معلمات مدارس الدمج او التربية الفكرية الرياض -للتعليم 2024.

معلمات مدارس الدمج او التربية الفكرية الرياض

من تعرف مدرسة دمج بحاجة لمعلمة توحد واضطرابات سلوكية حكومية

Sώėėτyتم الدمج 2024.

Sώėėτyتم الدمج

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

**

آلسسًلأأآم عليييـڪن وَ آلرحمةة ~

ص ـبـآأإح × مسسـآإء ،, الأن ـآإقة والرقـ،ــــة والذوووق .،

كيف الح ـآإل ع ـسسسسسولآت ؟؟ … يـآإرب بخ ــييييييير وتمــآإم التمــآإأم …!

.. اإتفضلواآ 🙂

//

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

مــــــدخــــــل : [[

وكِلما شاهدتُ فستاناً أبيضاً ، تنهدتُ ،
ووقفتُ جانبهُ شاردةً ، أرسم صورةً فِي خيالِي ،
فِيها نجتمعُ أنا وأنتَ ، وذآآكَ الفستان :’))
هاي ~،,
آإهلين وووسسسسهليين بكل امووورآآت آإلمنتدى ،
ششخبآآركن ح ـــبيييآآاإتي .. ، ؟!!
إآاليوم جآيبه لكن كوولكششن مميزز ،
يلآا تآآاإبعووني ~

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
,’*
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
,’*
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

وبســْ ,, ,, بإنتظـآإآركن:]

مخ ـرج..}
صبآآح يثمل ع تابك ولا تآبك..
صبآآح يشبهك في كل طبعك.

كثير رؤعه

وذوق

يعطيك العافيه

تقييمي+4 ستارز

معلمه وأخصائية ارافق طفلكم في مدارس الدمج 2024.

معلمه وأخصائية تخاطب

السلام عليكم اخواتي اردنية تعمل في بيتها معلمة متابعة واخصائية نطق في شمال الرياض للتواصل ممكن مراسلتي على الخاص

حياك الله أختي الكريمة. لدينا طفل توحدي عمرة 4 سنوات ونصف، وتوحده خفيف إلى متوسط. سمعنا عن معلمة الظل ترافق الطفل لمدارس الدمج. هل تعرفين مدارس للدمج في شمال شرق مدينة الرياض. نحن ساكنين في قرطبة " قريب من مبنى شركة سابك". ولا مانع أن نجعلك معلمة مرافقة لطفلنا. آمل الرد وشكراً
السلام عليكم
إختي أنا طالبة تربية خاصه دراسات عليا وحابه أتواصل معاك تفيديني بأسماء البرأممج التأهيليه الاجتماعيه للمعاقين عقليا أنا حايسه جدا والله العظيم لأن المجال جديد علي
واللي تبينه أنا حاضره فيه
استراتيجيات بناء المنهاج للأطفال ذوو الاعاقة العقلية :
يعتبر النموذج الذي قدمه ويهمان (Wehman 1981) في بناء المنهاج للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من النماذج المقبولة والمعتمدة في مجالات التربية الخاصة وهو يمر في خمس مراحل أو خطوات رئيسية هي :
– التعرف على السلوك المدخلي .
– قياس مستوى الأداء الحالي .
– إعداد الخطة التربوية الفردية .
– إعداد الخطة التعليمية الفردية .
– تقويم الأداء النهائي .
وفيما يلي توضيح لكل خطوة من هذه الخطوات :
أولاً : التعرف على السلوك المدخلي :
يعتمد بناء مناهج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على معرفتنا بخصائص هؤلاء الأطفال فالأطفال ذوي الإعاقة الذهنية الشديدة يختلفون في احتياجاتهم عن الأطفال ذوي الإعاقة الذهنية المتوسطة أو البسيطة ، وكذلك الأطفال ذوي بطء التعلم يختلفون في احتياجاتهم عن الأطفال ذوي صعوبات التعلم وهكذا ، وبالتالي فنحن بحاجة منذ البداية إلى معلومات أولية سريعة عن الفئة التي نتعامل معها بشكل عام ، حتى نتمكن من السير قدما في بناء المنهاج (يوسف صالح 2024) .
ثانياً : قياس مستوى الأداء الحالي :
أن منهاج الطالب ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة يوضع بعد مرحلة التعرف على الأداء الحالي للطالب .
ويعتبر قياس مستوى الأداء الحالي هو حجر الزاوية في التربية الخاصة ، وتهدف هذه العملية إلى تبيان نقاط القوة ونقاط الضعف أو الاحتياج في أداء الطالب باستخدام مقياس أو أكثر من المقاييس التي تقيس المهارات السلوكية المختلفة في كل بعد من الأبعاد المختلفة التي يتضمنها محتوى المنهاج الخاص بالأطفال ذوى الاحتياجات التربوية الخاصة ( يوسف صالح 2024 ) .
أهداف تحديد مستوى الأداء الحالي :
1- العمل على اتخاذ قرارات على نحو أفضل فيما يتعلق بأبعاد البرنامج التربوي الفردي .
2- إن أي طفل من الأطفال يمتلك قدراً من الطاقة وعليه فلا يجب رفض تعليم أي طفل .
3- العمل على تحديد الإعاقات المصاحبة لدي الطالب ( سواء كانت حسية أو حركية أو لغوية ….الخ ) ومدى تأثيرها على مشاركة الطالب في البرنامج .
4- تحديد أولويات التدريس ووسائل وطرق التدريس المناسبة .
5- تحديد واختيار المعززات المناسبة للاستخدام مع الطالب .
6- تحديد مستويات الأداء المتوقعة بناء على قدرات الطالب .
7- الحكم على درجة الجودة التي يستطيع الطالب تحقيقها في أدائه للمهمة .
8- الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن أداء الطالب وأسلوبه في الأداء .
9- إعطاء مجال للعمل على تغيير البيئة والسلوك ومفهوم الذات لدى الطالب . (محمود الشاعر وزميله 2024)

الخطوات التي تمر بها عملية قياس مستوى الأداء الحالي للطفل:
من الصعب على المعلم أو فريق التقييم الأولي ، إن يقوم في الواقع بتقييم جميع المهارات الفرعية التي يتضمنها كل جانب من جوانب المنهاج ، وعلى هذا الأساس ، وللتغلب على هذه الصعوبة ، فان عملية قياس مستوى الأداء الحالي تمر في العادة بمرحلتين رئيسيتين هي :
1- مرحلة التعرف السريع على الطفل :
وتتم عادة عند تسجيل الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة للمرة الأولى في المعهد أو البرنامج ، وتبدأ بالتعرف على الأشخاص الذين لهم معرفة سابقة بالطفل، وذلك للحصول منهم على معلومات تتعلق بالطفل ، والسؤال الرئيسي هنا يتعلق بنقاط الضعف والقوة لدى الطفل بشكل عام ، وتتميز هذه المرحلة بعدة خصائص من أهمها ما يلي : ( يوسف صالح 2024 )
– تعتمد هذه المرحلة على الآراء والبيانات السابقة عن الطفل كأساس للمعلومات .
– تتميز المعلومات المقدمة هنا بأنها تتعلق بجوانب كاملة من المنهاج وليس بمهارات محددة ، أي أن المعلومات في هذه المرحلة هي معلومات عامة إجمالاً ، ولا تتعلق بالتفصيلات .
– يتم جمع المعلومات عن طريق المقابلات المنظمة وأدوات القياس السريعة .
– تتيح هذه المرحلة الفرصة للتعرف على بعض المعلومات عن بيئة الطفل وظروفه العامة ( من حيث الاتجاهات والتوقعات والخبرات التعليمية السابقة ) .
2- مرحلة التقييم الدقيق :
وهي مرحلة أكثر دقة من المرحلة الأولى ، حيث يتم من خلالها اختبار المعلومات التي تجمعت في المرحلة السابقة ، وخاصة فيما يتعلق بنقاط القوة والضعف . وتتميز هذه المرحلة بما يلي :
– تعتمد هذه المرحلة على القياس المباشر لقدرات الطفل بدلا من الاعتماد على الآراء والأحكام العامة والبيانات السابقة .
– تعتمد هذه المرحلة في جمع المعلومات على أدوات القياس التالية :
أ – الاختبارات : وتنقسم إلى مجموعتين :
1- الاختبارات ذات المعايير المرجعية : ويكون الاهتمام بمقارنه أداء الطالب بأداء مجموعة معيارية من الأفراد تشابه ظروفه مثل مقياس ستانفورد – بينية ، و مقياس الفانيلاند للنضج الاجتماعي .
2- الاختبارات ذات المحكات المرجعية : وفي هذا النوع لا يقارن الطالب بالآخرين وإنما يكون الاهتمام على مدى تمكن الطالب من محتوي معين ويمثل طريقة ( الاختبار القبلي – التدخل – الاختبار البعدي ) مثل مقياس مهارات القراءة ، ومقياس المهارات العددية ، ومقياس المهارات اللغوية . (لندا هارجروف وزميله 1988)
أهمية استخدام هذه الاختبارات في قياس الأداء الحالي :
1- توفر هذه الاختبارات والمقاييس نوعين من المعلومات ( معلومات وصفية – معلومات كمية ) .
2- تعمل على تقديم صورة عن المهارات التي ينجح الطالب في أدائها وتمثل جوانب القوة لدية والمهارات التي يفشل في أدائها وتمثل جوانب الضعف لدية .
3- تمكن المعلم من إعداد أهداف تربوية مشتقه من الفقرات التي يفشل الطالب في أدائها .

اكسسوارات من اللؤلؤ الملون تم الدمج شيك 2024.

اكسسوارات من اللؤلؤ الملون تم الدمج

اكسسوآرآت من اللؤلؤ الملون

السلاـآمـ عليكم

اخبآركمـ يآحلوين

جايبتلكم اليوم

اكسسوآرآت من اللؤلؤ الملون

خيآل

اخليكم مع الصور

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ان شآء الله عجبتكم ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

حلقان جديده اقراط شيك صور اقراط جديده

حلقان جديده اقراط شيك صور اقراط جديده حلقان جديده اقراط شيك صور اقراط جديده

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اكسسوارات فرنسيه غاية فى الرقة لعيونكم

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
اتمنى تنال اعجابكم..منقوول

شـكراً
كثير ذوق

يعطيك العافيه عالمجهود

رووووعه

يعطيك العااافييه

مره حلوين

بس الاسف صور المجموعه الاولى

كلها مكرره

يعطيك العافيه على المجهود

بنتظار جديدك

يسلموووووو

كولكشن احذية و شنط تم الدمج< شيك 2024.

كولكشن احذية و شنط تم الدمج<

كولكشن احذية و شنط للصبايا

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

تشكيلة احذية مرصعة

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ماشاء الله تشكيل شيك واخر صوره روعه
خليجيةخليجية
تشكيلة جناااااااااان
كولكشن جميل خالص
يسلموووووووووووووو

لغة الإشارة ودورها في عملية الدمج التربوي والاجتماعي والاقتصادي 2024.

لغة الإشارة ودورها في عملية الدمج التربوي والاجتماعي والاقتصادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وظائف اللغة للاصم وأشكال الاتصال :

للغة مجموعة من الوظائف تخدم من خلالها الفرد كما تخدم الجماعة ، ونذكر منها :

1- التواصل بين الناس وتبادل المعرفة والمشاعر وارساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة .

2- التعبير عن حاجات الفرد المختلفة .

3- النمو الذهني المرتبط بالنمو اللغوي وتعلم اللغة الشفوية أو الاشارية يولد لدى الفرد المفاهيم والصور الذهنية .

4- ارتباط اللغة باطر حضارية مرجعية حضارية تضرب عمقاً في التاريخ والمجتمع

5- الوظيفة النفسية فاللغة تنفث عن الأنسان وتخفف من حدة المضغوطات الداخلية التي تكبله ، ويبدو ذلك في مواقف الانفعال والتاثر .

لذلك كله فان تطوير وسائل التعبير لدى الأصم وتذليل الصعوبات ليصل الى التعبير عن ذاته كله وحاجاته ومولية ، يساعده على
الخروج من عالم العزله والخوف والاحباط الى عالو متفتح على الناس ، وعلى المحيط مما يؤدي به الى التوازن والتكيف وتنمية
قدراته للمساهمة في الحياة الاجتماعية وعلى البذل والعطاء في مجالات المعرفية والمهنية والثقافية لذلك يجب مراعاة الاستعداد الطبيعي للأصم وتلقائيته وعدم فرض وسيلة للتواصل وإلغاء الوسائل الأخرى التي فيها ارتياحاً ومنتفثاً لعزلته النفسية والاجتماعية .

وتعتمد أنظمة الاتصال لدى الاصم الاتصال الشفوي او الاتصال الاشاري ويمكن هنا ان نشير الى طرق الاتصال المنبثقة عن هذين النظامين :

1-الاسلوب الشفوي : وهو تعليم الصم وتدريبهم دون استخدام لغة الاشاره او التهجئة بالاصابع فلا يستخدم الاتصال الشفوي سوى القراءة والكتابة .

2 –الاشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق : وهي أشكال عفوية من تحريك اليدين وتهدف إلى المساعدة في تلقين الأصم اللغة المنطوقة وتمثل بوضع اليدين على الفم أو الأنف أو الحنجرة أو الصدر ، للتعبير عن طريقة مخرج حرف معين من الجهاز الكلامي .

3 – قراءة الشفاة : وتعتمد الانتباه وفهم ما يقوله شخص بمراقبة حركة الشفاة ومخارج الحروف من الفم واللسان والحلق ، اثناء نطق الكلام .

4 – لغة التلميح : وهي وسيلة يدوية لدعم اللغة المنطوقة ، يستخدم المتحدث فيها مجموعة من حركات اليد تنفذ قرب الفم مع كل اصوات النطق وهذه التلميحات تقدم للقارئ لغة الشافة والمعلومات التي توضح ما يلتبس علية في هذه القراءة وجعل وحدات الصوتية غير الواضحة ، مرئية .

5 – أبجدية الاصابع الاشارية او التهجئة بالاصابع : وهي تقنية الاتصال والتخاطب تعتمد تمثيل الحروف الابجديه وتستخدم غالباً في أسماء الأعلام .أو الكلمات التي ليس لها إشارة متفق عليها .

