إخلاص النية أساس القبول في الاسلام 2024.

إخلاص النية أساس القبول

بسم الله الرحمن الرحيم

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا ))
رواه أبو داود (1464) وصححه الألباني في صحيح أبي داود

" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرىء ما نوى "

البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي .

وقيل ان ترك العمل ..لأجل الناس رياء.. والعمل لأجلهم شرك..وعلى المؤمن أن يبدأ

يومه بالدعاء.. بأن يجعل الله تبارك وتعالى عمله خالصآ لوجهه الكريم .

قال الله تعالى
ومن يتق الله يجعل له مخرجآ ويرزقه من حيث لا يحتسب

ولذا من الحكمة طلب التقوى وإخلاص النية في الدعاء .

قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) ،

فإذا رأى الإنسان أن الله تعالى قد فقَّهه في دينه : فليبشر أن الله تعالى أراد به خيراً ، ويجب إخلاص النية لله في طلب العلم ، بأن ينوي الإنسان في طلبه للعلم :

أولاً : امتثال أمر الله تبارك وتعالى ؛ لأن الله تعالى قال : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ) ، قال البخاري رحمه الله : فبدأ بالعلم قبل القول والعمل .
ثانياً : من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول { ألم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف }
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 1416
خلاصة الدرجة: صحيح

ثالثاً : اقرؤوا القرآن . فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه …………….
الراوي: أبو أمامة الباهلي المحدث: مسلم – المصدر: المسند الصحيح – الصفحة أو الرقم: 804
خلاصة الدرجة: صحيح

رابعاً : الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران اثنان
الراوي: عائشة المحدث: الألباني – المصدر: صحيح ابن ماجه – الصفحة أو الرقم: 3061
خلاصة الدرجة: صحيح

خامساً: أن ينوي بتعلمه : التقرب الى الله تبارك وتعالى والتعرف على صفاته والامتثال لأوامره واجتناب نواهيه

سادساً: ان تشغل نفسك بالطاعه حتى لا تشغلك نفسك بالمعصيه

سابعاً : أن ينوي بتعلمه : حفظ شريعة الله ؛ فإن الشريعة تُحفظ في الصدور ، وتُحفظ في الكتاب المسطور .

ثامناً: كذلك أيضاً ينوي طالب العلم بطلبه العلم : أن يقيم عبادة الله على ما يرضي الله عز وجل ؛ لأن الإنسان بدون التعلم لا يمكن أن يعرف كيف يعبد الله ، لا في وضوئه ، ولا صلاته ، ولا صدقته ، ولا صيامه ، ولا حجه ، وأيضاً يدعو إلى الله سبحانه وتعالى بعلمه فيبين الشريعة للناس ويدعوهم إلى التمسك بها .

فالعلم في الحقيقة من أفضل العبادات وأجلِّها وأعظمها نفعاً ، ولهذا تجد الشيطان حريصا على أن يصد الإنسان عن العلم) ، ويأتيه بالأشياء الكثيرة التي تصده عن العلم ، ولكن على المرء أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأن يمضي لسبيله ، ولا يهتم بهذه الوساوس التي تعتري قلبه ، وكل ما أحس بما يثبطه عن العلم – بأي وسيلة – : فليقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ،
وأقول لطالب العلم :-

امض لسبيلك ، اطلب العلم ، لا يصدنك الشيطان عن ذكر الله ، ولا عن طلب العلم ، واستمر وسوف تلاقي صعوبة ومشقة في تصحيح النية ، ولكن تصحيح النية أمر سهل ، فامض في سبيلك ، واستعن بالله عز وجل ، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم

وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن و تعلمه و عمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور ، ضوؤه مثل ضوء الشمس ، و يكسى و الداه حلتان لا يقوم لهما الدنيا ، فيقولان : بم كسينا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن "

رواه الحاكم (1/756) وقال صحيح على شرط مسلم ، وقال الألباني : " حسن لغيره " كما في صحيح الترغيب . فالخير والسعادة في طاعة الله في الدنيا ، وطاعة والديك واجبة عليك ، والعبادات التي تفعلها ليست لأحدٍ من البشر ، إنما هي لله تعالى

إن أولى الخطوات لتعلمالقرآن هي :

1- الدعاء وإخلاص النية في حفظ القرآن لأنه قربه إلى الله وقد يسره الله لعباده ( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)(2)

2- ان تذوق حلاوة العمل فإذا حفظت صفحة من القرآن فأقرأها في صلاتك وفي سيارتك وتهجدك وفي أوقات الانتظار

3- أن تبدأ بالتدرج فتحفظ مثلاً هذا اليوم 3 أسطر وغدا مثلها ثم تزيد تدريجياً حتى تصل إلى مستوى يرضيك ولا تستعجل

4- لا تفكر متى تنتهي ولكن فكر كيف ستكون بعدما تنتهي إن القرآن يحتاج إلى وقت حتى يرسخ ويثبت .

5- كرر ثم كرر ثم إذا مللت من التكرار فكرر … واعلم أن ما تبذله من وقت للتكرار ستجني ثماره في المراجعة والاستذكار

6- إذا كنت مقتنع أن من لم يخصص وقتا للقرآن أنه سيحفظ فلعلك تقترح على المدارس إلغاء الجداول وأخبرني متى ينتهون من المناهج .
بل هل سيدرس الطلاب . ( تخيل هذا ) وتخيل نفسك بدون جدول للحفظ .
(استعن بالله – عش هدفك – تدرج – كرر وأتقن – خصص وقتاً )

ثم بعدما تجتمع لك هذه الأمور ويخرج لك حصيلة يومية ( وجه أو نصف وجه ) ضمه إلى ما قبله فقبل أن تحفظ الجديد اقرأ السورة من أولها حتى تصل إلى الواجب اليومي :

اليوم شيء وغدا مثله من صنوف العلم التي تلتقط
يحصل المرء بها حكمة وإنما السيل اجـــــــــتماع النقط

توصية مهمة :

ألزم نفسك بقراءة ما حفظت كل أسبوع فبعد صلاة الجمعة تبدأ ولا يمر عليك الأسبوع إلا وأنت قد مررت على ما حفظت وتقرأها وبدون المصحف

وإذا تكاثرت عليك السور اجعل لكل يوم مقدار وبهذا تختم القرآن كل أسبوع وستجد أنها يسيرة
أخي : احذر أن تجازف بحفظ آية بدون سماعها من شيخ متقن وحفظها على شيخ متقن لأن الخطأ إذا ترسخ صعب تغييره .

أختى … لا تلتفتى إلى الوراء وابدأت بالحفظ ولو آية ولو كان عمرك كبير فأن تموت وأنت تشق طريقك لحفظ كتاب الله خير من أن تهجره وتحرم نفسك الخير ..

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يمن علينا بحفظ كتابه الكريم وأن يرفعنا به إلى أعلى عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .

ولابد من استحضار النية من تجريدها من كل الشوائب والرغبات الذاتية والدنيوية، وإخلاصها لله تعالى في كل عمل من أعمال الآخرة، حتى يجوز القبول عند الله.

وقد مر بنا قول الفضيل بن عياض: "إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، حتى يكون خالصا وصوابا، والخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على السنة .. ثم قرأ الفضيل قوله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد).

ومما روى عن ابن مسعود: لا ينفع قول إلا بعمل، ولا ينفع قول وعمل إلا بنية، ولا ينفع قول وعمل ونية إلا مما وافق السنة.

وقال ابن عجلان: لا يصلح العمل إلا بثلاث: التقوى لله، والنية الحسنة، والإصابة (يعني: أن يؤدي على وجه الصواب شرعا).

، ونسأل الله تعالى أن يهدينا ويوفقنا لما يحب ويرضى .
والله الموفق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.