ماهي العلامة التي تدل على عدم الرضا بالقضاء و القدر؟؟؟؟؟ – الشريعة الاسلامية 2024.

ماهي العلامة التي تدل على عدم الرضا بالقضاء و القدر؟؟؟؟؟

::::ماهي العلامة التي تدل على عدم الرضا بالقضاء و القدر؟

ماهي العلامة التي تدل على عدم الرضا بالقضاء و القدر؟ يجيب فضيلة الشيخ ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ
السؤال : ماهي العلامة التي تدل على عدم الرضا بالقضاء و القدر؟

جواب فضيلة الشيخ ـ حفظه الله ـ:" الإنسان يعرف هذا من نفسه , الذي يسخط قضاء الله يعرف هذا من نفسه , فعليه أن يتوب إلى الله عز و جل و يجاهد نفسه حتى يرضى بقضاء الله , أو على الأقل حتى يصبر على قضاء الله عز و جل لأن هناك مرتبتين:
مرتبة الصبر: و هذا أمر واجب على كل مسلم ينزل به شيء من قضاء الله و من المصائب التي يقدرها الله ـ تبارك و تعالى ـ ,فيجب عليه الصبر, فإذا استطاع أن يتجاوز هذه المرتبة إلى مرتبة أعلى منها هي :
مرتبة الرضا: و هي مرتبة عظيمة , فحبذا و إلا على الأقل عليه أن يصبر , و لا يجوز له أن يسخط على قضاء الله , فإن الله يبتلي العباد فمن رضي فله الرضا , و من سخط فله السخط , فليحذر سخط الله ـ تبارك و تعالى ـ , و ليدرك أنه لن ينفعه الجزع و الهلع و السخط أبدا , و إنما الذي ينفعه عند الله ـ تبارك و تعالى ـ هو الإيمان بالقدر و الصبر على المقدور."

[شريط بعنوان : لقاء مع الشيخ ربيع 1445]
[كتاب فتاوى فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي ـ حفظه الله ـ المجلد الأول : المقدمة ـ العقيدة , ص: 126 ]

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاكى الله خيرا
جزاكي الله خير
ربي يرحم ولاديك
مشكورةالحمد لله
أحسنتي بارك الله فيكي واشكرك واتمنى من الله الصبر والرضا موفقه
[بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب

أريد ولد . أريد بنت . أريد الرضا . موضوع للنقاش -الجمل و الولادة 2024.

أريد ولد … أريد بنت … أريد الرضا … موضوع للنقاش

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
اخواتي الكريمات

أمهاتي الفاضلات

صانعات الجيل المستقبل

أنا هنا بصدد نقاش ظاهرة

الظاهرة انتشرت بشكل ملفت للإنتباه

لماذا؟؟

لا أدري

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

أهو قلت الوازع الديني؟؟

أم

عدم الرضا بالقضاء والقدر؟؟

أم

التربية الخاطئة التي تربي بعضنا عليها ؟

أم المجتمع وضغوط الأهل .؟؟

الموضوع يحتاج إلى نقاش بشكل جدي

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

وهو أريد بنت .. لأني عندي كذا ولد

أريد ولد … لأني عندي كذا بنت

الموضوع في ظاهرة بسيط

وهو لو وقف على التمني والدعاء كان أمر طبيعي

والمحاولة بالوسائل البسيطة .. مثل توقيت الجماع

وأخذ الأسباب بدون مبالغة وإهدار الأموال …ولكن للأسف

تعدى الحدود الطبيعية للموضوع

وأصبح من لديها بنت تريد ولد وممكن تزرع وتعمل تلقيح صناعي وووووو وغيرها من الأمور

لإنجاب ولد وهي لديه بنت واحده وبالمقابل نفس الشيء لو كان العكس

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

لماذا لا نرضى بم قسمه الله لنا

ونحاول بوسائل بسيطة

ووالأهم من كل ذلك نرضى بما قسمه الله لنا من نتائج

فلو كنت أريد بنت … ورزقني الله بولد

أرضى بدون تضجر وإعتراض على حكمت الله

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

معي هنا

مثالين واضحين

نرجوا أخذ العبرة والعظة منهما:
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

المثال الأول: …

أنا لي وحده بعرفها عندها 4 أولاد وبتقول لو إجى الخامس ولد راح أنجلط

وووو

وبعدها حملت وربنا رزقها بنت

البنت هذه …

تعبانة طول اليوم

تذهب وهناك للكل الدكاترة وووووو

البنت هلكت أمها ونسيت الابتسامة من وراء ما هي تجري على الدكاترة

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

والمثال الثاني:…

وبالمقابل

وحدة عندها 3 بنات …

وحاولت بكل السبل وكله بدها ولد

وربنا رزقها ولد …

الولد فيه تأخر نمو

شكله عمره 5 شهور وهو سنة

وغير الدكاترة والمستشفيات والنوم هي وابنها بالمستشفيات

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الخلاصة ….

الرضى بالقضاء والقدر … هو السبيل لأنه ربنا يسعدك ويرضيك

فمن احسن الظن بالله وألح بالدعاء

لم يخب وأعطاه الله الرضا

والرضا ليس بأن تأخذي ما تريدين

بأن ترضي بما أعطاكِ الله إياه

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

للنقاش:..

ما رأيك بالموضوع ككل؟؟

لو سألوكِ ماذا تريدي أن يرزقكِ الله ماذا ستردي عليهم؟؟

وفقكِ الله

وننتظر ردودكِم

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
م ن

اختي الغالية والله ولد والا بنت لا تفرق المهم يكون سليم ومعافى انا بكري بنت والله عندي اغلى من الاولاد وادلعها اكثر لانها كانت وجه الخير على والاولاد غاليين عندي والله ما بيهونوا ولد والا بنت والله يعطي كل محروم في ناس تتمنى بنت ولو عميا بس انهم يخلفوا الله لا يحرم حد هالنعمة سواء ولد او بنت
جزاك الله خير على الموضوع الحلو الاثنين نعمه من رب العالمين وربنا يرزقنا البنات والاولاد
والله كلامك صحيح في ناس محرومه من الاطفال نهائيا
تتمنى بس يكون عندها طفل ما يهم ولد او بنت
بعدين ما في فرق بين بنت او ولد المهم التربيه الجيده
موضوع أكثر من جميل أختي …وان شاء الله في ميزان حسناتك.
فعلا البنت والولد كله نعمة من عند الله …ولازم الواحد يحمد ربه عليها ويرضى بنصيبه …ويا رب لا تحرمنا هذه النعمة ويا رب يرزق كل منتظرة الذرية الصالحة المعافاة.
أنا سأرضى بنصيبي وسواء رزقني الله بولد أو بنت سأكون أكثر من راضية على ذلك وسعيدة جدا وسأشكر ربي على النعمة طول حياتي …وحتى وان لم يرزقني سأرضى بنصيبي وأكون أكثر رضا وأكثر سعادة لأن الله اذا أحب عبدا ابتلاه …وسأكون صابرة وراضية وسعيدة في حياتي ولن أنغص لا حياتي ولا حياة زوجي وهذه دعوة مني لكل منتظرة الحمل أن تعيش بسعادة ورضا والذي كاتبه رب العالمين سيصير .

مرة أخرى أشكرك أختي على الموضوع الجميل …ولك مني أحلى تقييم .

شكرآ اختي على الموضوع الرائع
فعلآ مافي فرق بين الولد والبنت اهم شي يجي سليم معافى
بس الله يهدي البعض منا لويقدرو انه كلهم نعمه من الله وفكروا بالي ماعندهم اطفال ماكان اعترضوا على الاولاد او البنات
يارب ارزقنا الذريه الصالحه المعافاه يارب
وجزيتي خيرآ
الله يجي من الله حياه الله
ولد والا بنوته
كلهم حلوووين
من جد لاحظت لما اراجع بالمستشفـى اغلب الحوامل يتمنون ولد ويتضايقون لا قالت لهم الدكتورة بنت
تفكيرهم ع قدهم صرآآح ـه
مشكورة على الطرح
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووره قلبي والله احس جسمي اقشعر من الموضوع صراحه رائع من وحده اروع كلام منتهى الذوق الحمدالله كماء ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلاطانك

شهر الرضا والنور 2024.

