في أي قسم تندرج صلاتك ؟؟ " ابن القيم " من الشريعة 2024.

في أي قسم تندرج صلاتك ؟؟ " ابن القيم "

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله

في أي قسم تندرج صلاتك ؟؟

ذكر ابن القيم – رحمه الله – في كتابه : ( الوابل الصيب ) أن الناس في الصلاة على خمسة أقسام :

* معاقب :

( يعاقبه الله على صلاته !! )

* محاسب:

( يحاسبه الله على صلاته !! )

* مكفرٌ عنه :

( يكفّر الله عنه بصلاته )

* مثاب :

( يكسب ثواب على صلاته )

* مقرَّب :

( يقرِّبه الله إليه بصلاته )

* المعاقب :

هو من لا يهتم ( ولا يأتي ) بوضوءها ولا بأركان الصلاة ولا بواجباتها ولا بشروطها
فهو يعاقب على صلاته !!

* المحاسب :

هو من أتى بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها.. ولكنه من حين ما دخل في الصلاة إلى أن خرج منها وهو لا يدرك شيئاً مما قاله فيها !
يسرح ذهنه في هذه الدنيا إلى أن يقول ( السلام عليكم ) بل و يتلهف لإنهائها حتى يقضي حوائجه ..
وما أكثر هذا الصنف !
فهو يحاسب على صلاته !

* مكفرٌ عنه :

هو من أتى بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها .. ولكنه من حين ما دخل في الصلاة إلى أن خرج منها وهو يصارع نفسه و شيطانه .. يريد ألا يذهب قلبه عن هذه الصلاة فهو في جهاد مع نفسه لتحسين صلاته ..
هذا يكفّر الله عز وجل عنه .

* المثاب :

هو من أتى بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها ومندوباتها .. وخشع فيها !
هذا يثيبه الله عز وجل على صلاته .

* المقرب :

( المرتبة العليا )
هو من أتى بأركان الصلاة وواجباتها وشروطها ومندوباتها .. وخشع فيها ..
ولكنه يستحضر أن الله في قبلته !
وهذا هو الفرق بينه و بين الصنف الرابع الذي خشع و لكن لم يستحضر أنه يناجي الله .. أن الله في قبلته !
فمن أتى بكل شروط الصلاة و أركانها وواجباتها و خشع واستحضر أنه يناجي الله و أن الله مطلع عليه .. فهو مقرّب !

لا إله إلا الله محمد رسول الله
خليجيةخليجيةخليجية


ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزاك الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك …

جزاك الله خيرا

من فوائد ابن القيم في الاسلام 2024.

من فوائد ابن القيم..

إذا أراد الله بعبد خيراً سلب رؤية أعماله الحسسنة من قلبه والإخبار بها من لسسانه
وشغله برؤية ذنبه فلا يزال نصب عينيه حتى يدخل الجنة فإن ما تقبل من الأعمال رفع من
القلب رؤيته ومن اللسان ذكره.

من أعرض عن عبودية الله وطاعته ومحبته بـُـــــلي بعبودية المخلوق ومحبته وخدمته

من رضي بالله ربا
رضيه الله له عبدا

أجمع العارفون بالله أن ذنوب الخلوات هي أصل الإنتكاسات
وعبادة الخلوات هي أعظم أسباب الثبات

تمام الخذلان انشغال العبد بالنعمة عن المنعم وبالبلية عن المبتلي
فليس دوما يبتلى ليعذب وانما قديبتلى ليهذب

للعبد بين يدي الله موقفان(موقف بين يديه في الصلاة)
و(موقف بين يديه يوم لقائه)
فمن قام بحق الموقف الـأول (هون عليه) الموقف الاخر
ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه (شدد عليه) ذلك الموقف

منقول

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
شكرا عالمرور الطيب اختي
جزاك الله الف خير
دمتي بحفظ الرحمن,,,
جزاكِ الله خيرا
شكرا عالمرور الطيب

كلمات لإبن القيم اذا جرى على العبد مقدور يكرهه ! 2024.

كلمات لإبن القيم .. اذا جرى على العبد مقدور يكرهه..!

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الامام العجيب ابن القيم رحمه الله في الفوائد

إذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستة مشاهد‏:‏

الأول‏:‏ مشهد التوحيد وأن الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن‏.‏

الثاني‏:‏ مشهد العدل، وأنه ماض فيه حكمه عدل فيه قضاؤه‏.‏

الثالث‏:‏ مشهد الرحمة وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه ورحمته ‏.‏

الرابع‏:‏ مشهد الحكمة وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك، لم يقدره سدى ولا قضاه عبثاً‏.‏

الخامس‏:‏ مشهد الحمد وأن له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه‏.‏
السادس‏:‏ مشهد العبودية وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده، فيصرفه تحت أحكامه القدرية كما يصرفه تحت أحكامه الدينية فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه‏.‏

قلة التوفيق وفساد الرأي، وخفاء الحق وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم ولباس الذل، وإهانة العدو وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة وكسف البال‏:‏ تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله كما يتولد الزرع عن الماء، والاحتراق عن النار، وأضداد هذه تتولد عن الطاعة‏.‏

…رفع الله قدركـ…
وسددكم
منقول

مشكوووووووووووووووووره
جزاك الله خيرا

تحضير نص القيم الروحية والاجتماعية في الاسلام 2024.

