ابن قيم الجوزية وانواع النعم -اسلاميات 2024.

ابن قيم الجوزية وانواع النعم

النعم ثلاثة ، نعمة إنها نعمة حاصلة تعرفها ، ونعمة تنتظرها ، ونعمة أنت فيها لا تعرفها ، حاصلة يعلم بها العبد ، ونعمة منتظرة يرجوها ، ونعمة هو فيها لا يشعر بها ولأن أية نعمة إذا شكرتها قيّدتها ، فإن كفرتها خسرتها ، وبالشكر تدوم النعم
حالة المؤمن مع الله حالة الشكر دائماً ، لأنه مغمور بفضل الله ، لكن الإنسان الشارد الغافل لا يبحث إلا عن شيء فَقَده ، كل النعم التي بحوزتك لا تنتبه إليها ، أما النعمة التي يفقدها تكبر عندك ، وترى نفسك محروماً ، وتظن أن حظك سيئ ، لذلك :نعمة حاصلة يعلم بها العبد:كان عليه الصلاة والسلام تعظم عنده النعمة مهما دقت ، فإذا كان الإنسان يتمتع بحركته لا يحتاج إلى من يحمله فهذه نعمة القوة ، يتمتع بسمعه وبصره ، له سمعة طيبة ، ليس عليه بطاقة بحث ، ليس مطالباً للعدالة ، عنده بيت يأوي إليه ، فهذه النعم إذا شكرتها قيدتها ، أما إذا تجاهلتها ، وندبت حظك للذي لم تحصل عليها فقد كفرت ، لذلك إذا أراد الله عز وجل إتمام نعمته على عبده عرفه نعمته الحاضرة ، لو أنك أحصيت النعم التي أنت فيها فهي نعم لا تعد ولا تحصى ، فأي خلل في جسمك تصبح الحياة جحيماً لا تطاق.
ان الإنسان إذا متّعه الله عز وجل بنعمة البصر ، ونعمة السمع ، ونعمة النطق ، ونعمة الحركة ، أجهزته سليمة ، ليس عنده أورام خبيثة ، ولا أزمات قلبية ، سمعته طيبة ، له بيت ، له مأوى ، له طعام وشراب ، كلما شكرت الله على نعمه قيّدها لك ، وثبتها لك ، وزادك منها ، لذلك :

نعمة منتظرة يرجوها العبد كل انسان يسير في طريق الإيمان ، يضبط جوارحه ، يضبط أعضاءه ، يضبط دخله وإنفاقه ، كلامه ، نطقه ، بيته ، من حوله ، من فوقه ، من تحته وفق منهج الله فهذا ماذا ينتظر من الله ؟ ينتظر العطاء ، ينتظر أن يكرمه الله بما أعطى عباده الصالحين .

نعمة هو فيها العبد لكن لا يشعر فيهاالإنسان نظيف ، يعرف الطهارة ، عقله سليم ، حديثه منطقي ، محبوب ، محترم ، هذه نعمة ، فأنت لو بحثت عن النعم الإيجابية لوجدتها أكثر من أن تحصى ، فإذا اشتغلت بشكرها زادك الله من نعمه .
لكن ثمة إنسان سوداوي المزاج ، دائماً يندب حظه ، دائماً يشكو ، يشكو من لا شيء أحياناً ، يشكو أشياء طبيعية جداً ، وهي موجودة في كل إنسان .
إذا أراد الله إتمام نعمته على عبده ألهمه شكْرها ، لأن من تمام النعمة أن تشكرها ، فقد تكون عندك ، لكنك إن لم تشكرها فقد ضيعتها ، أما إن شكرتها فقد قيدتها ، فإذا أراد الله إتمام نعمته على عبده عرفه نعمته الحاضرة ، وأعطاه من شكره لها قيداً يقيدها حتى لا تشرد عنه ، يا رب ، كيف أشكرك ؟ وشكري لك هو نعمة جديدة أضيفها على نعمك ، أحدهم : قال كيف شكرك ابن آدم ؟ قال : علم أن شكرها مني ، فكان هذا شكره .
إن النعم تشرد بالمعصية ، وتقيد بالشكر ، فالشكر قيد ، فإذا كنت في بحبوحة ، في صحة ، في وفاق أسري ، عندك أولاد أبرار ، عندك زوجة صالحة ، لك دخل جيد ، إذا كنت شاكراً لهذه النعمة فاطمأن ، فأنت في ازدياد ، أما إذا تجاهلت نعم الله عليك ، تجاهلت نعمة الأمن ، تجاهلت نعمة الصحة ، نعمة الفراغ ، نعمة الأمن التي لا تعدلها نعمة .

يعطيك الف عافية عزيزتيخليجية
اشكرك اختي في الله وبارك الله فيك
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله على جميع نعمك الظاهرة و الخفية منها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.