الإيمان البارد وأثره على جدية -شريعة اسلامية 2024.

الإيمان البارد وأثره على جدية



بسم الله الرحمن الرحيم

الإيمان البارد وأثره على جدية الالتزام

كثيرًا ما نسمع المواعظ التي تؤثِّر في قلوبنا، ويظهر هذا التأثير على جوارحنا فنرى البكاء، أو نتأثَّر بموتِ عزيز علينا أو بموقف مِن المواقف، أو نتأثر بحادثة نعزم بعدها أن نتغيَّر أو أننا سنُغير مِن حياتنا، وفعلاً نبدأ في طريق السير إلى الله ونَشعُر بحلاوة إيمانيَّة لو علم بها أرباب الأموال والسلطان، لجالَدونا عليها، ولكن سرعان ما تجف الدموع، وتتعطَّل معها الجوارح، وترجع إلى سابق عهدها غارقةً في المعاصي والذنوب، وإنك لتعجب مِن هذه الانتكاسة الإيمانية، التي يسقط صاحبُها من سماء القرب والطاعة، إلى جحيم المعصية والذنوب، الكلُّ يسأل: لماذا هذه الانتكاسة؟

الإيمان البارد الذي لم يتمكَّن في قلب صاحبه هو السبب في انتكاسة القلب؛ لأنه إيمان لم يَثبت، وهو إيمان الحرفية؛ أي: يكون قلب صاحبه على شفا الانحِراف والهاويَة؛ وذلك لأن صاحبه لم يتعهَّده بالرعاية؛ حتى بَلي الإيمان في قلبه؛ لذا قال – صلى الله عليه وسلم -: ((إن الإيمان لَيَخْلَقُ في جَوف أحدكم كما يَخْلَقُ الثوب – أي: يكاد أن يبلى في جوف أحدكم – فاسألوا الله أن يُجدد الإيمان في قلوبكم))؛ الطبراني، والحاكم عن ابن عمرو، وقال الذهبي: رُواته ثِقات، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (158): إسناده حسن؛ انظر: "الصحيحة للألباني" (1585).

وأحيانًا تَعتري قلبَ المؤمن في بعض الأحيان سحابةٌ مِن سحب المعصيَّة فيُظلِم، وهذه الصورة صوَّرها لنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله: ((ما مِن القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر، بينا القمر مضيء إذ عَلَتْه سحابةٌ فأظلم، إذ تجلت عنه فأضاء))؛ رواه أبو نعيم في "الحلية"، وهو في "الصحيحة".

وهذه السحابة التي تُحيط بالقلب وتُخيِّم عليه، وتمنع عنه نور الإيمان، إذا لم يُسارع العبد في إزاحتها، سيظل القلب مُظلمًا كحالة القمر والشمس عند كسوفهما وخسوفهما، وستظل جوارحه في حالة خمول؛ بسبب خمول وبرود الإيمان في القلب، فهنا يجب أن يُسارع العبد في التضرُّع إلى الله لكشْف هذه السحابة المُظلمة التي حجبَت نور الإيمان عن قلوبنا، كما يُسارع الناس إلى ربهم بالصلاة والدعاء والعمل الصالح؛ حتى يذهب كسوف وخسوف الشمس والقمر.

كيف تزداد حرارة الإيمان في قلوبنا؛ حتى تنشَط جوارحنا؟

قبل أن نُعالج هذا البرود الإيماني في القلب، لا بد أن يَعرف السالكون إلى ربهم أن أي إنسان يَعتريه نوع مِن الفتور والكسل، وأحيانًا يكون عنده حماس وجهد كبير في الطاعة؛ كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إن لكل عمل شِرَّة، والشِّرَّة إلى فترة؛ فمَن كانت فترته إلى سنَّتي، فقد اهتدى، ومَن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد ضلَّ))؛ أخرجه البزار، ورجاله رجال الصحيح، وابن حبان وابن أبي عاصم؛ انظر: "مجمع الزوائد" (2: 260)، و"الترغيب والترهيب" (1: 46)، ومجمل معنى الحديث: أن مَن كان في حال فتوره لا يَترك واجبًا ولا يعمل محرَّمًا، فقد اهتدى.

ويقول ابن القيم – رحمه الله – عما يُصيب القلب والجوارح مِن فتور: "فتخلُّل الفترات للسالكين أمرٌ لازم لا بد منه، فمَن كانت فترته إلى مُقارَبة وتسديد، ولم تُخرجْه مِن فرْض، ولم تُدخلْه في محرَّم، رُجي له أن يعود خيرًا مما كان".

العلاج الأول: فقه التعامل مع القلب والنفس:

وهذا الفقه نأخذه من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول سيدنا عمر – رضي الله عنه -: "إن لهذه القلوب إقبالاً وإدبارًا، فإذا أقبلتْ فخُذوها بالنوافل، وإن أدبَرتْ فألزموها الفرائض".

وعن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال: "إن لهذه القلوب شهوةً وإقبالاً، وإن لها فترةً وإدبارًا، فخذوها عند شهوتها وإقبالها، ودَعُوها عند فترتها وإدبارها".

وفهْم طبيعة النفس مِن أعظم مُعينات العبد على قوة الإيمان ومداومة العمل الصالح.

العلاج الثاني: الافتقار والانكسار لمُقلِّب القُلوب – سبحانه وتعالى -:

يقول ابن القيم: "وفي هذه الفترات والغيوم والحجُب التي تَعرِض للسالكين مِن الحِكم ما لا يَعلم تفصيلَه إلا اللهُ، وبها يتبيَّن الصادقُ مِن الكاذب: فالكاذب يَنقلب على عقبَيه ويعود إلى رسوم طبيعته وهواه، والصادق ينتظر الفرج ولا ييْئَس مِن روح الله، ويُلقي نفسه بالباب طريحًا ذليلاً مسكينًا مُستكينًا؛ كالإناء الفارغ الذي لا شيء فيه ألبتَّة، يَنتظر أن يضع فيه مالكُ الإناءِ وصانعُه ما يَصلح له، لا بسبب مِن العبد – وإن كان هذا الافتقار مِن أعظم الأسباب، لكن ليس هو منك – بل هو الذي مَنَّ عليك به، وجرَّدك منك، وأخلاك عنك، وهو الذي يَحول بين المرء وقلبه، فإذا رأيته قد أقامك في هذا المقام، فاعلم أنه يُريد أن يرحمَكَ ويَملأ إناءك، فإن وضعت القلب في غير هذا الموضع، فاعلم أنه قلب مُضيَّع، فسل ربه ومَن هو بين أصابعه أن يردَّه عليك، ويَجمع شملك به، ولقد أحسن القائل:

إذا ما وضعتَ القلبَ في غيرِ موضعٍ بغيرِ إناءٍ فهْو قلبٌ مُضيَّعُ

(مدارج السالكين 2/126).

وهذا الافتقار والانكسار يَحتاج إلى الدعاء والإلحاح؛ فهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يسأل ربه الثبات ويقول: ((يا مُصرِّف القلوب، ثبِّت قلبي على طاعتك)).

يتبع

العلاج الثالث: مراجعة الإخلاص:

ما ذلَّتْ قدمٌ، وانتكس قلبٌ، وفترت جوارحُ العبد وكسل، إلا بسبب عدم الإخلاص، فلا يقع في شراك الشيطان والهوى إلا المُرائي، وقد أكَّد ذلك القرآنُ الكريم: ﴿ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [الحجر: 39، 40]، واعلم أن الله يُنجي العبد في الدنيا والآخِرة بسبب إخلاصه لربه؛ فيوسف – عليه السلام – ما نجاه إلا إيمانُه واعتصامه بالله، ثم إخلاصه لله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾ [يوسف: 24].

العلاج الرابع: القصدَ القصدَ تَبلُغوا:

قال النوويُّ: "وإنما كان القليل الدائم خيرًا مِن الكثير المُنقطِع؛ لأن بدوام القليل تَدوم الطاعة والذِّكْر والمُراقَبة والنية والإخلاص والإقبال على الخالق – سبحانه وتعالى – ويُثمر القليل الدائم؛ بحيث يزيد على الكثير المُنقطِع أضعافًا كثيرة"؛ "شرح النووي على صحيح مسلم" (6: 71)، وليس المراد من الأمر بالقصد في العبادة منْعَ طلب الأكمل فيها؛ فإن ذلك من الأمور المحمودة، بل المراد التدرُّج في مراقي الخير، والإيغال في الدِّين برفق، وقياد النفس خطوة خطوة حتى يَصلب عودها في باب التعبُّد، وتعتاد الإكثار مِن القرب دون أن تَكره العمل؛ حتى لا يكون المرء كالمُنبتِّ الذي لا هو قطَع أرضًا، ولا أبقى ظهرًا، فلا بد مِن "منع الإفراط المؤدِّي إلى الملال، أو المبالغة في التطوُّع المُفضي إلى ترك الأفضل، أو إخراج الفرض عن وقته، كمَن بات يُصلي الليل كله ويُغالِب النوم إلى أن غلبتْه عيناه في آخِر الليل، فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن خرَج الوقت المختار، أو إلى أن طلعَت الشمس، فخرَج وقت الفريضة"؛ انظر: "فتح الباري"؛ لابن حجر (1: 94).