تحضير نص القيم الروحية والاجتماعية في الاسلام

خليجيةاكتشم معطيات النصخليجية
مدلول كلمة الاسلام من خلال النص هو الانقياد والخضوع .اما علاقة الاسلام بالديانات الاخرى هو انه مكمل لها .
الاصل الاهم في العقيدة الاسلامية هو الايمان بوحدانية الله والتفرد في التدبيروالتيسيير.
اصول الاعمال التي تنبثق عنه هي العبادات .
تكون الامة مثالية بتعاون افرادها على الخير امرين بالمعروف ناهيين عن المنكر يسودهم البر والتعاطف ويشعر كل واحد منهم بمشاعر الاخر .
الحقوق التي كفلها الاسلام للمراة هي السعي في الارض والعمل والتجارة واثرها على حياتها هو جعلها مهمة ويرفع من شانها وقدرها.
خليجيةاناقش معطيات النصخليجية

ما هو المطلوب أختي ؟؟؟
ربي يوفقكـ
mer6 boucoup

تخيل الامام ابن القيم في عصر المنتديات! ماذا كان سيقول؟! 2024.

تخيل الامام ابن القيم في عصر المنتديات! ماذا كان سيقول؟!

تخيل الامام ابن القيم في عصر المنتديات! ماذا كان سيقول؟!

يقول إبن القيم- رحمه الله -: وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيئة الضنك في العذاب الأليم، وهو يمرُ مر السحاب، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته وإن عاش فيه عيش البهائم، فإن قطع وقته في الغفلة والسهو والأماني الباطلة وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموت هذا خير له من حياته

ماذا كان ابن القيم ليقول عن الوقت لو أنه أدرك عصرنا هذا؟!
ماذا كان ليقول وكثير من شباب المسلمين يقضي الساعات والساعات في ارتياد المنتديات؟ حتى وكأنها بيته، وروادها أهله، ومتابعتها عمله وشغله ودراسته

لعل فيها فوائد تُذكر لكن مهما كانت تلك الفوائد فليس لنا ان نتجاهل المضار المترتبة على إهدار الوقت الطويل فيها، ومنها:
1 . الإنعزال و حب الوحدة و الجلوس في الغرفة لساعات طوال .
2 . التلهف على العودة للبيت سريعا للدخول على الأنترنت .
3 . الإنشغال الوهمي الدائم و أنه ليس لديه وقت لأنجاز أي واجب ما عدا الأنترنت .
4 . السهر الدائم و تضييع الأوقات في الأنترنت و خاصة في الدردشة .
5 . تدني المستوى الدراسي و ضعف التركيز و شرود الذهن .
6 . الإرهاق الذهني و الجسدي و الإحساس بالخمول و الكسل بسبب الجلوس الطويل مع قلة النوم و الراحة .

الأسباب :

1 . عدم الإحساس بقيمة و أهمية الوقت و كيفية إستغلاله فيما يرضي الله تعالى .

2 . ضعف الإرتباط الأسري أو إنفصال الوالدين أو ووجود مشاكل يومية تعطي الفرصة للأبناء بالتنفيس و الهروب من هذا الجو المشحون بالدخول على المواقع و صرف الوقت بها لساعات .

3 . الفراغ و عدم ممارسة أي من الهوايات النافعة تعطي الفرصة لإضاعة الوقت .
4 . الإنطواء و عدم و جود صحبة يعايشها الشاب و يقضي معها حياته اليومية .

العلاج :
1 . إستشعار رقابة الله تعالى و أنه ينظر إليه في كل أحواله .
2 . تقوية الجانب الإيماني بحسن العلاقة مع الله و التأسي بالرسول صلى الله عليه و سلم .
3 . ممارسة بعض الهوايات و الرياضات النافعة للتوازن في صرف الأوقات .
4 . وضع جهاز الكمبيوتر في مكان عام و مكشوف داخل البيت مثلا في الصالة حتى يكون تحت الأنظار بإستمرار.
5 . تعريف الشاب بأهمية الوقت في حياته و تربيته على حسن إستغلال وقته بما ينفع و أن يحفظ بصره من كل محرم .
6 . تقييد وقت الدخول للأنترنت بأوقات محددة مثلا لا يتعدى الساعة باليوم في أي حال من الأحوال .
7 . قوة الترابط الأسري و العيش في جو إجتماعي داخل الأسرة و القيام ببعض الأنشطة و التكاليف الأسرية .

