على أية حال فهو تعبير عن التصميم، لا عن المدة على وجه التحديد.

وصل الاثنان إلى صخرة جوار البحر.. رقد موسى واستسلم للنعاس، وبقي الفتى ساهرا.. وألقت الرياح إحدى الأمواج على الشاطئ فأصاب الحوت رذاذ فدبت فيه الحياة وقفز إلى البحر.. (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا).. وكان تسرب الحوت إلى البحر علامة أعلم الله بها موسى لتحديد مكان لقائه بالرجل الحكيم الذي جاء موسى يتعلم منه.

نهض موسى من نومه فلم يلاحظ أن الحوت تسرب إلى البحر.. ونسي فتاه الذي يصحبه أن يحدثه عما وقع للحوت.. وسار موسى مع فتاه بقية يومهما وليلتهما وقد نسيا حوتهما.. ثم تذكر موسى غداءه وحل عليه التعب.. (قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا).. ولمع في ذهن الفتى ما وقع.
ساعتئذ تذكر الفتى كيف تسرب الحوت إلى البحر هناك.. وأخبر موسى بما وقع، واعتذر إليه بأن الشيطان أنساه أن يذكر له ما وقع، رغم غرابة ما وقع، فقد اتخذ الحوت (سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا).. كان أمرا عجيبا ما رآه يوشع بن نون، لقد رأى الحوت يشق الماء فيترك علامة وكأنه طير يتلوى على الرمال.
سعد موسى من مروق الحوت إلى البحر و(قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ).. هذا ما كنا نريده.. إن تسرب الحوت يحدد المكان الذي سنلتقي فيه بالرجل العالم.. ويرتد موسى وفتاه يقصان أثرهما عائدين.. انظر إلى بداية القصة، وكيف تجيء غامضة أشد الغموض، مبهمة أعظم الإبهام.

أخيرا وصل موسى إلى المكان الذي تسرب منه الحوت.. وصلا إلى الصخرة التي ناما عندها، وتسرب عندها الحوت من السلة إلى البحر.. وهناك وجدا رجلا.

يقول البخاري إن موسى وفتاه وجدا الخضر مسجى بثوبه.. وقد جعل طرفه تحت رجليه وطرف تحت رأسه.
فسلم عليه موسى، فكشف عن وجهه وقال: هل بأرضك سلام..؟ من أنت؟
قال موسى: أنا موسى.
قال الخضر: موسى بني إسرائيل.. عليك السلام يا نبي إسرائيل.
قال موسى: وما أدراك بي..؟
قال الخضر: الذي أدراك بي ودلك علي.. ماذا تريد يا موسى..؟
قال موسى ملاطفا مبالغا في التوقير: (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا).
قال الخضر: أما يكفيك أن التوراة بيديك.. وأن الوحي يأتيك..؟ يا موسى (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا).
نريد أن نتوقف لحظة لنلاحظ الفرق بين سؤال موسى الملاطف المغالي في الأدب.. ورد الخضر الحاسم، الذي يفهم موسى أن علمه لا ينبغي لموسى أن يعرفه، كما أن علم موسى هو علم لا يعرفه الخضر.. يقول المفسرون إن الخضر قال لموسى: إن علمي أنت تجهله.. ولن تطيق عليه صبرا، لأن الظواهر التي ستحكم بها على علمي لن تشفي قلبك ولن تعطيك تفسيرا، وربما رأيت في تصرفاتي ما لا تفهم له سببا أو تدري له علة.. وإذن لن تصبر على علمي يا موسى.

احتمل موسى كلمات الصد القاسية وعاد يرجوه أن يسمح له بمصاحبته والتعلم منه.. وقال له موسى فيما قال إنه سيجده إن شاء الله صابرا ولا يعصي له أمرا.
تأمل كيف يتواضع كليم الله ويؤكد للعبد المدثر بالخفاء أنه لن يعصي له أمرا.
قال الخضر لموسى -عليهما السلام- إن هناك شرطا يشترطه لقبول أن يصاحبه موسى ويتعلم منه هو ألا يسأله عن شيء حتى يحدثه هو عنه.. فوافق موسى على الشرط وانطلقا..
انطلق موسى مع الخضر يمشيان على ساحل البحر.. مرت سفينة، فطلب الخضر وموسى من أصحابها أن يحملوهما، وعرف أصحاب السفينة الخضر فحملوه وحملوا موسى بدون أجر، إكراما للخضر، وفوجئ موسى حين رست السفينة وغادرها أصحابها وركابها.. فوجئ بأن الخضر يتخلف فيها، لم يكد أصحابها يبتعدون حتى بدأ الخضر يخرق السفينة.. اقتلع لوحا من ألواحها وألقاه في البحر فحملته الأمواج بعيدا.
فاستنكر موسى فعلة الخضر. لقد حملنا أصحاب السفينة بغير أجر.. أكرمونا.. وها هو ذا يخرق سفينتهم ويفسدها.. كان التصرف من وجهة نظر موسى معيبا.. وغلبت طبيعة موسى المندفعة عليه، كما حركته غيرته على الحق، فاندفع يحدث أستاذه ومعلمه وقد نسي شرطه الذي اشترطه عليهقَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا).

