محطات الصبر والانتظار -كلام عذب 2024.

محطات الصبر والانتظار

كفاني انتظار انت لست صاحب قرار

اضعت لي عمري بمحطات الصبر والانتظار مللت من صبري

الى متي اضل اصبر واعاني وانت ترى عمري يضيع امام عينيك وساكت

لم تحكي ايعجبك هاذا الحال ان كان يعجبك فاانه لايعجبني ولا يرضيني

انت ترحل وانا اصبر وكلما اقول لك اشتقت اليك متى تعود

تصبرني بكلامك المعسول الا تشعر بناري والمي وحزني وحتراقي

ضعت ايها العمر ومن يردك لي ماذا بعد هل ستبقى هاكذا

طوال عمرك رحال وانا ماذنبي كي اتعذب من طول الانتظار

تعبت وربي تعبت من هاذا الحال الى متي ياربي اضل هاكذا

واقفه كما الشجره تعصفها الرياح العاتيه تجرعت علقم الصبر

وكانه سكين ذوحدين يمزق احشائي وانت لا تشعربي ولا تحس بمشاعري

كل يوم يمر علي وكانه دهر اموت واحترق به الاف المرات

ذبلت بساتين عمري بسببك ومن غيرك انت قتلني انتظاره

ومن غيرك انت ابكى اجفاني الساهره ومن غيرك احرق اضلعي بتهاونه

ااه وااه وااه اقولها بقلب مقطوع الشريان اقولها وانا مذبوحة الاحساس

لكني لان اصبرعلى هاذا الحال بعد الان لاني تعبت من تحملك ومجاملتك

وانت تتمادا وتتمادا اريدك ان تسمع مااقوله وهاذا قراري النهائي

انا لم اعد من نصيبك ارحل لقد انتهت سنوات الضياع اذهب انت من طريق

وانا من طريق اخر ضاع بسببك الشباب ارحل ودعني انهي هاذا العذاب

لم يعد عندي مااضيعه من العمر في محطات الصبر والانتظار

هاذاهوا اخر القرار لارجعة فيه ياحبي الرحال

خليجية خليجية خليجية خليجية

اتمني تعجبكم خاطرتي هاذه كتبتها لكم من نبض احساسي
لاتحرموني ردودكم الحلوه دمتم بود خليجية

روعه كلامك مره جميل
مشكوره اختي العزيزه على مرورك الجميل ياقمر

وينكم يابنات يعني رد واحد بس لا كذا بتزعلوني منكم تراكم غالين عندي وماودي ازعل عليكم

بالصبر والدعاء يستنزل النصر، ويرفع البلاء ادخل واقرأ واكتب ردا في الاسلام 2024.

بالصبر والدعاء يستنزل النصر، ويرفع البلاء ……ادخل واقرأ واكتب ردا

بالصبر والدعاء يستنزل النصر، ويرفع البلاء
نماذج لاستنزال النصر بالدعاء
لا يعرف قيمة الدعاء إلا الصادق المجرب له، سيما من الموقنين بالإجابة
علاج البلاء: الصبر والدعاء
موانع إجابة الدعاء

الدعاء الخالص، والتضرع الصادق، وسيلة اتصال عظمى، بمدبر الأمور ومسبب الأسباب، تقطع حجب الليل البهيم، وتتجاوز طبقات الفضاء العالية، وتخترق السماوات السبع لتصل لمدبر الكون، ورب العالمين.
بالدعاء هدي الضلال والحيارى، ونصر المظلومون، وغَلَبَ المقهورون، وكشفت الكربات، وهانت الصعاب.
لقد أمر الله عباده بالدعاء ووعدهم بالإجابة: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"1. و"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"2 وبين الرسول الكريم والناصح الأمين أن "الدعاء هو العبادة"3.
مع ذلك نجد كثيراً من الناس يستهينون بالدعاء ويغفلون عنه، والبعض لا يلجأ إليه إلا في نهاية المطاف ومن باب أداء الواجب.
ومن فضل الله علينا أنه يجيب دعوة المضطرين ولو كانوا كفاراً معاندين، أو فجاراً مخاصمين: "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ"4.
وسائل الله عز وجل بصدق وإخلاص لا يخيب رجاؤه ولا يُرد صفر اليدين.
فإما أن يستجاب له في الحال، وإما أن يصرف عنه بلاء آخر، وإما أن يدخر له الأجر والثواب يوم القيامة.
فالحذر الحذر من الاستهانة بدعوة المظلوم، ومن انتقام الحي القيوم، وتذكر قول القائل:
أتهـزأ بالدعـاء وتزدريـه ومـا تدري بما صنع الدعاء
جنود الليل لا تخطي ولكـن لها أجل وللأجـل انقضـاء
بل من الناس من لا يسأل الله لا في الشدة ولا في الرخاء وإنما يصرف هذه العبادة لمخلوق سواه عاجز عن كشف الضر عن نفسه ومن والاه.
هذا هو الخسران المبين، والشرك الأكبر المخلد صاحبه في سواء الجحيم، والمحبط لجميع الأعمال والمانع من شفاعة سيد الأبرار يوم الفرع الأكبر.

نماذج لاستنزال النصر بالدعاء1. في معركة بدر
فقد تضرع الرسول صلى الله عليه وسلم وسأل ربه النصر فكتب له.
2. في معركة مَلاذ كُرد
بقيادة السلطان السلجوقي البطل ألب أرسلان، كان عادلاً كريماً عاقلاً، توفى 465ﻫ.
كانت بين المسلمين بقيادة هذا السلطان البطل ألب أرسلان وبين الروم والفرنج بقيادة (أرمانوس).
يقول ابن الأثير5: كان عدد جيش الكفار مائتي ألف، وعدد المسلمين خمسة عشر ألفاً.
فقال السلطان: إنني أقاتل محتسباً صابراً، فإن سلمتُ فنعمة من الله تعالى، وإن كانت الشهادة، فإن ابني ملك شاه ولي عهدي.
فلما تقارب الجيشان أرسل السلطان إلى ملك الروم يطلب الهدنة ليستعد للقائه. فقال العلج: لا هدنة إلا بالري. فانزعج السلطان لذلك ولكن سرعان ما طمأنه وشجعه إمامه وفقيهه أبو نصر محمد ابن عبد الملك البخاري الحنفي قائلاً:
إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره، وإظهاره على سائر الأديان، وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح، فالقهم يوم الجمعة بعد الزوال في الساعة التي تكون الخطباء على المنابر. فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر، والدعاء مقرون بالإجابة.
فلما كانت تلك الساعة صلى بهم، وبكى السلطان، فبكى الناس لبكائه، ودعا ودعوا معه، وقال لهم: من أراد الانصراف فلينصرف، فما ها هنا سلطان يأمر وينهى، وألقى القوس والنشاب، وأخذ السيف والدبوس، وعقد ذنب فرسه بيده، وفعل عسكره مثله، ولبس البياض6 وتحنط، وقال: إن قتلت فهذا كفني.
وزحف إلى الروم، وزحفوا إليه، فلما قاربهم ترجل وعفـَّر وجهه على التراب وبكى وأبكى وأكثر الدعاء، ثم ركب وحَمَل، وحمل العساكر معه، فحصل المسلمون في وسطهم، وحجز الغبار بينهم، فقتل المسلمون فيهم كيف شاءوا، وأنزل الله نصره عليهم، فانهزم الروم، وقتل منهم ما لا يحصى، حتى امتلأت الأرض بجثث القتلى. فأسر الملك، ففداه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار.
3. ‎جهاد ودعاء وتضرع أسد بن عبد الله القسري أمير خراسان
قال الطبري في تاريخه7: (فلما كان ليلة الأضحى قيل لأسد: إن (خاقان) نزل (جَزَّة) فأمر بالنيران فرفعت على المدينة8، فجاء الناس من الرساتيق إلى مدينة (بلخ) فأصبح اسد فصلى الصبح وخطب الناس، وقال: إن عدو الله الحارث9 بن سريج، استجلب طاغيته ليطفئ نور الله، ويبدل دينه، والله مذله إن شاء الله، وإن عدوكم الكلب أصاب من إخوانكم من أصاب10، وإن يرد الله نصركم لم يضركم قلتكم وكثرتهم، فاستنصروا الله.
وقال: إنه بلغني أن العبد أقرب ما يكون إلى الله إذا وضع جبهته لله، وإني نازل وواضع جبهتي، فادعوا الله واسجدوا لربكم وأخلصوا له الدعاء، ففعلوا، ثم رفعوا رؤوسهم وهم لا يشكون في الفتح، ثم نزل عن المنبر، وضحَّى وشاور الناس في السير. فقال قوم: أنت شاب، ولست ممن تخوَّف من غارة، على شاة ودابة تخاطر بخروجك! قال: والله لأخرجن، فإما ظفر وإما شهادة.
وقال قوم: بل تخرج إليهم وتستنصر الله عليهم. فوافق قولهم رأي أسد، وما كان عزم عليه من لقائهم.
قال: ثم خرج فنزل باباً من أبواب (بلخ) وضربت له قبة (فارتان)11، وصلى بالناس ركعتين طوَّلهما، ثم استقبل القبلة ونادى في الناس: ادعو الله، وأطال في الدعاء، ودعا بالنصر، وأمن الناس على دعائه، فقال: نصرتم ورب الكعبة إن شاء، ثلاث مرات، ثم أمر مناديه أن ينادي: برئت ذمة الله من رجل حمل معه امرأة ممن كان من الجند.
ثم التقوا مع الأعداء فقتلوا منهم وأسروا ونصرهم الله وفر عدو الله (خاقان) وعميله الحارث.