فكل الخير في اجتهاد باقتصادٍ مَقرون بمتابعة النبي – صلى الله عليه وسلم – وما أجمل مقولة أُبيِّ بن كعب – رضي الله عنه -: "وإن اقتصادًا في سبيلٍ وسنَّة خيرٌ من اجتهاد في خلاف سبيل وسنَّة، فانظروا أن يكون عملكم – إن كان اجتهادًا أو اقتصادًا – أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم"؛ "اعتقاد أهل السنة"؛ لللالكائي.

العلاج الخامس: تنويع العبادة:

جمع القُرَب وتنويع الطاعات مِن أمتن السبُل المُعينة على التعبُّد، وأبلغ الطرق الموصِّلة إلى مرضاة الله تعالى، وعلوِّ المنزلة عنده سبحانه؛ يدلُّ على ذلك حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟))، قال أبو بكر – رضي الله عنه -: أنا، قال: ((فمَن تَبِع منكم اليوم جنازة؟))، قال أبو بكر – رضي الله عنه -: أنا، قال: ((فمَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟))، قال أبو بكر – رضي الله عنه -: أنا، قال: ((فمَن عاد منكم اليوم مريضًا؟))، قال أبو بكر – رضي الله عنه -: أنا، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((ما اجتمعْنَ في امرئ إلا دخل الجنَّة)).

والملائكة عند ربِّها تُنوِّع عبادتها لربها؛ فمنهم القائم، ومنهم الساجد، وكذلك هم متنوعون في مهامهم وتنفيذها عبوديةً لله؛ فمنهم حملة العرش، ومنهم السيَّارة في الطرق يَلتمسون حِلَق الذِّكْر، ومنهم الحفَظة، فباب تنوُّع العبادات بابٌ مُهمٌّ وله أجْر كبير كما مرَّ في حديث أبي بكر – رضي الله عنه – وهو كذلك يَزيد القلب حرارة وإيمانًا.

العلاج السادس: الإكثار مِن ذكر الله:

يقول ابن مسعود: "الذكر يُنبت الإيمان في القلب كما يُنبت الماء البقل…"، فذكرُ الله يُحرِّك ويُجدِّد الإيمانَ في القلوب، وأفضل الذكْر كلام الله (القرآن الكريم)، ومَن أحبَّ كلام الله وداوَم على قراءة القرآن وتدبُّره وتفهُّمه والعمل به وتحكيمه صلح قلبه وعملُه؛ لذا كان الصحابة – رضي الله عنهم – لا يَعدلون بكلام الله شيئًا مِن الكلام مهما كان، وهذا خلاف ما عليه كثير مِن المتأخِّرين؛ بل حتى مِن خواصِّ الناس من طلبة العلم، فالزهد في فهْم القرآن، وقراءة القرآن، وتدبُّر آيات القرآن – سِمةٌ ظاهِرة في أحوال كثير مِن طلبة العِلم، فضلاً عن عوامِّ المسلمين.

ولأهمية الذكر أمَر الله عباده المؤمنين أن يُكثروا منه قولاً وحالاً وعملاً؛ قال – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الأحزاب: 41، 42]، وقد عدَّ ابن القيم ما يقرب مِن سبعين فائدة للاستغفار في كتابه "الوابل الصيب"؛ فليُرجع إليها.

العلاج السابع: تطهير القلب بالتوبة والاستغفار:

مِن أنجع الأدوية للقلوب المتحجِّرة أو صاحبة الإيمان البارد: التوبةُ والاستغفار، ومتى غفل الإنسان عنهما تدهور إيمانه، ولكننا اليوم نتوب إلى الله ونستغفره باللسان وجوارحُنا مُصرُّةٌ على العصيان؛ فتوبتُنا تحتاج إلى توبة، واستغفارُنا يحتاج إلى استغفار، ولا يستطيع العبد أن يَتوب إلى الله توبة نصوحة إلا إذا أخذ المدَد والعَون مِن الله؛ فلولا الله ما اهتدَينا، ولا صمْنا ولا صلَّينا، ولكن لا بدَّ مِن صدْق التوجُّه إلى الله؛ فلا تَنكبُّ الجوارح على المعاصي، ثم يقول صاحبها: لو أراد الله لي الهداية والتوبة لتاب عليَّ، ونسي هؤلاء أن الله قال: "استهْدوني أَهدِكم"، فتبْ قبل أن يَمحو الموت أثرك مِن الدنيا ليبقى شخصك في العذاب، واستغفر الله منيبًا إليه مُتيقِّنًا في رحمة الله وعفوِه مهما بلغَت ذنوبك؛ فالله ينادي عليك، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: قال الله – تبارك وتعالى -: ((يا بن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني، غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا بن آدم، لو بلغتْ ذنوبك عنان السماء ثم استغفرْتني، غفرتُ لك ولا أبالي، يا بن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تُشرك بي شيئًا، لأتيتُك بقرابها مغفرة))؛ رواه الترمذي، وصحَّحه ابن القيم، وحسَّنه الألباني.

في حفظ البارئ

جزااك الله خيراا غاليتي
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزاكِ الله خير الجزاء
وبارك الله فيكِ ووفقكِ لكل خير
يقيمـ بالنجـــــــــــــــــــومـ

بارك الله فيك عالموضوع القيم
وجزاك كل خير
وانار قلبك بالايمان
جعله الله في ميزان حسناتك

جزاكم الله بالمثل حبيباتي
بارك الله فيكي

قوّة الإيمان بلوغ أعالي الجنان -اسلاميات 2024.

قوّة الإيمان بلوغ أعالي الجنان

قوّة الإيمان وبلوغ أعالي الجنان …

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


قال العلامة السعدي رحمه الله تعالى :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ. وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ، كان كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ» رواه مسلم.

هذا الحديث اشتمل على أصول عظيمة وكلمات جامعة :

منهــــــــــــا:
إثبات المحبة صفة لله، وأنها متعلقة بمحبوباته وبمن قام بها ودلّ على أنها تتعلق بإرادته ومشيئته، وأيضا تتفاضل. فمحبته للمؤمن القوي أعظم من محبته للمؤمن الضعيف.

ودل الحديث على أن الإيمان يشمل العقائد القلبية، والأقوال والأفعال، كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ; فإن الإيمان بضع وسبعون شُعْبَةً، أَعْلَاهَا: قَوْلُ: (لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) وَأَدْنَاهَا: إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ منه.

وهذه الشعب التي ترجع إلى الأعمال الباطنة والظاهرة كلها من الإيمان. فمن قام بها حق القيام، وكمل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح، وكمل غيره بالتواصي بالحق، والتواصي بالصبر: فهو المؤمن القوي الذي حاز أعلى مراتب الإيمان، ومن لم يصل إلى هذه المرتبة: فهو المؤمن الضعيف.

وهذا من أدلة السلف على أن الإيمان يزيد وينقص، وذلك بحسب علوم الإيمان ومعارفه، وبحسب أعماله.

وهذا الأصل قد دل عليه الكتاب والسنة في مواضع كثيرة.

ولما فاضل النبي صلى الله عليه وسلم بين المؤمنين قويهم وضعيفهم خشي من توهم القدح في المفضول، فقال: «وفي كلٍّ خير»

وفي هذا الاحتراز فائدة نفيسة، وهي أن على من فاضل بين الأشخاص أو الأجناس أو الأعمال أن يذكر وجه التفضيل، وجهة التفضيل. ويحترز بذكر الفضل المشترك بين الفاضل والمفضول، لئلا يتطرق القدح إلى المفضول وكذلك في الجانب الآخر إذا ذكرت مراتب الشر والأشرار، وذكر التفاوت بينهما.

فينبغي بعد ذلك أن يذكر القدر المشترك بينهما من أسباب الخير أو الشر. وهذا كثير في الكتاب والسنة.

وفي هذا الحديث: أن المؤمنين يتفاوتون في الخيرية، ومحبة الله والقيام بدينه وأنهم في ذلك درجات {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا} [الأحقاف: 19]

ويجمعهم ثلاثة أقسام:

السابقون إلى الخيرات، وهم الذين قاموا بالواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، وفضول المباحات، وكملوا ما باشروه من الأعمال، واتصفوا بجميع صفات الكمال.

ثم المقتصدون الذين اقتصروا على القيام بالواجبات وترك المحظورات،

ثم الظالمون لأنفسهم، الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا.

وقوله صلى الله عليه وسلم:
«احرص على ما ينفعك واستعن بالله» كلام جامع نافع، محتو على سعادة الدنيا والآخرة.

والأمور النافعة قسمان:
أمور دينية، وأمور دنيوية.

