الصبر نصف الإيمان -اسلاميات 2024.

الصبر نصف الإيمان

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله -صلّى الله عليه وسلّم- وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

قال الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه(عدَّة الصَّابرين وذخيرة الشَّاكرين):

الإيمان نصفان: نصف صبرٍ، ونصف شكرٍ.
قال غير واحدٍ من السَّلف: "الصَّبر نصف الإيمان".
وقال عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-: "الإيمان نصفان: نصف صبرٍ، ونصف شكرٍ".
ولهذا جمع الله -سبحانه- بين الصَّبر والشُّكر في قوله: {فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5]، [الشُّورى: 33]، [سبأ: 19]، [لقمان: 31]، وقد ذكر لهذا التَّصنيف اعتبارات:

أحدهما: أنَّ الإيمان اسمٌ لمجموع القول والعمل والنِّيَّة، وهي ترجع إلى شطرين: فعلٍ وتركٍ، فالفعل هو العمل بطاعة الله وهو حقيقة الشُّكر، والتَّرك هو الصَّبر عن المعصية.
والدِّين كلُّه في هذين الشَّيئين: فعل المأمور، وترك المحظور.

الاعتبار الثَّاني: أنَّ الإيمان مبنيٌّ على ركنين: يقين، وصبر.
وهما الرُّكنان المذكوران في قوله -تعالى-: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السَّجدة: 24]؛ فباليقين يعلم حقيقة الأمر والنَّهي؛ والثَّواب والعقاب، وبالصَّبر يُنفِّذ ما أمر به ويكفُّ نفسه عمَّا نهي عنه، ولا يحصل له التَّصديق بالأمر والنَّهي أنَّه من عند الله وبالثَّواب والعقاب إلا باليقين، ولا يمكنه الدَّوام على فعل المأمور وكفُّ النَّفس عن المحظور إلا بالصَّبر فصار الصَّبر: نصف الإيمان، والنِّصف الثَّاني: الشُّكر: بفعل ما أمر به، وبترك ما نهي عنه.

والاعتبار الثَّالث: أنَّ الإيمان قولٌ وعملٌ، والقول: قول القلب واللسان، والعمل: عمل القلب والجوارح.
وبيان ذلك: أنَّ من عرف الله بقلبه ولم يقر بلسانه لم يكن مؤمنًا؛ كما قال عن قومِ فرعونَ: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ} [النَّمل: 14] ، وكما قال عن قومِ عادٍ وقومِ صالحَ: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ} [العنكبوت: 38]، وقال موسى لفرعون:{لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلاءِ إِلا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَائِرَ} [الإسراء: 102]، فهؤلاء حصل لهم قول القلب، وهو: المعرفة والعمل، ولم يكونوا بذلك مؤمنين.

وكذلك من قال بلسانه ما ليس في قلبه لم يكن بذلك مؤمنًا، بل كان من المنافقين.

وكذلك من عرف بقلبه وأقرَّ بلسانه لم يكن بمجرد ذلك مؤمنًا حتَّى يأتي بعمل القلب من الحبِّ والبغض، والموالاة والمعادة؛ فيحبُّ الله ورسوله، ويوالي أولياء الله ويعادي أعداءه، ويستسلم بقلبه لله وحده، وينقاد لمتابعة رسوله وطاعته، والتزام شريعته ظاهرًا وباطنًا، وإذا فعل ذلك لم يكفْ في كمال إيمانه حتَّى يفعل ما أمر به؛ فهذه الأركان الأربعة هي أركان الإيمان الّتي قام عليها بناؤه، وهي ترجع إلى علمٍ وعملٍ، ويدخل في العمل كفُّ النَّفس الّذي هو متعلَّقُ النَّهي، وكلاهما لا يحصل إلا بالصَّبر، فصار الإيمان نصفين:
أحدهما: الصَّبر.
والثاني : متولِّدٌ عنه من العلم والعمل.

الاعتبار الرَّابع: أن النَّفس لها قوَّتان: قوَّة الإقدام ، وقوَّة الإحجام، وهي دائمًا تتردَّدُ بين أحكام هاتين القوَّتين، فتُقدِم على ما تحبه، وتحجم عمَّا تكرهه، والدِّين كلُّه: إقدام وإحجام، إقدامٌ على طاعة، وإحجامٌ عن معاصي الله، وكلّ منهما لا يمكن حصوله إلا بالصَّبر.

