الاعجاز اللغوي يتوافق مع التحليل العلمي – الشريعة الاسلامية 2024.

الاعجاز اللغوي يتوافق مع التحليل العلمي

هناك بعض الآيات في القرآن الكريم تثير التأمل العميق من هذه الآيات قوله تعالى: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِّلشَّارِبِينَ) النحل 66 ،،،
لماذا قال تعالى بطونه بصيغة المذكر وليس بصيغة المؤنث رغم أن اللبن يخرج من الإناث وليس الذكور كما إن الشائع هو تأنيث جمع المذكر?.
والمثير للدهشة أن نفس الكلمة وردت في سورة المؤمنون بصيغة المؤنث (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ) المؤمنون 21،،،.

وإذا رجعنا إلى سورة النحل نجد الآيات رقم 68 ، 69 من السورة تذكر خروج العسل من النحل بصيغة المؤنث (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،، هذا رغم أن الشائع هو تذكير كلمة النحل.

التحليل العلمي يتوافق مع اللفظ اللغوي

فمن المعروف أن الأبقار مثلا أو أي من الأنعام هي حيوانات ثديية تتكاثر بالتزاوج بين الذكر والأنثى وتنعدم فيها تماما ظاهرة التكاثر البكري (التكاثر دون الحاجة إلى ذكر) . إذن لابد من وجود الذكر حتي تحمل الإناث وتضع ولن يحدث إدرار للبن دون حمل وولادة أي لن يحدث دون ذكر والآية هنا تؤكد هذا المعني وتشير إلى أهمية الذكر في إدرار اللبن لأن دور الأنثى لا يحتاج إلى بيان. فإن وضعنا ألوف الأبقار على إحدى الجزر دون ذكر فلن نحصل منها على قطرة لبن. والمصطلحات الفقهية تؤكد هذا المعنى ففي قضايا الرضاع نقرأ كلمة (لبن الرجل) والمقصود لبن زوجته، بل نقول أحيانا أن فلان قد ولد فلانا وفي القرآن الكريم (وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) البلد 3،،،. ثم أنظر الإعجاز الذي تخضع له الرقاب لقد ذكرت كلمة بطونها مرة وبطونه مرة فيما يخص الأنعام فخروج اللبن لا يستغني بأحد الجنسين عن الأخر. والخلاصة أن إنتاج اللبن عملية بيولوجية لا تستغني عن وجود الذكر بحال من الأحوال وليس الأمر كذلك فيما يخص إنتاج العسل في عالم النحل.
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

أما بالنسبة لنحل لو وضعنا طائفة من النحل ليس فيها ذكور ولا ملكة على جزيرة منعزلة تخلو من أي نحل فإن الشغالات ستواصل جمع الرحيق وإنتاج العسل وستتولد الذكور بكريا وتستمر الحياة ، فما أحرى أن تؤنث كلمة بطونها في تلك الآية الكريمة (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 69 ،،،
والجدير بالذكر ان الذكور فلا مهمة لها على الإطلاق سوى تلقيح العذراء لتصبح ملكة شابة ولا تتزاوج الملكة بعد ذلك مطلقا وتظل طوال حياتها (حوالي 4 سنوات) تضع بيضا مخصبا حيث تخزن الحيونات المنوية في حويصلة خاصة وتخرج حيوان منوي واحد لكل بيضة تضعها ، وقد تضع ألف بيضة في اليوم الواحد

أما الذكور فمصيرها هو القتل عند باب الخلية فقد انتهت مهمتها وليس لها أي عمل مفيد ولا تملك حتى أداة لسع لتدافع عن الخلية أو عن نفسها. . إن دور الذكر يعد إذن ثانويا في عالم النحل ليس لما ذكرناه فحسب بل هناك المزيد.
الفرق بين الذكر والشغالة العقيمة هو أن الذكر ينتج من بيضة غير مخصبة بينما تنتج الشغالات والعذارى من بيض مخصب. فعندما ترغب الشغالات في تغيير الملكة (لكبر عمرها وقلة وضع البيض) أو عند الرغبة في الهجرة من المنطقة (التطريد) تقوم ببناء عيون سداسية شمعية واسعة وعندما تدخل الملكة مؤخرتها في هذه العيون الواسعة لتضع بها البيضة لا تضطر إلى ضغط بطنها فلا يخرج حيوان منوى من حويصلة التخزين لتلقيح تلك البيضة. والبيض غير المخصب ينتج ذكورا
كماان الشغالات تمتص الرحيق من الزهور وتضعه في حوصلة خاصة في صدرها هذه الحوصلة غير متصلة بالجهاز الهضمي وتفرز عليه بعض الخمائر ثم تضعه عن طريق الفم في العيون السداسية فليس العسل هو براز النحل كما يظن بعض الناس ولا يخرج من شرج النحل بل من فمه وقد أدرك الناس هذه الحقيقة البسيطة منذ القدم ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

منقوووول

حياكِ الله اختي مي 2024

يعطيكِ العافية وبارك الله فيكِ على هذه المعلومات القيٌمه

القرآن الكريم ملئ بالإعجاز والآيات التي تدل على عظمة الله

اللهم اجعلنا من المتفكرين لِنعمك والشاكرين والحامدين لك..

تحيتي وودي لكِ غاليتي..

مهاتي
مرحبـا بك………
كم أتمنى أن تتسع صفحات موضوعي لقلمك
وما يحمله من عبير مشاعرك و ردودك
وآرائك الشخصية
التي سنشاركك الطرح والإبداع فيها
مع خالص دعواي لكي بقضاء وقت ممتع ومفيد

من أسرار الإعجاز اللغوي والبياني في سورة القارعة من الشريعة 2024.