6 – طريقة اللفظ المنغم : أسسها غوبرينا اليوغسلافي تعتمد في جملة من المبادئ أهمها ان الكلام لا ينحصر في خروج الاصوات بطريقة مجردة بل إن الكلام تعبير شامل تتدخل فيه حركات الجسم كالايماء وملامح الوجة والايقاع والنبرة والاشارة فالمتكلم يستخدم كل امكانيات التعبير وتعتمد هذه الطريقة استعمال البقايا السمعية واستغلالها عن طريق أجهزة خاصة

7 – لغة الاشارة : وسنخصها بالبحث فيما بعد

8 –الاتصال الشامل (الكلي) ويعني ذلك استعمال كافة الوسائل الممكنة والمتاحة ودمج كافة أنظمة الاتصال والتخاطب السمعية واليدوية والشفوية والايماءات والاشارات وحركات اليدين والاصابع والشفاه والقراءة والكتابة لتسهيل الاتصال وتيسيره .

من تاريخ لغة الاشاره

ترجع أقدم المحاولات المعروفة المتصلة بتنمية قدرات الاتصال لدى الصم الى رجلى دين في الكنيسة الكاثلوكية: الاول اسباني (بدروبانس دوليون) والثاني فرنسي (دولابي) وقد عاشا في القرن السابع عشر اهتم دوليون بتنمية التواصل الشفوي لدى الصم وقد نجح في تعليم قراءة اللغة اللاتنية لشقيقين أصمين وطريقة لاتبعد كثيراً عن الطريقة الشفوية الحالية المعتمدة على قراءة الشفاه.

وظهرت في الفترة ذاتها تقريباً طريقة أبجدية الاصابع التي ترمز الى الحروف في الابجديات المختلفة عن طريق أوضاع معينة لليد والاصابع وذلك بطريقة اصطلاحية تماماً.

أما لغة الاشارة فقد وجدت بشكل تلقائي لدى الصم ،ـ وكانت تتسم دائماً بالمحلية فتختلف من بلد إلى آخر ومن جهة آخرى وأول من بادر الى تنظيمها وتقنينها هو الأب (دولابي) الذي نظم الاشارات التي يستعملها الصم ودونها في قاموس صغير وأصبحت هذه اللغة اللغة الاساسية في المدارس التي كان يشرف عليها .

ومن بين من ساهم في نشر هذه اللغة (غالوديه) الذي سافر سنة 1817الى امريكا وأسس مدرسة لتعليم الصم تحمل الى اليوم اسمه بعد ماتطورا الى ان اصبحت اليوم اول جامعة في العالم تعتني بالتعليم العالي للصم والبحوث والدراسات ويرأسها عميد أصم ويشكل الصم نسبة عالية من الاساتذة وتعتمد فيها لغة الاشارة في الدرجة الاولى .

وقد تعرضت الطريقة الاشارية في القرن الماضي الى هجوم شديد من أنصار الطريقة الشفوية وتم منع هذه الطريقة في المؤتمر الدولي الذي انعقد عام 1880 في مدينة "ميلانو" وفرض الطريقة الشفوية التي بقيت الوحيدة المعترف بها خلال قرن تقريباً في أوربا الغربية وبعض الجهات في الولايات المتحدة فكان يمنع على الصم

منعاً باتاُ استعمال لغة الإشارة في المدارس المختصة لكن هذا المنع لم يحل دون استعمال الصم اللغة الاشارية فيما بينهم .

وعاد الاهتمام بلغة الاشاره بدءاً من ستينات هذا القرن اذنما وعي لدى الصم الامريكييم ان فرض الاسوياء عليهم اللغة الشفوية نوع من التسلط والتدخل في أمورهم فناضلوا ضد من يحاول دمجهم عنوة في لغة الاسوياء وبدؤوا ينظرون الى انفسهم كأقلية مثل العديد من الجاليات الاجنبية غير الناطقة بالانجليزية والموجود في الولايات المتحدة وقامت ابحاث حول لغة الاشارة في جامعة غالودية أعادت شيئاً من الاعتبار الى هذه اللغة ثم ظهر اهتمام في الدول الاسكندنافية بها أما أوربا الغربية ولا سيما فرنسا وايطاليا وبلجيكا وأسبانيا فلم تهتم بهذه اللغة الا فى منتصف السبعينيات .

منقوووول

يتبع

يوميات (عمر ، سارة) تم الدمج رواية جميلة 2024.

يوميات (عمر ، سارة) .. تم الدمج ..

خليجية

جتلكم انهارده ومعايا يوميات حلوة اوى

وبتحصل ف بيوت كتير عند البنت اما يجلها عريس

تيجى نشوفها سوا

يلا بينا

الحلقة الاولي

قالت ســارة

:

كلّما تحدّثني أمي عن زواج أحد الأقارب أو القريبات وعن الجهاز الكبير الذي رأته عند فرش المنزل الجديد تثور ثائرتي وأصاب بالحموضة من شدة الغيظ, فوالديّ قد أصرا على توفير نصف مرتبي من أجل ذلك الزوج الذي قد يأتي يوما أو لا يأتي

ولكن ما دخلي أنا بكل هذا؟ إذا أرادوا أن يزوجوني فليدفعوا هم وليس أنا.. لماذا لا يسمح لي بالتصرف بالمرتب كيفما أشاء؟

أنا مثلا أريد التوفير لشراء سيارة في خلال خمس سنوات. وكبداية أريد أموالا لتعلم القيادة والحصول على الرخصة ، وكذلك أريد إكمال دراساتي العليا

أنا أريد نصف المرتب الذي يِؤخذ مني غصباً واقتداراً

ثم من هذا الذي يستحق أن أحرم من نصف مرتبي بسببه. حاجة تغيظ
أنا لن أصرف قرشا برغبتي على شخص لا أعرفه يدخل في حياتي فجأة متوقعا أن أصبح خادمه المطيع

"بلا جواز بلا نيلة"

*********

قال عمـــر

:
تحسدني أختي لكوني رجلا أستطيع أن أختار لنفسي وأن أقرر متى أتزوج، في حين أنها كفتاة تضطر لانتظار الفارس المنتظر وليس بيدها حيلة

ولكنها لا تدري كم الأعباء الملقاة على كاهلي لكي أفكر في الزواج. بالتأكيد أحلم أن أمسك يوما ما بيد فتاة –هي زوجتي- ونسير على الكورنيش وهي تتسلى بأكل الترمس الذي يزيد بطنها المنتفخ من الحمل انتفاخاً

ولكن من أين لي بالمال الذي يجعلني أتقدم لخطبة أي فتاة؟ وكذلك فإني لا أريد أي فتاة.. كيف أعرف أن هذه الفتاة التي سأتقدم لها ستكون مريحة في صحبتها؟ فبالرغم من صغر سني واشتياقي إلى متع الزواج المعروفة, فإني أدرك تماما أنه بعد أيام قلائل سيكون ما يهمني أكثر هو طيبة زوجتي وخفة دمها واستمتاعي بحديثها. فأنا أعرف أصدقاء قد تزوجوا وكانوا يتصلون بالشلة قبل مرور الأسبوع الأول على زواجهم, وذلك لأنهم قد شعروا بالملل

ملل!!!.. وهم مازالوا في بداية البداية, إذاً ماذا سيفعلون بعد عام أو عامين؟

"بلا جواز بلا نيلة"

*********

قالت ســارة

:
منذ أسبوع ألمحت لي أمي بأن إحدى صديقاتها لديها ابن يكبرني بثلاث سنوات, يعمل كمهندس كمبيوتر في إحدى الشركات الخاصة.. وهي تعرف أنه شاب مؤدب ووسيم وسيزورنا هو وأهله ليشربوا معنا الشاي يوم الخميس القادم

كنت أظن أني سأثور ولن أرضى بفكرة الزواج الآن. فأنا أريد أن أبني مستقبلي, فهذا ليس فعلا يقتصر على الرجال فقط, ولكن لا أدري ما الذي أسكتني؟ لعله الفضول لمقابلة شخص يريد الزواج بي.. لا أدري

اتصلتُ بصديقتي المقربة وأخبرتها، فضحكت ودعت لي بالتوفيق وأكدت عليّ أن أصلي صلاة الاستخارة, ففعلت بمجرد أن أنهيت مكالمتي معها.. وظللت في حالة قلق طوال الأسبوع وكنت أبكي يوميا في التليفون وأنا أحدث صديقتي وأنا أتخيل قصصا مأساوية إذا لم يعجبني العريس وأجبرني والدي على الزواج منه، وكيف سأعيش في بؤس، وكانت صديقتي تضحك مني وتقول إني أستبق الأحداث، وإني "نكدية"، ولكن القلق كان يؤلم قلبي، ومر الأسبوع سريعا. واليوم هو الخميس المنتظر.. ربنا يستر
*********

قال عمـــر

:

منذ شهر أخبرتني أمي عن صديقة معها في العمل عندها فتاة جميلة تصغرني بثلاثة أعوام, وهي تعمل في إحدى الشركات.. ووالدها رجل طيب ومحترم. فأخبرتها بأني لا أملك حاليا ما يعينني على مصاريف الزواج، وأن كل ما ادخرته خلال سنين عملي هو سبعة ألاف جنيه

طمأنتني أمي وأخبرتني بأن والدي سيساعدني، وأن هذه هي سنة الحياة. فجدي كذلك قد ساعد أبي عندما تزوج من أمي وعاشا أولى سنوات زواجهما في إحدى الغرف ببيت جدي الواسع إلى أن وسّع الله على أبي واشترى هذه الشقة

ولكني لم أكن أريد العيش في بيت والدي, وكان رد أمي أن أمامي الحل في أخذ شقة إيجار جديد. ولما كنت أشعر بالاكتئاب منذ فترة لشعوري بالعجز عن الزواج في وقت قريب, فقد استمعت لحديث أمي المتفائل ووعودها بمساعدة أبي الأسطورية. وتوكلت على الله وصليت الاستخارة. واتفقنا على مقابلة العروس في بيت أهلها يوم الخميس القادم, وكاد التوتر يقتلني, فقد خشيت أن لا تعجبني العروس, وكم سيكون الموقف وقتها محرجا عندما أرفضها بعد أن ذهبنا إلى بيتهم.. ربنا يستر

*********

قالت ســـارة

:
الخميس المنتظر قد حان وتوتري أصبح لا حدود له وإن كان مصحوبا بلسعة سعادة

فهي ليست سعادة بالمعنى الكامل، ولكني متحمسة للموقف واهو على رأي "نبيلة السيد": عريس يا اماااي
ليس من عادتي استخدام الماكياج وفكرت لفترة أن أستخدمه هذه الليلة، ولكني تراجعت, فليرني كما أنا، وإن ماكانش عاجبه يبقى أنا خسارة فيه!! لكني قمت بعمل عدة ماسكات لبشرتي من باب رفع معنوياتي لا أكثر ولا أقل

تحدثت تليفونيا مع "أنتيمتي" وظلت تنصحني بما أفعله عند اللقاء المرتقب, مثل أن أدخل وعيني معلقة بالسجادة وعلى وجهي يرتسم الحياء، وأن أجلس على طرف المقعد ولا "أنجعص" مثل الأولاد مثلما أفعل دائما ، وكنت أضحك على ما تقوله وأعدها بأن أفعل العكس, فهذا العريس عليه أن يعرفني كما أنا بلا تزويق, فأنا عصبية ولا أطيق تحكمات الرجال و…. و
كنت أتحدث مع صديقتي كل ساعة ووالدتي لم تحاول تأنيبي على كثرة استخدامي للتليفون كعادتها، حيث يبدو أنها كانت تقدر توتري واحتياجي للمكالمات معها

وجاء وقت الغذاء ولم أستطع الأكل من شدة التوتر. للحق كنت أحاول أن أبدو طبيعية أمام الجميع وكأن الموضوع لا يهمني، ولكن معدتي الخائنة فضحتني عندما أصبت بالحموضة من شدة التوتر وظللت أشرب في "سفن أب" وأشتم نفسي في سري

وجاءت الساعة السابعة والنصف مساء وأصبح يفصلني عن لقاء العريس المرتقب دقائق.. ربنا يستر

*********

قال عمـــر

:

جاء الخميس بسرعة معتدلة نسبيا فقد كنت أترقب رؤية العروس التي أخبرتني والدتي أني رأيتها من قبل، ولكني لم أستطع تذكرها، وكذلك كنت خائـ……….. قلقا من الموضوع
كنت أتساءل هل سأرتاح إليها فور رؤيتها؟ هل هي جميلة و"رخمة"، أم تكون خفيفة الدم و… "وحشة"؟

هل يمكن أن أعجب بها ولا تعجب بي أو العكس؟

أعصابي مشدودة ولا أستطيع حتى ربط الكرافتة ونحن نستعد للذهاب
دخل أبي الحبيب حجرتي وربط لي الكرافتة، ورأيت الدموع تلمع في عينيه فقلت له: إيه يا أبو عمر ده أنا لسه رايح أتقدم مش رايح أكتب كتاب ولا أدخل، فرد عليّ بأنه لا يصدق بأن الله قد أكرمه ومد في عمره ليرى ابنه البكري يذهب ليخطب، وأني سأعرف شعوره يوم أن أذهب مع ابني لأخطب له
ضحكت كثيرا, فأبي يتحدث عن ابني وأنا لم أرَ العروس بعد. خفف حديثي مع أبي قليلا من توتري حيث إنه ظل يحدثني عما يجب أن أبحث عنه في العروس، ثم دعا لي فارتاح قلبي وأكملت ارتداء البذلة

نزلنا من المنزل وقمت أنا بقيادة سيارة أبي، حيث كان لا يقودها ليلا، وشغلت شريط أم كلثوم ليطرب أبي وكذلك لهدف آخر خبيث وهو أن ينشغل أبي وأمي بسماع "أغدا ألقاك" حتى لا يتحدثا معي لأني لم أكن في حالة تسمح لي بالحديث.. ربنا يستر
*********

جرس الباب
ترررررررن

من داخل المنزل.. تقول ســـارة في سـرّها

:

أنا مش عايزة أشوف عرسان

.. ودخلتْ إلى غرفتها

ومن خارج المنزل.. يقول عمــر في سـرّه

:
يا رب الأرض تنشق وتبلعني.. أنا إيه اللي خلاني أفكر في الجواز؟

يارب تكون عجبتكم اول حلقة

الجزء الثانى

اتمنى ان ينال اعجابكم

يلا بينا نقراه سوا

يدخل "عمر" مطأطئ الرأس ويسلّم على حمى وحماة المستقبل و

…….
دعونا من التفاصيل ولنقفز للحظة الحاسمة مع دخول سارة

*********

قـالت ســارة

:

دخلتُ الصالون وقد تعلقت عيناي بالسجادة وحاولت استجماع شجاعتي لأبدو طبيعية إلا أني كنت في أسوأ حالات خجلي الذى لم أعهده من قبل. لمحت لون بذلته البيج وحذائه البني، ثم قادتني أمي فسلمت على والديه ورفعت رأسي لأحييه وأخييييرا رأيته

أول ما لفت نظري كان عينيه وابتسامته، أو بالأحرى مشروع ابتسامة.. يبدو أنه كان غارقا في الخجل هو الآخر فلم يكن يعرف هل يبتسم أم يبدو جادا، أما عيناه…….. فكانتا صافيتين! وكان نظره لا يستقر على شيء حتى أني ظننت أنه ربما يكون أحول

وكادت الفكرة تجعلني أضحك, وفجأة احمر وجهه و… و……. وكان وسيما حتى في خجله هذا, فابتسمت وجلست ولاحظت أنه يتمتم بشيء ما، أو لعله "يبلع ريقه" فقد مد يده بعد ذلك وتناول كأس العصير ليشرب منه

*********

قــال عمــر

:

جلست على كرسي منفرد في الصالون، بينما احتل والداي الكنبة، وجلس والد العروس على الكرسي المجاور لجهة أبي, بينما ذهبت والدتها لغرفة داخلية ثم خرجت تتبعها سارة

…………..
ورأيتها جميلة

وكأني رأيت هذا الجمال من قبل وأعرفه, وذهب عني توتري في لحظة وانشرح قلبي لها. لا أقول إنه حب من أول نظرة، ولكن شيئا ما جعلني أشعر أني لن أتركها لأحد غيري. لم أستطع منع نفسي من التمتمة بـ"الحمد لله"، ونظرت إليها فظننت أنها تغالب ضحكة تكاد تخرج منها فعاد إليّ توتري لظني أنها رأت شيئا بي يثير الضحك، إلا أنها ابتسمت وجلست فحمدت الله ثانية وتناولت كوب العصير من أمامي فقد جف ريقى

*********

قـالت ســارة

:

بدأ والدي يحدّث عمر عن عمله وعن الشركة التي يعمل بها وظهر أن أبي يعرف أحد المهندسين بتلك الشركة،حيث كانوا زملاء دراسة وأوصى أبي عمر بأن يسلم له على صديقه القديم ويذكره بصاحبه عامر عبد المحسن

وتحدث عمي مع أبي عن وضع شركات القطاع الخاص, بينما بدأت طنط في الحديث معي عن عملي وعن طبيعة دراستي ولاحظت أثناء ذلك أن عمر يسترق النظر إليّ كل دقيقة فتملكتني بجاحة غريبة ونظرت له في عينيه بينما كان ينظر إليّ, وظننت للحظة أن روحه ستخرج من فمه , فقد فوجئ بعينيّ في عينيه فثبت وجهه وتحرك فمه وكأنه سيقول شيئا ما إلا أنه لم يصدر أي صوت ولم ينقذه سوى أن وجه له أبي سؤالا عن شيء ما في شركته فالتفت إليه، وشعرت أنه بالكاد استرجع روحه التي تدلى نصفها من فمه وانفجرت في ضحكة في داخلي وأحسست بأنه ظريف ولكنه خجول أكثر من اللازم

*********

قــال عمــر

:

حاولت أن أفتح أي موضوع مع سارة إلا أن عقلي "قفش" وانعقد لساني

ووجدت أمي تفتح مواضيع عديدة مع سارة وشعرت بغبائي لعدم تذكري لأي من هذه الموضوعات أو محاولتي لالتقاط خيط الكلام من أمي. وظللت أرقبها وهي تتحدث مع أمي، نصف عقلي يتابع حديث أبي وعمي ونصفه الآخر منشغل بـسارة نفسها.. حتى إني لا أكاد أعي ما تتحدث عنه مع أمي

كانت لها ضحكة جميلة كما أن بروفيل وجهها الذي أستطيع أن أراه فقط من مكاني بدا جذابا و……. فجأة رفعت عينيها نحوي وضبطتني وأنا أنظر إليها, حاولت أن أتحدث وأبدأ أي حوار معها إلا أن الكلام لم يخرج من فمي. شعرت بأن منظري مضحكا, إلا أنها عادت للكلام مع أمي وقد احمر وجهها

–يبدو أنها شعرت بالخجل–

ووجه إليّ والدها سؤالا ما فالتفت إليه، إلا أني كنت أريد الحديث معها فأنا لم آتِ لكي أخطب عمي

*********

قـالت ســارة

:

يبدو أن والدته أرادت "جرّه" إلى الحديث فقالت له: دي سارة طلعت بتقرا الجرنال اللي طالع جديد وعاجبك يا عمر، بس ماجابتش العدد بتاع الأسبوع ده، ماتقول لها كان مكتوب فيه إيه
فنظرت إليه وفتح فمه إلا أنه أصدر أصواتا هذه المرة وسألني عمن أتابع مقالاتهم في الجريدة، فأخبرته وبدأ حديثه واكتشفت أنه متحدث جيد بل و "رغاي" أحيانا، فقد ظل يخبرني عن تفاصيل كل مقال ويعلق عليه ويسألني عن تعليقي، ثم يعيد ما قاله بطريقة أخرى ثم يتذكر شيئا آخر قرأه فيتحدث عنه، وانتهزت أنا فرصة حديثه لأستطلعه بشكل مفصل
كان نحيفا ويبدو أنه متوسط الطول وهو جالس ولكن….. أعجبني شكل يديه فقد كانتا كيدي عازف بيانو, أصابع طويلة وأظافر قصيرة، وكانت رموشه طويلة وعيناه بنيتين و…… وبدأت أثرثر معه أنا الأخرى

*********

قــال عمــر

:

عطفت عليّ ماما أخيرا وألقت إليّ بطرف خيط لأدخل في حديثها مع سارة. سألتني عن جريدة أقرأها وكذلك سارة، وأنها لم تقرأ العدد الأخير منها, فانتهزت الفرصة وظللت أحكي لها عن المقالات وكل شيء تذكرته، فقد كانت تلك فرصتي لأنظر لها "براحتي" كان كل شيء بها جميلا، صوتها وجلستها ويداها الصغيرتان وعيناها الضاحكتان دائما وتعليقاتها التي أثارت ضحكي كثيرا

كان حوارنا بعيدا تماما عن الرومانسية ولكن "نص العمى ولا العمى كله" على الأقل انحلت عقدة لسانينا وعيوننا

*********

قــالت ســارة

:

كانت الجلسة مجرد جلسة تعارف بالطبع إلا أن أبي وعمي قد انسجما تماما. وبدا على الجميع السعادة، ونظر لي عمر وهو خارج وقال لي بصوت هادئ ظل يرن في أذني: أشوفك قريب يا سارة

*********

قــال عمــر

:

نزلت أصفر وأغني وركبت السيارة وأنا في قمة النشوة.. سألتني أمي عن رأيي, فقال لها أبي إن عليها أن تترك لي فرصة للتفكير والاستخارة. أما أنا فلم أرد ولكني توقفت عند أول بائع جرائد وجدته ونزلت لأشتري عددين من الجريدة التي نقرأها أنا وسارة

*********

اتمنى ان تكون نالت اعجابكم الحلقة الثانية

وانتظرونى ف الحلقة الجاية ان شاء الله

معلش إتأخرت عليكم

احط ليكم حلقتين بعد كده

انا جيييييييييييييت

ومعايا الجزء الثالث

هيا بنا لكى نقرأه سويا

قـالت ســارة

:

تفكير…تفكير….وقلق شدييييييييد

دخلت غرفتي بعد ذهاب عمر وأهله وغيرت ثيابي وخبأت نفسي تحت الأغطية حتى لا تأتي أمي وتسألني عن رأيي

لا أنكر أن شيئا ما تحرك في قلبي, بل إن صوته المنخفض وهو يقول: أشوفك قريب يا سارة قد دغدغ أحاسيسي

أريد أن أقول إنه يعجبني وإني موافقة ولكن ما أدراني برأيه هو؟ وكذلك ما أدراني بأن مشاعري هذه ليست لحظية؟

ربما عمر هذا ليس جيدا كما يبدو.. إنه ليس طويلا كما كنت أرغب.. صحيح أنه أطول مني ولكن

….
هل يمكنني أن أقضي باقي عمري مع "عمر"؟ هل هو المقدر لي أم لا؟
يا رب ارحمني من الصداع.. غدا أصلي صلاة استخارة مرة أخرى, وربنا يقدم ما فيه الخير

قــال عمــر

نمت مباشرة بعد عودتي من عند بيت سارة, فكرت في صوت ضحكتها قبل نومي مباشرة إلا أن التوتر الذي أصابني طوال اليوم جعلني مرهقا ونمت فورا

في اليوم التالي استيقظت وصليت الفجر والاستخارة ونمت ساعة قبل الذهاب إلى عملي.. لم أرَ مناما أو أي شيء وإن كنت لا أعتقد في موضوع المنام, ما يهم أني أشعر بارتياح عام للموضوع.. في العمل تذكرت أني لم أحصل على رقم تليفون سارة, أردت محادثتها.. سآخذ رقمها من أمي ولكن هل يصح أن أتصل بها ونحن حتى لم نقرأ الفاتحة بعد؟ سأتحدث مع أمي في هذا الموضوع عند رجوعي للمنزل

أثناء فترة الراحة تذكرت أني بقراري الزواج من سارة أحكم على نفسي بالعيش معها للأبد

إنها جميلة ويبدو أنها طيبة، ولكن هل يمكن أن يكون بها عيوب خفية لا أستطيع تحملها؟ كنت سأجعل أبي يتصل اليوم بأهلها لتحديد موعد قراءة الفاتحة ولكني أحتاج أن أعرفها أكثر, ربما تكون بخيلة أو… سليطة اللسان… لا.. لا يبدو أنها قد تنطق يوما بكلمة سيئة

أصابني الصداع من كثرة التفكير وشعرت بأن أذنيّ قد سخنتا بشدة.. يارب اهدِني

قــالت ســارة

:

يبدو أن هذا الموضوع سيجعلني أستهلك كميات كبيرة من الـ"سفن أب", فالحموضة لا تريد أن تذهب.. أفكر طوال الوقت في الموضوع

هل أقبل؟

هل أرفض؟

ولماذا أرفض؟ هل سيقبلني عمر؟؟.. أم؟

قد يكون به عيوب شديدة القبح وهو يخفيها بهذا المظهر الجميل..ربما يكون من الذين يضربون النساء، ولكن لا… يبدو أنه محترم، ووالده كذلك رجل محترم وخلوق.. لا يمكن أن يكون كذلك.. هل يمكن أن يكون "بصباص" ولكنه خجول؟ ربما يمثل؟

آآآآآآآه الحموضة هتقتلني.. مش عارفة أقول إيه لماما لما تسألني عن رأيي

خايفة أوافق وبعدين عمر مايردش يبقى شكلي وحش وكمان خايفه أوافق وبعدين عمر يطلع شخص سيئ.. إن أهلي متحمسون له وبهذا إذا ظهر أنه شرير سأقول لهم إنهم هم الذين وافقوا عليه من البداية
يا ترى عمر وأهله هيتكلموا إمتى؟

قــال عمــر

:

وصلت البيت وأنا منهك ولم تكن لدي شهية للطعام فذهبت للنوم

استيقظت بعد المغرب فصليت وجلست مع والدي في الصالة.. أخفض أبي صوت قناة الجزيرة التي لا يتابع غيرها هي وقناة العربية للأخبار.. التفت لي وسألني عن حالي فحمدت الله، ودار بيننا هذا الحوار
بابا: نويت على إيه إن شاء الله؟
أنا: مش عارف, كنت متحمس بس دلوقتي قلقان
بابا: طبيعى جدا.. إنت مش استخرت؟
أنا: مرتين
بابا: وحاسس بإيه؟
أنا: مش عارف
ضحك أبي وقال: عادي برضه.. أنا ساعة ما اتقدمت لأمك عقلي شتّ من التفكير
تدخلت أمي: ماتصدقهوش ده حفي عشان أنا أوافق

أكّد أبي كلامها ضاحكا وقال: شوف يابني البنت كويسة وأهلها طيبين وإن كنت خايف من حاجات ممكن تظهر في المستقبل, فإنت استخرت وإذا كان الموضوع خير هيمشي وإن ماكانش الأمور هتخلص لوحدها.. شوف إنت مبدئيا حاسس بإيه تجاهها؟

أنا: هي عاجباني وأنا مرتاح لها بس

….

بابا: من غير بس, شعورك المبدئي كويس, احنا نقرا الفاتحة مع الناس وبعدها تشوفها وتتكلم معاها عند أهلها كام مرة، ولو زاد ارتياحك ليها نكمل ونعمل الخطوبة اللي برضه هتكون فترة اختبار بينكم, وإن ماحصلش توفيق يبقى كل اللي يجيبه ربنا كويس, ولا رأيك إيه؟
أراحني كلام أبي ووافقت عليه
بابا: يبقى اتصل بقى بـ"عمار" واسأله إمتى هنعرف رأيهم؟
أنا: رأيهم؟ أنا حسبتك هتحدد ميعاد الفاتحة
ضحك أبي وقال: ليه هو إنت مادام وافقت يبقى العروسة وافقت؟

عرفت بعد اتصال أبي بأهل سارة أنهم طلبوا أسبوعا لإبداء رأيهم وعاد إليّ توتري, فأنا قد أبديت رأيي المبدئي في اليوم التالي مباشرة, لماذا تحتاج هي إلى أسبوع؟ أهي محتارة لهذه الدرجة؟ ألم تعجب بي كما أعجبت بها؟

حاولت أمي طمأنتي بالحديث عن أن الفتيات يأخذن وقتا أطول من الرجال في إبداء رأيهن وأن أهلها يجب أن يسألوا عني، فسألتها غاضبا: ألا يجب أن أسأل عنها وعن أهلها أنا الآخر؟

ردت أمي بأنها تعرف أهلها جيدا وإذا أردت يمكنني أن أتحرى عنها هي بنفسي

فسألتها: كيف؟

فقالت روح ليها الشغل.. وتركتني أمي لحيرتي وقلقي..

