الوسم: التوحيد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيه معطره بالفل والياسمين لأغلي القراء أرجوا تقبل موضوعي بصدر رحب
هذه شروط( كلمة التوحيد التي تكلمنا عنها سابقا )وأتمني أن تكونوا قد فهمتم معني كلمة التوحيد جيدا لأن الأتي مبني عليهاأما الأن فسنتكلم معا عن شروط كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)فهيابنا إلي معرفتها وفهمها فهما صحيحا .
وقال وهب بن منبه : لمن سأله :
( أليس ((لا إله إلا الله)) مفتاح الجنه؟ قال بلي . ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح له اسنان فتح لك وإلا لن يفتح) رواه البخاري
وأسنان هذا المفتاح شروط (لا إله إلا الله)كالتالي:
1- العلم المنافي للجهل قال تعالي (فاعلم أنه لا إله إلا الله )سورة محمد :19
وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) (من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنه)
2-اليقين المنافي للشك:بمعني أن يكون الإنسان عند قوله لها يكون متيقنا بها وبمدلولها لا أن تكون قولا فقط .
قال الله تعالي )إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون)(سورة الحجرات 15)
وفي الصحيح من حديث أبي هريره رضي الله عنه قال: قال(ص) (أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله،لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنه) رواه مسلم
وعن أبي هريرة من حديث طويل (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنه)
رواه مسلم
والشاهد من هذا هو أن من قال الشهادتين عملا ويقينا بها دخل الجنه ولكن لاحظ معي في عهد الرسول (صلي الله عليه وسلم) فرق بين عصره وعصرنا كان في عصره كانوا يحترفون اللغه العربيه والبلاغه أما نحن في هذا العصر ضاع كل هذا كنت تجد في عصر الرسول (صلي الله عليه وسلم)من تقول له قل لا إله إلا الله كانت ردة فعله أجعل الألهة إلاها واحدا هذا معناه أنه كان يعلم إذا قالها سيترك كل ماعليه أما نحن في هذا العصر إذا قلنا لأحد إنطق سيقولها بمنتهي السهوله لأنه لا يعلم مدي خطورتها وليس معني أن كل من قال (لا إله إلا الله )وفعل الشرك أو ترك شئ معلوم من الدين بالضروره يكون مسلما يمكن أن يكون المرء قائل لا إله إلا الله ويعتقد أنه مسلم وهو في الحقيقة عكس ذلك هذا ما كنت أريد إيضاحه بفكرة عهد الرسول (صلي الله عليه سلم) وعهدنا إنتهي كلامي.
وقال القرطبي : في المفهم علي صحيح مسلم: (باب لا يكفي مجرد التلفظ بالشهادتين ،بل لابد من استيقان القلب.وهذه الترجمه تنبيه علي فساد مذهب غلاة المرجئه القائلين بأن التلفظ بالشهادتين كاف في الإيمان،وأحاديث هذا الباب تدل علي فساده .بل هو مذهب معلوم الفساد بالشريعه لمن وقف عليها، ولانه يلزم منه تسويغ النفاق ، والحكم للمنافق بالإيمان الصحيح هو باطل قطعا) إنتهي كلامه
ومعني تسويغ النفاق: معناه لابد قبل الإرجاء النفاق والمعني الباقي في كلامه.
3-القبول المنافي للرد. وهذا معناه أن كل ما تأمر به( لاإله إلا الله) يقبل بدون تردد ولا أي سؤال تنطق به ،تقبله دون رد.
قال تعالي : (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا علي أمة وإنا علي ءاثارهم مقتدون، قل أولو جئتكم بأهدي مما وجدتم عليه ءاباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كفرون ،فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين)(سورة الزخرف-23-24-25)
قال تعالي: (ثم ننجي رسلنا والذين ءامنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين)( سورة يونس-103)
قال تعالي: (إنهم إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون،ويقولون أئنالتاركوا ءالهتنا لشاعر مجنون)( سورة الصافات 35،36)
4- الإنقياد المنافي للترك : بمعني أن تنقاد أي تسير في خط مستقيم بكل ما تأمر بدون ترك شئ واحد وإذا تركنا شيئا واحدا أمره خطير ستخرج من المله وليعاذ بالله اللهم اجعلنا ننقاد إلي كل أوامرك ولا نترك منها شيئا واحدا يارب العالمين.
قال تعالي: (وأنيبوا إلي ربكم وأسلموا له) (سورة الزخرف -54)
وقال تعالي : (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن )(سورة النساء-125)
وقال تعالي : (ومن يسلمواجهه إلي الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقي)(سورة لقمان-22)
أي ب إله إلا الله
وفي الحديث : (لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به)حديث حسن صحيح
وهذا تمام الإنقياد وغايته .
وقال تعالي ( فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ما قضيت ويسلموا تسليما)(سورة النساء-65)
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الأيه رحمه الله :يقسم الله تعالي بنفسه الكريمه المقدسه أنه لا يؤمن أحد حتي يحكم الرسول (صلي الله عليه وسلم) في جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الإنقياد له باطنا وظاهرا ، ولهذا قال: (ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت وبسلموا تسليما )أي : إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجا مما حكمت به وينقادون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليماكليا من غير ممانعه ولا مدافعه ولا منازعه، كما ورد في الحديث : (والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعا لما جئت به)
وسنكمل بإذن الله إن أحياني وأحياكم البقيه لاحقا.
وما أطول عليكم أكثر لكي لا نشعر بالملل من القراه أرجوا أن يحوز علي الفائده المرجوه.
قد يكون منكم من يعرف هذا ولكنني فتاة تحب دينها وتحرص علي انتشاره بالطريقه الصحيحه لا المنتشره حاليا فبصراحه حال المسلمين حاليا ليس أبدا بحال المسلم الحقيقي المحب لربه الحارص علي طاعته والخائف من عذابه وهذا هو سبب كتابتي له.