شهر الرضا والنور

شهر الرضا والنور

ألا أقبل هدى ورضا ونورا *** وخيرا عامرا يغشى المزورا

نعد ليمن موسمك التهاني *** نعد ليوم مقدمك الشهور

لنملأ بالندا المهج الصوادي *** ونروي من سنا التقوى الصدورا

بنور تلاوة القرآن نجلي *** بصائرنا.. نضيء بها القبورا

نصوم …. نقوم في شوق وجد *** وعند الله نحتسب الأجورا

بك الأرواح ترشف وهي ظمأى *** شرابا .. منك تسكبه طهورا

تلقاه .. فيسكرها هياما *** وتسقاه فتغمرها سرورا

فيوضات من المنان تترى *** مواكبها .. نعاينها سطورا

بآيات من التنزيل تحيي *** عزائمنا .. فتأبى أن تخورا

فتلك إشارة بالقرب تسدى *** فتدفع عنك شرا مستطيرا

وتلك إشارة بالعفو تزجى *** فأوقن أن لي ربا غفورا

وتلك تشير للعقبى .. لتخشى *** بها يوما عبوسا قمطريرا

ويا رمضان يا كرما وجودا *** تخوض البشريات بها بحورا

بك الحسنات يا شهر التجلي *** يضاعفها لنا المولى .. كثيرا

وأرض المسلمين .. لكل بر *** تعج مساجدا .. وتموج دورا

وأبواب الجنان .. مفتحات *** حلالها ازينت .. غرفا وحورا

وأبواب الجحيم مغلقات *** وتجتنب الشياطين …الظهورا

وفيك بليلة القدر العطايا *** وإن لشانها الأمر الخطيرا

هلالك .. حلو موعده ابتهاج *** يفيض على الجميع .. رضا ونورا

كل عام وانتم جميعا بخير
هذه الكلمات جائتنى على الاميل

بسم الله الرحمن الرحيم

مشكورة على هذه الابيات

مشكورة على مرورك الغالىط®ظ„ظٹط¬ظٹط©9amar
كل عام وانتى بخير اختى الحبيبه نور جزاكى كل خير
بيرى ياقمر
كل سنة وانتى اطيب واجمل واتقى
ربنا يبارك فيكى يارب
مشكورة كتير حبيبتى على مرورك الغالى
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
[IMG]https://www.********************/up/gallery_files/y2J00807.gif[/IMG]
مشكووووره حبيبتي على الابيات
جزاااااااااااكى الله خيرااااااااااااا

هل تعرف الرضا بالله والرضا عن الله؟؟ – الشريعة الاسلامية 2024.

هل تعرف الرضا بالله والرضا عن الله؟؟

هل تعرف الرضا بالله والرضا عن الله؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الرضا بالله

ان ترضى به ربا خالقا مدبرا مهيمنا على خلقه.. وكلهم تحت قهره وسلطانه لاينازعه احد في أمره.. يحكم على الخلق ولا يحكمون عليه..وان تسلم له بأمره كله ولايصيب القلب تردد او حرج في التسليم والرضا بالله حاكما وربا خالقا مدبرا لأمره ومصرفا لخلقه يحكم مايشاءويفعل مايريد. سبحانه جل شأنه.

والرضا عن الله..

التسليم والرضا بكل ماقدر وقضى عليك به من الحوادث والاقدار كلها خيرها وشرها وان مااصابك لم ليكن ليخطأك وأن مااخطأك لم يكن ليصيبك وان الله هو الذي يدبر الامر وبيده ملكوت كل شي..وانه ارحم بك من نفسك واعلم بك من نفسك وان مااصابك من مصيبة فبما كسبت يداك ويعفو عن كثييير.. وانك عبد مملوك له تحت امره وقهره وقدرته ومشيئته وانه لايحدث شي بالكون الا بتدبيره وتصريفه.

فإذا علمت هذا..
فإن الجزع والتسخط لايرد من امرالله وقدره شي وهو دليل على عدم رضى العبد عن ربه ولذلك لايكون العبد راضيا عن الله حتى يسلم له بكل مايصيبه من خير او شر وان يملأ قلبه يقينا ان الله اراد به خيرا وانه ارحم به من نفسه..مع فعل الاسباب في جلب رضى الله ودفع سخطه..
والله المستعان‎

اخوكم
خالد بن محمد بن علي الوهيبي
منقول

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جَزَاكـٍ الله خَيَرآ اخَيَتيـٍ
بَارَـكـ الله فيَكَـ وَنفـ ـع ـبَك
اثَابَكَـ الله ان َشاء الله
وَجعَلهَا فـيـ ميَزاَن حَسَناَتكـ
واَصلَي غَاليَتَي
فــ انَتظاَر جدَيَدكَـ القَـاَدم..
حفظكـٍ الله
ږۆڹڨۿ ♂ ڎڪےۿ♥
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
جزاك الله الجنة وجعله في ميزان
اعمالك
جزآك آلله خير ويعطيك آلعافيه غلآي *


,.
’,
جزاك الله خير
موضوع رائع وطرحك راقي ..
نعومه..

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ

دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ

أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ

لك الشكر من كل قلبي

الرضا بالقدر -اسلاميات 2024.

الرضا بالقدر

خليجيةط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

إن المصائب التي يُصاب بها الخلق قدر مقدور، وقد أمر تعالى عباده بالصبر، ورتب على ذلك الثواب الجزيل فقال: ]إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ[ .

وبعد الصبر تأتي منزلة أعظم وهي منزلة الرضا بالقضاء والقدر. كتب عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ إلى أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ فقال:

"أما بعد، فإن الخير كله في الرضا، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر".

وكان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"أسألك الرضا بعد القضاء".

قال الله تعالى: {وإن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فلا كاشفَ له إلاَّ هوَ وإن يُرِدْكَ بخيرٍ فلا رادَّ لفضلهِ يُصيبُ به من يشاءُ من عبادهِ وهو الغفورُ الرَّحيم(107) قُل ياأيُّها النَّاسُ قد جاءكُمُ الحقُّ من ربِّكُمْ فمن اهتدى فإنَّما يهتدي لنفسهِ ومن ضلَّ فإنَّما يَضِلُّ عليها وما أنا عليكُم بوكيل(108)} سورة يونس(10)

ومضات:

ـ مقاليد أمور الخلق، وتصاريف أقدارهم بيد الله سبحانه وتعالى، وهو الَّذي قدَّر ما هو كائن لهم أو عليهم، وهو الَّذي قسم بينهم أرزاقهم ولا رادَّ لإرادته.

ـ الخير والشرُّ مفهومان متناقضان يصيب الله بهما من يشاء من عباده، ويكونان كجزاء عادل على أعمالهم في أغلب الأحيان، وقد يوجَّهان من الله إليهم ليبلُوَهم ويختبرهم، أيُّهم يحسن التصرُّف بالخير حين جريانه بين يديه، وأيُّهم يحسن الصبر على الضُّرِّ إذا أصابه، ثمَّ يجازيهم أو يثيبهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة حسبما يستحقُّون.

ـ المؤمن هو المستفيد الأوَّل من ثمرات هدايته واتِّباعه تعاليم الحضرة الإلهيَّة، والضالُّ هو أوَّل من يعاني من آثار تعنُّته وفجوره، والله غنيٌّ عن إيماننا ولا يضرُّه ضلالنا.