8 . الحرمان في بعض الأوقات من إستخدام الأنترنت حتى لا يكون هناك هوس و تعلق في إستخدامه .
9 . وضع حصالة لوضع النقود فيها كلما ضيع وقتا في مشاركات غير مفيدة للإحساس بقيمة الوقت

جوانب ايجابية فى المنتديات برغم مشكلاتها

– تطوير الشخص قدرته في المحاورة وكتابة المقالات ..
– ملتقى لـ تبادل الخبرات والإستفسار وحل المشكلات ..
– الانفتاح على العالم .. فـ تفكير الشخص يكون محصوراً بين أقاربه وزملائه ومجتمعه .. ولكن في المنتديات يخاطب الشخص أناس من أجناس أخرى وأفكار مختلفة تماماً

نصيحة إلى مهدري الوقت:

1/ أن يجعلوا لكل شئ وقتا معلوما.

2/ ألا تلهيهم الإنترنت عن التجارة الرابحة وهي مرضاة الله تبارك وتعالى. يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ )).

3/ ألا يستخدموا الإنترنت في تحطيم أنفسهم وزهرة شبابهم همسه في اذن كل اخ واخت:
(( نظم وقتك بين العبادة والاهتمام بأهل بيتك ووقتك الذي تقضيه على النت))

ختاماً ..

المنتديات نحن من نحسن ونسيء استخدامها ..
فـ من أراد الفائدة وجدها ..
ومن أراد غير ذلك سيجده إيضاً

منقووووووووول




طرح قيم وراائع..
نصائح وارشادات مضيئة حقا
جزاك الله خير عزيزتي
وباركـ الله تعالى فيكـ .. واسكنكـ الجنة
كل الشكر لكـِ ..!

يستحق التقييم

نور الإيمان

.. موضوع في غايه الاهميه ..
اشكركٍ غاليتي على طرحكٍ المميز ..
وبارك الله فيك ووفقكٍ
دمتي برعاية الله
مشكورين على مروركم الرائع و المشرف

الحكم الرائعة لابن القيم عن خلق ادم من الشريعة 2024.

الحكم الرائعة..لابن القيم..عن خلق ادم..

لماذا خلق الله آدم آخر المخلوقات

كان أول المخلوقات القلم ليكتب المقادير قبل كونها .
وجُعل آدم آخر المخلوقات ، وفي ذلك حكم :

أحدها : تمهيد الدار قبل الساكن .

الثانية : أنه الغاية التي خُلق لأجلها ما سواه من السماوات والأرض والشمس والقمر والبر والبحر .

الثالثة : أن أحذق الصناع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه بأساسه ومبادئه .

الرابعة : أن النفوس متطلعة إلى النهايات والأواخر دائماً ، ولهذا قال موسى للسحرة أولاً : { ألقوا ما أنتم ملقون } ،
فلما رأى الناس فعلهم تطلعوا إلى ما يأتي بعده .

الخامسة : أن الله سبحانه أخّر أفضل الكتب والأنبياء والأمم إلى آخر الزمان ، وجعل الآخرة خيراً من الأولى ،
والنهايات أكمل من البدايات ، فكم بين قول الملك للرسول : اقرأ ، فيقول : ما أنا بقارئ ،
وبين قوله تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم } !
السادسة : أنه سبحانه جمع ما فرقه في العالم في آدم ، فهو العالم الصغير ، وفيه ما في العالم الكبير .

السابعة : أنه خلاصة الوجود وثمرته ، فناسب أن يكون خلقه بعد الموجودات .

الثامنة : أن من كرامته على خالقه : أنه هيّأ له مصالحه وحوائجه وآلات معيشته وأسباب حياته ،
فما رفع رأسه إلا وذلك كله حاضر عتيد .

التاسعة : أنه سبحانه أراد أن يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات ، فقدمها عليه في الخلق ،
ولهذا قالت الملائكة : ليخلق ربنا ما يشاء ، فلن يخلق خلقاً أكرم عليه منا ،
فلما خلق آدم وأمره بالسجود له ظهر فضله وشرفه عليهم بالعلم والمعرفة ،
فلما وقع في الذنب ظنت الملائكة أن ذلك الفضل قد نسخ ، ولم تطلع على عبودية التوبة الكامنة ،
فلما تاب إلى ربه وأتى بتلك العبودية علمت الملائكة أن لله في خلقه سراً لا يعلمه سواه .

العاشرة : أنه سبحانه لما افتتح خلق هذا العالم بالقلم كان من أحسن المناسبة أن يختمه بخلق الإنسان ،
فإن القلم آلة العلم ، والإنسان هو العالم ،
ولهذا أظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة بالعلم الذي خصَّ به دونهم .
مع كامل تحياتي

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

الله يجزاك الف خير
بارك الله فيك
شكرا اختي مسك سيدتي
على مرورك
وكل عام وانت بالف خير
تحياتي

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

أبدعت,,,,,
,,,,,,,وتألقت
سلمت لنا يمناك على كل حرف خطته,,,
,,,,,,على كل كلمة رسمتها
عذرا,, لتقبل عباراتي المتواضعة,,,
فلم اجد الحروف التي تليق بسمو قلمك ,,
,,,,التي قد تلملم ردا يناسب روعة ما قدمته
لك ودي وجل تقديري,,

moon-light3

بارك الله فيكي
أنه سبحانه لما افتتح خلق هذا العالم بالقلم كان من أحسن المناسبة أن يختمه بخلق الإنسان ،
فإن القلم آلة العلم ، والإنسان هو العالم ،
ولهذا أظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة بالعلم الذي خصَّ به دونهم .
مع كامل تحياتي

بارك الله فيكي

moon-light3

سماااااح سلاف..