فائدة للقلب من فوائد كتاب التوحيد، للشيخ العثيمين -رحمه الله-

بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد(القول المفيدعلى كتاب التوحيد)ص149ص150
في باب ما جاء في الذبح لغير الله وفي المسالة الثالثة عشرة :معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان:
ويقول الشيخ رحمه الله.
والحقيقة أن العمل مركب على القلب،والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان،والفرق بينهم قصدا ًوذلا أعظم من الفرق بين أعمالهم البدنية،لأنَّ من الناس من يعبد الله لكن عنده من الاستكبار ما لا يذلّ معه ولا يذعن لكل حق،
وبعضهم يكون عنده ذلّ للحق،لكن عنده نقص في القصد، فتجد عنده نوعاً من الرياء مثلاًَ.
فأعمال القلب وأقواله لها أهمية عظيمة، فعلى الإنسان أن يخلصها لله. وأقوال القلب هي اعتقاداية ، كا لإيمان بالله وملائكته ،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والقدر خيره وشره.
وأعماله هي تحركاته، كالحب ،والخوف،والرجاء،والتوكل،والاستعانة،وما أشبه ذلك.
والدواء لذلك: القرآن والسنة،والرجوع إلى سيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله وأقواله وجهاده ودعوته،هذا مما يعين على جهاد القلب.ومن أسباب صلاح القلب أن لا تشغل قلبك بالدنيا.
نسأل الله الأخلاص له في القول والعمل

تحقيق التوحيد

مِـرْآةُ الْتَّـوْحِيـدِ *

للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله

التوحيد ألطفُ شيء ، وأنزهُهُ، وأنظفه ، وأصفاه ، فأدنى شيء يخدِشُه ويدنِّسه ويؤثِّرُ فيه ، فهو كأبيض ثوبٍ يكون ؛ يؤثِّر فيه أدنى أثر ، وكالمرآة الصافية جداً أدنى شيء يؤثر فيها، ولهذا تُشوِّشُه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية ، فإن بادر صاحبه وقَلعَ ذلك الأثر بضده ، وإلا : استحكم وصارَ طبعاً يتعسر عليه قلعه.

