احبتى فى الله نحن على تواصل ومع قصه جديده من قصص الانبياء وهى قصه سيدنا يوسف عليه السلام
قال يوسف عليه السلام لابيه إني رأيت في المنام أحد عشر كوكبًا, والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين.
فكانت هذه الرؤيا بشرى لِمَا وصل إليه يوسف عليه السلام من علوِّ المنزلة في الدنيا والآخرة.
قَالَ يَا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ (5)
واراد الله بهذه الرؤيا ان يصطفيك ويعلمك تفسير ما يراه الناس في منامهم من الرؤى
ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب بالنبوة والرسالة, كما أتمها من قبل على أبويك إبراهيم وإسحاق
بالنبوة والرسالة. إن ربك عليم بمن يصطفيه من عباده, حكيم في تدبير أمور خلقه.
اذ قال إخوة يوسف من أبيه فيما بينهم: إن يوسف وأخاه الشقيق أحب إلى أبينا منا
يفضِّلهما علينا, ونحن جماعة ذوو عدد, إن أبانا لفي خطأ كبير
اقتلوا يوسف أو ألقوا به في أرض مجهولة يخلُص لكم حب أبيكم وتكونوا مِنْ بعد قَتْل يوسف مستغفرين لله
قال قائل من إخوة يوسف: لا تقتلوا يوسف وألقوه في جوف البئر يلتقطه بعض المارَّة من المسافرين
فتستريحوا منه, ولا حاجة إلى قتله, ان كنتم فاعلين
-بعد اتفاقهم على إبعاده-:قالو يا أبانا ما لك لا تجعلنا أمناء على يوسف مع أنه أخونا,وان له ناصحون
ارسله معنا غدا يفرح ويلعب وان له لحفظون
قال يعقوب: عليه السلام إني لَيؤلم نفسي مفارقته لي إذا ذهبتم به إلى المراعي,
وأخشى أن يأكله الذئب, وأنتم عنه غافلون قالو لئن أكله الذئب, ونحن جماعة قوية إنا إذًا لخاسرون,
فأرْسَلَهُ معهم. فلما ذهبوا به وأجمعوا على إلقائه في جوف البئر, وأوحينا إلى يوسف لتخبرنَّ إخوتك
مستقبلا بفعلهم هذا الذي فعلوه بك, وهم لا يُحِسُّون بذلك الأمر ولا يشعرون به.و
جاء إخوة يوسف إلى أبيهم في وقت العِشاء يبكون
قالوا: يا أبانا إنا ذهبنا نتسابق في الجَرْي والرمي بالسهام, وتركنا يوسف عند زادنا وثيابنا, فأ كله الذئب
وما انت بمصدق لنا ولو كنا صادقين
وجاؤوا بقميصه ملطخًا بدم غير دم يوسف; ليشهد على صدقهم, فكان دليلا على كذبهم;
لأن القميص لم يمزق فصبرى جميل واستعين بالله
وجاءت جماعة من المسافرين, فأرسلوا مَن يطلب لهم الماء, فلما أرسل دلوه في البئر وجدو ا بها يوسف,
قالو ا يا بشراي هذا غلام واخفى يوسف عليه السلام وقالوا بضاعه
وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ و باعه إخوته للواردين من المسافرين بثمن قليل من الدراهم, وذلك
أنهم لا يعلمون منزلته عند الله.
ولما ذهب المسافرون بيوسف إلى "مصر" اشتراه منهم
الوزير, وقال لامرأته: أحسني معاملته, واجعلي مقامه عندنا كريمًا, لعلنا نستفيد من خدمته,
أو نقيمه عندنا مقام الولد, وكما أنجينا يوسف وجعلنا عزيز "مصر" يَعْطِف عليه, فكذلك مكنَّا له في أرض
"مصر", وجعلناه على خزائنها, ولنعلِّمه تفسير الرؤى فيعرف منها ما سيقع مستقبلا. والله غالب
على أمره, فحكمه نافذ لا يبطله مبطل, ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن الأمر كله بيد الله.
لما بلغ يوسف منتهى قوته في شبابه أعطاه الله فهمًا وعلمًاوكذلك نجذى المحسنين على احسانهم
ودعت امرأة العزيز يوسف الذي هو في بيتها إلى نفسها; لحبها الشديد له , وغلَّقت الأبواب عليها
وعلى يوسف, وقالت: هلمَّ إليَّ, فقال: معاذ الله أعتصم به, وأستجير مِن الذي تدعينني إليه,
من خيانة سيدي الذي أحسن منزلتي وأكرمني فصرف الله عنه السوء والفحشاء لانه كان من المخلصين
وأسرع يوسف إلى الباب يريد الخروج, وأسرعت تحاول الإمساك به, وجذبت قميصه من خلفه; لتحول بينه
وبين الخروج فشقَّته, ووجدا زوجها عند الباب فقالت: ما جزاء مَن أراد بامرأتك فاحشة إلا أن
يسجن أو يعذب العذاب الموجع. قال رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)
وتابعى باقى القصه فى الدرس القادم