من أسرار الإعجاز اللغوي والبياني في سورة القارعة

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

من أسرار الإعجاز اللغوي والبياني في سورة القارعة

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

قال الله عز وجل:﴿الْقَارِعَةُ *مَا الْقَارِعَةُ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ*يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ*وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ*فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ*فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ*وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ*فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ*نَارٌ حَامِيَةٌ﴾(القارعة: 1- 11)
أولاً- افتتح الله تعالى هذه السورة الكريمة بلفظ﴿الْقَارِعَةُ ﴾، وهو افتتاح مَهول مرعب. فيه ترويع وتخويف، وفيه إثارة وتشويق إلى معرفة ما سيأتي بعده من خبرها، وقد ألقى به سبحانه مفردًا؛ كالقذيفة هكذا:﴿الْقَارِعَةُ ﴾، بلا خبر، ولا صفة؛ ليلقي بظله، وجرسه الإيحاء المدوِّي، ويقرع بهوله القلوب.
ثمعقَّب سبحانه وتعالى على هذا الإجمال والإبهام بسؤال التهويل والتعظيم عن ماهيَّة هذه القارعة؛ ليثير في النفوس الدهشةمن هولها، والتساؤل عن معرفة حقيقتها، ثمأتبعه بسؤال آخر، يزيد في التهويل من أمرها، والتعظيم من شأنها، فقال جل جلاله:
﴿الْقَارِعَةُ*مَا الْقَارِعَةُ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ (1- 3)
و﴿الْقَارِعَةُ ﴾وصف مشتق من القرع على وزن الفاعلة. والقرع هو ضرب جسم بآخر بشدة، لها صوت. وأطلق مجازاً على الصوت، الذي يتأثر به السامع تأثُّر خوف، أو اتعاظ. يقال: قَرَّع فُلاناً، بالتشديد. أي: زجره وعَنَّفه بصوت شديد. ويقال: قرَعه، بالتخفيف. أي: ضربه بالعصا، أو غيرها ضربًا عنيفًا. قال المتنبي:
العبد يقرع بالعصا ** والحر تكفيه الإشارة
وأطلق لفظ ﴿الْقَارِعَةُ ﴾ على الحدث العظيم، وإن لم يكن من الأصوات، ومنه قول العرب: قرعتهم القارعة، وفقرتهم الفاقرة، إذا وقع بهم أمر فظيع، وعلى هذا المعنى جاء قوله تعالى:
﴿وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ﴾ (الرعد: 31)
أي: داهية تقرعهم بصنوف البلاء من القتل والأسر والحرب والجدب، ونحو ذلك. وأنِّث لفظ القارعة؛ لتأويلها بالحادثة أو الكائنة.
وعليه فـالمراد بالـ﴿الْقَارِعَةُ ﴾ هنا: الحادثة العظيمة، أو الشديدة من شدائد الدهر. وجمهور المفسرين على القول بأنها اسم من أسماء القيامة، كالحَاقَّة، والطَّامَّة، والصَّاخَّة، والآزِفَة، والوَاقِعَة.
وقالوا:” إن الشيء إذا عظُم خطره، كثُرت أسماؤه “. وروي عن الإمام علي كرم الله وجهه:” كثرة الأسماء تدل على عظمة المسمَّى “. ومعلوم أن ذلك ليس من المترادفات؛ فإن لكل اسم دلالته على معنى خاص به. وفي الحقيقة أن لكل شيء اسم واحد، وما عداه صفات له، وكل صفة منها معناها غير معنى الأولى.
فـ﴿الحَاقَّةُ ﴾ هي التي يحق فيها وعد الله تعالى بالبعث والجزاء. و﴿الطَّامَّةُ ﴾ هي التي تطمُّ، وتعم بأحوالها. و﴿الصَّاخَّةُ ﴾ هي التي تصخُّ الآذان. أي: يصم صوتها الآذان بما يصحبه من جرس عنيف نافذ، يكاد يخترق صماخ الأذن. وتقول العرب: صخَّتهم الصاخَّة، ونابتهم النائبة. و﴿الآزِفَةُ ﴾ هي التي تزِف، بتخفيف الزاي وكسرها. أي: تقترب.
والفرق بين ﴿أَزِفَتْ الْآزِفَةُ﴾(النجم: 57) و﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾(القمر: 1)هو أن( الأَزَفَ ) ضيق الوقت، ولهذا عُبِّرَ عنه في الثانية بـ( الساعة ).
و﴿الوَاقِعَةُ﴾ هي التي يصدق وقوعها، فليس لنفس أن تكذِّب بها بأن تنفيها؛ كما نفتها في الدنيا﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾(الواقعة: 2).
أما ﴿الْقَارِعَةُ ﴾فهي التي تقرع الناس بالأهوال، والسماء بالانشقاق والانفطار، والأرض والجبال بالدك والنسف، والنجوم والكواكب بالطمس والانكدار.
ومذهب أهل التحقيق من المفسرين أن قوله تعالى:﴿الْقَارِعَةُ *مَا الْقَارِعَةُ﴾ أشدُّ هولاً من قوله تعالى:﴿الْحَاقَّةُ*مَا الْحَاقَّةُ﴾؛ لأن النازل آخرًا لا بد، وأن يكون أبلغ؛ لأن المقصود منه زيادة التنبيه. وهذه الزيادة لا تحصل إلا إذا كانت أقوى.
وأما بالنظر إلى المعنى فـ﴿الْحَاقَّةُ﴾ أشدُّ لكونها راجعة إلى معنى: العدل، و﴿الْقَارِعَةُ ﴾ أشد لكونها تهجم على القلوب بالأمر الهائل.
إذا عرفت هذا، فتأمل قوله تعالى:
﴿الْحَاقَّةُ*مَا الْحَاقَّةُ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ*كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ﴾
كيف وضعت ﴿الْقَارِعَةُ ﴾ في الآية الرابعة موضع ضمير ﴿الْحَاقَّة﴾؛ إذ كان ينبغي أن يقال:﴿كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِهَا﴾. وإنما أتى سبحانه وتعالى- هنا- بلفظ ﴿الْقَارِعَةُ ﴾؛ لتدل على معنى القرع في ﴿الْحَاقَّة﴾، زيادة في وصف شدَّتها وهولها.
أما قوله تعالى:﴿مَا الْقَارِعَةُ﴾؟فهو استفهام يراد به التهويل والتعظيم على طريقة المجاز المرسل؛ لأن الأمر العظيم من شأنه أن يستفهم عنه، فصار التعظيم والتهويل مع الاستفهام متلازمين.
والأصل فيه:﴿الْقَارِعَةُ * مَاهِيَ ﴾ ؟ أي: أيُّ شيء عظيم مَهول هي؟ فوضع الاسم الظاهر موضع المضمَر تفخيمًا لشأنها، وتفظيعًا لهولها.ونحو ذلك قولك: زيد، ما زيد ؟ جعلته لانقطاع قرينه، وعدم نظيره؛ كأنه شيء خَفِيَ عليك جنسه، فأنت تسأل عن جنسه، وتفحص عن جوهره؛ كما تقول: الغول، ما الغول ؟ والعنقاء، ما العنقاء ؟ تريد: أيُّ شيء من الأشياء هي ؟
ولهذا قال السكاكي:” يُسأل بـ( ما ) عن الجنس. تقول: ما عندك ؟ أي: أيُّ الأشياء عندك ؟ وجوابه: إنسان، فرس، كتاب. وكذلك تقول: ما الكلمة ؟ وما الكلام ؟ وفي التنزيل:﴿فَمَا خَطْبُكُمْ﴾(الحجر: 57، والذاريات: 31) ؟
أو يُسْأل بها عن الوصف، تقول: تقول: ما زيد ؟ وما عمرو ؟ وجوابه: كريم، أو فاضل، ونحوهما“.
وقال الفخر الرازي:” لفظة ﴿مَا ﴾ وضعت لطلب ماهيَّات الأشياء وحقائقها. تقول: ما الملك ؟ وما الروح ؟ وما الجن ؟ والمراد: طلب ماهيَّاتها، وشرح حقائقها. وذلك يقتضي كون ذلك المطلوب مجهولاً. ثم إن الشيء العظيم، الذي يكون لعظمه وتفاقم مرتبته، ويعجز العقل عن أن يحيط بكنهه، يبقى مجهولاً؛ فحصل بين الشيء المطلوب بلفظة ﴿مَا ﴾ ، وبين الشيء العظيم مشابهة من هذا الوجه. والمشابهة إحدى أسباب المجاز، فبهذا جُعِل ﴿مَا ﴾ دليلاً على عظمة حال ذلك المطلوب، وعلو رتبته “.
ولمَّا كان هول الشيء وعظمه يستلزم تساؤل الناس عنه، أتبعه الله تعالى بقوله:
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾ ؟
زيادة في التهويل، ومبالغة في التعظيم.