سلامه…..

مشكوووووراااات

حبيباااااتي على مروووركم

لكم كل محبتي

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

هل أرواح الموتى تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ÷ ابن القيم -اسلاميات 2024.

هل أرواح الموتى تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ÷ ابن القيم

مختصر لمسائل كتاب الروح لابن القيم رحمه الله

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد : فهذا مختصر لطيف للمسائل التي أجاب عنها العلامة ابن القيم رحمه الله في كتاب ( الروح) مع أجوبتها ، مقتصراً في ذلك على ذكر الجواب الصحيح. دون التعرض لنقل الخلافيات والأدلة المتشعبة ؛ لكي يسهل استحضارها لطلاب العلم ، ولعامة المسلمين. وأسال الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها … وصلى الله على نبينا محمد.

المسألة الأولى : هل تعرف الأموات بزيارة الأحياء وسلامهم عليهم أم لا ؟
الجـــواب : قال r : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام" فهذا نص في أنه يعرفه بعينه ويرد عليه السلام.

وقد شرع النبي r لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم : " السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين" وقد تواترت الآثار عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به. ويكفي في هذا تسمية المسلِّم عليه زائراً ، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً ، فإن المزور إذا لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال : زاره ، هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم. وكذلك السلام عليهم أيضاً ، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسَلِّم محال ، وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه.

المسألة الثانية: وهي أن أرواح الموتى هل تتلاقى وتتزاور وتتذاكر أم لا ؟
الجــــواب: الأرواح قسمان :

1- أرواح معذبة والعياذ بالله ، فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.

2- أرواح منعمة ، وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا r في الرفيق الأعلى. قال الله﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً﴾.وهـذه المعية ثابتة في الدنيا وفي دار البرزخ وفي دار الجزاء. وقال تعالى﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ أي ادخلي في جملتهم وكوني معهم. وهذا يقال للروح عند الموت. وقد أخبر الله تعالى عن الشهداء بأنهم ﴿ أحياء عند ربهم يرزقون﴾ وأنهم ﴿يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم﴾ وأنهم ﴿ يستبشرون بنعمة من الله وفضل﴾.
وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه :

1. أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون.

2. إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم.

3. أن لفظ ( يستبشرون) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً.

المسألة الثالثة: وهي هل تتلاقى أرواح الأحياء وأرواح الأموات أم لا ؟
الجـواب:نعم،تلتقي أرواح الأحياء والأموات ،كما تلتقي أرواح الأحياء قال تعالى:﴿ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون﴾. عن ابن عباس في تفسير الآية : بلغني أن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم ، فيمسك الله أرواح الموتى ويرسل أرواح الأحياء إلى أجسادها. وقد دل على التقاء أرواح الأحياء والأموات أن الحي يرى الميت في منامه فيستخبره ، ويخبره الميت بما لا يعلمه الحي ، فيصادف خبره كما أخبر في الماضي والمستقبل.

وفي هذا حكايات متواترة. وهذا الأمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها.

المسألة الرابعة: وهي أن الروح هل تموت أم يموت البدن وحده ؟
الجـواب: أن يقال : موت النفوس هو مفارقتها لأجسادها وخروجها منها، فإن أريد بموتها هذا القدر فهي ذائقة الموت بلا شك ، وإن أريد أنها تعدم وتضمحل وتصير عدماً محضاً ، فهي لا تموت بهذا الاعتبار ، بل هي باقية بعد خروجها من البدن في نعيم أو في عذاب.

المسألة الخامسة: كيف تتعارف الأرواح بعد مفارقة الأبدان ؟الجـواب: أنها بعد مفارقتها الجسد تأخذ من بدنها صورة تتميز بها عن غيرها ، فإنها تتأثر ، وتنتقل عن البدن ، كما يتأثر البدن وينتقل عنها ، فيكتسب البدن الطيب والخبث من طيب النفس وخبثها ، وتكتسب النفس الطيب والخبث من طيب البدن وخبثه.

المسألة السادسة: وهي : أن الروح هل تعاد إلى الميت في قبره وقت السؤال أم لا تعاد؟
الجـواب: قد جاء في الحديث الصحيح: قال البراء بن عازب: ( كُنَّا في جنازةٍ في بقيع الغرقـد ، فأتانا النبي r فقعد ، وقعدنا حوله كأنَّ على رؤوسنا الطَّير ، وهو يلحد له ، فقال: " أعوذ بالله من عذاب القبر" – ثلاث مرات – ثم قال: " إن العبد المؤمن إذا كان في إقبالٍ من الآخرة ، وانقطاعٍ من الدنيا نزلتْ إليه ملائكةُُ ، كأنَّ وجوههم الشمسُ ، فيجلسون منه مدَّ البصر ، ثم يجيء ملكُ الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة ، أخرجي إلى مغفرةٍ من الله ورضوان.