الاعتبار الخامس: أنَّ الدِّين كلَّه رغبةٌ ورهبةٌ، فالمؤمن هو الرَّاغب الرَّاهب، قال -تعالى-: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء: 90] وفي الدُّعاء عند النَّوم: «اللهمَّ أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبةً ورهبةً إليك» [رواه البخاري 6315 ومسلم 2710].
فلا تجد المؤمن أبداً إلا راغبًا وراهبًا، والرَّغبة والرذَهبة لا تقوم إلا على ساق الصَّبر، فرهبته تحمله على الصَّبر، ورغبته تقوده إلى الشُّكر.

الاعتبار السَّادس: أنَّ جميع ما يباشره العبد في هذا الدَّاء لا يخرج عمَّا ينفعُهُ في الدُّنيا والآخرة أو يضره في الدُّنيا والآخرة أو ينفعُهُ في أحد الدَّارين ويَضرُّه في الأخرى.
وأشرف الأقسام أن يفعل ما ينفعه في الآخرة ويترك ما يضرُّهُ فيها، وهو حقيقة الإيمان، ففعل ما ينفعه هو: الشُّكر، وترك ما يضرُّه هو: الصَّبر.

الاعتبار السَّابع: أنَّ العبد لا ينفَكُّ عن أمرٍ يفعله، ونهي يتركه، وقدر يجري عليه، وفرضه في الثَّلاثة الصَّبر والشُّكر؛ ففعل المأمور هو: الشُّكر، وترك المحظور والصَّبر على المقدور هو: الصَّبر.

الاعتبار الثَّامن: أنَّ العبد فيه داعيان، داعٍ يدعوه إلى الدُّنيا وشهواتها ولذَّاتها، وداعٍ يدعوه إلى الله والدَّار الآخرة وما أعدَّ فيها لأوليائه من النَّعيم المقيم، فعصيان داعي الشَّهوة والهوى هو: الصَّبر، وإجابة داعي الله والدَّار الآخرة هو: الشُّكر.

الاعتبار التَّاسع: أنَّ الدِّين مداره على أصلين: العزم والثَّبات، وهما الأصلان في الحديث: «اللهمَّ إنِّي أسألك الثَّبات في الأمر، والعزيمة على الرُّشد» [صحَّحه الألباني 3228 في السِّلسلة الصَّحيحة].
وأصل الشُّكر: صحَّة العزيمة، وأصل الصَّبر: قوَّة الثَّبات، فمتى أُيِّد العبد بعزيمةٍ وثباتٍ؛ فقد أُيِّدَ بالمعونة والتَّوفيق.

الاعتبار العاشر: أنَّ الدِّين مبنيٌّ على أصلين: الحقّ والصَّبر، وعما المذكوران في قوله -تعالى-: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1-3].

ولمَّا كان المطلوب من العبد هو العمل بالحقِّ في نفسه وتنفيذه في النَّاس، وكان هذا هو حقيقة الشُّكر، لم يمكنه ذلك إلا بالصَّبر عليه، فكان الصَّبر نصف الإيمان والله -سبحانه وتعالى- أعلم.

مشكوره اختي على الموضوع القيم
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جَزَاكـٍ الله خَيَرآ اخَيَتيـٍ
بَارَـكـ الله فيَكَـ وَنفـ ـع ـبَك
اثَابَكَـ الله ان َشالله
وَجعَلهَا فـيـ ميَزاَن حَسَناَتكـ
واَصلَي غَاليَتَي
فــ انَتظاَر جدَيَدكَـ القَـاَدم..
ودَيَ لكٍـ..شَــكٌـــوًلاه..
مروركم أثلج صدرى وأسعد قلبى وزادنى إيمانآ بأنكم خير أناس عرفتهم فى حياتى
شكرآ جزيلآ لكن جميعآ
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
سنبلة الثلج وصفصف الحلوة نورتى صفحتى بمروركم العطر
شكرآ جزيلآ لكم

« حُسن الخُلق مِنَ الإيمان وحُسن التَّعامل مِنَ الإسلام في الاسلام 2024.

« حُسن الخُلق مِنَ الإيمان .. وحُسن التَّعامل مِنَ الإسلام ..