لا يعرف قيمة الدعاء إلا الصادق المجرب له، سيما من الموقنين بالإجابة
قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر12: (وفي الخبر أن قتيبة بن مسلم لما صافَّ13 الترك، هاله أمرهم، فقال: أين محمد بن واسع14؟ فقيل: هو في أقصى الميمنة، جانح15 على سية16 قوسه، يومئ باصبعه نحو السماء، فقال قتيبة: تلك الأصابع الفاردة أحب إلى من مائة ألف سبف شهير، وسنان طرير17، فلما فتح عليهم قال له: ما كنت تصنع؟ قال: آخذ لك بمجامع الطرق).

علاج البلاء: الصبر والدعاء18
للبلاء نهايات معلومة الوقت عند الله عز وجل.
فلا بد للمبتلى من الصبر إلى أن ينقضي أوان البلاء.
فالواجب الصبر، وإن كان الدعاء مشروعاً ولا ينفع إلا به، إلا أنه لا ينبغي للداعي أن يستعجل، بل يتعبد بالصبر والدعاء والتسليم إلى الحكيم. ويقطع المواد التي كانت سبباً للبلاء، فإن غالب البلاء أن يكون عقوبة.
فأما المستعجل فمزاحم للمدبر، وليس هذا مقام العبودية، وإنما المقام الأعلى هو الرضا، والصبر هو اللازم.
والتلاحي19 بكثرة الدعاء نعم المعتمد، والاعتراض حرام، والاستعجال مزاحمة للتدبير، فافهم هذه الأشياء فإنها تهون البلاء.

‌موانع إجابة الدعاء
الدعاء عبادة، وما من عبادة من العبادات إلا ولها شروط صحة، وقبول، وآداب.
فمن الأسباب الرئيسة المانعة لإجابة الدعاء:
1. أكل الحرام
ولهذا عندما طلب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله أن يجيب دعاءه قال له: "أطب مطعمك تكن مجاب الدعوة"20.
وقال صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: "يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"21 وقال: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ"22 ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وةغذي بالحرام، يمد يده إلى السماء: يا رب يا رب فأنى يستجاب لذلك"23.
2. عدم اليقين بالإجابة
قال صلى الله عليه وسلم: "ادعوه وأنتم موقنون بالإجابة" وقال عمر رضي الله عنه: والله لا أحمل هم الإجابة ولكنني أحمل هم الدعاء.
3. الاستعجال على الإجابة
فيحجم من الدعاء إذا تأخرت الإجابة.
وقد روي أن موسى وهارون عليهما السلام دعوا الله على فرعون وملئه أربعين سنة، ثم استجيب لهم.
سرعة إجابة الدعاء ليست دائماً علامة من علامات الصلاح والقبول، فقد يجيب الله دعوة الفاجر المضطر استدراجاً له ويرجي دعوة أحد أوليائه المتقين وجنده المخلصين ليرفع درجته ويعلي منزلته في الجنة، لعلمه بصبره واحتسابه.
بل كان بعض مجابي الدعوة لا يدعو لنفسه إذا أصابه ضر، فعندما كف بصر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان مجاب الدعوة، وقيل له: اسأل الله أن يرد عليك بصرك، قال: ما قدره الله علي أحب إلي من رد بصري.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بالصبر والدعاء والعبادة نحقق ما نريد جزاك الله خيرا بوركت
جزاك الله خيرا على الرد

جزاك الله خيرا
جعلني الله واياكي ممن يستجاب لهم
اللهم فرج همي ونفس كربتي ……
جزاك الله خير اسال الله ان يجعل سؤلنا مجاب
كما كان سؤل البراء وسعد والانبياء
والصحابه والصالحين مجاب
امين امين امين
بارك الله فيك اختي
اسعدك الله في الدارين
فعلا الصبر والدعاء ,,,,
مشكوووره الله يجزاكي الف خير ويبارك فيكي يارب
تقبلي مروري …
جزاكم الله كل الخـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــير
لا يعرف قيمة الدعاء إلا الصادق المجرب له، سيما من الموقنين بالإجابة

فعلا الايقان بالاجابه عنصر مهم
جزاكي الله خيرا عزيزتي

شوفو الصبر,,,قصه حقيقيه -قصة جميلة 2024.

شوفو الصبر,,,قصه حقيقيه..

خليجية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

القصه هاذي قالتها لي عمتي,,,, وهي قصه حقيقيه

والقصه هي انو في رجل متزوج كان هالرجال لاسباب عمله يتاخر خارج البيت او يبات خارجه..
ولما كان الرجل يرجع كان الناس يقولون له زوجتك ماتصونك في غيابك زوجتك تخونك …..الخ هذا الكلام ..

وكان داييم يرد عليهم والله ما اصدق فيها..
مرت اياااام على هذا الحال وفي يوم من الايام قال الرجل لزوجته يالله غديني بسرعه علشان برووح,,,

طبعآ الرجال رايح لعمله وقال لها ان احتمال ما اجي الا بكره او بعد بكره,,,
وفعلآ الرجال راح وخلص شغله بدري في نفس اليوم
ورجع لبيته في الليل

وتخييييلو ايش المنظر اللي شافه!!؟؟؟؟

شاف زوجته نايمه مع رجا غريب في بيته,,,,,,,,لااااااااا ونايمه كمان في سابع نووومه
واثقه انو الرجال ماراح يرجع اليوم…..

المهــــــــم//
ايش تتوقعون ردة فعل زوجها!!؟؟؟؟
انا راح اقولكم ايش سوا,,,,

راح جاب المسدس وجابله شيشه وجالس قريب منهم واعد الــــــــى الفجر..
المهم الحرمه قامت وشافته انفجعت ولا تتدري ايش تسوي>>لكم حرية التفكير في الموقف,,
زوجهاقالهم اول شي قوموا غتسلوا وتعالوا ,, قام الرجل الغريب أغتسل وجاء عند زوج الحرمه وتقعوا ايش سوا !!؟؟؟

الزوج والله أعطاه فلوس وقال يالله روح ولا عاد اشوفك…
وقال لزوجته روحي اغتسلي وتعالي ,, راحت اغتسلت وقال لها شيلي ولدك وأمشي قدامي
يعني ما خلها تلمس الولد وهي على نجاسه ..

المهم اخذ الحرمه وصلها بيت اهلها وارسل لها ورقة طلاقها ……

*بالله قولولي مين يصبر صبر الرجال هذااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

يالله عاد أبغى ردودكم لاتحرموني منها..

تحياتي /
المتألقه..

وااااااااو

القصه خطيررره

يسسسسلموو المتألقه

مشاء الله عليه
لا وبعد اعطاه فلوس
والله لو واحد ثاني لايذبحهم اثنينهم
اشكرك يالغلا ع القصه
تقبلي مروري
الله يكفينا الشر
الله يحمينا ويستر علينا وعلى حريمنا
والله لو واحد ثاني كان نسفهم
لكن من جد الصبر له حدود
قال صلى الله عليه وسلم(ليس الشديد بالصرعه انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)

يسلموووووو اختي المتالقه

الله يسلمكم يالغلا
نورتوني
استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم
استغفر الله العظيم
لااله الا الله
………………………..

الرزق والصبر . في الاسلام 2024.

الرزق والصبر…

كان في بني إسرائيل عابد فلبث سبعًا لم يطعم هو وعياله شيئًا‏.‏

فقالت له امرأته‏:‏ لو خرجت وطلبت لنا شيئًا‏.‏

فخرج فوقف مع العمال فاستؤجر العمال وصرف اللّه عنه الرزق

فقال‏:‏ والله لأعملنّ اليوم مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا حتى إذا أمسى أتى أهله

فقالت له امرأته‏:‏ ماذا صنعت
فقال‏:‏ قد عملتَ مع أستاذي وقد وعدني أن يعطيني

ثم غدا إلى السوق فوقف مع العمال فاستؤجر العمال وصرف الله عنه الرزق ولم يستأجره أحد

فقال‏:‏ والله لأعملن اليوم مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا حتى إذا أمسى أقبل إلى منزله

فقالتَ له امرأته‏:‏ ماذا صنعت

قال‏:‏ إن أستاذي قد وعدني أن يجمع لي أجري فخاصمته امرأته وبرزت عليه فلبث يتقلب ظهرًا لبطن وبطنًا لظهر وصبيانه يتضاغون جوعًا

ثم غدا إلى السوق فاستؤجر العمال وصرف عنه الرزق ولم يستأجره أحد

فقال‏:‏ والله لأعملن مع ربي فجاء إلى ساحل البحر فاغتسل وما زال راكعًا وساجدًا

حتى إذا أمسى قال‏:‏ أين أمضي تركت أقوامًا يتضاغون جوعًا

ثم تحمل على جهد منه فلما قرب من داره سمع ضحكًا وسرورًا وسمع رائحة قديد ورائحة شواء فأخذ على بصره وقال‏:‏ أنائم أنا أم يقظان تركت أقوامًا يتضاغون جوعًا و أشم رائحة قديد ورائحة شواء وأسمع ضحكًا وسرورًا

دنا من الباب فطرق الباب فخرجت امرأته حاسرة وقد حسرت عن ذراعيها وهي تضحك في وجهه ثم قالت‏:‏ يا فلان قد جاءنا رسول أستاذك بدنانير ودراهم وكساء وودك ودقيق وقال‏:‏ إذا جاء فلان فأقرئوه السلام وقولوا له‏:‏ إن أستاذك يقول لك‏:‏

رأيت عملك فرضيته فإن أنت زدتني في العمل زدتك في الأجرة‏.

منقووووووووووووول
خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية

سبحان الله.. ساحفظها كتاكيتي

.

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خير

قصة ولكن فيها عبر عن الصبر وحال الدنيا -مجابة 2024.

قصة ولكن فيها عبر عن الصبر وحال الدنيا

خليجية

تركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة قيل للرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ

… فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك

url=https://www.********************/][img]https://www.********************/gmrup-live5/gmrup13041917871.jpg[/img][/url]

… تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ

[img]https://www.********************/gmrup-live5/gmrup13041918551.jpg[/img]

وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر

رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي .. وبعد ما يقاربَ

خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ … وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..

وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ….

تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة … وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ

والاتكاء عليها كلما لزمَ الأمر , لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية


حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ

المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي

ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ نسج الخيال, لكنْ )… (

هل منا من أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟

هناك انشوده قديمه تقول..احصي البركات التي اعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة وستجد نفسك اكثر سعادة مما قبل

إننا ننسى أن نشكر الله لأننا لا نتأمل في البركات ولا نحسب ما لدينا…ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ولا نرى البركات.

قال أحدهم:

اننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواك…

وكان الأجدر بنا أن نشكره لانه جعل فوق الشوك وردا…!!ً

ويقول آخر

:

تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين …

ولكنني شكرت الله بالأكثر حينما وجدت آخر ليس له قدمين…!!!

لك الحمد يارب على كل نعمك ظاهرة وخافيه وعلى كل حال [/size][/size]

ولا احد ردخليجيةخليجيةخليجية
سبحان الله قصه روعه اختى واسعدنى انى اكون اول رد

لحظة ينتظرها العريس با فارغ الصبر -جديد 2024.

لحظة ينتظرها العريس با فارغ الصبر

خطوات العروس التي تأخذها للخروج في الممر هي اللحظة التي ينتظرها العريس بفروغ صبر , بعد أشهر من التخطيط يصل أخيراً الحلم إلى نهايته وتظهر العروس الجميلة باحمرار وجهها , وسرعان ما تقف بجانبه لتبادل تعهداتهم بحياة واعدة لبعضهم البعض. ونظرة وجه العريس في هذا الوقت لا يمكن أن تنسى , حيث تختلط مشاعر الحب والسعادة والترقب فهو على وشك الزواج من امرأة أحلامه. وهنا نقدم لكم صور لعرسان في هذه اللحظات العاطفية عند رؤية العروس للمرة الأولى: نترككم مع الصور:

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

رائعة
الله يسعد كل الصبايا
بس زعلت عاللي بيبكي
وااااااااااااااااو جميل جدا
بس فية هنا عروسين بيبكو مع بعض
انت متاكدة انها عروستة ولا امة هههههههههههه
اخر صورة اترك لكم الباقىىىىىىىىى
ثانكس حبي
طرح مميز
جميلة الصور و طرحك فكرته رائعة

الصبر مفتاح الفرج -اسلاميات 2024.

الصبر مفتاح الفرج ( جزاء الصابرين عند رب العالمين )

السلام عليكم أخواتي
ذات يوم مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قبر، فرأى امرأة جالسة إلى جواره وهي تبكي على ولدها الذي مات، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقي الله واصبري). فقالت المرأة: إليك عني، فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي.
فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن المرأة تعرفه، فقال لها الناس: إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسرعت المرأة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم تعتذر إليه، وتقول: لَمْ أعرفك. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الصبر عند الصدمة الأولى)
أي يجب على الإنسان أن يصبر في بداية المصيبة
ما هو الصبر؟
الصبر هو أن يلتزم الإنسان بما يأمره الله به فيؤديه كاملا، وأن يجتنب ما ينهاه عنه، وأن يتقبل بنفس راضية ما يصيبه من مصائب وشدائد، والمسلم يتجمل بالصبر، ولا يجزع، ولا يحزن لمصائب الدهر يقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين}
الصبر خلق الأنبياء:
ضرب أنبياء الله -صلوات الله عليهم- أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى من أجل الدعوة إلى الله، وقد تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاق في سبيل نشر الإسلام، يقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى: (كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) [متفق عليه
وقال تعالى عن نبيه أيوب: {إنا وجدناه صابرًا نعم العبد إنه أواب}
فقد كان أيوب -عليه السلام- رجلا كثير المال والأهل، فابتلاه الله واختبره في ذلك كله، فأصابته الأمراض، وظل ملازمًا لفراش المرض سنوات طويلة، وفقد ماله وأولاده، ولم يبْقَ له إلا زوجته التي وقفت بجانبه صابرة محتسبة وفيةً له.
وكان أيوب مثلا عظيمًا في الصبر، فقد كان مؤمنًا بأن ذلك قضاء الله، وظل لسانه ذاكرًا، وقلبه شاكرًا، فأمره الله أن يضرب الأرض برجله ففعل، فأخرج الله له عين ماء باردة، وأمره أن يغتسل ويشرب منها، ففعل، فأذهب الله عنه الألم والأذى والمرض، وأبدله صحة وجمالا ومالا كثيرًا، وعوَّضه بأولاد صالحين جزاءً له على صبره، قال تعالى: {ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب}

فضل الصبر:
أعد الله للصابرين الثواب العظيم والمغفرة الواسعة، يقول تعالى: {وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} ويقول: {إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب}
ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما أُعْطِي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر)
[متفق عليه]. ويقول صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه) [متفق عليه].
أنواع الصبر:
الصبر أنواع كثيرة، منها: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية، والصبر على المرض، والصبر على المصائب، والصبر على الفقر، والصبر على أذى
الناس..
الصبر على الطاعة: فالمسلم يصبر على الطاعات؛ لأنها تحتاج إلى جهد وعزيمة لتأديتها في أوقاتها على خير وجه، والمحافظة عليها. يقول الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} [الكهف: 28]. ويقول تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} [طه: 132].
الصبر عن المعصية: المسلم يقاوم المغريات التي تزين له المعصية، وهذا يحتاج إلى صبر عظيم، وإرادة قوية، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل المهاجرين من هجر ما نهي الله عنه، وأفضل الجهاد من جاهد نفسه في ذات
الله -عز وجل-) [الطبراني].
الصبر على المرض: إذا صبر المسلم على مرض ابتلاه الله به، كافأه الله عليه بأحسن الجزاء، قال صلى الله عليه وسلم: (من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده، وكتمها ولم يشْكُهَا إلى الناس، كان حقًّا على الله أن يغفر له).
[الطبراني].
وصبر المسلم على مرضه سبب في دخوله الجنة، فالسيدة أم زُفَر -رضي الله عنها- كانت مريضة بالصَّرَع، فطلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله لها بالشفاء. فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ). فاختارت أن تصبر على مرضها ولها الجنة في الآخرة. [متفق عليه]. ويقول تعالى في الحديث القدسي: (إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه (عينيه) فصبر، عوضتُه منهما الجنة) [البخاري].
الصبر على المصائب: المسلم يصبر على ما يصيبه في ماله أو نفسه أو
أهله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضتُ صَفِيهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة) [البخاري]. وقد مرَّت أعرابية على بعض الناس، فوجدتهم يصرخون، فقالت: ما هذا؟ فقيل لها: مات لهم إنسان. فقالت: ما أراهم إلا من ربهم يستغيثون، وبقضائه يتبرمون (يضيقون)، وعن ثوابه يرغبون (يبتعدون).
وقال الإمام علي: إن صبرتَ جرى عليك القلم وأنتَ مأجور (لك أجر وثواب)، وإن جزعتَ جرى عليكَ القلم وأنت مأزور (عليك وزر وذنب).
الصبر على ضيق الحياة: المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين، فالسيدة عائشة -رضي الله عنها- تحكي أنه كان يمر الشهران الكاملان دون أن يوقَد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وكانوا يعيشون على التمر والماء. [متفق عليه].
الصبر على أذى الناس: قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم إذا كان مخالطًا الناس ويصبر على أذاهم، خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) [الترمذي].
الصبر المكروه:
الصبر ليس كله محمودًا، فهو في بعض الأحيان يكون مكروهًا. والصبر المكروه هو الصبر الذي يؤدي إلى الذل والهوان، أو يؤدي إلى التفريط في الدين أو تضييع بعض فرائضه، أما الصبر المحمود فهو الصبر على بلاء لا يقدر الإنسان على إزالته أو التخلص منه، أو بلاء ليس فيه ضرر بالشرع. أما إذا كان المسلم قادرًا على دفعه أو رفعه أو كان فيه ضرر بالشرع فصبره حينئذ لا يكون مطلوبًا.
قال الله -تعالى-: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرًا} [النساء: 97].
الأمور التي تعين على الصبر:
* معرفة أن الحياة الدنيا زائلة لا دوام فيها.
* معرفة الإنسان أنه ملْكُ لله -تعالى- أولا وأخيرًا، وأن مصيره إلى الله تعالى.
* التيقن بحسن الجزاء عند الله، وأن الصابرين ينتظرهم أحسن الجزاء من الله، قال تعالى: {ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}
[النحل: 96].
* اليقين بأن نصر الله قريب، وأن فرجه آتٍ، وأن بعد الضيق سعة، وأن بعد العسر يسرًا، وأن ما وعد الله به المبتلِين من الجزاء لابد أن يتحقق. قال تعالى: {فإن مع العسر يسرًا. إن مع العسر يسرًا} [الشرح: 5-6].
* الاستعانة بالله واللجوء إلى حماه، فيشعر المسلم الصابر بأن الله معه، وأنه في رعايته. قال الله -تعالى-: {واصبروا إن الله مع الصابرين} [الأنفال: 46].
* الاقتداء بأهل الصبر والعزائم، والتأمل في سير الصابرين وما لاقوه من ألوان البلاء والشدائد، وبخاصة أنبياء الله ورسله.
* الإيمان بقدر الله، وأن قضاءه نافذ لا محالة، وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله
يسير . لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم} [الحديد: 22-23].
الابتعاد عن الاستعجال والغضب وشدة الحزن والضيق واليأس من رحمة الله؛ لأن كل ذلك يضعف من الصبر والمثابرة.