والعبد محتاج إلى الدنيوية كما أنه محتاج إلى الدينية.
فمدار سعادته وتوفيقه على الحرص والاجتهاد في الأمور النافعة منهما، مع الاستعانة بالله تعالى،
فمتى حرص العبد على الأمور النافعة واجتهد فيها، وسلك أسبابها وطرقها، واستعان بربه في حصولها وتكميلها: كان ذلك كماله، وعنوان فلاحه.

ومتى فاته واحد من هذه الأمور:
فاته من الخير بحسبها.

فمن لم يكن حريصا على الأمور النافعة، بل كان كسلانا، لم يدرك شيئا. فالكسل هو أصل الخيبة والفشل. فالكسلان لا يدرك خيرا، ولا ينال مكرمة، ولا يحظى بدين ولا دنيا ومتى كان حريصا، ولكن على غير الأمور النافعة: إما على أمور ضارة، أو مفوتة للكمال كان ثمرة حرصه الخيبة، وفوات الخير، وحصول الشر والضرر، فكم من حريص على سلوك طرق وأحوال غير نافعة لم يستفد من حرصه إلا التعب والعناء والشقاء.

ثم إذا سلك العبد الطرق النافعة، وحرص عليها، واجتهد فيها: لم تتم له إلا بصدق اللجوء إلى الله ; والاستعانة به على إدراكها وتكميلها وأن لا يتكل على نفسه وحوله وقوته، بل يكون اعتماده التام بباطنه وظاهره على ربه.

فبذلك تهون عليه المصاعب، وتتيسر له الأحوال، وتتم له النتائج والثمرات الطيبة في أمر الدين وأمر الدنيا، لكنه في هذه الأحوال محتاج – بل مضطر غاية الاضطرار – إلى معرفة الأمور التي ينبغي الحرص عليها، والجد في طلبها.

___ يتبــــــــــــع ـــــــــ

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفصف الحلوة خليجية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة همسات حزينة خليجية
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المشتاقة لرؤية ربها خليجية
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

SaLamoO [ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©]

شكرا ع الطرح المميز فعلا
عاشت الايادي
••
ودي و عطر وردي
ميلاف

See You
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

مظاهر ضعف الإيمان – الشريعة الاسلامية 2024.

مظاهر ضعف الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم

مظاهر ضعف الإيمان

محمد صالح المنجد

يتناول الدرس ظاهرة ضعف الإيمان حيث إنها مما عم وانتشر في المسلمين، وعدد من الناس يشتكي من قسوة قلبه وتترد عباراتهم: أحس بقسوة في قلبي لا أجد لذة للعبادات فتعرض الدرس لأعراض ومظاهر ضعف الإيمان مع بيان أهمية القلب في هذا الباب .

إن الحمد لله نحمده نستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله:

}يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[102]{ سورة آل عمران . {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[1]{ سورة النساء . }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا[70]يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [71] سورة الأحزاب، أما بعد،،،

فإن ظاهرة ضعف الإيمان مما عم وانتشر في المسلمين، وعدد من الناس يشتكي من قسوة قلبه وتترد عباراتهم: أحس بقسوة في قلبي لا أجد لذة للعبادات أشعر أن إيماني في الحضيض لا أتأثر بقراءة القرآن ، أقع في المعصية بسهولة ، وكثيرون: آثار المرض عليهم بادية، وهذا المرض أساس كل مصيبة، وسبب كل نقص وبلية .

وموضوع القلوب موضوع حساس ومهم، وقد سمي القلب قلباً لسرعة تقلبه قال عليه الصلاة والسلام: [إِنَّمَا سُمِّيَ الْقَلْبُ مِنْ تَقَلُّبِهِ إِنَّمَا مَثَلُ الْقَلْبِ كَمَثَلِ رِيشَةٍ مُعَلَّقَةٍ فِي أَصْلِ شَجَرَةٍ يُقَلِّبُهَا الرِّيحُ ظَهْرًا لِبَطْنٍ] رواه أحمد وهو في صحيح الجامع 2364 . وفي رواية: [مَثَلُ الْقَلْبِ مَثَلُ الرِّيشَةِ تُقَلِّبُهَا الرِّيَاحُ بِفَلَاةٍ] رواه ابن ماجه . وهو شديد التقلب كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: [ لَقَلْبُ ابْنِ آدَمَ أَشَدُّ انْقِلَابًا مِنْ الْقِدْرِ إِذَا اجْتَمَعَتْ غَلْيًا] رواه أحمد وهو في صحيح الجامع رقم 5147.

والله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب ومصرفها فعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: [إِنَّ قُلُوبَ بَنِي آدَمَ كُلَّهَا بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ كَقَلْبٍ وَاحِدٍ يُصَرِّفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ] ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ] رواه مسلم وأحمد . وحيث أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}[24] سورة الأنفال وأنه لن ينجو يوم القيامة {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [89] سورة الشعراء وأن الويل {لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ} [22] سورة الزمر وأن الوعد بالجنة لـ {مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } [33] سورة ق كان لابد للمؤمن أن يتحسس قلبه، ويعرف مكمن الداء، وسبب المرض، ويشرع في العلاج قبل أن يطغى عليه الران؛ فيهلك، والأمر عظيم، والشأن خطير؛ فإن الله قد حذرنا من القلب القاسي، والمقفل، والمريض، والأعمى، والأغلف، والمنكوس، والمطبوع، المختوم عليه . وفيما يلي محاولة للتعرف على مظاهر مرض ضعف الإيمان وأسبابه وعلاجه، أسأل الله أن ينفعني بهذا العمل، وإخواني المسلمين وأن يجزي بالجزاء الأوفى من ساهم في إخراجه وهو سبحانه المسؤول أن يرقق قلوبنا ويهدينا إنه نعم المولى وهو حسبنا ونعم الوكيل .

إن مرض ضعف الإيمان له أعراض، ومظاهر متعددة، فمنها:

1- الوقوع في المعاصي وارتكاب المحرمات:وكثرة الوقوع في المعصية يؤدي إلى تحولها عادة مألوفة، ثم يزول قبحها من القلب تدريجياً حتى يقع العاصي في المجاهرة بها ويدخل في حديث: [ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ] رواه البخاري ومسلم.

2- الشعور بقسوة القلب وخشونته: حتى ليحس الإنسان أن قلبه قد انقلب حجراً صلداً لا يترشح منه شيء ولا يتأثر بشيء، والله يقول{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [74] سورة البقرة وصاحب القلب القاسي لا تؤثر فيه موعظة الموت، ولا رؤية الأموات ولا الجنائز، وربما حمل الجنازة بنفسه وواراها بالتراب، ولكن سيره بين القبور كسيره بين الأحجار.

3- عدم إتقان العبادات: ومن ذلك: شرود الذهن أثناء الصلاة وتلاوة القرآن والأدعية ونحوها، وعدم التدبر والتفكر في معاني الأذكار، فيقرؤها بطريقة رتيبة مملة، هذا إذا حافظ عليها، ولو اعتاد أن يدعو بدعاء معين في وقت معين أتت به السنة، فإنه لا يفكر في معاني هذا الدعاء والله سبحانه وتعالى: [لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ] رواه الترمذي وهو في السلسة الصحيحة 594 .

4- التكاسل عن الطاعات والعبادات، وإضاعتها: وإذا أداها فإنما هي حركات جوفاء لا روح فيها، وقد وصف الله المنافقين بقوله: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى} [142] سورة النساء . ويدخل في ذلك عدم الاكتراث لفوات مواسم الخير وأوقات العبادة وهذا يدل على عدم اهتمام الشخص بتحصيل الأجر، فهو راغب عن الأجر، مستغن عنه على النقيض ممن وصفهم الله بقوله:{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [90] سورة الأنبياء .

5- ضيق الصدر وتغير المزاج وانحباس الطبع:حتى كأن على الإنسان ثقلاً كبيراً ينوء به، فيصبح سريع التضجر والتأفف من أدنى شيء، ويشعر بالضيق من تصرفات الناس حوله وتذهب سماحة نفسه، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بقوله: [الصَّبْرُ وَالسَّمَاحَةُ] رواه أحمد، وهو في الصحيحة رقم 554. ووصف المؤمن بأنه: [الْمُؤْمِنُ يَأْلَفُ ويُؤْلَفُ وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ]السلسلة الصحيحة رقم 427 ورواه أحمد.

6- عدم التأثر بآيات القرآن: لا بوعده ولا بوعيده، ولا بأمره ولا نهيه، ولا في وصفه للقيامة، فضعيف الإيمان يمل من سماع القرآن، ولا تطيق نفسه مواصلة قراءته، فكلما فتح المصحف؛ كاد أن يغلقه .

7- الغفلة عن الله عز وجل في ذكره ودعائه:فيثقل الذكر على الذاكر، وإذا رفع يده للدعاء سرعان ما يقبضهما ويمضي، وقد وصف الله المنافقين بقوله: { وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [142] سورة النساء .