وهنا يلفت العبد الرباني نظر موسى إلى عبث محاولة التعليم منه، لأنه لن يستطيع الصبر عليه (قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا)، ويعتذر موسى بالنسيان ويرجوه ألا يؤاخذه وألا يرهقه (قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا).

سارا معا.. فمرا على حديقة يلعب فيها الصبيان.. حتى إذا تعبوا من اللعب انتحى كل واحد منهم ناحية واستسلم للنعاس.. فوجئ موسى بأن العبد الرباني يقتل غلاما.. ويثور موسى سائلا عن الجريمة التي ارتكبها هذا الصبي ليقتله هكذا.. يعاود العبد الرباني تذكيره بأنه أفهمه أنه لن يستطيع الصبر عليه ([color=red]قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا).. ويعتذر موسى بأنه نسي ولن يعاود الأسئلة وإذا سأله مرة أخرى سيكون من حقه أن يفارقه (قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا).
ومضى موسى مع الخضر.. فدخلا قرية بخيلة.. لا يعرف موسى لماذا ذهبا إلى القرية، ولا يعرف لماذا يبيتان فيها، نفذ ما معهما من الطعام، فاستطعما أهل القرية فأبوا أن يضيفوهما.. وجاء عليهما المساء، وأوى الاثنان إلى خلاء فيه جدار يريد أن ينقض.. جدار يتهاوى ويكاد يهم بالسقوط.. وفوجئ موسى بأن الرجل العابد ينهض ليقضي الليل كله في إصلاح الجدار وبنائه من جديد.. ويندهش موسى من تصرف رفيقه ومعلمه، إن القرية بخيلة، لا يستحق من فيها هذا العمل المجاني (قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ).. انتهى الأمر بهذه العبارة.. قال عبد الله لموسى: (هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ).
لقد حذر العبد الرباني موسى من مغبة السؤال. وجاء دور التفسير الآن..
إن كل تصرفات العبد الرباني التي أثارت موسى وحيرته لم يكن حين فعلها تصدر عن أمره.. كان ينفذ إرادة عليا.. وكانت لهذه الإرادة العليا حكمتها الخافية، وكانت التصرفات تشي بالقسوة الظاهرة، بينما تخفي حقيقتها رحمة حانية.. وهكذا تخفي الكوارث أحيانا في الدنيا جوهر الرحمة، وترتدي النعم ثياب المصائب وتجيد التنكر، وهكذا يتناقض ظاهر الأمر وباطنه، ولا يعلم موسى، رغم علمه الهائل غير قطرة من علم العبد الرباني، ولا يعلم العبد الرباني من علم الله إلا بمقدار ما يأخذ العصفور الذي يبلل منقاره في البحر، من ماء البحر..
كشف العبد الرباني لموسى شيئين في الوقت نفسه.. كشف له أن علمه -أي علم موسى- محدود.. كما كشف له أن كثيرا من المصائب التي تقع على الأرض تخفي في ردائها الأسود الكئيب رحمة عظمى.
إن أصحاب السفينة سيعتبرون خرق سفينتهم مصيبة جاءتهم، بينما هي نعمة تتخفى في زي المصيبة.. نعمة لن تكشف النقاب عن وجهها إلا بعد أن تنشب الحرب ويصادر الملك كل السفن الموجودة غصبا، ثم يفلت هذه السفينة التالفة المعيبة.. وبذلك يبقى مصدر رزق الأسرة عندهم كما هو، فلا يموتون جوعا.
أيضا سيعتبر والد الطفل المقتول وأمه أن كارثة قد دهمتهما لقتل وحيدهما الصغير البريء.. غير أن موته يمثل بالنسبة لهما رحمة عظمى، فإن الله سيعطيهما بدلا منه غلاما يرعاهما في شيخوختهما ولا يرهقهما طغيانا وكفرا كالغلام المقتول.
وهكذا تختفي النعمة في ثياب المحنة، وترتدي الرحمة قناع الكارثة، ويختلف ظاهر الأشياء عن باطنها حتى ليحتج نبي الله موسى إلى تصرف يجري أمامه، ثم يستلفته عبد من عباد الله إلى حكمة التصرف ومغزاه ورحمة الله الكلية التي تخفي نفسها وراء أقنعة عديدة.
أما الجدار الذي أتعب نفسه بإقامته، من غير أن يطلب أجرا من أهل القرية، كان يخبئ تحته كنزا لغلامين يتيمين ضعيفين في المدينة. ولو ترك الجدار ينقض لظهر من تحته الكنز فلم يستطع الصغيران أن يدفعا عنه.. ولما كان أبوهما صالحا فقد نفعهما الله بصلاحه في طفولتهما وضعفهما، فأراد أن يكبرا ويشتد عودهما ويستخرجا كنزهما وهما قادران على حمايته.
ثم ينفض الرجل يده من الأمر. فهي رحمة الله التي اقتضت هذا التصرف. وهو أمر الله لا أمره. فقد أطلعه على الغيب في هذه المسألة وفيما قبلها، ووجهه إلى التصرف فيها وفق ما أطلعه عليه من غيبه.
واختفى هذا العبد الصالح.. لقد مضى في المجهول كما خرج من المجهول.. إلا أن موسى تعلم من صحبته درسين مهمين:
تعلم ألا يغتر بعلمه في الشريعة، فهناك علم الحقيقة.
وتعلم ألا يتجهم قلبه لمصائب البشر، فربما تكون يد الرحمة الخالقة تخفي سرها من اللطف والإنقاذ، والإيناس وراء أقنعة الحزن والآلام والموت.
هذه هي الدروس التي تعلمها موسى كليم الله عز وجل ورسوله من هذا العبد المدثر بالخفاء.
والآن من يكون صاحب هذا العلم إذن..؟ أهو ولي أم نبي..؟
يرى كثير من الصوفية أن هذا العبد الرباني ولي من أولياء الله تعالى، أطلعه الله على جزء من علمه اللدني بغير أسباب انتقال العلم المعروفة.. ويرى بعض العلماء أن هذا العبد الصالح كان نبيا.. ويحتج أصحاب هذا الرأي بأن سياق القصة يدل على نبوته من وجوه:

