تفسير سورة المائدة
تفسير سورة المائـــــــــــــــــدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات 1 ـ 2
( يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود ، أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلى الصيد وأنتم حرم ، إن الله يحكم ما يريد * يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدى ولا القلائد ولآ آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا ، وإذا حللتم فاصطادوا ، ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا ، وتعاونوا على البر والتقوى ، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، واتقوا الله ، إن الله شديد العقاب )
العقود : العهود
والمقصود ما أحل الله وما حرم وما فرض وما نهى ( أى الطاعة )
ويأمر بطاعة الله فى " عهد الله وعقد الحلف وعقد الشركة والبيع والنكاح واليمين "
ولا تحلوا شعائر الله التى حرم
ولا تحلوا القتال والمحارم فى الشهر الحرام ويجب تعظيمه
( ولا الهدى ولا القلائد ) : لا تمتنعوا عن الإهداء بأنعام إلى البيت الحرام فتعظيمه من تعظيم الشعائر
ولا تتركوا تعليقها فى أعناقها لتتميز عن باقى الأنعام ليعلم أنها هدى إلى الكعبة ولا يتعدى عليها أحد بسوء
( ولا آمين البيت الحرام ) : من دخل البيت الحرام كان آمنا فلا تقاتلوا فيه
( يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا ) : وأيضا لا تعتدوا على من دخل البيت الحرام يطلب فضل الله ورضوانه فلا تمنعوهم ولا تصدوهم
( وإذا حللتم فاصطادوا ) : إذا انتهيتم من الإحرام يباح لكم ما حرم عليكم ومنها الصيد
ولا تجعلوا كرهكم لمن كانوا يتعرضون لكم ليمنعوكم من دخول المسجد الحرام أن تعتدوا عليهم وتقتصوا منهم ظلما وعدوان ولكن احكموا بالعدل
ويأمر الله المؤمنين بأن يتعاونوا على البر والتقوى وينهاهم عن أن ينصر بعضهم بعضا ظلما وعدوانا لأن الله شديد العقاب
الآية 3
( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ومآ أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ، ذلكم فسق ، اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون ، اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا ، فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )
ينهانا الله عن أكل الميتة إلا السمك لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عن ماء البحر : " هو الطهور ماؤه الحل ميتته "
لأن ملوحة ماء البحر الشديدة تمنع تحلل الميته فيه وتمنع فساده فهو طاهر
ونهانا عن أكل الدم المسفوح مثل دم الترسة
وينهى عن أكل لحم الخنزير لأنه يعيش على الجيفة
وينهى عن ( وما أهل به لغير الله ) : كل ما ذكر عند ذبحه اسم غير الله
والمنخنقة : وهو ما مات بالخنق
و الموقوذة : وهى ما تضرب بشئ ثقيل فتموت
والمتردية : وهى ما ماتت بسبب وقوعها من مكان مرتفع
والنطيحة : وهى ما ماتت بسبب نطح أغنام أخرى لها
وما أكل السبع : وهى ما هجم عليها سبع أو نمر أو فهد وأكل جزء منها فالباقى حرام تناوله
( إلا ما ذكيتم ) : أى ما يمكن ذبحه لأن ما زالت به حياة ولم يمت
وما ذبح على النصب : النصب هى حجارة وكان عددها 360 وكان العرب فى الجاهلية يذبحون عندها ويلطخون بالدم ما هو مواجه للكعبة ويطرحون اللحم عليها ، فنهى الله عن ذلك الفعل وحرم أكل اللحوم التى تنشر عليها ولو كانت ذكر اسم الله عليها لأن ذلك شرك مع الله بالنصب
ونهى الله عن ( وأن تستقسموا بالأزلام ) : جمع زلم وهى عبارة عن ثلاثة أقداح مكتوب عليها أفعل والثانى لاتفعل والثالث ليس عليه شئ وعند الإستخارة يضربون هذه الأزلام وما طلع منها واحدا فعل أو لا والغير مكتوب تعاد المحاولة ( مثل القرعة للفعل أم لا ) لأن الشخص يوقف سعيه ويستشير هذه الأقداح وهذا من الشرك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون فى جزيرة العرب ولكن بالتحريش بينهم "
وهذا فى معنى قوله تعالى ( اليوم يئس الذين كفروا من دينكم ) .. وينطبق على سائر الكفار
ويقول تعالى لا تخشوا ما يفعله الكفار ولا تخضعوا لهم والحق أن تخشوا الله تعالى ( فلا تخشوهم واخشونى )
ويقول لقد رضيت لكم الإسلام دينا وأكملت لكم الدين برسالة محمد صلى الله عليه وسلم فارضوه لأنفسكم
ومن احتاج لشئ مما حرم الله مضطرا وإلا الموت فله تناوله مادام لا يحاول بذلك معصية الله والله غفور رحيم لمن اضطر