قال: فتخرج تسيلُ كما تسيل القطرةُ مِن فِيِّ السّقاء ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يَدَعوها في يده طرفةَ عين حتى يأخذوها ، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحةِ مسكٍ وُجِدَتْ على وجه الأرض.

قال: فيصعدون بها فلا يَمُرُّونَ بها – يعني على ملأ من الملائكة – إلا قالوا: ما هذا الروحُ الطَّيِّبُ ؟ فيقولون: فلان بن فلان ، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ، حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتحون له ، فيفتح له ، فيشيّعه مِن كلِّ سماءٍ مٌقَرَّبُوها إلى السماء التي تليها ، حتى يُنتهى بها إلى السماء التي فيها الله تعالى ، فيقول الله عزّ وجلّ: اكتبوا كتاب عبدي في عِلِّيِّين ، وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أُعيدهم ، ومنها أُخرجهم تارة أخرى.

قال: فتُعاد روحُه في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له مَن ربُّك ؟ فيقول : ربي الله ؛ فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام ، فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعث فيكم ؟ فيقول رسول الله r ، فيقولان له: وما عِلْمُك ؟ فيقول: قرأتُ كتابَ الله ، فآمنت به ، وصدَّقتُ ، فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة ، وافتحوا له باباً من الجنة ؛ قال: فيأتيه من ريحها وطيبها ، ويُفسح له في قبره مدّ بصره.

قال: ويأتيه رجلُُ حَسَنُ الوجه ، حَسَنُ الثياب ، طَيِّبُ الرِّيح ، فيقول: أبشرْ بالذي يسرُّكَ هذا يومك الذي كنت توعد ، فيقول له: مَن أنت ؟ فوجهُك الوجه الذي يجيءُ بالخير ، فيقول: أنا عملُك الصَّالح ، فيقول: ربّ أقمِ السَّاعةَ حتى أرجعَ إلى أهلي ومالي.

قال: وإن العبدَ الكافرَ إذا كان في إقبالٍ من الدنيا وانقطاعٍ من الآخرة ، نزل إليه من السماء ملائكةُُ سود الوجه ، معهم المسوح ، فيجلسون منه مد البصر ، ثم يجيء ملكُ الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة ، أخرجي إلى سخطٍ من الله وغضب.

قال: فتتفرَّق في جسده فينتزعها كما يُنتزع السَفُّود من الصوف المبلول ، فيأخذها ، فإذا أخذها لم يَدَعُوها في يده طرفة عين ، حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريحِ جيفةٍ وُجِدَتُ على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يَمُرُّون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الريح الخبيث ؟ فيقولون: فلان بن فلان ، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا ، حتى يُنتهى به إلى السماء الدنيا، فيستفتح له فلا يفتح.

ثم قرأ رسولُ الله r: ﴿لا تُفَتَّحُ لَهمْ أَبْوَابُ السَّماءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجنَّةَ حَتَّى يَلِجُ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ﴾ (الأعراف: 40) فيقول الله عزّ وجلّ: اكتبوا كتابه في سِجّين في الأرض السفلى ، فتُطرح روحُه طرحاً ، ثم قرأ: ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأنَّما خَـرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ﴾ (الحج: 31).

فتُعادُ روحُه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له: مَن ربك ؟ فيقـول: هاه هاه لا أدري ، فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعِثَ فيكم ؟ فيقول هاه هاه لا أدري ، " سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته " فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأته من حرِّها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلفَ فيه أضلاعُه. ويأتيه رجلُُ قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح ، فيقول: أبشر بالذي يسؤوك ، هذا يومُك الذي كنت توُعد ، فيقول: مَن أنت ؟ فوجهُك الوجه الذي يجيء بالشر ، فيقول: أنا عملك الخبيث فيقول: ربِّ لا تقم الساعة )رواه الإمام أحمد وأبو داود ، وروى النسائي وابن ماجة أوله ، ورواه أبو عوانة الإسفراييني في صحيحه.وذهب إلى القول بموجب هذا الحديث جميع أهل السنة والحديث من سائر الطوائف.

المسألة السابعة: هل عذاب القبر يكون على النفس ؟ أو على البدن ؟ أو على النفس دون البدن؟ أو على البدن دون النفس ؟ وهل يشارك البدن النفس في النعيم والعذاب أم لا؟
الجـواب: مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب ، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه ، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة ، وأنها تتصل بالبدن أحياناً ، ويحصل له معها النعيم أو العذاب. ثم إذا كان يوم القيامة أعيدت الأرواح إلى الأجساد،وقاموا من قبورهم لرب العالمين. وعذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة ، ومن كان مستحقاً له ناله نصيبه من العذاب سواء قبر أو لم يقبر،فسواء أكلته السباع أو أحرق حتى صار رماداً ونُسف في الهواء ، أو صلب ،أو غرق في البحر،وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى القبور،بقدرة الله عز وجل.

