كل فرد من أفراد بني الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته لا ينفك عن المداخل والمخارج ، فكل ساعة يقضيها من حياته هي مدخل باعتبار دخوله فيها من غيرها ، ومخرج باعتباره خروجه منها إلى سواها.
فإن قضاها صادق العقد، صادق القول ، صادق العمل ، وفارقها كذلك فهي مدخل صدق ومخرج صدق.
وإن قضاها وفارقها سيئ العقد ، سيئ القول ، سيئ العمل ، فهي ليست كذلك ، بل هي مدخل كذب وفجور ، ومخرج كذب وفجور.
فالإنسان محتاج في كل لحظة من حياته لتوفيق الله وتأييده ، وحفظه وإمداده ، فجاء هذا الدعاء القرآني منبها على هذه العقيدة ، مشتملا على سؤال ما يحتاج إليه الإنسان في جميع شؤونه في حياته وأطواره فيه_ من ألطاف ربه.
ولما كان الإنسان في كل لحظة من حياته _لا بد_ واجدا معارضا وصادا عن الخير والصدق ، وقاطعا في طريق الحق _ من نفسه وشياطين الإنس والجن_ قرن الدعاء السابق بالدعاء الثاني الذي فيه طلب التأييد من الله بالسلطان المبين ، فالدعاءان _على اختصارهما وإيجازهما_ قد جمعا للإنسان كل حاجته من تحصيل الخير ودفع الشر ، فهما من أعظم الأدوية الربانية للإنسان ، ومن أعظم وسائله الشرعية إلى خلقه ، فما أحراهما بأن يلهج بهما في كثير من أوقاته.
"وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا"
من تفسير بن باديس رحمه الله
نورتي صفحتي الله ينور حياتك
مودتي وتقديري
كم من إنسان دخل مُدخل صدق، ولم يخرج مخرج صدق، زلت قدمه، اغتر بنفسه، اغتر بقوته، اغتر بعلمه، اغتر بم حوله:
اللهم اجعلني وياكم من الصادقين
شكرا لك أنثى الورد
ردك عطر مثل اسمك
نورتي صفحتي الله ينور دربك
مودتي وتقديري
مودتي وتقديري