الشعور بالخجل عند الاطفال
الشعور بالخجل عند الأطفال ..؟؟
◄يمكن أن يكون شعور الطفل بالخجل نابعاً من شعوره بعدم الكفاءة وبالخوف من ضحك الأطفال الآخرين وحكمهم عليه. وسواء أكانت هذه المخاوف حقيقية، أم لا وجود لها إلا في ذهن الطفل، على الأُم ألا تستهين بها وألا تتجاهل شعور طفلها بالخجل.
إنّ شعور الطفل بالخجل له تأثيرات جانبية كثيرة، منها: إقامة الصداقات وتنميتها والإحتفاظ بها، مواجهة الطفل للمتاعب في فرض الإعتراف بحقوقه على الآخرين، سوء فهم الآخرين له، الظن أنا بارد لا يُبدي إهتماماً أو عطفاً على الآخرين، مصاعب في تعلُّم مهارات التواصل الإجتماعية الفعالة، عناء في التعبير عن مشاعره. إنّ الخجل هو شعور فظيع غير مُحَبَّب، وهو عادة تبدأ عندما يخاف الطفل من الكلام ولا يعرف ماذا يفعل. أحياناً، يمكن أن يتسبب الخجل في أن يبدو الطفل مُملاً وثقيل الظل. يشعر الطفل بالخجل عندما يقول شيئاً خاطئاً ويخجل من قول شيء مرة أخرى خوفاً من أن يضحك الآخرون عليه. يضع الطفل يده على فمه عند الحديث، أو يتكلم بصوت منخفض، بحيث لا يفهم الطرف الآخر ما يقول نتيجة شعوره بالخجل.
– شعور طبيعي:
الخجل هو شعور طبيعي ينتج عنه تصرف يمكن إصلاحه. أما الخزي فهو شعور شديد وحاد ينتج عن الإحساس بعدم الكفاءة، وبالسوء، وبالتفاهة. شعور يمكن أن يدوم طوال العمر. يمكن أن يدفع الشعور بالخزي الطفل إلى الإعتقاد بأنّه غير صالح بما يكفي، غير مُحبَّب، أحمق، أنّه غلطة.
إنّ إلحاق الخزي بالغير، تقنية يستخدمها الأشخاص السيئون لتحويل الإنتباه بعيداً عن سلوكهم وللضغط على الضحية وفرض سيطرتهم عليها، حيث يتم وضع الطفل في حالة يصعب عليه الخروج منها، بحيث يشعر الطفل بأنّه سيئ ولن يرقَى إلى المعايير المتعارَف عليها، وأن عليه قضاء ما تبقّى من حياته في العمل لمحاولة التعويض عمّا ينقصه.
يمكن أن يُعاني البالغ الذي تم إشعاره بالخزي، من خجل مفرط ومن الشعور بالإحراج والبدّونية. فهو لا يعتقد أنّه إرتكب خطأ بل يعتقد أنّه هو نفسه خطأ. وهو يخاف من العلاقات الحميمة ويميل إلى تجنب إقامة صداقات حقيقية. ويمكن أن يبدو إما عظيماً ومستقلاً أو غير أناني. ويشعر بأنّه مهما فعل فلن يحدث أي تغيير، لأنّه يعتقد بأنّه عديم القيمة وغير محبوب. كما يشعر بأنّه دائماً في وضعية الدفاع، خاصة عندما لا يتلقّى الدعم المطلوب. ويشعر بالذل إذا أُجبر على تصحيح أخطائه أو عيوبه، وقد يختبر الشعور بالإحباط.
[IMG][/IMG]
– مساعدة الطفل على التخلص من خجله:
هناك أسباب عديدة تكمن وراء تطور الخجل عند بعض الأطفال الصغار. يمكن أن يكون أحدها صعوبة تعامُل الطفل مع أوضاع جديدة تفرض عليه التراجع والتردد. يتصف بعض الأطفال بحساسية عالية جدّاً، فيحتاج الواحد منهم إلى بعض الوقت حتى يعتاد الغرباء ويقترب منهم. لذا، يمكن أن يؤدي هذا التردد إلى أن يصبح الطفل خجولاً. قد يكون السبب الآخر هو عدم وجود إنسجام بين الأهل، ما يجعل الطفل يشعر بعدم الأمان، وقد يؤدي هذا الأمر إلى شعور الطفل بالخجل. أحياناً، يعود السبب إلى نشأة الطفل في كنَف أهل خجولين لا يوجد لديهم أصدقاء أو إهتمامات إجتماعية. بغض النظر عن السبب، هناك أشياء عديدة يُمكن أن تفعلها الأُم لتساعد طفلها على التخلص من خجله.