المسألة الثامنة: وهي : ما الحكمة في كون عذاب القبر لم يذكر في القرآن مع شدة الحاجة إلى معرفته والإيمان به ليحذر ويتقى ؟الجـواب : مجمل ومفصل :

الجواب المجمل: هو أن الله أنزل على رسوله r وحيين ، وأوجب على عباده الإيمان بهما والعمل بما فيهما،وهما الكتاب والحكمة. قال تعالى﴿وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة﴾والكتاب هو القرآن،والحكمة هي السنة باتفاق السلف.فما أخبر به الرسول r يجب تصديقه والإيمان به.

أما الجواب المفصل : فهو أن عذاب القبر مذكور في القرآن في عدة آيات ؛ منها:

1- قوله تعالى :﴿ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون﴾وعذاب الهون هو عذاب القبر ، قبل العذاب العظيم في النار.

2- قوله تعالى عن آل فرعون :﴿النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب﴾ .

المسألة التاسعة :وهي :ما الأسباب التي يعذب بها أصحاب القبور؟
الجـواب : مجمل ومفصل

الجواب المجمل : أنه يعذبون على جهلهم بالله وإضاعتهم لأمره وارتكابهم لمعاصيه.

والجواب المفصل : أن الرسول r قد أخبر عن أناس بأنهم يعذبون في القبر ، منهم على سبيل المثال:

1- النمام.

2- الذي لا يستبرئ من بوله.

3- الكذاب .

4- الزناة.

5- آكل الربا.

وغيرهم كثير … أعاذنا الله وإياكم من عذاب القبر.

المسألة العاشرة: ما هي الأسباب المنجية من عذاب القبر؟
الجــواب : مجمل ومفصل

الجواب المجمل: تجنب تلك الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، ومن أنفعها أن يتوب الإنسان توبة نصوحاً، ويحاسب نفسه.

الجواب المفصل: ما ورد في أحاديث كثيرة صحيحة ، منها:

1- الرباط في سبيل الله.

2- الشهادة في سبيل الله.

3- قراءة سورة ( تبارك).

4- الموت في ليلة الجمعة أو يومها.

المسألة الحادية عشرة :وهي : أن السؤال في القبر هل هو عام في حق المسلمين والمنافقين والكفار ، أو يختص بالمسلم والمنافق؟
الجـواب : أن السؤال يكون للجميع ، فقد جاء في حديث البراء رضي الله عنه " فإذا كان كافراً جاءه ملك الموت فجلس عند رأسه .. فذكر الحديث وفيه ـ ويأتيه ملكان شديدا الانتهار ، فيجلسانه وينتهرانه ، فيقولان : من ربك؟ …الحديث" وقد أخبر الله تعالى في كتابه أنه يسأل الكفار يوم القيامة ، قال سبحانه ﴿ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين﴾وقال ﴿فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون﴾ فإذا سئلوا يوم القيامة فكيف لا يسألون في قبورهم؟

المسألة الثانية عشرة : وهي أن سؤال منكر ونكير هل هو مختص بهذه الأمة أو يكون لها ولغيرها؟
الجــواب: والله أعلم ـ أن كل أمة من الأمم تسأل عن نبيها ، وأنهم معذبون في قبورهم بعد السؤال لهم وإقامة الحجة عليهم ، كما يعذبون في الآخرة بعد السؤال وإقامة الحجة.

المسألة الثالثة عشرة: وهي أن الأطفال هل يمتحنون في قبورهم؟الجــواب: أنهم لا يمتحنون ، لأن السؤال يكون لمن عقل الرسول والمرسل ، فيسأل: هل آمن بالرسول وأطاعه ، أم لا؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له فكيف يسأل هذا السؤال؟‍‍

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أنه r صلى على جنازة صبي فسُمع من دعائه: "اللهم قه عذاب القبر" رواه مالك ، فليس المراد بعذاب القبر فيه عقوبة الطفل على ترك طاعة أو فعل معصية قطعاً؟ فإن الله لا يعذب أحداً بلا ذنب عمله ، بل عذاب القبر قد يراد به الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره ، وإن لم يكن عقوبة على عمل عمله.

ومنه قوله r: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه". أي يتألم بذلك ويتوجع منه لا أنه يعاقب بذنب الحي ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾.

وهذا كقوله r: "السفر قطعة من العذاب" ، فالعذاب أعم من العقوبة. ولا ريب أن في القبر من الآلام والهموم والحسرات ما قد يسري أثره إلى الطفل فيتألم به، فيشرع للمصلي عليه أن يسأل الله تعالى أن يقيه ذلك العذاب ، والله أعلم.