وهذه الآثار والطبوع التي تحصل فيه :

منها ما يكون سريع الحصول سريع الزوال ،

ومنها ما يكون سريع الحصول بطيء الزوال ،

ومنها ما يكون بطيء الحصول سريع الزوال ،

ومنها ما يكون بطيء الحصول بطيء الزوال ،

ولكن من الناس من يكون توحيده كبيراً عظيماً ، ينغمرُ فيه كثيرٌ من تلك الآثار ، ويستحيل فيه بمنزلة الماء الكثير الذي يخالطه أدنى نجاسة أو وسخ، فيتغير به صاحب التوحيد الذي هو دونه ، فيخلطُ توحيده الضعيف بما خلط به صاحبُ التوحيدِ العظيمِ الكثير توحيده ، فيظهر تأثيره فيه ما لم يظهر في التوحيد الكثير.

وأيضاً فإن المحلَّ الصافي جداً يظهر لصاحبه ممّا يدنِّسهُ مالا يظهر في المحل الذي لم يبلغْ في الصفاءِ مبلغه ، فيتدارَكُه بالإزالة دونَ هذا ؛ فإنه لا يشعر به .

وأيضاً فإن قوة الإيمان والتوحيد ؛ إذا كانت قويةً جداً أحالت المواد الرديئة وقهرتها ، بخلاف القوة الضعيفة .

وأيضاً فإن صاحب المحاسن الكثيرة والغامرة للسيئات لَيُسامح بما لا يُسامح به من أتى مثل تلك السيئات ، وليست له مثل تلك المحاسن(1) كما قيل :

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد … جاءت محاسنه بألف شفيع

وأيضاً فإن صدق الطلب ، وقوة الإرادة ، وكمال الانقياد يحيل تلك العوارض والغواشي الغريبة إلى مقتضاه وموجبه ، كما أن الكذب وفساد القصد وضعف الانقياد يحيلُ الأقوال والأفعال الممدوحة إلى مقتضاه وموجَبِهِ ، كما يشاهد ذلك في الأخلاط الغالبة وإحالتها لصالح الأغذية إلى طبعها .

(1) والقاعدة في اعتبار ذلك : سلامة المنهج ، وصفاء العقيدة .

(بسم الله الرحمن الرحيم )

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

كلمة التوحيد هي كلمة الإخلاص , وشهادة الحق , ودعوة الرسل , وبراءة من الشرك , ونجاة العبد , ورأس هذا الأمر , ولأجلها خُلق الخلق كما قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }[ الذاريات / 56 ] ولأجلها أرسلت الرسل , وأُنزلت الكتب كما قال تعالى : { وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أن لا إله إلا أنا فاعبدون }[ الأنبياء / 25 ] ومن أجلها أفترق الناس إلى فريقين , فريق في الجنة وفريق في السعير , ومن أجلها حقت الحاقة , ووقعة الواقعة , ومن أجلها سُلت سيوف الجهاد , وفارق الابن أباه , والزوج زوجته فلا يدخل الإنسان في الإسلام إلا بعد أن يشهد هذه الشهادة , شهادة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) فإن أبى فلا يكون من أهل الإسلام والتوحيد , بل هو من أهل الكفر والشرك , ولذا هي الركن الأول من أركان الإسلام , وهي مفتاح الجنة .
وفي الصحيحين عن ابن المسيب عن أبيه , قال : ( لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم , وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل , فقال له : (( يا عم قل : لا إله إلا الله . كلمة أحاج لك بها عند الله )) فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟! فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا , فكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب . وأبى أن يقول لا إله إلا الله , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لأ ستغفرنَّ لك ما لم أنه عنك )) فأنزل الله عزوجل : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم }[ التوبة / 113 ] وانزل في أبي طالب : { إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء }[ القصص / 56 ] ) .
وهذا يدل على عِظم هذه الكلمة الجليلة , فأبى طالب مات على ملة الشرك , ملة أبيه عبد المطلب بسبب عدم نطقه لهذه الكلمة العظيمة .

التوحيد