لا تنسوني بدعواتكم
منقووول للفائدة
خليجية

موضوع مهم جدا
يستحق التقييم
موضوعك رائع
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاك الله خيرا

لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
ملئ السموات والارض

بارك الله فيــــــــــك
وجـــزاك كل خيــــر
وجعل ما كتبتيه في ميزان حسناتك
وجزاكِ الفردوس الأعلى …

بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيرا حبيبتى
جزاكى الله خيرا واليكى تقييمى

ثمار الصبر وإنتظار الفرج من الله تعالى 2024.

ثمار الصبر وإنتظار الفرج من الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ثمار الصبر وإنتظار الفرج من لله تعالى في الدنيا والآخرة

تعلمون إحـدى نعـم الله تـعـالى العـظـيـمـة عـلى عـباده المـسـلـمـيـن المـؤمـنـيـن ألا وهي نعـمة الـصـبر وإنـتـظـار الـفـرج . وتذكروا مثلنا الأول وقـدوتـنـا وقـائـدنـا وحـبـيـبـنـا الرسـول صلى الله عليه وسـلـم في ســيـرتـه ودعـوتـه وصـبـره وحـلـمه وثـباتـه وكذلك الصحابة رضي الله عنهم ورضوا عنه عند نزول الفقر بهم والأمراض والخوف والرعب وأنواع الإبتلاءات
قالوا على ســبـيـل الإســـتـعـجـال – مَتَى نَصْرُ اللَّهِ –
فبشرهم الله تعالى برحمته – أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ –
فالنصر قريب من المؤمنين المتقين المحسنين الشاكرين الصابرين الأوابين الموحدين
قال تعالى – وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ –
فأثابهم الله تعالى وبشرهم بقوله – أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال- يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الاخير فيقول من يدعوني فأستجيب له0 من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له-
عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى-أعددت لعبادي الصالحين ما لاعين رأت ولا أذن سمعت، ولاخطر على قلب بشر فاقرأوا إن شئتم. فلاتعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين
عن أم سلمة هند بنت أبي أمية سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون . اللهم ! أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها – إلا أجره الله في مصيبته . وأخلف له خيرا منها " . قالت : فلما توفي أبو سلمة قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأخلف الله لي خيرا منه . رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنثق وتؤمن بأن في طاعة الله ورسوله صل الله عليه وسلم قولاً وعملاً فيه الطمأنينة والفوز والنصر والفلاح والسعادة والنجاة في الدنيا والآخرة وبها تستجلب النعم وتستدفع النقم كما أنها قوت القلوب وقرة العيون وسرور النفوس وروح الحياة وحياة الأرواح فعلينا مواصلة التقرب إليه سبحانه بالمحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة التي هي أهم العبادات بعد التوحيد ولنحرص على الإخلاص وطلب العلم الشرعي وتلاوة كتاب الله الكريم والعمل به ونذكر نعم الله تعالى 0والإكثار من التسبيح والإستغفار وحفظ الجوارح
اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا 0ولا تقنطوا من رحمة الله تعالى أليس الله بكافٍ عبده فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم.
والله أشد بأساً وأشد تنكيلاً.
فتوكل على الحي القيوم الذي لا يفني ولا يبيد ولا يكون إلا ما يريد، والفرج قريب وابشروا بالخير تفاءلوا بالخير تجدوه والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على نبينا المبعوث رحمة للعالمين وصحبه أجمعين.

الصبر . -اسلاميات 2024.

الصبر …

الصبر في القرآن

محمد بن عبدالعزيز الخضيري
كلية المعلمين قسم الدراسات القرآنية

الإيمان نصفان: صبر وشكر،ولما كان كذلك كان حريا بالمؤمن أن يعرفهما ويتمسك بهما، و أن لا يعدل عنهما، وأن يجعل سيره إلى ربه بينهما ومن هنا كان حديثنا عن الصبر في القرآن الكريم فقد جعله الله جوادا لا يكبو وصارما لا ينبو وجندا لا يهزم،وحصنا لا يهدم. فالنصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، والعسر مع اليسر، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد، والحديث عن مكانته وفضيلته آتية بإذن الله الإشارة إليه. فلا تستعجلها قبل أوانها وقبل الشروع في المقصود نبين المسائل التي سيدور عليها حديثنا وهي:
– مقدمات في تعريفه وضرورته وحكمه ودرجاته.
– فضله.
– مجالاته.
– الوسائل المعينة عليه.
– نماذج من الصابرين.

1- المقدمات :
أ – تعريفه:
الصبر لغة: الحبس والكف، قال تعالى: ((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي…)) الآية، أي احبس نفسك معهم.
واصطلاحاً: حبس النفس على فعل شيء أو تركه ابتغاء وجه الله قال تعالى: ((والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم)).
وقد أشرنا في التعريف إلى أنواع الصبر الثلاثة والباعث عليه.
أما أنواعه فهي: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصية الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة. ففي قولنا (على فعل شيء) دخل فيه الأول، وفي قولنا (أو تركه) دخل فيه النوعان الثاني والثالث: أما دخول الثاني فظاهر لأنه حبس للنفس على ترك معصية الله، وأما دخول الثالث فلأنه حبس للنفس عن الجزع والتسخط عند ورود الأقدار المؤلمة.
أما الباعث عليه: فهو في قولنا ((ابتغاء وجه الله)) قال تعالى ((ولربك فاصبر)) فالصبر الذي لا يكون باعثه وجه الله لا أجر فيه وليس بمحمود، وقد أثنى الله في كتابه على أولي الألباب الذين من أوصافهم ماذكره بقوله: ((والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة، وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية)).
وهذا النص يشير إلى حقيقة هامة جداً وهي أن صبغة الأخلاق ربانية فيه ليست أخلاقاً وضعية أو مادية وإنما ربانية سواء من جهة مصدر الإلزام بها أو من جهة الباعث على فعلها، فالعبد لا يفعلها تحت رقابة بشرية حين تغيب ينفلت منها، بل يفعلها كل حين وعلى كل حال لأن الرقابة ربانية، والباعث إرادة وجه الله تعالى.

ب – أهميته:
الصبر: أبرز الأخلاق الوارد ذكرها في القرآن حتى لقد زادت مواضع ذكره فيه عن مائة موضع، وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق عليه، وصدورها منه، فكلما قلبت خلقاً أو فضيلة وجدت أساسها وركيزتها الصبر، فالعفة: صبر عن شهوة الفرج والعين المحرمة، وشرف النفس: صبر عن شهوة البطن، وكتمان السر: صبر عن إظهار مالا يحسن إظهاره من الكلام، والزهد: صبر عن فضول العيش، والقناعة: صبر على القدر الكافي من الدنيا، والحلم: صبر عن إجابة داعي الغضب، والوقار: صبر عن إجابة داعي العجلة والطيش، والشجاعة: صبر عن داعي الفرار والهرب، والعفو: صبر عن إجابة داعي الانتقام، والجود: صبر عن إجابة داعي البخل، والكيس: صبر عن إجابة داعي العجز والكسل وهذا يدلك على ارتباط مقامات الدين كلها بالصبر، لكن اختلفت الأسماء واتحد المعنى، والذكي من ينظر إلى المعاني والحقائق أولاً ثم يجيل بصره إلى الأسامي فإن المعاني هي الأصول والألفاظ توابع، ومن طلب الأصول من التوابع زل. ومن هنا ندرك كيف علق القرآن الفلاح على الصبر وحده ((وجزاهم بما صبروا جنة وحريراً)) ((أولئك يجزون الغرفة بما صبروا، ويلقون فيها تحية وسلاماً)) ((سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)).
وترجع عناية القرآن البالغة بالصبر إلى ماله من قيمة كبيرة في الحياتين الدنيا والأخرى، فليس هو من الفضائل الثانوية، بل من الضرورات اللازمة التي لا انفكاك للإنسان عنها، فلا نجاح في الدنيا ولا نصر ولا تمكين إلا بالصبر، ولا فلاح في الآخرة ولا فوز ولا نجاة إلا بالصبر، فلولا صبر الزارع والدارس والمقاتل وغيرهم ماظفروا بمقاصدهم:

وقلّ من جدّ في أمر يحاوله *** واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
وقال آخر:
لا تيأسن وإن طالت مطالبة *** إذا استعنت بصبر أو ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أن يلجا