في رحاب الآيات:

إذا خرج الإنسان عن قواعد الله وتعاليمه الحكيمة الَّتي وضعها من أجل سلامته وسعادته، فإنه سيلقى عقاب الله تعالى في الدنيا أو الآخرة أو فيهما معاً. هذا هو قانونه الأزلي، قانون الثواب والعقاب، فعمل الإنسان إمَّا أن يؤدِّي به إلى الإضرار بنفسه أو إلى خير يصيبه، وتضطلع إرادة الله المطلقة في تقدير الأمور، وتبقى النتيجة والمسؤولية متعلِّقة بإرادة الإنسان واختياره الشخصي؛ فإن زكَّى نفسه فقد أفلح، وإن أهلكها بالمخالفات والمعاصي فقد خاب وهلك. لذلك جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الخير ليعلِّمَنا كيف ننقذ أنفسنا من دائرة عذاب الله، فقال: «اطلبوا الخير دهْرَكُم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله تعالى، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوه أن يستر عوراتكم ويؤمِّن روعاتكم» (أخرجه البيهقي).

وقد يسأل أحدهم: إذا كان الله يقدِّر الخير للطائعين والشرَّ للعاصين، فلماذا نرى الكثير من المؤمنين الطائعين وقد ابتُلُوا بمصائب مختلفة، كالمرض أو الفقر أو فَقْدِ الولد وغير ذلك، بينما نرى من العاصين من يغرق في النعيم والخيرات؟ والجواب نسوقه من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته سرَّاءُ شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر وكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن» (رواه مسلم مرفوعاً) فالله تعالى إذا أحبَّ عبداً ابتلاه فإذا صبر اجتباه، وكلَّما ازداد صبراً وشكراً ارتقت درجته عند الله.

ولا يزال المؤمن بين شكر على النعم وصبر على المحن حتَّى ينال درجة الأبرار والصدِّيقين، قال صلى الله عليه وسلم : «أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء ثمَّ الأمثل فالأمثل. يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة ابتُلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء الإنسان حتَّى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة» (أخرجه الترمذي).

وأيّاً كان قضاء الله تعالى في المؤمن فإنه يرضى به لأنه لا رادَّ لقضائه، فلو اجتمع الناس جميعاً على أن يدفعوا عنه ضُرّاً قد كتبه الله عليه فإنهم لن يردُّوه، ولو اجتمعوا على أن يمنعوا عنه خيراً قدَّره له فإنهم لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً. وقد أُثِر عن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاؤه: «اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء» (أخرجه الطبراني عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه )، والرضا أعلى درجة من الصبر.

وأمَّا الكفار والمتمرِّدون فقد يزيد لهم الله تعالى من أسباب النعيم والقوَّة، ما يجعلهم يزدادون ظلماً وطغياناً، حتَّى يستحقُّوا عظيم العقاب، قال تعالى يتوعَّدهم: {وذَرْنِي والمكذِّبينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ ومَهِّلْهُمْ قليلاً * إنَّ لَدَينا أَنْكَالاً وجحيماً} (73 المُزَّمل آية 11ـ12) وقال أيضاً: {ذَرْنِي ومن خَلَقتُ وحيداً * وجعَلْتُ له مالاً ممدوداً * وبَنِينَ شُهوداً * ومَهَّدت له تمهيداً * ثمَّ يطمعُ أن أَزيدَ * كلاَّ إنَّه كان لآياتنا عنيداً * سأُرْهِقُهُ صَعُوداً} (74 المُدَّثر آية 11ـ17) وهكذا فإنك ترى أن هذه النعم الدنيوية ما هي إلا امتحان يريد الله به اختبارنا أيُّنا أحسن عملاً، ومع ذلك فإنه تعالى يختصُّ برحمته من يشاء لنفسه الهداية، فيهديه إلى سواء السبيل.

إن نداء الله عامٌّ شامل، وقد نزل القرآن للناس كافَّةً دون تخصيص المؤمنين، لذلك فهو يدعوهم جميعاً إلى تدبُّره، سواء من سمع هذه الدعوة من الرسول صلى الله عليه وسلم ، أم مِنَ الدعاة بعده إلى أن تقوم الساعة؛ فقد أرسل الله القرآن هدىً ونوراً، ولو أن الناس اطَّلعوا على ما في ثناياه من الحكمة والموعظة لم يخالفوه، ومن سلك سبيل الحقِّ وصدَّق بما جاء من عند الله فإن الفائدة عائدة إليه، ومن اعْوَجَّ وأعرض، فإن وبال ضلاله عائد على نفسه، بما يفوته من فوائد الاهتداء، وما يصيبه من العذاب.

إنها دعوة صريحة وواضحة، ولكلٍّ أن يختار لنفسه ما يشاء، وما الرسول أو الداعي إلا مبلِّغين عن الله، وليسا مكلَّفين بسوق الناس إلى الهدى كُرْهاً، بل إنَّ أمْرَ هداهم وضلالهم موكَّل إلى إرادتهم واختيارهم، وقد كتب الله لهم أو عليهم ما علمه من اختيارهم، ضمن إطار إرادته سبحانه، فلا يحدث شيء في هذا الكون إلا بإرادته.

قال الله تعالى: {ما أصابَ من مُصيبةٍ في الأرضِ ولا في أنفُسِكُمْ إلاَّ في كتابٍ من قَبْلِ أن نبرَأَهَا إنَّ ذلك على الله يسيرٌ(22) لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتكم ولا تفرَحُوا بما آتاكُمْ والله لا يحبُّ كلَّ مُختالٍ فخور(23)} سورة الحديد(57)

ومضات:

ـ إن اعتقاد المؤمن أنه يتحرَّك ضمن دائرة الإرادة الإلهيَّة، يعطيه شعوراً بالاطمئنان أنَّ أمور الحياة مرتَّبة من قِبَل ربِّ العالمين، ومقدَّرة من لَدُنْ عليم حكيم، منذ خلق الأكوان وأراد لهذه الخليقة أن تكون. وهذا الشعور بالإحاطة الإلهيَّة يعطيه التوازن في عواطفه وردود أفعاله، فتكون معتدلة لا تطرُّف فيها، سواء في حالات الحزن أو الفرح، بحيث يمضي مع قدر الله في طواعية ورضا.

ـ إن الله تعالى لا يحبُّ من يختال طرباً، متباهياً بين أقرانه بما حَصَّل عليه من نعيم وعطاء متميزين، ناسباً الفضل لنفسه فيما آتاه الله، ناسياً فضل ربِّ العالمين في تقدير الأرزاق والأعمار بين الناس أجمعين.

في رحاب الآيات:

مَن للإنسان يحملُ عنه همومه ومصائبه وآلامه غير إيمانه القوي بحضرة الله؟؛ فكثيرٌ من الناسِ يُصابون بانهيارات عصبيَّة، أو أزمات قلبيَّة بمجرَّد تعرُّضهم لنكبة تقضُّ مضجعهم. أمَّا العبوديَّة الحقيقية لله فهي تعين المرء على الاستسلام الكامل لإرادة الحضرة الإلهيَّة، فما نحن سوى مؤتمنين من قِبَلِه عزَّ وجل على أنفسنا ومالنا وأهلنا، ولنا حقُّ الإدارة دون حقِّ الملكية المطلقة، لأننا وما نملك مِلك للمالك الأحد الفرد الصمد.

