العقم والتلقيح الاصطناعي . 2024.

العقم والتلقيح الاصطناعي…

مقدمــة :
خلق الله بني أدم وكرمهم على كثير ممن خلق ، و من حكمته أن جعل ارتباط الذكر والأنثى وسيلة إلى تكاثر النوع الإنساني وحفظه على الأرض إلى أن يرث الله الأرض وما عليها , وجعل النكاح الطريق المحدد المشروع لذلك الارتباط وثمرته النسل الذي حببه الله إلى البشر ورغب إليه وجعله مركوزا في فطرة الإنسان رغم ما قد يكابد من مشاق قال تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) سورة الكهف الآية ، وامتدح الله سبحانه وتعالى الزواج وحبب الناس فيه كما قال تعالى ( والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ) سورة النحل الآية . ومن ثم فقد حث على التناسل من هذا الطريق في قوله سبحانه وتعالى ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ) سورة النساء آيه 1. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ). ولكن قد تشاء إرادة الله أن يجعل لفرد ذرية من البنين و لأخر ذرية من البنات ويجعل من يشاء عقيما كما قال الله تعالى ( لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور . أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيماً ) سورة الشورى الآية 249 ولا خلاف عند المسلمين انه يندب التداوي من الأمراض ومنها العقم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( عباد الله تداووا فان الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد هو الهرم ) الحديث رواه البخاري ومسلم .

تعريف العقــم :
إن لفظ العقم ( sterility ) وقلة الإخصاب أو عدم الإخصاب ( infertility ) كثيرا ما يستعملان كلفظين مترادفين وهما ليسا كذلك، فالعقم ليس له علاج ناجح حتى الآن , مثل الأمراض الخلقية والوراثية الشديدة التي تصيب الجهاز التناسلي كغياب الخصية أو عدم وجود المبيض . أما عدم الإخصاب أو قلة الإخصاب فهو تعبير يشمل كل الحالات التي يمكن أن تعالج ، وهو ما سنركز عليه في سياق هذا الموضوع . ويعرف عدم الإخصاب بأنه عدم الإنجاب بعد مرور سنة كاملة من المعاشرة الزوجية السليمة دون أن يستعمل أحد الزوجين أي طريقة من الطرق التي يمكن أن تعطل أو تمنع الحمل بأي صورة من الصور .

حجم المشكلــة :
تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد الأزواج المصابين بعدم الإخصاب يتراوح ما بين خمسة إلي عشرة بالمائة من الأزواج في العالم . ولو أضفنا إلى تلك الأعداد النساء اللاتي حملن ولم ينجبن بسبب الإجهاض المتكرر أو الحمل خارج الرحم أو اللاتي انجبن ثم لم يستطعن الإنجاب لتضاعف العدد مرات عدة . ينطبق الأمر لو أضفنا أعداد الرجال الذين اصبحوا يعانون من عدم الخصوبة نتيجة التهابات الجهاز التناسلي بعد فتره كانوا فيها مخصبين .

أسباب قلة الإخصاب :
هناك أسباب عديدة منها الأمراض الجنسية , والتهابات الحوض والمهبل ,و الإجهاض, والسل , والجماع أثناء الحيض , وتأخر سن الزواج, وممارسة الرياضة العنيفة , والتعقيم , والتعرض للأشعة, واستعمال بعض العقاقير .

طريقة المعالجة :
تتفاوت الطريقة المستعملة لمعالجة كل حالة: حسب المسببات ونتائج الفحوصات السريرية والمخبرية المختلفة ومع تقدم العلم الحديث ظهرت تقنيات جديدة يمكن أن تسعد الزوجين في تحقيق هدفهما المنشود ألا وهو الإنجاب , ومن تلك التقنيات ما يعرف بالتلقيح الصناعي ، والذي يمكن أن يقسم إلى نوعين :
1. التلقيح الصناعي الداخلي
2. التلقيح الصناعي الخارجي/ طفل الأنابيب

وسنعالج الأحكام الشرعية والأخلاقية المتعلقة بهذا الموضوع بشيء من التفصيل :

التلقيح الصناعي الداخلي :

ويتم عادة حقن الحيوانات المنوية إما داخل الرحم أو في الجزء العلوي من المهبل وتستخدم هذه الطريقة في الحالات التي يشتكي فيها الزوج من ضآلة عدد النطف , أو إذا كانت حموضة المهبل تقتل تلك النطف بصورة غير اعتيادية , أو عند وجود تضاد بين حموضة المهبل والحيوانات المنوية أو إذا كان الزوج مصابا بالعنة .

