❖ السعادة الكاذبة ❖ 2024.

❖ السعادة الكاذبة ❖

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الحمد لله رب العالمين يسمع دعاء الخلائق ويجيب ..

يغفر لمن استغفره ، ويرحم من استرحمه ، و يصلح المعيب …

فصلِ اللهم عليه و على آلـه و صحبه و كل من انتسب إليه من بعيد أو قريب …

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ما زال الناس يفكرون في تحقيق أمانيهم..
وترى البعض؛ يطلق العنان لخياله؛
فيرسم لنفسه نموذجًا من الحياة يتمنى أن يعيشها..

والناس يتفاوتون في ذلك؛
فبعضهم يتمنى غايةً؛ إذا وصل إليها، لا يريد شيئًا بعدها..
والبعض تجدهم لا يقفون عند غاية؛ فهم يتمنون كل شيء!!

والفريقان يجمعهما: البحث عن السعادة.. والحياة الطيبة الهنيئة..

وفي سبيل تحقيق هذه الأمنية؛ فإنَّ سعى الناس شتَّى..
الكلُّ يلهث للوصول إلى ذلك الهدف بأنواع من الوسائل..
ولكن يا تُرى هل سيصل الجميع إلى تلك الغاية؟!

جواب تجده بين ثنايا هذا الموضوع .. والتي ستبرز حال فريق من الناس؛
تخبطوا في فهمهم للسَّعادة؛ فصاروا يسعون خلف كل سراب يظنونه ماءً!!

فإلى السَّعادة الكاذبة!!

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

يحسب الكثيرون؛ أن الغني حقًا؛ هو صاحب المال الكثير.. نعم هو غنيٌّ..
ولكن! هل هذا هو الغِنَى الحقيقي؟!
وهل سألت نفسك يومًا: من هو الغني حقًا؟!
لقد أعمى حجب المال قلوب الكثيرين من النَّاس؛
حتى أصبح الواحد منهم؛ إذا قلَّ ماله عدَّ نفسه في الأشقياء!
مساكين هؤلاء! لقد فات عليهم أن الغِنَى الحقيقي؛ لا أثر للمال فيه..

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
« ليس الغني عن كثرة العَرَض، ولكن الغِنَى غِنَى النَّفْس » [رواه البخاري ومسلم].

فيا غافلاً عن أسباب السَّعادة! هذا هو الغني الحقيقي..
وأما غِنَى الدينار والدرهم؛ فذاك هو الغِنَى الكاذب!
إنَّ من جعل الله غناه في قلبه؛ فكأنَّما الدنيا كلها عنده! لأنه قد حاز كنزًا،
من حازه فهو أغنى الأغنياء!

أتدري ما هو هذا الكنز؟!
إنَّه: (القناعة!) كنز أغلى من الذَّهب الإبريز.. وأنفس من الدُّر المكنون!

قيل لبعض الحكماء: ما الغِنَى؟
قال: (قلة تمنِّيك، ورضاك بما يكفيك).

أنت بالقناعة أغنى الأغنياء.. وأسعد السعداء..
وأنت بدونها؛ فقير.. شقي.. وإن ملكت القناطير المقنطرة من الذهب والفضَّة!

عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني،
ثم قال: «يا حكيم إنَّ هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس بُورك له فيه،
ومن أخذه بإشراف نفس لم يُبارك له فيه، كالذي يأكل ولا يشبع…»
[رواه البخاري ومسلم].

فلتعلم أيُّها الحريص على الغِنَى؛ أنَّك لن تملك السَّعادة بالغِنَى!
وإن السعيد حقًا من ملك القناعة!

كان محمد بن واسع رحمه الله يبل الخبز اليابس بالماء، ويأكل،
ويقول: (من قنع بهذا لم يحتج إلى أحد!).

أحبتي: أولئك الرجال حقًا! عرفوا معنى السَّعادة الحقيقية.. ولم تغرهم الدنيا ببريقها الكاذب!
رفضوا كل سعادة كاذبة.. فكانوا أغنى الأغنياء من غير مال!
فاعرف أيها العاقل هذا الطريق.. وإياك أن تكون من المخدوعين بالسَّراب الكاذب!

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

لقد ميَّز الله تعالى هذا الإنسان بالعقل،
وأرسل إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام زيادة في الهُدى والبيان..
فإذا لم يعمل بما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فلن يحيا حياة الإنسان
الذي كرَّمه الله تعالى بشرعه.. بل سيحيا حياة الفوضى والهمجيَّة!
وهي حال الكثيرين الذين بحثوا عن السعادة بعيدًا عن هدى الشرع الحكيم!

أحبتي: ما أقبح أن يحيا الإنسان حياة البهيمة.. فلا يكون له هم سوى إشباع شهواته!
إن من أسرَتْهُ الشهوات، وكبَّلته بقيودها؛ لا تراه إلاَّ أعمى البصيرة.. متخبطًا في فعل الحرام!
وهو حال الكثيرين من أولئك الذين ظنوا أنَّ سعادتهم في اللَّهث خلف الشَّهوات!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إن مما أخشى عليكم بعدي؛ بطونكم، وفروجكم، ومضلاَّت الأهواء»
[رواه ابن أبي عاصم وغيره/ تخريج كتاب السنة للألباني: 14].