وهذا الوجود هو من الدِّقة والتنظيم بحيث لا يقع فيه حادث إلا وهو مقدَّر منذ تصميمه، محسوب حسابه في كيانه، لا مكان فيه للمصادفة، فقبل خلق الأرض وخلق الأنفس، كان في علم الله الكامل الشامل الدقيق كلُّ حدث سيظهر للخلائق في وقته المعيَّن، وفي علم الله لا شيء ماضٍ، ولا شيء حاضرٌ، ولا شيء قادم، فتلك الفواصل الزمنيَّة إنما هي معالم لنا ـ نحن أبناء الفَناء ـ نرى بها حدود الأشياء، إذ لا ندرك الأشياء بغير حدود تميِّزها، حدود من الزمان، وحدود من المكان. وكلُّ حادث من خير أو شرٍّ يقع في الأرض هو في ذلك الكتاب الأزلي، من قبل ظهور الأرض في صورتها الَّتي ظهرت بها: {إنَّ ذلك على الله يسير}، ومن شأن معرفة هذه الحقيقة في النفس البشرية، أن تسكب فيها الطمأنينة عند استقبال الأحداث، خيرها وشرِّها، تلك الطمأنينة بالله، الَّتي يبحث عنها الملايين من البشر المنكوبين، لأن فيها تهدئة للعواطف، فلا فرح طاغٍ، ولا حزن مُدمِّر، بل عواطف متوازنة، متماسكة، تضع المرء في حجمه الحقيقي دون مباهاة ولا تفاخر، فالَّذي أعطى قادر على أن يأخذ، والَّذي وهب قادر على أن يمنع، وكلُّنا لا حول لنا ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم. قال عكرمة رضي الله عنه : (ليس أحدٌ إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً) وهذا هو الاعتدال الَّذي يتمتَّع به المسلم الحقيقي.

إن هذه العقيدة الَّتي تملأ نفس المؤمن، هي من أعظم العلاجات لآثار الحوادث المؤلمة الَّتي تصادف الإنسان في حياته، وهي في الوقت نفسه، تُعَدُّ من أشدِّ العوامل الإيجابيَّة في النظر إلى المستقبل، حيث يُقبِل الإنسان على عمله ومسؤولياته وهو واثق بأن عمله لن يذهب سدى، فإن هو نجح فقد حقَّق مراده، وقطف ثمرات سعيه، وشكر الله المنعم، فكان خيراً له، وإن حال بينه وبين هدفه عارض سلبي، من مرض أو خسارة أو ما شابه ذلك، علم أن ذلك مقدَّر كائن ولا يستطيع دفعه مهما بذل، وليس له ملاذٌ إلا الصبر فكان الصبر خيراً له، لأن من ثمار الصبر الأجر والمثوبة عند الله من جهة، والحفاظ على الأعصاب والملكات والصحَّة من جهة أخرى.

وهكذا يُقْبِل المؤمن وكلُّه ثقة بالله عزَّ وجل على المستقبل، بكامل طاقاته وملكاته، ممَّا يهيِّئ له الفرصة للفوز والنجاح وتحقيق الأهداف، بعيداً عن التقاعس واليأس والقنوط.

قال الله تعالى: {ولا تقولنَّ لشيء إنِّي فاعلٌ ذلك غداً(23) إلاَّ أن يشاءَ الله واذكرْ ربَّكَ إذا نسيتَ وقُلْ عسى أن يهدِيَنِ ربِّي لأقربَ من هذا رَشَداً(24)} سورة الكهف(18)

ومضات:

ـ إنَّ ربط المؤمن مشيئته بمشيئة الله عزَّ وجل، حالة روحية تذكِّره بالله في كلِّ حين، وتخلق لديه شعوراً بالثقة والطمأنينة والتسليم، وهذا لا يتنافى مع الدراسة والتخطيط المسبق الدقيق لأمور حياته كافَّة.

ـ يُرجِع بعض الناس أسباب تراخيهم وكسلهم إلى الإرادة الإلهيَّة، بقولهم (لو شاء الله لفعلنا) وهذا فهم خاطئ للعقيدة، فلو فعلوا لوجدوا أن الله قد شاء، ولا يمنعهم من تنفيذ ما أرادوه، فقد ترك لهم حرية الاختيار والعمل.

في رحاب الآيات:

إن كلَّ عمل من أعمال الكائن الحي مرهون بإرادة الله، وليس معنى هذا أن يقعد الإنسان دون تفكير في أمر المستقبل أو التدبير له، بل من المفروض في الإنسان العاقل أن يخطِّط لأموره كلِّها، ويبرمجها وفق نظام يتقيَّد به، وبذلك يستثمر كلَّ أوقاته بشكل مُجْدٍ لا هدر فيه. ولكن يجب أن لا يغيب عن باله أنه يعيش أصلاً ضمن المخطَّط الإلهي، وهذا يعني أن يحسب حساب الغيب، وحساب المشيئة الَّتي تدبِّره، وأن يعزم ويستعين بمشيئة الله، فلا يستبعد أن يكون لله تدبير غير تدبيره، فإن جرت مشيئة الله بغير ما دبَّر لم يحزن ولم ييئس لأن الأمر لله أوَّلاً وأخيراً.

فالموت حقٌّ ويمكن أن يقع في أيَّة لحظة، والحوادث يمكن أن تعترض المرء في أيِّ مكان، والأمراض يمكن أن تنزل به على حين غِرَّة، لذا فإن تنفيذ رغباته مرهون أبداً بقوى تحيط به قد لا يستطيع التصرُّف أو التحكُّم فيها.

ومن هنا كان على الإنسان الابتعاد عن الحتميَّة في قراراته، وأن يربط إرادته بإرادة الله، وأن يَعِدَ بتنفيذ الأمور المخطَّط لها أو الموعود بها بعد ربطها بمشيئة الله، فيقول: سأفعل بإذن الله؛ حتَّى وإن أقسم على فعلٍ وهو واثق بأنه لابدَّ فاعله، فليقرن يمينه بمشيئة الله، لعلَّه أن يعترضه ما يمنعه من أن يبرَّ بقسمه، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف فقال: إن شاء الله، فإن شاء مضى، وإن شاء رجع غير حانث» (أخرجه النسائي وابن ماجه والبيهقي)

وبهذا يستمرُّ الارتباط الروحي بين العبد وخالقه، وبين الأسباب ومسبِّبها. هذا هو المنهج الَّذي يأخذ به الإسلام قلب المسلم، فلا يشعر بالوحدة والوحشة وهو يفكِّر ويدبِّر، ولا يُحِسُّ بالغرور وهو يفلح وينجح، ولا يستشعر القنوط واليأس وهو يفشل ويخفق، بل يبقى في كلِّ أحواله متَّصلاً بالله، قويّاً بالاعتماد عليه، شاكراً لتوفيقه إيَّاه، مسلِّماً بقضائه وقدره. وإن دوام إعمار القلب بذكر الله يُمَتِّن أواصر هذا الارتباط، ويعمِّق جذوره، وبه يحصل المؤمن على الطمأنينة، فلا يشعر بالهلع والجزع عندما تخرج الأمور من يده، وفي الوقت نفسه لا يتوانى عن مواصلة تعاطي الأسباب والمسبَّبات، ولا يُحِسُّ بكسلٍ أو تراخٍ، بل يشعر بالثقة والقوَّة لأنه لائذٌ بربه، راضٍ بقضائه، فإذا انكشف له تدبير الله المخالف لتدبيره، فإنه سيقبل قضاءه بالرضا والتسليم.

الله اكبر كلام رائع

وجزاك الله خير اختي

وجزاكي
وجعله الله في موازين حسناتنا
مشــــــــــــــكروه أختــــــــــــي الغــالـــــــــــيه على الموضوع الـــــــــــــرائــــــــــــــــع
خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية
اللهم إجعلنا من عـبادكـ المخلصين الهـادين المـهتدين المـتقين الصابرين إليك
برحمتك ياأرحم الراحمين اللــهم آمـين يارب العالمــين ..
خليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجيةخليجية
جـــــــزَاكـِ الله خَــــــــــــــــــــيراً

الرضا والقناعة بما كتبه الله لنا في الحياة 2024.

الرضا والقناعة بما كتبه الله لنا في الحياة

(وعسى ان تكراهو شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون)
يارب أينماكان الهدى اجعله طريقنا وأينما كان الرضا اجعله رفيقنا وأينما كانت السعاة اجعلها في قلوبنا
خليجيةخليجيةخليجية

مشكورة
آمين يارب العالمين
مشكوره ياورده
اللهم آمين
يبقى لكونه اول المشاركات لك في القسم بالرغم من قصره
ويفضل حبيبتي عدم طرح المواضيع القصيرة
يعطيك العافية

جنه الرضا 2024.