والخطاب فيه لغير معين، والمعنى: أيُّ شيء أدراك أيها السامع: ما القارعة؟ ولك أن تجعل هذا الاستفهام إنكاريًا. أي: لا دراية لك بكنهها، ومدى عظمها وشدتها. يعني: أنها في العظم والشدة، بحيث لا يبلغه دراية أحد، ولا وهمه. وكيفما قدرت حالها فهي أعظم من ذلك وأعظم، فلا يتسنى الإعلام عنها. ومنه يعلم أن الاستفهام- هنا- كُنِّيَ به عن لازمه من أنها لا تعلم، ولا يصل إليها دراية دار، ولا تبلغ كنهها الأفكار والأوهام والتصورات؛ لأنها أكبر من أن يحيطبهاالإدراك, ويبلغ درايتها الوهم، ويلمُّ بها التصور !
والدراية- كما قال الراغب- هي المعرفة المُدْرَكة بضرب من الختل؛ ولهذا لا تستعمل الدراية في الله تعالى. وأما قول الشاعر:
لاهُمَّ لا أدري وأنت الداري
يريد: اللهم أنت الداري، فهو من تعجْرُف أجلاف العرب.
وأصل( درى ) الثلاثي أن يتعدى بالباء، وقد تحذف على قلَّة. يقال: دريت به، ودريته. فإذا دخلت عليه همزة التعدية تعدَّى إلى واحد بنفسه، وإلى الآخر بالباء. يقال: أدريت فلانًا بالأمر، ومنه قوله تعالى:
﴿وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ﴾(يونس: 16)
وقد يتعدَّى إلى ثلاثة مفاعيل، فيكون من باب: أعلم، وأرى. تقول: أدريت فلانًا الأمر سهلاً؛ كما تقول مثله في: أعلمته، وأريته. وقد يعلق عن المفعول الثاني والثالث بهمزة الإنكار، أو بـ( ما ) المتضمنة لها. فمن الأول قول زهير بن أبي سُلمَى:
وما أدري وسوف إخال أدري ** أقومٌ آل حصن أم نساء
ومن الثاني قوله تعالى:
﴿مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ ولا الإيمَانُ﴾(الشورى: 52)
وتركيب مَا أدراك ما كذا ) ؟ مما جرى مجرى المثل، فلا يغير عن هذا اللفظ، وهو مركَّب من ( ما ) الاستفهامية، وفعل ( أدرى ) الذي يتعدى بهمزة التعدية إلى ثلاثة مفاعيل، وقد علق عن المفعولين الثاني والثالث بـ( ما ) الاستفهامية الثانية. وكاف الخطاب فيه- كما ذكرنا- خطاب لغير معين؛ فلذلك إذا خوطب به غير المفرد المذكر، فلا يقترن بضمير تثنية، أو جمع، أو تأنيث.
واستعمال ( ما أدراك ما كذا ) ؟ غير استعمال ( ما يدريك ) ؟ في نحو قوله تعالى:
﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ﴾(الشورى: 17)
﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً﴾(الأحزاب: 63)
﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾(عبس: 3- 4)
روي عن سفيان بن عيينة:” كل شيء في القرآن ﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ ؟ فقد أُخبِر الرسول به، وكل شيء فيه ﴿وَمَا يُدْرِيكَ﴾ ؟ لم يُخبَر به “.
وقد روي نحو هذا أيضًا عن ابن عباس- رضي الله عنهما- وعن يحيى بن سلاّم. فإن صح هذا المروي، فإن مرادهم أن مفعول ﴿مَا أَدْرَاكَ﴾ ؟ محقق الوقوع؛ لأن الاستفهام فيه للتهويل، وأن مفعول﴿مَا يُدْرِيكَ﴾؟ غير محقق الوقوع؛ لأن الاستفهام فيه للإِنكار المجرَّد، وهو في معنى نفي الدراية.
وقال الراغب الأصفهاني:” كل موضع ذُكر في القرآن﴿وَمَا أَدْرَاكَ﴾ ؟ فقد عُقِّب ببيانه؛ نحو:
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ﴾(القارعة: 10- 11)
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ*لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾(القدر: 2- 3)
﴿قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ﴾(يونس: 16).
وكل موضع ذكر فيه﴿مَا يُدْرِيكَ﴾ ؟ لم يُعقِّبْه بذلك؛ نحو:
﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى﴾(عبس: 3)
﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ﴾(الشورى: 17) “.
ثانيًا- قوله تعالى:
﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ*وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾(4- 5) جواب لقوله تعالى:
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾(3)
وكان حق هذا الجواب أن يكون بماهيَّة القارعة وحقيقتها، لا بما يكون فيها من أحوالها. ولكن عدِل عن الأول إلى هذا؛ لأن ماهيتها وحقيقتها- كماأسلفنا-أكبر من أن يحيطبهاالإدراك, ويبلغ درايتها الوهم، ويلم بحقيقتها التصور !
وقد بين الله تعالى في هاتين الآيتين الكريمتين حالاً من أحوال القارعة، وبين بعض أحوالها الأخرى في سورة( الواقعة ) بأنها خافضة رافعة. وفي( الحاقة ) بما أصاب ثمود وعاد وحلَّ بهم بسبب تكذيبهم بالقارعة. وفي( الطامة والصاخة ) ينظر المرء ما قدَّمت يداه.
وقد ذكر سبحانه وتعالى مع كل حالة من هذه الحالات الحال الذي يناسبها. والقارعة من القرع؛ وهو- كماأسلفنا – ضرب جسم بآخر بشدة لها صوت، فناسب أن يذكر معها ما يوهن قوى الإنسان إلى ضعف الفراش المبثوث، ويفكك ترابط الجبال وتماسكها إلى هباء العهن المنفوش.
و﴿الفَرَاشُ ﴾ هو فرخ الجَراد، حين يخرُج من بيضه من الأرض. وقد يطلق لفظه على ما يطير من الحشرات، ويتساقط على النار ليْلاً. وهو إطلاق آخر، لا يناسب تفسيرُ لفظ الآية به هنا. وقال الفرَّاء:” هو غوغاء الجراد، الذي ينتشر في الأرض، ويركب بعضه بعضًا من الهول “. وقال صاحب التأويلات:” اختلفوا في تأويله على وجوه؛ لكن كلها ترجع إلى معنى واحد، وهو الإشارة إلى الحيرة والاضطراب من هول ذلك اليوم “.
و﴿الْمَبْثُوث﴾ هو المتفرق على وجه الأرض في كل الجهات. ومن أمثال العرب قولهم أطيش من فراشة ) و( أضعف من فراشة ) و( وأذل وأجهل من فراشة ).
وقال تعالى هنا:
﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ﴾
فشبه الناس يوم البعث بالفراش المبثوث. وقال في موضع آخر:
﴿يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾(القمر: 7)
فشبههم بالجراد المنتشر. وقد سبق أن ذكرنا إلى أن الفراش هو فرخ الجراد، أو هو غوغاء الجراد، فما وجه التشبيه في كل منهما ؟
أما وجه تشبيههم بالجراد فقيل: الكثرة، والتتابع. وأما وجه التشبيه بالفراش فقيل: شبِّه الناس بالفراش المتفرق المتطاير في الكثرة والانتشار، والضعف والذلة، والمجيء والذهاب على غير نظام، والتطاير إلى الداعي من كل جهة حين يدعوهم إلى المحشر؛ لأن الفراش إذا ثار، لم يتَّجهلجهة واحدة؛ بل كل واحدة منها تذهب إلى غير جهة الأخرى.
وليت الذين يتحدثون عن كيفية ابتداء الخلق أن يقرنوا بين هذه الآية:
﴿يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ﴾(القمر: 7)، وبين قوله تعالى:
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ﴾(الروم: 20)
لعلهم يدركون سرَّ تخصيص لفظ البشر بالذكر دون لفظ الناس، وسرَّ تشبيههم بالجراد في الانتشار يوم خلقهم من تراب، ويوم بعثهم، ثم يتذكرون قول الله تعالى:
﴿ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴾(الأعراف: 29) !
و﴿الْعِهْنُ ﴾ هو الصوف المصبوغ باللون الأحمر، وقيل هو المصبوغ ألوانًا. وفي قراءة ابن مسعود- رضي الله عنه-:﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْصُّوفِ الْمَنْفُوشِ﴾. قال زهير بن أبي سُلمَى:
كأنَّ فُتات العِهن في كل منزلٍ**نَزَلْنَ به حبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِِ
والفَنَا بالقصر: حَبٌّ في البادية، يقال له: عنب الثعلب، وله ألوان بعضه أخضر، وبعضه أصفر، وبعضه أحمر.والعهنة: شجرة تنبت بالبادية لها ورد أحمر.
و﴿ الْمَنْفُوشِ ﴾ هو المفرَّق، بعض أجزائه عن بعض؛ ليغزَل، أو تحشَى به الحشايا، فعندما يضرب بالعصا، تتطاير أجزاؤه.
ووجه التشبيه بين الجبال، والعهن المنفوش: أن من الجبال؛ كما قال تعالى:
﴿جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ﴾(فاطر: 27)
فهي مختلفة الألوان بحجارتها ونبتها، وكذلك الصوف مختلفة ألوانه. فهي تشبهه من هذا الوجه، ثم هي تشبهه من وجه آخر، وهو أنها إذا بسَّت، طيِّرت في الجو كما يتطاير الصوف. قال الحسن رضي الله عنه: تسير الجبال مع الرياح، ثم تنهدُّ، ثم تصير كالعهن، ثم تنسف، فتصير هباء.
وإعادة لفظ الكون مع حرف العطف ﴿تَكُونُ ، وَتَكُونُ﴾، للإِشارة إلى اختلاف الكونين؛ فإن أولهما كونُ إيجاد، والثاني كونُ اضمحلال، وكلاهما علامة على زوال عالم، وظهور عالم آخر. وقيل: كرَّر ذلك؛ لأن التكرير في مثل هذا المقام أبلغ في التحذير.
وقال تعالى هنا:
﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾( 3 )، وقال في موضع آخر:
﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ﴾(المعارج: 8- 9)
فأتى بالعهن موصوفًا بالنفش في الآية الأولى، وأتى به غير موصوف في الآية الثانية، فما سر البيان في ذلك ؟ ويجاب عنه بأن الغرض من هذا التشبيه في سورة القارعة هو غيره في سورة المعارج، وبيان ذلك:
أن القارعة- كماأسلفنا- هي من القرع، وهو ضرب جسم بآخر بشدة، لها صوت، فناسب أن يذكر معها من أحوالها في ذلك اليوم المهول ما يوهِن قوى الإنسان إلى ضعف الفراش المبثوث، ويفكك ترابط الجبال وتماسكها إلى هباء العهن المنفوش. فشبَّه تعالى أحوال الناس في ذلك اليوم في كثرتهم وحيرتهم واضطرابهم وانتشارهم في كل جهة بالفراش المبثوث، ثم شبَّه الجبال في اختلاف ألوانها وتفكك أجزائها وتطايرها هباء في الجو بالصوف المنفوش، فناسب بين المشبَّه، والمشبَّه به من جهة، ثم ناسب بين التشبيه في الصورة الثانية، والتشبيه في الصورة الأولى، فقال سبحانه:
﴿يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ*وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾(4- 5)
أما في آية المعارج فقد ذكر تعالى من أحوال ذلك اليوم، الذي وصفه بقوله:
﴿فِيْ يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾(المعارج: 4)
ما يحيل بناء السماء ولونها، إلى صورة المهل المذاب ولونه، ويحيل تماسك الجبال وثقلها وألوانها، إلى وهن العهن الخفيف وألوانه، فشبَّه السماء في ذلك اليوم بالمهل، وشبَّه الجبال بالعهن، فناسب بين المشبَّه والمشبَّه به من جهة، ثم ناسب بين التشبيه في الصورة الثانية، والتشبيه في الصورة الأولى؛ وذلك قوله تعالى:
﴿يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ*وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ﴾(المعارج: 8- 9)
ووجه التشبيه بين السماء، والمهل: أن السماء تذاب في ذلك اليوم، وتصير كالفضة المذابة؛ كما قال الحسن، رضي الله عنه. وقيل: المهل: ما أذيب من النحاس والرصاص، وما أشبه ذلك. وقال غير واحد: المهل ما أذيب على مهل من الفلزات. والمراد يوم تكون السماء واهية.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في الآية قوله:” إن السماء الآن خضراء، وإنها تحول يوم القيامة لونًا آخر إلى الحمرة “.
وسئل ابن مسعود- رضي الله عنه- عن قوله تعالى:
﴿كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ﴾(الكهف: 29)
فدعا بفضة، فأذابها، فجعلت تميع، وتلوَّن، فقال: هذا من أشبه ما أنتم راءون بالمهل “.
قال الأزهري:” ومثله قوله:
﴿ فََكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ﴾(الرحمن: 37)
قال أبو إسحق: كالدهان. أي تتلون؛ كما يتلون الدهان المختلفة، ودليل ذلك قوله تعالى:
﴿يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ﴾؛ كالزيت، الذي قد أغلي “.
وقال ابن الأنباري:” تبدل السماوات بطيِّها، وجعلها مرة كالمهل، ومرة وردة كالدهان.. وعن مجاهد- رضي الله عنه- تكون الأرض كالفضة، والسماوات كذلك.
وقال الشيخ ابن تيميَّة:” إن السموات، وإن طويت وكانت كالمهل واستحالت عن صورتها، فإن ذلك لا يوجب عدمها، وفسادها، بل أصلها باق بتحويلها من حال إلى حال؛ كما قال تعالى:
﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ﴾(إبراهيم: 48)
وإذا بدلت، فإنه لا يزال سماء دائمة، وأرض دائمة، والله أعلم “ !
وعن ابن مسعود، رضي الله عنه:” تبدل الأرض أرضًا بيضاءَ؛ كأنها سبيكة بيضاء، لم يسفك فيها دمٌ حرامٌ، ولم يعمَل فيها خطيئةٌ “.
ووجه التشبيه بين الجبال، والعهن: أن الجبال في ثقلها وتماسك أجزائها واختلاف ألوانها، تصير في ذلك اليوم واهية خفيفة مفككة الأجزاء تتلوَّن بألوان مختلفة؛ كالعهن في ضعفه وخفته وتفرق أجزائه واختلاف ألوانه. وليس المراد- هنا- تطاير أجزائها في الجو، كما في القارعة؛ ولهذا أطلق لفظ العهن هنا دون قيد، وقيد هناك بالوصف.
ثالثًا- ولما وصف الله تعالى في الآيات السابقة حال يوم القيامة، عقَّب على ذلك بقوله:
﴿فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ*فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ*وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ*فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ* نَارٌ حَامِيَةٌ﴾(6- 11)
فقسم سبحانه الناس في هذا اليوم إلى قسمين:
أحدهما:﴿مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ﴾. والثاني:﴿مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ﴾
وأخبر عن الأول بأنهفي﴿عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ﴾. أي: عيشة مرضية.
وأخبر عن الثاني بأن ﴿أُمُّهُ هَاوِيَةٌ﴾. أي: مستقرُّه، أو مسكنه. والهاوية اسم من أسماء النار؛ وكأنها النار العميقة، يهوي فيها أهل النار مهوى بعيدًا.
وقال: ﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ﴾؛ لأن الأصل في السكون والاستقرار الأمهات.
وقال تعالى:
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾
ثم أخبر عنها، فقال:
﴿نَارٌ حَامِيَةٌ﴾، منبهًا بذلك على أن نار الدنيا في جنب تلك النار الحامية ليست بشيء. وبذلك صار آخر السورة مطابقًا لأولها.
وأما قوله تعالى: ﴿هِيَهْ﴾ فهو ضمير يعود على قوله:﴿هَاوِيَةٌ ﴾، والهاء فيه للسكت. وحذفها في الوصل: ابن أبي إسحاق، والأعمش، وحمزة، وأثبتها الجمهور.
وقال تعالى:
﴿فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ﴾ ولم يقل:
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هَاوِيَةُ﴾؛ كما قال:
﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ﴾.
والفرق بينهما: أن كونها قارعة أمر محسوس، وليس كذلك كونها هاوية؛ ولهذا حسُن وضع الضمير- هنا- موضع الاسم الظاهر، خلافًا للآية السابقة. والله تعالى أعلمز