8- عدم الغضب إذا انتهكت محارم الله: لأن لهب الغيرة في القلب قد انطفأ فتعطلت الجوارح عن الإنكار فلا يأمر صاحبه بمعروف ولا ينهى عن منكر ولا يتمعر وجهه قط في الله، والرسول صلى الله عليه وسلم يصف هذا القلب المصاب بالضعف بقوله: [ تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا- أي: دخلت فيه دخولاً تاماً- نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ- أي: نقط فيه نقطة حتى يصل الأمر إلى أن يصبح كما أخبر عليه الصلاة والسلام في آخر الحديث – أَسْوَدُ مُرْبَادًّا – بياض يسير يخالطه السواد- كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا – مائلاً منكوساً- لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ]رواه مسلم وأحمد . فهذا زال من قلبه حب المعروف وكراهية المنكر واستوت عنده الأمور فما الذي يدفعه إلى الأمر والنهي؟

9- ومنها حب الظهور: وهذا له صور منها:

– الرغبة في الرئاسة والإمارة وعدم تقدير المسئولية والخطر: وهذا الذي حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: [ إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ وَسَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ] رواه البخاري والنسائي وأحمد . وقوله: [فَنِعْمَ الْمُرْضِعَةُ] أي: أولها؛ لأن معها المال والجاه واللذات، وقوله وَبِئْسَتْ الْفَاطِمَةُ] أي: آخرها؛ لأن معه القتل والعزل والمطالبة بالتبعات يوم القيامة. ولو كان الأمر قياماً بالواجب وحملاً للمسئولية في موضع لا يوجد من هو أفضل منه مع بذل الجهد والنصح والعدل كما فعل يوسف عليه السلام إذاً لقلنا أنعم وأكرم، ولكن الأمر في كثير من الأحيان رغبة جامحة في الزعامة، وتقدم على الأفضل، وغمط أهل الحقوق حقوقهم، واستئثار بمركز الأمر والنهي .

– محبة تصدر المجالس والاستئثار بالكلام: وفرض الاستماع على الآخرين وأن يكون الأمر له، وصدور المجالس هي المحاريب التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: [اتقوا هذه المذابح – يعني المحاريب – ] رواه البيهقي وهو في صحيح الجامع 120 .

– محبة أن يقوم له الناس إذا دخل عليهم: لإشباع حب التعاظم في نفسه المريضة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من سره أن يمثل- أي ينتصب ويقوم- له عباد الله قياماً فليتبوأ بيتاً من النار] رواه البخاري في الأدب المفرد، وانظر:الصحيحة 357 . ومثل هذا النوع من الناس يعتريه الغضب لو طبقت السنة، فبدئ باليمين، وإذا دخل مجلساً فلا يرضى إلا بأن يقوم أحدهم ليجلس هو رغم نهيه صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله: [ لَا يُقِيمُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ مِنْ مَجْلِسِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فِيهِ] رواه البخاري ومسلم والترمذي والدارمي وأحمد .

10- الشح والبخل: ولقد مدح الله الأنصار في كتابه فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} …[9] سورة الحشر وبين أن المفلحين هم الذين وقوا شح أنفسهم، ولا شك أن ضعف الإيمان يولد الشح بل قال عليه الصلاة والسلام: [ لَا يَجْتَمِعُ الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ فِي قَلْبِ عَبْدٍ أَبَدًا] رواه النسائي: المجتبي وهو في صحيح الجامع. أما خطورة الشح وآثاره على النفس فقد بينها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: [ إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالشُّحِّ أَمَرَهُمْ بِالْبُخْلِ فَبَخِلُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْقَطِيعَةِ فَقَطَعُوا وَأَمَرَهُمْ بِالْفُجُورِ فَفَجَرُوا ] رواه أبو داود وأحمد وهو في صحيح الجامع . وأما البخل فإن صاحب الإيمان الضعيف لا يكاد يخرج شيئاً لله ولو دعى داعي الصدقة وظهرت فاقة إخوانه المسلمين وحلت بهم المصائب، ولا أبلغ من كلام الله في هذا الشأن قال عز وجل: {هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [38] سورة محمد .

11- أن يقول الإنسان ما لا يفعل: قال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ[2]كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [3] سورة الصف . ولا شك أن هذا نوع من النفاق، ومن خالف قوله عمله صار مذموماً عند الله، مكروهاً عند الخلق، وأهل النار سيكتشفون حقيقة الذي يأمر بالمعروف في الدنيا ولا يأتيه، وينهاهم عن المنكر ويأتيه .

12- السرور والغبطة بما يصيب إخوانه المسلمين من فشل أو خسارة أو مصيبة أو زوال نعمة: فيشعر بالسرور؛ لأن النعمة قد زالت، ولأن الشيء الذي كان يتميز عليه غيره به قد زال عنه.

13- النظر إلى الأمور من جهة وقوع الإثم فيها أو عدم وقوعه فقط: وغض البصر عن فعل المكروه، فبعض الناس عندما يريد أن يعمل عملاً من الأعمال لا يسأل عن أعمال البر وإنما يسأل: هل هذا العمل حرام أم أنه مكروه فقط ؟ وهذه النفسية تؤدي إلى الوقوع في الشبهات والمكروهات، مما يؤدي إلى الوقوع في المحرمات يوماً ما، فصاحبها ليس لديه مانع من ارتكاب عمل مكروه أو مشتبه فيه ما دام أنه ليس محرماً، وهذا عين ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: [ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ…]رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبوداود والنسائي وابن ماجه والدارمي وأحمد- واللفظ لمسلم- .

14- احتقار المعروف، وعدم الاهتمام بالحسنات الصغيرة: وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أن لا نكون كذلك، فعن أبي جري الهجيمي قال: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ فَعَلِّمْنَا شَيْئًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِهِ قَالَ: [ لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا وَلَوْ أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ الْمُسْتَسْقِي وَلَوْ أَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَوَجْهُكَ إِلَيْهِ مُنْبَسِطٌ] رواه أحمد وهو في الصحيحة.

15- عدم الاهتمام بقضايا المسلمين ولا التفاعل معها: بدعاء ولا صدقة ولا إعانة، فيكتفي بسلامة نفسه، وهذا نتيجة ضعف الإيمان، فإن المؤمن بخلاف ذلك، قال النبي صلى الله عليه وسلم: [ إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنْ الْجَسَدِ يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ] رواه أحمد وهو في الصحيحة .

16- انفصام عرى الأخوة بين المتآخيين: يقول عليه الصلاة والسلام: [ مَا تَوَادَّ اثْنَانِ فَفُرِّقَ بَيْنَهُمَا إِلَّا بِذَنْبٍ يُحْدِثُهُ أَحَدُهُمَا] رواه أحمد وهو في الصحيحة . فهذا دليل على شؤم المعصية قد يطال الروابط الأخوية ويفصمها.

17- عدم استشعار المسئولية في العمل لهذا لدين: فلا يسعى لنشره ولالخدمته على النقيض من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين لما دخلوا في الدين شعروا بالمسئولية على الفور، وهذا الطفيل بن عمرو رضي الله عنه كم كان بين إسلامه وذهابه لدعوة قومه إلى الله عز وجل ؟! لقد نفر على الفور لدعوة قومه، وبمجرد دخوله في الدين أحس أن عليه أن يرجع إلى قومه فرجع داعية إلى الله سبحانه وتعالى، والكثيرون اليوم يمكثون فترات طويلة ما بين التزامهم بالدين حتى وصولهم إلى مرحلة الدعوة إلى الله… كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقومون بما يترتب على الدخول في الدين من معاداة الكفار والبراءة منهم ومفاصلتهم، فهذا ثمامة بن أثال رضي الله عنه – رئيس أهل اليمامة – لما أسر وجيء به فربط إلى المسجد وعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ثم قذف الله النور في قلبه فأسلم وذهب إلى العمرة فلما وصل مكة قال لكفار قريش: [ وَاللَّهِ لَا يَأْتِيكُمْ مِنْ الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] رواه البخاري ومسلم وأحمد. فمفاصلته للكفار ومحاصرته لهم اقتصادياً وتقديم كافة الإمكانات المتاحة لخدمة الدعوة حصلت على الفور، لأن إيمانه الجازم استوجب منه هذا العمل .

18- الفزع والخوف عند نزول المصيبة أو حدوث مشكلة: فتراه يحار في أمره عندما يصاب بملمة أو بلية، وتركبه الهموم، فلا يستطيع مواجهة الواقع بجنان ثابت، وقلب قوي وهذا كله بسبب ضعف إيمانه، ولو كان إيمانه قوياً لكان ثابتاً، ولواجه أعظم الملمات وأقسى البليات بقوة وثبات .

19- كثرة الجدال والمراء المقسي للقلب: قال عليه الصلاة والسلام: [ مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ] رواه الترمذي وابن ماجه وأحمد وهو في صحيح الجامع . ويكفي دافعاً لترك هذه الخصلة الذميمة قوله صلى الله عليه وسلم: [ أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا] رواه أبو داود وهو في صحيح الجامع .