جنه الرضا

صُوَر من الرضا:
هي كثيرة في المجتمع الخالد، مجتمع الصحابة الأجِلاَّء، وقَبْلهم سيِّدُ المرسلين – عليه الصلاة والسلام – فمِن تلك الصُّوَر:
ما كان يُلاقيه المسلمون في مكة من عذاب وتنكيلٍ، ولكنَّهم تقبَّلوا ذلك بقلوبٍ راضية عن الله، وألْسُنٍ شاكرة لله.
ورُوِي أنَّ عُروة بن الزبير – رضي الله عنهما – قُطِعت رِجْله ومات أعزُّ أولاده في ليلة واحدة، فدخَل عليه أصحابه وعزَّوه، فقال: "اللهم لك الحمد، كان أولادي سبعة، فأخَذت واحدًا وأبْقَيت ستة، وكان لي أطرافٌ أربعة، فأخَذت واحدًا وأبْقَيت ثلاثة، فلئن كنتَ قد أخَذت، فلقد أعْطَيت، ولئن كنتَ قد ابْتَلَيتَ، فقد عافَيْت".

هذا حال الراضي، فما حال الساخط؟
يكون حاله مُضطربًا، ووضعه مُحزنًا، يتقلَّب بين حُزن وهمٍّ، وبين شقاءٍ وتعبٍ، مُتضجرًا دومًا، مُتجهِّمًا، إنْ وقَع البلاء سَخِط وتألَّم، ضاقَت عليه الدنيا بما رَحُبَت، وأظْلَمَت الأرض فلا يرى النور الساطع الذي يحلُّ في كلِّ مكان، فقلبه مُظلم دامس.
ليس له دليلٌ يقوده، فتكون النفس الأمَّارة بالسوء دليلاً له حين فقَد الهدي العظيم، ويكون الشيطان دليلاً له حين ابتَعد عن الرحمن، فيقودانه للمَهالك – نسأل الله السلامة.
ارضَ أخي الكريم بما كتَبَ الله لك، فلن تموت حتى تستوفي ما قُدِّر لك، لن ينقصَ من رزقك شيءٌ، ولن ينقص من عُمرك شيء، فلِمَ الخوف؟ تترقَّب المستقبل بهمٍّ كبيرٍ، وتعيش الحاضر وأنت تقاسي أحزانَ الماضي، فضاع اليوم وضاع العُمر وأنت بين حزنٍ وهَمٍّ.
ارضَ عن الله، يرضَ عنك، ألَم تتدبَّر قوله – عزَّ وجلَّ -: ﴿ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ﴾ [البينة: 8]؟
اللهم إنا نسألك أنْفُسًا راضية بقضائك، مُحِبَّة للقائِك.

هـدى:
قال – تعالى -: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 – 157].

نور من السُّنة:
قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ أحدكم يُجمع خَلْقُه في بطن أُمِّه أربعين يومًا نُطفة، ثم يكون عَلَقة مثلَ ذلك، ثم يكون مُضغة مثلَ ذلك، ثم يُرسَل إليه المَلكُ، فيَنفُخ فيه الرُّوح، ويؤمَر بأربع كلمات: بكَتْب رِزْقه وأجَله وعمله، وشَقي أو سعيد، فو الذي لا إله غيره، إنَّ أحدَكم ليَعمل بعملِ أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذِراع، فيَسبق عليه الكتاب، فيعمل بعملِ أهل النار، فيَدخلها، وإنَّ أحدَكم ليَعمل بعملِ أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلاَّ ذراع، فيَسبق عليه الكتاب، فيَعمل بعمل أهل الجنة فيَدخلها))؛ رواه البخاري ومسلم.
من الأدب:
فَلَيْتَكَ تَحْلُو وَالْحَيَاةُ مَرِيرَةٌ
وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُ غِضَابُ

وَلَيْتَ الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ عَامِرٌ
وَبَيْنِي وَبَيْنَ الْعَالَمِينَ خَرَابُ

إِذَا صَحَّ مِنْكَ الْوُدُّ فَالْكُلُّ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ

إشـراقة:
قال عمر بن عبدالعزيز: "ما بَقِي لي سرور إلاَّ مواقع القَدَر، قيل له: ما تشتهي؟ قال: ما يقضي الله تعالى".

شكرا
بارك الله فيك اللهم أجعلنا راضين بكل ماكتبته لنا

رضا الله عنك وارضاكي غاليتي

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

مرحبا بك بالقسم الاسلامي

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الرضا والتسليم بقضاء الله تعالى 2024.

الرضا والتسليم بقضاء الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمْدَ للهِ نحمَدُهُ ونستَعِينُهُ ونستَهْدِيهِ ونَشْكُرُهُ ونَستغْفِرُهُ ونَتوبُ إليهِ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفُسِنا ومِنْ سَيِّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ لَهُ. وأشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلا اللهُ الواحِدُ الأحَدُ الفَرْدُ الصَّمَدُ الذي لم يتَّخِذْ صَاحبَةً ولا وَلَدًا، جَلَّ رَبِّي لا يُشبِهُ شَيئًا ولا يُشبِهُهُ شىءٌ ولا يحُلُّ في شىءٍ ولا يَنحَلُّ منهُ شَىءٌ، جَلَّ رَبِّي تَنَزَّهَ عَنِ الأَيْنِ والكَيْفِ والشَّكْلِ والصُّورَةِ والحدِّ والجِهَةِ والمكَانِ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىءٌ وهوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ. وأشْهَدُ أنَّ سَيِّدَنا وحَبيبَنا وعَظيمَنَا وقَائدَنا وقُرَّةَ أعيُنِنا محمَّدًا عَبدُ اللهِ ورَسولُهُ وصَفِيُّهُ وحَبيبُهُ. الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلى سَيِّدِنا محمَّدٍ النبيِّ الأُمِّيِّ الذي عَلَّمَنَا الحضَارةَ وأرْشَدَنا إِلى مَا فِيهِ خَيرُنا وصَلاحُنا ونَجَاحُنا في الدُّنيا والآخِرَةِ.

أمَّا بعدُ عِبادَ اللهِ فإنِّي أوصيكُمْ ونفْسِي بتقوَى اللهِ العَلِيِّ القديرِ القائلِ في مُحْكَمِ كِتابِه:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ سورة الحشْر/18.
يقولُ اللهُ تبارَكَ وتعالَى في القُرءَانِ الكَريمِ: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنْسَ إِلاَّ لِيَعبُدُونَ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ الْمَتِين﴾ سورة الذاريات/ 56-57-58.
فإذا سُئلتَ لِمَ خَلقَنَا اللهُ؟ فَلْيَكُنْ جَوابُكَ مُسْتَمَدًّا مِنْ هَذِهِ الآيَةِ القُرءَانِيَّةِ: لَقَدْ خَلَقَنَا اللهُ لِيَأْمُرَنَا بِعِبَادَتِهِ. فَنَحْنُ مُكَلَّفُونَ مَأْمُورونَ بِعِبَادَةِ اللهِ وَطَاعَتِهِ وذلكَ بِأَنْ نَلْتَزِمَ الحُدُودَ الشَّرْعِيَّةَ فَلا نَتَعَدَّاها بَلْ نُؤَدِّي الوَاجِبَاتِ وَنَجْتَنِبُ الْمُحَرَّمَاتِ.