من الإعجاز اللغوي : كلمة " الحيوان"فى القراّن في الاسلام 2024.

من الإعجاز اللغوي : كلمة " الحيوان"فى القراّن

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

من الإعجاز اللغوي : كلمة " الحيوان"

في قوله تعالي ( وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون )

يقف المسلم المتدبر في آيات القرآن الكريم عند كلمة " الحيوان " فى قوله تعالي " وإن الدار الآخرة لهي الحيوان " (العنكبوت 64 )

ويقول في نفسه :
ما علاقة "الحيوان" الذى يمشى على أربع بالدار الآخرة ؟

فيقرأ الآية مرة ثانية " فيجد المولى سبحانه وتعالى يختم الآية الكريمة بقوله " لو كانوا يعلمون " وفى ذلك إشـارة ضمنيــة إلى البحــث في هذه الكلمة ، فيرجع إلى كتب التفاسير، فيجد تفسيرا للكلمة تأتى فى بعضها على النحو التالى :

(1) ( الطبري ) الحيوان: حياة لا موت فيها.

(2) ( ابن كثير ) الحيوان: أى الحياة الحق التي لا زوال لها ولا انقضاء، بل هى مستمرة أبد الآباد.

(3) ( القرطبى ) الحيوان : أى دار الحياة الباقية التى لا تزول ولا موت فيها ، وزعم أبو عبيد أن الحيوان والحياة والحي بكسر الحاء واحد .

(4) ( البغوى ) الحيوان: أى الحياة الدائمة الباقية، والحيوان بمعني الحياة، أى: الحياة الدائمة.

(5) ( البيضاوي ) الحيوان: مصدر حي، سمي به ذو الحياة وأصله حييان فقلبت الياء الثانية واواً وهو أبلغ من الحياة لما فى بناء فعلان من الحركة والاضطراب اللازم للحياة.

(6) ( فتح القدير ) قال ابن قتيبة وأبو عبيدة: إن الحيوان الحياة، وقال الواحـــدي ( وهو قول جميع المفسرين) ذهبوا إلى أن معني الحيوان هاهنا الحياة.

ومن هذه التفاسير ، يعلم المسلم أن معني الحيوان هنا " الحياة " وليس " الحيوان " الذى يمشى على أربع ، فيسأل المسلم نفسه مرة أخرى :

لماذا ذكر رب العزة الآية بلفــظ " الحيوان " ولم يذكرها بلفظ
"الحياة " ؟

لابد أن هناك فرقا في المعني بين اللفظين………
نعم هناك فرق بين اللفظين فى المعنى ، وسببه النون المسبوقة بالألف المد ، ونعلم جميعا أن كل زيادة فى مبنى الكلمة تعطى زيادة فى المعنى ، مثل : كلمة " مدرس " و " مدرسون " فزيادة الواو والنون هنا زيادة فى المبنى وتعطى زيادة فى المعنى ، لأن كلمة مدرس تدل على المفرد ، والواو والنون تدل على الجمع ، وهو ما يسميه علم اللغة الحديث : المورفيم : وهو أقل وحدة صرفية تحمل معنى فى بنية الكلمة ، والنون المسبوقة بالألف المد فى نهاية الاسم تعطى زيادة فى المعنى وهى : حقيقة الشيء ، والاسم بدون الألف والنون يدل على صورة الشىء ، والفرق بين حقيقة الشىء وصورته ، كالفرق بين حقيقة الشخص وصورته فى المرآة ، فالحياة صورة ، أما الحياة بزيادة الألف والنون ( بحذف تاء التأنيث وقلب الألف واوا ) هى الحيوان أى حقيقة الحياة .

فرب العزة ذكر كلمة الحياة خمس مرات عند الحديث عن الحياة الدنيا كما فى قوله تعالى:" ولكم فى القصاص حياةٌ يا أولى الألباب لعلكم تتقون " ( البقرة 179 ) ، وذكر كلمة الحياة احدى وسبعين مرة مقترنة بكلمة الدنيا، كما فى قوله تعالى: " وما هذه الحياةُ الدنيا إلا لهوٌ ولعبٌ " ( العنكبوت 64 ) ، وذكر كلمة الحياة مرة واحدة مع الدار الآخرة وأتت بلفظ الحيوان في قوله تعالي: " وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون ".