20- التعلق بالدنيا، والشغف بها، والاسترواح إليها: فيتعلق القلب بالدنيا إلى درجة يحس صاحبه بالألم إذا فاته شيء من حظوظها كالمال والجاه والمنصب والمسكن، ويعتبر نفسه مغبوناً سيء الحظ لأنه لم ينل ما ناله غيره، ويحس بألم وانقباض أعظم إذا رأى أخاه المسلم قد نال بعض ما فاته هو من حظوظ الدنيا، وقد يحسده، ويتمنى زوال النعمة عنه، وهذا ينافي الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم[ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي قَلْبِ عَبْدٍ الْإِيمَانُ وَالْحَسَدُ] رواه النسائي، وهو في صحيح الجامع .

21- أن يأخذ كلام الإنسان وأسلوبه الطابع العقلي البحت ويفقد السمة الإيمانية:حتى لا تكاد تجد في كلام هذا الشخص أثراً لنص من القرآن، أو السنة، أو كلام السلف رحمهم الله .

22-المغالاة في الاهتمام بالنفس مأكلاً ومشرباً وملبساً ومسكناً ومركباً: حتى يغرق في التنعم والترفه المنهي عنه كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأوصاه، فقال: [ إِيَّاكَ وَالتَّنَعُّمَ فَإِنَّ عِبَادَ اللَّهِ لَيْسُوا بِالْمُتَنَعِّمِينَ ] رواه أبو نعيم في الحلية واللفظ له وأحمد وهو في السلسلة الصحيحة.

متميزة دائما

تقبلي مروري

شكر الله لكِ إخلاصكِ

شكر الله لكِ حرصك ِعلى نفع أخواتكِ

شكر الله لكِ وقتكِ المبذول في كتابة الموضوع

جزاكِ الله كل خير

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فلسطينية خليجية
متميزة دائما

تقبلي مروري

[IMG]https://www.****************/album/35/w6w_w6w_2017042602232895cb29c6.gif[/IMG]

شكرا اختي الكريمة على ردك النير والمشجع

وعلى مرورك العطر برائحة العود والمسك والعنبر

تقبلي فائق مودتي واحترامي الرحيق المختوم

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة مصرية خليجية

شكر الله لكِ إخلاصكِ

شكر الله لكِ حرصك ِعلى نفع أخواتكِ

شكر الله لكِ وقتكِ المبذول في كتابة الموضوع

جزاكِ الله كل خير

[IMG]https://www.****************/album/35/w6w_w6w_2017042602232895cb29c6.gif[/IMG]

شكرا اختي الكريمة على ردك النير والمشجع

وعلى مرورك العطر برائحة العود والمسك والعنبر

تقبلي فائق مودتي واحترامي الرحيق المختوم

استفدت كثيرا هنا
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
الله يعافيك
طررررح مميز

..ودي

أحسنت وأجدت الاختيار
ربي يعطيك العااافيه
ع روعةالطرح الرااائع
عناقيد من السعادهُ
يستحقها قلبك

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الإيمان والإحتساب في رمضان لفضيلة -رمضنيات 2024.

الإيمان والإحتساب في رمضان لفضيلة

مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا ، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ
الراوي: أبو هريرة المحدث:البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 2024
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

الإيمان والاحتساب في رمضان

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد،
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي – عليه وسلم- قال: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) [رواه البخاري ومسلم]
وعنه -رضي الله عنه- أن النبي – عليه وسلم- قال: (مَنْ قامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) [رواه البخاري ومسلم]
وقد ورد في حديث ضعيف الإسناد صحيح المعنى: (إِنَّ الله -تعالى- فَرَضَ عَلَيْكُمْ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَسَنَنْتُ لَكُمْ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنْ الذُّنُوبِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ) [رواه النسائي وابن ماجه وأحمد وصحح إسناده أحمد شاكر]
فصوم رمضان سبب عظيم لغفران ذنوب العباد، وذلك مقيد بشرطين يسيرين على من يسرهما الله عليه وهما: الإيمان والاحتساب، «إيمانًا» بالله ورضًا بفريضة الصوم، و«احتسابًا» بأن يصوم محتسبًا للثواب والأجر من عند الله غير كاره لهذا الصيام ولا شاك في الأجر والثواب، والإيمان أساس قبول الطاعات ومنها الصيام والقيام، وإلا فقد يصوم الكافر؛ قال -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ الله عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ والله سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [النور: 39].
وقال -سبحانه-: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾ [الفرقان: 23].
وقال: (إِنَّ الله لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء:48].
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله – عليه وسلم-: (الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إِلَهَ إِلا الله، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الأيمَانِ) [رواه البخاري ومسلم]
وأصل الإيمان في اللغة: التصديق كما في قوله -تعالى-: ﴿وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا﴾ [يوسف: 17] -أي: بمصدق لنا-، وشرعًا فالإيمان قول باللسان وإقرار بالجنان وعمل بالأركان، أو هو قول وعمل، لذلك ورد في كثير من النصوص اقتران الإيمان بالعمل الصالح، مثل قوله -تعالى-: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا﴾ [الكهف: 107] والإيمان شعب، والطاعات كلها من شعب الإيمان، والمعاصي كلها من شعب الكفر.
وقد بوب الإمام البخاري «باب قيام ليلة القدر من الإيمان» وذكر الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-عن رسول الله – عليه وسلم- قال: (مَنْ قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) و«باب الجهاد من الإيمان»، وذكر الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-أيضًا عن رسول الله – عليه وسلم- قال: (انتَدَبَ الله لِمَنْ خَرَجَ في سَبِيلِهِ لا يُخْرِجُه إلا إيمانٌ بِي وتَصْدِيقٌ بِرَسُولِي أنْ أَرْجِعهُ بما نال مِنْ أجْرٍ أو غَنِيمةٍ أوْ أدْخلهُ الجنّةَ).
وقد عد رسول الله – عليه وسلم- صيام رمضان من الإيمان، وأفضل شعب الإيمان التوحيد، المتعين على كل أحد، والذي لا يصح شيء من الشعب إلا بعد صحته، وقد اتفق العلماء على أن العبد يدخل في الإسلام بالشهادتين وهي قولنا: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وتجري عليه أحكام الإسلام في الظاهر، فإذا انضاف إلى ذلك تصديق الباطن كان مؤمنًا عند الله تعالى.
وأدنى هذه الشعب إماطة ما يتوقع ضرره بالمسلمين من الأذى، والحياء شعبة من الإيمان؛ لأنه وإن كان غريزة في بعض الأحيان، إلا أنه قد يكون تخلقًا واكتسابًا كسائر أعمال البر، وهو حتى وإن كان غريزة، لكن استعماله على قانون الشرع يحتاج إلى اكتساب ونية وعلم، فهو من الإيمان بهذا؛ ولكونه باعثًا على أفعال البر ومانعًا من المعاصي، وقد يطلق على كل طاعة على حدة وصف الإيمان، كما في قوله -تعالى-: ﴿وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ [البقرة: 143] وقد أجمع العلماء أن المراد: صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحول القبلة إلى الكعبة.
وقال عمار بن ياسر -رضي الله عنه-: «ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار» [رواه البخاري]
وقد اتفق أهل السنة والجماعة على أن الإيمان يزيد وينقص، وزيادته بالطاعات ونقصانه بالمعاصي والزلات، وقد استدل الإمام البخاري في صحيحه على ذلك بعدة نصوص منها: ﴿وَيَزِيدُ الله الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى﴾ [مريم: 76]، ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى﴾ [محمد: 17]، وقوله: ﴿أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ [التوبة: 124].
قال ابن بطال المالكي: «فإنْ قيل: إنّ «الإيمان» في اللغة: «التصديق» فكيف ينقص؟ فالجواب: أنَّ التصديق يكمل بالطاعات كلها، فكلما ازداد المؤمن من أعمال البر كان إيمانه أكمل، وبهذه الجملة يزيد الإيمان، وبنقصانها ينقص، فمتى نقصت أعمال البر نقص كمال الإيمان، ومتى زادت زاد الإيمان كمالا. وأما التصديق بالله -تعالى- وبرسوله – عليه وسلم- فلا ينقص.
ومما يؤيد ذلك أيضًا ما كتبه عمر بن عبد العزيز إلى عدي: «إِنَّ لِلأيمَانِ فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ وَحُدُودًا وَسُنَنًا، فَمَنْ اسْتَكْمَلَهَا اسْتَكْمَلَ الأيمَانَ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَكْمِلْهَا لَمْ يَسْتَكْمِلْ الأيمَانَ، فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا لَكُمْ حَتَّى تَعْمَلُوا بِهَا، وَإِنْ أَمُتْ فَمَا أَنَا عَلَى صُحْبَتِكُمْ بِحَرِيصٍ» وأهل الإيمان يتفاضلون ويتفاوتون في درجات الإيمان فليس من حصل أكثر هذه الشعب كمن حصل دون ذلك.
وقد قال ابن أبي مليكة: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي – عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول: إنَّ إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل»، وأفضل هذه الأمة إيمانًا بعد نبيها – عليه وسلم- أبو بكر فعمر فعثمان فعلي، ثم الصحابة -خيار أولياء الله المتقين-، وكما وصفهم ابن مسعود -رضي الله عنه-: «كانوا أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا».
وعن العباس -رضي الله عنهما-ن عبد المطلب أنه سمع رسول الله – عليه وسلم- يقول: (ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بالله رَبًّا وَبِالإِسْلامِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا) [رواه مسلم]