وَإِذَا سُئِلْتَ لِمَ لَيْسَ كُلُّ النَّاسِ علَى الإِيمانِ ؟ فَجَوابُكَ أَيْضًا مُسْتَمَدٌّ مِنَ القُرْءَانِ الكَرِيمِ، قَالَ تَعالَى: ﴿وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ سُورَةُ السَّجْدَةِ/13.
فَاللهُ سُبْحَانَهُ وتعالَى لَمْ يَشَِإِ الإيمانَ لِكُلِّ النَّاسِ. فَالعِبَادُ مُنْسَاقُونَ إلَى فِعْلِ مَا يَصْدُرُ عَنْهُمْ بِاخْتِيَارِهِمْ لا بِالإِكْرَاهِ وَالْجَبْرِ. وَلَوْ لَمْ يَشَإِ اللهُ عِصْيَانَ العُصَاةِ وَكُفْرَ الكافِرينَ وَطَاعَةَ المطِيعينَ لَمَا خَلَقَ الجَنَّةَ وَالنَّارَ.

وَإِذَا سُئِلْتَ لِمَ جَعَلَ اللهُ مُؤْمِنِينَ مُثَابِينَ مُتَنَعِّمِينَ فِي جَنَّةِ الخُلْدِ وَلِمَ جَعَلَ كُفَّارًا مُخَلَّدِينَ فِي السَّعِيرِ؟ فَلْيَكُنْ جَوَابُكَ أَيضًا مِنَ القُرْءَانِ الكَرِيمِ قَوْلَهُ تعالَى: ﴿وَمَا رَبُّكَ بِظلّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ وَقَوْلَه تعالَى: ﴿فَعَّالٌ لِمَا يُريدُ﴾، وَقُلْ لِلسَّائلِ إِيَّاكَ أَنْ تَذْهَبَ مَذْهَبَ الهالِكِينَ الْمُتَنَطِّعِينَ وَتَكُونَ مِنْ جمَاعَةِ إِبْلِيسَ الْمُعْتَرِضينَ عَلَى اللهِ المطرودينَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ في الآخِرَةِ فَإِنَّ اللهَ عزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: ﴿لا يُسألُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ فَالعِبَادُ هُمُ الَّذِينَ يُسْأَلُونَ.

يَقُولُ اللهُ تعالى في القُرْءَانِ الكَرِيمِ: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إلا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرينَ﴾ . سورة البقرة/34. اللهُ تعالى أمرَ الملائكةَ أن يسجُدُوا لآدمَ عليهِ السلامُ سُجُودَ تَحِيَّةٍ لا سُجُودَ عِبَادَةٍ، فَسَجدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ الذي كانَ مِنَ الجِنِّ (وَلَمْ يَكُنْ مَلَكًا لأنَّ الملائكةَ لا يَعْتَرِضُونَ على اللهِ) أبَى واسْتَكْبَرَ وَاعْتَرَضَ عَلَى اللهِ فَصَارَ مِنَ الكَافِرينَ الخاسِرِينَ بِاعْتِرَاضِهِ عَلَى اللهِ.
فَلا شَكَّ إِخْوَةَ الإِيمانِ وَالإِسْلامِ أَنَّ الْمُعْتَرِضَ عَلَى حُكْمِ اللهِ تعالَى خَارِجٌ مِنَ الإِسْلامِ وَهُوَ خَاسِرٌ خَاسِرٌ خَاسِرٌ.
فالحَذرَ الحَذَرَ مِنَ الاعْتِرَاضِ عَلَى رَبِّ العِزَّةِ عِنْدَ نُزُولِ الْمَصَائِبِ وَالبَلايَا فَإِنَّ هذا هَلاكٌ وَضَلالٌ وَالعِيَاذُ بِاللهِ.

إخوةَ الإيمانِ إنَّ الدُّنيا لَوْ كَانَتْ هِيَ دَارَ جَزَاءٍ مَا أُصِيبَ نَبِيٌّ مِنَ الأنبياءِ ، البلاءُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ في الدُّنيا أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِهِمْ. رَجُلٌ قالَ لرسولِ الله إني أُحِبُّكَ، فَقَالَ له صلى الله عليه وسلم: "انظُرْ مَاذَا تقُولُ" . قَالَ: إنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ: "انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ". قَالَ: إنِّي أُحِبُّكَ. قَالَ: "انْظُرْ مَاذَا تَقُولُ فإنَّ البَلاءَ أَسْرَعُ إلَى مَنْ يُحِبُّنِي مِنَ السَّيْلِ إلَى مُنْتَهَاهُ".

وتذَكَّرْ أخِي المؤمنُ أَنَّ هذِهِ الدنيا دَارُ بَلاءٍ وَعَمَلٍ وَاستِعْدَادٍ لِما بعدَ المَوْتِ، فَإِذَا ابْتُلِيتَ بِمُصِيبَةٍ قُلْ: إِنَّا للهِ وإنَّا إليهِ رَاجِعُونَ، وَإِيَّاكَ والاعتِرَاضَ علَى اللهِ فَإِنَّ مَنِ اعْتَرَضَ عَلَى اللهِ خَرَجَ عَنْ دِينِ اللهِ والعِيَاذُ بِالله. مَنْ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ مِنْ فَقْرٍ وَاعْتَرَضَ عَلَى حُكْمِ اللهِ فإنَّ كُفْرَهُ هَذَا لا يُقَرِّبُ لَهُ رِزْقًا بَعِيدًا. وَمَنْ أَصَابَهُ مَرَضٌ وَاعْتَرَضَ على حُكْمِ اللهِ فإنَّ مَرَضَهُ لا يزُولُ بِكُفْرِهِ، وَمَنْ مَاتَ لهُ عَزِيزٌ أَوْ قَرِيبٌ وَاعْتَرَضَ عَلَى حُكْمِ اللهِ فَإِنَّ الْمَيِّتَ لا يَعُودُ بِكُفْرِهِ. فيكونُ هَذَا الإِنْسَانُ المعتَرِضُ علَى اللهِ قد أَهْلَكَ نَفْسَهُ وَالعِيَاذُ باللهِ مِنَ الاعتِرَاضِ عَلَى اللهِ وعلى قَضَائِهِ وَحُكْمِهِ.

أمَّا إِذَا إِنْسَانٌ مُسْلِمٌ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ وَقَالَ الحمد ُللهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، للهِ مَا أَعْطَى وَللهِ مَا أخَذَ، إنَّا للهِ وَإِنَّا إليهِ رَاجِعُونَ، لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ، اللهُمَّ لا تَجْعَلْ مُصِيبَتِي في دينِي فَلَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ عِنْدَ اللهِ. قَالَ اللهُ تعالى: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ سورة ق/18.
أَيْ أَنَّ كُلَّ ما يَتَلَفَّظُ بِهِ العَبْدُ مِنَ الجِدِّ وَالهَزْلِ وَالغَضَبِ يُسَجِّلُهُ الْمَلَكَانِ فَهَلْ يَسُرُّ العَاقِلُ أن يَرَى في كِتَابِهِ حِينَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ يَوْمَ القِيامَةِ هَذِهِ الكَلِماتِ الخبيثةَ ؟ بل يَسُوؤُه ذلِكَ ويُحْزِنُهُ حِينَ لا يَنْفَعُ النَّدَمُ ! فَلْيَعْتَنِ بِحِفْظِ لِسَانِهِ مِنَ الكَلامِ بِمَا يَسُوؤُهُ إذَا عُرِضَ عَلَيْهِ فِي الآخِرَةِ. وقد قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَكْثَرُ خَطَايَا ابْنِ ءادَمَ مِنْ لِسَانِهِ" رواه الطَّبَرَانِيُّ.

ومِمَّا يُسَاعِدُ عَلَى الرِّضَا بِقَضَاءِ اللهِ أَنْ يَعْمَلَ الوَاحِدُ بِمَا وَرَدَ فِي صَحِيحِ البُخَارِيِّ رَحِمَةُ اللهِ عليهِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: "إِذَا نَظَرَ أحدُكم إلى مَن فُضِّلَ علَيْهِ في المالِ وَالخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ".
فالنبيُ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا أَنَّ مَنْ نَظَرَ إلَى مَنْ هُوَ فَوْقَهُ فِي المَالِ أَوِ الجِسْمِ فَلْيَنْظُرْ إلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ منهُ أي إلى مَنْ هُوَ أَقَلُّ مِنْهُ.

