( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم . ) من الشريعة 2024.

( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم … )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَـــلُ الَّذِيـــنَ

خَلَوْاْ مِــــن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْـــزِلُواْ

حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ

أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ) سورة البقرة214

يخبر تبارك وتعالى أنه لا بد أن يمتحن عباده بالسراء

والضراء والمشقة كما فعل بمـــن قبلهم ، فهـي سنته

الجارية ، التي لا تتغير ولا تتبدل ، أن مــن قام بدينه

وشرعه لا بـد أن يبتليه ، فإن صبر على أمر الله ولم

يبال بالمكاره الواقفة في سبيله ، فـهو الصادق الذي

قد نال من السعادة كمالها، ومن السيادة آلتها .

ومن جعـل فتنة الناس كعذاب الله ، بأن صدته المكاره

عمــا هـــو بصدده ، وثنته المحن عن مقصده ، فهــو

الكاذب في دعوى الإيمان، فإنه ليس الإيمان بالتحلي

والتمني ، ومجرد الدعاوى ، حتى تصدقه الأعمال

أو تكذبه .

فقد جرى على الأمم الأقدمين ما ذكر الله عنهم(مَّسَّتْهُمُ

الْبَأْسَاء ) أي : الفقر ( وَالضَّرَّاءُ ) أي : الأمراض فـي

أبدانهم ( وَزُلْــزِلُواْ ) بأنـــواع المخاوف مـــن التهديد

بالقتل ،والنفي ، وأخذ الأموال ، وقتل الأحبة، وأنواع

المضار حتى وصلت بهم الحال وآل بهـم الزلزال ،

إلى أن استبطأوا نصر الله مع يقينهم به .

ولكن لشدة الأمر وضيقه قال ( الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ

مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ ) .

فلما كان الفرج عند الشدة ، وكلما ضاق الأمر اتسع ،

قال تعالى ( أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ) فهكذا كل من قام

بالحق فإنه يمتحن .

فكلما اشتدت عــليــه وصعبت ، إذا صابر وثابر عـلى

ما هو عليه انقلبت المحنة في حقه منحة، والمشقات

راحات ، وأعقبه ذلك الانتصار على الأعداء ، وشفاء

ما في قلبه من الداء ، وهــذه الآية نظير قـوله تعالى

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَــنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِيـــنَ

جَاهَدُواْ مِنكُــمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران142

وقــولــه تعـــالى ( الم ، أَحَسِـبَ النَّاسُ أَن يُتْـرَكُوا أَن

يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ،وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ

فَلَيَعْلَمَــنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ )

فعند الامتحان ، يكرم المرء أو يهان .

الكتاب تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان

( ص 96 ) للشيـــخ : عبد الرحمن السعـدي

جـــزاااكـ ربي خيـــر يالغلا

الله ينور دربك

طرح راااائع

تقبلي وردي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.