فيا مَنْ أسرفت في الشهوات.. ويا مَنْ ضيعت ساعات عمرك في الجري خلف الحرام!
إنَّ عمر الحرام قصير.. وعقابه طويل!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الدنيا حُلوة خضرة، فمن أخذها بحقه بورك له فيها، وربَّ متخوِّضٍ فيما اشتهت نفسه
ليس له يوم القيامة إلاَّ النَّار!» [رواه الطبراني/ صحيح الترغيب: 3219].

فيا باحثًا عن نشوة السَّعادة؛ اعلم أن السَّعادة ليست في كأس خمر تشربه..
ولا عربدة في ليلة حمراء.. ولا نغمة مزمار تسمعها.. ولا مال سُحْت تأكله..
كلُّ ذلك سعادة كاذبة!

قال أبو هريرة رضي الله عنه:
(من زنى أو شرب الخمر؛ نزع الله منه الإيمان، كما يخلع الإنسان القميص من رأسه!).

وكثير من أولئك المخدوعين؛ تجدهم ضائعين بين نيران الشهوات، وهم يظنونها نعيمًا وسعادة!
وخاصة الشباب منهم؛ ممن استهوته فتوة الشباب وحرارته.. وإذا وُعظ أحدهم؛ احتج لضلاله:
بأنه شاب، ومن حقه أن يستمتع بشبابه! وكأنَّ الشاب عنده يجوز له أن يفعل ما يشاء!

وهذا الفهم السَّقيم؛
هو الذي أوقع الكثيرين من الشباب في دوامة الفوضى وحياة اللامبالاة!
ولكن بعدها ما الذي استفاده هؤلاء التُّعساء؟!

لقد كانت النتيجة:
الانحلال الخُلُقي، وأمراض العصر، وأعظمها: البعد عن الله تعالى!
وهذه ثمار حصدها كل أولئك الذين ضيَّعوا ساعات عمرهم في الشهوة الحرام؛
بحجة السعادة الكاذبة!

وقد نسي هؤلاء الغافلون؛ أن السَّعادة لا تكون في الحرام!
فيا غافلاً! متى رأيت سعادة يجني صاحبها الأمراض والأحزان؟!
ولكن عليك بالسعادة الحقيقية.. ودع عنك السَّعادة الكاذبة!

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

كلُّ أولئك المخدوعين ببريق السَّعادة الكاذبة؛ إنما خدعتهم الدنيا الفانية؛ بزخرفها الكاذب!

قال الله تعالى:
(( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ
كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا
وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ))
[الحديد: 20].

أحبتي :
ذلك هو مثل الحياة الدنيا؛ الذي ضربه لك الله تبارك وتعالى.. وهو مثل كل نعيم في الدنيا!
فهل فهم أهل الغفلة هذا المثل؟!

إن من عرف الدنيا وتقلبها بأهلها، وودها الكاذب؛
أيقن أن السعادة الحقيقية لا تكون منها! وإنما الدنيا دار عمل،
ومعبر إلى دار البقاء.. والنَّعيم الدَّائم..

والسعداء في الدنيا حقًا؛ هم الذين أخذوا بالأسباب التي ستكون سببًا
في سعادتهم الدائمة يوم القيامة.. وكما سعدوا بهذه الأسباب في الدنيا؛
سيسعدون بها غدًا..

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

إن السعادة الكاذبة:
هي ذاك البريق الخادع؛ من زخرف الدنيا الفاني؛ من حب لجمع المال،
وحب للتفاخر في الغنى والتكاثر، وإدمان للشهوات المحرمة، وتُّمرد على أوامر الله تعالى..
وفعل كل ذلك رغبة في الوصول إلى تلك السَّعادة المزعومة!

ولكن السعيد حقًا: من وفَّقه الله تعالى، وانشغل بخدمة مولاه تبارك وتعالى..
واستعد ليوم الرَّحيل..

هذا هو السعيد حقًا.. وأما الأول فهو الشقي.. صاحب السعادة الكاذبة!!

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

و في الختام

أسأل الله أن يغفر لنا ما سلف وكان , وأن يجعلنا ممن إذا ذُكر تذكر ,
وإذا أذنب استغفر ، وللإمانة الموضوع منقول

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

موضوع رائع
جزاك الله خيراً


نأسأل الله أن يغفر لنا ما سلف وكان , وأن يجعلنا ممن إذا ذُكر تذكر , وإذا أذنب استغفر

بارك الله فيك عزيزتي ايس موضوع رااائع جداً وقيم
وجزاكِ الله الفردوس الأعلى
واسأل الله أن يثيبك على ما طرحت خير الثواب …
وتقيــمي بالنجـــــوم لموضوعك …خليجية

الحمدلله على حال
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.