***********************

قــالت ســارة

اتصل أهل عمر ليعرفوا رأينا وتنفست أنا الصعداء؛ فمعنى اتصالهم أن عمر وافق عليّ ويريد أن يعرف رأيي.. انزاح من على قلبي هم ثقيل.. كنت مرعوبة من فكرة أني أعجبت به وهو قد لا يعجب بي, على الرغم من كلمته:أشوفك قريب يا سارة

بعد جلسة طويلة مع أمي قررت الموافقة على قراءة الفاتحة لكي أستطيع أن أراه عدة مرات قبل أن أوافق على الخطوبة.. ولكن أبي قرر تأجيل إخبارهم بقراري إلى أن يذهب إلى عمل عمر ويسأل عنه.. وسمعت من أمي خطة أبي لمعرفة كل شيء عن عمر من زملائه ورؤسائه في العمل, بل وجيرانه كذلك, فأبي رجل طيب وهادئ ولم أتوقع أن يتحول إلى المحقق "كولومبو" من أجلي
قارب الأسبوع على نهايته وأشعر (قليلا) بأني أريد أن أرى عمر

اتمنى ان يكون نال اعجابكم هذا الجزء انا شيفاه جميل جداااا

ياتري انتو شفتوه ايه

وها هو الجزء الرابع

ومتاخرتش عليكو

يلا نقراه ونشوفه

بجد تحفة وهيعجبك اوى

قـالت ســارة

:

تحرى كولمبو (أبي سابقا) عن عمر فوجد أن سيرته ممتازة بين جميع معارفه ومن ثم اتصل أبي بعمي وأخبره عن موافقته واتفقا على قراءة الفاتحة يوم الإثنين القادم، وظل أبي يتحدث مع عمي على التليفون قرابة نصف الساعة حيث إن كليهما يهتم بمشاهدة القنوات الإخبارية وكانا يتناقشان حول برنامج ما

يبدو أن علاقة أبي بعمي ستتوطد قبل أن تتوطد معرفتي بـعمر

أخبرني أبي بعد إنهاء المكالمة أن عمي وطنط وعمر يسلمون عليّ

شعرت بالاشتياق لرؤية عمر مرة أخرى, إلا أنه –بالطبع- لن يكون بيننا أي اتصال قبل قراءة الفاتحة

قـال عمــر

:

لم أحاول التحري عن سارة لأني أولا ارتحت لها، وثانيا أمي تعرفها وتعرف والدتها، وثالثا أنا ماعرفش ازاي أتحرى عن حد

ولكني -للحق- فكرت أن أذهب لأراها وهي خارجة من عملها فقد شعرت بأني بحاجة لأن أراها

شيء ما جعل قلقي يزول من جهة موافقتها عليّ أم لا.. فأنا أظن أني تركت لديها انطباعا جيدا

وجاء الخميس موعد رد عائلة سارة علينا وجلست بجوار أبي وهو يرد على تليفون عمي. ظلا يتحدثان في بداية المكالمة عن برنامج سياسي ما وأنا جالس على الشوك في انتظار الجواب. وأخيرا سمعت أبي يضحك ويحمد الله ويقول له عن سعادته بالنسب المرتقب بيننا, فالتقطت أنفاسي وخرجت إلى البلكونة

كنت أشعر شعورا غريبا وكأن كل شيء يبرق أمامي

أحسست أني أريد أن أحضن العالم كله وأقبله. كنت أعرف أني سأبدأ مشروع حياة وأني سأكافح من أجل تجهيز نفسي إلا أن هذا الشعور الغامر بالسعادة أنساني أي قلق

وسألت نفسي: كم سأنتظر لأقف مثل هذه الوقفة مع سارة في بلكونة منزلنا؟

قــالت ســارة

:

هل يُعقل أن أحب شخصا رأيته لمرة واحدة؟

أم أن هذا الشعور بقبوله الشديد ناتج عن صلاة الاستخارة؟

هل الله يعطيني إشارة بأن عمر لي وأنا له؟
أنتظر يوم قراءة الفاتحة بسعادة شديدة. ولم أعد أعاني من الحموضة

الحمد لله

يوم قراءة الفاتحة

قــال عمــر
:

جاء الإثنين الغالي

احترت في الهدية التي يجب أن أقدمها لـسارة

أخبرتني أمي بأنه يمكن أن أشتري لها خاتما لقراءة الفاتحة وأخبرتني أنها يمكن أن تنزل وتختاره لي ولكني أخبرتها أني سأشتريه بنفسي

ذهبت إلى الصائغ ولم أكن أعرف مقاس إصبع سارة إلا أني حاولت التخمين قياسا على حجم يديها

كنت أريد خاتما مميزا

فكرت بأن يكون خاتما ذا فص مثل خواتم الزواج التي أراها في الأفلام الأجنبية, إلا أني وجدت خاتما عليه فراشة تبدو وكأنها حقيقية, لا أدري لماذا ذكرتني الفراشة بسارة, فدعوت دعاء الاستخارة واشتريت الخاتم

يا رب يعجبها

قــالت ســارة

:

لا أدري ماذا يجب عليّ أن أرتدي في قراءة الفاتحة. هذه المرة كنت أريد أن أبدو متألقة

بعد تفكير ومحادثات مع صديقتي ومع ماما ومع المرآة اخترت طقماً لبني اللون ووضعت بروشا على هيئة فراشة يشبك الطرحة مع البلوزة

يا ترى عمر بيحب اللون اللبني؟

يا رب.. يا رب.. يا رب خلّيني فرحانة النهارده

قــال عمــر

:

أحضرت علبة شيكولاتة ونحن في طريقنا إلى بيت سارة

في هذه المرة كان معي أولاد عمي في سيارتنا وكذلك أختي. بينما كان أبي وأمي في سيارة عمي وزوجته يلحقون بنا

في هذه المرة ظل أولاد عمي يثرثرون معي وظللنا نضحك طوال الطريق ونحن نسمع ليلة من عمري لـعمرو دياب

عندما دخلت منزل سارة هذه المرة كنت أكثر راحة

كان المنزل مزدحما نسبيا عن المرة السابقة حيث حضرت خالة سارة وزوجها وأعمامها الثلاثة

عندما دخلت كانت سارة تكلم أحد أعمامها في ممر يطل على الصالون, التفتت ورأتني وأنا أتجه صوب الصالون فابتسمت لي وابتسمت لها

كانت ترتدي طقما لبني اللون يجعلها تبدو جميلة كالسماء. واتسعت ابتسامتي حينما لاحظت أنها تضع بروشا على شكل فراشة

قــالت ســارة

:

دخل عمر هذه المرة فجأة فقد ظننت أن أبي يفتح الباب لزوج خالتي الذي وقف على السلم ليدخن سيجارة, حيث إن أمي لا تسمح بالتدخين داخل المنزل, وكان أبي واقفا على الباب يتحدث مع زوج خالتي وصديقه في نفس الوقت حتى يهون عليه وقفة السلم. ولكني استدرت لأجد عمر أمامي يبتسم ويحمل علبة شيكولاتة.. لقد زادت معزته في قلبي لما أتى لي بالشيكولاتة

بعد أن قدمنا الجاتوه والحاجة الساقعة, تحدث أبي مع عمي وتعرف الجميع على بعضهم البعض وسألني عمر عن حالي

كان الجو مزدحما هذه المرة, ولكن عمر كان هادئا ومازالت لديه عادة اختلاس النظر إليّ

في وسط كل هذا وجدت أبي وعمي يقولان: نقرا الفاتحة بقى

رفع الجميع أيديهم ليقرءوا الفاتحة ونظرت تجاه عمر فوجدته بالطبع ينظر لي وقرأنا الفاتحة وأعيننا متشابكة.. وشعرت وكأني خارج كل زحام الصالون وكأن جسدي كله قد تخدّر

قــال عمــر

:

قرأتُ الفاتحة وسارة تجلس في عيوني

تجرأت هذه المرة ونظرت إليها بثبات أثناء قراءة الفاتحة, ولم تبتعد عني بعينيها

أخرجتُ الخاتم وقدمته لـسارة التي ضحكت وقالت والدتها: إنت كنت عارف إن سارة هتلبس بروش على شكل فراشة ولا إيه؟

ولكني لم أكن أعرف, أنا حتى لم أعرف رقم تليفونها وخفت أن يظن عمي أني اتصلت بها من ورائه فأنكرت على الفور فضحكت سارة وضحك الجميع…. وشاركتهم الضحك

قــالت ســارة

:

لم أصدق نفسي عندما رأيت الخاتم, فقد كان جميلا جدا. فأنا أحب الفراشات بشدة

لقد أتى لي عمر بشيكولاتة وفراشة من ذهب

يبدو أني سأحب هذا الفتى

ايه رايكم بقي ف الحلقة دى

وانتظرونى ف الجزء الخامس

وقد حان ميعاد
الجزء الخامس
يلا نشوفه ونقراه سوا

كلمني ع التليفون

قــالت ســارة

:

لا أصدق أنه قد تمت قراءة فاتحتي بالرغم من أني قرأتها معهم وإن كنت لم أعِ منها سوى "الحمد لله".. كنت أنظر إلى خاتم الفراشة على يدي باستغراب. لقد امتلكت عدة خواتم ولكني لم أشعر بهذه المعاني التي أحملها من قبل

أشعر أن عمر وضع علامة عليّ تشير إلى أني أصبحت له ولكن… لكن عمر لا يحمل أي علامة تشير إلى أنه أصبح لي.. ربما أقوم بعمل علامة في وجهه عندما يزورنا في المرة القادمة!! أم أنه قد يعتبر ذلك فظاظة مني

يا ربي لا أستطيع أن أكون جادة حتى عند التفكير في مستقبلي. لكني لم أرَه سوى مرتين وادبست ووافقت على قراءة الفاتحة

كل هذا بسبب حماس أبي له وألفته السريعة مع والده
آه ياعمر….. قلبي بيرفرف لما بافكر فيه، وبالرغم من ذلك فمازلت أشعر بالقلق بسبب موافقتنا السريعة, إلا أن أمي أخبرتني أن الفاتحة مجرد ربط كلام" ليتسنى لي لقاء عمر عدة مرات حتى أوافق على إتمام الخطوبة

أنتظر مكالمة عمر على التليفون ولا أدري كيف سأبدأ أي حوار معه؟
قــال عمــر

:

الغريب أني لا أشعر بشيء مختلف لكوني أصبحت (قاري فاتحة) لم أتعرف على سارة بشكل عميق, وإن كنت أشعر بشيء لا أستطيع وصفه يثير البهجة في قلبي كلما مرت على بالي، وما أكثر المرات التي تمر فيها على بالي، بل إنها بالأحرى تسكن حاليا في بالي

المفترض أني سأتصل بها لتتوطد معرفتنا قبل إعلان الخطوبة وهذا ما يثير توتري فأنا في العادة "دمي خفيف" وكثير الكلام ولكن أخاف أن يجعلني التوتر أخرس كما حدث في لقائنا الأول. أخاف أن أبدو سخيفا وثقيل الظل. فالبنات لا تحب ثقيلي الظل

كيف أستطيع أن أظهر جمال شخصيتي الرائعة في حديثي معها

" افتح عليّ يا رب"

قــالت ســارة

:

المفروض إنه يتصل بالتليفون على البيت, لأننا لسه ماعرفناش موبايلات بعض.. الواحد محرج شوية, مش علشان هاكلمه, فأنا بعون الله أكلم الأسد بس وهو في القفص طبعا المشكلة هي وجود بابا. كيف سأحدث "راجل" في وجود بابا؟

هو صحيح راجل طيب..لكن… المشكلة الحقيقية هي كيف سأتحدث مع عمر؟

لا أريده حديثا عاديا, أريد أن أستخرج منه كل أسرار شخصيته وأعرف عيوبه وأريده أن يعرفني جيدا, فهو لم يعرف سوى سارة الهادئة الخجول

سأتصل بإحدى صديقاتي المخطوبات لعلها تفيدني في اختيار موضوعات للحوار
ووقعت القرعة على فاطمة", المخطوبة الأزلية منذ كنا في الصف الأول الجامعي وحتى الآن, وقد انفجرت فاطمة في الضحك عندما عرفت طلبي منها وقالت لي ساخرة: عايزة تعرفي كل ده من أول مكالمة؟ يا بنتي إنتي يادوبك في مرحلة النحنحة.. إنتي وهو هتتنحنحوا على بعض! قدامك شوية حلوين عقبال ما تعدي مرحلة وش القفص, ده أنا يا اللي مخطوبة بقالي سنين لسه باشوف العجب من حسن", يا بنتي إنتي دخلت مشوار المليون خطوة وإنت يادوبك في أول خطوة
طبعا ارتفعت معنوياتي جدا بعد مكالمة فاطمة

قــال عمــر

:

رجعت من الشغل واتغديت ونمت وصحيت والمفروض أكلم سارة, اتصلت بالرقم وأنا بادعي إنها هي اللي ترد، وبالطبع ردت والدتها..أنا عارف حظي.. فسلمت عليها وسألت عن عمي وسألتني هي عن والدي ووالدتي

ثم سادت لحظة صمت محرجة

حيث تنتظر هي أن أطلب الحديث مع سارة، بينما أنتظر أنا أن تتفضل هي من نفسها بندائها. تنحنحت مرتين وأخذت نفسا عميقا و… قبل أن أنطق, قالت هي: طيب هناديلك سارة
تألمت أذناي حينما انطلق صوت موسيقى الانتظار المزعج والمفاجئ ثم انتهت الموسيقى وسمعت خروشة ثم صوت سارة