ولئن كان الأمر كذلك في الدنيا، فهو في الآخرة أشد وأوكد، يقول أبو طالب المكي: "اعلم أن الصبر سبب دخول الجنة، وسبب النجاة من النار لأنه جاء في الخبر "حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات"، فيحتاج المؤمن إلى صبر على المكاره ليدخل الجنة، وإلى صبر عن الشهوات لينجو من النار". وقال: "اعلم أن كثرة معاصي العباد في شيئين: قلة الصبر عما يحبون، وقلة الصبر على مايكرهون".
وإذا كان هذا شأن الصبر مع كل الناس، فأهل الإيمان أشد الناس حاجة إليه لأنهم يتعرضون للبلاء والأذى والفتن ((ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين))، وقال: ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء، وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب))، وكان التأكيد أشد في قوله: ((لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور))، لقد بينت الآية أن قوى الكفر على ما بينها من اختلاف متحدة ضد الإسلام، وقرنت لبيان موقف المؤمنين بين الصبر والتقوى فلا يكتفوا بالصبر وحده حتى يضيفوا إليه تقواهم لله بتعففهم عن مقابلة الخصم بمثل أسلحته الدنيئة فلا يواجه الدس بالدس لأن المؤمنين تحكمهم قيمهم الأخلاقية في السلم والحرب والرخاء والشدة. ثم وصفت الآية الأذى المسموع بأنه كثير، فلا بد أن يوطن المسلمون أنفسهم على سماع الافتراء والزور والتلفيق والبهتان من عدوهم حتى يأتي نصر الله.
ورسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أشد أهل الإيمان حاجة إلى الصبر لأنهم الذين يقومون أساساً بالدعوة ويجابهون الأمم بالتغيير وهم حين يقومون بذلك يكون الواحد منهم فرداً في مواجهة أمة تعانده وتكذبه وتعاديه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل"، وكلما كان القوم أشد عناداً وأكثر إغراقاً في الضلال كانت حاجة نبيهم إلى الصبر أكثر كأولي العزم مثلاً، نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام.
لقد كانت أوامر الرب سبحانه لمحمد عليه الصلاة والسلام بالصبر كثيرة في القرآن وما ذاك إلا لأنها دعوة شاملة تواجه أمم الأرض كلها فخصومها كثيرون وحاجة إمام الدعوة إلى الصبر أعظم لقد واجه النبي صلى الله عليه وسلم صنوف الأذى البدني والنفسي والمالي والاجتماعي والدعائي وغيره، وقاوم ذلك كله بالصبر الذي أمره به الله في عشرين موضعاً في القرآن كلها إبان العهد المكي لأنه عهد البلاء والفتنة والضعف وتسلط الكافر، وكان مما قاله الله له: ((تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك. ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين))، ((واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون… الآية)). ((واصبر لحكم ربك، فإنك بأعيننا، وسبح بحمد ربك حين تقوم)). فأمر بالصبر لحكمه وهو سبحانه لا يحكم إلا بالحق والعدل، وقال له ((فإنك بأعيننا)) فصيغة الجمع لزيادة التثبيت والتأنيس، وقال الله لموسى: ((ولتصنع على عيني)) ومن كان بعين الله ومرأى منه فلن يضيع ولن يغلب، ثم أمر بالتسبيح كما أمره به في جملة آيات على أعقاب أمره بالصبر، ولعل السر فيه أن التسبيح يعطى الإنسان شحنة روحية تحلو بها مرارة الصبر، ويحمل التسبيح بحمد الله معنيين جليلين لابد أن يرعاهما من ابتلي:
1- تنزيه الله تعالى أن يفعل عبثاً، بل كل فعله موافق للحكمة التامة، فبلاؤه لحكمة.
2- أن له تعالى في كل محنة منحة وفي كل بلية نعماء ينبغي أن تذكر فتشكر وتحمد وهذا هو سر اقتران التسبيح بالحمد هنا. وفي قوله (ربك) إيذان بكمال التربية ومزيد العناية.
ج – حكمه:
الصبر من حيث الجملة واجب، ويدل لذلك:
أ – أمر الله به في غير ما آية قال تعالى: ((استعينوا بالصبر والصلاة)) ((اصبروا وصابروا)).
ب – نهيه عن ضده كما في قوله ((فلا تولوهم الأدبار)) وقوله ((ولا تبطلوا أعمالكم)) ((ولا تهنوا ولا تحزنوا)) ((فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم)).
ج – أن الله رتب عليه خيري الدنيا والآخرة وما كان كذلك كان تحصيله واجباً، أما من حيث التفصيل فحكمه بحسب المصبور عنه أو عليه، فهو واجب على الواجبات وواجب عن المحرمات، وهو مستحب عن المكروهات، ومكروه عن المستحبات، ومستحب على المستحبات، ومكروه على المكروهات، ومما يدل على أن الصبر قد لا يكون لازماً قوله تعالى ((وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو خير للصابرين))، فالصبر عن مقابلة السيئة بمثلها ليس واجباً بل مندوباً إليه.
وقد أمر الله المؤمنين بالصبر والمصابرة والمرابطة فقال: ((ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون))، وصيغة المصابرة تفيد المفاعلة من الجانبين، والمعنى هنا: مغالبة الأعداء في الصبر، فإذا كنا نصبر على حقنا، فإن المشركين يصبرون على باطلهم؛ فلا بد أن نغلبهم بمصابرتنا، ثم أمرنا بالمرابطة على تلك المصابرة والثبات عليها لنحقق موعود الله ونظفر بالفلاح، فانتقلت الآية بالأمر من الأدنى إلى الأعلى فالصبر مع نفسك، والمصابرة بينك وبين عدوك والمرابطة: الثبات وإعداد العدة، وكما أن الرباط لزوم الثغر لئلا يهجم منه العدو فكذلك الرباط أيضاً لزوم ثغر القلب لئلا يهجم منه الشيطان فيملكه أو يخربه أو يناله بأذى. وعليه فقد يصبر العبد ولا يصابر، وقد يصابر ولا يرابط، وقد يصبر ويصابر ويرابط من غير تعبد بالتقوى، فأخبر سبحانه أن ملاك ذلك كله بالتقوى.
د – درجاته:
الصبر نوعان، بدني ونفسي وكل منهما قسمان: اختياري واضطراري، فصارت أربعة:
أ – بدني اختياري، كتعاطي الأعمال الشاقة.
ب – بدني اضطراري كالصبر على ألم الضرب.
ج – نفسي اختياري كصبر النفس عن فعل مالا يحسن فعله شرعاً ولا عقلاً.
د – نفسي اضطراري كصبر النفس عن فقدان محبوبها الذي حيل بينها وبينه.
والبهائم تشارك الإنسان في النوعين الاضطراريين لكنه يتميز عليها بالنوعين الاختياريين، والصبر الاختياري أكمل من الاضطراري، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس ويتأتى ممن لا يتأتى منه الصبر الاختياري، ولذلك كان صبر يوسف على مطاوعة امرأة العزيز وصبره على ما ناله من السجن أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لما ألقوه في الجب وفرقوا بينه وبين أبويه، وباعوه بيع العبد، ومن الصبر الاختياري صبره على العز والتمكين الذي أورثه الله إياه فجعله مسخراً لطاعة الله ولم ينقله ذلك إلى الكبر والبطر، وكذلك كان صبر نوح والخليل وموسى الكليم والمسيح ومحمد صلى الله عليه وسلم فإن صبرهم كان على الدعوة إلى الله ومجاهدة أعداء الله ولهذا سموا أولي العزم، وأمر الله رسوله أن يصبر كصبرهم ((فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل)) ونهاه عن أن يتشبه بصاحب الحوت حيث لم يصبر فخرج مغاضباً قبل أن يؤذن له ((فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت)) ولهذا دارت قصة الشفاعة يوم القيامة على أولي العزم حتى ردوها إلى خيرهم وأفضلهم وأصبرهم.
واعلم أن الصبر المتعلق بالتكليف وهو صبر إما على الطاعة أو عن المعصية أفضل من الصبر على مر القدر فإن هذا الأخير يأتي به البر والفاجر والمؤمن والكافر فلابد لكل أحد من الصبر على القدر اختياراً أو اضطراراً، أما الصبر على الأوامر وعن النواهي فهو صبر أتباع الرسل، والصبر على الأوامر أفضل من الصبر عن النواهي لأن فعل المأمور أحب إلى الله من ترك المحظور والصبر على أحب الأمرين أفضل وأعلى

2- فضائل الصبر في القرآن الكريم:
حديث القرآن عن فضائل الصبر كثير جداً، وهذه العجالة لا تستوعب كل ما ورد في ذلك لكن نجتزىء منه بما يلي:
1- علق الله الفلاح به في قوله: ((ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون)).
2- الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره: ((أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا)) وقال: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)).
3- تعليق الإمامة في الدين به وباليقين: ((وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا، وكانوا بآياتنا يوقنون)).
4- ظفرهم بمعية الله لهم : ((إن الله مع الصابرين)).
5- أنه جمع لهم ثلاثة أمور لم تجمع لغيرهم: ((أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)).
6- أنه جعل الصبر عوناً وعدة، وأمر بالاستعانة به : ((واستعينوا بالصبر والصلاة)).
7- أنه علق النصر بالصبر والتقوى فقال: ((بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)).
8- أنه تعالى جعل الصبر والتقوى جنة عظيمة من كيد العدو ومكره فما استجن العبد بأعظم منهما: ((وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئاً)).
9- أن الملائكة تسلم في الجنة على المؤمنين بصبرهم ((والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار)).
10- أنه سبحانه رتب المغفرة والأجر الكبير على الصبر والعمل الصالح فقال: ((إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)).
11- أنه سبحانه جعل الصبر على المصائب من عزم الأمور: أي مما يعزم من الأمور التي إنما يعزم على أجلها وأشرفها: ((ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور)).
12- أنه سبحانه جعل محبته للصابرين: ((والله يحب الصابرين)).
13- أنه تعالى قال عن خصال الخير: إنه لا يلقاها إلا الصابرون: ((وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)).
14- أنه سبحانه أخبر أنما ينتفع بآياته ويتعظ بها الصبار الشكور: ((إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور)).
15- أنه سبحانه أثنى على عبده أيوب أجل الثناء وأجمله لصبره فقال: ((إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب))، فمن لم يصبر فبئس العبد هو.
16- أنه حكم بالخسران التام على كل من لم يؤمن ويعمل الصالحات ولم يكن من أهل الحق والصبر: ((والعصر، إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا… السورة)).
قال الإمام الشافعي:"لو فكر الناس كلهم في هذه الآية لوسعتهم، وذلك أن العبد كماله في تكميل قوتيه: قوة العلم، وقوة العمل، وهما: الإيمان والعمل الصالح وكما هو محتاج لتكميل نفسه فهو محتاج لتكميل غيره، وهو التواصي بالحق، وقاعدة ذلك وساقه إنما يقوم بالصبر".
17- أنه سبحانه خص أهل الميمنة بأنهم أهل الصبر والمرحمة الذين قامت بهم هاتان الخصلتان ووصوا بهما غيرهم فقال تعالى: ((ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة، أولئك أصحاب الميمنة)).
18- أنه تبارك وتعالى قرن الصبر بمقامات الإيمان وأركان الإسلام وقيم الإسلام ومثله العليا، فقرنه بالصلاة ((واستعينوا بالصبر والصلاة)) وقرنه بالأعمال الصالحة عموماً ((إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات))، وجعله قرين التقوى ((إنه من يتق ويصبر))، وقرين الشكر ((إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور))، وقرين الحق ((وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر))، وقرين المرحمة ((وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة))، وقرين اليقين ((لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون))، وقرين التوكل ((نعم أجر العاملين))، ((الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون))، وقرين التسبيح والاستغفار ((فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار))، وقرنه بالجهاد ((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين)).
19- إيجاب الجزاء لهم بأحسن أعمالهم ((ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ماكانوا يعملون)).
وبعد، فهذا غيض من فيض في باب فضائل الصبر ولولا الإطالة لاسترسلنا في ذكر تلك الفضائل والمنازل، ولعل فيما ذكر عبرة ودافع على الصبر فالله المستعان.