وهذا يعطينا دلالة عظيمة، وهى أن الحياة الدنيا صورة من صور الحياة، أما الحياة فى الدار الآخرة فهي الحيوان أي حقيقة الحياة
ولو أن المولى عز وجل استخدم لفظ الحياة لوصف الدار الآخرة لتساوت الحياة الدنيا بالدار الآخرة
وهو مالا يبغيه المولى عز وجل ، وإنما جاء التعبير بالحيوان للدلالة على أن الحياة فى الدار الآخرة هى حقيقة الحياة ، وما دونها من الحياة الدنيا ـ التى نحياها ونسعى فيها ـ ماهى إلا صورة نجوع ونشقى ونحزن ونمرض ونموت فيها ، أما الحيوان ففيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وهكذا يتأكد لنا الإعجاز اللغوي فى استخدام القرآن الكريم للفظ "الحيوان" دون غيره من ألفاظ اللغة العربية ، وهى المرة الوحيدة التى ذكرت فيها الحياة مع الدار الآخرة فى القرآن الكريم .ولعل سائل يسأل ما علاقة لفظ الحيوان الذى يمشى على أربع ، بلفظ الحيوان الذى يدل على حقيقة الحياة ؟
والإجابة : إن الحيوان الذى يمشى على أربع ليس له حياة أخرى ، ولا يحيى سوى مرة واحدة ، ولذلك فالحياة التى يحياها الحيوان على الأرض بالنسبة له هى حقيقة الحياة (الحيوان) ولذلك سمى بها . ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزاكي الله خير الجزاء
يسرني اني اول وحده رديت وقريت موضوعك الراااااااااااائع
والله تستاهلي التقييم
جزاك الله خير ووفقك لما يحب ويرضى
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خير
جزاكي الله خير ألف خير الجزاء
بارك الله فيك

التأخر اللغوي عند الاطفال الاسباب والنتائج لصحة الطفل 2024.

التأخر اللغوي عند الاطفال ..الاسباب والنتائج

التأخر اللغوي عند الاطفال ..الاسباب والنتائج (الجزء الأول)

لعل أكثر الكلمات التي يطرب لها الوالدان ويتقون إلى سماعها، هي الكلمة الأولى التي ينطقها طفلهم والتي غالبا ما تكون كلمة «ماما» أو« بابا»، وذلك عندما يكون الطفل في سن الأحد عشر شهراً أو أقل قليلا. وبعد أن ينطق الطفل هذه الكلمة يحدث تطور تدريجي وسريع في اللغة، ويعبر الطفل مراحل متعددة وصولا إلى مرحلة القدرة على تكوين جمل طويلة ومركبة من عدد كبير من الكلمات باستخدام قواعد اللغة المتعارف عليها. وما أن يصل الطفل إلى سن السادسة، حتى نجد أن قدراته اللغوية قد اكتملت أو كادت.

إن بعض الأطفال ولأسباب، والتي سوف نستعرضها فيما بعد، يخفقون في اكتساب اللغة فقد تظهر الكلمة الأولى في سن ثلاث سنوات أو حتى بعد ذلك وقد يصل الطفل إلى سن ست سنوات وقدراته اللغوية لا تزيد عن بضع كلمات بسيطة يستعملها في مختلف المواقف. وقد يحدث أن يتأخر في اكتساب جوانب معينة في اللغة، أو أن يكون لديه بطء واضح في مراحل التطور اللغوي حيث يحتاج إلى وقت أطول من الأطفال الآخرين لتعلم واكتساب جانبا معينا في اللغة مثل استعمال قواعد مبنى الجملة أو الكلمة أو القدرة على التعبير باستخدام جمل صحيحة وطويلة.

الاضطراب اللغوي أو الإخفاق في اكتساب اللغة له مظاهر وأشكال عديدة ومتنوعة والتي سوف نستعرضها بالتفصيل في مقال لاحق، ونكتفي هنا بالقول أن الاضطراب اللغوي قد يكون في جانب فهم اللغة والتعليمات الشفهية أي في الجانب الاستقبالي من اللغة، وقد يكون في جانب إنتاج اللغة والقدرة على التعبير اللغوي وقد يشمل كلا من الجانبين معا.

وعند الحديث عن اضطراب اللغة التعبيري فقد يكون شاملا لجميع المظاهر التعبيرية أي يشمل القدرة على تكوين الكلمات واستخدام القواعد الصوتية phonology واستخدام قواعد النحو والصرف والقدرة على استعمال اللغة واستخدامها بشكل صحيح.

الاختلاف بين اضطراب اللغة واضطراب الكلام قبل الخوض في أسباب الاضطرابات اللغوية، نشير إلى وجود اختلاف بين اضطراب اللغة واضطراب الكلام أو نطق الأصوات اللغوية فقد يحوز الطفل على قدرات لغوية عادية إلا انه يعاني من صعوبة أو عسر في النطق، أي أن اضطرابات النطق هي شيء مختلف عن الاضطرابات اللغوية من ناحية الأسباب والمظاهر والتعامل معها من ناحية التقييم والعلاج يختلف كذلك بشكل جذري عن الاضطرابات اللغوية.

ومنبع هذا الاختلاف هو الاختلاف الحاصل بين اللغة والكلام فاللغة هي قدرة ذهنية مكتسبة يتواصل بها الفرد مع الآخرين وهي مجموعة من المعارف والتي تشمل المعاني والمفردات والقواعد التي تنظمها أو تضبطها، وهذه اللغة تتولد في ذهن الفرد وتمكنه من إنتاج وفهم العبارات والجمل المسموعة أو المكتوبة.

بينما الكلام ما هو إلا حركة أعضاء النطق في إنتاج الأصوات اللغوية أي إنها رموز منطوقة نتيجة حركة أعضاء النطق. والكلام وسيلة تعبير عن اللغة وهناك وسائل تعبير أخرى غير كلامية مثل الكتابة وإشارة اليد ولغة الجسم وغير ذلك من وسائل التعبير.

العوامل المساعدة على تعلم واكتساب اللغة

اكتساب اللغة وتطورها عند الأطفال لا يمكن أن يتم بمعزل عن توفر عوامل وظروف معينة يوضحها الشكل التالي:

الشكل السابق يرينا مجموعة من العوامل التي تمكن الطفل من اكتساب اللغة وتعلمها بشكل تلقائي دون أن يحتاج إلى مساعدة خاصة في ذلك، وهذه العوامل هي:

– القدرات الحسية السليمة، وأهم هذه الحواس هي حاستا السمع والبصر.

– القدرات العقلية السليمة. من المعروف بأنه كلما زادت نسبة الذكاء عند الطفل كلما زادت قدرته على فهم ما يسمع من عبارات وجمل (أو يقرأ عندما يتعلم القراءة) وزادت حصيلته اللغوية وتطورت قدرته على إدراك العلاقة بين الكلمات في الجملة وبذلك تتطور قدراته اللغوية بشكل سريع.ويرى مجموعة كبيرة من الباحثين في مجال التربية وعلم النفس أن النمو العقلي مرتبط إلى حد كبير بالنمو اللغوي عند الطفل فكلما تطورت قدراته اللغوية كلما تطورت قدراته العقلية.

– الاستعداد الفطري لاكتساب اللغة. ويطلق عليه البعض مسمى « الملكة اللغوية» وهي الاستعداد الفطري عند الطفل لتعلم اللغة ويشمل الاستعداد الذهني أو العقلي الذي يمكن الدماغ من القيام بوظائفه في تعلم اللغة من خلال التعامل مع المدركات الحسية (المعلومات) الواردة إلى الدماغ من الحواس المختلفة وبشكل خاص حاستي السمع والنظر، والقدرة على وتصنيف وتخزين واسترجاع هذه المعلومات أو المدركات، ويشمل كذلك القدرة على ملاحظة وتقليد الآخرين في نطق أو ترديد النماذج اللغوية.

– البيئة اللغوية، المحفزة.فاللغة هي سلوك إنساني ولا تكتسب بمعزل عن الآخرين وبشكل خاص أسرة الطفل والمحيطين به.

