التدليك.. طريقة علاجية عريقة
يعد التدليك من أقدم الفنون العلاجية، وتؤرخ سجلات صينية- يعود تاريخها إلى 3000 سنة استخدامه، فضلا على أن الهندوس والفرس والمصريين القدماء كلهم استخدموا أنواعاً من التدليك لعلاج الكثير من الأمراض، يستطيع أيضاً أن يلعب دوراً كبيراً في الوقاية الصحية للإنسان، كما أنه يتميز بالبساطة والاستعمال السهل، ويخلو من المضاعفات ولا يكلف المريض كثيراً.
آثار إيجابية
هناك تجارب طبية كثيرة ومعاصرة أعطت دلائل دامغة على أن التدليك ذو فعاليات في تحسين دوران الدم والمساعدة على الهضم، فضلا عن تجميل الوجه لتميزه بأثره الجيد في تحسين تنفس البشرة و تغذيتها. وفي مقدوره أن يسكن آلام الأعصاب و تهيجها، كما يستطيع أن يفضي إلى الوقاية من الإنهاك العضلي وعلاجه، والوقاية من الضمور العضلي و علاجه.. وعموما تشمل الآثار الإيجابية للتدليك مجالات كثيرة، من أهمها:
• زيادة نشاط الدورة الدموية مما يسمح للجسم بضخ المزيد من الأكسجين والمواد الغذائية للأنسجة والأعضاء الحيوية .
• تحفيز الجهاز اللمفاوي وهو الجهاز المناعي الطبيعي للجسم ضد أي مواد سامة غازية للجسم.
• يعمل على استرخاء وتنعيم العضلات المجهدة والمصابة.
• يزيد من مرونة المفاصل، ويخلص المنظومة العضلية من أية آلام قد تتلو التدريبات الرياضية.
• يزيد من إفراز (( الأندروفين)) وهو المخفف للألم الطبيعي في الجسم، ولهذا يدمج التدليك في العلاج لحالات الأمراض المزمنة و حالات التعافي من العمليات الجراحية.
• يطور الحركة ويعمل على تقليص الضيق الذي يشعر به مرضى التهاب فقرات الظهر.
• يخفف من آلام الذين يعانون من الصداع النصفي ويجنبهم تعاطي الأدوية والعقاقير لعلاجه.
• يوفر نوعا من التمرين والتمدد للعضلات الضامرة وخصوصاً للذين يعملون في نطاق يحدد حركتهم.
• يساهم في تقليص مدة المخاض ويقلل من احتمالات التمزقات ما بعد الولادة.
• يقلل من الاكتئاب و القلق ويقلل من أيام المكوث في المستشفى.
أنواع وطرق مختلفة
هناك حوالي 80 طريقة للتدليك بعضها تدليك لطيف والآخر تدليك عنيف وقوي، ومن أمثلتها (( التدليك السويدي)) وهو تدليك لطيف جداً يساعد على الاسترخاء ويحسن الدورة الدموية ويزيل الشد العضلي، وهذا النوع من التدليك عبارة عن ضربات خفيفة للعضلات في اتجاه سريان الدم إلى القلب مع تحريك المفاصل بلطف، أما التدليك العميق فهو نشيط وقوي ويستخدم لمعالجة الشد العضلي المزمن، وهو عبارة عن ضربات بطيئة بالأصابع والإبهام والمرفق و الضغط بشدة للوصول إلى الطبقات العميقة من العضلات.
أشهر زيوت التدليك
زيوت التدليك هي في المقام الأول من أجل الحصول علي الاسترخاء وتهدئة الأعصاب وما تحتاجه من مكونات لصنعها هو: 4 ملاعق صغيرة زيت جوجوبا، 8 ملاعق صغيرة من زيت اللوز أو الأفوكادو، حيث يخلط زيت الجوجوبا مع زيت اللوز في برطمان زجاجي نظيف مع إضافة التالي بنفس الترتيب: 5 قطرات من زيت الصندل، 3 قطرات من زيت الزنجبيل، 3 قطرات من زيت الجيرانيوم ( إبرة الراعي)، 7 قطرات من زيت نبات المريمية ، 15 قطرة من زيت الورد العطري.
أسس وقواعد التدليك الفعال
من الضروري على المدلك الالتزام بالقواعد والأسس التالية:
• أن يكون المدلك ملما بعلم التشريح وعلم وظائف الأعضاء بجسم الإنسان، أن يكون التدليك باتجاه القلب دائماً( عند القيام بدلك أحد الأطراف السفلى مثلاً فإن المدلك سيقوم بتدليك القدم ثم الساق ثم الفخذ متجها دائماً من الأسفل إلى الأعلى).
• يجب مراعاة أن يكون الشخص المراد تدليكه دائماً في وضع مريح واسترخاء تام. يجب أن يبدأ المدلك بتدليك خفيف وحركات متناغمة لمدة 10-15 دقيقة، ثم يبدأ بالتدليك العميق وهو المهم من الناحية العلاجية، ثم ينهي التدليك بنفس الطريقة التي بدأ بها.
• لكي يكون التدليك أكثر فاعلية يجب على المدلك عدم التوقف عن التدليك حتى انتهاء عملية التدليك تماما.
محاذير ومخاطر
على رغم أن الأسواق تزدحم بالزيوت والكريمات الخاصة بالتدليك ، ولكنها لن تحقق الهدف المرجو إلا بتمارين التدليك الصحيحة، حتى تساعد الجلد على امتصاص تلك الزيوت ، وحتى تبعث في النفس الراحة والطمأنينة، ولذلك يمكن أن يكون التدليك ضاراً، ويؤدي إلى نتائج سلبية، إذا ما تم بطريقة عشوائية، فهذا يمكن أن يسبب ترهل الجلد، وتوزيع الألم، بدلا من تقليصه، وربما يؤدي إلى التهاب في العضلات، ولذلك فإن التدليك يمكن أن يكون خطراًَ إذا لم يتم بإشراف طبي متخصص.
تحيتي
أختكم نور الولاية