سارة:
السلام عليكم

أنا:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سارة:
ازيك يا عمر
أنا:
الحمد لله… ازيك إنت؟
سارة:
الحمد لله, وبابا وماما عاملين إيه؟

أنا:
الحمد لله

سارة:
وإخواتك؟

أنا:
الحمدلله

سارة:
إنت بتختم الصلاة يا عمر؟

أنا (بدهشة): لأ.. ليه؟
سارة:
أصلك مابتقولش غير الحمد لله, فحسبتك بتسبح بعد الصلاة ولا حاجة
فهمت الدعابة وضحكت بشدة, وبدأت أسألها هي الأخرى عن أحوالها وعن عملها وكذلك تحدثت هي و… استمرت المكالمة 66 دقيقة

والحق أني لم أرد إنهاء المكالمة, إلا أني لاحظت أن والدتها دخلت إليها ووجهت إليها الكلام, فخشيت أن أسبب لها الحرج وأخبرتها بأني سأحدثها غدا. وبالطبع كانت المكالمة وكأنها مع واحد صاحبي وبخاصة أنها لا تكف عن السخرية وإطلاق النكات, مما جعلني أبادلها الضحك

وبالتالي لم تكن المكالمة رومانسية على الإطلاق, ولكنى استطعت أن أستجمع شجاعتي وأن أقول لها: هتوحشيني قوي لحد بكره.. وقفلت الخط سريعا وكأن والدتها ستجذبني من ملابسي من خلال السماعة

قــالت ســارة

:

لم أتخيل أن تسير المكالمة مع عمر" على هذا النحو

كنت أغسل المواعين في المطبخ, بينما أفكر أنه لو اتصل الآن سيكون شيئا شاعريا جدا أن أتلقى أول مكالمة من خطيبي وأنا أقف على الحوض

وبالفعل اتصل عمر أثناء غسيلي للبراد.. بدا محرجا في بداية الحديث ولكني كسرت الجليد وضاحكته, واتضح لي بعد ذلك أثناء المكالمة أنه "واد دمه خفيف", وبالطبع هذا ليس تقليلا من شأنه, فهو يبدو رجلا حتى في هزاره

وبعد تبادل الحديث وتبادل أرقام الموبايلات.. حيث أخبرتني أمي قبل المكالمة بأنه يمكنني تبادل أرقام الموبايل معه.. بعد كل هذه الثرثرة أنهى مكالمته بجملة تختلف عن جو الشقاوة الذي ساد المحادثة وقال لي برقة إنه سيفتقدني

يا ربي دايما ينهي كلامه بجملة تخلي قلبي يتهز.. يبدو أنها صارت عادة لديه… وقاطعت أمي تأملاتي الرومانسية بعد المكالمة –وكم تعددت مقاطعتها لي أثناء المكالمة!– وقالت لي: إيه كل الضحك ده يا سارة؟ هو إنت بتكلمي فاطمة" ولاّ مروة؟ مش تعقلي شوية

ظننتها في البداية ستتحدث عن طول وقت المكالمة ولكنها أحرجتني بحديثها عن كثرة ضحكي, هل يمكن أن يظن عمر أني أضحك أكثر من اللازم؟ لكنه كان يضحك هو الآخر

يووووووه هو كل شوية قلق

*********
رن.. رن.. رن… وفرحني

في العادة تعبر الأغاني عن المشاعر, ولكن هذه المرة عبّر إعلان خطوط تليفون عن مشاعري

"رن.. رن.. رن.. رن.. وفرحني"

يشدو بها كاظم الساهر وأنشز أنا بها طوال اليوم مع رنات عمر الكثيرة على الموبايل

أمس, بعد أن انتهيت من أولى مكالماتي معه أرسل لي رسالة بها دعاء جميل: اللهم لي أحبة أتذكرهم كلما نبض الفؤاد وحن، وأدعو لهم كلما دنا ليل الظلام وجن.. إلهي ظلل أحبتي بالغيوم وأبعد عنهم كدر الدنيا والهموم.. أدخلنا الله جميعا من باب الريان وأعتق رقابنا من النار

رسالة دينية وإن كانت تبدأ بـ"أحبة"، واخدين بالكم؟

أما اليوم فقد رن عليّ 8 مرات حتى الآن, أما بالنسبة لي فقد رننت له مرة واحدة… لا أدري لماذا… "تُـقل" كما يقال

للحق أشعر بالخجل من أن أرن عليه كثيرا. ولكني فرحانة أوي برناته.. بالطبع أنا في عملي وزميلاتي يلاحظن أني أبتسم بلا داع مرات عديدة

أبتسم عندما أتذكره

وأبتسم عندما يرن

وأبتسم عندما لا يرن

"باين عليَ اتجننت"

آآآآآه لو تدوم سعادتي هذه للأبد

وصلتني رسالة جديدة من عمر, جعلتني لا أتمالك نفسي من الضحك و (اضطررت) بعدها أن أرن عليه مرتين

كانت الرسالة تقول: كده مش حلو.. لا رنة.. ولا ألو.. ولا علينا تسألوا… طب حتى رنة واقفلوا

فكرت أن أرسل له رسالة حتى لا يظن أني بخيلة ولا أريد أن أضيع رصيدي

احترت هل أرسل له رسالة دينية أم رسالة ضاحكة. في النهاية قررت الرد على رسالته كالتالي: قلت للطير المسافر وصل سلامي للغاليين…. قال لي سواق أهلك أنا؟


قــال عمــر

:

بعد أن اضطررت لإنهاء حديثي مع سارة قمت بحفظ رقم تليفونها المحمول على تليفوني على الفور

أحببت أن أظهر لها اهتمامي! ومشاعر أخرى بالطبع, فأرسلت لها رسالة تحمل دعاء "للأحبة".. لم تقم بالرن عليّ فظننت أنها لم تقرأ الرسالة بعد

في اليوم التالي قمت بالرن عليها مرات عديدة ولكنها لم تجبني سوى برنة واحدة.. بصراحة غضبت

"هي مش معبراني ليه؟"

كان هذا السؤال ينغزني وكأنه شوكة

سألني زميلي في العمل عن سر تجهمي, لم أخبره بالسبب… لا أعتقد أنه يصح أن أتحدث عن مشاكلي مع خطيبتي مع أحد

…… ولكن

مع منتصف اليوم لم أستطع أن أتحمل تجاهلها, فكرت أن أحدثها على الموبايل ولكن كرامتي "نقحت" عليّ. لم أجد سوى أحمد..صديقي الحميم والذي خطب منذ عدة أشهر لأتحدث معه. وأحمد يعمل معي في نفس الشركة ولكن في قسم آخر.. رننت عليه, ففهم أني أريده وتقابلنا في كافيتيريا الشركة كالعادة

وجدني مغتاظا فقال: أهلا… مش بدري على فردة الشراب المقلوبة دي
أخبرته بالموضوع فضحك وأجابني: مشكلتك يا عمر إنك أبيض يا ورد… بس هي مش مشكلة قوي يعني…. باين إن سارة كمان أبيض يا ورد زيك…. إنت عمال ترن ترن على البنت عشان دي أول مرة تعرف بنات وعايز تحس إنك بترن وبيترن عليك, وسارة غالبا مش متعودة على الكلام ده ومحرجة ترن عليك كتير…… ياسلااااام

نزل عليّ كلام أحمد كالبلسم وغضبت من نفسي لأني غضبت من سارة.. وكان أحمد نعم العون حتى إنه بعث لي رسالة لعلاج هذه الحالة..كما قال ، وقمت أنا بإرسالها لسارة

وعدت للتحليق فوق السحاب عندما ردت عليَ سارة هذه المرة برنتين ورسالة دمها خفيف

قالت سارة
:

أربع رسائل في يوم واحد…. كتير برضه! الواد ده ماشي بموبايل خط ولاّ بيزنس ولا إيه؟
هو صحيح إني فرحانة جدا بكل هذا الاهتمام …لكن هي دي المشكلة.. أنا باخاف لما بافرح قوي.. باشعر إن فيه حاجة غلط
ماسورة الرسائل اللي انفجرت دي مش مطمناني
أخاف أن يكون عمر حالما أكثر من اللازم.. قد يبدو كلامي غريبا ولكني أحب الرجل الراسي أريد رجلا يساندني على أرض الواقع.. لا أحب الرجال المغرقين في الرومانسية

قــال عمــر

:

لم يتهمني يوما أحد بالرومانسية, ولكني مع سارة أخاف أن يكون هذا عيبا

لست قاسي القلب بالطبع ولكني لا أجد أن الكلام الرومانسي الكثير يعني شيئا. أشعر أني أحبها وغالبا ما سيزداد هذا الحب مع الأيام ولكني لا أحب كلمة "أحبك" التي تتكرر كثيرا بين الأولاد والبنات. ولكني أخاف أن يجعل ذلك سارة تكرهني ولذا قررت أن أكون رومانسيا معها في رسائل الموبايل

أرسلت لها كل رسائل الحب التي وجدتها ذلك اليوم, وكانت أربع رسائل

……. أربع رسائل في يوم واحد

"كتير.. مش كده؟"

أدركت هذا عندما وصلت للمنزل مساء. قد تراني سارة الآن "مدلوقا". ولكن.. لا

هي لا تفكر بهذه الطريقة

أو… ربما هي تفكر بهذه الطريقة…

لاحول ولا قوة إلا بالله… كنت قد قررت أن أتصرف بمثالية في هذه العلاقة ولكن ها أنا وقد بدأت بخطأ…. أفففف

وهذا كان الجزء الخامس

اتمنى ان يكون قد نال اعجابكم ورضاكم

وها قد جاء موعدنا مع

الفصل السادس

قــالت ســارة

:

مكالمة أخرى مع عمر على تليفون البيت

هذه المرة اتصل أثناء مشاهدتي لمسلسل الرعب الأجنبي الذي أتابعه بشغف, ما علينا سأشاهده في الإعادة

وجدته طبيعيا…

أعني ليس حالما غارقا في الرومانسية كما أوحت لي الرسائل.. ارتاح قلبي لذلك, فأنا لا أحب الرجال معسولي اللسان.. حدثته عن مشاكل في عملي وأسداني بعض النصائح المفيدة بجانب بعض النصائح غير المفيدة

-ولكني لم أخبره بذلك بالطبع-

إلا أنني ذهلت وزاد إعجابي به عندما حدثني حول الاحتلال في العراق ووضع الانتخابات الفلسطينية.. إنه يعرف ما يتحدث عنه وله أراء خاصة رائعة ولا يدعي معرفته بكل شيء, مثل الذين يتحدثون وكأنهم كانوا مع بوش لحظة إعلان الحرب

أعجبتني سعة اطلاعه، وإن كنت أحبطت قليلا عندما عرفت أنه لا يهتم بالكرة, وأنا التي كنت أحلم بأن أذهب أخيرا للاستاد لأشاهد المباريات من هناك بعد زواجي. إلا أني –للحق- احترمته

فأنا لا أتخيله يجلس مثلي أمام التليفزيون يكيل السباب للاعبي الفريق المنافس والحكم الظالم دائما

في وسط الحديث تطرقتُ إلى موضوع الرسائل.. فسكت قليلا ثم قال بلهجة شديدة الرقة والعذوبة :زودتها شوية… مش كده؟

ولم أتمالك نفسي من الضحك

أحيانا ينتاب الشخص نوبة غباء يندم عليها كثيرا فيما بعد… وكانت هذه إحدى نوبات غبائي

كيف يكون هذا هو رد فعلي على هذه الرقة؟.. بالتأكيد سيظن أني بليدة المشاعر

ارتبك قليلا بعد ضحكتي الغبية ثم تجنب الحديث عن رسائله وشكرني على رسالتي وأثنى على خفة دمي الذي كان يغلي في هذه اللحظة من شدة غيظي من نفسي ومن ردود فعلي الغبية

انا ح اجى لكم بكرة شوية يا سارة –

قالها عمر لى فى التليفون فرديت باستغراب: ليه؟
وطبعا كان رد غريب جدا فقلت له بسرعة: تشرف طبعاً
وقفلت التليفون وانا سعيدة جدا انى ح اشوف عمر بكرة لأول مرة من قراءة الفاتحة الظاهر انه واحشنى لا الحقيقة مش الظاهر انا فعلا نفسى أشوفه

*********

قــال عمــر

:

رد فعل سارة غريب جدا ياترى هى مش عاوزة تشوفنى فعلا علشان كده اتخضت؟ ممكن تكون حست انها اتسرعت فى الخطوبة مثلا

طب ايه المطب ده ؟

دى هى واحشانى فعلا ج يبقى شكلى ايه لو قابلتنى ببرود ؟ بس هى كانت طول المكالمة سعيدة
اوِوف.. البنات دي عاوزة خريطة علشان الواحد يفهمهم.. احسن أصلى ركعتين وانام علشان عندى شغل بدرى

*********

قــالت ســارة

:

عملت ماسك زبادى بالعسل قبل ما انام مع ان بشرتى مش محتاجة بس استعداد نفسى للقاء عمر المنتظر

ماما دخلت لقتنى ملزقة كده قالت لى مالك يا سارة قلت لها: اصل عمر جاى بكرة يا ماما

خرجتْ من الاودة وهى بتقول لا حول الله يارب

غسلت وشى من الماسك وغمضت عينى وطفيت النور بس ما جاليش نوم خالص.. ايه القلق ده ؟
احاسيس ملخبطة جدا

جوايا فرحانة انى ح اشوفه وفى نفس الوقت سؤال بيزنّ فى عقلى: خلاص هو ده الانسان اللى ح اكمل معاه حياتى كلها لحد ما اعجّز زى ماما وبابا ؟
ده انا تقريبا ما اعرفوش !! بس هو مؤدب وطيب
ماهو كلهم بيكونوا كده فى الأول !!! على رأى صديقاتى ذوات الخبرة فى الارتباط

حطيت المخدة على دماغى علشان اهرب من التفكير وانام

*********

قــال عمــر

:

ياااااه ده انا تقريبا مانمتش خالص وحاسس بصداع رهيب وعندى شغل بعد نص ساعة
آدى اللى خدناه من الخطوبة

