للشاعر العراقي عادل سعيد -خواطر 2024.

للشاعر العراقي عادل سعيد

أوطان

في آخرِ الطابورِ أقف
كما ينبغي لمُشرّد مُحترفٍ أن يفعل
تماماً في آخر الطابور
أمام لجنة توزيع الأوطان
على الفائضين عن حاجةِ الزمان
والمكان
والخرائط
و سجلاتِ النفوس
و المقابرِ
في آخر الطابور اقف
مثل دمعةٍ معلقة في مأتم
أجمع ما تساقط من سنيني
وخرافاتي
و احلامي البائدة
في صرّة طفولتي التي اضاعَتْ دميتَها
وحصّتي المؤجّلَةَ من حَنان أمي
لي نكهةٌ لم تستأصِلْها القابلةُ مع حَبلِ السرّة
لي في القلبِ نشيدٌ عن بط
يسبحُ في شَط
وأغانٍ عن دمعِ الحلوةِ يسيلُ مع الكُحل
و أصابعي مازالت ترتجف
من هولِ الدّرس
و حفيفِ مِسطرةِ المعلّم
و لي في حَصّالةِ حياتي
كتبٌ في الجوعِ وحربِ الطبَقات
أحرقَها الفاشست
و أطفأوا دموعَ الحبّ الممنوع
ولي في حَصّالة حَياتي
تَمْراتٌ ادخرتُها من تَوقِ النخلةِ للأرض
وبعضُ غبارِ الطلعِ مازالَ يُسافرُ في رئتي
ليس في جبيني علاماتُ النبوّة
ولا هالاتُ القدّيسين
ولكنّهُ سيعرفُني
وطني الجالسُ هناك
في لجنةِ توزيع الأوطان
و أنا في الطابور
لن ازاحمَ رفاقي المُشرّدين
في اوطانِهم
و لن اقبلَ بذاك الوطنِ اللامعِ الذي على اليمين
و لا بذاك المترفِ الذي على اليَسار
فقط ذاك
ٌذاك الذي رأسُه نخل
و ذراعاه نهران
******
ــ أنت ايها السيد
يامَن كنتَ في آخر الطابور
لم يتعرّف عليكَ وطنٌ من الأوطانِ المجتمعةِ في اللجنة
لقد أطفَأَت المنافي نكهتَك
و ذبُلتْ أغانيك
و بالرغم من منسوبِ العشقِ العالي فيك
و لكن ما مِنْ وطنٍ في الأرض
يفهمُ لغتَك
ــ حتّى ذاك ؟
ــ حتّى ذاك
و إشفاقا منّا
قرّرنا منحَكَ رَصيفاً
رَصيفاً لن ينتهي ابدا
تَهدرُ فيه
ما تبقى لكَ في حَصّالة حياتِك
من دموع
و أحلامٍ تتسكّعُ خارجَ سياجِ الحياة
و سنَواتٍ تتطايرُ كأوراقٍ مُهملةٍ
مِن نافذةِ التاريخ
صورة: ‏عادل سعيد أوطان في آخرِ الطابورِ أقف كما ينبغي لمُشرّد مُحترفٍ أن يفعل تماماً في آخر الطابور أمام لجنة توزيع الأوطان على الفائضين عن حاجةِ الزمان والمكان والخرائط و سجلاتِ النفوس و المقابرِ في آخر الطابور اقف مثل دمعةٍ معلقة في مأتم أجمع ما تساقط من سنيني وخرافاتي و احلامي البائدة في صرّة طفولتي التي اضاعَتْ دميتَها وحصّتي المؤجّلَةَ من حَنان أمي لي نكهةٌ لم تستأصِلْها القابلةُ مع حَبلِ السرّة لي في القلبِ نشيدٌ عن بط يسبحُ في شَط وأغانٍ عن دمعِ الحلوةِ يسيلُ مع الكُحل و أصابعي مازالت ترتجف من هولِ الدّرس و حفيفِ مِسطرةِ المعلّم و لي في حَصّالةِ حياتي كتبٌ في الجوعِ وحربِ الطبَقات أحرقَها الفاشست و أطفأوا دموعَ الحبّ الممنوع ولي في حَصّالة حَياتي تَمْراتٌ ادخرتُها من تَوقِ النخلةِ للأرض وبعضُ غبارِ الطلعِ مازالَ يُسافرُ في رئتي ليس في جبيني علاماتُ النبوّة ولا هالاتُ القدّيسين ولكنّهُ سيعرفُني وطني الجالسُ هناك في لجنةِ توزيع الأوطان و أنا في الطابور لن ازاحمَ رفاقي المُشرّدين في اوطانِهم و لن اقبلَ بذاك الوطنِ اللامعِ الذي على اليمين و لا بذاك المترفِ الذي على اليَسار فقط ذاك ٌذاك الذي رأسُه نخل و ذراعاه نهران ****** ــ أنت ايها السيد يامَن كنتَ في آخر الطابور لم يتعرّف عليكَ وطنٌ من الأوطانِ المجتمعةِ في اللجنة لقد أطفَأَت المنافي نكهتَك و ذبُلتْ أغانيك و بالرغم من منسوبِ العشقِ العالي فيك و لكن ما مِنْ وطنٍ في الأرض يفهمُ لغتَك ــ حتّى ذاك ؟ ــ حتّى ذاك و إشفاقا منّا قرّرنا منحَكَ رَصيفاً رَصيفاً لن ينتهي ابدا تَهدرُ فيه ما تبقى لكَ في حَصّالة حياتِك من دموع و أحلامٍ تتسكّعُ خارجَ سياجِ الحياة و سنَواتٍ تتطايرُ كأوراقٍ مُهملةٍ مِن نافذةِ التاريخ‏

سلمت يداك يا هجران والله رائعه ننتظر جديدك يا قمرايه
كلمات جميلة جدا
راقت لي اختي
الابداع ليس غريبا على العراقي
دمتي بود
احترامي عبير بابل

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.