ومعنى الحديث أنه لم يطلب غير الله تعالى، ولم يسع في غير طريق الإسلام، ولم يسلك إلا ما يوافق شريعة محمد – عليه وسلم-، ولا شك أن من كانت هذه صفته فقد خلصت حلاوة الإيمان إلى قلبه وذاق طعمه.
وقد بيَّن القاضي عياض أنَّ مَنْ كان كذلك صح إيمانه واطمأنت به نفسه وخامر باطنه لأن رضاءه بالمذكورات دليل لثبوت معرفته، ونفاذ بصيرته، ومخالطة بشاشته قلبه لأن من رضي أمرًا سهل عليه فكذا المؤمن إذا دخل قلبه الإيمان سهلت عليه طاعات الله -تعالى- ولذت له.
والإيمان الذي نتحدث عنه مرده للوحي الصادق، ولذلك ابتدأ الإمام البخاري كتابه بكتاب «الوحي» ثم «الإيمان» ثم «العلم» وذلك لعظيم فقهه في دين الله، وقد بيَّن بذلك أن مرد العلم والإيمان لكتاب الله ولسنة رسوله – عليه وسلم-، ولا يجوز الرجوع في ذلك إلى علم الكلام أو الفلسفة.
والنزاع بين أهل السنة والجماعة -الذين يرجعون لمثل ما كان عليه رسول الله – عليه وسلم- وصحابته الكرام- وغيرهم من الفرق الضالة إنما هو نزاع في مصدر العلم ومنهج الفهم، فالصوفية يعتمدون في استنباط الأحكام على الذوقيات والمكاشفات والمشاهدات والمنامات، ثم أصحاب المنهج العقلاني؛ كالمعتزلة وأشبهاهم، وهم الذين يقدمون العقل على النقل، ثم يأتي بعد ذلك أصحاب المنهج الوثني كالإسماعيلية والباطنية والروافض.
قرأ ابن عباس قوله -تعالى-: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ [آل عمران: 106]، فقال: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل البدعة والافتراق، وما الحق إلا واحد، فاعرف الحق تعرف أهله، وعلى الحق نور، وهو ما وافق الكتاب والسنة.
والقرآن يُطلق على معاني العقيدة والتوحيد وصف الإيمان قال -تعالى-: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: 52].
والعقيدة يراد بها الحكم الجازم الذي يعقد الإنسان قلبه عليه بغير تردد أو شك، واصطلح كثير من العلماء على إطلاق اسم التوحيد على مجمل الأمور التي يجب أن يعتقدها الإنسان وهو الذي تضمنته كلمة لا إله إلا الله، والإيمان ثم القرآن هو منهج التربية المعتمد.
وذلك لقول جندب -رضي الله عنه-: «تعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا»، ولقول ابن عمر -رضي الله عنهما-: «لقد عشنا برهةً من الدهر وإن أحدنا ليُؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة فيتعلم حلالها وحرامها وزواجرها وأوامرها وما ينبغي أن يقف عنده منها، ولقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا يدري ما أمره وما زاجره، وما ينبغي أن يقف عنده منه، ينثره نثر الدقل».
فراجعوا إيمانكم عباد الله وصوموا وقوموا إيمانًا واحتسابًا، فبهذا تفترقون عمن يصوم على سبيل تخسيس وإنقاص وزنه، ومن يصوم كرياضة، ومن يمتنع عن الأكل والشرب بغية الانتحار، واعلموا أن الصيام يضيق مجاري الشيطان في العروق، وبالتالي فلا مانع من الصيام إيمانًا واحتسابًا وفي ذات الوقت بغية تقليل حدة الشهوة وذلك لقول النبي – عليه وسلم-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَليَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ).
وعلى الصائم أن ينظر هل زاد إيمانه في رمضان أم نقص؟ وهل عظم يقينه أم قل؟ وإلا فرغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له، اللهم زدنا إيمانًا ويقينًا، ونسألك اللهم علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا ودينًا قيمًا وشفاء من كل داء.
وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

بارك الله فيك

يقيم

بارك الله فيك

محبة الخير للآخرين من علامات الإيمان 2024.

محبة الخير للآخرين من علامات الإيمان

محبة الخير للآخرينخليجية

روى الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

لقد ربى الإسلام أبناءه على استشعارأنهم كيان واحد، أمة واحدة، جسد واحد:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ َ}(سورةالحجرات:10)، ويقول الله تعالى:{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }(الأنبياء:92).

أما الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أكد هذا المعنى وشدد عليه حين قال المسلم أخو المسلم)، (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)،(مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر).

محبة الخير للآخرين من علامات الإيمان

ومن ذلك أنه رباهم على محبة الخير لإخوانهم المسلمين كما يحبونه لأنفسهم، وجعل ذلك من علامات كمال الإيمان، فمن لم يكن كذلك فقد نقص إيمانه، ويؤكد هذا المعنى –أن محبة الخير للآخرين من علامات الإيمان- ما رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا).

ويؤكده أيضاً ما رواه أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان؟ فقال أفضل الإيمان أن تحب لله، وتبغض لله، وتعمل لسانك في ذكر الله)قال:وماذا يا رسول الله؟ قالأن تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ، وأن تقول خيرا أو تصمت)،وهذه الصفة سبب لكل خير..فهي من أعظم أسباب سلامة الصدر.

وهي سبب دخول الجنة

ثم إن هذه الصفة من أعظم أسباب دخول الجنة، روى الإمام أحمد عن يزيد القشيري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالأتحب الجنة؟ قال:نعم.قال: فأحب لأخيك ما تحب لنفسك).

وروى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه).

خلد الله ذكر الأنصار ومدحهم بهذه الصفة

وقد مدح الله أنصار نبيه صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم:{وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(سورةالحشر:9).

فمع أنهم هم الذين آووا المهاجرين ووواسوهم بل وقاسموهم الأموال وأعانوهم نصروا الرسول وبذلوا أموالهم وأرواحهم لنصرة هذا الدين لم يجدوا في صدورهم شيئا حين فضل الله المهاجرين ، وفوق ذلك لما أخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن المهاجرين تركوا ديارهم وأموالهم، قالوا:هذه أموالنا، اقسمها بيننا وبين إخواننا المهاجرين اقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، فرفض النبي عليه والصلاة والسلام إلا بأن يعمل المهاجرون ويشتركوا مع الأنصار في الثمر.

كما أنهم لما عرض عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم أن يخصص لهم أموال البحرين قالوا:لا حتى تشرك إخواننا المهاجرين.فأي نفوس هذه التي جادت وسمت حتى أبت أن تأخذ مما أحل الله لها حتى يشترك بقية المسلمين فيها؟!.

ومن هذا الباب وجدنا أسلافنا يحبون الخير للمسلمين وإن نأت ديارهم وتباعدت أوطانهم ، يقول عبد الله بن عباس إني لأسمع بالغيث أصاب بلدا من بلدان المسلمين فأفرح وما لي بها سائمة).

ومن محبتهم الخير للآخرين لم يبخلوا عليهم بنصح وأن ظن أنه يمنعهم شيئاً من مكاسب الدنيا ، فهذا محمد بن واسع رحمه الله يذهب إلى السوق بحمار ليبيعه فيقف أمامه رجل يريد شراء الحمار فيسأل محمد بن واسع :أترضاه لنفسك؟ فيقول محمد بن واسع :لو رضيته لنفسي ما بعته.

لا يكره الخير للمسلمين إلا أحد ثلاثة:

الأول:رجل يسخط قضاء الله ولا يطمئن لعدالة تقديره سبحانه فهو يريد أن يقسم رحمة ربه على حسب شهوته وهواه ، ولو اتبع الحق هواه لما أذن هذا الساخط لى أقدار الله لغيره أن يتنسم نسيم الحياة:{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْأِنْفَاقِ وَكَانَ الْأِنْسَانُ قَتُوراً}(سورة الاسراء:100).

نعم لو كان الأمر لهؤلاء ضعاف النفوس ضعاف الإيمان لحجبوا عن الناس كل خير ، ولكن :{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}(سورةالزخرف:32)

ومثل هذا المعترض على حكمة الله والمتسخط على أقدار الله ليس من الإيمان في شيء، إنما هو من أتباع إبليس في الدنيا والآخرة.

الثاني:رجل أكل الحقد والحسد قلبه، فهو يتمنى زوال النعمة من عند الآخرين ولو لم تصل إليه، وهو دائماً مشغول بما عند الآخرين:زوجة ـ راتب ـ سيارة ـ بيت ..فهذا في غم دائم وعذاب لا ينقضي.ومثل هذا يحتاج للتذكير بنهي الشرع عن الحسد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا …)،ويقول الله تبارك وتعالى:{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}(سورةالنساء:54)،ولو علم هذا الحاقد أن حقده وحسده لا يغير من أقدارالله شيئا لأراح نفسه ولشغلها بما يصلحها بدلاً من شغلها بالناس وما آتاهم الله من فضله.