التلقيح الصناعي الخارجي :

في هذه الطريقة تؤخذ البويضات من الأنثى وتلقح خارجيا في طبق ثم تعاد إلى رحم الأنثى , وبهذه الطريقة يمكن عادة إنتاج عدد وفير من السلالة في وقت قصير ويعتبر الدكتور ادواردز والدكتور استبتو أول من نجحا في هذا المجال في عام 1978 م . ومنذ أن تم ميلاد لويزا براون ازداد عدد أطفال الأنابيب . في عام 1984 م – بلغ عددهم حوالي ألف طفل في العالم , وفي عام 1986 م بلغ عددهم اكثر من ثلاثة آلاف طفل , وتكلف المحاولة الواحدة في الدول الأوربية حوالي أربعة إلى ستة آلاف دولار .

أنواع التلقيح الصناعي الموجودة في الغرب :

1. تلقيح المرأة بماء زوجها مباشرة وتعاد البويضة الملقحة إلى رحمها .
2. تلقيح المر أه بماء مانح غير زوجها.
3. تلقح امرأة بماء رجل غريب عنها وفي اليوم الخامس يغسل الرحم أو تؤخذ البويضة الملقحة لتغرس في رحم زوجة ذلك الرجل الغريب .
4. نفس الطريقة السابقة إلا أن الماء يكون من مانح أيضا ثم تغرس في رحم الزوجة الراغبة في الإنجاب .
5. تلقح المر أه بماء زوجها بعد وفاته .
6. نفس الطريقة السابقة ولكن تؤخذ البويضة وتغرس في رحم امرأة مستأجرة لفترة زمنية معينه .
7. نفس الطريقة السابقة ولكن قد تكون المرأة المستأجرة قريبة لأحد الزوجين أو حتى زوجة أخرى لذلك الرجل .
8. الزوجة تقدم البويضة ويتم تلقيحها بماء مانح ثم تغرس في رحم امرأة متبرعة أو بأجر.
9. تقدم الزوجة البويضة ويقدم الزوج الماء ولكن تغرس البويضة الملقحة في رحم امرأة مستأجرة .
وهكذا يمكن أن تتعدد صور الاستيلاد غير الطبيعية مع توافر هذه التقنيات الحديثة في الإنجاب .

المحاذير الشرعية و الأخلاقية المتعلقة بعملية التلقيح الصناعي :

1. انكشاف عورة المرأة لرجل غريب عنها ويرى بعض الفقهاء أن التلقيح الاصطناعي الذي يوجب انكشاف عورة المرأة الخاصة أمر ليس له ما يبرره ، إذ أن العقم ليس ضرورة ملحة تدعوا إلى إباحة انكشاف العورة وربما كان هذا ايسر المحاذير لان ما بعدها اخطر منها بكثير .
2. عند قيام بنوك المني والتلقيح الاصطناعي داخل أو خارج الرحم هناك احتمالات قائمة لحدوث خطأ وهو أمر مشاهد في المختبرات يوميا وهذا يسبب اختلاط الأنساب .
3. عند قيام تجارة النطف فان عامل الربح والحصول على المال قد يدفع من لا أخلاق له لان يزعم للرجل العقيم أن لديه قليلا من الحيوانات المنوية وأنه سيجمعها له ويحقنها في رحم زوجته فيأتي بمني رجل آخر سليم ويحقنه في رحم الزوجة فتحمل الزوجة ويسر الزوج ويدفع المبالغ الطائلة وهو مسرور .
4. يقوم الأطباء بتنبيه المبيض بالهرمونات والعقاقير ليفرز مجموعة من البويضات ويشفط الطبيب هذه البويضات ( قد تصل إلى اثني عشرة بويضة ) ويضعها في أطباق الاختبار ثم يقوم بتلقيحها .
وبما أن نسبة النجاح وإتمام الحمل في حالة طفل الأنبوب ضئيلة لا تتجاوز 10% إذا ادخل الطبيب بويضة واحدة ملقحه – فان هذه النسبة قد تزداد إلى 20 % أو 30% إذا ادخل الطبيب أربع أو خمس بويضات . وبذلك يزداد حمل التوائم الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية في حمل التلقيح الاصطناعي الخارجي ومخاطر حمل التوائم معروفه لدى الأطباء – إذ يسبب ذلك الحمل مضاعفات خطيرة على الحامل يجعلها تتعرض لأخطار شديدة قد تفقد من اجله حياتها وحياة اجنتها .
5. يحتفظ الأطباء بمجموعة من البويضات ويجمدونها , وذلك لان نسبة النجاح في حمل طفل الأنبوب لا تزال ضئيلة . فإذا فشل الحمل عادت المرأة إلى الطبيب الذي يقوم بإخراج البويضات الملقحة ( الأجنة المجمدة ) من الثلاجة ثم إعادتها إلى الرحم – فإذا ما تم حمل ماذا يفعل بالبويضات الملقحة ؟