المسألة الرابعة عشرة: وهي: هل عذاب القبر دائم أو منقطع؟
الجــواب: أن عذاب القبر نوعان:

1- نوع دائم: يدل عليه قوله تعالى: ﴿النار يعرضون عليها غدواً وعشياً﴾، وقوله صلى الله عليه وسلم في الذي يعذب: "فهو يُفعل به ذلك إلى يوم القيامة" رواه البخاري. وقوله r في قصة الجريدتين اللتين وضعهما على قبري من يعذبان: "لعله يُخفف عنهما ما لم ييبسا" فجعل التخفيف مقيداً بمدة رطوبتها فقط. فالأصل أن عذابهما دائم.

إلا أنه قد رويت بعض الأحاديث تفيد أن العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين، فإذا قاموا من قبورهم قالوا: ﴿يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا﴾.

2- نوع يبقى إلى مدة ثم ينقطع ، وهو عذاب بعض العصاة الذين خفت جرائمهم، فيعذب بحسب جرمه ثم يخفف عنه.

المسألة الخامسة عشرة: وهي: أين مستقر الأرواح ما بين الموت إلى يوم القيامة؟
الجــواب: قد اختلف العلماء في هذا اختلافاً كثيراً، ولكل واحد حجته، فمنهم من قال: هي في الجنة ، ومنهم من قال: هي عند باب الجنة، ومنهم من قال: هي على أفنية قبورها، ومنهم من قال: هي مرسلة تذهب حيث شاءت، ومنهم من قال: هي عند الله ، ومنهم من قال: أرواح المؤمنين عن يمين آدم عليه السلام وأرواح الكفار عن شماله.

والصواب: أن ( الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت فمنها: أرواح في أعلى علِّيين في الملأ الأعلى وهي أرواحُ الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ، وهم متفاوتون في منازلهم كما رآهم النبي r في ليلة الإِسراء.

ومنها: أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنة حيث شاءت وهي أرواحُ بعض الشهداء لا جميعهم ، بل من الشهداء من تُحَبسُ روحُه عن دخول الجنة لدَيْن عليه أو على غيره ، كما في المسند أنَّ رجلاً جاء إلى النبيr فقال: يا رسول الله ، ما لي إن قُتلت في سبيل الله ؟ قال " الجنة " ، فلما ولى قال: ( إلاَّ الدَّين ، سارني به جبريلُ آنفاً).

ومنهم: من يكون محبوساً على باب الجنة كما في الحديث الآخر: ( رأيتُ صاحِبكم محبوساً على باب الجنة).

ومنهم: من يكون محبوساً في قبره ، كحديث صاحب الشملة التي غلها ثم استشهد ، فقال الناس: هنيئاً له الجنة ، فقال النبيr والذي نفسي بيده إن الشَّملة التي غلَّها لتشتعل عليه ناراً في قبره).

ومنهم: من يكون مقره باب الجنة كما في حديث ابن عباس الشهداءُ على بارق – نهر بباب الجنة – في قبة خضراء، يخرج عليهم رزقُهم من الجنة بكرةً وعشية).رواه أحمد.وهذا بخلاف جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حيث أبدله الله من يديه جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء.

ومنهم: من يكون محبوساً في الأرض ، لم تَعْلُ روحُه إلى الملأ الأعلى فإنها كانت رُوحاً سفلية أرضية، فإنَّ الأنفسَ الأرضيَّةَ لا تجامعُ الأنفس السماوية ، كما لا تجامعها في الدنيا، والنفس التي لم تكتسبْ في الدنيا معرفةَ ربِّها، ومحبته وذِكْره والأنس به، والتقرُّب إليه، بل هي أرضية سفلية، لا تكون بعد المفارقة لبدنها إلا هناك.

كما أنَّ النفسَ العلويَّة التي كانت في الدنيا عاكفةً على محبة الله عزّ وجلّ وذكْره ، والتقرُب إليه والأنس به تكون بعد المفارقة مع الأرواح العلوية المناسبة لها، فالمرءُ مع مَن أحبَّ في البرزخ، ويوم القيامة ، والله تعالى يُزوِّجُ النفوس بعضها ببعض في البرزخ ويـوم المعاد كما تقدَّم في الحديث ، ويجعل روحه – يعني المؤمن – مع النسيم الطيب؛ أي الأرواح الطَّيبة المشاكلة، فالروحُ بعد المفارقة تلحق بأشكالها وأخواتها وأصحاب عملها فتكون معهم هناك.

ومنها: أرواح تكونُ في تنّور الزُّناة والزواني ، وأرواح في نهر الدم تسبح فيه وتلقم الحجارة ، فليس للأرواح سعيدها وشقيّها مستقر واحد ، بل روح في أعلى عليين ، وروح أرضية سفلية لا تصعد عن الأرض).

المسألة السادسة عشرة: وهي: هل تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء ، أم لا؟
الجــواب: أنها تنتفع من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة.

أحدهما: ما تسبب إليه الميت في حياته.