ما انا كنت حر نفسى وأخر رواقة كل القلق ده ولسه قراءة فاتحة امال لما أخلف 5 ولا 6 عيال ح اعمل ايه ؟ أكيد ح اكون مت من زمان

*********

قــالت ســارة

:

قمت من النوم بعد ما صحيت ييجى ميت مرة وعندى حموضة كبيرة شربت سفن اب على الريق وطبعا كانت فاتتنى صلاة الفجر من النوم المتقطع
اتوضيت وصليت شعرت بهدوء واستعدت فرحتى بلقاء عمر النهاردة

يارب فرّحنى النهاردة يارب..
*********

قــال عمــر

:

تالت فنجان قهوة باشربه والصداع ابتدى يروح شوية
اه لو سارة تدينى حتى رنة تعرفنى انها عاوزة تشوفنى هى كمان
فضلت ماسك الموبيل وسرحان لحد ما فوقت على صوت زميلى بيقول : يابختك يا عم تلاقى العروسة صبّحت عليك ييجى ميت مرة.. تيجى مراتى تشوف عمرها ما بتتصل بى الا لو كارثة حصلت ده انا حاطط لها تون سرينة اسعاف.. ههههههه
رميت الموبيل وقلت الصيت ولا الغنى !! يلاّ بقى يا سارة ربنا يهديكى

*********

قــالت ســارة

:

الوقت بيعدى بسرعة كدة ليه ؟ الساعة 4 وعمر جاى الساعة 8 طب ح البس ايه ؟ وح نقعد فين ؟ مش معقول نقعد لوحدنا فى الصالون حرام طبعا وكمان انا اتكسف جدا لا أكيد كل العيلة ح تقعد على قلبنا

طب حنتكلم فى ايه ؟

التليفون بيسهّل الموضوع لكن وجها لوجه دى صعبة شوية
ياااه ايه القلق ده كله ؟

ماما بتبص لى من بعيد و عينيها بتضحك على وبتقول فى سرها البنت اتجننت
قمت استحميت واسترخيت شوية وقعدت أنشف شعرى بالسشوار وأعمله كذا تسريحة مع انه مش ح يشوفه لأنى ح اكون لابسة الحجاب طبعا بس عاوزة أحس انى جميلة النهاردة ونفسى أشوف ده فى عينيه

*********

قــال عمــر

:

ياترى ح أجيب ايه معايا وانا رايح ؟ آخد شيكولاتة ؟ ولا أبقى رومانسى واخد ورد

طب أنا نفسى أشترى هدية لسارة تفكرنا دايما باليوم ده أشترى لها ايه ؟

قعدت أفكر وانا فى العربية وراجع من شغلى لحد ما لقيت محل هدايا دخلت و جبت بوكية ورد أنيق ودورت على هدية سارة احترت شوية وبعدين لقيت دبدوب ضخم أبيض حاضن قلب أحمر

كان ضخم جدا وغالى جدا كمان !!! لكن تخيلت فرحتها بيه

يارب يعجبك ياسارة..

*********

قــالت ســارة

:

ارتديت عباءة مغربى جميلة مطرّزة بالقصب أهداها لى خالى من الخليج

لم أرتدى تايير أو ما شابه مش عارفة ليه يمكن كنت عاوزة أحس أنى لا أستقبل ضيف غريب بل من أهل البيت

وضعت مكياج خفيف جدا مجرد انه يظهر وجهى نضر لا أكثر ولفّيت الطرحة بطريقة جديدة زادتنى أناقة ونظرت فى المراية ووجدت بريق جميل فى عينى لم أره من قبل
يارب اسعد كل البنات زيي
وأفقت من سرحانى على صوت جرس الباب وصوت أمى بيقول
:
..عمر جه يا سارة

*********

الجزء ده بجد شيق وجميل جداااااا

هيعجبكم ان شاء الله


قــالت ســارة

:

ازيك يا سارة.. ياه ماشاء الله –
قالها عمر بتلقائية كبيرة وهو يسلم على جعلت اخوتى يبتسمون وانا وجهى احمر من الخجل وفوجئت ان يمدحنى هكذا أمام الجميع !! لكني كنت سعيدة جدا بهذه الجرأة أو التلقائية لا أدرى ! ومددت يدى أسلم عليه وأكيد لاحظ ارتعاش يدى وارتباكى ياااه

فعلا التليفون أرحم من اللخبطة دى

*********

قــال عمــر

:

بجد فوجئت بجمال سارة اليوم وجهها نضر وملامحها تنطق بالجاذبية والجمال رغم انها لا تضع ماكياج والحمد لله.. لم استطع ان أخفى سعادتى عندما رأيت وجهها مرة ثانية والمرة دى أشعر انها ملكى فازدادت جمالا فى عينى.. لكن أكيد والدتها وأخواتها بيقولوا على مدلوق جدا
لأ.. امسك نفسك شوية يا سى عمر ما تكسفناش

*********

قــالت ســارة

:

الله عمر بجد رقيق جدا جايب ورد معاه كنت خايفة يجيب فاكهة بقى وبطيخة والفيلم ده

ونظرت الى الهدية الكبيرة فى ورقها اللامع وفرحت انه فكر يشترى لى هدية ده يدل انه انسان كريم ورقيق
.. الحمد لله
يارب تفضل كده يا عمر
ياترى ح نقعد فين؟ أكيد مش لوحدنا طبعا طيب أقعد فى الكرسى اللى جنبه ولا بعيد طب بابا موجود ازاى أقعد جنب عمر فى وجود بابا؟
ياسلام على الهنا.. بابا حسم الحدوتة وقال: تعالى أقعد جنبى هنا يا عمر

**********

قــال عمــر

:

يا سلام على الهنا ح أقعد جنب حمايا العزيز اهي دي فيها ساعتين قناة الجزيرة وساعتين عن مستوى الزمالك المنحدر
وبعدها أكيد ح اكون استأذنت وروّحت.. يا خسارة الورد والهدية

الحمد لله سارة قعدت فى الكرسى المقابل لنا أنا وعمى لا أدرى هل حمايا لاحظ انى أختلس النظرات الى وجهها؟
بجد وجهها يحمل ملامح طفولية تنم عن الشقاوة وخفة الدم وايضا جاذبية كبيرة تجعلك لا تمل النظر لها.. وكنت غير منتبه الى كلام حمايا المطول غصب عنى وأرد فقط بـ: طبعا طبعا يا عمي.. فعلا فعلا يا عمي.. ايوة فعلا يا سارة

وانتبهت الى خطأي واحمر وجهى من الخجل ولاحظ عمى هذا وضحك وقال لى: ده انت مش معايا انا يا سيدى طب لما أسيبكم تتكلموا شوية وأقوم اتكلم فى التليفون

*********

قــالت ســارة
:

ضحكت جدا على عمر وفرحت بصراحة ان بابا قام وقعدت جنب عمر ولاحظت سعادته بهذا وقال لى مباشرة: ازيك يا سارة افتقدتك جدا من المرة اللى فاتت
يااه..
كلمة الافتقاد دى كبيرة اوى احلى بكتير من وحشتينى.. كان نفسى أقول له وانا كمان لكن اتكسفت جدا.. أول مرة أحس انى بنوتة بقى وبتكسف.. دول كانوا مسمينى فى العيلة الكابتن من كتر تهريجي
الظاهر انى ح أكتشف سارة جديدة خالص ما عرفتهاش قبل كده

*********

قــال عمــر

:

أنا جبت لك هدية يا سارة يارب تعجبك.. بتحبي الدباديب ؟
فوجئت ان سارة نطت من مكانها وحضنت الدبدوب وقبلته ونيمته فى حضنها وقالت بسعاد طفولية: الله ده تحفة يا عمر بجد يجنن

فرحت جدا برد فعلها الطفولى الجميل ورغم ان الجميع كانوا حولنا الا انى كنت لا أشعر الا بى وبها فقط

يارب ما تتغيريش ياسارة وتفضلى لذيذة كده على طول.. مش عارف ليه ساعتها كنت عاوز أقول لكل العالم ان هذه الطفلة الجميلة طفلتى أنا

*********

قــالت ســارة

:

ايه الجنان ده؟
أكيد ح يقول عليّ عيّلة دلوقتي
طب ماهو اللى غلطان كان لازم يجيب دبدوب يعني ؟ ده أنا باموت فيهم.. يوووووه هو أنا لازم أفضل محتارة على طول؟
لازم يتعود على زى ما أنا !! بس كل صديقاتي قالوا لى اتقلي واعملي فيها الراسية العاقلة.. وماما بتبص لى من بعيد نفسها تقتلني !! بس عمر فيه فى عينيه نظرة حنان جميلة بتخلينى أطلّع كل اللى جوايا بدون اى تصنّع وده اللى مخلينى معجبه بيه

*********

قــال عمــر

:

ياااه انا نسيت كل الموجودين ونسيت الوقت معقول بقى لنا ساعتين بنتكلم؟
انا نسيت انى ضيف ولازم ما أقعدش كتير اوى كده !!! بجد كلام سارة لذيذ جدا وحبل الكلام بيننا ممتد الى مالا نهاية بدون أى تكلف ولاحظت انها قارئة جيدة مش روشة طحن زى بقية البنات ومخها أبيض ودى حاجة عاجبانى فيها جدا بتحسسنى انى قاعد مع الف بنت: صديقة وأخت وزميلة وطفلة وأنثى وقريبة ووووو حبيبة*********

قــالت ســارة

:

عمر مشي من شوية وبجد انا مرتاحة جدا دلوقتي
حسيت انى سعيدة لأننا على درجة كبيرة من التفاهم او على الأقل فيه ناس باحس انى مخنوقة منهم بسرعة لكن مع عمر لأ

دايما باحس انى على طبيعتى وعاوزة اقول له كل اللى جوايا بدون زواق ومش محتاجة اتكلف اى حاجة علشان أعجبه ومتهيألى دى حاجة كبيرة ووو

قطع تفكيرى صوت أختى: أبيه عمر على التليفون.. هوّ لحق وصل

نطيت رفعت السماعة وانا طايرة من الفرح : الو ايوة يا عمر انت وصلت ؟عمر
:
لا باتكلم من عند البقال

ايوة وصلت طبعا انا كنت سايق على 120 علشان أوصل بسرعة وأكمل كلامى معاكى دى ماما اتخضت وانا باجرى على اودتى علشان أكلمك

أنا
:
ممممممم

عمر
:
ساكتة ليه ؟

أنا
:
مش عارفة أقول ايه ؟ انا بجد فرحانة وقلقانة ومبسوطة وخايفة وووو

عمر:ايه الكوكتيل الجامد ده ؟ طب فرحانة ومبسوطة علشان انا شبه أحمد السقا ماشى.. لكن

أنا:
ياعم قول ياباسط أحمد السقا ههههههههههه

عمر:
كده ياسارة الله يسامحك طب ادينى ضحكتك ياستى قولى لى خايفة من ايه ؟

أنا: خايفة اننا بنقرب لبعض بسرعة أوى وانا ماليش تجارب قبل كده.. فخايفة أكون فرحانة بس بفكرة الحب والارتباط ومش قادرة أقيّم الموضوع صح واطلع غلطانة فى الاخر

عمر:
ما تخافيش من أى حاجة فى الدنيا طول ما انا جنبك يا غالية
أنا:
ياااه يا عمر بجد انت اللى غالى..في سري طبعا

عمر
:
سارة سامعانى ؟

أنا:
ايوة

عمر: بصي ياستي انتي بتعدي الشارع وفيه عربيات؟

أنا:
طبعا

عمر:
بتدخلي مبنى ما دخلتهوش قبل كده علشان تخلصي مصلحة ليكي ؟

انا
:
اكيد

عمر
:
بتركبي تاكسي لوحدك ؟
أنا
:
ايوة ايوة.. ايه الأسئلة العجيبة دى كلها ؟عمر
:
طب ليه مش خايفة وانتى بتعدى الشارع عربية تخبطك لا قدر الله يبقى نبطل نعدى شوارع أحسن..ولا وانتى داخلة مبنى غريب يحصل لك حاجة ولا فى التاكسى تتخطفى مثلا ؟
يا سارة لو خفنا من كل حاجة عمرنا ما ح نعمل حاجة ابدا وبعدين احنا واخدين الطريق الشرعى أمام الله وأمام الناس ونيتنا احنا الاتنين اننا نرضي الله فى الحلال يبقى الخوف والفشل ح ييجوا منين ؟

أنا
:
أنا خايفة من اختلاف الشخصيات يا عمر يكون سبب الفشل

قصص طويلة للاطفال " تم الدمج " 2024.