3- مجالات الصبر في القرآن الكريم:
أ – الصبر على بلاء الدنيا:
لقد أخبرنا الله تعالى بطبيعة الحياة الدنيا، وأنها خلقت ممزوجة بالبلاء والفتن فقال: ((لقد خلقنا الإنسان في كبد)) أي مشقة وعناء، وأقسم على ذلك بقوله: ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون،)) وإذا أطلق الصبر فلا يكاد ينصرف إلى غيره عند كثير من الناس.
ب – الصبر على مشتهيات النفس:
وهو ما يسمى بالسراء فإن الصبر عليها أشد من الصبر على الضراء، قال بعضهم: البلاء يصبر عليه المؤمن والعافية لا يصبر عليها إلا صِدِّيق، وقال عبد الرحمن بن عوف: "ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر". إن المؤمن مطالب بأن لا يطلق لنفسه العنان في الجري وراء شهواتها لئلا يخرجه ذلك إلى البطر والطغيان وإهمال حق الله تعالى فيما آتاه وبسط له، قال تعالى: ((ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون))، ويمكن أن نجمل حاجة الإنسان إلى الصبر في هذا النوع بأربعة أمور :
1- أن لا يركن إليها، ولا يغتر بها، ولا تحمله على البطر والأشر والفرح المذموم الذي لا يحب الله أهله.
2- أن لا ينهمك في نيلها ويبالغ في استقصائها، فإنها تنقلب إلى أضدادها، فمن بالغ في الأكل والشرب والجماع انقلب ذلك إلى ضده، وحرم الأكل والشرب والجماع.
3- أن يصبر على أداء حق الله تعالى فيها، ولا يضيعه فيسلبها.
4- أن يصبر عن صرفها في الحرام، فلا يمكن نفسه من كل ما تريده منها، فإنها توقعه في الحرام، فإن احترز كل الاحتراز أوقعته في المكروه، ولا يصبر على السراء إلا الصديقون وإنما كان الصبر على السراء شديداً لأنه مقرون بالقدرة، والجائع عند غيبة الطعام أقدر منه على الصبر عند حضوره.
ومما يدخل في هذا النوع من الصبر، الصبر عن التطلع إلى مابيد الآخرين من الدنيا، والصبر عن الاغترار بما ينعمون به من مال وبنين قال تعالى: ((أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين، نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون)) وقد نهى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: ((ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه، ورزق ربك خير وأبقى))، فالمؤمن من يعتز بنعمة الهداية ويعلم أنما هم فيه من الدنيا ظل زائل وعارية مستردة ولا يبالي بمظاهر الفخامة التي يتبجح بها الطغاة، لقد قال الذين يريدون الحياة الدنيا لما رأوا قارون في زينته ((يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون، إنه لذو حظ عظيم))، أما أهل العلم والإيمان فقالوا: ((ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلا الصابرون)).
ج – الصبر على طاعة الله تعالى:
إن الصبر على طاعة الله أعظم مجالات الصبر وهو لذلك أشدها على النفوس وقد جاءت صيغة الأمر بالصبر على الطاعة مغايرة لغيرها فقال تعالى: ((رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته، هل تعلم له سمياً))، وقال: ((وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها، لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى))، فاستخدم صيغة الافتعال وهو يدل على المبالغة في الفعل إذ زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، وما ذاك إلا لمشقة مجاهدة النفوس على القيام بحق العبودية في كل الأحوال. واعلم أن الصبر على الطاعة له ثلاث أحوال:
1- قبل الطاعة، بتصحيح النية والصبر على شوائب الرياء، وعقد العزم على الوفاء ولعل هذا يظهر سر تقديم الصبر على العمل الصالح في قوله: ((إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير)).
2- حال الطاعة بأن لا يغفل عن الله فيها، ولا يتكاسل عن تحقيق آدابها وسننها، ولعله المراد بقوله: ((نعم أجر العاملين، الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون)) صبروا إلى تمام العمل.
3- بعد الفراغ منها فيصبر على عدم افشائها والمراءاة والإعجاب بها، وترك ما يبطلها قال تعالى: ((ولا تبطلوا أعمالكم))، وقال: ((لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى)).
د – الصبر على مشاق الدعوة إلى الله:
غير خاف عليك ضرورة صبر الداعية على ما يلاقيه في دعوته، فإنه يأتي الناس بما لا يشتهونه ولا يألفونه، وبما يخالف ما وجدوا عليه آباءهم، فلذلك يقاومون الدعوة بكل ما أوتوا من قوة، ويوصلون الأذى بالداعية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
– إن اعراضهم عن الدعوة يحتاج إلى صبر كصبر نوح الذي بقي في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً وحكى الله عنه قوله: ((رب إني دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً، وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم، وأصروا واستكبروا استكباراً… الآية)).
– وما يحيكه المغرضون من مؤامرات الكيد التي تؤذي الداعية في أهله ونفسه وماله تحتاج إلى صبر، وهذا ما أكده الله تعالى بقوله: ((لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً، وإن تصبروا وتتقوا، فإن ذلك من عزم الأمور))، وقد أمر الله رسوله بقوله: ((واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً))، وقد أجمع الأنبياء على رد أذى أقوامهم بالصبر ((ولنصبرن على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المتوكلون))، ((ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا، ولا مبدل لكلمات الله))، وسحرة فرعون لما وقر الإيمان في قلوبهم قابلوا تهديده بالقتل والصلب بقولهم ((إنا إلى ربنا منقلبون، وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا، ربنا أفرغ علينا صبراً، وتوفنا مسلمين)).
– إن طول الطريق، واستبطاء النصر يحتاج إلى صبر، وصبر حار شديد ولذا خوطب المؤمنون في القرآن بقوله تعالى: ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا، حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب))، وقوله: ((حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين)).
هـ الصبر حين البأس :
أي الصبر في الحرب وعند لقاء العدو والتحام الصفوف، فالصبر ثَمّ شرط للنصر، والفرار كبيرة، وقد أثنى الله تعالى على الصابرين في ساعة القتال فقال في آية البر: ((والصابرين في البأساء)) أي الفقر ((والضراء)) أي المرض، وحين البأس، ((أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون)) ويوجبه على عباده بقوله: ((ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا، إن الله مع الصابرين)).
وعندما تضطرب أمور المعركة، وينفرط عقدها تكون الحاجة إلى الصبر أعظم وأشد كما حدث في أحد حين انكشف المسلمون وشاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل، انجفل فريق من المسلمين منهزمين، وصبر آخرون فنزل من القرآن إشادة بمن صبروا، وإنكار على أولئك: ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين)) ثم لا يعذرهم في فرارهم وانهزامهم ((وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً، وسيجزي الله الشاكرين)) إلى أن قال: ((وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين)).
وقد حدثنا عن الثلة المؤمنة مع طالوت عندما انتصرت لما اعتصمت بالصبر، وقد اختبر طالوت من معه بقوله: ((إن الله مبتليكم بنهر..)) ((فصبر ثلة مؤمنة على ترك الشرب من النهر إلا غرفة باليد)) ((فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه، قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده، قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله، كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين، ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا: ربنا أفرغ علينا صبراً، وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين))، لقد سألوا الله حين اللقاء صبراً وأوعبوا، فقالوا ((أفرغ))، إذ هم بحاجة إلى صبر كثير، وكانت النتيجة ((فهزموهم بإذن الله، وقتل داود جالوت.. )).
و – الصبر في مجال العلاقات الإنسانية:
لا تستقيم الحياة مع الناس إلا بالصبر بدءاً بأقرب من يعاشرك وهي الزوجة وانتهاءً بأبعد الناس عنك، وقد قال الله تعالى مبيناً ما ينبغي أن يتحلى به الزوج من صبر في مواجهة مشاكل الزوجية: ((وعاشروهن بالمعروف، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً))، أي فاصبروا فعاقبة الصبر حميدة، ويوصي الله عباده بالصبر على ما يلاقونه من الناس من ضر، وأن لا يقابلوا السيئة بمثلها فيقول: ((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم، وما يلقاها إلا الذين صبروا، وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم)).
ومما يُنظم في هذا العقد صبر التلميذ على التعلم والمعلم، وهذا ما حدثنا عنه في القرآن عندما ذهب موسى إلى الخضر ليعلمه مما علمه الله، قال له الخضر إما لأن الله أخبره بالحقيقة أو تهييجاً على الصبر -قال: ((إنك لن تستطيع معي صبراً، وكيف تصبر على مالم تحط به خبراً))، فتعهد موسى بالصبر – قال: ((ستجدني إن شاء الله صابراً))…