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


« حُسن الخُلق مِنَ الإيمان .. وحُسن التَّعامل مِنَ الإسلام .. وهما مِنَ الآداب الشَّرعيَّة المطلوبة مِنْ كلِّ مُسلم »

سُئِلَت اللَّجنة الدَّائمة للبُحوث العلميَّة والإفتاء:

عندي صديق، وله أبٌ ذو أخلاقٍ سيِّئة مع أولاده، ومع ذٰلك فإنَّهُ يُصلِّي وأدَّى مناسك الحجَّ. ولكن أحيانًا قد يكون لسانه فاجرًا؛ لأنَّه يشتم أولاده بأقبح الأسماء على وجه الأرض، وربى في أبنائه المرض، إلى حد أنَّهم لا يريدون النَّظر إليه والكلام معه، ويشتمهم بين أصدقائه، مع العلم أنَّ أولاده وبناته لهم أخلاق جيِّدة.. ماذا يقول الإسْلام في مثل هذا الأب؟ .. وما هو الحلَّ لأبنائه الأبرياء؟

فأجابت اللَّجنة بقولها:

حُسن الخُلق مِنَ الإيمان، وحُسن التَّعامل مِنَ الإسْلام، وهما مِنَ الآداب الشَّرعيَّة المطلوبة مِنْ كلِّ مسلمٍ، وإنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ يُبْغِضُ الفاحِش البَذِيء سيِّئ الخُلق والملكـة، فيجب على الأب أنْ يكفَّ لسانه عَنِ السَّب والشَّتم، فهٰذا – مـع مـا فيه مِنَ الإثـم والتَّعدي – فيه تحويل الذُّرِّيَّة إلى الأخلاق السَّيِّئة..

فعليك نُصـحه، وعلىٰ أولاده الاِبتعاد عَنِ الإثارة والمشاقة، مـع حُسن الأدب معه، والدُّعاء لهُ بالتَّوفيق والهداية.
وباللهِ التَّوفيق، وصَلَّى اللهُ علىٰ نَبيِّنا محمَّدٍ وآلهِ وصَحبهِ وسَلَّم..

اللَّجنة الدَّائمة للبُحوث العلميَّة والإفتاء

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اللهم حسن السنتنا من الفحش
يعطيك العاااااااااااافيه

اسعدنى مروركم
جزااااااك الله الجنه
اسعدنى مروركم
جزآآك الله خيراً،،
تسسلم يمينك،،
وفقك الله .:.
.:.على الموضوع ..
.:.المميز .:
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
راقلي .بنتضـار .:
كــل .:جديدك
بكـل الـــود .:.
نعومه

مهرها الإيمان والعمل الصالح – الشريعة الاسلامية 2024.

مهرها الإيمان والعمل الصالح

مهرها الإيمان والعمل الصالح

أن المرأة إذا دخلت الجنة فأن الله يعيد إليها شبابها وبكارتها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم :"إن الجنة لا يدخلها عجوز ..إن الله تعالى إذا أدخلهن الجنة حولهن أبكاراً" وأن نساء الدنيا يكن في الجنة أجمل من الحور العين بأضعاف كثيرة .
نظراً لعبادتهن الله فهذه الجنة قد تزينت لكن فلا تضعن الفرصة فأن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم فليكن خلودكن في الجنة إن شاء الله ..

واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن قول الرسول صلى الله عليه وسلم :"إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحصّنت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها أدخلي من أي الأبواب الجنة شئت " .

عن أم سلمة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أخبرني عن قول الله تعالى حور عين) ، قال: "حور" : بيض ، "عين": ضخام العيون . قلت : أخبرني عن قوله تعالىكأمثال اللؤلؤ المكنون( قال: "صفاء الدر الذي في الأصداف الذي لم تمسه الأيدي" . قلت : أخبرني عن قوله: )فيهن خيرات حسان( قال "خيرات الأخلاق حسان الوجوه" . قلت : أخبرني عن قولهكأنهن بيض مكنون) ، قال : "رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر وهو الغرقي" . قلت : يا رسول الله أخبرني عن قوله عربا أترابا)و قال: "هن اللواتي قبضنا في الدار الدنيا عجائز رمصاً شمطاً خلقهن الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى عربا متعشقات محببات أتراباً على ميلاد واحد " . قلت : يا رسول الله وبما ذلك؟ قال: "بصلاتهن وصيامهن وعبادتهن الله عز وجل ، ألبس الله وجوههن النور ، وأجسادهن الحرير، بيض الألوان ، خضر الثياب صفر الحلي ، مجا مرهن الدر ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن نحن الخالدات لا نموت أبداً ونحن الناعمات فلا نبأس أبداً ، ونحن المقيمات فلا نظعن أبداً ، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبداً ، طوبى لمن كنا له وكان لنا " قلت : يا رسول الله المرأة منا تتزوج الزوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها من يكون زوجها ؟ قال: " يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقاً ، فتقول : يارب إن هذا كان أحسن خلقاً معي فزوجنيه، يا أم سلمة ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
خليجيةخليجيةخليجيةخليجية