لقد أقامت هذه المشكلة في الغرب ضجة كبرى وأمام الأطباء عدة طرق وهي كالآتي :
أ‌ نقل هذه البويضات الملقحة الجاهزة إلى نساء يعانين من العقم بسبب إصابة المبايض وقناتي الرحم , وهذا يوفر للطبيب وقتا وجهدا كبيرين ولكنه يسبب اختلاط الأنساب الرهيب فمن هي أم الطفل ؟ ومن هو أبوه ؟
ب‌ إجراء التجارب على هذه الأجنة وجعلها تنمو في المختبر وفي ذلك اعتداء على حرمة الحياة الإنسانية . وقد أباحت لجنة دارنك من البرلمان البريطاني إجراء التجارب على هذه الأجنة إلى اليوم الرابع عشر من عمرها عندما يبدأ الشريط الأولي ( primitive streak ) الذي يتكون من الميزاب العصبي ( neural groove ) في النمو ولكن المعارضة في البرلمان كانت شديدة و لا تزال القضية تثير جدلا.
ت‌ ترمى البويضات الملقحة وهذا أمر مستبعد حيث أن الأطباء حريصون على الاستفادة منها … وخاصة في المستشفيات التجارية .
6. إذا فشل الحمل كما يحدث كثيرا فان الطبيب يطلب من الزوجة أن تعود مرة أخرى ليزرع في رحمها البويضات المجمدة الملقحة ولكن ماذا يحدث إذا ماتت الزوجة أو مات الزوجان ؟ لقد حدثت هذه القضية في استراليا عندما مات الزوجان الأمريكيان الثريان في حادثة طائرة وبقيت أجنتهما مجمدة , وقد حكمت المحكمة في نوفمبر 1984 م في استراليا باستنبات الجنين المجمدين في رحمين مستعارين بأجر من ثروة الزوجين الثريين اللذين لا وارث لهما .
7. تزداد في التلقيح الاصطناعي نسبة حدوث تشوهات في الأجنة وذلك لان في التلقيح الطبيعي موانع كثيرة تعوق الحيوانات المنوية المريضة والمصابة في إحداث أي خلل ولكن التلقيح الاصطناعي يلغي هذه العوائق وبهذا يمكن أن يحدث زيادة في الأولاد المشوهين .
8. إذا استخدمت البنوك الصناعية واستخدام المنى من مانح , فان المانح قد يكون مصابا بأحد الأمراض التناسلية وبالتالي ينقل المرض إلى المرأة المتلقية كما ينقل المرض إلى الجنين ومثاله الزهري الوراثي , الإيدز الخ…
فهل نحن على صواب عندما نلهث وراء كل صيحة من الغرب أم يحتاج الأمر إلى إعادة نظر والتمهل وحساب العواقب ، والنتائج قد تكون افدح مما نتصور.

الموقف الشرعي من التلقيح الاصطناعي :

حظي موضوعا التلقيح الاصطناعي الداخلي والخارجي بأشكالهما المختلفة باهتمام علماء المسلمين في هذا العصر واتفقوا على الأتي :

1. إن عدم الإخصاب يمكن أن يعتبر مرضا وان للزوجين حق طلب العلاج ولو أدى ذلك إلى انكشاف العورة ولكن ينبغي أن لا تكشف العورة إلا بقدر الضرورة بحيث :
أ‌ لا تنكشف عورة الرجل إلا لطبيب ذكر مسلم – فان لم يتيسر فغير مسلم .
ب‌ لا تنكشف عورة المرأة إلا لطبيبه مسلمة – فان لم يتيسر فطبيبة غير مسلمة – فان لم يتيسر فلطبيب مسلم – فان لم يتيسر فلطبيب غير مسلم ثقة مع ضمان عدم الخلوة .
2. إن الإنجاب يجب أن يتم في زمن قيام الزوجية.
3. أن استخدام أي طرف ثالث في وسائل الإنجاب يعتبر باطلا وغير شرعي ويستوجب التعزير . والطرف الثالث يقصد به نطف ذكريه من غير الزوج , بويضات من غير الزوجة , لقيحة من نطفة رجل غريب و امرأة غريبة , أو استخدام رحم امرأة لاحتضان اللقيحة.

تمنياتي للجميع بحمل طبيعي وبدون الحاجة لهذه الوسائل ان شاء اللهخليجيةخليجيةخليجية

بارك الله فيك و ربنا يرزقنا جميعا الذرية الصالحة.
مشكوووووووورة
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
تمنياتي للجميع بحمل طبيعي وبدون الحاجة لهذه الوسائل ان شاء الله…………امين
الله يعطيك العافيه
الله يحمينا ويعطينا الذرية الصالحة وبدون الحاجة الى اللجوء لاي وسيلة ويجعل حملنا كلنا طبيعي باذن الله وممنونين على المرور اخواتي العزيزات…
يعطيك الف عااااااافيه
شكرا جزيلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.