تفاعل هذه العوامل وتكاملها عند الطفل تمكنه من اكتساب اللغة، وبالمقابل غياب أو ضعف عامل واحد من هذه العوامل لابد وأن يترك تأثيره السيئ في قدرة الطفل على اكتساب اللغة والأداء التواصلي بشكل عام. ومن الشأن التدخل المبكر الصحيح والفعال أن يساعد الطفل على اكتساب اللغة أو أن يخفف من الاضطراب اللغوي الذي يعاني منه الطفل إلى الحد الذي يمكنه من التواصل مع المحيطين به.

أسباب الاضطرابات اللغوية عند الأطفال:

وصلنا في حديثنا إلى الحديث عن أسباب اضطرابات اللغة عند الأطفال، بداية نشير إلى انه ليس من السهل دائما تحديد سبب معاناة الطفل من اضطراب في اللغة أو الإخفاق في تعلم واكتساب اللغة، فهناك عدد من الحالات يبقى السبب غير معروف حتى مع إتباع أدق الوسائل في التشخيص والتقييم.

لقد درجت العادة لدى المختصين باضطرابات اللغة والكلام أن يتم تقسيم اضطرابات اللغة إلى مجموعتين أساسيتين وهما:

أ- اضطرابات اللغة الأساسية أو المحددة.

ب- اضطرابات اللغة الثانوية.

ضمن المجموعة الأولى نجد مجموعة من الأطفال تعاني من اضطرابات في اللغة فقط دون معاناتها من اضطراب آخر، وقد ساد في الماضي مصطلح Developmental Aphasia أو Dysphasia للإشارة إلى هذه الفئة من الأطفال. حيث يتشابه اضطراب اللغة عند هذه الفئة من الأطفال مع اضطراب اللغة الذي نجده عند الأشخاص البالغين والذين فقدوا قدراتهم اللغوية أو أصيبت هذه القدرات باضطراب بعد إصابتهم بأذى معين (نزيف أو تجلط على سبيل المثال) في المناطق اللغوية في الدماغ والموجودة في نصف الدماغ الأيسر عند الغالبية العظمى من الناس.

تابع

التأخر اللغوي عند الأطفال .. الأسباب والنتائج (الجزء الثاني)

تظهر الصعوبة في إثبات أن اضطراب اللغة عند الطفل يعود إلى إصابة المناطق اللغوية في الدماغ أو عدم تطورها إلى الحد الكافي، وبالتالي عجز الطفل عن اكتساب وتعلم اللغة أو معاناته من اضطراب في جوانب مختلفة في اللغة. وفي الوقت الحالي يستعمل مصطلح « اضطراب اللغة المحدد والذي يعرف اختصارا SLD لوصف اضطراب اللغة عند هذه الفئة من الأطفال.

المجموعة الثانية من الاضطرابات اللغوية وعلى العكس من المجموعة الأولى يكون سبب الاضطراب اللغوي واضحا حيث يعاني الطفل من اضطراب محدد وتكون مشكلة اللغة أو التأخر في اكتسابها ناتجا عن هذا الاضطراب أي أن اضطراب اللغة هو ثانوي للمشكلة الأساسية التي يعاني منها الطفل ومن هنا جاءت التسمية باضطرابات اللغة الثانوية.

ومن أهم الاضطرابات والعوامل التي تسبب حدوث تأخر أو اضطراب في اللغة نشير إلى التالي:

1ـ ضعف أو فقدان السمع:

تختلف الاضطرابات اللغوية عند إصابة حاسة السمع في شدتها من طفل إلى آخر وذلك اعتمادا على عوامل وظروف عديدة من أهمها زمن حدوث إصابة السمع، فهناك اختلاف في القدرات اللغوية بين الطفل الذي يولد مصابا بفقدان أو ضعف في السمع وبين الطفل الذي يصاب بفقدان السمع بعد اكتساب اللغة أو اكتساب قدرا معقولا من القدرات اللغوية، ففي الحالة الأولى تكون مشكلة اللغة اشد.

ويعتمد الأمر كذلك على فعالية التدخل المبكر والتزود بالمعين السمعي الصحيح والملائم لمشكلة السمع فكلما كان هناك تدخل مبكر فعال وصحيح كلما تطورت القدرات اللغوية بشكل أفضل وتمكن الطفل من اكتساب اللغة والكلام والأداء التواصلي الشفهي بشكل جيد. ومن الأمور الأخرى التي تعتمد عليها شدة المشكلة اللغوية عند المصابين بحاسة السمع هي درجة وشدة فقدان السمع فالطفل الذي يعاني من ضعف بسيط في السمع لا يتجاوز مستوى 40 ديسبل dB يختلف عن الطفل الذي يعاني من فقدان السمع الشديد أو العميق والذي يتجاوز مستوى 90 ديسبل dB.

2ـ انخفاض القدرات العقلية:

هناك علاقة وثيقة جدا بين الإصابة بضعف القدرات العقلية أو الإعاقة الذهنية وبين الاضطرابات اللغوية، ومن المسلم به لدى جميع المختصين باضطرابات اللغة والكلام بأن الطفل الذي يعاني من انخفاض في القدرات العقلية لابد وان يعاني من اضطراب في اللغة والعكس ليس صحيحا.

والملاحظ هنا أن شدة الاضطراب اللغوي تكون اشد من شدة الإعاقة العقلية أي أن يكون لدى الطفل تخلف عقلي بسيط ولكن اضطراب اللغة يكون متوسطا في الشدة بينما الطفل الذي يعاني من تخلف عقلي متوسط تكون مشكلة اللغة من الدرجة الشديدة. والسبب هنا هي أن اللغة تعتبر من القدرات العقلية العالية في الدماغ وتصنف على إنها من الوظائف العليا في الدماغ.

مظاهر اللغة عند الأطفال المعاقين عقليا تختلف في شدتها من طفل إلى آخر وذلك اعتمادا على شدة الإعاقة العقلية – كما ذكرنا سابقا – واعتمادا على فعالية التدخل المبكر ومدى إشراك الأسرة عمليا التدريب والتحفيز اللغوي. وبشكل عام نلاحظ المظاهر اللغوية التالية عند المصابين بالإعاقة العقلية:

1- غياب كامل للغة أو أية وسيلة تواصل ونجد مثل هذا الاضطراب في حالات الإعاقة العقلية الشديدة.

2- اقتصار اللغة على بضعة أصوات بسيطة يصدرها الطفل للتعبير عن حاجاته.

3- ضعف واضح في القدرات اللغوية التعبيرية والاستقبالية.

4- التأخر في اكتساب اللغة والكلام.

5- البطء الواضح في اكتساب مظاهر معينة في اللغة.

6- البطء في مراحل التطور اللغوي.

وهناك مظاهر أخرى للاضطراب اللغوي عند الأطفال المصابين بالإعاقة العقلية لا يتسع المكان لذكرها جميعها.

3ـ الازدواجية اللغوية أو الثنائية اللغوية:

يختلف الباحثون فيما بينهم حول موضوع ازدواجية اللغة بمعنى وجود أكثر من لغة في البيت كأن يستخدم الأب لغة تختلف عن اللغة التي تستخدمها الأم، وتأثير ذلك على نشوء اضطراب في اللغة عند الطفل فهناك كثير من الدراسات تؤكد على عدم تأثر لغة الطفل عند وجود أكثر من لغة في المنزل.