الثالث:رجل أذهلته شهوة طبعه عن سعة فضل الله تعالى فيخشى إذا زاحمه الناس على الخير ألا يبقى له حظ معهم، وهذا من الجهل، فخزائن ربنا ملأى يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه)ـ رواه البخاري ـ.

والله عز وجل يقول في الحديث القدسييا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر…)ـ رواه مسلم ـ.

فحري بنا أن نوطن أنفسنا على محبة الخير للآخرين ، وأن نحرص على إيصال النفع لهم .

والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.

الحمدلله اني مش حقوده وااحب االخير للجميع ومشكوره ااختي على موضوعك جعله االله من موازين حسناتك

مشكورة على المرور الذي نور موضعي

الله يعطيك العافيه
جزاااااااااااااااك الله خير

مرورك نور موضوعي لك مني تحية

حب لاخيك ما تحب لنفسك
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الإيمان والصلاة لعلاج آلام المفاصل والظهر من الشريعة 2024.

الإيمان والصلاة لعلاج آلام المفاصل والظهر

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

في دراسة علمية جديدة توصل العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أداء فريضة الصلاة في الإسلام يعتبر طريقة مفيدة لتخفيف آلام المفاصل والظهر, لما تتضمنها من وقوف وركوع وسجود.
وأوضحوا أن أداء الصلاة خمس مرات يومياً يساعد في تليين المفاصل وتخفيف تصلبها عند الكثير من المصابين بالأمراض الروماتيزمية, وهي تفيد من يعانون من تيبس العمود الفقري بشكل خاص.
وأظهرت الدراسات التي أجريت في مؤسسة البحوث الإسلامية الأميركية أن الاستقرار النفسي الناتج عن الصلاة ينعكس بدوره على جهاز المناعة في الجسم مما يسرع التماثل للشفاء, وخصوصا في بعض أمراض المناعة الذاتية المتسببة عن مهاجمة مناعة الجسم لأنسجته مثل التهاب المفاصل الروماتيزمي والذئبة الحمراء.
بينت الدراسة أن معدلات الشفاء من المرض تكون أسرع عند المرضى المواظبين على أداء الصلاة حيث يغمر قلوبهم الإيمان والتفاؤل والراحة النفسية والروحية والطمأنينة، مما يؤدي إلى تنشيط جهاز المناعة ويزيد من مقاومة الجسم.
ويرى العلماء أن الصلاة وحركاتها تمثل علاجا طبيعيا لحالات الشيخوخة التي يصاب فيها البعض بتآكل الغضاريف وتيبس المفاصل والذين يعتمد علاجهم بشكل رئيس على الرياضة.

المؤمنون أقدر على مقاومة الآلام المزمنة
وفي دراسة غير إسلامية، قال باحثون أميركيون إن التدين والالتزام بتعاليم الدين من شأنه تخفيف الشعور بالآلام المزمنة، وخاصة تلك الناجمة عن التهاب المفاصل، وأثبتت الدراسة أن المرضى المتدينين أقدر من غير المتدينين على التعامل مع الآلام وتقليلها بتنشيط إحساسهم بأنهم بصحة جيدة.
ووجدت الدراسة أن المرضى الراغبين بالتقرب إلى الله يتمتعون عادة بمزاج جيد، وتكون حالتهم أفضل من حالة نظرائهم غير الملتزمين، كما أن هؤلاء يحصلون على دعم المجتمع في مواجهة معاناتهم.
يقول الدكتور "فرانسيس جي" المشرف على فريق البحث إن الفريق لاحظ أن الأشخاص القادرين على السيطرة والتخفيف من آلامهم بواسطة الدين والإيمان تقلّ لديهم آلام المفاصل وتكون حالتهم النفسية أكثر استقراراً، ويلقون دعماً أعلى من المجتمع.

ماذا أمرنا الإسلام؟
يدعي الملحدون أن الدين هو تقييد للحرية والخضوع لعبادات وطقوس لا تفيد شيئاً، والحمد لله، فإن الدراسات الغربية تظهر يوماً بعد يوم أهمية الإيمان بالله تعالى وأهمية الصلاة الإسلامية! ونقول: إذا كان الإيمان غير ضروري للإنسان فلماذا ينادي به علماء الطب؟ وإذا كانت الصلاة لا فائدة منها فلماذا تظهر هذه الفوائد الطبية العجيبة؟
ولذلك فإن الإسلام وضع لنا أهم ركنين وهما: شهادة ألا إله إلا الله وإقام الصلاة، وهذا ما يجعل المسلم أكثر صحة وقدرة على مقاومة الأمراض وأكثر سعادة وراحة في الدنيا، ولذلك قال تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].
إذاً المؤمن الحقيقي الذي يلتزم بأوامر الله تعالى (وكلها مفيدة له) فإنه يعيش حياة مطمئنة، على عكس الملحد الذي غالباً ما يعاني من الاكتئاب والاضطرابات النفسية. وهذا ما أخبر عنه الحق جل وعلا بقوله: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: 97].

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
منقول للفائدة

حبيبتي تشكري على هالموضوع شدني من عنوانه لاني اعاني من الدسك في منطقة الظهر اللي تقريبا
خمس سنوات .انا لااقطع فرض صلاة والحمدلله .ولا كني لااستطيع السجود ابدا .وايماني كبير بربي ان يشفيني والحمد لله
وان لايكشفني على اي طبيب .

اللهم ارزقنا الخشوع في الصلاة، واجعلها قرة عين لنا، يا رب العالمين
اللهم أرحنا بالصلاة اللهم أعنا علي المحافظه علي الصلاة اللهم اجعلنا ممن يحافظون على صلواتهم
اشكرك حبيبتي بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
دمتي بحفظ الله
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهى الكردي خليجية
حبيبتي تشكري على هالموضوع شدني من عنوانه لاني اعاني من الدسك في منطقة الظهر اللي تقريبا
خمس سنوات .انا لااقطع فرض صلاة والحمدلله .ولا كني لااستطيع السجود ابدا .وايماني كبير بربي ان يشفيني والحمد لله
وان لايكشفني على اي طبيب .

شفاكى الله وعافاكى اختى نهى وكشف عنكى كل الضر وحقق لكى الله كل ما تتمنين اشكر لكى مرورك العطر
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

يعطيكى الف عافيه اختى نوف الجهنى وتقبل الله دعواتك مشكورة على مرورك العطر

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اللهم اجعلنا من مقيمي الصلاة والمحافظين عليها وتقبل منا يارب … جزاكي الله خيرا على هذا النقل الرائع …. دمتي في حفظ الباريء سبحانه..
سعيدة جدا بتواصلك ومشاركتك الجميلة بارك الله فيكى اختى ميريانه واثابك الجنه

[[طرق تحصيل الإيمان وزيادته!! . في الاسلام 2024.

[[طرق تحصيل الإيمان وزيادته!! ……………


ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الإيمان كمال العبد وبه ترتفع درجاته في الدنيا والآخرة، وهو السبب والطريق لكلِّ خير عاجل وآجل،
ولا يحصل ولا يقوى ولا يتم إلَّا بمعرفة ما منه يستمد؛
فإنَّه يحصل ويقوى ويزيد بأمور كثيرة، منها:
*معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنة، والحرص على فَهْم معانيها، والتعبُّد لله بها،
قال الله -عزَّ وجل-: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]،
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلَّا واحدًا من أحصاها؛ دخل الجنة) أي: من حفظها، وفَهِم معانيها، واعتقدها، وتعبَّد لله بها، فَعُلِم أنَّ ذلك أعظم ينبوع الإيمان ،
ومادة لحصوله وقوته وثباته.

* تدبُّر القرآن على وجه العموم، فإنَّ المتدبر لا يزال يستفيد من علوم القرآن ومعارفه ما يزداد به إيمانًا.

* معرفة أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وما تدعو إليه من علوم الإيمان وأعماله.

* معرفة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية والأوصاف الكاملة،
فإنَّ من عرفه حق المعرفة؛ لم يَرْتَبْ في صدقه وصدق ما جاء به من الكتاب والدِّين الحق.

* التفكُّر في الكون، والنظر في نفس الإنسان وما هو عليه من الصفات،
كذلك النظر إلى فقر المخلوقات كلِّها واضطرارها إلى ربها من كلِّ الوجوه،
وأنَّها لا تستغني عنه طرفة عين، وذلك يوجب العبد كمال الخضوع، وكثرة الدعاء،
والافتقار إلى الله والتضرع إليه في جلب ما يحتاجه من منافع دينه ودنياه،
ودفع ما يضره في دينه ودنياه، ويوجب له قوة التوكل على ربه،
وكمال الثقة بوعده، وشدة الطمع في بره وإحسانه،
وكذلك التفكُّر في كثرة نعم الله العامة والخاصة، التي لا يخلو منها مخلوق طرفة عين.