إِنَّ كَثْرَةَ الدُّخُولِ على الأَغْنِيَاءِ تَزِيدُ النَّفْسَ رَغْبَةً وَتَعَلُّقًا بِالمَالِ وَزَخَارِفِ الدنيا وَمَباهِجِها. وَمَنْ تَعَلَّقَ قَلْبُهُ بِحُبِّ الدُّنيا، يَجُرُّهُ هذا إلى مُحَاوَلَةِ جَمْعِ الأَمْوالِِ مِنْ غَيرِ تَمْيِيزٍ بَيْنَ الحلالِ والحرامِ ويَصِيرُ هَمُّه تَكْدِيسَ الأموالِ ولَوْ عَنْ طَرِيقِ السَّرِقَةِ أَو الاحتِيالِ غَيْرَ مُبَالٍ بِمَا يَتَرتَّبُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ مَظَالِمَ.

وَرَسُولُ اللهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم يَدُلُّنا عَلَى سَبِيلِ الوِقَايَةِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ قُلُوبُنا في حُبِِّ الدُّنيا وَقَبْلَ أَنْ تَصِيرَ قَاسِيَةً كَقَسَاوَةِ الحَجَرِ وَقَبْلَ أَنْ تَنْشَغِلَ بِالدُّنيا عَن الاستِعْدَادِ لِلآخِرَةِ وَالتَّزَوُّدِ لَهَا وَذَلِكَ بأَنْ نَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ أَقَلُّ مِنَّا في أَمْرِ الدُّنْيا. فَإِذَا كَانَ الشَّخصُ يَجِدُ كِفَايَتَهُ فَقَطْ فَلْيَنْظُرْ إلَى مَنْ لا يَجِدُ كِفَايَتَهُ. وَإِذَا كَانَ يَسْكُنُ بَيْتًا صَغِيرًا فَلْيَنْظُرْ إلَى مَنْ لا يَجِدُ مَا يَأْوِي إليهِ، وَإِذَا كَانَ يَلْبَسُ ثَوْبًا رَثًّا فَلْيَنْظُرْ إلَى مَنْ لا يَجِدُ ثَوْبًا يَسْتُرُه أَوْ مِنَ البَرْدِ يَقِيهِ، وَإِذَا كَانَ لا يَأْكُلُ اللحمَ إلاَّ قَلِيلاً فَلْيَنْظُرْ إلَى مَنْ لا يَجِدُ كِسْرَةَ خُبْزٍ أَوْ شَرْبَةَ مَاءٍ تُرْوِيهِ.

أَيُّها الإِخْوَةُ الأحبابُ، أمَّا فِي أَمْرِ الدِّينِ فَالمَطْلُوبُ مِنَّا أَنْ نَنْظُرَ إلَى مَنْ هُوَ فَوْقَنا، فَلا يَنْبَغِي لِلوَاحِدِ مِنَّا أَنْ يَغْتَرَّ بِنَفْسِهِ وَيَنْظُرَ إليهَا بِعَيْنِ الإِعْجَابِ والتَّعْظِيمِ، وَيَنْسَى نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْهِ الذِي أَقْدَرَهُ أَيْ أَعْطَاهُ القُدْرَةَ علَى النُّطْقِ والْمَشْيِ والبَصَرِ. وَالمَطْلُوبُ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ أَنْ يَنْظُرَ إلى مَنْ هُوَ أَكْثَرُ طاعَاتٍ مِنْهُ وَأَكْثَرُ اجْتِهَادًا وَأَكْثَرُ نَشَاطًا وَهِمَّةً كَيْ يَجْتَهِدَ مِثْلَهُ، لأنَّ عُلُوَّ الهِمَّةِ فِي الدِّينِ أَمْرٌ مَطْلُوبٌ.
اللهمَّ لا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا في دِينِنَا وَتَوَفَّنا وَأَنْتَ رَاضٍ عَنَّا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
هذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ

الخُطبةُ الثانيةُ:
التحذِيرُ مِنَ الاعتِرَاضِ عَلَى اللهِ

الحمدُ للهِ نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه ونستهْدِيهِ ونشكُرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنا وسيّئاتِ أعْمَالِنا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لهُ ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادِي لهُ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ محمّدٍ .

عبادَ اللهِ، أُوصِيْ نفسِيَ وإيّاكمْ بتقْوَى اللهِ العَليّ العظيمِ فاتقوه.
واعلموا إخوة الإيمان والإسلام أَنَّ المُعْتَرِضَ عَلَى حُكْمِ اللهِ تعالَى خَارِجٌ منَ الإِسلامِ وَلا شَكَّ وَهُوَ خَاسِرٌ خَاسِرٌ خَاسِرٌ. يَقُولُ اللهُ تعالَى: ﴿لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ﴾. سورة الأنبياء/الآية 23.

اللهُ ءامِرٌ نَاهٍ وَلا ءَامِرَ وَلا نَاهِيَ لَهُ، هَؤُلاءِ الذينَ يَنْتَقِدُونَ حُكْمَ اللهِ وَيَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ مِنْ أَهْلِ الفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، هَؤُلاءِ كَأَنََّهُمْ ما عَرَفُوا أَصْلَ خِلْقَتِهِمْ . سَيِّدُنَا عليٌّ رضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: "مَا لابْنِ ءادَمَ وَالفَخْر أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ وَءَاخِرُهُ جِيفَةٌ".
معناهُ لا يَنْبَغِي لابْنِ ءادَمَ أَنْ يَتَرَفَّعَ، اللهُ خَلقَهُ مِنْ تِلْكَ النُّطفَةِ التِي هِيَ قَدْرُ بَزْقَةٍ ثُمَّ يُعيدُهُ إلى التُّرَابِ.

فالحذَرَ الحذرَ منَ الاعتِرَاضِ على رَبِّ العِزَّةِ عندَ نُزُولِ المصَائِبِ والبَلايَا فَإِنَّ هذا هَلاكٌ وَضَلالٌ والعِيَاذُ بِاللهِ.

واسمعُوا معي قِصَّةَ فاطِمَةَ الزُّبَيْريَّةِ التِي كَانَتْ تَقِيَّةً صَالِحَةً حَجَّتْ ثُمَّ زَارَتِ الرسولَ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَوَتِ الإِقَامَةَ في مكّةَ فصارَ لَهَا شُهْرَةٌ بِالتَّقوَى والصَّلاحِ وَالعِلْمِ، ثُمَّ عَمِيَتْ سَنَتَيْنِ، ثُمَّ ذَاتَ ليلَةٍ أرادَتْ أَنْ تَتَوَضَّأَ لِصَلاةِ الليلِ فتَزَحْلَقَتْ عَلَى دَرَجٍ فَانْكَسَرَ ضِلَعَانِ مِنْ أَضْلاعِهَا، وَمَعَ ذَلِكَ تَكَلَّفَتْ فَتَوَضَّأَتْ وَصَلَّتْ، لَمْ تَعْتَرِضْ عَلَى الله، لَمْ تَتَسخَّطْ عَلَى اللهِ، لَمْ تَتَخَلَّ عن طاعةِ اللهِ، لَمْ تَلْجَأْ إلَى المعَاصِي عندَ نُزُولِ البَلاءِ. تَوضَّأَتْ وصَلَّتْ، وفي تلكَ الليلَةِ رأَتْ حَبِيبَهَا، رأَتْ بَدْرَ الكَوْنِ الأَنْوَرَ، رأَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأبَا بكرٍ وعُمَرَ مُقْبِلِينَ مِنْ جِهَةِ الكَعْبَةِ، هِيَ بابُ بَيْتِهَا كَانَ مُواجِهًا للكَعْبَةِ، فَجَاءَ الرسولُ فبَصَقَ على طَرَفِ رِدَائِهِ وقالَ لَهَا امْسَحِي بهِ عَيْنَيْكِ، فَأَخَذَتِ الرِّداءَ فَمَسَحَتْ بِهِ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ، ثُمَّ وَضَعَتْهُ عَلَى مَوْضِعِ الكَسْرِ فَتَعَافَى، ثمَّ استَيْقَظَتْ مُبْصِرَةً، وَجَاءَتْ خَادِمَتُهَا فَرَأَتْهَا مُبْصِرَةً فَقَصَّتْ عليهَا قِصَّتَهَا، هَذِهِ المرأَةُ الصَّالِحَةُ كَثِيرٌ مِنَ النِّساءِ اسْتَفَدْنَ مِنْهَا فِي الزُّهْدِ والعِلْمِ والتَّقْوَى. كَانَتْ حَنْبَلِيَّةً، فَاطِمَةُ بِنْتُ أَحمدَ بنِ عَبْدِ الدَّائِمِ الزُّبَيْرِيَّةُ.

واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ ﴿إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا﴾ اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدَنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىْءٌ عَظِيمٌ ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ﴾، سورة الحجّ،

اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فاستجبْ لنا دعاءَنا فاغفرِ اللّـهُمَّ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. اللهمَّ رحمَتَكَ نرجو فَلا تَكِلْنَا إلَى أَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ وأَصْلِحْ لَنَا شأنَنَا كُلَّهُ لا إلهَ إلا أَنْتَ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون .اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا،

اللهم لا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا وتوفَّنا وأنت راضٍ عنا يا أرحمَ الراحمين

بورك بيديك اختي

ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ اللّـهُمَّ اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ اللّـهُمَّ استرْ عَوراتِنا
شكرا لك
جزاك الله خير
وجزاكم الله ووفقكم الله لما يحب ويرضى
♥ بارك الله فيكم لمروركم بموضوعي ♥

كلام قيم لشيخ الإسلام في أنواع الرضا . 2024.

كلام قيم لشيخ الإسلام في أنواع الرضا…

.


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ:
مَنْ لَزِمَ مَا يُرْضِي اللهَ مِنَ امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ نَوَاهِيهِ
لاَ سِيَّمَا إِذَا قَامَ بِوَاجِبِهَا وَمُسْتَحَبِّهَا فَإِنَّ اللهَ يَرْضَى عَنْهُ،
كَمَا أَنَّ مَنْ لَزِمَ مَحْبُوبَاتِ الحَقِّ أَحَبَّهُ اللهُ.
كَمَا قَالَ فِي الحَدِيثِ الصَّحِيحِ الَّذِي فِي البُخَارِيِّ:

(( مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ،وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِمِثْلِ
أَدَاءِ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَلاَ يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ … ))

الحَدِيثَ .

وَذَلِكَ أَنَّ الرِّضَا نَوْعَانِ:

أَحَدُهُمَا: الرِّضَا بِفِعْلِ مَا أُمِرَ بِهِ وَتَرْكِ مَا نُهِيَ عَنْهُ. وَيَتَنَاوَلُ مَا أَبَاحَهُ اللهُ مِنْ غَيْرِ تَعَدٍّ مَحْظُورٍ .

{وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللهِ رَاغِبُونَ }

(التوبة/59‍).

وَهَذَا الرِّضَا وَاجِبٌ. وَلِهَذَا ذَمَّ مَنْ تَرَكَهُ بِقَوْلِهِ:

{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا
إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا أَتَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا
اللهُ سَيُؤْتِينَا اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ.}

(التوبة 58‍/59‍).

وَالنَّوْعُ الثَّانِي: الرِّضَا بِالْمَصَائِبِ: كَالفَقْرِ وَالْمَرَضِ وَالذُّلِّ .
فَهَذَا رِضًا مُسْتَحَبٌّ فِي أَحَدِ قَوْلَيِ العُلَمَاءِ، وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ،
وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ وَاجِبٌ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ الوَاجِبَ هُوَ الصَّبْرُ . كَمَا قَالَ
الحَسَنُ: الرِّضَا غَرِيزَةٌ، وَلَكِنَّ الصَّبْرَ مُعَوَّلُ الْمُؤْمِنِ.
وَقَدْ رُوِيَ فِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ – صلى الله عليه وسلم -قَالَ:

[ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُعَمَّ بِالرِّضَا مَعَ اليَقِينِ فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ].

وَأَمَّا الرِّضَا بِالكُفْرِ وَالفُسُوقِ وَالعِصْيَانِ:
فَالَّذِي عَلَيْهِ أَئِمَّةُ الدِّينِ أَنَّهُ لاَ يُرْضَى بِذَلِكَ، فَإِنَّ الله لاَيَرْضَاهُ كَمَا قَالَ:

{وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ }

(الزمر/7‍)

وَقَالَ:

{ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ}

(البقرة/205‍)

وَقَالَ تَعَالَى:

{فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى عَنِ القَوْمِ الفَاسِقِينَ}

(التوبة/96‍)

الفتاوى لشيخ الإسلام

.

جزاك الله كل الخير
والله يعطيك العافيه

اللهم اجعل ماكتبتيه في ميزان حسناتك
دمتي بحفظ الله

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناني الجنوب خليجية
جزاك الله كل الخير
والله يعطيك العافيه

اللهم اجعل ماكتبتيه في ميزان حسناتك
دمتي بحفظ الله

اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب العالمين
جزاك الله خير على المرور الجميل والدعوة الحلوة

بارك الله فيك وجعله الله في مزان حسناتك
لكي مني كل التحية أختاه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريانية خليجية
بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك
لكي مني كل التحية أختاه

اللهم آآآآآآآآآآآآآآآمين
مشكوره على المرور والدعــــــــــاء

هل رزقتي نعمة الرضا في الاسلام 2024.

هل رزقتي نعمة الرضا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اخواتي احبكم في الله
انظروا الي نعمة الرضا فيالها من نعمة جميلة
انظروا الي هذة القصة

في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل , عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة في ظروف صعبة … إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا و تملك القناعة التي هي كنز لا يفنى . .وكان أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء فالغرفة عبارة عن أربعة جدران و بها باب خشبي غير أنه ليس لها سقف !

و كان قد مر على الطفل أربعة سنوات منذ ولادته لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة و ضعيفة من المطر, إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم و امتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة . . . و مع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها , فاحتمى الجميع في منازلهم , أما الأرملة و الطفل فكان عليهما مواجهة موقف عصيب ! !

نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة و اندسّ في أحضانها , لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقًا في البلل ..أسرعت الأم إلى باب الغرفة فخلعته و وضعته مائلاً على أحد الجدران و خبأت طفلها خلف الباب لتحجب عنه سيل المطر المنهمر . .فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة و قد علت على وجهه ابتسامة الرضا, و قال لأمه : " ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر ؟ ! !

لقد أحس الصغير أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء . .. ففي بيتهم باب !!!!!!

ما أجمل الرضا . . . إنه مصدر السعادة و هدوء البال , و وقاية من أمراض المرارة و التمرد و الحقد..

اللهم ارزقنا هذه النعمة, نعمة الرضا بأقدارك خيرها وشرها
للامانة منقول
وفقكم الله
خليجية

موضوعك رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااائع

منجد نعمة الرضا مافي زيها الله يرزقنا هالنعمة يارب

بانتظار مواضيعك الرائعة تسلمي عالطرح

شكرا لك القصة رائع ومعبرة

الحمد لله الحمد لله الحمد لله

((((اللهم لك الحمد حتى الرضا

ولك الحمد أذا رضيت

ولك الحمد بعد الرضا )))

جزاك الله خير