الثاني: دعاء المسلمين له ، واستغفارهم له ، والصدقة والحج.

أما بقية العبادات البدنية: كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فقد اختلفوا في وصول ثوابها إليه. وقد اختار ابن القيم رحمه الله وصول ثواب ذلك كله للميت. وقال: "الذي أوصل ثواب الحج والصدقة والعتق هو بعينه الذي يوصل ثواب الصيام والصلاة والقراءة والاعتكاف ، وهو إسلام المهدى إليه ، وتبرع المهدي وإحسانه" (ص 334).

ثم قال رحمه الله: ( وبالجملة فأفضل ما يُهدى إلى الميت: العتق ، والصدقة، والاستغفار له، والدعاء له، والحج عنه) " ص 345 ".

المسألة السابعة عشرة: وهي: هل الروح قديمة أو محدثة مخلوقة؟الجــواب: أجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة مخلوقة مصنوعة مربوبة مُدَبَّرَة. وهذا معلوم بالاضطرار من دينهم ، وقد انطوى عصر الصحابة والتابعين وتابعيهم وهي القرون المفضلة على ذلك ، من غير اختلاف بينهم ، حتى نبغت نابغة من أهل الضلال فزعمت أنها قديمة غير مخلوقة!!

المسألة الثامنة عشرة: وهي: تقدم خلق الأرواح على الأجساد أو تأخر خلقها عنها؟
الجــواب: قد اختلف العلماء في هذا:

1- فقال قوم: الأرواح مخلوقة قبل الأجساد.

2- وقال آخرون: بل الأجساد مخلوقة قبل الأرواح.

والصواب هو القول الثاني: وهو أن الأجساد خُلقت أولاً ، ثم الأرواح ، ودليل هذا أن الله خلق آدم عليه السلام من تراب (ثم) نفخ فيه الروح. قال ابن القيم رحمه الله : "والقرآن والحديث والآثار تدل على أن الله سبحانه نفخ فيه من روحه بعد خلق جسده" (ص410).

المسألة التاسعة عشرة: وهي: حقيقة النفس.

الجــواب: أن هذه من المسائل التي تكلم فيها الناس من سائر الطوائف ، واضطربت فيها أقوالهم ، وكثر فيها خطؤهم ، وهدى الله أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل سنته لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.

فالصواب أن يقال: بأن الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس، وهي – أي الروح – جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد ، وسريان الدهن في الزيتون ، والنار في الفحم. فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء ، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية. وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها ، وخرجت عن قبول تلك الآثار، فارق الروح البدن، وانفصل إلى عالم الأرواح.

المسألة العشرون: وهي: هل النفس والروح شيء واحد أو شيئان متغايران؟
الجــواب: أن النفس في القرآن تُطلق على الذات بجملتها ، كقوله تعالى: ﴿فسلموا على أنفسكم) ، وقوله: ﴿ولا تقتلوا أنفسكم﴾، وقوله: ﴿يوم تأت كل نفس تجادل عن نفسها﴾، وقوله: ﴿كل نفس بما كسبت رهينة﴾. وتطلق النفس على الروح وحدها ، كقوله تعالى: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾، وقوله: ﴿أخرجوا أنفسكم﴾. أما (الروح) فلا تُطلق على البدن، لا بانفراده ولا مع النفس. فالفرق بين النفس والروح فرقٌ بالصفات لا فرقٌ بالذات.

المسألة الحادية والعشرون: وهي: هل النفس واحدة أم ثلاث؟
لأن الله يقول: ﴿يا أيتها النفس المطمئنة﴾ ويقول: ﴿ولا أقسم بالنفس اللوامة﴾، ويقول: ﴿إن النفس لأمّارة بالسوء﴾، فهي مطمئنة ، ولوامة ، وأمارة.

الجــواب: أنها نفس واحدة ، ولكن لها صفات ، فتسمى باعتبار كل صفة باسم، فتسمى (مطمئنة) باعتبار طمأنينتها لربها بعبوديته ومحبته ، وتُسمى (لوامة) لأنها تلوم صاحبها على التفريط ، وتُسمى (أمّارة) لأنها تأمره بالسوء ، وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها.

نسأل الله أن يجعل نفوسنا مطمئنة ، وأن يُدخلنا في عباده وفي جنته ، آمين

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

منقول
دعواتكم

[font=Traditional Arabic][color=FF8C00]بارك الله فيكى وجزاكى خير الثواب
موضوع مهم ومفيد
تسلمى [/font[/color]]
الله يذكرك الشهادة …واللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنة ….ولا تجعلها حفرة من حفر النار …..
جزاااكك الله خيييييير
انتي رااااائعةياهبة جزاكي الله كل خير وادخلكي الجنةمن اي باب تشائين وايانا
مشكوووورة
تستحقين التقييم ياهبوشة
جزااااك الله خير
}~خليجية~{ جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك}~خليجية~{

}~خليجية~{واثابك وانارقلبك بنور الأيمان{~خليجية~}

}~خليجية~{