قصص طويلة للاطفال " تم الدمج "

خليجية

خليجيةخليجيةأحلام المغامر الصغير – قصص للاطفال

نشأ الفتي الصغير شوكار في أسرة بسيطة فأبوه كان يعمل مزارعا في احدي المزارع البسيطة ووالدته كانت ربة منزل وكان منذ نعومة أظفاره يذهب مع والده إلي الحقل البسيط ليساعده وكان أخواه الصغيران يلعبان وكان دائما ما يلاعبهما ومرت الأيام وأصبح شوكار فتي جميلا وتظهر علي وجهه علامات الذكاء وأصبح أخواه الصغيران يساعدان الوالد فلم يعودا طفلين صغيرين يلعبان ويزحفان علي الأرض وتتسخ ملابسهما ثم تقوم الوالدة بعقابهما 00 أما شوكار فقد كان متميزا في الدراسة وهو الآن في الصف السادس ولكنه يريد أن يظهر لنفسه إنه لم يعد صغيرا وهنا ظل يفكر في وسيلة
لمساعدة والده الفقير ومساعدة أخويه حتي يكملا تعليمهما وهنا ظل يفكر ويفكر وأخيرا بدأ بشراء عدة بيضات وذلك بعد أن ادخر مصروفه طوال شهرٍ كامل ثم كانت عندهم دجاجة كبيرة فرقدت علي البيض ومرت الأيام وفقس البيض إلي كتاكيت صغيرة قام بتربيتها والاعتناء بها ثم قام ببيع الدجاج الكبير واحتفظ لنفسه بواحدة تبيض وادخر المبلغ الذي معه ثم انتظر حتي حصل علي عدة بيضات ورقدت الدجاجتان وفقس البيض بعد ثلاثة أسابيع إلي عدة كتاكيت والمهم 00 قام بتربية الكتاكيت الكثيرة والاعتناء بها حتي كبرت وأصبحت دجاجا 00 فقام ببيعها وادخر لنفسه اثنتين وبالتالي
أصبح عنده أربعة دجاجات تبيض وترقد وبعد ذلك كان يترك لإخوته كمية من البيض ليأكلوا منها وجمع البيض حتي قام الدجاج بالرقاد عليه وظل يعتني به حتي فقس البيض ثم اعتني بالكتاكيت حتي كبرت وأصبحت دجاجا وكان معه مبلغا كبيرا من المال من المرات السابقة قام ببيع الدجاج الجديد وترك واحدة وقام بعمل حظيرة أكبر من السابقة حتي تكفي للخمس دجاجات وما سيقوم بتربيته واشتري بعد ذلك شاة صغيرة 00 قام بتربيتها ورعايتها حتي أصبحت كبيرة وحملت ثم أنجبت له اثنتين وفي نفس الوقت كبر الدجاج الذي كان يقوم بتربيته فباعه كله وترك واحدة وقام بادخار المبلغ الذي
معه وقام ببناء حظيرة صغيرة للماعز الذي عنده وبدأ يبيع من البيض الذي ينتجه الدجاج الذي عنده ويشرب من لبن المعزة هو وأسرته ومرت الأيام وكبر أولاد الشاة وأصبحوا قادرين علي الحمل ومرت الأيام وأنجبوا وبدأ يقوم برعايتهم جميعا