موضوع مميز
أختيارك موفق
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
بنتضار المزيد
وكل جديد تميزك
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
القادم ^ وفقك الله
^ تحياتي^
نعومه
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
موضوع رائع بارك الله فيك اختي ووفقك لمايحبه ويرضااه جعلك الله من اهل الجنه
جزااااك الله خير
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
بارك الله فيكي اختي اللهم اجعلنا من اهل الجنة واحشرنا مع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آآآآآميييين يسلموووووووووووو خليجية
اللهم اجعلنا منهم

موضوع جدا رائع

جزاك الله كل خير

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نعہ_ـومہ_ـه ¶coobra¶ خليجية
موضوع مميز
أختيارك موفق
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
بنتضار المزيد
وكل جديد تميزك
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
القادم ^ وفقك الله
^ تحياتي^
نعومه
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اشكرك على المرور الرائعخليجية

ثبات أهل الإيمان في الفتن من الشريعة 2024.

ثبات أهل الإيمان في الفتن

[size="5"]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف
الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه
ومن تبعهم إلي يوم الدين

ثبات أهل الإيمان في الفتن

إنَّ الفتن الملمَّة والأحداث المدلهمة إذا حلَّت بالناس ونزلت بهم
أظهرت حقائقهم وكشفت معادنهم وميَّزت طيِّبَهم من خبيثهم
وحسنهم من سيِّئهم ، ولله الحكمة البالغة في ذلك
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} [الأنفال:37] ،
وهذه من حكمة الله في ابتلائه خلقه ، قال الله تعالى :
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ
وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} [محمد:31] .
والحياة كلها ميدان ابتلاء ودار امتحان والناس فيها ليسوا سواء
؛ فمنهم مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ
وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ
هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ، ومنهم من يعبد الله على علم وبصيرة
وإيمان راسخ وعقيدة صحيحة ؛ فإن أصابته فتنة صبر فكان
خيراً له ، وإن أصابته نعمة شكر فكان خيراً له ، وهذا
لا يكون لأحد إلا للمؤمن ، فأمره كله خير ، وأحواله كلها
حسنة طيبة ، وعواقبه كلها حميدة
{وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}[الأعراف:128] .
إنَّ للإيمان الصحيح والعقيدة السليمة أثراً قوياً ودوراً بارزاً
في التغلب على الأحداث والملمات ، والمصائب والمحن ،
والنوازل والفتن ؛ ذلك أنَّ صاحب الإيمان الصحيح والعقيدة
السليمة تعلَّم من دينه أموراً مهمة ودروساً عظيمة تُعينه على
الثبات في الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ومن أهم هذه
الأمور ما يلي :
أولاً : أنه يعلم علم يقين لا يخالطه شك ولا يداخله ريب أنَّ خالق
هذا الكون وموجده ومدبر شؤونه هو الله وحده لا شريك له ،
وأنه وحده المتصرِّف فيه ، وأنه لا يكون فيه إلا ما شاء
تبارك وتعالى ، فأزمَّة الأمور كلها بيده ،
ومقاليد السماوات والأرض كلها له ، فما شاء الله كان ،
وما لم يشأ لم يكن ، فلله ملك السماوات والأرض وما فيهن
وهو على كل شيء قدير .
ثانياً : أن الله جل وعلا تكفَّل بنصر أهل الإيمان وحفظ أهل
الدين ، ووعد بذلك ووعده الحق ، وأخبر بذلك في كتابه
وكلامه صدق وحق ، قال الله تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ
وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ }
[محمد:7-8] ، وقال سبحانه :
{وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}
[آل عمران:126] ، وقال تعالى :
{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}
[الحج:40] ، وقال تعالى : {وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ
وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم:6] .
ثالثاً : أنَّ الله وعد في كتابه بخذلان الكافرين وإبادتهم
وقصم ظهورهم وقطع دابرهم وجعلهم عبرة للمعتبرين
وعظة للمتعظين كما قال تعالى :
{عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ} [التوبة:98] .
وشواهد ذلك في التاريخ كثيرة لا تحصى وعديدة لا تُستقصى ،
فهو سبحانه يملي للظالم ولا يهمل ، وإذا أخذه أخذه بغتة
{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ
إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102]
رابعاً : أن المؤمن يعلم أنه لن تموت نفسٌ حتى تستوفي
أجلها وتستتم رزقها ، فلن يموت أحد قبل منيَّته ولا بعدها
{لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً
وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} [يونس:49] ، فالآجال محدَّدة والأعمار
مؤقَّتة ، ولكل أجل كتاب ولكل نفس ميعاد ، ولا يحول بين
المرء وبين أمر الله شيء ، كما قال تعالى :
{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ}
[النساء:78] ، فلا القصور المنيعة تحمي ، ولا السراديب
الخفية تقي ، ولا البروج المشيدة تمنع .
خامساً : أنَّ المؤمن لشدة ثباته وقوة يقينه لا تزعزعه الأراجيف
ولا تخوِّفه الدعايات ، بل إنه إذا خوِّف بالذين من دون الله زاد
إيماناً وثقة بالله وتوكلاً واعتماداً عليه ، كمثل الصحابة
رضي الله عنهم
{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ
إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ *
فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا
رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} [آل عمران:173-174] .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
({حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ
أُلْقِيَ فِي النَّارِ ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا
{إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا
حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ})[1]
ومعنى حسبنا الله : أي كافينا .
تاااااااااااااااااااااااااااابع