· تعريض الطفل لأشخاص وأوضاع مختلفة:
على الأُم أن تبدأ في تقديم طفلها في سن مبكرة، لأشخاص مختلفين، وتُعرّضه لأوضاع مختلفة، وتُعرّفه إلى أنشطة عديدة مثل الإنضمام إلى فرق رياضية. فإن هذا يساعد الطفل الصغير على الإعتياد على تفاعلات إجتماعية جديدة في أوضاع مختلفة، ما يفسح المجال أمامه للتفاعُل مع أنداده. إنّ السماح للطفل بالإنغماس في أنشطة إجتماعية يساعده على التغلب على ميوله إلى الإنعزال عن الآخرين.
· مُساعدة الطفل على أن يشعر بأنّه مُؤهّل عبر تعليمه المسؤولية والإستقلال:
في الأغلب، يعتمد الطفل الخجول على الأُم كليّاً، أو على أي شخص آخر مهم في حياته. وهذا يجعل الطفل يتردد في المُجازفة في عَقْد الصداقات أو الإنخراط في أنشطة إجتماعية. على الأُم أن تسند إلى طفلها بعض المهام، مثل بعض الأعمال اليومية، التي تشكل تحدّياً لقُدراته، شرط أن تتناسب معها. عليها أن تشجعه على إتخاذ القرارات. عندما يشعر الطفل بأنّه مهم، يتعمَّق إعتزازه بنفسه وبقُدراته.
· السماح للطفل بالتعبير عن آرائه ومشاعره:
من الممكن أن يُعبّر الطفل الخجول عن رأيه بوضوح إذا أُعطي الفرصة. لذا، من المهم أن تمنحه الأُم هذه الفرصة حتى لا يزداد خجله ويعزل نفسه. إذا تولّت الأم الإجابة عن طفلها الخجول، فإنها بذلك تعمل على تعزيز التصرفات التي تدل على خجله، وفي الوقت نفسه تحرمه من فرصة ممارسة التواصُل الاجتماعي ومن معرفة الرَّد على الأسئلة التي تُوَجّه إليه. في إمكان الأُم تشجيع طفلها على الكلام من خلال لعب دور المحاور، فتطرح عليه الأسئلة حول مختلفة الموضوعات. ومنها مثلاً: الطعام المفضّل لديه، علاقاته مع أنداده في المدرسة، عن المادة التي يحب وسبب تفضيلها على بقية المواد الدراسية.. إلخ. ثمّ عليها تبادل الأدوار، فتترك لطفلها لعب دور المحاور. عندما يشعر الطفل الخجول بقدرته على معرفة ما الذي يريد قوله أثناء تفاعله الإجتماعي، تزداد ثقته بنفسه ويُبدي إستعداداً أكبر للإنخراط في أنشطة إجتماعية.
· ملاحظة إحتياجات الطفل وتلبيتها:
يصبح في إمكان الطفل الخجول تَولّي قيادة الفريق الذي يلعب معه في حال تلقّى الرعاية اللازمة من الأُم. في حين يبقى الطفل الذي لا يلقّى الإهتمام الكافي، خجولاً وخائفاً طوال حياته. إنّ الأُم التي تستجيب لمطالب طفلها الصغير الخجول وتلبيها، تساعده على الإحتفاظ بهدوئه والسيطرة على إنفعالاته وردود فعله. وهذا يسمح بتحويل حساسيته الزائدة إلى مصدر قوة، تدفعه إلى الإستجابة أكثر إحتياجات أنداده، وتساعده على أن يُصبح مُفاوضاً أفضل ضمن فريقه.
· التركيز على الخجل وتجنُّب التشهير بالطفل:
إنّ إعتراف الأُم بمشاعر طفلها من دون أن تحكم عليها سلباً، يساعد على الشعور بأنّه شخص صالح. وفي المقابل، إن إعطاءه الإنطباع بأن هناك خطأ ما، يجعله يشعر بأنّه شخص سيئ، هذا يزيد من إحساسه بعدم الأمان وبالخجل. إنّ التعاطف مع الطفل يساعده على تطوير مشاعر التعاطف لديه، ما يُعزز من مهاراته الإجتماعية ويساعده على التواصل مع الآخرين.
يتبع