سورة الفاتحةجمعت مقاصدالقران الاساسيه 2024.

سورة الفاتحةجمعت مقاصدالقران الاساسيه

بسم الله الرحمان الرحيم

سورة الفاتحة أول سور القرآن الكريم في الترتيب لا في النزول، وهي مكية وآياتها سبع بالإجماع لقوله تعالى: ”ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم”· وسميت ”الفاتحة” لافتتاح الكتاب العزيز بها· وهي على قصرها ووجازتها، قد حوت معاني القرآن العظيم، واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال، فهي تتناول أصول الدين وفروعه··· تتناول العقيدة، والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الآخر، والإيمان بصفات الله الحسنى، وإفراده جل وعلا بالعبادة والاستعانة والدعاء، والتوجه إليه بطلب الهداية إلى الدين الحق، والصراط المستقيم، والتضرّع إليه بالتوفيق والتثبيت على الإيمان، ونهج سبيل الصالحين، وتجنّب طريق المغضوب عليهم أو الضالين· وفيها الإخبار عن أحوال الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء الأبرار، ومنازل الأشقياء الفجار· وفيها التعبّد بأمر الله سبحانه ونهيه·· إلى غير ما هنالك من مقاصد سامية، وأهداف جليلة، فهي كالأم بالنسبة لبقية السور، ولهذا تسمى ”أم الكتاب” لأنها جمعت مقاصد القرآن العظيم·
روي أن ”أبي بن كعب” قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم أم القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”والذي نفسي بيده، ما أنزل في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته” أخرجه أحمد·
ويقول شهيد الإسلام المرحوم الشيخ حسن البنا:
”لا شك أن من تدبّر الفاتحة الكريمة، رأى من غزارة المعنى وجماله، وروعة التناسب وجلاله، ما يأخذ بلبه، ويضيء جوانب قلبه، فهو يبتدئ ذاكرا تاليا، متيمّنا باسم الله الموصوف بالرحمة، الذي ظهرت آثار رحمته في كل شيء··· فإذا استشعر هذا المعنى، ووقر في نفسه، انطلق لسانه بحمد هذا الإله ”الرحمن الرحيم” وذكّره الحمد بعظيم نعمه، وكريم فضله، وجميل آلائه البادية في تربيته للعوالم جميعا، فآجال بصيرته في هذا المحيط الذي لا ساحل له، ثم تذكر من جديد أن هذه النعم الجزيلة، والتربية الجليلة، ليست عن رغبة ولا رهبة، ولكنها عن تفضيل ورحمة، فنطق لسانه مرة ثانية بـ”الرحمن الرحيم”··· ومن كمال هذا الإله العظيم أن يقرن الرحمن بـ”العدل” وتذكر بالحساب بعد الفضل، فهو مع رحمته السابغة المتجددة، سيُدين عباده، ويحاسب خلقه يوم الدين ”يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله”· فتربيته لخلقه قائمة على الترغيب بالرحمة، والترهيب بالعدالة والحساب ”مالك يوم الدين”· وإذا كان الأمر كذلك فقد أصبح العبد مكلفا بتحري الخير، والبحث عن وسائل النجاة، وهو في هذا أشد ما يكون حاجة إلى من يهديه سواء السبيل، ويرشده إلى الصراط المستقيم، وليس أولى به في ذلك من خالقه ومولاه، فليلجأ إليه، وليعتمد عليه، وليخاطبه بقوله ”إياك نعبد وإياك نستعين” وليسأله الهداية من فضله إلى الصراط المستقيم·· صراط الذين أنعم عليهم بمعرفة الحق واتباعه، غير المغضوب عليهم بالسلب بعد العطاء، والنكوص بعد الاهتداء، وغير الضالين التائهين الذين يضلون عن الحق، أو يريدون الوصول إليه فلا يوفّقون للعثور عليه، آمين·· ولا شك أن ”آمين” براعة مقطع في غاية الجمال والحسن، وأي شيء أولى بهذه البراعة من فاتحة الكتاب، والتوجه إلى الله بالدعاء؟ فهل رأيت تنافسا أدق، أو ارتباطا أوثق مما تراه بين معاني هذه الآيات الكريمات؟ وتذكر وأنت تهيم في أودية هذا الجمال ما يرويه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه في الحديث القدسي: ”قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد ”الحمد لله رب العالمين” قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال العبد ”الرحمن الرحيم”، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي· فإذا قال العبد ”مالك يوم الدين”، قال الله تعالى: مجّدني عبدي· فإذا قال العبد ”إياك نعبد وإياك نستعين”، قال الله تعالى: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد ”اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين” قال الله تعالى ولعبدي ما سأل” رواه مسلم·
وجاء في كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم في الجزء الثالث صفحة 177: لقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة وأقرؤها على شربة من ماء زمزم مرارا ثم أشربه، فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع”· الجواب الكافي ص15 وزاد المعاد ص122 بتصرف·
وقال ابن القيم أيضا: الفاتحة هي أم القرآن، والسبع المثاني، والشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها، وأعطاها حقها، وأحسن تنزيلها على دائه، وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها ”وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا” سورة الإسراء الآية .82

منقوووووووووووول للفائده

جزاك الله خيرا اختي
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.