وبالمقابل هناك من الدراسات ما تؤكد أن وجود أكثر من لغة في محيط الطفل سوف يؤثر سلبا على تطور واكتساب اللغة وذلك تبعا لوجود اختلاف بين الأنظمة اللغوية المستخدمة في كل لغة مثل مبنى الجملة والقواعد الفونولوجية وغير ذلك من المظاهر اللغوية وهذا الاختلاف سوف يشوش قدرة الطفل على اكتساب اللغة أو يتسبب في حدوث خلط بين اللغتين عند الطفل وبالتالي فقدانه القدرة على اكتساب اللغة.

ونحن بدورنا نشير إلى أن وجود أكثر من لغة في محيط الطفل سوف يؤثر بالتأكيد على الطفل الذي لديه استعداد لحدوث الاضطراب اللغوي، ومن واقع خبرتنا العملية لاحظنا أن هناك أطفالا تأخروا في اكتساب اللغة أو اكتسبوا اللغة بشكل غير سليم فقط بسبب وجود أكثر من لغة داخل البيت أو أن تكون اللغة المستخدمة في الحضانة (أو الروضة) الملتحق بها الطفل تختلف عن اللغة المستخدمة في البيت. والنصيحة الممكن تقديمها للقارئ هنا هي الاكتفاء بتعليم الطفل لغة واحدة عند ملاحظة وجود تأخر أو اضطراب في اكتساب اللغة مهما كان هذا الاضطراب بسيطا، والانتقال إلى تعلم اللغة الأخرى عند تمكن الطفل من اكتساب اللغة الأم.

العوامل الوراثية والتأخر اللغوي

الاضطرابات بشكل أكثر عند الأطفال الذين عانى أحد والديهم من اضطراب لغوي أو كلامي في سنين الطفولة المبكرة وكذلك في الأسر التي يوجد بها أشخاص لديهم اضطرابات في اللغة والكلام، وفي الوقت الحالي هناك دراسات تشير إلى اكتشاف جينات لها علاقة بالتأخر اللغوي عند الأطفال.

الولادة المبكرة والتأخر في اكتساب اللغة

تشير الدراسات إلى أن نسبة حدوث التأخر اللغوي عند الأطفال الخدج أي المولودين قبل الوقت هي أعلى بكثير من النسبة التي نجدها عند الأطفال الآخرين.

اضطراب التوحد

يوصف اضطراب التوحد على انه اضطراب بالتواصل فمن أكثر ما يلاحظ عند الأطفال المصابين بالتوحد الكلاسيكي هو وجود عجز نوعي وكمي في التواصل الشفهي وغير الشفهي، وكثيرا ما يأخذ اضطراب اللغة عند المصابين بالتوحد صفات معينة ومميزة عند هذه الفئة من الأطفال.

اضطراب فرط الحركة

عدد كبير من المصابين بهذا الاضطراب يلاحظ لديهم كذلك اضطراب في التطور اللغوي، والذي يأخذ أشكالا متنوعة، وحتى الوقت الحالي من غير المعروف على وجه الدقة علاقة اضطراب عجز الانتباه والتركيز باضطراب اللغة، إلا انه من المسلم به هو أن اكتساب اللغة يحتاج من الطفل الانتباه والقدرة على التقليد والتعامل السوي مع المدركات الحسية والقدرة على تخزين واسترجاع المعلومات والقدرة على ملاحظة العلاقة بين الأصوات التي تتكون منها الكلمة والمعنى المرتبط بهذه الأصوات.

تأثير البيئة

من المعروف بأن الاستعداد الفطري لاكتساب اللغة لا يمكن الطفل لوحده من تعلم واكتساب اللغة فهناك حاجة لوجود بيئة محفزة تساعد الطفل اكتساب اللغة.

فالطفل الذي يعيش في بيئة تساعده على اكتساب اللغة وتزوده بالمعارف والخبرات والمعلومات اللغوية سوف يكتسب اللغة والكلام بشكل أسرع وأفضل بكثير من الطفل الذي لا يتعرض للخبرات اللغوية بدرجة كافية.

عوامل وظروف أخرى

إضافة إلى ما سبق ذكره هناك عوامل وأسباب أخرى وراء الاضطرابات اللغوية عند الأطفال أو سبب تأخر الطفل في اكتساب اللغة، إلا أن آلية عمل وتأثير هذه العوامل غير واضح على وجه التحديد.

فعلى سبيل المثال لاحظت بعض الدراسات وجود حالة التأخر في اكتساب اللغة عند التوأم المتشابه أكثر من التوأم غير المتشابه وعزت هذه الدراسات السبب في ذلك هو أن الوالدين يتكلمان مع طفل واحد فقط في حالة التوأم المتشابه والطفل الآخر لا يحصل على الخبرات اللغوية الكافية وذلك للتشابه الشديد بين الولدين!.

ونحن بدورنا لاحظنا أن هناك من التوأم المتشابه من قام «باختراع» لغة خاصة يتواصلون بها تختلف عن اللغة التي يتكلم بها الأهل ويستمر الأمر إلى سن خمس أو ست سنوات وعندها يبدأ التوأم باستخدام اللغة المحكية داخل البيت.

::

مشكوره عزيزتي

موضوعـ وطرح قيم ومفيد

الله يعطيك العافيه

جزكي الله خير

ننتظر جديدك

:::::::::::::::::::::

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم جمـــــــــــــانه خليجية
::

مشكوره عزيزتي

موضوعـ وطرح قيم ومفيد

الله يعطيك العافيه

جزكي الله خير

ننتظر جديدك

:::::::::::::::::::::

[IMG]https://www.****************/album/35/w6w_w6w_2017042602232895cb29c6.gif[/IMG]

شكرا اختي الكريمة على ردك النير والمشجع

وعلى مرورك العطر برائحة العود والمسك والعنبر

تقبلي فائق مودتي واحترامي rahike1973

الله يــ ع ـطيك الف ع ـــافيه
دمتِ بحفظ الله ورع ــايته
رينــــاد
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريــناد خليجية
الله يــ ع ـطيك الف ع ـــافيه
دمتِ بحفظ الله ورع ــايته
رينــــاد
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
[IMG]https://www.****************/album/35/w6w_w6w_2017042602232895cb29c6.gif[/IMG]

شكرا اختي الكريمة على ردك النير والمشجع

وعلى مرورك العطر برائحة العود والمسك والعنبر

تقبلي فائق مودتي واحترامي الرحيق المختوم

يعيــــــــــــكي الف عــــــــــااااافيه

ياالغلا.

لاعدمنـــــــــاااك .

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samanur خليجية
يعيــــــــــــكي الف عــــــــــااااافيه

ياالغلا.

لاعدمنـــــــــاااك .

[IMG]https://www.****************/album/35/w6w_w6w_2017042602232895cb29c6.gif[/IMG]

شكرا اختي الكريمة على ردك النير والمشجع

وعلى مرورك العطر برائحة العود والمسك والعنبر

تقبلي فائق مودتي واحترامي الرحيق المختوم