* الإكثار من ذكر الله كل وقت، ومن الدعاء الذي هو العبادة، وكلما ازداد العبد ذكرا لله؛ قوي إيمانه،
ويكون الذكر على كلِّ حال: باللسان والقلب والعمل، فنصيب العبد من الإيمان على قدر نصيبه من هذا الذكر.

* معرفة محاسن الإسلام، فإنَّ الدين الإسلام كله محاسن: عقائده أصحُّ العقائد، وأصدقها وأنفعها، وأخلاقه أجمل الأخلاق،
وأعماله وأحكامه أحسن الأحكام وأعدلها، وبهذا يزيِّن الله الإيمان في قلب العبد ويحبِّبه إليه،
فيجد حلاوة الإيمان فيتجمل الباطن بأصول الإيمان وحقائقه، ويتجمل الظاهر بأعمال الإيمان.

* الاجتهاد في الإحسان في عبادة الله-عزَّ وجل- والإحسان إلى خلقه،
فإذا أحسن عبادة الخالق وأحسن إلى خلقه، وواظب على ذلك؛ قوي إيمانه ويقينه.

* الاتصاف بصفات المؤمن من الخشوع في الصلاة وحضور القلب فيها، وأداء الزكاة،
والإعراض عن اللغو الذي هو كلُّ كلام لا خير فيه، وكلُّ فعل لا خير فيه.

* الدعوة إلى الله وإلى دينه، والتواصي بالحق، والتواصي بالصبر، والدعوة إلى أصل الدين،
والتزام شرائعه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبذلك يكمِّل العبد نفسه، ويكمِّل غيره.

* الابتعاد عن شعب الكفر والنفاق، والفسوق والعصيان، فإنَّه لا بد في الإيمان من فعل جميع الأسباب المقوِّية المنمِّية له،
ولا بد مع ذلك من دفع الموانع والعوائق، وهي الإقلاع عن المعاصي، والتوبة مما يقع منها،
وحفظ الجوارح كلِّها عن المحرمات، ومقاومة فتن الشبهات القادحة في علوم الإيمان المُضْعِفة له،
والشهوات المُضْعِفة لإرادات الإيمان.

* التقرُّب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض وتقديم ما يحبه الله على كل ما سواه عند غلبة الهوى.

* الخلوة بالله وقت نزوله؛ لمناجاته، وتلاوة كلامه، والوقوف بالقلب، والتأدُّب بآداب العبودية، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.

* مجالسة العلماء الصادقين المخلصين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما يُنْتَقى أطايب الثمر.

جزاكـ ـآلله خيرٌ

بـآمبو

ـآلله يعطيكـ ـآلعـآفيهُ

شرفني مروركـ حبيبتي دووودي

منورهـ

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله خير

يعطيك العاافيه

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

" ربنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من القوم الخاسرين
بارك الله فيكي اختي بامبو وجعله بميزان حسناتك يارب
يقييم

مدرسة دار الإيمان النسائية الجمعية الخيرية لتحفيظ القران الكريم في الاسلام 2024.

مدرسة دار الإيمان النسائية -مركز الغرب-الجمعية الخيرية لتحفيظ القران الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دار الايمان
من أقدم المدارس وأجودها تخريجاً لحافظات كتاب الله المتقنات للتجويد
في منطقة الرياض
أمدت دور التحفيظ النسائية بسيل عطر من المعلمات المباركات
نفع الله بجهد الجميع
*حتى عرضهم في مرفق هذه الرسالة …يعجُ بالإبداع
عرض دار الايمان التعريفي.ppsx – 4shared.com – online file sharing and storage – download

زيادة الإيمان ونقصانه من الشريعة 2024.

زيادة الإيمان ونقصانه

زيادة الإيمان ونقصانه

قال بعض الصالحين : "إنه لتمر على القلب ساعات إن كان أهل الجنة في مثلها إنهم لفي عيش طيب " ، إنها لحظات صفاء الإيمان ونقاء النفس من أدران المعاصي والسيئات ، هذه اللحظات التي من تأملها علم حقيقة الإيمان ، وأن العبد ليبلغ بعمله الصالح قمة السعادة والسمو لما يستشعره من حلاوة الإيمان وصدق اليقين ، وإنه ليبلغ درجات من التعاسة والشقاء لقلة إيمانه وضعف يقينه ، بسبب المعاصي والسيئات .

وقد استشعر حنظلة رضي الله عنه هذه الحقيقة – حقيقة تقلب الإيمان بين الزيادة والنقص تبعا لتغير أحوال العبد – فقال لأبي بكر رضي الله عنه : نافق حنظلة . قال سبحان الله ما تقول ؟ قال حنظلة : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذّكرنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأي عين فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا – أي خالطنا -الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً ، قال أبو بكر : فوالله إنا لنلقى مثل هذا ، فانطلق أبو بكر وحنظلة حتى دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال حنظلة : نافق حنظلة يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما ذاك ، قال يا رسول الله : نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنَّ رأي عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والذي نفسي بيده إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طُرُقِكم ، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات) رواه مسلم

وتأمل تصوير النبي صلى الله عليه وسلم لإيمان بعض العصاة حال تلبسهم بالمعاصي ، قال صلى الله عليه وسلم :(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) متفق عليه

إن نفي النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان عن هؤلاء – وإن قال العلماء إن المقصود هو نفي كماله لا نفي أصله – يصور المستوى الذي يهبط إليه الإيمان حال مقارفة المعصية ، حتى لم يعد فاعلا في نهي صاحبه عن المنكر ودفعه إلى الصلاح فكأنه لا وجود له

كل ذلك يدلنا على حقيقة الإيمان وأنه ليس أمرا ثابتا لا ينقص ، بل هو أمر قابل للزيادة إذا أتى العبد بأسباب الزيادة ، وقابل للنقص بل وذهابه بالكلية إذا أتى العبد بنواقضه ومبطلاته ، وقد أوضح القرآن هذه الحقيقة – حقيقة زيادة الإيمان ونقصانه – في كثير من آياته حتى يبين للناس أن الإيمان هبة ربانية وعطية رحمانية ،يجب المحافظة عليها باجتناب ما ينقصها من اقتراف المعاصي أو يذهبها بفعل الكفر وقوله ، فمن ذلك قوله تعالى : {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} (الفتح :4) وقوله تعالى : {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} الأنفال:2

وأما الأحاديث فكثيرة جدا منها قوله صلى الله عليه وسلم : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رواه سلم

وقوله صلى الله عليه وسلم أيضاً : (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا) رواه أحمد والترمذي وصححه ، قال الحليمي : فدلَّ هذا القول على أن حسن الخلق إيمان ، وأن عدمه نقصان إيمان ، وأن المؤمنين متفاوتون في إيمانهم ، فبعضهم أكمل إيمانا من بعض

فتبين بهذا أن زيادة الإيمان ونقصانه لا تأتي اعتباطا دونما سبب وبمحض الصدفة ، بل هي نتاج أسباب ، فالطاعة سبب الزيادة ، والمعصية سبب النقصان ، وهذا أمر يستشعره المسلم من نفسه ، فالمسلم عندما يكون في صلاته خاشعا متبتلا ، غير حاله عندما يمارس عملاً دنيوياً فضلاً عن حاله عندما يقترف معصية

نسأل المولى عز وجل أن يزيدنا إيمانا وأن يعيننا على طاعته ونيل رضاه ، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير والحمد لله رب العالمين

المصدر: الشبكة الإسلامية

نسأل المولى عز وجل أن يزيدنا إيمانا وأن يعيننا على طاعته ونيل رضاه ، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير والحمد لله رب العالمين
اللهم امين
مشكورة اختي الفاضلة قطوف دعاء للموضوع المميز جعلنا الله واياكي من اهل الجنة
يقييم
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

لك كل الشكر غالية على مرورك و تقييمك و اعانكالله وجعل عملك هذا في ميزان حسناتك
نسأل المولى عز وجل أن يزيدنا إيمانا وأن يعيننا على طاعته ونيل رضاه ، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير والحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا

وشكرا على التذكير فان الذكرى تنفع المؤمنين

الله يجعله فى ميزان حسناتك

بارك الله فيك اختي الكريمة

صلاة فى كل مكان (صور تيقظ الإيمان ، و تسعد المؤمنين) في الاسلام 2024.

صلاة فى كل مكان (صور تيقظ الإيمان ، و تسعد المؤمنين)

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

https://img156.imageshack.us/img156/5…ahideen5st.jpg

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

https://img358.imageshack.us/img358/7…ve009439er.jpg

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الحمد لله على نعمه الاسلااااااااام الله يحمي المسلمين في كل مكااان امين

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة الورررد خليجية
الحمد لله على نعمه الاسلااااااااام الله يحمي المسلمين في كل مكااان امين

الحمدلله على نعمة الاسلااااام
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
لا اله الا انت

صور من جد تخلينا نعرف قيمه الاسلام
تسلمين اختى على هالصور الاكثر من روعه