الاستاذه ناعمه الهاشمي
استشارية العلاقات الاسرية والعناية بالحياة
في رد لها على احد الاسئله من الاخوات
اتمنى ان تجدوا فيه الجواب العلمي الشافي
السؤال
لي سؤال صغير اليس من الممكن ان ينجح الحب بعد الزواج من العشيقه
ام ان البيوت الماثله امامنا المبنيه على الحب قبل الزواج
هى وهم زائف امام الناس … وفي الحقيقه هى بيوت خاويه من الحب والنجاح ؟؟؟؟
وهل ننصح العشاق بالابتعاد عن بعضهم البعض لانه من الممكن ان يقرفوا من بعض بعد الزواج ؟؟؟
وهذا رد الاستاذه (ناعمه الهاشمي )عليها
الأمر ليس بهذه الصورة،
فزواج الانسان من شخص يحبه، ليس بالضرورة سببا في فشلهما، ولا في نجاحهما، فكله توفيق من رب العالمين
لكن في حالة أن الانسان مر بتجربة العشق ( وهو حالة دماغية تشبه في كيميائها الجنون المؤقت)، في إطار غير شرعي، أي أن يحب الرجل غير زوجته، أو تحب الفتاة شابا تتعرف إليه، فإن كان الأمر مجرد استلطاف، او اعجاب ببعض صفات الطرف الأخر، لا بأس عليه إن شاء الله، لكن ما أن يتجاوز ذلك إلى العشق، حتى يقع في دائرة مختلفة ويدخل الانسان في تغييرات جسدية خاصة، تشبه الإدمان، وبالتالي قد تصبح الفتاة بعد هذه العلاقة التي على سبيل المثال لم يتم ختمها بالزواج، قد تصبح عرضة للعلاقات المتعددة بحثا عن ذات الشعور الذي اختبرته في العلاقة الأولى، والذي لا يتكرر، بسبب اعتياد الدماغ على تلك كيمياء العشق.
أما في حالة أنها تزوجت ممن كانت تحب قبل الزواج، فإنه بعد الزواج بعدة شهور أو سنة على اكثر تقدير، تبدأ مرحلة الفتور وهي بين من تزوجا عن عشق، تبدوا شاسعة وكبيرة، ومملة جدا، فيما يحدث العكس مع من تزوجت وفق النظرة الشرعية ولم يسبق لها الوقوع في العشق.
فالفتور الذي يحدث في حالة الزواج بالنظرة الشرعية، يكون اقل خطرا، ومللا، ولا يستغرق فترة طويلة،
وسأضرب لك مثلا، ماذا لو أعطيتك قهوة ثم قطعة حلوى، ستشعرين بطعم الحلو سريعا،
لكن ماذا لو أعطيتك الكثير من العسل ثم قدمت الحلوى، لن تشعري بحلاوة الحلوى،
وهذا ما يحدث بعد الزواج، بين العشاق، وبالتالي ينقطع بهم الأمل، ويصابون بنوع من الحيرة، وقد يلجؤون إلى علاقات خارجية، بحثا عن الأحاسيس القديمة،
قد تسألين وماذا عن المطلقات، ………؟؟؟
المطلقة لا تختبر مع زوجها السابق ذات العلاقة التي تختبرها عاشقة، والسبب هو أن الحب الذي ينشأ بعد الزواج ( والذي اشار الله إليه بكلمة مودة) يختلف في كيميائه عن كيمياء العشق، وهو أعلى جودة، وأفضل، وصحي، وبعد أن تتطلق المرأة من زوجها، أثناء العدة، تذوب تلك الكيمياء ببساطة بلا اثار جانبية، بينما للعشق اثار جانبية كبيرة بعد الفراق، منها الجنون، وفي التاريخ الكثير من العبر من أمثال، مجنون ليلى،
وقد يؤدي الفراق المفاجأ إلى الموت في بعض الحالات، بسبب الصدمة النفسية التي يعانيها العشيق،
ورغم ذلك فالعشق ليس أمرا ساميا، بل هو نوع من أنواع الشهوات النفسية الغير منظمة، وغالبا ما تورث الأمراض،
بينما الحب الهادئ والراقي وعالي الجودة يولده الفراش في العلاقة الشرعية، ولهذا تجدين الفراش مقرونا بالحب والمودة والألفة، دائما،
الحب عالم كبير وشاسع، وإن تحدثت فيه فلن تكفيني صفحة واحدة،
لكني عبر بحوثي وصلت إلى قناعة تامة،
بان الحب الحقيقي يأتي بعد الزواج،
والحب خارج اطار الشرعية، لا يعد سوى نوع من أنواع العبث،
والزواج عن حب، ليس سببا للنجاح،
وقصص الأفلام والمسلسلات، وهم وضياع، والدليل أن الممثلون هم انفسهم ضربوا الرقم القياسي في الطلاق وتعدد الزيجات، فأين اذا الحب الذي يتحدثون عنه ويمثلون لأجله، …!!!!!
والموضوع الأخر فيما يخص النظرة الشرعية،
أتحدث عنها بإسهاب في دوراتي،
وتجديني وأنا أشرح ما يحدث في دماغ الرجل والمرأة خلال ثلاثين ثانية من اللقاء
وكيف أن الله زود كلا منهما بجهاز رادار خاص
يلتقط شيفرة الأخر ويحللها في لحظات
ليقرر إن كان الشخص الأخر مناسبا أم لا
لكن الفشل في الزواج بالنظرة الشرعية، ليس سببه النظرة الشرعية
وإنما ما يحدث بعد ذلك ،
عندما تجبر الفتاة بعد النظرة الشرعية على الزواج من شاب رغم انها قالت : أنها لم ترتح له،
ومع هذا يحاول الأهل اقناعها به،
كانت مشاعرها دليلها، ففتوى القلب في تلك اللحظة هي العامل الحاسم في النجاح
مبدأيا على الاقل.
وعلى كل حال، فكل علاقة زوجية قابلة للاصلاح مهما حدث،
هذه قناعتي المهنية .