4- الأسباب المعينة على الصبر:
أ – المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا:
إن من عرف طبيعة الدنيا وما جبلت عليه من الكدر والمشقة والعناء هان عليه ما يبتلى به فيها لأنه وقع في أمر يتوقعه، والشيء من معدنه لا يستغرب، وقد عرفنا الله بهذه الحقيقة فقال: ((لقد خلقنا الإنسان في كبد))، أي في مشقة وعناء، وقال: ((ياأيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه))، وبين جل جلاله أنها لا تدوم على حال بل يوم لك ويوم عليك ((إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس)).
إن من لا يعرف هذه الحقيقة سيفاجأ بوقائع الأحداث تصب على رأسه صباً فيظن أنه الوحيد من بين بني الإنسان الذي يصاب بذلك لشؤمه وسوء حظه، ولذلك يبادر بعضهم بالإجهاز على نفسه بالانتحار، لأنه ما علم أن لكل فرحة ترحة وما كان ضحك إلا كان بعده بكاء، وما ملئ بيت حبرة إلا ملىء عبرة، وما عبت دار من السرور إلا عبت من الحزن، "وأنه لو فتش العالم لم ير فيه إلا مبتلى: إما بفوات محبوب أو حصول مكروه، وأن سرور الدنيا أحلام نوم أو كظل زائل، إن أضحكت قليلاً أبكت كثيراً، وإن سرت يوماً أساءت دهراً، وإن متعت قليلاً، منعت طويلاً…".
ب – معرفتك بأنك وما بيدك ملك لله تعالى ومرجعك إليه:
قال تعالى: ((ومابكم من نعمة فمن الله))، وقد علمنا في كتاب ربنا أن نقول عند حلول المصائب: ((إنا لله وإنا إليه راجعون))، يقول ابن القيم: "وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب، وأنفعه له في عاجلته وآجلته، فإنها تتضمن أصلين عظيمين، إذا تحقق العبد بمعرفتهما تسلى عن مصيبته:
أحدهما: أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل، وقد جعل عند العبد عارية. وأيضاً، فإنه محفوف بعدمين، عدم قبله، وعدم بعده حتى يكون ملكه حقيقة، ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده، ولا يبقى عليه وجوده، فليس له فيه تأثير ولا ملك حقيقي.
والثاني: أن مصير العبد ومرجعه إلى الله مولاه الحق، ولابد أن يخلف الدنيا وراء ظهره. ويجيء ربه فرداً كما خلقه أول مرة، بلا أهل ولا مال ولا عشيرة، ولكن بالحسنات والسيئات، فإذا كانت هذه بدايته ونهايته، فكيف يفرح بموجود ويأسى على مفقود؟ ففكره في مبدئه ومعاده أعظم علاج هذا الداء« ولذلك يقال عند تعزية المصاب (إن لله ماأخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى). وقد أدركت أم سليم هذا المعنى عندما توفي ابنها، فلما جاء أبوه (أبو طلحة) يسأل عنه قالت: قد هدأت نفسه، وأرجو أن يكون قد استراح (تعني الموت، وقد ظن أنها تريد النوم لمجيء العافية) وكانت قد هيأت نفسها لزوجها فتعرضت له فأصاب منها فلما أراد الخروج لصلاة الفجر، قالت له: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوماً أعاروا أهل بيت عارية، فطلبوا عاريتهم، ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا، إن العارية مؤداة إلى أهلها، فقالت: إن الله أعارنا فلاناً ثم أخذه منه فاسترجع… إلى آخر القصة.
ج – اليقين بحسن الجزاء عند الله تعالى:
أن مما يرغب الإنسان في العمل، ويزيده ثباتاً فيه علمه بحسن جزائه في الآخرة ولا نجد في القرآن شيئاً ضخم جزاؤه وعظم أجره مثل الصبر فيقول نعم أجر العاملين الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ويقول مبيناً أن الصابرين يجزون بأحسن ماعملوا: ((ما عندكم ينفد وما عند الله باق، ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون))، ويصرح بأن أجرهم غير معدود ولا محدود فيقول: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))، وقد ذُكِّر المؤمنون بهذه الحقيقة في الكلمة التي أمروا أن يقولوها عند حلول المصائب: ((إنا لله وإنا إليه راجعون))، فيتذكرون أنهم سيرجعون إلى الله فيجزيهم على عملهم وصبرهم أحسن الجزاء وأوفاه.
يقول أبو طالب المكي: "وأصل قلة الصبر: ضعف اليقين بحسن جزاء من صبرت له، لأنه لو قوي يقينه، كان الآجل من الوعد عاجلاً إذا كان الواعد صادقاً، فيحسن صبره لقوة الثقة بالعطاء…".
د – الثقة بحصول الفرج:
إن يقين العبد بأن النصر مقرون بالصبر وأن الفرج آت بعد الكرب وأن مع العسر يسراً يقويه على الصبر على ما يلاقيه، وقد كثرت الآيات الدالة على هذا المعنى لما له من أثر في مزيد التحمل والثبات، قال تعالى: ((فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا))، قال بعضهم: "لن يغلب عسر يسرين" يقصد بذلك أن العسر ورد معرفة في الموضعين والمعرفة إذا كررت في الجملة لا تفيد التعدد بخلاف النكرة وهي التي ورد به اليسر في الموضعين، فإذا قلت: جاء الرجل وأكرمت الرجل، كان الرجل في المواطنين واحداً، وإذا قلت: جاء رجلٌ وأكرمت رجلاً، كان المقصود رجلين. وقد جعل العسر في الآيتين مع العسر لا بعده أو عقبه لينبه إلى قرب تحققه بعده حتى كأنه معه ولينبه أيضاً إلى أن كل عسر مقرون بيسر وأكثر فما من مصيبة يبتلى بها عبد إلا ولله فيه إلطاف بأن لم يجعلها على نحو أعظم أو أكبر أو أطول مما هي عليه.
وقد تكرر في القرآن الأمر بالصبر مقروناً بالتذكير بأن وعد الله حق لا يتخلف أبداً قال تعالى: ((وعد الله لا يخلف الله الميعاد))، وقال: ((فاصبر إن وعد الله حق، ولا يستخفنك الذين لا يوقنون)).
إن اشتداد الأزمة في سنن الله تعني قرب انبلاج الفجر وظهور طلائع النصر كما قيل:
اشتدي أزمةُ تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج
ولهذا نجد يعقوب يكون أمله في العثور على يوسف أشد عندما أخذ ابنه الثاني فيقول: ((فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعاً))، وقال لأبنائه ((يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه، ولا تيأسوا من روح الله، إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)).
هـ – الاستعانة بالله:
مما يعين المبتلى على الصبر أن يستعين بالله تعالى ويلجأ إلى حماه فيشعر بمعيته سبحانه وأنه في حمايته ورعايته، ومن كان في حمى ربه فلن يضام ولذا قال موسى لقومه بعد أن هددهم فرعون بما هددهم به ((استعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين)).
إذا لم يكن عون من الله للفتى فأكثر ما يجني عليه اجتهاده
ولعل حاجة الصابرين إلى الاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه هي بعض أسرار اقتران الصبر بالتوكل على الله في آيات كثيرة كقوله ((نعم أجر العاملين، الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون))، وقوله عن رسله: ((ولنصبرن على ما آذيتمونا، وعلى الله فليتوكل المتوكلون)).
و – الاقتداء بأهل الصبر:
إن التأمل في سير الصابرين يعطي الإنسان شحنة دافعة على الصبر، ومن هنا ندرك سر حرص القرآن المكي على ذكر صبر الأنبياء على ما لاقوه من أممهم وهذا ما صرح الله به في قوله: ((وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين))، وقال الله: ((ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا، ولا مبدل لكلمات الله، ولقد جاءك من نبإي المرسلين)) [الأنعام/34]، وجاء الأمر صريحاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالصابرين قبله: ((فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ولا تستعجل لهم))، وحين نزل البلاء بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءهم التذكير ببلاء من كان قبلهم: ((أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون، ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين))، وقال لهم: ((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله، ألا إن نصر الله قريب)).
ز – الإيمان بقدر الله:
إن إيمان العبد بقدر الله النافذ واستسلامه له أكبر عون على تجشم مصاعب المصائب، وعلم العبد بأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه برد من اليقين يصب على فؤاده، قال تعالى: ((ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم))، وركون المؤمن إلى قدر الله في مثل هذا المقام واحتجاجه به أمر لا غبار عليه لأنه إحالة على القدر فيما لا اختيار للعبد فيه.
واعلم أن الجزع والهلع والتبرم والضيق لايرد من قدر الله شيئاً فلابد من الصبر أول الأمر لئلا يحرم العبد من المثوبة ولئن لم يصبر أول الصدمة فسيصبر بعد ذاك رغم أنفه ولا أجر له، قال حكيم: "العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد السبعة أيام". إن المبالغة في التشكي والتبرم لا يغير من الواقع شيئاً بل يزيد النفس هماً وكمداً ولهذا قال الله لرسوله: ((قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون، فإنهم لا يكذبوك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون. ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله، ولقد جاءك من نبأ المرسلين. وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتأتيهم بآية، ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين)) [الأنعام/33-35]، فأزال الوحشة عن قلب الرسول صلى الله عليه وسلم في أول آية بأن تكذيبهم ليس للرسول وإنما هو لله تعالى، ثم عزاه في الثانية وسلاه بما حدث لرسل الله فصبروا، ثم قال له: إن شق عليك إعراضهم وذهبت نفسك عليهم حسرات وضاق صدرك فليس لك إلا الصبر، وإلا فافعل ما بدا لك فإن استطعت أن تبتغي نفقاً في الأرض تهرب منه أو سلماً في السماء، تصعد عليه فدونك فافعل. [1]