وهنا وكان شوكار قد كبر هو وإخوته فبدْءوا يقومون بمساعدته وخاصة أن المشروع قد كبر وبدأ يكسب كثيرا فكل يوم يبيع من البيض ويأكل هو وأسرته منه ويشربون من اللبن وقام ببيع الماعز الجديد عنده وما كان قد جمعه من مال البيض واشتري بقرة 00 كانت فرحة الوالد غامرة بابنه المتفوق في المدرسة والذي يساعد نفسه في توفير مصروفه
المدرسي والآن أصبح عنده مشروعات بدأ يكبر وينفق علي الأسرة وكانت البقرة كل يوم تحلب ويبيع من لبنها ويترك للأسرة جزءً ومرت الأيام وأنجبت البقرة وكبرت ابنتها وأصبحت تحلب وفي نفس اللحظة كانت البقرة قد ولدت ابنا آخر واللبن يزيد ويبيعون منه كل يوم والدجاج يبيض ويأكلون منه تفرغ الوالد لمساعدة أبنائه الذين نجح مشروعهم والذي يدر ربحا كبيرا يكفي الأسرة ويفيض ويدخر شوكار الكثير للأيام القادمة ومرت الأيام وكبرت مزرعة شوكار ولكنه الآن قد التحق بكلية الطب التي كان يحلم بها ولم يعد قادرا علي العمل في المزرعة ولكنه كان يديرها مع أسرته
التي اتحدت كلها في رعاية هذا المشروع الناجح والذي يكفي للإنفاق علي كل الأسرة ويفيض والمشروع يزداد في النمو حتي أصبح عندهم مزرعة كبيرة للدجاج وللبقر ومرت الأيام وانتهي شوكار من دراسته وبدأ يتفرغ للعمل بمهنة الطب السامية , وهنا ترك المشروع لأخويه اللذين كبرا واتجه لممارسة مهنته وكان قد ادخر مبلغا من المال له لبناء مستشفي كبير وبالتالي أصبح شوكار طبيبا ناجحا في عمله وغنيا في نفس الوقت وكان يتذكر أيام كفاحه وصبره ويقول لولا هذه الأيام لما أصبحت هكذا وتمر ألأيام ليصبح شوكار في يوم من الأيام أكبر طيبب في تخصصه علي مستوي القطر كله
ويري أبواه صورته في الجرائد وهم فرحين به كما كانا يفرحان به حينما كان يساعد نفسه ثم حينما كان يساعد أخويه ثم حينما كان يساعدهما وكانا يقولان البذرة الصالحة دائما لا تثمر إلا بالسعادة والأجمل أن أخويه أصبح أحدهما مهندسا والثاني أصبح مدرسا ناجحا واكتملت سعادة الأسرة
بيت العائلة
كنا في رحلة طويلة قضينا فيها خمس سنوات بالإسكندرية في مدينة العامرية حيث نقوم بزراعة الأرض الجديدة التي اشتراها والدي واستصلاحها وكان والدي قد باع كل أملاكه في القرية وذلك حتي يستطيع الإنفاق علي المزرعة الجديدة ولأننا أقمنا هناك إقامة كاملة وقمنا بتحويل أوراقنا إلي المدارس الموجودة هناك 00 ولكن انتابنا الحنين إلي أسرتنا وإلي قريتنا والذي ساعدنا أكثر أننا علمنا أن جدي الآن في مرضه الأخير وأنه طلب رؤية والدي كنا في غاية الحزن علي أننا مقصرين في البر بجدي وزيارته حتي طلب هو منا ذلك وكان جدي يقيم في منزل العائلة وكان منزلا كبيرا
تربي فيه أبناء العائلة منذ عدة أجيال وجئنا علي الفور لزيارة جدي ولم يمر أسبوع حتي توفي جدي وعم الحزن علينا جميعا فقد كان جدي عزيز علينا كلنا 00 كان جدي رجلا صالحا وكان مواظبا علي إقامة الصلاة دائما في مواعيدها وعلي البر بالفقراء والمساكين 00وبعد أسبوع من وفاة جدي وجدنا هناك اختلافا كبير بين أعمامي الثلاثة وعمتي وبين والدي علي توزيع الميراث وكان الميراث هو مساحة كبيرة من الأرض الزراعية وبيت العائلة ولما وجد والدي أن هناك تنازعا كبيرا هكذا آثر هو أن يكون نصيبه في الميراث هو بيت العائلة وذلك أنه يريد أن يحتفظ به تخليدا لاسم والده
وكذكري له حتي يتذكره به وتنازل عن نصيبه في الأرض الزراعية وفرح الباقون بنصيبهم من الميراث وقام كل واحد ببيع نصيبه وقام بإنفاقه علي أسرته وأقمنا نحن في منزل العائلة وعدنا من العامرية ولكن مع كل هذا فالبيت كبير ويكفي خمسة أسر بأكملها لكي تقيم فيه 00 والغريب أن أحد أعمامي بعد كل هذا أصيب بمرض شديد واحتاج إلي أموال باهظة للإنفاق عليه وكان الأمر شديد ا فقد باع عمي كل ما لديه من أموال للإنفاق علي مرضه ولم يعد عنده ما يكفيه حتي نصيبه من ميراث جدي ضاع هو الآخر علي الإنفاق علي العلاج وقام والدي بمساعدته بمبلغ كبير ولكنه لم يكفي 00 ومع ذلك لم
يساعده أحد من أعمامي الآخرين أو عمتي التي أخذت نصيبها من ميراث جدي 00 كان عمي حزينا جدا من عدم اهتمام أحد به في هذه الظروف القاسية ومع ذلك فقد أصبحنا في غاية الضيق من ما حدث لعمي ونريد أن نساعده ولكن ليس أمامنا إلا أرض العامرية التي أصبحت مصدر رزقنا الوحيد والتي استصلحناها بعرقنا وسهرنا الطويل ولم يجد والدي بعد أن يئس من الحصول علي أي مال إلا أن يفكر في بيع الأرض ولكن بعض الناس قال له عليك ببيع بيت العائلة فالبيت كبير وحوله مساحة من الأرض الخالية وسوف تحصل منه علي مبلغ كبير وعد لأرضك كما كنت فإن لك منزلا فيها وكأن شيئا لم يحدث
ولكن والدي كان مصرا علي عدم بيعه مهما حدث والغريب أنه ظل علي هذه الحال أياما 00 جلست ذات يوم وأنا في غاية الضيق من ما حدث لوالدي وأنا مستند إلي شجرة الزيتون المباركة التي زرعها جدي والذي كان يحب دائما الاستناد إليها وأنا في غاية الضيق من حال والدي وموقفه 00 ولم تمر لحظات حتي أخذتني سنة من نوم ووجدت جدي في المنام يأتي من بعيد وكان حزينا فقلت له لماذا أنت حزين يا جدي ؟ فقال لأنني أعرف أن عمك مريض ولا يوجد معه مال للعلاج 0 قلت ولماذا لم تنقذنا يا جدي ؟ قال لي : سوف أقوم بإنقاذكم إني أعرف مكان كنز كبير كان قد وضعه رجل من قديم الزمان في مكان
ثم مات ولم يعلم أحد به قلت له علي الفور وأين هو ؟ قال لي ستتعجب حينما تعلم مكانه إنه أسفل الشجرة التي تجلس بجوارها 00 ظللت أنظر إليه وأنا في غاية الدهشة وهو يكرر الكلام ولكنني لم أعد أسمعه ثم انصرف 00 ظللت أنادي عليه ولكنه لم يرد علي 0 قمت مفزوعا من نومي ولكنني سرعان ما تذكرت أن علي واجبات دراسية كبيرة فنسيت ما رأيت 00 وأثناء عودتي في الطريق تذكرت ما حدث ولكنني قلت إنها أضغاث أحلام ويجب أن لا أهتم بهذه الأمور التافهة وبعد أن عدت إلي المنزل وبدأت في المذاكرة ظل الأمر يلح علي ولكنني قلت ولماذا لا أجرب ؟ هل سأخسر شيئا من التجربة ؟ سيعود كل
شيء إلي موضعه وحملت الفأس واتجهت إلي شجرة الزيتون و00رآني والدي في الطريق فسار ورائي ولم أعلم به , وبمجرد أن بدأت الحفر سألني والدي ماذا تفعل يا بني ؟ هل هذا وقت اللعب والعبث ونحن في هذه الظروف القاسية ؟ قلت يا والدي هذا ليس وقت العبث ثم شرحت له القصة وما رأيته في المنام ولم يكن مقتنعا بكلامي ولكنه سرعان ما قال : لن نخسر شيئا ونجرب وظللنا نحفر حول الشجرة كلها ولم نجد شيئا حتي مل ولدي وهنا قال : ما نالنا يا بني غير إجهاد أنفسنا ولكنني قلت له حاول ثانية يا والدي وبمجرد أن ضرب بالفأس حتي ارتطم الفأس بصندوق حديدي وهنا فرح والدي جدا وقمنا
بإخراج الصندوق الذي كان كبيرا وكان محكم الغلق ووجدنا بداخله صندوقا آخر أكثر بريقا ولمعانا وكان هذا الصندوق من الفضة ولهذا لم يصدأ من وجوده في مكان ملئ بالمياه وإن لم تمسه المياه فقد حماه الصندوق الخارجي الذي أصبح كامل التلف من الخارج وجدنا كنزا كبيرا من المجوهرات الثمينة وبالتأكيد لم نسأل عن صاحبه فقد جاء إلينا منحة من السماء وقام والدي بالإنفاق علي عمي حتي تحسنت حالته 00 والغريب أنه بعد شفاء عمي وسلامته من المرض قام أحد اللصوص والمحتالين بخداع عمي الآخر ونهب كل ثروته ولم يعد عنده مكان يقيم فيه فقد وقع علي عقد بيع له بكل ثروته
أصبحت حالة عمي يرثي لها وجاء يبكي إلي والدي ويطلب منه أن يقيم معنا في بيت العائلة وهو يتوسل له وما كان من والدي إلا أن رحب به أشد الترحيب وقال هذا بيتك وهو مدخر لك 00 أثر هذا الموقف تأثيرا كبيرا في كل أعمامي وجاءوا لوالدي وهم في غاية الأسف وقالوا له لقد ندمنا علي ما فعلنا ونطلب منك أن نعود إلي بيتنا الكبير وهو ملكك كما هو0 وهنا فرح والدي فرحا شديدا بعودة الأسرة الكبيرة إلي مكانها الأصلي وتعاون الجميع في زراعة الأرض الباقية وأصبح المال مال الجميع ولم يشتك أحد من يومها وسط العائلة من أي شيء أما نحن فقد ذهبنا إلي أرضنا في العامرية
للإشراف عليها ولكننا كنا نأت كل شهر لنقيم ثلاثة أيام مع أسرتنا الكبيرة في بيت العائلة 000
رحلة إلي المنتزة
أقامت المدرسة رحلة كبيرة إلي مدينة الإسكندرية للمتفوقين في تحصيل العلم وكانت مدة الرحلة أسبوعا كاملا 00 اشترك فيها حازم وباسم وكارم وكانوا من فصل واحد وكان من الفصل الآخر للصف الخامس الابتدائي شيماء ووفاء وأسماء وكانت هناك أعداد أخري من بقية المدرسة وأيضا حضر عدد مماثل من مدرسة أخري كانت من نفس البلدة 00وأقام التلاميذ في بيت الطلبة بالإسكندرية وكان الهدف من الرحلة الترفيه وزيارة المعالم الأثرية وفعلا زاروا كل الأماكن الأثرية في المدينة وبقي اليوم الأخير كان عليهم الاتجاه إلي قصر المنتزه وكان هذا القصر قد أنشأه الملك فاروق
ليصبح متنزها له ولهذا سمي بقصر المنتزه وبالتالي تحول هذا المكان إلي مكان سياحي وتم بناء بعض الفنادق به ليقيم بها السائحين من الخارج والداخل ويوجد في المكان الواسع حدائق كثيرة وملاعب وأماكن للعب الأطفال حتي تجذب السائحين لزيارتها ولاستغلال المكان والاستفادة منه وأثناء الرحلة جلس التلاميذ والمدرسون في مكان جميل في احدي الحدائق علي أرض مليئة بالعشب واندمج المدرسون في لعبة الشطرنج بينما كان حولهم التلاميذ يتسامرون وحكي كل واحد منهم لصديقه مغامراته وحكاياته المسلية وهنا استغل الأصدقاء الثلاثة حازم وباسم وكارم انشغال
المدرسين وخرجوا للعب بعيدا ومن ناحية أخري تسللت أسماء وشيماء ووفاء وخرجن بعيدا عن أعين المدرسين ولم يفكرن في نتيجة ما فعلن ذهب الأولاد الثلاثة وظلوا يسيرون بعيدا حتي غابوا عن عين المجموعة ولم يدر بهم أحد وكذلك فعلت البنات ومر الوقت وتاه الجميع في نفس اللحظة التي انصرفت فيه المجموعة لإكمال الرحلة حيث كان العدد كبيرا وانصرفوا حيث حضر أتوبيس العودة ليقوم بنقلهم إلي المسكن ثم بعد ذلك تكون العودة إلي بلادهم ولكن أثناء النزول في بيت الطلبة قام أحد المدرسين بعد التلاميذ وذهلوا جميعا فقد تغيب ستة أفراد منهم حزن المدرسون حزنا شديدا
علي هذا الإهمال الذي حدث منهم إذ كيف لم يتنبهوا لذلك وعلي الفور تم البحث والعودة إلي نفس المكان للبحث عنهم ولكنهم لم يجدوا أحدا 00 كانت كارثة كما قال الجميع 00 ستة تلاميذ مرة واحدة أين ذهبوا ولماذا تركوا الجماعة ؟ 00أما الستة فقد ظلوا يبكون حيث تاهوا جميعا ولم يجدوا أحدا يقوم بإرشادهم لمكان زملائهم والغريب أن الحراس المقيمون في المكان قاموا بتسليمهم إلي الشرطة وهنا التقي الستة في نفس المكان وهم يبكون ويعترفون بخطئهم وبمجرد أن حاول الشرطي الاتصال بالمدرسين المسئولين عن الطلبة وجد المدرسين قد حضروا وهنا عادت إليهم الفرحة ولكنهم
قاموا بتأنيب التلاميذ الذين اعترفوا بخطئهم الجسيم وقرروا عدم العودة إلي ذلك ثانية00 00
الحلم اللذيذ
جاء سمير إلي أصدقائه في الفصل وكان في غاية السرور وقال لهم لقد رأيت اليوم حلما لذيذا وجميلا رأيته قبل الفجر في ساعة النشاط وساعة وقوع الرؤيا واستيقظت علي صلاة الفجر قال له صادق وما هذه الرؤيا إذن ؟ قال : رأيت بأنني أطير في الجو وأصبح لي جناحان وبعدها نزلت فوجدت مدرس الحساب يجلس في أسفل الحديقة التي كنت أطير فوقها وبينما كان يتناول بعض الفاكهة رحب بي وأعطاني تفاحة كبيرة ثم طلب مني الجلوس بجواره لأجيب له علي بعض الأسئلة فأجبت عليها ثم تركته وانصرفت فوجدت مدرس اللغة العربية جالسا أيضا في الحديقة فسلمت عليه ورحب بي ثم طلب مني الجلوس
حتي يسألني بعض الأسئلة وسألني أسئلة كثيرة وأجبت عليها ففرح جدا ثم تركته وانصرفت و بعد ذلك وجدت الناظر في آخر الحديقة وكان يجلس مع مجموعة من المدرسين فلما رآني رحب بي وأجلسني وسطهم وقال لي إنك من المتفوقين وأعطاني عددا من ثمار الموز وتركته وأنا سعيد فوجدتكما أنتما أيها الصديقان اللذان أحكي لكما هذه الرؤية والذي تجلسان معي في نفس المنضدة وجدتكما تذاكران في مادة الدراسات الاجتماعية وكنتما تستفسران عن شئ في خريطة مصر وعلي الفور قمت بالإجابة عليه ضحك الصديقان وقالا له حقا إننا سنسألك في نفس السؤال وإن شاء الله سوف تجيب عليه 00
وفعلا سألاه نفس السؤال فأجاب بنفس الإجابة فقد كانا مستعدان لسؤاله في ذلك من اليوم السابق
والمهم أنه قال لهما لن أكمل لكما الحلم لأنه انتهي 00 ومرت لحظات حتي جاء مدرس الحساب وقام بعرض مسالة علي السبورة ولم يستطع أحد حلها إلا سمير الذي كافأه المدرس علي الفور بقلم حبر غالي الثمن 0وانتهت الحصة وجاءت حصة اللغة العربية وفي نهاية الحصة سأل المدرس سؤالا وطلب الإجابة عليه ولم يستطع أحد حل السؤال غير سمير الذي كافأه المدرس أيضا وأعطاه قلم حبر غالي الثمن وهنا قال له صديقاه : لقد تحقق الآن حلمك يا صديقي وفي نهاية اليوم الدراسي مر الناظر علي الفصول وقال لقد اختارت المدرسة الطالب المثالي علي مستوي المدرسة وهو سمير وسوف يكرم في
الاحتفال التي تقيمه المدرسة في نهاية الفصل الدراسي صفق الأصحاب جميعا وهنا قال سمير وصديقاه في نفس اللحظة لقد تحقق الحلم بأكمله 00 وهنا قال سمير ولكن أتمني أن يتحقق الحلم الأكبر لي وأصبح مكتشفا ومخترعا كبيرا أفيد بلدي بعلمي مثل علماء العالم الأفذاذ ومثل عالم مصر الدكتور أحمد زويل 00
كانت هذه الأحداث الخيالية عبارة عن فكرة مرت في خيال سمير ذلك التلميذ النابغة كما يسميه المدرسون و ذلك حينما كان يشاهد الدكتور أحمد زويل وهو يتسلم جائزة نوبل في العلوم بينما كان في اليوم التالي سمير يستعد للحصول علي جائزة الطالب المثالي علي مستوي المدرسة 000ووالدته تدعو له بصوت مرتفع وتقول له اللهم اجعل سمير ابني عالما نافعا للوطن 000ومشرفا له 00
يوم عاصف
كانت رحلة مبهرة فوق الخيال حيث كنا جميعا نحن الثلاثة الأصدقاء في غاية النشوي والفرح بما يدور حولنا لم يكن يصدق زميلي بسام ونحن نصعد ونهبط فوق الموج الهائج بالسفينة التي تحملنا نحن وأسرنا وكنا في ضحك ولعب ولم نكن نبالي بما يدور حولنا أن هناك شيئا ما ينتظرنا وكنا نحن الثلاثة لا نذاكر ولا نهتم بدروسنا ولا نحمل أي تفكير في أي شئ فقط كنا نشترك في فريق الكشافة في المدرسة لكي نهرب من المذاكرة وأعباء الدروس والشرح وفجأة أثناء إبحار السفينة انقلبت السفينة رأسا علي عقب وتحطمت إلي أشلاء بعد انفجار حدث فيها ونظرنا حولنا فلم نجد شيئا
وذهلنا من هذا الانقلاب العجيب 00 الذي أتعبني حقا هو ذلك البرد القارص المحيط بنا تجاهلنا كل ما قد كان يحيط بنا من صراخ شديد ومن استغاثات فلم ينجو من السفينة المحطمة والتي أصبحت أشلاءً سوي نحن الأصدقاء الثلاثة حيث كنا نجيد السباحة وقد تعلق كل واحد منا بقطعة خشب من الألواح المتناثرة بينما لم يستطع أحد من الركاب غيرنا فعل ذلك واستطاع كل واحد منا بعد ذلك أن يتجه إلي السفينة الصغيرة المحطمة والتي كانت تنزل إلي أسفل وأن يحصل علي عوامة ليقوم بوضعها حول صدره لأننا لن نستطيع أن نظل نسبح هذه المدة الطويلة في البحر وظللنا نسبح في اتجاه واحد
ولم نكن ندري إلي أين الاتجاه 00 ومر الوقت ونحن نسبح وجدنا أنفسنا أمام جزيرة صغيرة واستقبلنا الصيادون فيها بترحاب شديد وقاموا بإخراجنا من الماء علي الفور وأخذنا إلي داخل الجزيرة لم نكن ندري بما حدث فقد فقدنا الوعي تقريبا من شدة البرد والتعب وبعد أيام من الراحة جلسنا نفكر نحن الثلاثة كيف سنعود إلي بلدنا ولا توجد وسيلة مواصلات فالجزيرة بدائية ولا يملكون سوي قوارب الصيد البدائية وليس عندهم أي وسيلة اتصالات حتي لغتهم لا نفهمها ونتكلم معهم بالإشارة لقد مات كل من كانوا معنا الآباء والأمهات والأخوة جميعهم 00 للأسف كنا جميعا متجهين إلي
رحلة ترفيهية في احدي الدول الأوروبية وكانت المرة الأولي والأخيرة التي نفكر فيها في هذه الرحلة 00ولكن حزننا نحن الثلاثة بعد إفاقتنا كان كبيرا خاصة لفقدان الأهل وفكرنا كثيرا أن نظل في هذه الجزيرة الصغيرة وأن نقوم بالعمل مع الصيادين وتصبح هذه حياتنا فلم يعد عندنا ما يستحق أن نعود من أجله 00 ولكن صديقيً كانا معترضين أشد الاعتراض قالا في رأي واحد ولكننا بدأنا طريق العلم ولا يمكن أن نتركه قلت لهم ومن سينفق علينا ولم يعد لنا أهل ولا مال ؟ ولكننا ظللنا نقف دائما علي أعلي جبل في الجزيرة ننتظر أي طائرة هيلوكبتر تمر علينا للبحث عن ناجين أو
لأي سبب من الأسباب وذلك أن الطائرات الأخرى لن تسمع أصواتنا وتحقق الغرض فبعد شهرين تقريبا من حدوث الكارثة وجدنا طائرة هيلوكبتر تمر علي الجزيرة رفعنا لها الأعلام وظللنا نصيح ولكن لم يستجب أحد لنا بعد
ولكن مرت ثانية ولما تأكدوا أننا لسنا نمزح حطت الطائرة علي أعلي الجبل الذي كان مهيأ بالطبيعة لنزول الطائرة وهنا حكينا لقائد الطائرة القصة وما حدث لنا وعلي الفور قام بحملنا معه في الطائرة إلي بلده التي قامت علي الفور بالاتصال بالشرطة في بلدنا وقامت الطائرة بنقلنا علي الفور إلي بلدنا وأثناء الرحلة التي لم يكن فيها غيرنا نحن واثنان هما
طاقم الطائرة وبعد أن قطعت الطائرة مسافة كبيرة 00اجتاحت الطائرة عاصفة شديدة وأصبحت الطائرة لا محالة في طريقها للهبوط علي الأرض الرملية والصحراوية ولحسن حظنا نحن الثلاثة فقد تعلقت أنا وصديق لي بإحدى المظلات بينما تعلق الآخر بمظلة وحده ونزلنا علي الفور من الطائرة التي سقطت بعد قليل ولم نعلم مصير القائدين بعد ذلك 00وقد تعلمنا القفز من الطائرة بالمظلات في فريق الكشافة بالمدرسة وكانت تجربة واحدة ولكننا استفدنا منها الآن 00لم نجد في هذه المنطقة الصحراوية أي شي لا ماء ولا طعام ولا وسيلة انتقال ولا أي شيء وظللنا نسير حتي سقطنا من التعب
والجوع والبرد حيث كنا في فصل الشتاء ولم نستيقظ إلا في خيمة أحد البدو الذي قام بحملنا هو وأصدقاؤه إلي خيمتهم وقاموا بإطعامنا وسقينا حتي أصبحنا علي ما يرام وظللنا معهم أسبوعا نستمتع بهذا الجو الغريب علينا والجديد بالنسبة لنا ثم فكرنا في العودة مرة ثانية واتفقنا مع البدوي بأن يحملنا علي فرس ويركب هو فرسا آخر حتى أقرب طريق إسفلتي وبعد ذلك نستغيث بأحد المارة حتي نجد من ينقذنا وقبل وصولنا إلي الطريق الإسفلتي هجم علينا ثلاثة من الفهود وبمجرد أن رأتهم الخيول التي نركبها ظلت تتحرك وتهتز حتي وقعنا جميعا علي الأرض وصحنا جميعا نستغيث
بينما الرجل كان لا يستطيع التصرف فانطلق مهرولا وانطلق فهد خلفه ولكنه دون أن يدري فقد عاد إلينا بفرسه فلم يستطع مفارقة أخيه ولحسن حظنا وقعت أيدينا علي بعض القطع الخشبية القوية والكبيرة فتناول كل واحد منا واحدة وحين اقترب منا أحد الفهود قمنا بضربه بالعصا من ناحية وكنا نحمل التراب ونلقيه علي رؤوسهم وكنا نتجه ناحية الطريق لعلنا نجد من يغيثنا ومرت سيارة ولم تقف ولكنها لحسن الحظ أصابت أحد الفهود فخاف الاثنان الآخران وفرا خاصة بعد أن قمنا بتحريك العصي ناحيتهم وتخويفهم أما الأعرابي فقد فر بفرسه وترك الثانية التي عادت وحدها إلي
مكانها ولا نعلم بعد ذلك عنه شيئا 00 وأخيرا وجدنا أحد سيارات الجيش التي كانت تسير في هذه المنطقة وقمنا بالإشارة إليها فوقت علي الفور فأخذونا إلي القائد الذي لم يصدق ما قلناه له وقال كيف نجوتم من كل هذه الأهوال ولكن لغته كانت قريبة من لغتنا فاستطعنا إقناعه وهنا اتصل ببلدنا وحكي لهم القصة فوجدهم يبحثون عنا منذ زمن طويل خاصة بعد فقدان الطائرة الهيلوكبتر وأخذتنا سيارة إلي بلدتنا التي علمت بقدومنا فاستقبلتنا بالترحاب الشديد وقاموا بعمل احتفال كبير لنا لسلامتنا من كل هذه الأهوال وحمدنا الله علي العودة بينما قامت الدولة بالإنفاق
علينا حتي نتم تعليمنا حيث وصل خبرنا إلي وزير التعليم 00 ومرت الأيام وتميز كل واحد منا في دراسته ليصبح أحدنا ضابطا في الجيش والآخر ضابطا في الشرطة والثالث ضابطا في المخابرات وأصبحنا رموزا مشرفة لبلدنا ونتذكر دائما ذلك الحادث الأليم والغريب في نفس الوقت 0000
علي باب المدينة