1. أحدها قوله تعالى:

(فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) (الكهف)
2. والثاني قول موسى له:

قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (6 قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) (الكهف)

فلو كان وليا ولم يكن نبي، لم يخاطبه موسى بهذه المخاطبة، ولم يرد على موسى هذا الرد. ولو أنه كان غير نبي، لكان هذا معناه أنه ليس معصوما، ولم يكن هناك دافع لموسى، وهو النبي العظيم، وصاحب العصمة، أن يلتمس علما من ولي غير واجب العصمة.

3. والثالث أن الخضر أقدم على قتل ذلك الغلام بوحي من الله وأمر منه.. وهذا دليل مستقل على نبوته، وبرهان ظاهر على عصمته، لأن الولي لا يجوز له الإقدام على قتل النفوس بمجرد ما يلقى في خلده، لأن خاطره ليس بواجب العصمة.. إذ يجوز عليه الخطأ بالاتفاق.. وإذن ففي إقدام الخضر على قتل الغلام دليل نبوته.
4. والرابع قول الخضر لموسى:

رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي
يعني أن ما فعلته لم أفعله من تلقاء نفسي، بل أمر أمرت به من الله وأوحي إلي فيه.
فرأى العلماء أن الخضر نبيا، أما العباد والصوفية رأوا أنه وليا من أولياء الله.
ومن كلمات الخضر التي أوردها الصوفية عنه.. قول وهب بن منبه: قال الخضر: يا موسى إن الناس معذبون في الدنيا على قدر همومهم بها. وقول بشر بن الحارث الحافي.. قال موسى للخضر: أوصني.. قال الخضر: يسر الله عليك طاعته.
ونحن نميل إلى اعتباره نبيا لعلمه اللدني، غير أننا لا نجد نصا في سياق القرآن على نبوته، ولا نجد نصا مانعا من اعتباره وليا آتاه الله بعض علمه اللدني.. ولعل هذا الغموض حول شخصه الكريم جاء متعمدا، ليخدم الهدف الأصلي للقصة.. ولسوف نلزم مكاننا فلا نتعداه ونختصم حول نبوته أو ولايته.. وإن أوردناه في سياق أنبياء الله، لكونه معلما لموسى.. وأستاذا له فترة من الزمن.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خير