الآفات المعيقة عن الصبر:
1- الاستعجال: النفس موكولة بحب العاجل ((خلق الإنسان من عجل))، فإذا أبطأ على الإنسان ما يريد نفد صبره وضاق صدره واستعجل قطف الثمرة قبل أوانها فلا هو ظفر بثمرة طيبة ولا هو أتم المسير، ولهذا قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم:((فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل، ولا تستعجل لهم))، أي العذاب فإن له يوماً موعوداً.
لقد باءت بعض الدعوات بالفشل ولم تؤت ثمرتها المرجوة بعلة الاستعجال، ولو أنهم صبروا لكان خيراً لهم، ثار بعضهم على الطغيان ولما يقم على ساقه ويشتد عوده وتكتمل آلته وتنضج دعوته وتمتد قاعدته فقضي على الدعوة ووئد الداعية وذهب الاثنان في خبر كان. والحديث عن الاستعجال أطول من هذا ولكن في الإشارة للبيب ما يغني عن العبارة.
2- الغضب: قد يرى الداعية من المدعوين مالا يليق فيستفزه الغضب فيدفعه إلى مالا يحسن به مما يسيء إلى الدعوة ويلصق بجبين حاملها وصمة عار تبقى الدهر كله، ولهذا حذر الله رسوله من مغبة الغضب بأن لا يقع فيما وقع فيه يونس فقال: فاصبر لحكم ربك، ولا تكن كصاحب الحوت لقد فرغ صبره فضاق صدره فغادرهم غاضباً قبل أن يأذن الله له ظناً منه أن الله لن يضيق عليه فضيق الله عليه بأن جعله في بطن الحوت: ((وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين))، فتاب الله عليه: ((فاستجبنا له ونجيناه من الغم)).
3- اليأس : أعظم عوائق الصبر وهو الذي حذر يعقوب أبناءه من الوقوع فيه مع تكرار البحث عن يوسف وأخيه: ((يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون))، وهو الذي حرص القرآن على دفعه عن أنفس المؤمنين فبذر الأمل في صدورهم: ((ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله، وتلك الأيام نداولها بين الناس))، وقال لهم: ((ولا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون، والله معكم ولن يتركم أعمالكم))، إن إضاءة شعلة الأمل دواء اليأس وهذا ما ذكرت به الآيات المؤمنين وهو ما ذكر به موسى قومه فقال: ((استعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين))، ولما شكا خباب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يلاقيه من أذى قريش قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكره مصاب الصالحين في الأمم قبله: "والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون".

5- نماذج للصابرين:
لقد ضُرب لنا في القرآن نماذج رائعة تجسدت فيهم حقيقة الصبر، واستحقوا أن يذكروا بصبرهم فيقتدى بهم الصابرون، وسنختار في هذه العجالة ثلاثة منها يتمثل في كل واحد منها لون من الصبر.
أ – الصبر على طاعة الله:
في قصة إبراهيم وإسماعيل التي حكاها الله لنا بقوله عن إبراهيم: ((وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين، رب هب لي من الصالحين، فبشرناه بغلام حليم، فلما بلغ معه السعي، قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين، فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم، قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين، إن هذا لهو البلاء المبين، وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في الآخرين، سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين، إنه من عبادنا المؤمنين…)).
من أيهما تعجب من الأب الذي رأى في المنام أنه يذبح ابنه أم من الابن الذي يستسلم لأمر الله طواعية واختياراً، لقد كان الابن وحيد إبراهيم ولم يأته إلا على كبر فما ظنك بتعلق الأب بابنه، إنه تعلق لا يوصف، ولكن تعلقه بالله أعظم وطاعته لله فوق كل ذلك، لقد حطم إبراهيم كل نداءات الأرض لما جاء الأمر من السماء، وضرب للناس أروع الأمثال في الطاعة، ولقد كان الوحي في هذه المرة رؤيا فلم يتأولها إبراهيم لصالحه بدافع من غريزة الأبوة، ولكنه امتثل وعرض على ابنه ما رأى عرضاً في غاية الإيجاز والسهولة ولكنه يتضمن أمراً في غاية الخطورة، ولم يكن الابن صغيراً بحيث لم ير الأب من جدواه ما يجعله شديد التعلق به والاعتماد عليه، ولكنه بلغ مع أبيه السعي فاصبح فتى مفتول العضلات، قوي الساعد، وكانت إجابة الابن محيرة حقاً، لقد حسم الموقف بجملتين قالهما لأبيه خلدهما التاريخ له، وكانتا سبباً في تدوين اسمه في الصابرين: ((وإسماعيل وإدريس وذا الكفل،كل من الصابرين))، قال إسماعيل: ((يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين))، أي لا تأخذ رأيي ولا تنتظر مشورتي بل نفذ ما أمرت به، ثم لا ينسى أن يستمد العون من الله على حاله بالصبر فهو لا يعتمد على قوته وشدة جلده بل يسأله من ربه، وصدقا وأسلم الوالد ولده، وتله أبوه للجبين، وتهيأ للذبح وجاءت البشرى عند ذاك بعد أن حقق الابتلاء ثمرته ((وناديناه أن ياإبراهيم… الآيات)).
ب – الصبر عن معصية الله:
وأبرز الأمثلة وأشدها وضوحاً صبر يوسف عليه السلام على مراودة امرأة العزيز، لقد كان الصبر ظهير يوسف في محنته التي ابتلي بها اضطراراً واختياراً وكشف عن هذا حين عثر إخوته عليه فقال: ((أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين))، لقد رفض كل العروض والإغراءات وخرج من الفتنة بإيمانه وصبره، وكان صبره هذا أرقى من صبر أبيه يعقوب على الفراق وأرقى من صبر أيوب على ما بلي به لأن صبرهما كان اضطرارياً لا حيلة لهما في رفعه ولا دفعه بينما كان صبر يوسف اختياراً وحين تملك فلم يتكبر ولم يطغ صبراً اختيارياً، يقول ابن القيم نقلاً عن شيخه ابن تيميه رحمهما الله: "كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجب وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره لا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، وأما صبره عن المعصية فصبر اختيار ورضا، ومحاربة للنفس، ولاسيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة:
1- فإنه كان شاباً، وداعية الشباب إليها قوية.
2- وعزباً ليس معه ما يعوضه ويرد شهوته.
3- وغريباً، والغريب لا يستحي في بلد غربته مما يستحي فيه بين أصحابه ومعارفه وأهله.
4- ومملوكاً، والمملوك أيضاً ليس وازعه كوازع الحر.
5- والمرأة جميلة وذات منصب، وهي سيدته.
6- وقد غاب الرقيب.
7- وهي الداعية إلى نفسها والحريصة على ذلك أشد الحرص.
8- وتوعدته إن لم يفعل بالسجن والصغار.
ومع هذه الدواعي كلها صبر اختيارياً وإيثاراً لما عند الله، وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه" ا هـ .
لقد ضحى بدنياه من أجل دينه، وبحريته من أجل عقيدته، وقال قولته المشهورة: ((رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه، وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)).
ولما أفرج عنه من السجن الطويل واستدعي لمقابلة الملك، لم يستفزه هذا الخبر بل طلب التحقيق في القضية حتى تظهر براءته على الملأ وحدث ذلك فعلاً وعند ذلك ازداد إعجاب الملك به فقال: ((ائتوني به استخلصه لنفسي))، وكان في المرة الأولى قال ((ائتوني به))، فقط ((فلما كلمه قال: إنك اليوم لدينا مكين أمين)).
ج – الصبر على أقدار الله المؤلمة:
إن أشهر من يقرن اسمه بهذا اللون من الصبر نبي الله أيوب عليه السلام، لقد أصابه ضر عظيم في بدنه وأهله وماله فصبر، فخلد ذكره في القرآن فقال الله تعالى: ((واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب، ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب، وخذ بيدك ضغثاً فاضرب به ولا تحنث، إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب))، لقد ذكر له من ألوان التكريم وأوسمة الشرف ما هو جدير بمثله لعظيم صبره، فأولهما تكريمه بتخليد ذكره ومباهاة الله به عند رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وثانيه: تكريمه بقوله ((عبدنا))، حيث أضافه إليه، والعبودية من أشرف أوصاف الإنسان التي يتحلى بها، وثالثها: عندما استجاب نداءه وكشف ضره ووهب له أهله ومثلهم معهم، ورابعها: حينما جعل له مخرجاً من يمين حلفه على امرأته فكرمت وكرم بما يخلصه من مأزق الحنث، وكانت خاتمة ذلك هذا الوسام من الشرف العريض ((إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب))، فوصفه بالصبر حتى قرن الصبر بأيوب فلا يذكر إلا وهو معه، ثم قال: نعم العبد فكانت شهادة من الله بتمام عبوديته، ثم ختم ذلك بقوله إنه أواب، والأواب: المبالغ في شدة رجوعه إلى الله تعالى.
وقد ذكر الله تعالى صبره في موطن آخر فقال: ((وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر، وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين، وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين))، لقد كان نداء أيوب في ضرائه غاية في اللطف والأدب ولذا كانت الإجابة آية في التمام والكمال، لقد نادى ربه ولم يسأله شيئاً بعينه من الأهل والعافية وذكر ربه بما هو أهله وبما اتصف به ((إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين))، فاستجاب له دعاءه فكشف عنه الضر ورد عليه الأهل ومثلهم معهم وجعله ذكرى للعابدين وإماماً من الصابرين.
جعلني الله وإياكم منهم وحشرنا معهم وآجرنا بأجرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه…

جـًزًأكـً الله خِيَرْ
مًوُضَوًعَ بِقِمْةُ
أًلأً بـِدًأًعٍ.ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©:
وًاًصِلِىِ عًزِيِزًتًيِ.:
أًنًـتًضَـرً جًدِيَدًكً
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© بشً ـوَقٌ
تًحيًَاإًأِتـيًُ
نعومه’
بارك اللـه فيج
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
نورتوا
اللهم أفرغ علينا صبرا يارب يارب