سادساً : أنَّ صاحب الإيمان الصحيح لا يعتمد في أموره كلها
إلا على الله وحده ولا يفوض أموره إلا له ولا يتوكل إلا عليه
ولا يستعين إلا به ، قال تعالى
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] ،
وقال تعالى : {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}
[المائدة:23] ، وقال تعالى :
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ}
[الفرقان:58]
ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه
وسلم كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقول :
(اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ
وَبِكَ خَاصَمْتُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ
أَنْ تُضِلَّنِي أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ ) [2] .
وضرب في السيرة العطرة أروع الأمثلة وأبلغها في الثقة بالله
وشدة الاعتماد عليه ، ومن ذلك – على سبيل المثال –
ما ثبت في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أَنَّهُ غَزَا
مَعَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ
الْعِضَاهِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقَ
النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
تَحْتَ سَمُرَةٍ وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ وَنِمْنَا نَوْمَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ :
( إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ
صَلْتًا فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي فَقُلْتُ اللَّهُ ) – ثَلَاثًا –
وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ [3]. فتأمل هذا الثبات العظيم والثقة الكاملة
بالله تعالى ، فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .
سابعاً : أنَّ المؤمن يعلم أنَّ التوكل الحقيقي لا يتم إلا بأمرين
اثنين لابد منهما :
الأول : اعتماد القلب على الله واستناده إليه وسكونه إليه -كما
قال ابن القيم رحمه الله – بحيث لا يبقى فيه اضطراب من
تشوش الأسباب ولا سكون إليها ، بل يخلع السكون إليها من
قلبه ويلبسه السكون إلى مسببها وهو الله . وعلامة هذا :
أنه لا يبالي بإقبالها وإدبارها ولا يضطرب قلبه ويخفق عند إدبار
ما يحب منها وإقبال ما يكره ، لأن اعتماده على الله وسكونه
إليه واستناده إليه .
والثاني : إثبات الأسباب والقيام بها ، وقد كان سيد
المتوكلين وإمامهم وحامل لوائهم محمد صلى الله عليه وسلم
يقوم بفعل الأسباب وما أخلَّ بشيء منها ؛ فقد ظاهر بين
درعين يوم أحد ، واستأجر دليلاً مشركاً على دين قومه يدلُّه
على الهجرة ، وكان يدَّخر القوت لأهله ، وكان إذا سافر في
جهاد أو حج أو عمرة حمل الزاد معه ، وجميع أصحابه كانوا
كذلك ، فهم أولوا التوكل حقاً .
فمن أنكر الأسباب لم يستقم منه التوكل ، ومن اعتمد على
الأسباب لم يكن من أهل التوكل ، والأمر كما قال بعض
أهل العلم : " الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد ،
ومحو الأسباب أن تكون أسباباً نقص في العقل ، والإعراض
عن الأسباب بالكلية قدحٌ في الشرع ، وإنما التوكل والرجاء
معنى يتألَّف من موجب التوحيد والعقل والشرع " .
ثامناً : ثمَّ إنَّ المؤمن في الأمور الملمات والأحوال المدلهمات
يجد من قلبه إقبالاً شديداً على الله وانكساراً بين يديه
وخضوعاً له ، فتراه مقبلاً على الله بالدعاء والسؤال والرجاء
أن يجنِّب المسلمين الفتن ويخلِّصهم من المحن ، والله تبارك
وتعالى قريب من عباده يسمع نداءهم ويجيب دعاءهم
ويغيث ملهوفهم ويجبر كسيرهم ويكشف مصيبتهم
{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}
[النمل:62] ، لا أحد غيره تعالى ، فمن سأله بصدق
وإخلاص وعزيمة ورجاء أجاب دعاءه وحقَّق رجاه فهو
القريب المجيب سبحانه . ولربما انكشف ما يحلّ بالمسلمين
من بلاء وما ينزل بهم من محن بدعوة صالحة من رجل صالح
في لحظة انكسار وساعة إجابة ، فالدعاء أمره عظيم وشأنه
جليل .
والله المسؤول وحده أن يجنِّبنا والمسلمين الفتن ما ظهر
منها وما بطن ، فلا إله إلا الله وحده ، نصر عبده وأعز جنده
وهزم الأحزاب وحده . وصلى الله وسلَّم وبارك وأنعم على
عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
********
________________
[1] رواه البخاري (4563) .
[2] رواه البخاري (7383) ، ومسلم (2717) واللفظ له .
[3] رواه البخاري (2913) ومسلم (843).[/size][/size]

منقول

أنَّ صاحب الإيمان الصحيح لا يعتمد في أموره كلها
إلا على الله وحده ولا يفوض أموره إلا له ولا يتوكل إلا عليه
ولا يستعين إلا به ، قال تعالى
{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3] ،


من أجمل ما قرأت
كلمات رائعة وقيمه والجميل فيما ذكرتي بنهاية الموضوع عن قيمة الدعاء وان شأنه عظيم عظيم حيث تبعث الأمل في النفس
بارك الله فيكي وجزاكي كل خير

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
راااااااااااااائع
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
اللهم أسألك اثبات..اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على
دينك جزاك الله خير الجزاء ونفـــــــــــع بما طرحتي

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©



,.
’,
جزاك الله خير
موضوع رائع وطرحك راقي ..
,.
’,

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

فوائد الخل بين العلم والإيمان -لصحة المرأة 2024.

فوائد الخل بين العلم والإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

فوائد الخل بين العلم والإيمان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" نِعم الإدامُ الخلُّ " الحديث رواه مسلم (4/16) و أحمد (3/301) .

و قال : " اللهم بارك في الخلِّ فإنَّه كان إدام الأنبياء قبلي " رواه ابن ماجة (3318) ،و ضعيف الجامع (5973) .

ثبت علمياً أن للخل فوائد عظيمة ، فهو يقلل دهون الدم ، و ذلك إذا أخذ بواقع ملعقة على ماء السلاطة الخضراء مع الأكل ، فهو يذيب الدهون ، و ذلك لأن الخل هو حمض الأستيك و الذي له علاقة بالبروتين ، و الدهون و الكربوهيدرات ، يسمى أسيتوأسيتات Acetoacetate ـ أي أن تناول الخل بصفة منتظمة في مكونات الطعام ، أي في السلاطة الخضراء أو ملعقة صغيرة على كوب ماء ، و بخاصة إذا كان خل التفاح ، فإنه يحافظ على مستوى دهون الجسم ، كما يقلل من فرصة تصلب الشرايين أو تنعدم تماماً ، لأنه يحول الزائد منها إلى المركب الوسطي و هو الأسيتوأسيتات الذي يدخل في التمثيل الغذائي .

و الثابت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يأكل الخل مع الزيت . , في عام الرماد كان سيدنا عمر لا يأكل إلا الزيت و الخل ، و ما أكل لحماً إلا بعد أن أكل فقراء المسلمين .

و خل التفاح أفضل أنواع الخل ، لأنه بجانب حمض الأستيك المكون الأساسي له ، فإنه يحتوي على عديد من الأحماض العضوية اللازمة للجسم في التمثيل الغذائي ، إلى جانب العديد من المعادن اللازمة للجسم .

و قد جاء في كتاب الطب الشعبي للدكتور جارفيس أن الخل مطهر للأمعاء من الجراثيم ، كما أنه مطهر لالتهابات حوض الكلى و المثانة ن حيث ذكر أن الخل يقضي على الصديد الموجود بالبول

المصدر موقع الاعجاز العلمي للدكتور زغلول النجار.

تحيااااتي لكم00خليجيةخليجية

تسلميييييييييين
مشكوووووووووره